كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تمنت ليليان من كل قلبها لو تتمكن من دفعه إلى إدراك هذا الأمر. تعرف أنها لن تشاركه مستقبله, ومع ذلك يؤلمها أن تفكر في ما يفعل بنفسه.
صممت في الصباح التالي , ألا تكون في المنزل لدى عودة جوك , فكان أن خرجت مع تود إلى الأستوديوم الكبير لمشاهدة حفلة ملاكمة. كانت رياضة وطنية, والطريقة التي يقدم فيها اللاعبون على الحلبة طريقة ساحرة , فهم يرتدون أروابا حريرية , وكل لاعب منهم يصل إلى زاويته المحددة له حيث يركع ويصلي , ثم تزال الأرواب وتربط الرؤوس برباط ومقدس, ويبدأ باستعراض أمام مشجعيه , ويقدم فروض الطاعة لروح مدرّبه وأستاذه .. بعضهم يتحرك كراقصي الباليه , وبعضهم كالبهلوانات , ولكن ما إن تنتهي هذه المقدمات وتبدأ المنافسة حتى يسود العنف على كل شيء.
تغلب الغثيان على إعجاب ليليان بسبب ما تراه من عنف أمامها , وأحست بالفرح عندما دق الجرس مرسلاً كل مقاتل إلى مكانه للراحة. لم تصدّق أن لهذا الشعب الرقيق الضئيل الجسم مثل هذه الرياضة الوطنية العنيفة..
في نهاية الأمسية كانت مرهقة : أولا بسبب ما شاهدت , وثانيا بسبب خوفها مما يسبّبه هذا العنف من إصابات خطيرة.
بعد يومين من هذا سافر تود عائدا إلى ريتشموند, وكانت ليليان غارقة بالعمل درجة لم تشعر معها بالتكدّر بسبب سفره .. وكان المؤتمر قد حقق درجة عالية من النجاح, ومع أن هناك بعض نقاط الخلاف إلا أن جوك كان مقتنعا بسهولة التغلب عليها.
أبلغ الجنرال لوك أنه سيقيم حفلة للوفد بعد يومين. وبعد اتنهاء الاجتماع تقدم الجنرال ليحدث السكرتاريا , مشجعاً وشاكراً جهودهما , مع أنه وجه معظم كلامه إلى ليليان.
-عرفت أنك كنت تعملين عند جوك هانيز في أميركا .. وأنك تركته بسبب رغبتك في السفر.
فابتسمت قمر الليل:
-لكنني مازلت أعمل عنده !
-هذا لأنه سافر هو أيضا ! أتمنى رؤيتك في حفلتي ؟
-لم أكن أعرف أن السكرتيرات مدعوّات.
-طبعا مدعوّات , ما من أحد مهما كان صغيرا إلآ وله أهميته في الدولاب الكبير !
بعد ليلتين حين وقفت قمر الليل في قاعة الرقص المشعّة في فندق كيزون انترناشيونال لتراقب الراقصين في الحلبة .. كان لوك كونه مساعداً شخصياً للوزير مضطراً للتجوّل بين المدعوّين , ولمجاملة الأطراف , فأحسّت بأنها تسير في حديقة عامة .. تابعت المسير بكسل من ممر إلى آخر , تلوّح بالكاميرا .. لم تستخدم حتى الآن سوى نصف فليم. قررت أن تضع الكاميرا في غرفة الملابس مع معطفها حالما تعود إلى الداخل. استدارت لتعود ولكن صدمها منظر السقف الضخم الذي بدا رأسه مدبباً , وكأنه طاعن في السماء المعتمة. وهي هناك واقفة شاهدت من بعيد رجلاً وامرأة , فارتدت إلى الوراء بحدة لأنها لا تريد أن تقاطع مشهداً غرامياً.
أحست قمر الليل أن ما بين هذين الشخصين أمر سرّي .. فكرت بأنهما يقومان بعملية تخريبية. أخذت نبضات قلبها تتسارع , وحرّك النسيم الخفيف أغصان الأشجار, ولامس النور الفضي رأس المرأة .. إنها كوني ماولنغ.
يتبع
|