بأمكانك اخيرا تناول الغداء آنسة غرانجر " قال لها الدكتور دايفيد كونور و هو يجلس علي الكرسي مقابلها في الكافتيريا و كان معروفا بجدارته المهنية و اخلاقه المتسامحة فابتسمت له كاتي .
" العمل متعب جدا في هذه الأيام " .
" بأستثناء حفلة الغد " قال لها مبتسما " لابد انك سمعت عن الطبيب المستشار الجديد ! " .
حاولت كاتي ان تضع الكوب من يدها بهدوء .
" اتقصد الدكتور كيركلاند ؟ " .
" هو بنفسه ، لقد اخبرتني الآنسة ليونارا انه من الجنوب "
احست كاتي بانها فقدت كل الشهية للطعام .
" و كيف يمكن لليونارا ان تعرف الكثير عنه ؟ "
ولكن . . . " وقطعت كاتي كلامها ، لا يمكن لليونارا ان تكون علي معرفة قديمة بالدكتور كيركلاند هذا مستحيل .
" اعذرني دكتور كونور . . . " ثم تناولت حقبية يدها ، و ابتسمت له بلطف و خرجت من الكافتيريا و عندما وصلت الي مكتبها نظرت الي ملابسها الزرقاء في المرآة ، ثم تأملت عيونها اللوزية و لاحظت شحوب وجهها ، هل سيتعرف عليها بعد هذا الفراق الطويل ؟ لقد مرت خمسة اعوام منذ ان خرج جون من حياتها و بدون شك سيجدها تغيرت كثيرا ، و هو ؟ انها تعتقد ان التجاعيد الخفيفة تحيط الآن عينيه و جسده ؟ الايزال بنفس القوة و نفس السحر ؟ .
" كاترين الباردة " فكرت بمرارة ، لا ، جون لن يتعرف عليها من النظرة الاولي . فمنذ سنوات كانت تشع بالفرح و الحيوية و عندما كانت في الخامسة و العشرين من عمرها .
اما الان فلقد اصبحت امراة ناضجة خاصة بعد العذاب الذي عاشته و هي في الثلاثين من عمرها الآن ، و جون سيلاحظ بسرعة مدي التغير الذي اصابها ، الا انه لن يشعر باي انفعال مميز و لو كان يتمني رؤية كاتي ، لكان بحث عنها ووجدها ، لكنه لم يفكر بذلك .
منتدى ليلاس
لقد نجح في مهنته و اصبح طبيبا ممتازا و بمدة قصيرة سيهنئه الجميع في هذه المستشفي علي كفائته . حاولت كاتي ان تتمالك نفسها فهي علي موعد في الساعة الثالثة لالقاء محاضرة علي التلميذات الممرضات في قسم الجراحة ، و كانت قبل تعينها في المراقبة تدير الطابق الثالث حيث تعمل صديقتها بيجي حاليا و هي تشعر الآن بالاطمئنان لانها ابتعدت عن قسم الجراحة و بالتالي ستكون بعيدة عن الدكتور جون كيركلاند ولن تراه الا في اجتماعات الادارة .
امام هذه الفكرة انبسطت ملامح وجهها و ابتسمت لاني سميث الطبيب المسؤول عن الطابق الثالث و الذي ابتسم لها بدوره " كاترين الباردة لقد اختفي قناعك ! " فكرت و تنهدت بمرارة .
" نهضت التلميذات عندما دخلت كاتي برفقة الانسة اليوت و بصوتها العذب دعتهن للجلوس و كان عددهم سبعة .
" لقد اعددت لموضوع بحث هذا الاسبوع و لكنني افضل اولا ان اسمع اسئلتكن " و دارت رأسها فرات ان السيدة باركر المساعدة تقف بخجل امام الباب .
" ادخلي ، سيدة باركر اهلا بك "
فرفعت احدي التلميذات0 الآنسة نيلتون يدها بتردد .
" نعم آنسة نيلتون ؟ نحن نسمعك " .
" انا ... لا استطيع ان احفظ اسماء مختلف العمليات ! " .
فتعالي الضحك في القاعة . فنطرت اليها كاتي مشجعة و اجابت " هذا ليس ضروريا في هذه المرحلة انت مبتدئة اليس كذلك ؟ " .
" نعم آنسة " .