كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان الوقت متأخراً بعد الظهر حينما تقدمت المفاوضات , ولأن الأعضاء غير مستعدين للتوقف أقنعوا أنفسهم باستراحة قصيرة لتناول القهوة , لكنهم سرعان ما أنهوا يومهم .
كانت الساعة التاسعة عندما عاد جوك وليليان إلى المنزل .
رافقت السيدة بارف تود للتفرّج على عرض محلي راقص . كانت المائدة غنية بمآكل باردة , ولكن جوك هانيز نظر إليها باشمئزاز :
- لا أستطيع رؤية الطعام .
وتحرك فجأة نحو الدرج . كانت يده على عمود السياج عندما ترنّح فجأة . فأسرعت ليليان من غير تردّد تساعده وتصحبه إلى غرفة الجلوس حيث دفعته ليتمدّد فوق الأريكة ثم وضعت وسادة تحت رأسه .. شحبت بشرته كثيراً , فأدركت قمر الليل أن الصداع النصفي قد عاوده .
- أين هي الحبوب ؟
- في غرفتي !
هرعت إلى غرفته لتحضرها . وعادت بسرعة لتعطيه حبّتين مع كوب ماء , ثم أسرعت تغلق النوافذ وتطفىء النور .
- إن احتجتني تجدني في الغرفة المجاورة .
لم يردّ عليها , وخرجت إلى غرفة الطعام , كانت متعبة جداّ فلم تستطع أكل الكثير . بعد وجبة سريعة , عادت متسللة لتتفقده , فإذا به يغط في النوم , وإذا بأنفاسه ثقيلة . عادت إلى غرفة الطعام لتحضر بعض الطعام على صينية مع إبريق قهوة .
عندما عادت قمر الليل إليه كان لا يزال مغمّض العينين .. فوضعت الصينية على الطاولة , وجلست ولكنها سرعان ما شاهدته يراقبها :
- هل نمت طويلاً ؟
- ساعة .. حملت إليك بعض القهوة والسندويشات .
فتنهد ليلاس وتمطى :
- رائع .. أحسّ بالجوع .. لا شك أن فيك ما يعيد الصداع إليّ !
تناول منها أحد السندويشات .
- ربما لأنك تعمل جاهداً عندما أكون معك..فعلى أي حال، مامن أحد يستطيع مجاراتك في سرعة العمل !
ابتسم :
- في الواقع أنت ملهمتي . أشعر معك بأنني شاب حار الدماء يحاول إثبات نفسه !
تورد وجهها لكنها حافظت على هدوئها :
- وماذا لديك لتثبته لي ؟
- مدى نجاحي .. أليس هذا ما يعجب النساء في الرجل ؟ النجاح والقوة .. فما إن يكتشفن نقطة ضعف فيه حتى يستخدمنها لتدميره !
- نظرتك إلى المرأة نظرة عدائية .
وضع السندويش نصف المأكول من يده , وكأنه يجده بلا طعم .
تمتم : " ربما .. أتظنين أن من الخطأ أن يكون المرء مكتفياً معتمداً على نفسه ؟ إنها أفضل طريقة للعيش .. فعندئذ لا يقدر أحد على أذيتك " .
- لا يمكنك العيش بمفردك .. هذا إذا كنت ترغب في حياة طبيعية .
- حياتي طبيعية !
- بلا حبّ ؟
- لدي الحب الذي أحتاجه !
يتبع
|