كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
5- للقدر رأي آخر
بدأت السيدة بارف العازمة على تنفيذ بتنظيم حياة ليليان الاجتماعية .. فكان أن امتلأ المنزل بالناس ليلة بعد ليلة .
بدت لها البلاد نقطة وصل بين الشرق والغرب , والعكس صحيح .
هكذا كانت مدينة كوزون محط رحال الجميع في تنقّلاتهم على هذه الطريق .. عجَّ المنزل بالسياسيين ورجال الأعمال , والكتاب, والأساتذة الكبار, والدبلوماسيين .
كانت قمر الليل حذرة في التعامل مع نساء الفيليبين والسبب كوني ماولنغ المثال الوحيد عنهنّ .
لكن من تعرّفت إليهن كن دافئات لطيفات حتى وجدت من السهولة مصادقتهن .. لقد حكم الرجال هذه البلاد منذ مئات السنوات , ولكن بعدما ترأست السلطة امرأة اندفعت الفيليبنيات إلى العمل والبروز , فكان أن تعملمن كيف يستخدمن حريتهن الجديدة , وكيف يدرن المصانع والمحلات ويعملن في مهن تتطلب البراعة العالية بدون خسارة أنوثتهن .
لم تكن ليليان تفتقر إلى اهتمام الرجال بها في ريتشموند , ومع ذلك انتشت بالتأثير الذي أحدثته هنا في كوزون .
قال لها أحد الدبلوماسيين الأميركيين :
- إنه لون بشرتك عزيزتي .. الفتيات هنا ساحرات , لكن المرء يسأم من الشعر الأسود طوال الوقت !
- هذا صحيح !
جعل صوت عذب منخفض ليليان تلتفت لترى رجلاً طوله أقل من الطول المتوسط بقليل , شعره الأسود يعلن جنسيته ..
صاح الدبلوماسي :
- لوك ! لم أرك منذ زمن بعيد .
- كنت مسافراً .
ونظر عمداً إلى ليليان ليشير إلى الرجل بالمباشرة بالتعارف .
- ليليان , أريد أن تقابلي المايجور تشوك .. وهو معروف باسم لوك عند أصدقائه . أنا واثق من أنه يريد أن تكوني صديقة !
ابتسلمت ليليان للمايجور :
- أكنت مسافراً في مناورات روتينية ؟
ضحك وهزّ رأسه :
- لم أعد في الجيش آنسة كامبل .. أنا الآن عضو في الحكومة .
قال الأميركي :
- يحتفظ أهل البلاد هنا بلقبهم العسكري .إنهم يحبون الأقارب .
سرعان ما انسحب الدبلوماسي تاركاً ليليان مع المايجور الذي قال بسرعة :
- هكذا أفضل .. فكرت طوال الأمسية بطريقة ما أصل فيها إليك .
- وماذا تفعل في الحكومة ؟
- أعمل في وزارة التجارة , إنما لنتكلم عنك أولاً .. فهذا أكثر إثارة للاهتمام .. لمكان صاخب .. أتمانعين لو تمشينا في الحديقة ؟
- نعم إن ضمنت لي ألا يعضني شيء .. فبعوضكم أشدّ البعوض نهماً في العالم !
- وهي تعضّنا كذلك ..
تمشيا ببطء فوق المرج , فراحت تنظاهر بالاهتمام بما يقول ولكنها وجدت نفسها بعد قليل مستغرقة مأخوذة بحديثه .. تلقى تعليمه في بلاده , وسافر إلى لندن ليحصل على درجة من جامعة أوكسفورد , ثم عاد إلى بلاده حيث أصبح عسكرياً بناء على إصرار والده .
- أردت أن أصبح عالماً اقتصادياً وأغضبتني العودة . لم يكن لدي فكرة أنني سأبقى طوال عمري وأنا أقود الدوريات ضدّ الثوار !
- ومع ذلك أطعت والدك ؟
- هذا واجبي .
- في الغرب لا نجد ضرورة في إطاعة كبار السن منّا .
- هذه خسارة لكم . فالحكمة تأتي من الخبرة , والخبرة لا تأتي إلاّ مع تقدم السن .
- ليس دائماً بالضرورة .
- على وجه العموم ..
- لكن التعميم قد يكون خطراً !
ضحك : " أنت تتلاعبين بالكلمات ليليان .. هل لي أن أدعوك ليليان ؟ "
هزّت رأسها موافقة , فتابع :
- هل أنت قريبة للسيدة بارف ؟
يتبع
|