بعد قليل احست كاتي بالتعب و كأنها فقدت كل طاقاتها علي العمل ، و انهت واجباتها الصباحية . و ما ان دخلت الي القسم الثالث ، حتي احست بتوتر شديد ، و كانت بيجي بأجازة فاستقبلتها الآنسة اليوت فشعرت كاتي فورا ان حادثا غير طبيعي قد حصل .
" ماذا هناك انسة اليوت ؟ هل تواجهك بعض المتاعب ؟ " وكان ابتسامتها قوبلت بعدواة ظاهرة .
" لا ، ابدا " اجابتها ساندرا اليوت " انا قادرة علي تحمل مسؤولياتي ، و اذا لم تكوني متفقة معي بارأى فليس امامك سوى ان تجدي ممرضة اخري تحل محلي " .
اقتربت كاتي من مكتب ساندرا و هي مندهشة تماما من ردة فعلها .
" انا لا اشك ابدا بكفاءاتك المهنية ، آنسة اليوت ! بدا لي انك مهمومة ، هذا كل ما في الآمر " .
" لدي اسبابي الخاصة " و احمر وجه ساندرا " الامر يتعلق بموضوع السيدة فرازر ..... " .
" نعم ؟ انا اسمعك " شجعتها كاتي و فكرت بانها قد تكون تشعر بالذنب لاهمالها السيدة فرازر .
" ستسمح لي الفرصة بالتحدث مع ابنها اليوم " قالت ساندرا و لم يكن عليها الندم . " كنت اعتقد ان بيجي تكلمت مع اقارب المتوفاة " .
" لقد اتصل ابنها ، و قال انه سياتي في الساعة الثالثة ، ووعدته بانك ستستقبلينه " .
" و لماذا فعلت ذلك ؟ " .
" اعتقدت بانك لن تعهدي الي بهذه المهمة " .
ثم رن جرس الهاتف ، فمدت كاتي يدها و تناولت السماعة و كانت قد نسيت انها ليست المسؤولة عن هذا القسم و لكن هذا الاتصال كان لها و السيدة والتون المراقبة العامة ترغب برؤيتها فورا . باستثناء الحالات المهمة الطارئة ، هذا الاستدعاء كان غريبا ، فكرت كاتي كثيرا و هي تسرع الي مكتب السيدة والتون تتصل بنفسها بمرؤسيها ، بل كانت تعهد ذلك لسكرتيرتها ، فقط غلطة جسيمة تفسر اتصال رئيستها بها المباشر و اخذت تبحث في رأسها عن اي شيء كلام عليها و لكنها لم تجد .
و فكرت بجون و بلحظة واحدة اختفت امالها و احلامها يبدو ان جون كيركلاند قرر الانتقام منها .
خف قلق كاتي امام ابتسامة السيدة والتون .
" تفضلي بالجلوس ، آنسة غرانجر ، لقد طلبت ان يحضروا لنا قهوة " .
جلست كاتي و رفعت نظرها نحو السيدة والتون و لم يكن من عادتها ان تشعر بالخجل امامها ، لكن ثقتها بنفسها وكانت اما المحل اليوم ، و كان زيارة جون الصباحية لها قد زعزعت كيانها ، وكان عليها ايضا ان تتحمل عجرفة و جفاف ساندرا اليوت ، و لم تكن تتوقع انها ستضطر لاستقبال ابن السيدة فرازر و ماذا يمكنها ان تقول لهذا الرجل الذي فقد والدته العزيزة ؟ .
" هل انت بخير آنسة غرانجر ؟ تبدين شاحبة ! " .
" انا متعبة قليلا ،
سيدتي لم انم جيدا هذه الليلة ، هل طلبت لرؤيتي لاسباب خاصة ؟ " .
" بامكان هذا الانتظار " و ابتسمت السيدة والتون " فلنشرب القهوة اولا ، انا ايضا قلما اجد فرصة للراحة
هزت كاتي رأسها و كانت تعلم ان كل المشاكل المستشفي تقع ضمن مسؤولية السيدة والتون و لم تكن كاتي تتصور انها بامكانها ان تتحمل ما تتحمله رئيستها من مسؤوليات مع انها طموحة و تامل في الوصول الي اعلي رتبة في مهنتها و لكن المنصب ليس عمل تمريض
" هل انت مرتاحة في عملك الجديد ؟ " سألتها السيدة والتون . ارتكبت كاتي و لم تستطيع تفسير نظرات الرئيسة التي تتأملها .
" ابذل جهدي لكي أتأقلم معه ، و لم انسي حتي الان القسم الثالث .... " .
" اه بالتاكيد ، هل انت راضية عن الآنسة اليوت ؟ " .
انه ليس سؤلا اعتباطيا و هو تمهيد لشىء اخر ولكن علي ما يبدو ليس جون كيركلاند موضوع هذه المقابلة .