كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
نهضت الفتاة من فراشها و اتجهت نحو النافذة و نظرت عبر زجاجها فوجدت كارل يقف امام المنزل و يعد امتعته فوق ظهر الجمل استعداداً للرحيل .
سيرحل !
كارل سيرحل دون ان يكلف نفسه توديعها !
و ارتدت صوفيا ملابسها على الفور و نزلت السلم بسرعة حتي دون ان تضع حذاء في قدميها و خرجت من الباب فوجدته و تجمدت على الباب ووقفت دون حراك و هي حافية القديمن .
ماذا تقول له ؟ فقد عجزت الكلمات على التعبير عن حزنها و المها .. الآن في هذه اللحظة الاخيرة بينهما ..
و مع ذلك كيف تدع كارل يرحل دون كلمة وداع ولم تشعر بوجود ديفيد وراءها فسمعته يقول لها فجأة :
- لقد استيقضت مبكراً يا صوفيا .
و كان ينظر لها في حنان عندما قال لها :
- كم انت جميلة يا عزيزتي .
و عندما هم بتقبيلها ابتعدت عنه صوفيا خطوة الى الوراء . و قابل كارل هذا الموقف ببرود كعادته و شعرت صوفيا بضرورة اثارته حتي النهاية فاقتربت من ديفيد و احاطت كتفيه بذراعها و لكنها لم تقوى علي تقبيله و لحسن الحظ لم يلاحظ ديفيد ترددها و تقدم ديفيد نحو كارل ليساعده في اعداد امتعته .
ثم قفز كارل فوق الرحل .. والآن حان وقت الحاسم ، حان وقت الرحيل .
و كانت صوفيا تقف على مقربة منه و كم كانت تتمني عمل اي شيء او قول اي كلمة .. لكنها كانت تشعر بالاختناق و العجز عن النطق كانت تنظر اليه فقط و تلاقت عيونهما للحظة تري هل قرأ الحقيقة في عينيها ؟
و سار كارل في طريقه مسرعاً اكثر من اللازم حتي ان ديفيد علق دهشاً :
- لماذا يسرع بهذه الطريقة ؟ هذا يعرض الدابة للارهاق بسرعة .
و لم تكن صوفيا تسمعه في ذلك الوقت فقد كانت عينيها عالقتين بهذا الرجل الذي يبتعد عنها .
و تمنت صوفيا في داخلها لو يستدير رأسه .. يدير رأسه مرة واحدة فقط .. ولكن كارل ظل في طريقه و لم يستدر ناحيتهما ابداص .
و ظلت عيناها عالقتين عليه حتي اختفي تماماً و تلاشي في الصحراء الواسعة و استولي عليها في هذه اللحظة الحزن و الالم بشدة لم تعهدها من قبل و كانت تتمني لو تجري وراءه .. عندما احست بيد ديفيد على كتفها و قال لها :
- ها هو قد رحل .. و اصبحنا وحدنا الآن .
و استسلمت صوفيا للامر الواقع .. لقد كانت مجرد فكرة مجنونة خطرت برأسها .. فلن تلحق ابدا بكارل .
و اذا حدث ذلك ماذا ستقول له ؟
و شعرت فجأة بيد ديفيد ثقيلة جداً على كتفها لدرجة لا تحتملها .. ولكنها كانت مضطرة لاحتمالها .
- نعم .. انه بعيد الآن يا ديفيد .
و عادا معا الي المنزل .. و عندما نظرت صوفيا الي نفسها في المرآة احست انها ترى امامها انسانة اخري .. كم كان هذا الصباح كئيباً .. لقد فقدت الآن جزءاً مهماً من جسده .. لقد مات قلبها .
********************
يتبع
|