كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
انفعلت الآنسة بكمان , عندما سمعت ليليان تقول هذا للمرة الأولى .. كانتا قد أصبحتا صديقتين عندما تشاركتا فترة غسيل صباح السبت .. ولكن حينما علمت أن منبع اهتمام ليليان بالمال تصميمها على كسب المال اللازم لتأمين دراسة أخيها الجامعية , قررت أن تساعدها .
قالت ليليان شارحة :
- لقد عاش طفولة كئيبة , ولم بكنالسبب فقط فقدان أبوينا , بل اضطرارنا للعيش مع جدينا اللذين لا مانا على وفاة ابنتهما .
- وكيف لهما هذا؟
تنهدت ليليان :
- كانا يعرفان أن أمي مصابة بعقدة ليلاس الخوف من السفرفي السيارة..وكأنها كانت تحس بأن السيارة ستودي بحياتها يوماً. لقد وافقت على السفرإلى الريف لأن تود طلب منها ذلك كهدية عيد ميلاد , ولولا هذا لما أقنعها شيء بالسفر.
- وكان هذا هو اليوم الذي...
- قتلت فيه مع أبي.. لاأنظر إلى شاحنة إلا أتذكر. كان جداي يشعران الشعور ذاته نحو تود, وبإمكانك تصور مشاعره لاضطراره إلى العيش معهما. حالما أنهيت دراستي ووجدت عملاً استأجرت شقة.
- وأمضيت كل السنوات منذ وفاتهما تحاولين ألا يشعر بالذنب ؟
- وهل تلومينني ؟
- لا... ولوكنت مكانك لأفسدته دلالاً.
كان تفهم الآنسة بكمان لوضع ليليان هو ما دفعها للتوصية بها عندما سنحت لها فرصة العمل كسكرتيرة في قسم التوضيب من (( مصانع هانيز للألبسة )) . أدركت ليليان ان حصولها على هذا المركز بناء على توصية من الآنسة بكمان هو امتياز بحد ذاته, فتمسكت بالفرصة.
ثم وبدون سابق إنذار.. برز حظها .. فقد ورثت الآ نسة بكمان ميراثا علمت به عن طريق رسالة من أحد المحامين , يقول لها فيها إنها ورثت عشرات الآلاف من الدولات , ومزرعة بالقرب من مدينة جاكسون في ولاية ألاباما. وكانت المزرعة , والمنزل الكبير فيها هما ما دفعاها للتخلي عن كل شيء وما إن مضى شهران
حتى أخلت شقتها , واستقالت من وظيفتها , وتقاعدت لتتبوأ سيادة مزرعة ريفية.. ولكنها لم تفعل ذلك قبلاً أن تعرض على ليليان العمل كسكرتيرة عند جوك هانيز محلها.
قالت لها ليليان:
- يفضل المسنات والناضجات.
- لأنه يظنهن أقل عبثاً... ستناسبينه تماماً... اذا اقتنع بك. إنما من المؤسف أنك جميلة , فجمالك سيبعده عنك بالتأكيد .. لو تصرفنا بحذر ومكرلجعلتك مقبولة .. هذا إذا رغبت في الوظيفة.
- قولي لي ماذا أقول , وماذا أرتدي.
وهكذا , ذهبت لمقابلته متنكرة .. شدت شعرها الأسود المتموج حول وجهها المستدير إلى الوراء وعقصته .. لم تضع ماكياجاً أوخطوطاً سوداء على حاجبيها المقوسين أو أهدابها الكثيفة , بل وضعت نظارة سميكة أخفت بنجاح بريق عينيهاالزرقاوين , ولم تنس أن تغطي بشرتها البيضاء العاجية بكريم أساس أسمر. أما ملابسها , فكانت بذلة رمادية واسعة , لا شكل لها , أخفت جسمها الأنيق النحيل .
يتبع
|