كاتب الموضوع :
redroses309
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصــــــــــــل الثـــــــــــــــامن
أصغت أليكس إلى صوت اندفاع الماء من الرشاش في غرفة الحمام بقلب حزين. ادارت رأسها مما اتاح لها رؤية تغضن الوسادة الثانية، حيث استراح رأس بيرس الليلة الماضية، لقد أثار أمر مشاركته الغرفة معها اول مشادة كلامية بينهما، و لقد خسرتها.
فعندما دخلت إلى غرفة النوم الليلة السابقة، كان بيرس قد ولج إلى الفراش، و توقفت فجأة عندما رأته مستندا إلى اللوحة الرأسية من السرير، كان يقرأ، لكنه رفع نظره عند دخولها.
قال ببرودة: "اعلميني ان كان الضوء يزعجك." و كأنما أمر مشاركتهما السرير كان عادة يومية، و ثار غضب أليكس. فصرخت قائلة: "بما اني لا أنوي ان أشاركك الكثير كأن أشاركك الغرفة، ناهيك عن السرير، فليس للأمر أهمية."
اجابها برقة: "على العكس يا حبيبتي، لن تنامي في أي مكان آخر." و رافق ذلك بنظرة حادة من عينيه.
عندئذ لفت ذراعيها فوق بعضهما البعض في وقفة محارب، ما من شيء على وجه الأرض يجعلها توافق على ذلك. فقالت: "لا يمكنك ان تمنعني ان استدرت ببساطة و خرجت من هنا."
لمعت اسنانه عندما ابتسم ابتسامة عريضة، و اجابها: "صحيح، لكن ذلك يجعلني مضطرا للنهوض و اعادتك، أمر أنا مستعد للقيام به، مهما يكن عدد المرات التي يتطلبها ذلك، هذه هي الغرفة و هنا ستنامين."
حدقت أليكس به بغضب جامح، مدركة أنه يعني ما يقوله، سيحملها و هي تصرخ و تركل ان اضطر لذلك.
ثم قال لها بلهجة ساخرة: "ما الأمر يا أليكس؟ هل انت خائفة مني؟" و على الفور أكلت الطعم و قد عرف انها ستفعل.
لم تقل أية كلمة، بل أكتفت بأن أخذت ملابس نومها و ذبت لتبدل ملابسها في غرفة الحمام، و كانت الاهانة القصوى عندما عادت إلى الغرفة حين وجدته و قد أطفأ النور و أدار لها ظهره. لم يشك للحظة انها ستفعل ما طلب منها! كان من المستحيل ان تستطيع النوم، بالطبع خاصة و ان أنفاس بيرس المتناغنة تتناهى إلى مسمعها، لتطلعها انه لا يعاني من تلك المشكلة. تقلبت في السرير لساعات و لم تغف إلا عند بزوغ الفجر.
و الآن اخذت تحدق بوسادته، و شيء ما اقوى من ارادتها جعلها تتقلب، لتضع رأسها في المكان المجوف منها، و تتنشق رائحته التي خلفها هناك.
جلست في السرير و اطلقت تنهيدة ازدراء للنفس لتصرفها العاطفي جدا، لديها كبرياؤها، أليس كذلك؟ لكن ذلك كان تهدئة باردة إذ انها قد عرفت منذ وقت طويل، ان الكبرياء لا يساعد الانسان خلال ساعات الليل الطويلة.
سمعت رشاش الماء يتوقف، فتشنجت على الفور، و لأنها لم تكن تتمنى في ان تدرك و هي ما تزال في السرير، مدت أليكس يدها إلى روبها الحريري الذي كان ملقى على المتكأ عند أسفل السرير، و تجمدت، لأنها وجدت عليه برعم ورد زهري رائع اللون، و انتفض قلبها ثم أخذ يخفق بجنون عندما التقطت ذلك البرعم بتردد، كانت رائحته ذكية جدا، و باعث لكل أنواع الأفكار المتهورة في عقلها، من أين أتى... و لماذا وضع هنا، على روبها؟
"وردة لوردة."
صوت بيرس غير المتوقع جعل أليكس تقفز بقوة، فوخزت ابهامها بشوكة، جفلت عندما تشنج رأسها، فقد روعها جدا دخوله الصامت، كما النبرة القوية الصادقة في صوته... و فيما كانت تشك بما سمعته، اقترب نحوها، و قبل أن تتمكن من ايقافه، أمسك بيدها متفحصا.
قال بصوت اجش: "كان المفترض ان تسعدك لا ان تؤذيك." ثم رفع يدها إلى شفتيه، و لثمها.
سبحت احاسيس أليكس بانشداه للحظة أو اثنتين، مأخوذة بنبرة صوته المهتمة الرقيقة، لم يكن هذا الرجل الذي عرفته أخيرا، لقد كان و كأنه الحبيب الذي عرفته في البداية، قبل خمس سنوات. و تذكرت أنه منذ ذلك الحين، لا يفعل شيئا دون مقابل، و نور ذلك عقلها بشكل رائع، و ازدادت حدة شكها، ما الذي يهدف إليه الآن؟
و استطاعت بعد ان أخذت نفسا عميقا ان تسحب يدها بعيدا عن تلك اللمسة المعذبة، و سألته بتهكم: "ورود، يا بيرس؟ ماذا فعلت لأستحق هذا... التكار؟ هل هو عبارة عن تقديرك؟" و حاولت ان تضمن تلك الكلمات كمية كبيرة من الاحتقار، و هي تدرك تماما ان ذلك تماما ان ذلك لمساعدتها كما له، تذكير انها يجب الا تسقط في المصيدة نفسها كما من قبل.
لكن زوجها لم يبتلع الطعم، قال: "لا شيء، ربما اني قررت ان اضع قلبي عند قدميك لتدوسي عليه هذه المرة."
افترت شفتيها عن تنهيدة صامتة، ايعقل انه يهتم لأمرها، أيعقل ذلك؟ و أتاها الرد بعنف: لا، ليس بيرس مارتينو، انه يلاعبها فقط من جديد، يحاول ايجاد طريقة للوصول غليها، و انها تعرف سببا واحدا لكل ذلك... لكي يقلل من شأن عزمها على مقاومته. بدا التجهم على وجهها فيما عبرت الغرفة نحو سلة المهملات، و رمت الزهرة فيها، و دون أية وخزة ندم للضرر الذي ألحقته ببرعم جميل بهذا الشكل، إذ اينما تواجدا هي و بيرس معا، كان يتحطم سيء جميل.
رفعت ذقنها في تعال نحوه و قالت: "لتفعل ذلك يجب أولا أن يكون لديك قلب."
سألها بيرس: "اتعتقدين أن ليس عندي قلب؟" فيما كان يتجه نحو باب الفناء، و كأنه مغناطيس، و اسند ظهره على اطاره مما جعل أشعة الشمس تبرز حركة عضلاته تحت بشرته.
انجذبت أليكس لذلك المنظر و كأنه مغناطيس، كان من المفترض أن يسرها ذلك، لكنه لم يفعل، و اجابته: "أعرف أنه ليس لديك. فلدي ذاكرة جيدة." كان هناك صباح آخر، الصباح الوحيد الذي رأته فيه على هذا النحو، يوم اهانها بإخبارها عن سبب زواجه منها. و ضاقت عينا بيرس و هو ينظر إليها، قبل أن يتوتر هو ايضا.
وعدها قائلا بنفس لهجة صوته الأجش: "لن يحدث شيء من ذلك هذه المرة، يا أليكس." و خانتها اعصابها بردة فعل عنيفة.
فقالت متظاهرة بالشجاعة، الأمر الذي لم يلحظه أحد سواها. لأنها كانت عرضة للسقوط، و بشكل فظيع أيضا: "لن ادع ذلك يحدث، لن أكون مجنونة اطلاقا لدرجة ان اجعل من نفسي عرضة للسقوط بيدك من جديد، يا بيرس."
تأملها بيرس ببرودة، ثم قال: "علينا ان نتكلم عن الماضي في وقت ما."
عرض جعلها تهز راها، و قالت: "ليس هناك شيء ليقال، كنت موجودة هناك، و اني اعرف كل ما أنا بحاجة لأعرفه."
لوى فمه بابتسامة ساخرة و قال: "و لربما رأيت ما أردت أنا أن أريك إياه. هل فكرت يوما يا أليكس؟" و دفع نفسه ليستقيم في وقفته ثم سار خطوة أو خطوتين نحوها، مما جعلها تتنفس بحدة.
اجابته اليكس بألم: "عندما يوجه احدهم إليك ضربة ساحقة، لا تنظر لترى ان كان قد طعنك ايضا، أما النتيجة فواحدة، لقد اقترفت جريمة قتل، و ان كنت فجأة قد بدأت تبحث عن الغفران يا بيرس، اذهب إلى المكان المناسب، و لا تأتي إلي!"
عرفت انها قد سجلت ضربة عندما غام وجهه وقال: "الغفران؟ ربما هذا ما أريده، لكن ليس منك، لقد اكتشفت انه من الأسهل ان يسامح الانسان الآخرين من أن يسامح نفسه."
ضحكت أليكس، انما بجهد مؤلم من خلال حنجرة منقبضة و سألته: "ايمكن حقا ان يكون هذا ندم من بيرس مارتينو العظيم؟ هل تحاول ان تقنعني بانك نادم على ما فعلت؟"
ارتعشت عضلة ذقنه قليلا، ثم سألها: "هل ذلك ممنزوع؟"
حدقت في العينين اللتين بدتا فجأة غائمتين بشيء لم تستطع فهمه، ربما كان حزنا، و ربما طلبا للصفح.
لكن واقعية تذكرها اي ممثل بارع هو، جعلها تقول: "سأخبرك ما هو ذلك، أنه أمر لا يصدق! انك قاس و متآمر كما كنت دائما، يا بيرس، و لن تستطيع ان تجعلني اعتقد غير ذلك."
استعادت عيناه صفاءهما، و امتلأتا من جديد بمزيج من الغضب و السخرية، مؤكدا فكرتها ان ما رأته لم يكن صحيحا، و تحداها قائلا: "ان كان الأمر كذلك، لماذا امضيت الليل ملتفة بين ذراعي؟" الأمر الذي سلبها انفاسها.
صرخت قائلة: "لم افعل ذلك قط! لقد كنت على جهتي من السرير عندما استيقظت."
رفع احد حاجبيه عاليا و قال: "ذاك فقط لأني وضعتك هناك. لأنك سمحت لي بذلك أخيرا، إذ عندما حاولت أن افعل الشيء نفسه في ساعات الليل الأولى، رفضت أن تتركيني، لقد كنت رقيقة كهرة صغيرة أنما متشبثة بي كما العليقة، و رغم اني شعرت برغبة لإيقاظك و سؤالك عن سر انقلاب الأمور رأسا على عقب، إلا اني فكرت انك قد تفضلين ان تستيقظي على راحتك."
اتقدت وجنتاها احمرارا، و صاحت قائلة: "انك تكذب!"
"ليس بما يتعلق بهذا الأمر، يبدو ان حسك اللاواعي يعرف اين ترغبين في أن تكوني؟ انه كبرياؤك العنيد الذي يمنعك من الاعتراف بذلك علانية."
تألمت بينها و بين نفسها حيث أجبرت على قبول الحقيقة، و سألته: "لكي تتمكن من تأمل انتصارك برضى و حبور؟"
اطلق بيرس تنهيدة معاناة طويلة، و قال: "أذكر بأنني اخبرتك ان هذه المرة ستكون مختلفة، ليس عندك الكثير من الثقة بي، يا حبيبتي."
"لقد شفيتني من سذاجتي منذ فترة طويلة، اتعجب لأن ثقتي بكلامك قد تبعثرت ايضا؟ كما في قصة هامبتي دامبتي، هناك اشياء لا يمكنك اطلاقا اعادة جمعها ثانية."
خرجت تلك الكلمات من بين شفتيها بما حوتها من مرارة كبيرة، ربما انها ما زالت تحبه، لكنها تشك في انها قد تثق به من جديد بشكل مطلق يوما.
بقي بيرس هادئا تماما للحظة فيما كانا يحدقان ببعضهما البعض، ثم مد يده ليمرر اصابعه على وجنتها، و تمتم قائلا بغموض: "اننا نحصد ما نزرعه فقط." ثم رفع كتفيه بلامبالاة و اتجه نحو غرفة ملابسه مضيفا: "ارتدي ملابسك، يا أليكس، سنبحر في نزهة على متن اليخت بعد الفطور."
اربكتها لهجته الآمرة كثيرا لدرجة أنها ردت عليه بشكل صبياني قائلة: "ربما أنا لا أريد الذهاب بنزهة على متن اليخت!"
استدار نحوها فيما كانت على وشك الخروج من الباب و هو يبتسم ابتسامة ساخرة، ثم قال: "قلت لي ذات مرة انك تحبين الابحار، هل تنوين قطع انفك لتغيظي وجهك؟"
وضعها في موقف حرج، لكن فكرة ان تتشبث بموقفها، و تضيع على نفسها فرصة الابحار فوق المياه الصافية المتلألئة، كانت مؤلمة جدا، فقالت على مضض: "لا."
و ضاقت ابتسامته ليحذرها قائلا فيما هو يختفي: "إذا، ارتدي شيئا ليحميك فقد تكون الشمس حادة جدا هنا، و لا أريدك أن تمرضي في اليوم الأول من شهر عسلنا."
و تركها مع شعور مزعج بأنها قد هزمت بأكثر من طريقة واحدة، لقد بيرس معاملته لها بين ليلة و ضحاها، و عليها أن تبقى محترسة جدا، لكن حتى ذلك لم يسطع ان يخفف حماسها للنزهة البحرية التي عرضت عليها، لذا ذهبت على غير عادتها بقلب فرح لتستحم و ترتدي ملابسها.
كان يوما لا يمكن ان ينسى ابدا، حيث كان بيرس يرتدي سرولا من الجينز، و يدير دفة اليخت نحو عرض البحر، اما أليكس فقد كانت ترتدي سروالا قطنيا و بلوزة واسعة قطنية لونها ازرق ضارب إلى اللون الأرجواني، لون بحري جميل ، كان من المستحيل ان تبحر بمركب و تبقى في مزاج سيء، لذا لم يمض وقت طويل حتى استرخيا كلاهما و اخذا يضحكان. قد يكون ذلك نتيجة لدفء الشمس، أو لصوت المياه الصادر من تحت المجاذيف، أو ربما فقط نتيجة للشعور الرائع الذي يحدثه النسيم و هو يتغلغل في شعرها، و فجأة أدركت أليكس أنها لأول مرة منذ فترة طويلة تشعر بالسعادة.
منتديات ليلاس
و تخلت عن حذرها.
أتيحت الفرصة لأليكس، بعد ان رفعت الأشرعة، لتجلس و تراقب بيرس فيما كان يقف عند دفة المركب، و ساقاه الطويلتان ثابتتان ، و كأنه معتاد على هذا المحيط، و انه يشعر بالارتياح و هو يرتدي سروالا متواضعا اكثر من ارتدائه بذلات غاليه الثمن، كان من المستحيل ان تنظر إليه و لا تشعر بأن قلبها قد ازدادت خفقاته، فلم يكن هناك كلمة مناسبة لوصف روعة هذا الرجل، و كل ما كانت تدركه، هو أنها تراه جميلا جدا.
بدا في عينيها مزيج من تعابير التوق و الكآبة لتلك الأفكار، توق لو أن الأمور كانت مختلفة، ثم طردت تلك الأفكار من رأسها، لأن النهار كان جميلا جدا لكي يفسد بهذه الافكار الحزينة، و عندما استدار بيرس، بعد دقائق قليلة، ليبتسم لها لم تستطع إلا ان ترد له الابتسامة بمثلها.
سألها و هو يشير إلى المقود: "ما رأيك بقيادة الدفة؟" و لم تتردد في قبول التحدي.
كان احساسا ذكيا بالقوة لشعورها ان المركب يستجيب لأصغر أوامرها، لكن ما من شيء كان يشبه السلام بينهما لأول مرة، و ها هما متفقان مع بعضهما البعض، و مالت براسها إلى الوراء و هي تضحك بفرح.
فعلق بيرس على ذلك قائلا: "هل اعتبر انك سعيدة لأنك اتيت؟" و كان بغمكانها ان تسمع رنين ضحكته في صوته.
مالت أليكس برأسها غلى الوراء أكثر، و نظرت إليه بعينين لامعتين و قالت: "لم ألاحظ كم افتقدت لهذا." لم يكن هناك الكثير من الوقت لديها للتسلية مؤخرا.
ظهرت في عينيه نظرات رقيقة فيما كانتا تتأملان ملامحها، ثم طبع قبلة سريعة على خدها، و قال: "آه، فكرت انها قد تسرك." قبل أن يمد يده ليوجه الدفة التي انزلقت من بين اصابعها، قائلا: "انتبهي إلى مسارك."
اجبرت أليكس نفسها، و قلبها يخفق بسرعة، على ان تركز على ما تقوم به، لكن ذلك بدا صعبا، فتلك القبلة القصيرة سرت في جسمها و كأنها صدمة كهربائية قوية. إلا ان كلماته هي التي جعلت حاجبيها يقطبان قليلا.
فسألته بصوت أجش: "ألهذا نحن هنا، لتسرني؟"
فأجابها برقة: "ألديك فكرة أفضل؟"
ارتجفت أليكس كردة فعل على دفء نبرة صوته، و أجابته: "لتسرك."
أجابها بيرس ببساطة: "سرورك يسعدني، يا أليكس."
و مال برأسه نحو رأسها، و رفع يده ليشير إلى نقطة أمامها، قائلا: "هل ترين تلك الجزيرة؟ اعتقد اننا سنرسو هناك لتناول الغداء. يمكننا ان نسبح ايضا، ايبدو ذلك جيدا؟"
تملك أليكس شعور جنوني لدرجة أنها لم تعرف اهي واقفة على قدميها ام على رأسها. فأجابتته بحدة: "كثيرا."
ثم سألته ببساطة: "بيرس، لماذا تفعل هذا؟ لماذا اصبحت لطيفا جدا معي فجأة؟"
اجابها دون تفكير: "ألا تعتقدين أنك تستحقين ان تعاملي بلطف؟"
"هذا ليس ما أتوقعه منك، لا بد من وجود دافع آخر."
"هناك دافع آخر."
حول ذلك الأعتراف قلبها إلى ثلج، فقد بدا و كأنه يؤكد كل ما فكرت به، فقالت و طعم مرارة الغضب على لسانها: "لتحملني إلى الاستسلام دون قتال."
أجابها: "كان بإمكاني القيام بذلك في أي وقت، و أنت تعرفين ذلك."
كانت تلك حقيقة لم تزعج نفسها بنكرانها، انه يملك جاذبية لا تقاوم، لا يمكنها ان تنتصر عليه، و بكل صراحة لم تكن تريد ذلك، لكن إلى اين اوصلها ذلك الآن؟ و سألته: "إذا، ما الذي تريده؟"
نظر بيرس إليها و عيناه الزرقاوان تظهران عمقا مدهشا من ازدراء الذات، ثم قال: "معجزة، و ليس هناك العديد منها هذه الأيام، كم تعتقدين مدى امكانية حدوثها؟"
حبست أليكس أنفاسها، بدا و كأنه يجس نبضها، باحثا عن اجابة لسؤاله في اعماق نفسها، حتى بدا تقريبا غير متأكد، متردد. جاء جوابها مزعزعا لرجائه إذ قالت: "قليلة جدا."
ضحك لذلك و قال لها: "نتجه أنا و أنت على الاتفاق على اشياء أكثر كل يوم، هاتي، من الأفضل ان تدعيني استلم القيادة، لم لا تنزلين إلى الأسفل و ترين ما حضرته لنا كاتينا؟"
فعلت ما اقترحه عليها فقط لأنها كانت بحاجة لكي تفكر، لقد اعتقدت هذا الصباح انها ادركت ما يسعى إليه، اما الآن فإنها لم تعد متأكدة تماما، قال معجزة، لكنه لم يحدد أي نوع من المعجزات، و هذا يعني ان هناك امرا يريده، لكنه ليس متأكدا من أنه يستطيع الحصول عليه. و ذلك كان أمرا لا يصدق بالنسبة لبيرس. لقد عرفت من الخبرة انه عندما يريد شيئا يفعل ما بوسعه حتى يناله، ألم يستغلها حتى يستعيد أسطول السفن التجارية، ألم يستغل اخلاصها و حبها لوالدها لكي يرغمها على الزواج منه ثانية؟
لم تحمل تلك الشكوك أي تفسير عقلاني تماما كما لتغيير في تصرفاته منذ اللحظة التي تزوجا فيها، مرت اوقات كان يتصرف و كأنه حبيب، يفعل اشياء ليثير البهجة في نفسها، ليجعلها سعيدة، و كأنه أراد هذا الزواج ان يكون زواجا حقيقيا، و ليس مجرد عقد كما كانا متفقين. لماذا شعرت و كأنها على وشك اكتشاف شيء مذهل؟
قطع صوت بيرس حبل أفكارها بقوله: "هل انت بخير في الأسفل؟"فرفعت رأسها بقوة و لاحظت متأخرة أنهما قد رسيا.
صاحت قائلة: "اني قادمة!" و أخذت صندوقا مبردا صغيرا مدفوعا تحت الطاولة. أمسكت به و سحبته و كانت على وشك الصعود إلى سطح السفينة عندما ظهرت ساقان طويلتان على الدرج، و مد بيرس يديه ليأخذ الصندوق منها، تلامست أصابعهما، و ارتفعت عيناها إلى عينيه، لتلتقي و تتخبط في الدفء الذي وجداه هناك.
قال لها: "يبدو و كأنها وضعت طعاما يكفي لمعسكر، هل تريدين أن تأكلي الآن، أو تسبحين أولا؟"
تخلت أليكس عن بذل الجهد لمحاربة الارتباك الذي تسببه لها تصرفاته. اضافة لذلك، كانت تعرف في اعماق نفسها انها ليست مضطرة حقا للتفكير على الاطلاق. قد يكون ذلك ذروة الجنون، لأنها اليوم كانت ببساطة على استعداد لتقوم بخطوة...
لذا ابتسمت له ابتسامة عريضة، و قالت: "اني اتوق للسباحة."
قال و عيناه تلمعان: "اذكر انك كنت فتاة البحر في الماضي، فقد كان من الصعب اخراجك من البحر عندما تنزلين إليه."
تنهدت بغضب و قالت: "أحب ذلك! لقد كنت كذلك ايضا، لا بل أسوأ. انه لمن العجب كيف يمكنك انجاز أي عمل!"
نظر إليها نظرة ساخرة و قال: "لم تحاولي مقاومتي كثيرا. و لقد كنت في الحقيقة مذهلة أكثر من المياه."
مسحت تلك الكلمات الابتسامة عن وجهها، تاركة إياه منزعجا. و أجابته بحدة: "أوه، اني اشك بذلك، رغم انك قمت بمحاولة جيدة لتتظاهر بذلك."
أجابها بيرس بعد هنيهة: "كانت عاطفتي نحوك صادقة جدا، يا أليكس، ذلك أمر لا يستطيع الرجل التظاهر به."
استدرات بسرعة، و شفتيها ملتويتان بسخرية.
و قالت: "على أية حال اصبح ذلك من الماضي الآن." إلا انها لم و لن تنساه. و أضافت بتحدي: "ساسبقك وصولا إلى الشاطئ." و قفزت إلى حافة المركب و غطست بهدوء في المياه المتلآلئة.
لم يكن هناك مجال للمنافسة، لكنها كانت تعرف ذلك، عندما قامت بالتحدي، و كان اقتراحها ذاك فقط ليحولهما عن موضوع مؤلم جدا، فلطالما كان بيرس هو السباح الأفضل، إلا انه فاجأها بالبقاء على مقربة منها و لم يسبح بسرعة و قوة متزايديتين كما تصورت انه قد يفعل. و صلا إلى الشاطئ معا، و سارا بترنح إلى حيث المياه الضحلة ليرتميا على الرمل الرطب، تاركين الأمواج الرقيقة تدغدغ ساقيهما.
و بعدما ألتقطت انفاسها و اصبح بإمكانها الكلام، قالت: "كانت المسافة ابعد مما تصورت. اني متعبة."
استدار بيرس على صدره، بجانبها و اجابها: "ما كنت لأقول ذلك، تبدين في حالة جيدة جدا من هنا." كلماته جعلتها تدير رأسها بسرعة.
حدقت في عينيه و هما ترمقانها بدفء، مما جعل وجنتيها تزدادان احمرارا. أعادت التوتر إلى صوتها بشكل غرائزي فقالت: "لا حاجة لأن تغازلني."
نظر إليها بتأمل و قال: "اعرف، لكني استمتع بذلك."
كتمت آهة، و قالت: "حسنا، اني لا افعل."
مد بيرس يده ليبعد خصلة شعر ملساء عن وجهها، و قال: "ما عهدك ابدا كاذبة هكذا."
ردت قائلة: "لا يمكنني أن اقول الشيء نفسه عنك، أليس كذلك؟" متوقعة ان تثير غضبه، لكن بدلا من ذلك اكتفى بأن أومأ برأسه موافقا.
و قال: "اني ادهش لنفسي كم كنت بارعافي ذلك، لكن اتعرفين ماذا يقولون؟ الأخطاء التي تقومين بها مجتمعة عليك أن تدفعي ثمنها واحدة واحدة."
كانت هناك نبرة في صوته جعلتها تتجهم، و سألته: "و هل أنت تدفع؟"
تنهد بيرس و أراح ذقنه على يده ليجيبها قائلا: "اني ادفع منذ فارقت أول كذبة شفتاي. أمر يجب أن يسرك، يا أليكس، ألا تريدين ان تريني أتألم؟"
كان سؤالا مباشرا، اجابه قلبها دون اي تردد، لا، انها لا تريد ان تراه يتألم، و لاحظت فجأة بعد كل هذه السنوات انها ليست راغبة بالانتقام، لا يمكنك ان تحب شخصا و ترغب في رؤيته يتألم. و لا اهمية لما قد تقوله أو تفكر به في لحظة الانفعال الشديد.
لك تستطع رغم ذلك، الاعتراف له بمكنزنات قلبها، لأن ذلك سيجعلها عرضة للسقوط بيده أكثر، لذا كان من الاسهل ان ترفع درعها لتخفي عينيها، و تقول برقة: "اني لا استمتع برؤية احد يتألم، هناك الكثير من الألم في هذا العالم."
فقال لها بصوت أجش: "شكرا." عندها كان عليها ان تنظر إليه متسائلة: طعلى ماذا؟"
ظهرت ابتسامة على شفتيه تحمل مزيجا من المرارة و السخرية، و اجابها: "على ذكري في كلامك هذا، لطالما كنت امرأة كريمة و محبة، اني سعيد لأرى ان كرمك لم يمت، ماذا عن النحبة؟"
لم يكن هناك مجال للكذب، أو للاجابة عن سؤاله، فجلست بشكل مفاجئ، و هي تعرف ان وجهها يظهر ما في نفسها، فأجابته متعمدة اساءة فهمة: "ان كنت تحاول ان تعرف كم عدد المحبين الذين لدي، إذا، اهتم بشؤونك الخاصة."
قال لها بيرس بهدوء: "ليس لديك أيا منهم." و كاد قلبها يتوقف عن الخفقان للحظة قبل أن يتابع خفقانه بجنون.
و اخذت تحدق به بانشداه، و سألته: "ما... ماذا؟" كيف عرف ذلك؟ و خطر لها الجواب على الفور، فسألته بغيظ: "هل تقصد ان تخبرني بأنك كنت تلاحقني؟"
قال: "افضل القول اني ابقيت عليك عينا صديقة."
صرخت اليكس بغضب شديد قائلة: "لم نكن صديقين يوما، يا بيرس، ثم كيف تجرؤ على التجسس علي؟"
قال لها برقة: "كيف كان بإمكاني ان اعرف انك في مأزق و بحاجة لمساعدتي؟ و عندما يصل الأمر إلى الصداقة، فإنها تقيم على مدى رغبة اولئك المستعدين لمساعدتك عندما تكونين بحاجة لذلك و نسبة لذلك، انني افضل صديق لك."
كان على حق تام في ما قاله. رغم ان الاعتراف بذلك و قوله بتلك الطريقة، مؤلم. رغم ذلك قالت: "لم تكن تساعدني، كنت تساعد نفسك للوصول إلى شركة ابي!"
"لم أكن أريد و لا كنت بحاجة للشركة، فقد ظن مستشاريي الماليون اني احمق لأخذها كما هو حالها، لأنها سوف تبتلع المال كجرة دون قعر. لو أنها كانت لأحد غيركم لكنت تركتها تتحطم."
رفعت يدها إلى صدغها و هي تحدق به غير قادرة على تصديق ما تسمعه، سألته: "أتقول أنك أنقذت الشركة من أجلي فقط؟"
فأعترف لها بفظاظة قائلا: "ما من شيء آخر كان ليغريني بإقحام نفسي فيها."
"لكن... لماذا؟"
رفع احد حاجبيه و سألها: "لماذا؟ هل قرأت شعر لوفليس يوما؟"
تجهم وجهها أكثر و سألته: "الشاعر؟ لا."
"إذا، ربما عليك القيام بذلك." كان جوابه الوحيد فيما وقف و مد لها يده، أمسكتها أليكس بشكل عفوي، و عيناها تبحثان في عينيه فيما هي واقفة امامه. لكن بيرس ابتسم ابتسامة مبهمة فقط و قال: "لنعد، اني جائع، و بشرتك بدأت بالاحمرار. انك بحاجة لتضعي شيئا عليك و إلا فإنك ستحترقين..."
لم يكن امام أليكس الكثير لتقوم به فيما كان ممسكا بيدها و متجها نحو المياه، رغم أن رأسها كان يعج بالأسئلة، ومن جديد بقي بيرس على مقربة منها فيما سبحا عائدين إلى اليخت، و تسلقه أولا ليساعدها على الصعود، إلا انه احبط عزمها ايضا لسؤاله، و ذلك بأن رمى إليها منشفة و حول انتباهها إلى الصندوق النبرد.
وضع بسرعة كبيرة مجموعة من الاطعمة على مقعد الجلوس الطويل بينهما، كما أنه فتح زجاجة من الشراب.
منظر الطعام جعلها تدرك كم هي جائعة، و تخلت عن كل افكارها لتتحول إلى الطعام.
لم يتكلم أي منهما كثيرا فيما هما يتناولان انواع السلطة المختلفة و اللحوم المبردة. استرخت أليكس من جديد، و عندها اخذت قضمة من البندورة لسوء الحظ سالت البذور على ذقنها و لم تستطع إلا ان تضحك.
قال بيرس: "من الجيد رؤيتك غير متجهمة." و ضحك هو ايضا، فيما جلس القرفصاء امامها و امسك بذقنها و أخذ يمسح عنه بمنديل ما سال عليه.
ماتت ضحكتها، و أجابته: "لم يكن هناك الكثير مما يثير الابتسام." و توترت في داخلها، لأنها كانت متأثرة جدا بلمسته.
سكن بيرس، و قال: "اعرف ماهية ذلك الشعور."
و نظرت إليه نظرة ملأى بالشك قائلة: "حقا؟ اعتقدت انك كنت تضحك طوال الطريق إلى المصرف! اعني اسطول السفن التجارية الذي سرقته من جدي، لم يكلفك شيئا، لكنه زادك ثراء منذ ذلك الحين!"
اختفت تلك النظرة الغريبة عندما اسدل اهدابه، و نظر إليها بثبات قائلا: "غريب كيف أن الأمور تؤول دائما إلى هذا الأمر، انك تعرفين الحقيقة، يا أليكس، رغم انك ترفضين ان تتقبليها."
ضاقت عيناها و صاحت: "كان مصدر كبريائه و فرحه!"
لمع الغضب في عينيه ايضا و قال: "إذا، لماذا تركه يهترئ؟ كان رمزا، يا أليكس، تذكير دائم كيف استطاع ان يخدع جدي، عدوه اللدود، لو اصلحه لكان عاد عليه بثروة، لكنه فضل ان يراه يهترئ على ان يبيعه. لم آخذ شيئا ليس لي شرعا."
كانت على وشك انكار ذلك بقوة، لكنها توقفت لأن ما قاله يحمل صدى الحقيقة. لطالما اعتبرت دائما ان جدها كان يحب اسطول السفن، ان كان كذلك لماذا تركه يهترئ؟ ليس لأنه كان يفتقر للمال، لأن تكاليف اصلاحه بالنسبة إلى يانيس بتراكوس كانت لتكون كنقطة ماء في المحيط، بدا ذلك و كأنه من أجل لذة الانتقام. من اجل الكراهية التي أصر بيرس على انها كانت تواجه كل اعماله. أولم تعرف دائما ان جها كان رجلا قاسيا؟ كان سمح النفس طالما أنت تفعل ما يريده و تعرف حدودك، و لم يكن والدها على استعداد لقبول ذلك، لذا غادر ليشكل حياته الخاصة، حياة لم تكن تحمل أية ضغينة تجاه عائلة اندرياس.
هزها بيرس، الذي كان يراقب تعابير وجهها المتغيرة فيما طال صمتها، و سألها برقة: "هل فهمت الآن؟"
لقد فهمت، لكن كان هناك الكثير غير ذلك، فقالت بصوت مرتعش: "و ماذا ان فهمت؟ فذلك لا يبرر شيئا. فالغاية لا تبرر الوسيلة، ذلك لا يبرر الطريقة التي استغليتني بها لتستعيد السفن دون أي مقابل!"
تركها بيرس و نهض و على وجهه تعبير ساخر، و قال: "على العكس، لقد دفعت ثمنا غاليا جدا."
صعقتها تلك العبارة البسيطة، فنهضت على قدميها على الفور و صاحت قائلة: "ماذا تعني؟ كنت هناك، أتذكر؟ لم تدفع له مالا."
ارتسم على شفتيه التواء قاس فيما هو يتأملها و قال برقة: "كانت هناك أمور أهم بكثير من المال." و بدأ يجمع ما تبقى من وجبتهما.
راقبته أليكس بتوتر جامح و قالت: "ماذا يعني ذلك؟ ويحك يا بيرس، لا يمكنك أن تقول عبارة كتلك و لا تشرحها."
ضحك انما بتجهم و علق بقوله من فوق كتفه: "ألم تتعلمي بعد اني استطيع ان افعل اي شيء أريده؟ اضافة لذلك، أنك لست مستعدة بعد للاصغاء إلى تفسيرات."
ثم تجاهلها، نظر إلى الشمس و أضاف: "لقد حان الوقت لنعود، سنتأخر ان انطلقنا الآن، و أنا لا أريدهم ان يرسلوا فرقة للبحث عنا."
قال ذلك و هو يقف إلى جانب العارضة الخشبية، تاركا أليكس تختنق بغيظها، فقالت بحدة: "ذلك لن يجدي نفعا."
"لا تكوني متذمرة، ستجعلينني اعتقد انك اصبت بالاحباط."
صرت أليكس على اسنانها و قالت له: "احيانا احتقرك فعلا، يا بيرس مارتينو."
التقط الصندوق المبرد، و سار نحوها ليعطيها إياه، إلا انه لم يتركه على الفور عندما أمسكته، سألها برقة: "لكن ماذا عن الأوقات الأخرى؟ بماذا تشعرين نحوي عندها يا أليكس؟"
أجابته: "أحاول في الأوقات الأخرى ان لا أفكر بك أبدا."
و أمسكت بالصندوق، الذي تركه أخيرا.
ضحك ضحكة خافتة و قال برضى: "إذا هناك أمل لي بعد، فطالما أنك ما زلت تحاولين، فإني استنتج من ذلك انك لم تفلحي." ثم احنى رأسه نحوها.
رفعت أليكس على الفور يدها الطليقة لتبعده، ثم ذكرته قائلة و ان بشق النفس: "قلت لن تلمسني!"
اتسعت ابتسامته ورفع يديه بعيدا عن جسمه و قال: "أنظري. يداي بعيدتان." و أحنى رأسه ليطبع على وجنتها قبلة سرقة انفاسها و جعلت النار تجري في عروقها.
ارتجفت و لم تعد تقوى على كبح ردة الفعل التي يريدها.
لكن، من حسن حظها انها كانت تمسك بالصندوق. شكرت حظها على انها لم تتماد عندما ابتعد بيرس عنها بعد دقائق قليلة فقط.
كانت عيناه الزرقاوين تظهران عاطفة مكبوتة حين قال: "اني احافظ على وعدي دائما، يا أليكس... إلا إذا كنت تريدينني ان استمر؟"
لم تكن تريده ان يفعل، و كان يعرف ذلك، و كان هذا هو السبب الذي جعلها ترجع خطوة إلى الوراء بساقين مرتجفتين، و اجابته: "قلت ان علينا العودة."
انتصب و قد زالت نظرة العاطفة لتحل محلها نظرة مرحة و قال: "بإمكانك أن تجعليني ابدل رأيي."
أخذت أليكس نفسا متقطعا و قالت: "لا أريد أن أفعل ذلك."
قال لها: "سأفعل يوما ما تطلبه مني عيناك، و ليس ما تقوله شفتاك، حينها لن تقاومي حتى." و ذهب ليرفع المرساة.
أخذت تحدق في ظهره، و هي تعرف ان ذلك صحيح، كان القتال يصبح اصعب أكثر و أكثر عندما تكون هي العدوة اللدودة لنفسها. تنهدت تنهيدة عميقة و نزلت إلى الأسفل.
***********************************
يتبع...
|