" لقد ... نسيت أن أسالك عن موضوع بالمر و بيرسون..."
أجابها نايلور مقاطعاً :" أنا لا أناقش أمور العمل خارج المكتب أبداً "
أدارات لايث رأسها لتحدق به و قد فتحت فمها مذهولة . متعجبة من هذا الجواب الصادر عن شخص أقل ما يقال عنه أنه رجل عملي محض .
تغاضت لايث عن هذا التناقض لتتابع متسائلة :"إذا عم تريد التحدث؟"
توقعت لايث أن يتجاهل سؤالها و لكنها فوجئت برده: " الحديث عن ماذا عن ... موضوع غيابك عن منزلك يوم الخميس الماضي فيما كنت أنتظر عودتك خارجاً؟"
أخذت لايث تحدق فيه مندهشة . " لقد ...ذهب للبحث عن شقة أخرى"
" و ما الخطب في شقتك الحالية ؟" و كأنه بذلك لم يصدق جوابها.
شعرت لايث بالحكاك في راحة يدها اليمنى " ليس هنالك من خطب سوى مسألة تأمين الأقساط و التي تفوق إمكاناتي لقد ذهبت للبحث عن مكان تكاليفه أقل .."
قاطعها نايلور بغضب :" لقد سبق أن أخبرتك بأنني على أتم الإستعداد لتحمل العبء ! إذا هل قررت التخلي عن ترايفس نهائياً؟" و لم يلق جواباً عاد يسألها بإنفعال :" أو لديك شخص آخر يساعدك على تسديد الأقساط؟"
صرخت لايث لم يكن يعد بإمكانها السيطرة على غضبها:" لماذا أنت ...!" لم تشعر عندها بيدها اليمنى إلا و قد إرتفعت في الهواء لتصفعه بكل ما عندها من قوة . و فيما ارتسمت معالم الدهشة على وجه نايلور استدارت لايث بسرعه لتعود مهرولة من حيث أتت.
لابد أنه ما يزال يحدق بها و هي تبتعد و لكن لم يكن هذا الأمر ليشغلها بقدر ما كانت تشغلها طريقة تفكيرة الحقيرة بها كيف تجرأ على التفكير بأنها تصادق الشبان الآخرين من أجل أن يقوموا عنها بتسديد فواتيرها؟
منتديات ليلاس
وصلت لايث إلى بارك وود و هي ما تزال تحت وطأة الصدمة العنيفة التي تلقتها لتوها كيف تجرأ على مخاطبتها و كأنها مجرد متشردة أو متسولة؟ كيف تجرأ؟
صعدت إلى غرفتها . كانت ماتزال تشعر بالمهانه و الإذلال . كيف تجرأ؟ تساءلت لايث في قرارة نفسها و قد تمددت على سريرها في محاولة منها للإسترخاء و للسيطرة على انفعالها و سخطها . عندها فقط أدركت لايث بأن تفكير نايلور ماسينغهام القاسي بها لم يكن ليؤلمها أو يجرحها بهذه الطريقة لو أنها لم تكن حتماً و قد وقعت في غرامه!.