المنتدى :
الشعر والشعراء
حائرة
حائرة
أَجِبْني ماذا يُمْكِنُني
لِكَيْ تَهْوانِي أَنْ أَفْعَلْ
فَرَشْتُ الدَرْبَ أَهْداباً
لِكَيْ تَأْتِ وَلَمْ تَقْبَلْ
مَنَحْتُكَ طِيبَ أَيامي
وَثَغْراً رائِعَ الْمَنْهَلْ
وَأَحْلاماً وَأَفْراحَا
وَأَطْياباً كَما تَأْمَلْ
وَقَلْباً صارَ إِنْ يَلْقاكَ
يُهْدي الرُوحَ لا يَبْخَلْ
******
إِلَيْكَ إِشْتقْتُ لَوْ تَسْأَلْ
ثِيابي حَريرِيَ الْمُهْمَلْ
وَدَرْفَةَ بابي أَدْراجِي
ثَنايا سَتائِرِ الْمِخْمَلْ
وَحَتى ضَفَائِري صارَتْ
تُعَاتِبُني وَلا تَخْجَلْ
فَبَعْدَكَ أَنْتَ لَمْ تَعْرِفْ
دُرُوبَ الْمِشْطِ لَمْ تُجْدَلْ
أَحِنُ إِلَيْكَ تَذْكُرُنِي
نُجُومُ اللَيْلِ إِنْ أَقْبَلْ
أُناجِيها وَأَسْأَلُهَا
لِماذا عَنِّي لا تَسْأَلْ
لِماذا غِبْتَ عَنْ عَيْني
وَكُنْتَ الجَفْنَ وَالمِكْحَلْ
وَنُورَ الفَجْرِ إِنْ أَصْحُو
وَطَيْفَ الحُلْمِ إِنْ أَغْفَلْ
تَعالَ إِلَيَّ تَلْقانِي
رَبيعاً يَرْنُو لِلأَجْمَلْ
أَضاعَ الشَوْقُ أَيامي
أَصابَ القَلْبَ في مَقْتَلْ
فَرِفْقاً بي بِأَعْصابي
بِقَلْبي المُتْعَبِ المُثْقَلْ
يَهيمُ القَلْبُ كَيْ يَحْيا
وَلَمْ أَهْواكَ كَيْ أُقْتَلْ
بِنِصْفِ الدَرْبِ تَتْرُكُني
لِمَوْتي لِجُرْحِيَ الأَوَّلْ
كَطَيْشَةِ شاعِرٍ يَلْهو
لِنِصْفِ الشَّطْرِ ما أَكْمَلْ
******
أَنا أَهْواكَ لَوْ تَرْحَمْ
حَنيني وَقَلْبِيَ الْمُغْرَمْ
أَنينَ الشَّوْقِ في صَدْري
بُكاءَ الثَغْرِ وَالْمِبْسَمْ
أَحَقاً بَعْدُ لا تَدْري
وَحَتَّى الآنَ لا تَعْلَمْ
بِأَنَّ الشَوْقَ في صَدْري
كَمَوْتٍ صارَ لايُكْتَمْ
أُحاوِلُ أَنْ أُداريهِ
فَيَفْضَحُني وَلا يَفْهَمْ
كما السَجَّانُ يَأْسُرُني
كَما الجَلادُ لا يَرْحَمْ
وَرِمْشي السُّهْدُ أَرَّقَهُ
بِطَعْمِ النَوْمِ لا يَنْعَمْ
رَجائي أَنْ تَرُدَ عَلَيْهِ
إِنْ حَيَّاكَ أَوْسَلَّمْ
بقلمي
محمد زكريا رناش
|