كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ليلي .. أو لاسي .. حقاً !
أرسلها الغضب راكضة إلى غرفتها .. أخيراً عرفت كيف ينظر إليها جوك هانيز .. امرأة قد تكون جارية عنده , أما أن تكون نداً له فهذا هو المستحيل .
خلعت حذاءها ركلاً وجلست إلى طاولة الزينة .. فحتى الأعمى قادر على رؤية أن شعرها احمر. تدفّقت الدموع من عينيها , فهرعت إلى الحمام لتغسل الماكياج عن وجهها , ثم فتّشت قمر الليل في سلة المهملات لتستعيد دبا بيس الشعر, ولتعيد تثبيت العقصة السابقة , ثم خلعت ثوبها الحريري
,وارتدت ثوباً من الكتان مرتفع الياقة أسود اللون , ربما كان عقلها الباطني عندما وضعتهة في الحقيبة يفكر في منع الكارثة.
كان لونه مناسباً للحزن على موت أُمّها.
حينما عادت إلى المكتبة وجدت الرجلين هناك .. تردّدت قليلاً قبل الدخول ثم تعجّبت قمر الليل من قوة إرادتها التي تتحمّل أن تنظر ثانية إلى وجه جوك هانيز .. كم سيكون دهشاً لو سمحت لعاطفتها بالتغلب عليها , وطبعت صفعة على وجهه الناعم الحليق.
قبلت بهدوء كأس العصير, وتقدمت تنظر إلى الأوراق التي وضعتها بنفسها فوق مكتبه .. فقال لها محتجّاً :
- إنسي العمل هذه الأمسية.
- كنت أتأكيد من أن كل شيء جاهز للغد.
قال دوغلاس ممازحاً :
- السكرتيرة الكاملة. ألا تنسين عملك أبداً ؟
- أنا مخلصة لعملي.
- لكنك صغيرة قليلاً على ذلك .. أليس كذلك ؟
- لا أظن. فالعمل أفضل ما يرضيني في الحياة.
أجفله ردّها , فالتفت إلى مضيفه , أما ليليان فنظرت إلى الظلمة بدأت تنتشر.
تلاعبت أثناء العشاء بطعامها , تحرّكه من جانب إلى آخر. حاول الرجلان عدة مرات جرّها إلى حديثهما , ولكنها تجنبت هذا , وما إن انتهت من احتساء القهوة , حتى ادّعت التعب لنذهب إلى غرفتها .
في الفراش , لم تستطع الحؤول دون انهمار الدموع.
كانت تبكي أحلامها الحمقاء والمستقبل القاتم . ما عرفته اليوم عن جوك كان وجهاً من وجوه شخصيته , ولكنه وجه حطّم قلبها. لا تزال تحبه , وتعرف أنها لن تتوقف عن حبه .. ويجب أن تجد عذراً للرحيل لأنها حينئذٍ فقط قد تأمل باستعادة حياتها العادية.
أمضت ليليان بهدوء عجيب اليوم التالي .. مع أنها كانت مخدّرة الحسّ من التعب عندما صعدت إلى القطارة لتعود إلى المدينة في الساعة السادسة من ذلك اليوم.
صباح الاثنين , حيّت جوك في مكتبه وجلست أمامه وهو يعمل , لكنها وجدت صعوبة في التصديق أن الحديث الذي سمعته منه قد جرى فعلاً ..
سألها فجأة :
- ألا تشعرين بأنك بخير ؟ كنت صامتة طوال اليوم.
أنقذها الهاتف من الردّ برنينه , وكانت مكالمة من لندن , فتركته يتحدّث وخرجت .
أرسله القدر العطوف في رحلة إلى لندن في الأيام التالية .. ولأنها كرهت قضاء أمسياتها بمفردها خرجت مع بيتر الذي علق على حالتها , وهما يتناولان العشاء :
يتبع
|