كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- إنه الحب .. على ما أعتقد.
هزت رأسها لأن كبرياءها غدت غير مهمة, فقد دمرها السجن الانفرادي في زنزانة.
قالت قمر الليل هامسة:
- أجل .. إنه الحب.
- هل أنت واثقة من أنك لن تندمي؟
- قطعاً.
- إنما ذلك لن يؤدي إلى الزواج. أتفهمين هذا..؟ أنت في نظر العالم مذنبة.. وهذا سيلغي أي فرصة للزواج نهائياً.
- لم أتوقع الزواج.
- إذن .. أنت أشد غباء مما توقعت ! حملت إليك بعض الكتب.
ثم تركها ومضى قبل أن تتمكن من الرد.
اجتاحتها المرارة مرة أخرى.. ورمت لفافة الكتب التي جلبها جوك إلى الأرض.. إنها لا تريد شيئاً منه, بما في ذلك الشفقة أو التفهم أوالمساعدة. بل هي تفضل البقاء سجينة إلى الأبد بدلاً من أن يشتري لها حريتها!
أطلت الشمس عليها من نافذة زنزاتها الصغيرة, فأنارت الطاولة والكرسي الذي سارعت إلى ضربه بقدمها غاضبة ورمته فوق الكتب.. انحنت لتعيد الكرسي ولتلتقط الكتب المغلفة بورق مذهب.
تذكرت قمر الليل عن غير توقع منها قبة المعبد الذهبية, وهو المعبد الذي زارته في أول يوم استخدمت فيه الكاميرا, ثم تذكرت آخر مرة استخدمتها فيها في فندق كيزون أنترناشيونال.. عندما كانت تتمشى في الحديقة , وكادت تجد نفسها وجهاً أمام كوني.. ملست الورقة المذهبة بكآبة.. كانت كوني تحمل لفافة مذهبة مثلها.. كبيرة, مربعة, وكأنها إطار لصورة.
إطار لصورة..
خطرت على بالها فكرة مجنونة خيالية سرعان ما صرفتها من تفكيرها .. من الجنون التفكير هكذا.لكن..أكان جنوناً أم لا.. رفضت الفكرة التنحي, وأحست بدافع غريب إلى مقاومتها, ولكنها علمت أن عليها التفكير ملياً, إما لإثباتها وإما لصرف النظر عنها نهائياً.
عبست ليليان مفكرة : لن يثق جوك بأحد في مثل هذا. لذلك, لا يمكن أن تكون كوني متوطة.. الرزمتان متشابهتان, ولكن تشابههما لا يعني شيئاً في بلد يكثر فيه هذا النوع من الورق!
خطرت لها فكرة مجنونة أخرى.. لنفترض أن كوني متورطة وأن جوك لا يعرف شيئاً؟
لا..لا بد أن غيرتها من كوني هي التي تدفعها إلى إساءة الظن بالفتاة..أو أن تفكيرها المنطقي هو ما قادها إلى هذا التفكير؟
إنه الواقع المنطقي.. واقع وجود رزمة مربعة ملفوفة بورق مذهب, تماثل في الحجم والشكل إطار الصورة.. وقد يكون هذا كله من عمل ذراع الصدف الطويلة..غير أن هذا الاحتمال يقود إلى سؤال يحتاج إلى رد: هل جوك بريء؟
ماذا لو أعطته الفتاة الصورة هدية ثم أتى شخص آخر خبّأ المخدرات فيها.. وربما هذا ماجعل رجال الجمارك يبحثون عن المخدرات, لأن شخصاً ما أبلغهم بوجودها, بقصد الإساءة إلى اسم جوك. الدافع لا يحتاج إلى تفكير... إن تدمير اسمه يعني تدمير المفاوضات.
يتبع
|