كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- هناك نصف دلو ممتلئ بالمياه .. هل هذا يكفيك ؟
- للأسف لا فما الذي يمكنني عمله الآن ؟
- يمكن شراء ما تريدين من جارنا مقابل مبلغ ضئيل من المال هل استدعيه من اجلك ؟
- نعم ارجوك .
و بعد خمس دقائق احضر الصبي دلو ماء و كانت صوفيا معها شامبو لغسل الشعر و على الرغم من الماء كان بارداً الا انها لم تلجأ لتسخينه لأن ذلك يستغرق وقتاً طويلاً ولم تكن ترغب في الانتظار اكثر من ذلك و عندما وضعت الماء على شعرها تحول الماء بسرعة الى اللون الاسود و هذا يعني انه سيستعيد لونه الطبيعي ! و دهشت سارة كثيراً بينما كانت تتابع هذه العملية باهتمام شديد ثم قالت للصبي :
- هيا اذهب لاحضار كمية اخري من الماء يا يوسف بسرعة !
و قد كانت صوفيا بحاجة فعلاً الى كمية من الماء حتي يختفي اي اثر لهذا اللون الاسود و اخيراً استعادت لون شعرها الرائع البراق حتي ان سارة قالت لها :
- يا له من رائع ؟ لماذا حاولت تغير لونه ؟
- بسبب شيخ قبيلة وقع في غرامه ! انها قصة طويلة !
- آ ه فهمت هنا الرجال يدفعون اموالهم كلها من اجل الزواج من امراة لها لون شعرك .
- ولكن الشيخ كان من النوع الذي عتاد ان يحصل على كل ما يريد دون مقابل و لحسن الحظ كارل زوجي نجح في انقاذي من براثنه .. و لهذا لجأت الى تغير لون شعري حتي لا يستطيع الشيخ العثور عليّ .
- نعم .. نعم .. انت محظوظة جداً .
و كان صوت صوفيا مماوءاً بمرارة في ذلك الوقت ثم جففت شعرها بالمنشفة و مشطته و قد جف بسرعة شديدة بسبب حرارة المطبخ .. و هزت صوفيا شعرها سعيدة و في هذه اللحظة دخل كارل عليهما و دهش كثيراً عندما رآها و لكنه تمالك نفسه و قال :
- يجب ان نتحدث قليلاً في بعض الاشياء المهمة .. هل يمكن ان نجلس معاً منفردين لمدة قليلة ؟
فقالت سارة :
- هناك فناء صغير وراء المنزل يمكنكا البقاء فيه هناك .
و كان في الفناء شجرة كبيرة بجانب بعض الورود التي تم زرعها هنا و هناك و كان من الواضح ان ذلك الجمال من صنع سارة .
جلس كارل و صوفيا في مواجهة بعضهما تحت اشعة الشمس الظهيرة و لم تستطع صوفيا تحمل نظرات كارل كثيراً ثم قالت لنفسها فجأة انني احبه بكل قوتي ، احبه .. احبك يا كارل ! و فوجئت صوفيا بهذا الاعتراف لنفسها .. منذ متي تحبه . ربما من البداية . او من اللحظة التي رأته فيها لأول مرة و ظنته قاطع طريق ..
هل تقول له انها تحبه .. ولكن لا يمكن ذلك ، فهي الآن بجانب ديفيد خطيبها و الآخلاص بالنسبة لصوفيا شيء مقدس .. و لا يمكنها اذن عدم الوفاء بوعدها ، قد تجرح ديفيد بهذه الطريقة .. و همست لنفسها :
لكنك زوجة كارل .. ياله من زواج تعيس زواج تمثيلي .. كما ان كارل لا يتمناها .. لا يحبها .. انه يرغبها .. مجرد رغبة جسدية و مؤقتة .. لا بد ان تكف عن هذا الحلم سريعاً .
*******************
يتبع
|