كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتنهدت صوفيا قائلة :
- يالها من حرارة محرقة .. لقد احترق جلدي .
- اقترح عليك اخذ حمام .
- حمام ؟ هذا رائع !
- هيا اذهبي اولاً و سألحق بك بعد الانتهاء من مساعدة الجملين على الشرب .
و بدأت صوفيا تفك ازرار قميصها .. ولكنها فجأة احست بالخجل الشديد .. كيف ستبدو نصف عارية امام كارل ؟ ... ولكنها سرعان ما تخلصت من هذه الافكار و بدات تنزع ملابسها فقد كانت في حاجة شديدة الي شيء من الانتعاش ! وبعد دقائق قليلة كانت المياه تغطيها من كل جانب .
يالها من سعادة لتخلص من اتربة الصحراء التي غطت جسدها ! وبدأت صوفيا تسبح علي ظهرها .. بينما كانت اشجار السنط و النخيل تتأرجح على جوانب العين بفعل الرياح .. ولم تشعر صوفيا في حياتها بمثل هذه الراحة ..
- صوفيا ؟ هل المياه جيدة ؟
كان كارل قد وصل اليها في خطوته المتأرجحة بعض الشيء .. ونظرت اليه صوفيا في دهشة .. فقد كان كارل وسيماً و رياضيا .. و اسمر اللون .. وبينما كان ديفيد ناصع البياض . و فجأة ركزت عينيها على اثر جرح غائر في احدى ساقيه .. انه دليل علي جرح قديم .. وبدأت صوفيا تتسأل من جديد ترى ما السر الغامض الذي يكتنف حياته ؟ وما الحادثة التي تسببت له في هذا الجرح ؟ هل هي الآن في صحبة رجل تبحث عنه الشرطة ؟ ولكنها كانت تعتقد عدم معقولية هذات الكلام ، اذ ما الذي يمكنها ان تنتظره من رجل مثله ؟
وكان كارل في هذه اللحظة قد غطس في المياه و ظهر بجانبها .
- اليست هذه معجزه ؟ حمام سباحة في قلب الصحراء !
سبحا معا جنباً الي جنب بدون ان يوجه احدهما كلمة واحدة للآخر و بعد الاستحمام فرش كارل غطاء علي الشاطيء و ناما فوقه .
وقالت صوفيا و هي تغالب النعاس :
- لابد انني قد احضرت معي منشفة .
- ولماذا ؟ لقد جفت المياه على جسدك .
واثار صوت كارل المميز صوفيا لتفتح عينيها و كان يستند علي كوعه و ينظر اليها بينما تشع من عينيه نظرة غريبة .
و شعرت الفتاة بالاضطراب و كانت تود القيام علي الفور لارتداء ملابسها و لكنها لم تكن قادرة علي اي حركة الآن ، فقد كان هناك ضعف غريب يسيطر عليها و يشل حركتها و غامر كارل و لمس ذراعها بيده برقة .. فبدا الامر كما لو كان حلماً ؟ و احست صوفيا باحساس رائع . ولم تكن تفكر الا في شيء واحد قبل ان تسلم نفسها للنوم ...لو كان كارل يقبلها الآن ..
انزلق رأسها على كتف كارل و اقتربت منه كثيراً بدون ادني شعور بذلك .. وعندما استيقظت من النوم كان الظلام قد تسرب الى الصحراء ووجدت نفسها مغطاة لحمايتها من البرد ، فقامت صوفيا و دثرت كارل بالغطاء ثم جلست .
وكان هناك علي الجانب الآخر من البئر مجموعة من البدو ينصبون الخيام للمبيت و كان الاطفال يلعبون هنا وهناك بينما تاكل الماعز و الخراف من الاعشاب المتناثرة علي جوانب العين .
******************
يتبع
|