كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
سرعان قمر الليل ما استرخت أعصابها , والتفتت ثانية إلى الفندق فاكتشف أن منظره من هذه الزاوية مختلف .. فرفعت الكاميرا لتسجل الواقع. وفيما هي تلتقط الصورة شاهدت الرجل الذي يرافق كوني يعطيها لفافة لها غطاء مذهب انعكس نور القمر عليه. جعلتها حركتهما المفاجئة تنتفض فارتدت إلى الوراء فقفلت راجعة إلى الداخل.
صدمها الهواء المبرد في الداخل .. وبعد اسوداد الليل ولون القمر الفضي بدت لها ألوان الفساتين المبهجة وألوان البدلات الكاكية الرسمية مختلفة ..
سألها صوت عميق :
-أتسمحين ؟
التفتت قمر الليل فشاهدت جوك أمامها. لحقته بصمت إلى باحة الرقص , حيث خفت الأنوار فوق الرؤوس , وتلاشت إيقاعات السامبا العنيفة , وحلت محلها نغمات السلو الناعمة , تردّد ضرباتها موسيقى ضربات قلبها.
-أنت المرأة الوحيدة التي ترتدي الأسود .. يجب أن ترتديه دوماً.
-لماذا ؟ لأنه يبقيني في الصفوف الخلفية ؟
-لا .. بل لأنه يبرز ألوانك , فأنت تبدين بهذه البشرة, وبهذا الشعر فاتنة.
-شكر لك سيدي.
-أعني ما أقول .. لقد جعل الأسود بشرتك تشعّ كاللؤلؤ.
اشتدّ إحراجها , فحاولت إخفاء مشاعرها.
-لؤلؤ صناعي .. تربية مزارع ؟
-لا هذا ولا ذاك , بل أنت من الصنف الطبيعي .. مع أنك الآن تتصرفين بتصنّع ! ما بالك ليليان .. هل مراقصتي تجعلك متوترة ؟
وجدت أن الحقيقة هي أفضل أنواع الكذب , فقالت :
-بل تخوفني .. بعد رقصك مع كل هؤلاء الجميلات , لن أبدو جميلة في عينيك.
ضحك : " مازلت تبدين لي صغيرة .. ربما لأنك رشيقة الجسم ".
أخطأت خطوة في الرقص , فهزها ليلاس:
-هل أنت متعبة من مراقصتي ؟
-متعبة فقط.
-أجهدتك بالعمل. عندما نعود من سفرتنا إلى أميركا, عليك أن تأخذي عطلة. يمكنك قضاء وقت في قصر كوني الريفي .. السباحة هناك رائعة.
-كوم منك أن تعرض عليّ ضيافة شخص آخر!
-لن تمانع كوني .. وهي لن تكون هناك على أي حال .. ستسافر بعد حوالى الشهر .. يبدو أنك متعبة.
وجذبها إلى خميلة تظللها ورود جميلة لا رائحة لها , وتمتم لها :
-هذه الورود كالنساء الجميلات .. منظرهنّ رائع إنما ينقصهنّ العطر الأصيل !
-ظننتك بحاجة إلى الجمال فقط.
-ما الذي يجعلك قادرة على الحكم على ما أحتاج إليه ؟
-أظنني كنت أكثر سكرتيراتك عنادا, ولا بدّ أنك سررت لأنك تخلصت مني.
يتبع
|