لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-09, 12:10 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هلا و غلا
posy220
mersalli
بنيتي بنيه
القريصة
إنشاء الله بكرة راح أنزل الفصل الأخير
و مشكورين على المتابعة.

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 27-10-09, 04:38 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 98272
المشاركات: 9
الجنس أنثى
معدل التقييم: تستاروسيسا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تستاروسيسا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مشكوره على المجهود الرائع والرواية الاروع يمكن هاذي رابع مره اقرأ فيها الرواية بس في كل مرة كأني أقراها لأول مرة متابعين معاكي للأخير وشكراً مرة ثانية لأختيارك الرائع

 
 

 

عرض البوم صور تستاروسيسا   رد مع اقتباس
قديم 28-10-09, 01:28 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تستاروسيسا مشاهدة المشاركة
  
مشكوره على المجهود الرائع والرواية الاروع يمكن هاذي رابع مره اقرأ فيها الرواية بس في كل مرة كأني أقراها لأول مرة متابعين معاكي للأخير وشكراً مرة ثانية لأختيارك الرائع

أهلين فيك حبيبتي
تسلمي والله
من جد يسعدني ان اختياري عجبك... كلك ذوق

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 28-10-09, 01:29 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 




الفصـــــــــــــــل العاشــــــــــــــــر



استعادت أليكس وعيها و هي تئن. كان فكها يؤلمها جدا و بدا رأسها يصرع بشكل لا يحتمل.
"هل أنت بخير يا سيدتي؟"
جعلها السؤال الذي انطلق ممن إلى جانبها ترفع رأسها و تديره، و ادركت ان الاحساس بالصرع كان نتيجة إلى انها على متن طائرة مروحية. ثم تذكرت كل شيء، بالطبع، رفضها الرحيل، و تحذير بيرس و الاهانة الأخيرة ألا و هي الطريقة التي ضربها بها.
نظرت حولها فيما صرخت صرخة زادت من ألم فكها. ان الطيار جالس أمامها و كان إلى جانبها يتكأ شخص ضخم أشقر الشعر، و كانت تستطيع رؤية الجزيرة و المياه المتلألئة تحيط بها من خلال النافذة. و استطاعت رؤية نقطة صغيرة. كان ذلك بيرس ينظر إليهم فيما هم يغادرون. و على الفور مدت يديها إلى الحزام الذي كان يشدها إلى مقعدها، محاولة خلعه بكل قوتها لتتحرر، سوف تقفز و تعود سباحة! سوف...
و أمسكت يدان قويتان بيديها بصرامة لتضع حدا لحركاتها. ثم ردد صاحبهما قائلا: "رويدك يا سيدتي. ان بيرس يريدك على قيد الحياة، لا ان ترمي بنفسك من طائرة مروحية في الجو و تقتلين!"
استدارت أليكس بغضب و نظرت إلى حارسها بعينين لامعتين لتسأله: "من أنت؟" ثم جفلت و رفعت احدى يديها لتتحسس فكها.
صفر الرجل الضخم بهدوء و قال بعطف: "بات داننغ، لقد تقابلنا من قبل. أخشى ان كدمة بحجم بيضة الدجاجة ستظهر على وجهك."
قالت: "ضربني!" كانت لهجتها تلك مزيجا من الغضب و عدم التصديق.
أجابها: "اعتبر انها الطريقة الوحيدة الذي يمكنه القيام بها، اتصور انها كانت غلطة كبيرة، لكنه يعرفك أكثر مني."
فقالت أليكس بغضب: "سوف اقتله!" محاولة التفكير، إلا انها لم تنجح بذلك كثيرا. كان التصرف على نحو يدعوه للقيام للقيام بذلك شيء، لكن ان يشرع بذلك الاختيار شيء آخر!
أجابها بات داننغ موافقا بإيجاز: "تصورت انك قد تريدين القيام بذلك."
حث أليكس حتى و هي في أوج غضبها على الضحك إلا انها صرت على اسنانها، و بدلا من ذلك أمرته قائلة: "اعدني إلى الجزيرة."
رفض ذلك بطريقته الودودة قائلا: "لا استطيع القيام بذلك يا سيدتي. فلدي أوامر." فنظرت إليه نظرة حادة.
سألته: "إلى أين هو ذاهب؟" و قد قررت ان تستقل رحلة إلى هناك بطريقة أو بأخرى.
رغم حزنه لحالتها هز بات داننغ رأسه قائلا: "آسف، لا استطيع اخبارك بذلك."
تحولت نظرتها إلى نظرة ساخرة حين قالت: "هل هناك شيء يمكنك أن تخبرني به؟"
فكر قليلا ثم أجابها: "لا أتصور ذلك."
جعلت تلك الكلمات شفتيها تلتويان بسخرية و سألته: "انك تتصور كثيرا، أليس كذلك؟ ألهذا السبب استخدمك بيرس؟"
أجابها موافقا: "أعتقد ذلك."
قالت له: "لذلك و لخطف النساء، للتحديد أكثر."
استدار بات داننغ نحوها متجهما عند سماعه تلك الملاحظة و قال: "عليك توخي الحذر يا سيدتي، فقول أشياء كهذه قد تدخل الانسان في مشاكل كثيرة و عصيبة."
وجدت أليكس و قد هدأت الآن، انها بدأت تستطيع السيطرة على هذا الرجل، فقالت تقايضه: "تماما. لذا هل ستخبرني الآن إلى أين بيرس ذاهب؟"
نظر إليها نظرة فيها الكثير من الاحترام. ثم قال بذهن متكبر: "لا، انك تلعبين لعبة وضيعة يا سيدتي... الحقيقة ان بيرس لن يذهب إلى اي مكان."
لم تكن تتوقع ذلك، فسألته: "ماذا تعني؟ ماذا عن شركة المنشآت؟"
ابتسم لها بات ابتسامة فيها مزيج من الألم و السخرية و قال: "آه، ان الشركة تبني سدا في إحدى المقاطعات الصغيرة في وسط اميركا، لكن لا علاقة لذلك بهذا الأمر. إن أحد المجانين الحاقدين أطلق النار على شقيقه في ايطاليا أمس الأول، إلا انها أخطأته. لكن ذلك المجنون اختفى. و أننا نعتقد انه في طريقه إلى بيرس ليحاول قتله. تقضي الخطة بأن يبقى بيرس ملازما مكانه لا يبرحه و سوف تلقي الشرطة القبض عليه خلال تحركاته." نظر إليها نظرة رزينة عندما سمع تنهيدتها و تابع: "تصورت أن لك الحق بأن تعرفي يا سيدتي."
ازدردت أليكس دفعة من الغثيان المفاجئ عندما فكرت ببيرس و بقائه في منطقة الخطر. انه مشدود إلى وتد و كأنه حيوان بإنتظار أن يقتل! صرخت من حنجرة جافة قائلة: "لماذا لم يخبرني؟"
أضاف بات: "قال أنه لا يريدك أن تقلقي."
قالت فجأة و بقوة: "أن لا أقلق؟" كيف أمكنه التفكير ان قلقها سيكون أقل ان لم تعرف الحقيقة؟ أهو مجنون؟ ثم أضافت: "كان عليه أن يخبرني!"
أجابها: "اعتقد كان عليه أن يفعل ذلك، اخبرته بذلك لكنه لم يصغ إلي. قال انك ستصرين على البقاء و هو كان يريدك أن تكوني بمأمن خارج الجزيرة."
"آه، يا للمصيبة!" و كان على أليكس ان تعترف بأن بيرس كان محقا. فلو أخبرها لكانت رفضت الرحيل، لكن ذلك لم يغير الواقع بأنه كان عليه أن يخبرها الحقيقة.
قال لها بات: "لا تكوني قاسية عليه كثيرا يا سيدتي، فإن بيرس المسكين لا يمكنه اطلاقا التفكير بشكل سوي عندما يتعلق الأمر بك." و ضغط على يدها و كأنه عمها، بالرغم من أنه كان بعمر بيرس تقريبا.
تجهمت أليكس و ابعدت نظرها عن النافذة و الجزيرة التي كانت تبدو أصغر و أصغر بسرعة كلما ابتعدوا لتسأله: "ماذا تعني؟"
رفع كتفيه بلا مبالاة ثم قال: "من أين أبدأ؟ خذي مثلا ذلك العمل الذي يتعلق بأسطول السفن التجارية. اخبرناه جميعنا ان بإمكانه الحصول عليه بعشر ثمنه، لكن هل أصغى إلينا؟ لا، لا. دفع الثمن كاملا و كأن الأسطول يعمل، ثم دفع كمية مماثلة من المال ليجعله في حالة جيدة. مجنون لكنه ما كان ليستمع لأي جدال."
لم تعرف أليكس أكان ما تسمعه حقيقة أم حلم، فسألته: "أتتكلم عن اسطول سفن بتراكوس التجارية؟" و عندما أومأ برأسه تابعت بتكلف: "لكنه حصل عليه دون أي مقابل."
و فكرت بحزن، اني أعرف ذلك لقد كنت هناك! لن تنسى ذلك ابدا، لقد كان محفورا بشكل لا يمحى في ذاكرتها.
صحح لها معلوماتها قائلا: "أكره أن أتجادل مع سيدة، لكنك مخطئة يا سيدتي. لقد ساعدت في إعداد الأوراق اللازمة و شهدت على فاتورة البيع."
غرقت أليكس في صمت، كل ما اعتقدت انها فهمته وجدته فجأة مغمورا بإضطراب عظيم. لقد اشترى بيرس السفن، ثم عاد و اشتراها مجددا! لكن لماذا؟ لماذا، بعد ان كان قد حصل عليها دون أي مقابل؟ لم يبدو الأمر منطقيا لكنها فهمت الآن لماذا قال أنه دفع ثمنا باهظا لأسطول السفن. و قد كان ذلك السعر باهظا جدا بالتأكيد بالنسبة إلى بات داننغ.
لم يخبرها جدها بذلك قط، فكرت بألم. كان يعرف كيف أن استغلالها قد آلمها و رغم ذلك لم تعرف إلا الآن انه كان يهتم لماله أكثر من اهتمامه بإحساسها. طوال هذه السنوات كانت تعتقد ان بيرس قايضها، و قد تركها جدها تعتقد ذلك لأنه لم يكن يحتمل فكرة ان تغرم بشخص من عائلة اندرياس!
تمتمت بصوت أجش: "شكرا لأنك اخبرتني ذلك يا بات."
أجابها: "أتمنى فقط أن يكون لذلك فائدة، لأني أكره أن أرى بيرس يتألم كما كان من قبل. جعلنا جميعا نقلق عليه، فقد كان يعمل و كأنه شخص بائس حتى أصبح نحيلا جدا. و كل ما قاله هو انك غادرت بسببه و هذه هي الطريقة الوحيدة لتسوية الأمر. اعتقدت أنا ايضا، ان الأمر قد نجح عندما أخبرني أخيرا أنه سيتزوجك. إلا اني لن ادهش مع ذلك ان كان لا يفكر بأنه ربما يضيع الفرصة مرة ثانية."
"لماذا قد يفكر بذلك؟"
أجابها: "يبدو لي أن الأمر يتطلب امرأة مميزة لتسامح رجلا ضربها ببرودة." و نظر إليها نظرة متفحصة، و قد رفع حاجبيه.
لم تستطع أليكس ان تضحك، لا، ليس و بيرس على الجزيرة ينتظر رجلا مجنونا ليظهر و يطلق عليه النار!
سألته بصوت مرتعش: "كيف استطيع أن أسامحه ان مات؟"
أجابها: "لا تستبقي الأمور يا سيدتي، بيرس لن يدعه يقتله. سوف تحظين بالفرصة لتقتليه!"
وجدت أليكس نفسها تضغط على يده بقوة، و قالت متضرعة: "ليكن الحظ إلى جانبه."
فقال: "أرجو ذلك."
و نظرت من النافذة مرة أخرى، لكن لم يكن هناك شيء لتراه الآن. انقبض قلبها من الخوف، و سألت: "ماذا سأفعل؟"
أجابها بات: "أفضل شيء يمكنك القيام به هو ما يريده بيرس. انه لا يحتاج لأن يقلق عليك أيضا. اذهبي إلى انكلترا، و انتظري هناك."
ازدردت أليكس ريقها بصعوبة. أنتظر؟ ماذا بوسعها ان تفعل سوى الانتظار و التضرع؟
بعد مرور أربع و عشرين ساعة، كانت أليكس تتجه إلى النافذة مرة أخرى، في الشقة التي تعلو مكتب بيرس في مبنى مارتينو. لم تذهب إلى انكلترا، على عكس التوقعات.
لقد أوصلها بات داننغ إلى المطار بالفعل، لكنه كان مضطرا للعودة ثانية. لذا ما عرف قط، انها بدلت بطاقة السفر التي اعطاها لها مقابل مقعد على طائرة متجهة إلى نيويورك.
لم تخبره لأنها لم تكن مستعدة لمناقشة ذلك معه، و كان كل ما فكرت به أن أية أخبار عن بيرس ستصل إلى المكتب الرئيسي أولا، و ذلك المبنى كان في نيويورك. كانت خطتها الأولية تقضي بأن تستعمل شقة بيرس، رغم الذكريات المؤلمة التي تحملها لها. و تتصل بمكتبه من هناك، لكن تبين أن الشقة خالية من أي أثاث، و أنها كذلك منذ وقت طويل، حسب ما أخبرها به الجيران. أحبطت و كانت على وشك التوجه للنزول في فندق عندما تذكرت كلام بيرس عن وجود شقة له فوق المكتب في مبنى مارتينو. كان الوقت متأخرا عندما وصلت لكن حارس الأمن كان سعيدا جدا بأن يدعها تدخل عندما عرف من هي.
منتديات ليلاس
ثم بدأ الانتظار. كانت الرحلة إلى هنا مليئة بالتوتر، لكنها على الأقل كانت تفعل شيئا، أما الآن فكل ما تستطيع القيام به هو الجلوس و تضييع الوقت سدى. لم يكن هناك من تستطيع التحدث معه دون أن تنشر الذعر، و ادركت بفطرتها ان الشائعات قد تنتشر بسرعة. و كان كل ما استطاعت ان تفعله هو الاتصال بسكرتيرته ملفقة رواية بأنها هنا في رحلة تبضع، و طلبت منها أن تقول لبيرس ان يتصل بالشقة ان اتصل بها، لكن الهاتف لم يرن طوال اليوم، و وجدت نفسها الآن تسقط في دوامة القلق المزعج التي تهدد أحيانا بأن تبتلعها.
أين هو؟ كيف حاله؟
الآن في الوقت الذي شعرت أنها بحاجة لتراه، لتسمع صوته كان الصمت مروعا، لم يكن يهمها ان تسمعه اطلاقا ليشرح ما أخبرها به بات داننغ، و ان لم تسمعه يقول ما كانت قد بدأت بصدق تعتقد انه شعر به حيالها، كانت تريد ان تعرف فقط بأنه على قيد الحياة.
أين أصبحا من ذلك؟ لم تكن تعرف. كان هناك الكثير لشرحه و لم تجرؤ على التفكير بالمستحيل. لقد خاضت ذلك المضمار مرة، و انتهى بالرفض مع ان ذلك أيضا كان يحتاج لتفسير، لماذا فعل ذلك؟ لماذا فعل كل الأشياء التي فعلها؟ بدا لها ان لديها مليون سؤال و ليس هناك من زوج حاضر ليمدها بالأجوبة.
سحبت بحركة متوترة الخيط الذي يقفل الستائر، قرقرت معدتها، فلاحظت حينها انها لم تتناول شيئا منذ الفطور. لم تكن تشعر برغبة لتناول الطعام أكثر مما تفعل الآن، إلا انها ادركت بفطرتها انه سيكون من الحماقة ان تترك نفسها تمرض الآن، لذا اتجهت إلى المطبخ و سوت لنفسها سندويشا و بعض القهوة. حاولت أن تأكلها فيما هي تشاهد التلفاز، لكن ذلك سخيفا جا بالنسبة لها لتتمكن من التركيز عليه، فاستسلمت في آخر الأمر.
و رغم انها تثاءبت إلا ان أليكس عرفت انها لن تسطيع النوم لشدة قلقها، خاصة في ذلك السرير الكبير المصمم لأثنين و الذي بدا فقط و كأنه يؤكد وحدتها. تحاشت النظر إليه و ذهبت لتأخذ دوشا، ثم لفت نفسها في ما بعد بروب حريري يصل حتى كاحليها قبل ان تتجه عائدة إلى غرفة الجلوس. كان هناك فيلما قديما على التلفاز فأطفأته، و أخذت تنظر فيما كانت الظلمة تسود من حولها، و قد جلست في إحدى زوايا الأريكة. شيئا فشيئا رغم ان الانهاك التام جعل أهدابها ثقيلة، و دون أن تلاحظ غطت في نوم خفيف.
و جعلها لمعان الضوء على أهدابها تتحرك بعد عدة ساعات. فنظرت بعينين شبه مغمضتين، ثم طرفت عينيها مستيقظة لتحدق بالشخص الطويل الذي وقف عند الباب و كأنه شبح.
"أليكس؟" كان اسمها صرخة لا تصدق على شفتي بيرس، فاستوت في جلستها و قد استيقظت جيدا فجأة. بدا منهكا و قد نمت لحيته بشكل كثيف على ذقنه، و كانت ملابسه و كأنه نام فيها لعدة أيام، لكن، لم تره جميلا لهذه الدرجة من قبل.
سألها بصوت أجش: "ماذا تفعلين هنا؟"
تضاعفت خفقات قلب أليكس عند رؤيته، كانت على وشك ان تركض إليه و ترمي بنفسها بين ذراعيه، لكن كان هناك شيء ما في الطريقة التي وقف بها جعلها تتسمر في مكانها. و أجابته شارحة بشكل تافه: "ذهبت إلى الشقة، لكنها كانت خالية. فتذكرت انك ذكرت أمامي هذه الشقة، و قد سمح لي حارس الأمن بالدخول."
رأت بيرس عبر الغرفة يهز رأسه كمن أصيب بدوار. قال لها بصوت غريب: "لقد تركتها." حتى فيما كانت عيناه تنظران بانشداه، و كأنه لم يكن يتوقع قط أن يراها ثانية.
تملك أليكس شعور غريب جدا بأنها كانت تنظر غلى شخصين يمثلان مشهدا من مسرحية، ينطقان بكلمات بعيدة جدا عما يشعران به حقا، سألته: "لماذا؟"
أجابها بيرس: "لم استطع العيش فيها بعد ان رحلت. لم استطع العيش مع ذكرى ما حدث هناك." ثم ارتعش رعشة كبيرة و كأنه استيقظ من حلم مزعج، و اسقط الحقيبة التي كان ما يزال يحملها، و دفع الباب ليقفله ثم تقدم خطوة إلى الأمام. و أعاد السؤال بنبرة حادة قائلا: "أليكس، ماذا تفعلين هنا؟" مما جعلها تجفل.
و بجهد و قفت على قدميها، و سوت قماش روبها الحريري بيدين مرتعشتين. لم يكن ما يجري كما توقعت، أجابته: "لقد اخبرتك. لم استطع استعمال الشق..."
و توقفت عن الكلام عندما قطع المسافة التي تفصل بينهما بثلاث خطوات و امسك بكتفيها و هزها قائلا: "ليس هنا انما في اميركا. كان من المفترض ان تكوني في انكلترا!"
طرفت عينيها عندما تنبهت إلى نبرة الغضب البائس في صوته فتنحنحت بعصبية و قالت له بسرعة: "أعرف، لكن المسافة كانت بعيدة جدا! أتيت إلى هنا لأني اعتقدت ان أية اخبار عنك قد تصل إلى هنا أولا. كنت بحاجة لأعرف انك بخير." و قد دهشت عندما رأت وجهه يمتقع.
تركها عند ذلك، و مرر يديه على وجهه بإيماءة متعبة جعلت قلبها يعتصر. و اتت ضحكة السخرية من نفسه بشكل مؤلم. قال: "هل عندك أية فكرة بما شعرته عندما وصلت إلى انكلترا و لم أجدك هناك؟ عندما علمت ان ما من أحد يعرف أين أنت؟ كنت و كأني عدت إلى دوامة الماضي ثانية و لم أتصور انني استطيع تحمل ذلك، و طوال تلك الفترة كنت أنت هنا، تنتظرين أخبارا مني!"
ذهلت أليكس للنظرة الشاحبة التي ظهرت على وجهه عندما ذكر الماضي. و قالت بارتباك: "أنا... لم أكن أعرف."
كان جوابها رقيقا، لكنها كانت تشك بأنه كان ليسمعها حتى لو صرخت، لأنه كان غارقا في مكان ما خاص به بعيدا عن الذكريات الجميلة، إذ قال: "عرفت اني قد اضيع فرصتي في عودتك إلي ثانية، عودتك إلي فعلا، عندما اضطررت لأن أضربك، لكن كان علي أن أحاول ثانية على أية حال." و ضحك ضحكة ساخطة، و تابع قائلا: "عندما لم أجدك هناك، كدت أجن تقريبا!" و نظر إليها الآن فرآها فعلا، و كانت تنظر إليه نظرة مصدومة، فأضاف بصوت عال كفيل بايقاظ النائمين: "ما بك يا أليكس، متى ستدركين انني أحبك؟"
مرت لحظة بدت فيها ان الغرفة تسبح منذرة بالخطر، إلا انها تمالكت نفسها و قد عرفت ان هذا الوقت لم يكن بالتأكيد الوقت المناسب ليغمى عليها. قالت بصوت أجش: "عندما تخبرني..." ثم شعرت بالغضب، فصرخت قائلة: "ويحك يا بيرس. لم أكن أعلم شيئا. اني بحاجة لمن يخبرني بكل شيء."
و قال: "لقد فعلت للتو."
"سمعتك."
سألها: "و ماذا؟"
عرفت ماذا يريد ان يسمع، لكن الكلمات ترددت على شفتيها. كانت خائفة من الاعتراف بمشاعرها، ان تورط نفسها في حين انها قد جرحت من قبل. و فيما طال صمتها، ابتعد عنها ليسير و يقف أمام جهاز التلفاز الصامت.
قال بتحد وافر: "لقد فقدت الحق بسماعك تقولين انك تحبينني منذ وقت طويل. أليس كذلك؟ ان الحظ كان يبتسم لي عندما وضعتك الأقدار في طريقي لأحبك!"
نبرة الغضب و اليأس المريرة في صوته مزقت قلبها فصرخت بحزن قائلة: "لا، يا بيرس!" م تنهدت عندما استدار و رأت وجهه الشاحب جدا.
سألها: "لا، ماذا؟ لا أكره نفسي؟ لكن على من أضع اللوم، يا أليكس؟ من سواي جرحك؟ من سواي اغمد السكين في صدرك و قتل أفضل ما قد حدث له؟ كنت مذنبا و استحق كل ما أصابني من عقاب. أحببتك عندما تزوجتك. أحببتك حتى عندما كنت أحطمك، و أحببتك كل يوم منذ ذلك الحين، و سأحبك حتى يوم مماتي."
لم تكن أليكس تعرف انها تبكي، لكن الدموع كانت تنهمر على وجنتيها فيما كانت تهز رأسها بيأس، و سألته: "إذا لماذا؟"
لم تكن بحاجة لأن تقول المزيد. فقد أغمض بيرس عينيه بألم، ثم تقدم نحوها و ضمها بين ذراعيه، أحاط رأسها بيدين مرتعشتين و اعترف بصوت أجش قائلا: "لأني التقيتك في وقت متأخر جدا." و تنهد تنهيدة حملت التعب الذي قاساه خلال السنوات الطويلة الماضية، و أضاف: "جعلني جدي أتعهد له و هو على فراش الموت اني سأثأر من يانيس بتراكوس و بأني سأستعيد سفننا بأية وسيلة كانت، تعهدت له بذلك يا أليكس، قبل وقت طويل من معرفتي بوجودك، لا أستطيع ان أبرر ما فعلته. لكن عندما علمت بوجود حفيدة، و كنت قد فشلت في شراء السفن بالطرق القانونية، قررت ان استغلها لاستعادة السفن بواسطة الابتزاز. الاخلاص كان يتطلب ذلك. حاولي ان تفهمي. كنت أعرف انه كان هناك شيئا يكرهه بتراكوس فهو معرفته ان حفيدته قد تزوجت فردا من عائلتي. كنت أعرف انه قد يعطي أي شيء ليضع حدا لذلك، عندها سيكون الثمن الذي أطلبه اسطول السفن التجارية. كان عملا وحشيا لكنه سهل... لكني لم أكن قد التقيتك بعد... و عندما التقيتك وقعت في حبك من أول نظرة.كنت فاتنة جدا، بريئة جدا و مع ذلك كريمة، كل ما كنت أتمنى وجوده في المرأة التي أحبها. و كنت أتعذب، كنت مستعدا لأن أعطي كل ما أملكه لتغيير الأمور. لكني لم استطع. كنت قد قطعت عهدا لجدي، رغم اني عانيت عذابا مريرا في تنفيذ الخطة. و كل ما استطعت القيام به لك هو القيام بكل ما يجعلك تكرهينني، تكرهينني لدرجة انك ستلومي نفسك ان سمحت لي بالتأثير على حياتك منذ ذلك اليوم و صاعدا. قلت انني قتلت شيئا طيبا فيك ذلك اليوم، حسنا، شيء ما قد مات داخل نفسي أنا أيضا. لم يكن عندي أمل باستعادة ما قد حطمته، و مع ذلك لم استطع تركك تضيعين مني. فوعدت نفسي بأني سأراقبك، و أساعدك ان احتجت للمساعدة يوما و لربما فزت يوما بالحق في الحصول على حبك ثانية."
و فيما كانت أليكس تصغي إليه اتضح لها الكثير من الأمور، إذا لقد كان يتعذب مثلها تماما ان صدقت ما يقوله، و كيف بإمكانها أن لا تفعل بعد هذا الاعتراف الصادر من القلب؟ لم يكن ذلك تبريرا انما واقعا، لقد تقبل الملامة و عايشها يوميا، لكن المعرفة لا يمكنها ان تهزم الأمل تماما. ألا تعرف ما هية ذلك الشعور؟ فرفعت رأسها أخيرا و نظرت بتمعن في عينيه الزرقاويت.
و سألته: "ألهذا تزوجتني؟"
أومأ برأسه إيجابا و أضاف بكآبة: "و لهذا اعطيك حريتك ان اردتها."
و جاء دور أليكس بالكلام، فيما دموع عينيها تنهمر. فقالت: "لا بد انك أحببت جدك كثيرا."
تردد بيرس قليلا قبل أن يقول: "أجل، لكن ليس بالطريقة نفسها التي أحببتك بها. ماذا يمكنني أن أقول؟ عرفته قبل أن أعرفك، هو من قام بتربية عائلتي بعد ان مات والداي. و كان السباق لطلب الوفاء مني."
عاشت أليكس طوال حياتها وهي تدرك معنى الاحساس اليوناني بما يتعلق بكرامة العائلة. كان بإمكانها تفهم الوضع، حتى و ان كانت لا تستطيع الصفح. استغلها بيرس ليسدد دينا و بما انه فعل ذلك، فقد منحها ذلك الاخلاص. لقد فهمت الآن تماما تلك الاشارة إلى الشاعر لوفليس. لو أنه لم يكن رجلا شريفا لهذه الدرجة لما استطاع ان يحبها أكثر مما أحبها.
رفعت عينيها و قالت له: "يجب أن أكرهك."
هز بيرس معترفا بذلك و قال: "استحق ذلك."
"يجب أن أقول لك اني لن أسامحك أبدا."
لمعت العينان الزرقاوان و هما تنظران في عينيها و قال: "و هل تقولين لي ذلك، يا أليكس؟"
و أمسكت كلماتها من جديد، فلم تصبح مستعدة بعد لتوريط نفسها بشكل تام، و سألته: "كيف لي ان أتأكد ان شيئا من ذلك لن يتكرر ثانية؟"
أجابها بيرس بقوة: "لأني أفضل ان أقطع ذراعي اليمنى على أن ادع أي ألم يصبيك، سواء مني أو من أي شخص آخر." جعلت قوة تصميمه تلك التي ظهرت في كلماته رجفة تنبه تجري في جسدها.
لم تستطع أن تقاوم رفع يدها متحسسة ذقنها و قالت: "إلى درجة ان تضربني؟"
تجمد بيرس، و نظر بعينين كئيبتين إلى ذقنها، و رفع يده ليبعد يدها و يمرر يده برقة على الكدمة الباهتة، و قال بصوت أجش: "اردتك أن تكوني بمأمن، يا أليكس."
فتنهدت و قالت: "كان عليك ان تحاول التكلم معي، يا بيرس."
أجابها بتحد: "لم اعتقد انك ستصغين، كما ترين، لقد افترضت انك كنت تشعرين بما أشعر به تماما، فلو انك كنت ذاهبة لأي مكان خطر، لكنت لازمتك كما الغراء. هل كنت مخطءا بما فعلت؟" و رقت نظرة عينيه عندما رأى وجهها قد شحب.
قالت: "لا." ثم نظرت في عينيه و قالت: "هل امسكوا الرجل؟ هل أنت بمأمن الآن؟"
"هل اخبرك بات؟"
ردت عليه: "ظن انه من حقي ان اعرف. أجل، لكن كنت افضل ان اسمع ذلك منك يا بيرس."
تنهد و قال: "سامحيني، لكن كل ما فكرت به هو اخراجك من الجزيرة."
تفحصته عيناها باحثة عن أي أثر لجرح و قالت: "هل أصبت بأذى؟"
قال: "لقد ألقت الشرطة القبض على الرجل قبل أن يصل إلي. كنت لأحضر إلى هنا سريعا، لكن كانت هناك أسئلة يجب الاجابة عليها، و كان علي التحدث مع أخي."
قالت: "لم أكن أعلم ان لديك أخا." متسائلة ان كانا سيتوافقان حقا فيما بعد فيما كانت تفتقد معلومات أساسية كهذه.
ابتسم بيرس و كأنه قرأ أفكارها، ثم قال: "عندما نكون أنا و أنت معا تبدو المحادثة العادية غير ضرورية، لكن اعدك بألا أخفي عنك شيئا بعد الآن. لدي أخ و شقيقتان، و جميعهم ينتظرون لقاءك."
ذهلت أليكس و سألته: "أتعني انهم يعرفون عني؟"
رفع كتفيه بلا مبالاة و أجابها: "كل شيء. اننا مقربون جدا من بعضنا البعض. لقد ساعدوني على الاستمرار عندما ساءت الأمور جدا. شقيقتاي تأملان أن تتوقفي اخيرا عن كرهي."
كلماته تلك جعلتها تطرح سؤالا آخر في ذهنها فقالت: "ان كنت مصمما على جعلي أكرهك عندما استغليتني للحصول على اسطول السفن التجارية، لماذا عدت و اشتريته؟"
قال موافقا بكآبة: "بات، من جديد."
قالت بسرعة: "لا تلق اللوم عليه، كان يحاول تقديم المساعدة." ثم تجهمت و سألته برقة: "ألم تخش أن أعرف ذلك من جدي؟"
أمسك بيرس يدها و طبع قبلة على كفها قبل أن يجيبها قائلا: "كنت اتمنى ان تفعلي، لكني عرفت انك لن تعرفي، ما كان بتراكوس ليخبرك اطلاقا."
"لكن لماذا لم تخبرني أنت بذلك عندما ألتقينا ثانية؟"
رفع كتفيه بلا مبالاة و أجابها: "أنا أيضا لدي كبريائي يا أليكس. كنت أعرف اني قمت بعملي بشكل جيد جدا، و حتى أنا لا أستطيع ان أكشف كل أوراقي أمام امرأة تكرهني. لذا لم استطع اخبارك قط اني لم استطع العيش و فكرة مقايضتك تستبد بي، فعدت و أرغمت جدك على قبول المبلغ كاملا. لم يقم بمحاربتي لكن بعودتي إليه تأكد من حقيقة شعوري نحوك و استغل ذلك قدر استطاعته. و لا أنا حاربته. كنت تستحقين كل قرش دفعته ان كنت لا تعرفين ذلك."
هزت رأسها بحزن قائلة: "إذا، دفعت لهم ثمنا باهظا."
و دهشت عندما شد يده على يدها و قال: "ليس المال يا أليكس، الثمن الذي دفعته مقابل السفن كان أنت... أثمن من كل ما أملك. لقد تخليت عنك فقط لأني عرفت أنه لن يهدأ لي بال قبل أن استردك ثانية."
ثارت عاطفة أليكس و بلعت ريقها بصعوبة و هي تضع يدها على قميصه ناحية قلبه لتشعر بخفقانه. و قالت: "يا بيرس، ألا تشعر بأنك وضعت كبرياءك عند قدمي؟ بأمكاني أن أدوس عليه بالطريقة التي دعوتني أن أقوم بها."
قال: "لك كل الحق في فعل ذلك، لقد قدمت لك قلبي و حياتي لكن غذا كان كبريائي هو ما تريدينه، فإنه رهن اشارتك."
"اعتقد... انه لن يفيدني بشيء عدم مسامحتك، لأنك لا تستطيع أن تسامح نفسك و مع ذلك لا استطيع إلا أن أسامحك، لأني أحبك، و في الحقيقة اني لم اتوقف يوما عن حبك. لذا يا حبيبي ان كنت تحبني كما تقول يجب ان تسامح نفسك ايضا. هذا ما أطلبه منك."
و فجأة بدا و كأن العالم قد سكن من حولهما، و نظرت أليكس بشجاعة في العينين اللتين كانتا تشعان بعاطفة قوية تاقت لتراها فيهما. و سألها: "و ان لم استطع يا حلوتي أليكس؟"
وعدته قائلة: "عندها سأضطر لأن أحبك أكثر حتى تستطيع ذلك." و أنهت كلماتهابتنهيدة فيما ضمها بيرس بين ذراعيه و لفهما حولها بقوة و كأنه لن يدعها أبدا، لكنها لم تمانع. فها هما أخيرا بعد تأخر طويل جدا، قد عادا إلى حيث ينتميا و تشبثت به. لقد مرا عبر محنة لم يختاراها، أما الآن فقد أصبحا أحرارا لأن يتطلعا إلى المستقبل و ليس إلى الماضي.
قال لها بيرس: "انك ترتعشين." و ضحك بقوة.
اجابته: "و أنت كذلك."
هدأ بيرس قليلا و رفع يديه المرتعشتين لتحيطا بوجهها و قال معترفا: "اعتقدت اني فقدتك إلى الأبد هذه المرة."
و أفلتت منها آهة، و قالت له: "كنت لأعود و لو لألكمك على انفك!"
ضحك بيرس و قد عادت إليه تلك الثقة الكبيرة بالنفس و قال لها: "أنت يا مثيرة الفتنة الصغيرة! انها فكرة جيدة، لكني أفضل أن تقبليني بدلا من ذلك."
و جعلت كلماته الساخرة تلك عيناها تلمعان، و سألته: "هل تتوسل إلي، يا بيرس؟"
أجابها: "إذا ما زلت تريدين ان تتقاضي حقك كاملا بعد كل ما جرى؟"
حدجته بنظرة من تحت أهدبها و قالت: "في الحقيقة، اني بحاجة ماسة إلى حبك كحق كامل لي!"
أجابها بانشداه: "اني في الحقيقة أخشى ان ألمسك تقريبا."
و كرد على ذلك رمقته بنظرة جذابة، و قالت: "لكنك لا تخشى ان تتركني ارحل؟"
ضحك لكلماتها تلك و قال لها بتحد: "لن أدعك ترحلين أبدا اني قدرك يا أليكس. أيخيفك ذلك؟"
اعترفت له قائلة: "لا شيء يخيفني و أنا معك."
و عندما رفع بيرس رأسه ادركت من تعابير وجهه كم كان عملا صعبا بالنسبة إليه ان يكبت حبه في صدره. و كانت بسرعة تفقد السيطرة على عواطفها، لكنها لم تأبه، و تركت نفسها تسبح في بحر من اللامبالاة.
و ليغيظها قال برقة: "ذكريني ان ارسلك بعيدا غالبا، ان كانت هذه هي الطريقة التي تستقبليني بها عندما أعود." و دفع عن وجهها خصلات رقيقة من شعرها.
غامت عيناها للحظة و قالت: "إياك ان تفعل ذلك بي ثانية، اطلاقا يا بيرس."
لوى قسمات وجهه و قال: "اعترف اني كنت مخطئا، لكن ذلك ما جعلتني أشعر به و كأني أخشى ان افقدك فقلت ان علي أن أبعدك! سامحيني."
طالما أنها عرفت انه يحبها فإنها مستعدة لأن تسامحه على أي شيء. فقالت له برقة: "اعتقد بأني أثبت لك انهليس من السهل التخلص مني."
اعترف لها بصوت أجش: "اعتقد اني لا استطيع تصديق حظي هذا، لذا فاني أقرص نفسي لأتأكد ان هذه حقيقة و ليس حلما." و طبع قبلة على جبينها و سألها: "اسعيدة؟"
تنهدت قائلة: "سعيدة بشكل لا يوصف." قد يكون بيرس بإمكانه احداث اسوأ جرح، لكنه وحده يستطيع ان يجعلها تشعر بهذه السعادة.
نظر في عينيها لفترة طويلة و هو ما يزال يتنفس بتثاقل، و سألها: "و هل تصدقين اني احبك؟ أحبك بالرغم مما فعلته. لقد أحببتك دائما."
تنهدت أليكس ثانية و قالت: "آه، نعم. أنه التفسير الوحيد المنطقي." ثم لمعت عيناها بابتسامة مشرقة و أضافت: "اني مسرورة لأني لم أعد مضطرة لأن أكرهك بعد الآن، ان ذلك أمر يصعب القيام به عندما تكون مغرما في حب شخص ما. بيرس، أصحيح ان كل شيء قد انتهى الآن؟"
أومأ برأسه بوقار و أجابها: "كل ما أريده الآن هو أن انسى ما مضى. اني لا أحمل أية ضغينة لعائلتك. كنت بكل بساطة انفذ عهدا قطعته، و من الآن فصاعدا كل وعودي ستكون لك و لعائلتنا."
أمسكت أليكس يده و ضمتها إليها، ثم تمتمت قائلة: "عائلة، يبدو ذلك جميلا."
فارتسمت على شفتيه ابتسامة و سألها: "هل اعتبر ان ذلك يعني انك ما عدت تتمنين أن أكون كشيء مغث يمكنك سحقه تحت قدمك؟"
ضحكت و سألته: "هل قلت ذلك حقا؟"
أجابها بغضب ساخر: "لقد فعلت و أكثر من ذلك بكثير."
و لتغيظه قالت: "حسنا، كنت تستحق ذلك في ذلك الوقت."
ثم تنهدت عندما خطرت لها أفكارا أخرى، و قالت: "أنت أيضا قلت أشياء. يوم اخذتني لترى جدي، ذكرتني انك لم تقل لي قط بأنك احببتني، انك لم تقل تلك الكلمات."
تنهد بيرس أيضا و قال: "كنت أعرف بأني لن استطيع قول تلك الكلمات و انكارها فيما بعد، لذا قلت لك انك لن تستطيعي ان تعرفي عمق الشعور الذي أحمله لك في قلبي. قصدت ان اجعلك تعتقدين اني قصدت بذلك الرغبة بالانتقام، لكن الأمر كان دائما كما ظننته في البداية، ان عمق ذلك الشعور كان الحب، يا اليكس لكني كنت مرغما للتظاهر بعكس ذلك."
إذا، لم تكن مخطئة إطلاقا. و مع ذلك كان هناك شيء ما زال يؤلمها كثيرا فسألته: "لماذا تزوجتني لليلة واحدة؟ أكان من الضروري حقا أن تقفل ذلك المهرب بتلك الطريقة؟" غير مدركة عمق الألم الذي عكسه صوتها.
رغم ذلك استمع بيرس و اغمض عينيه للألم، ثم أجابها: "لم يكن هناك مهرب قط. لم أكن مجبرا على الزواج منك، بل كنت بحاجة لذلك. كان ذلك ضروريا يا حبيبتي، لأني اعتقدت أنها المرة الوحيدة التي استطيع أن أعبر فيها عن حبي، المرة الوحيدة التي استطيع أن أظهر لك خلالها كم أحببتك. كنت أريد أن أكون طيبا معك و رغم اني كنت أعرف ان ذلك قد يكون مصدر ألم فقط لكلينا. فيما بعد لم استطع ان أمنع نفسي من ذلك فإن كان علي ان اعيش في العذاب و الندم، إذا فعلي ان اتذوق طعم الهناء و لو لمرة واحدة."
نظرت أليكس إليه و قد اغتاظت من الطريقة التي ارغمه سؤالها للضغط على نفسه. رفعت يدها لتلمس خده و الألم يملأ نفسها، و على الفور عاد بأفكاره ليكون معها من جديد.
قالت له: "كان ذلك هو الهناء بالنسبة لي أيضا يا بيرس، لطالما كانت السعادة دائما معك."
هز راسه و قال: "اعرف اني آلمتك كثيرا، لكني أنوي ان أعوض عليك كل لحظة ألم مررت بها."
ابتسمت برقة و استكانت إليه، ثم قالت لتغيظه: "آه، كيف تخطط لأن تفعل ذلك؟"
أجابها بصوت أجش: "امنحيني دقيقتين بعد و سأفكر بشء ما."
قالت بتحد: "هل تكفي بضع دقائق؟"
فصرخ قائلا بغضب ساخر: "اليكس مارتينو ألا تخجلين؟" رغم ان عينيه كانتا تنقلان رسالة مغايرة...


******************************************

النهــــــــــــــــــــــــــــاية


تمـــــــــــــــــ بحمد الله ــــــــــــــــــــــت

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 01-11-09, 09:21 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69937
المشاركات: 156
الجنس أنثى
معدل التقييم: posy220 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
posy220 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكراعلى الروايه الروووووووووووووووواعه موووووووووووووووت

 
 

 

عرض البوم صور posy220   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أماندا برواننغ, amanda browning, القدر القاسي, دار النحاس, روايات, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, savage destiny, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t120265.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-09-15 11:49 PM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 21-01-11 12:14 AM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 01-11-09 08:20 AM


الساعة الآن 04:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية