كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
عندما غادرت ليليان منزل المرأة كانت قد قبلت الوظيفة بحزم .. ولم يكن يكدر سعادتها بقبولها إلا اضطرارها أن تقول لجوك إنها ستتركه .. لكنها مضطرة إلى كبح توترها حتى يعود من لندن نهاية الأسبوع.
لكن واقع مواجهتها له كانت أقسى مما قادها خيالها إليه, فقد تفوّه بكلام ممطوط قبل أن تنهي كلامها.
- إن كنت تريدين المزيد من المال, فما من مشكلة.
- ليس لهذا علاقة بالمال .. أريد أسافر فقط.
- وماذا عن شقيقك؟ طالما أعطيت انطباعاَ بأنك متعلقة به.
ومن غيره قد يضرب على الوتر الحسّاس الذي يزيد من تكدّرها؟
ردّت عليه :
- أنا متعلقة به فعلاً كثيراً. ولهذا من الأفضل أن أبتعد عنه لسنة .. وحين يترك الجامعة أكون قد عدت.
انفجر غاضباً :
- لا تستطيعين الذهاب ! ما كنت لأقبل بك لو عرفت أنك ستتركينني بهذه السرعة.
- أعمل عندك منذ تسعة أشهر.
- هذا لاشيء! ولوكانت تسع سنوات لفهمت حاجتك إلى التغيير.
جعلها الغضب من افتراضه بأن عالمها يجب أن يرتكز عليه تتخطى حاجز التحفظ :
- لي حياتي الخاصة سيد هانيز .. لا أجدني مستمتعة بحياتي وأنا أعمل عندك.
- إن كان الأمر يتعلق بالعمل الإضافي..
- لا علاقة للأمر به, أريد وظيفة أعامل فيها كبشر, لا ككومبيوتر! واسمي ليس ليلي أو لاسي .. بل ليليان .. شعري أحمر.. هذان أمران بديهيان يجب أن يعرفهما ربّ العمل بعد تسعة أيام لا بعد تسعة أشهر!
كان الصمت حاداً, وأحسّت ليليان ببشرتها تقشعر خجلاً .. ولكن الوقت فات , وأخذت قمر الليل العينان الرماديتان تنظران إليها بخبث وحقد :
- لم أعرف أن استراق السمع من خصائصك !
- كانت صدفة. دخلت إلى المكتبة قبلكما وغفوت على المقعد, وعندما استيقظت كنت والسيد كيرانيغ تتحدثان.
- وهكذا .. أصغيت؟
- كان هذا أقلّ إحراجاً من إبلاغك بأنني موجودة.
- لكنك تبلغينني بذلك الآن.
- لم أشأ ذلك .. ولكنك استفززتني ففقدت أعصابي.
- لم أكن أعرف أن لك طبعاً .. فطالما أعطيتني انطباعاً .. كنت سأقول هادئة وكفؤه .. ولكنني لو قلتهما لا عتبرت كلامي إهانة!
وابتسم :
- هيا الآن آنسة كامبل .. أنا واثق من قدرتك على نسيان كل هذا. لماذا لا تأخذين بضعة أيام إجازة و...
لن أغيّر رأيي سيد هانيز .. أودّ ترك العمل في نهاية شهر آب.
كان هدوء صوتها مقنعاً أكثر من كلماتها, فتلاشى الدفء من وجهه وسارعت تقول :
- أنا واثقة من أنك ستجد الآنسة بروك بديلاً كفؤاً.
يتبع
|