كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- صحيح , لذلك ترين أن جوك في مركز حساس ! إنه ذكي فيما يتعلق بالأمور المالية , وسيجد طريقة لإقناع صديقه أن سوق أمريكا هو أفضل سوق أمامهم.
- أنا واثقة من نجاحه , فهو يعيش ليحقق النجاح فقط .
- لا يمكن لومه .. أصيب بصدمة كبيرة في طفولته .
- بسبب موت أمه ؟ سمعت أنها التقطت عدوى قاتلة ..
- لقد مات بالنسبة لزوجها وطفلها قبل التقاطها بوقت طويل .. سأخبرك بالقصة , فلا ضرورة للسرية ما دمت لا تعملين عنده الآن .. كانت جويس إنكليزية جميلة , ذكية . كانت عالمة أحياء تعمل في أميركا عندما التقاها دايفيد والد جوك . بعد سنة من زواجهما ولد جوك , أمل دافيد أن تكون له المضيفة الاجتماعية الكبيرة , ولكنها كانت تكره هذه الحياة , وعندما أصبح جوك في السنة الأولى من عمره , عادت إلى العمل . لم يتعرض زوجها ما دام عملها في أميركا . ولكنه غضب حينما بدأت تسافر إلى الخارج وأحسّ أن لا زوجة له وأن جوك لا أمّ له . كانت في رحلة أبحاث في أفريقيا حين التقطت " فيروساً " قتلها , وأحس دايفيد بمرارة كبرى لموتها .
- لا يمكنه لومها لأنها ماتت .
- لكنه أحسّ أن هذا ما كان ليحدث لو أنها فضّلته وابنها على عملها . بعد موتها أحاط نفسه بنساء جميلات عديمات التفكير لكنه لم ينسَ جويس , وهذا ما جعله يحسّ بمرارة مضاعفة . قد تتصوّرين كم أثر كل هذا في جوك . لقد تربّى على أن مكان المرأة هو بيتها , وأن معيشتها وقف على سيدها الرجل !
- أعرف هذا .. لكن ألم يتزوج في ما بعد ؟
- إنه يخاف الزواج , ولا يُلام على ذلك , فقد شاهد تعاسة أبويه.
لم تقتنع ليليان بكل هذا التبرير لتصرفاته .. ألم يدرك يوماً أنه لن يكون سعيداً مع إنسانة عديمة الذكاء ؟ وماذا سيكون عليه مستقبله ؟
حيّرها السؤال وهي مستلقية تلك الليلة في فراشها .
هل سيتزوج في النهاية من فتاة لمجرّد حاجته إلى مضيفة لمنزله الجميل , وأم لأطفاله , تقبل ببساطة أنها لن تكون رفيقة له في أفكاره ؟أم أنه وبسبب تصميمه على عدم التورط،سيظل أعزب قانعاً بعلاقات عابرة؟
رمت بقلق الغطاء عنها , وتقدمت نحو النافذة .. كانت الحديقة مدثرة بالظلمة , ولكنها من وراء سور الجدار البعيد لمحت أنوار السيارات العابرة . كالعادة كانت النوافذ مغلقة لمنع الحرارة من الدخول إلى المنزل المبرد بالمكيف , فأراحت جبينها على الزجاج , وكأنما برودته قد تريح بعضاً من حرارة أفكارها .
لقد مرّ شهران منذ وصولها إلى هنا .. وثلاثة أشهر منذ رأت جوك لآخر مرة .. مع ذلك لم تستطع نسيانه أكثر من آخر مرة كانت فيها معه .. والآن .. ولكي تصبح مهمة النسيان أصعب ها هو قادم إلى الفيليبين.
بعد أسبوع انفجر الطقس في أمطار موسمية حادة , وارتفعت البرودة أمام تراجع الحرارة والرطوبة .. وعلى حين غرّة هجم الشتاء إلى أجواء الفليبين , وهذا أجمل وقت في السنة , حيث الأيام فيه دافئة بلا حر , وباردة بلا برد . أما السماء فيه فزرقاء والشمس لمّاعة وكأنها ميدالية ذهبية .
يتبع
|