كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" قل له ! " صرخت كاتي و تلألأت الدموع في عيونها .
واخذت ترتجغ فجاة ، ولم يكن قد سبق لها ان احست بمثل هذه التعاسة و الذل .
فاقترب جون و ضمها الي صدره ، فاسندت رأسها علي كتفه و اجهشت بالبكاء كطفلة صغيرة .
" كنت اشك منذ البداية ن وجئت لأتأكد بنفسي " همس كريغ " هذا الرجل يستغلك و يبتزك لكي يجعلك بهذه الحالة " .
فرفعت كاتي يدها تريد ان تدافع عن جون .
" لا دعيه يتكلم " تدخل جون " ولكن فلندخل و لنغلق الباب والا سنلفت نظر المارة " .
" انت مخطيء كريغ " قالت له كاتي " انا لست رهينة لديه كما تعتقد " التفت نحو جون ، و اضافت " وكريغ لم يكن و ليس عشيقي ! انا لم ... اتعرف ... علي احد ... " .
انا سعيد لسماع ذلك كاتي " اجابها جون ن ثم التفت نحو كريغ و اضاف " ارحل انت ن ابوت ، كاتي ستنام هنا " .
لم يفهم كريغ معني كلام جون ، و نظر اليه بدهشة .
" اذا لك يكن الدكتور كيركلاند يستعمل معك القوة ، ما الذي يجعلك حبيسة هنا ؟ " .
" قولي له الحقيقة كاتي " امرها جون و قد فقد صبره .
" بسبب زواجنا " اجابته كاتي بعد تردد قصير .
" الزوا ... انت زوجة هذا ... المغري ؟" .
" منذ ستة اعوام " اكدت له كاتي و هي تهز رأسها بهدوء .
" منذ ستة اعوام و ثلاثة اشهر " اصر جون .
" ارتعشت كاتي و التفتت نحوه . وجحظت عيونها و كأنها لا تصدق ما سمعته ان يذكر ...
" كيف يمكنني ان انسى ؟ ثلاثة عشرة شهرا في السجن ، و خمسة اعوام و شهرين من الحرية " شرح جون .
" اذن هذا رأيه بالزواج " فكرت كاتي بألم .
" متزوجان ! " ردد كريغ بذهول " كيف ذلك ؟ " .
" كنت صغيرة ... " بدات كاتي بالكلام .
" ليس هذا ما اقصده ، انا لا افهم كيف استطعت خداعي هكذا " قاطعها كريغ " وكان يجب ان تعترفي لي ... يحق لي ... انا ... " .
" اي حق تتكلم عنه " قاطعه جون بحدة .
" حسنا انا اكن لها محبة و مودة ، و كذلك ابنتي ايما تعبدها ، وكنت اتمني ... " .
" من الافضل ان تذهب الان ، كريغ " نصحته كاتي بحزن .
فهز رأسه و خرج دون ان يضيف كلمة اخرى .
" انا ذاهبة ايضا " قالت كاتي لجون وهو يغلق الباب و احست بالم في قلبها و سالت الدموع علي وجهها . والآن سينفضح سرها ، و السن السوء ستنطلق علي سجيتها ... " تصوروا ان الآنسة غرانجر و الدكتور كيركلاند متزوجان ! من كان يظن ذلك " .
وبلحظة تخيلت كل الاقاويل و الشائعات ، وفجاة جعلها صوت جون ترتعش .
" لا ترحلي كاتي ، ابقي معي " وكانت عيونه تتوسل اليها ، لكنها كانت تعلم انه لا يجب عليها ان تستسلم ، و استمرت دموعها تسيل بصمت انها لا تستطيع ان تزيل الذكريات .
" كاتي ؟ " .
فرفعت نظرها بحزن نحو الوجه الذي لطالما احبته ن ففتح جون ذرايعه ، عندئذ اسرعت و التجات الي صدره و كانه واحة سلام و سعادة .
" كان بحاجة اليها و يرغب بها و كونه لم يحبها ابدا ، لم يعد له اية اهمية في هذه اللحظات ، لنها تحب هذا الرجل ... و تركت نفسها بين ذراعيه ، الي ان احست بانها ثملت ن وبان الارض تدور حولها ، و اشتعل جسدها بانفعالات قوية كانت تعتقد انها نسيتها .
ثم حملها جون الي غرفيته و كانه يحمل قطعة مجواهرات نادرة ، و هو يطبع علي وجهها و عنقها قبلات الهبت مشاعرها ، حتي نسيت كل الوجود . لم يكن في الغرفة سرير ، لم يكن هناك سوي سجادة خضراء سميكة ، استقلبت جسديهما المشتعلين ، ومارسا الحب و كان العالم في بدء تكوينه ...
استيقظت كاتي في صباح اليوم التالي علي ضوء الشمس يداعب خديها .
واحست براحة كبيرة و نشاط غير عادي و بأبتسامة فرحة تخذت تتمطي كانها هرة صغيرة ، كانت وحدها مغطاة بحرام سميك ، كان جون بالامس سحبه من الخوانة ن و كانت ملابسها مرمية علي الارض ن فنهضت رغما عنها و بدات تجمع ملابسها ، و كانت ساعتها تشير الي العاشرة ، يا الهي ن ان تاخرها لمدة ساعتين لن يمر بسلام في المستشفي ! و الهاتف لم يكن يعمل حتي الان . فدخلت كاتي الحمام ، واخذت دوشا سريعا ، ثم ارتدت ملابسها و ابتسمت و هي تنظر الي ثوب السهرة الذي ترتديه ن الساعة الآن العاشرة و نصف ن و لن يمكنها الخروج بهذا الثوب .
ففتحت احد الجوارير علي امل ان تجد شيئا يناسبها فبنطلون جينز حتي ولو كان واسعا لن يكون مضحكا و سخيفا اذا غطته بقميص طويل ، وسيكون افضل من ثوب السهرة هذا .
وفجاة اكتشفت كنزة صوفية لكنها نسأئية ن فعقدت حاجبيها و اخذت تنبش كل الجولرير علها تجد اثرا آخر .
و بتوتر شديد ن امتشفت اثوايا اخري ، وكلها جديدة و تدل علي ذوق رفيع .. فافرغت كل الخزانة ن و تأملت محتوياتها لابد ان هذه الملابس ليونارا ، الا اذا كان جون قد اشتراها هدية لأمرأة اخرى ن يا له من رجل مخادع ! و هي التي نامت بين ذراعيه ! و استسلمت له بدون تحفظ ن و كانت تعتقد ان حبهما لم ينطفيء ! و انه عاد و ولد من بين الرماد ! .
يا لها من غبية مسكينة ! كيف امكنها ان تنسى خيانتع و نفاقه ؟ اليس هو نفسه الرجل المخادع الاستغلالي الاناني ؟ .
كم ضحك علي سذجتها ! لا بد انه ضحك كثيرا و هي تمرغ رأسها في صدره ، هذه السعادة الواهمة التي كانت تعتقد انه يهبها لها .
واحست بان قلبها سيحطم من الخيبة ن واعادت الملابس الي الخزانة ، وفجاة خطرت فكرة في رأسها ، قد تكون هذه الملابس لها كهدية لشعر عسل جديد ...
انها فكرة مجنونة ! لم يكن جون ابدا يملك مثل هذا الحس المرهف .
و لكن ... و بيدين مرتجفتين ، تفحصت احد الاثواب ، و كان مقاسه كبيرا ، ولاحظت ان كل الملابش بنفس المقاس ، ولا يمكن ان تكون لها ،و لليونارا ايضا . ثم نزلت السلم ، و تذكرت انها رأت خزانة مساء امس في الغرفة الرئيسية .
واكتشفت تنورة و قميص ن ويتناسبان مع ذوقها ... و بسرعة ارتدت هاتين القطعتين ، و في غرفة المكتب لفت نظرها ورقة علي الطاولة .
" آسف ، ان نهاري يبدأ اليوم باكرا ، لقد اتصلت بالأدارة ة اعلمتهم بانك مريضة اليوم ن سنتناول الغداء معا انتظرك في مطعم الكلاريدج في تمام الساعة الواحدة ، جون كيركلاند " .
|