كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
و في اليوم التالي ن حاولت كاتي ان تشغل نفسها بترتيب و تنظيف شقتها الصغيرة ، و في غسل سيارتها . . . انها بحاجة لاجازة ، ولكن لا يوال امامها شهر لكي تبدأ اجازتها السنوية ، و مانت كاتي ابنة عائلة غنية ن و لقد سافرت مرات عديدة مع والديها ، و تتمني الان لو تزرو الولايات المتحدة ، لكن اجازة الخمسة عشر يوما لا تسمح لها بذلك و بالطبع هي تفكر بزيارة اهلها ن، وسيكون لها حديث مطولمع والدها الذي كعادته سينصحها بتغير مكان سكنها ن و سيكون نقاشهما دون جدوى ، كما ستكون مضطرة لمواجهة اسئلة والدتها ، و التي كانت تحب جون كثيرا ، و التي تتساءل دائما لماذا قطع عنهم اخباره بعد الانفصال و كاتي لا تنوي اخبار والدتها انه يقيم الان في بيلغتون .
جلس الجميع حول المائدة ، و كان كريغ سعيدا جدا بوجود كاتي معهما .
" انا اجيد الطهي ، كما يجب ان اكون طاهيا " قال كريغ ممازحا ، فابتسمت كاتي و ايما ، و فكرت كاتي ان هذه عائلة سعيدة ، كان الوالد و ابنته سعيدين بزيارتها و يعتبرانها عضوة من العائلة ، بينما تشعر بانها دخيلة عليهما . . .
و بعد الغداء احضرت ايما الحوى .
" لا ، لم يعد بامكاني ان اكل لقمة واحدة ! " اعترضت كاتي ، و لكن امام الحاح ايما ، تناولت قطعة واحدة ، و بل ان تنتهي منها رن جرس اهاتف .
" انه دورك ايا ابي " قالت ايما مبتسمة .
" انه بدون شك احد المعجبين بك " قال كريغ و اتجه نحو الهاتف .
" ابي رجل رائع ، الا انه يغار قليلا من اصدقائي . . . " .
ضحكت كاتي و اخذت تحدث الفتاة عن مهنة التمريض نو كانت ايما تستمع اليها باهتمام كلي ن و لكن والدها قطع عليهما حديثهما .
" ماذا هنالك كريغ ؟ " سألته كاتي بقلق عندما لاحظت عبوس وجهه .
" المكالمة لك " قال بجفاف " الدكتور كيركلاند يرغب في الحديث معك " .
شحب لون كاتي .
" ولكنه يجهل انني هنا ، هل انت اخبرته بذلك ؟ " .
" قال انه يردي الكلام معك و عندما اخبرته بانك لست هنا ن الح كثيرا و قال انها مسألة تخص عائلتك ن حالة طارئة فاعترفت . . ز " .
اسرغت كاتي الي الغرفة المجاورة و تناولت السماعة .
كانت كاتي تجلس قرب جون في سيارته التي تسلك طريق السيسك ن و يبدو عليها انها في عالم اخر ، والدها في حالة خطرة ، و قد يكون فارق الحياة الآن ، و احست فجاة بالذنب ؟ن فهي حتي الان لم تفكر الا بنفسها ، و كأنه لا يوجد في عالمها سوى جون كيركلاند . وخلال هذا الوقت كان والدها يقاوم الموت . و عملها في التمريض لم يكن ليبعدها عن همومها و عذاباتها . انها تحبه . حتي مع هذا البعد الطويل .
" هل انت متعبة كاتي ؟ " سألها جون و لم يكن قد كلمها سوى بضع كلمات عن حالة والدها . و جاء لاصطحابها من منزل كريغ و ظل ينتظرها بالسيارة و تظاهر باللا مبالاة ، عندما رأى كريغ يطبع قبلة علي جبينها .
" لا ليس تماما ، ولكنني لم ارى والدي منذ مدة طويلة " اجابته بصوت مرتجف .
بالفعل ، مضي زمن طويل فعملها و خوفها من الاسئلة والدتها ، و عزلة صديقتها براند كالمر المبالغة قليلا . كل ذلك كان يمنعها من زيارة منزل العائلة ، و فجاة لاحظت ان المرسيدس خففت سرعتها ن فاعغتقدت ان جون يريد ان يتناول طعاما سريعا . وفهمت قصده عندما لاحظت غرفة الهاتف علي الطريق ، و لكنه اوقفها عندما حاولت ان تفتح باب السيارة ، ووصع يده علي كتفها ، فاحست برعشة قوية .
" اهدأي " قال لها غاضبا " ابقي هنا ، سأجري اتصالا هاتفيا سريعا " .
و كان قد اصبح علي مقربة من السيكس لابد انه يريد الاطمئنان علي صحة والدها قبل وصولها ، و رأته يحرك شفتيه لكنها لم تفهم شيئا . لماذا تاخر ؟" هيا جون اسرع " توسلت في صمت ،و لكنه لا يكون علي هذه الحالة الا عندما يكون غاضبا ، جلس وراء المقود ، و اغلق الباب بعنف ، فاخذت كاتي نفسا طويلا و انتظرت ، و عندما امسك يدها ، فهمت .
" لقد مات منذ بعض الوقت ، في نفس الوقت الذي منت فيه في منزل صديقك " .
حاولت كاتي ان تسحب يدها من يده ، لكنه ضمها اليه ليهدأ من روعها ، و كانت الصدمة قوية ، و خسارة والدها هزت كل مشاعرها .
" كان رجلار عظيما " همس جون .
" لقد . . . فعل الكثير من اجلك " .
" نعم هذا صحيح " اجابها ، كما في كل الاوقات انفعاله الشديد ، عاد الي لهجة الجنوب ن وش عرت كاتي ببعض الفرح عندما لاحظت مدى تاثره بموت والدها ، ثم تذكرت تعامل مع كل عائلتها ، و انقبض قلبها من جديد . فابتعدت عنه و تخذت تتأمل الطريق ، كل ذلك بسبب جون ، و مع انها كانت علي اتصال هاتفي مستمر مع والديها ، الا انها لم تزرهم منذ عيد الفصح ، و هي تستحق الاتهام اكثر من جون ، لان المتوفي هو والدها و ليس والد جون .
" اتشعرين انه بامكاننا متابعة الطريق ؟ " .
" نعم لو سمحت ، شكرا لك لانك رافقتني الي هنا جون " هز كتفيه و ادارؤ محرك السيارة ، بينما لجات ماتي للتأمل و الصمت ، لابد انه مستعجل للتخلص من هذا الواجب و قد يكون متشوقا جدا للعودة الي صديقته
|