إن شــــَـــــــــــــــاء الله
:
:
:
:
:
الْــجـُـزْءُ الــثَّـــانِــي وَالــثَّــــلاَثـُـونَ
والاخير
شكر خاااص للجميلتين هوب لايت المبدعة الصديقة
والعزيزة الفذة ايموسا اشكركما جزيل الشكر على المرور اتمنى لكم الاستمتاع بهذا الجزء
كلمة
الجزء الاخير صممته ليكون هكذا يعني حطيت النقط على الحرف واوضحت ان ماعاد في ولامشكال فاتمنى انه ينال رضاكم
حينما تدق الاجراس ...تنشد الاطيار لحن الخلود...
فتعانق نسمات الصباح ...غروب الشمس..
يتوهج البدر حاملا معه باقات من الزهر..
لينثرها بين اليادي ...معلنة موعد فجر جديد...
يصاحبه نور قلم فريد...نستقبلكم والبشر مبسما...
نصافحكم أكفنا..لنهديكم أجمل معانينا...
ونغرف من همس الكلام أعذبه ...ومن قوافي القصيد أجزله...
ومن جميل النثر ...أروعه..
بين مد وجزر...وفي أمواج البحر..
نخوض غمار الكلمة ...فتجرفنا سفينة الورقة...تجدفنا أقلامنا...
لتحل قواربكم في مراسينا...فنصل معا نحو شواطئ الليل...
بـــ عـــدة ــــعــــ أيـــام ــــد
إنها ايام بلياليها مضت
حطت كالجحيم على قلب عبير
احترقت مع معرفتها لما اصابها
تحطمت وتناثر الحزن ظلالا في عيونها
وبين ثناياها وعلى محياها
لكنها تقبلت الوضع رغم ذلك
وحمد وشكرت ربها على ابتلاءه لها
حضرت الشرطة الى المستشفى
واستقبلت
عبير الشرطي الذي اخد افادتها بخجل
لخجلها من ان تري احدهم وجهها المليئ بالكدمات
التي لاتتذكر كيف حصلت لها
فقامت بتغطيته
كان امرا مؤلما لكنها صبرت بقدر لايوصف
وخبأت احاسيسها المريرة بحيث ووريت ولم يصلها احد
مرت تلك اللحظات كثقل جسم من الحجر يزحف على روحها
متخللا كل احاسيسها
منعدم الاحساس في صقعها
بعد أن أخرجوا عبيرمن المستشفى
ساعدت مليكة ابنتها كثيرا في هته الفترة
أتعسها أن تتعرض ابنتها الى هذا العنف الجسدي البغيض الذي القى عدة تشوهات على كامل جسدها
وكأنما الفاعل تعمد ذلك ليحرق قلوبهم
بعد خروجها من المستشفى
ذخلت عبير الى غرفتها وساعدتها امها والممرضة خاصة
على دخولها السرير
كان ما يقسوا على نفسية المسكينة عبير
انها تفعل المستحيل لكي تبعد عنها سعيد
مؤلم وموجع احساسها هذا انها لم تعد كما كان يراها
جسدها الغض الطري
شوه في مناطق عدة رغم العمليات التي لملمت الجراح
لكنها لم تستطع ان تدمل جراح الروح المنسلخة
من كثرة الالم
ســـعـــيـــدُ
يعرف انها تحتاج للوقت لكي تتأقلم
ويفهم المها ويـتالم له أكثر بأضعاف مضاعفة من الوجع
لايستطيع ان يطفئ تباريح جراحه من الصداع
يتمناها ان تسمح له بالاقتراب منها باخد راسها على كتفه
ان يمنحها من الدفئ المتدفق من اعماقه الكثير والكثير
يتمنى ان ترضى
ان تبري هذا الشرخ في قلبه الحزين الكئيب
يريد ان يطرد هذا المستعمر الجديد المقيت علها تريحه من عذابه
يشعر ان الحزن الرخيم هذا يجثوا على جسده وعيونه
وروحه لايتزحزح
ولايملك
سوى تفجير طاقته في العمل
بالاتصالات اللازمة من اصدقاء له
لكي يضبطوا القبضة على المجرمة واتباعها
وطمئنه احد الاصدقاء ذوي المناصب العليا
انه لصداقته الثمينة سيقوم بما يتوجب فعله
لم يتدمر صديقه ابدا من تكرار الاتصال به
لانه يتفهم وضعه ويتفهم حزنه
اليـــوم
استفاق من في القصر وتفرقوا بعد طعام الافطار الى اشغالهم
وبدأ سعيد بتفقد الاتصالات الهامة التي سيقوم بها
وتفقد ما حدث في البحث
لكنه دهش من تلقيه الخبر الذي لطالما تمناه بعد الحادث
انه وأخيرا تم القاء القبض على المجرمين
فقد اتضح ان الرجل الذي قام بالعمل الشنيع
كان خليل سميرة وهته الاخيرة هي من طلبت منه معاونتها في انتقامها
واعترف كل منهما بطرق الشرطة الخاصة بما اقترفاه
اسرع سعيد في اخد سيارته
والذهاب الى المركز حيث القي القبض عليهما
يود ان يقسم لكل منهما عنقه بسيف حاد
يكاد ينفجر غيضا يتمنى أن توضع السلطة بيده ليعذبهما ضعف ما فعلاه بزوجته
عند وصوله الى المركز
تقدم الى مكتب الصديق الذي كان له يد عظيمة في مساعدته
طرق الباب بعد ان اخبر الشرطيين اللذان يقفان عند الباب باسمه
سمع الاذن من الداخل:
- تفضل..
دخل سعيد بخطى تابثة:
- السلام عليكم
استقبله صديقه ذاك قصير الشعر قوي البنية رئيس المباحث:
- وعليكم السلام ...مد يده الى سعيد...كيف حالك صديقي...؟
صافحه سعيد:
- الحمد لله....وانت..؟
اجاب الرئيس وهو يشير لسعيد بالجلوس بينما يعود هو ايضا يعود الى الجلوس:
- بافضل الاحوال...
قال سعيد يسال وهو غير قادر على الصبر :
- اين هما...؟
نادى الرئيس
على الشرطي الذي يقف امام الباب ودخل هذا الاخير بتحيته:
- احضر المتهمين اللذان في الحجز ...
اجاب الشرطي:
- حاضر سيدي أمرك...
بعد خروجه
انفجر سعيد بغضب قائلا:
- اقسم انني اود تحطيمهما الى الابد.. نسفهما من هته الارض...
قال رئيس المباحث:
- هدئ من روعك يا سعيد اهدأ سيلقيان عقابهما فلا تحمل هما ....
بعد لحظات ادخل المتهمان الى الغرفة
قفز سعيد من مكانه ليقابل الداخلين
اللذان وقفا بقرب بعضهما البعض
قالت سميرة وهي تنظر اليه من فوق الى تحت وتلاحظ نظراته الثاقبة كعُقَابٍ:
- ماذا ....هه ...هل ستأكلني بنظراتك....؟
قال رئيس المباحث مشيرا لها باصبعه:
- احترمي حدودك والا فانك تدرين العقاب...
اقترب سعيد منها بنظرة مشمإزة
وصفعها بقوة اطاحت بها ارضا
تركه رئيس المباحث يفرغ غضبه رغم الحذر
قال سعيد وهو يمسك باخناقها:
- ايتها ال*****....ما الذي جنيته الان من اجرامك ايتها السافلة المنحطة ...سأحرص بمحامي الاكفاء ان تتعفني في السجن مدى الحياة... سترين
التفت الى الواقف قربها
ولكمه بقوة فنهض صديقه من وراء مكتبه
يمسك سعيد ويبعده:
- كفى ...سعيد هذا يكفي استمع الي لن ينفع هذا... حقك ستأخذه بالقضاء اتسمع فلا تنجرف وراء الغضب
تنهد سعيد وهو يشعر بانه مكبوت فيه الغضب
ولكنه شعر ببعض الراحة الان وهو يعود للجلوس
نادى الرئيس على الشرطي في الخارج ليأخذ الاثنين
فصرخت سميرة وهي تجر من طرف الشرطي نحو الخارج:
- حرقت قلبك يا سعيد... كما حرقته لي ههههه
ضربها الشرطي حتى استوت في مشيتها
واخرجهما من المكتب
قال سعيد بغضب مكبوت:
- تبا تبا لها ...حقيرة...لكني سادفعها الثمن غاليا جدا...
وضع الرئيس يده على كتفه:
- لا عليك سيأخذ القانون مجراه فلا تغضب بهذا الشكل.. انصحك بتوكيل محام خبير وقوي واضمن لك الفوز بسجنهما لمدة تشفي غليلك...لكن الان كنصيحة من صديق عد الى منزلك وحاول ان ترعى من يحتاجون اليك وبالاخص زوجتك...
تنهد سعيد وهو ينهض مصافحا صديقه:
- شكرا على مساعدتك ...تدين لي بعزومة راقية ان شاء الله..
ابتسم الرئيس:
- شكرا لك... السنا اصدقاء..
بعد خروجه من المركز الامني
استقل سيارته ليصل الى القصر فيزف لهم الخبر
على الاقل لكي يشعرهم بالامان
بعد وصوله الى القصر خرج من سيارته
وصعد الدرجات بسرعة يحرك المفاتيح في يده
التقى والده في صالة الرجال الذي كان يتحدث مع عثمان
- السلام عليكم
صافح كلا منهما وجلس بينهما
قال عثمان وهو يلاحظ سيمات الارتياح على وجهه:
- ماذا ؟تبدو ...وكانك حصلت على شيء اردته...
قال سليمان يسأله:
- هيا بني طمئنا ما الجديد ...؟
قال سعيد يسترجع انفاسه:
- حسنا ...لقد القي القبض عليهما...القي القبض على المجرمين....
قال عثمان وهو يضرب على كتف اخيه:
- انا سعيد لأجلك اخي ...تستحق عبير الانصاف حقا ....والحمد لله الله لايضيع حق احد
اردف سليمان بتنهيدة:
- الحمد لله على كل حال ....المهم الان عليك ان تكون صبورا فما اصاب عبير ليس بالسهل ...سيؤثر في نفسيتها لذى كن متيقظا
قال سعيد بجدية:
- ان شاء الله ابي ..استأذنكما سأصعد لرؤيتها...
قال عثمان يتضامن مع اخيه:
- بالتوفيق...
خرج سعيد من المجلس وتوجه الى الدرج عندما نادته امه من المطبخ استدار لينظر اليهاوهي تساله:
- بني ما الجديد طمئني عزيزي هل ..؟
قال سعيد يبتسم بلطف:
-اجل يا امي ....لقد القت الشرطة القبض عليهم فلاتحملي بعد اليوم هما....
تنفست فاطمة الصعداء
وعيونها مليئة بالحسر:
- الحمد لله ...
- امي ساصعد لأرى كيف اصبحت عبير اتريدين شيء
قالت فاطمة بابتسامة:
- لا حبيبي اريد سلامتك يا عزيزي اذهب ...
عــبـــيــر
في الجناح
كانت قد ساعدتها الممرضة في تغير ملابسها ببيجامة وسوداء
وجالستها امها لمدة لم تذرك كم هي
لكنها شعرت بالارتياح وهي تتحدث مع امها عن عدة امور تساعدها بذلك
على الابتعاد عن الواقع ومرارته
بعد انصراف امها اخذت كتاب القرآن
وغطت رأسها بالحجاب الملقى على أكتافها
وبدأت تتلوا ما تيسر علها تشعر بالأمان والراحة
وان تخفف عنها هذه الكآبة والحزن
بعد خروج أمها لم تشعر بدخول سعيد
ولا بوقوفه ومراقبتها من مكانه
كان يسعى بكل ما اوتي من طاقة لتغطية الألم في صدره لحالها
ويضبرها بقدر لايشعر محبوبته بالتعاسة
- احم...
تحرك راس عبير بسرعة الى ناحية الباب
فلم تسمع اية خطى او حركة
لذى باغتتها المفاجئة
لم تره منذ مدة كم نمت لحيته وكم نمت الوسعة التي تتغلغل باشتياقها له
اشاحت بوجهها عنه
تشعر كما لو انه سيراها بشكل مختلف الان وهي على هذا الحال تتمنى ان يسهل عليها الامر ويختفي من امامها
- الن تطلبي مني الدخول..؟
هزت اكتافها
واقترب من السرير حيث جلس مقابلا لها
واضعا اياها في قفص عيونه
- هيا الان ...لما لاتنظرين الي...
همست بضعف:
- ماذا ..تريد..؟
قال بصراحة تامة وبدون اهتزاز:
- ينقصني قربك...تباعدك هته الفترة لم يكن هينا علي يا عبير ..اعرف لربما انا من تسبب في حدوث هذا من عدم احتراسي ...لكنني احبك وانوي ان اساعدك حتى الشفاء...
رفعت نظرتها له وهي تقول والدموع في مقلتيها تحرقها:
- الا تشمئز من صورتي ...وجهي لم يعد جميلا والكدمات عليه سيئة...؟
اصابته الدهشة من تفكيرها
وهذا ما بطن الوجع في قلبه
ليست هي من تظن به هذا وهو على هذا الحب العميق لها
لم ينم الليالي الماضية بسلام وهو في الغرفة الاخرى ليتركها على راحتها
كيف تظن به ذلك؟
قال وهو يقترب اكثر رافعا دقنها بين اصابعه:
- اهذه هي الصورة التي رسمتها عني في افكارك ..لما يا عبير..الذي يحب لايرى المرأ بعيوبه بل بكل المحاسن فيه...احبك فلاتؤذيني بكلامك...
ادمعت عيونها من القهر
وتحرك ليجلس قربها آخذا من بين يديها القرآن واضعا اياه على المنضدة
ودفنها في صدره حيث املت ان تكون كل هته المدة
- هيا يا حبي ..كفاك بكاء يا عمري فلا احتمل رؤيتك بهذا الحزن...تدرين ان الامور ستتغير ...ما ان تصبحي في وضع جيد حتى اسافر بك لتقومي بعمليات تجميلية ..وهذا ليس محرما مادامت لتحسين جسدك...
ابتعدت عنه تنظر اليه:
- لكن عمليات تجميلية..؟..انا حتى لم افكر في الامر..لكن لما علي فعلها الأنك لن تحب ما انا عليه بعد اليوم...
قست ملامحه وهو ينظر اليها
نظر اليها بنظرة قاتمة وزرع اصبعه بين خصلات شعرها
واذنيها فدنى منها مقبلا شفاهها برقة
اذابتها حتى شعرت بالدوخة تميل راسها
فابتعد
ولم يجبها بل ظل ينظر الى وجهها حتى امتقع وجهها من الخجل
- آسفة...ارجوك لاتغضب مني..
تنهد يضع راسها على كتفه وهو يقول:
- أنا لا يهمني ابدا ان تتغيري..لأني احبك لا انوي التخلي عنك...لكني فكرت انه لأجل نفسيتك ..يمكن ان تقومي بتلك العمليات تحت اشراف اطباء نصحني بهم احد الاصدقاء...فإذا كنت مستعدة سافرنا بعد استعادتك لعافيتك.. اما اذا كنت غير مستعدة او غير موافقة من الاساس ومتقبلة لوضعك فلا امانع البتة
للحظة فكرت
لما لا افعل ؟؟
لن يضيرني ان استعنت بالاسباب وادعوا من الله ان يشفيني
لما لا افعل ذلك على الاقل لأجل زوجي وحبيبي
لا يستحق ان اكون جاحدة معه
اخاف ان افقده....
هزها من عالم الافكار ذاك قائلا:
- والان سأذهب الى الاراضي لتفقد العمل لم امر الى هناك منذ مدة...آه نسيت الخبر المهم...لقد تم القبض على المجرمين حبيبتي فلا خوف بعد الان.. سأوكل محاميا ناجحا يكسب القضية مع اعترافهم سنكون الفائزين باذن الله..
حركت راسها وهي تشعر كلما ذكرت الحادثة او مسببوها
ببطنها تتوجع خوفا ورهبة والحمد لله
ان الله انجاها وبقيت على قيد الحياة
لكنها تؤمن انه ما نجت منه لم يكن ليحصل ابدا فلم يكن مقدرا له ذلك
*********************
فــ الاسفل ــي
وبعد ان نزلت مليكة من غرفة عبير
قررت ان تتصل بثريا في باريس
وتخبرها بكل المستجدات في القصر وايضا لكي تطمئن عليها وعلى احوالها فهي تخاف عليها كثيرا من بلاد الغرب
اقتربت من مكان الهاتف واخدته معها الى غرفة الجلوس
وجلست وهي تعيد الزر اللذي يحمل رقمها في باريس
وضغطت ليتم الاتصال
فــــ باريس ـــي
خرجت ثريا من الحمام اكرمكم الله
وهي مرتدية لبيجامتها الزهرية
وتلف منشفة على شعرها من قطرات المياه
اقتربت من منضدتها وهي قمة الانشغال في افكارها
مهما حاولت تغييرها الى روايتها والااشغال التي يتبعها فعلها
غير انها في قلبها لاتستطيع ان تضحد صاحب الحضور المهيب
افكارها شيء ما تمنحها الحياة تبعد التعاسة ما امكن وتعيش على ذكريات كانت جميلة
رُغم ضآلتها
امسكت الكريم الذي وضعت منه على سحنة وجهها
بتمعن واخلاص
عندما سمعت الهاتف يرن تركت ما بيدها لتقترب من السرير
جلست تجيب:
- السلام عليكم ..من معي..؟
اجابت والدتها بانفعال ظاهر :
- حبيبتي ...يا قلب امك كيف حالك بنيتي...؟
قالت ثريا مبتسمة بدموع:
- بخر يا احلى ام وانت ..كيف احوالك وعبير والكل....؟
قالت مليكة بصوت حزين ومرتعش:
- صغيرتي الكل بخير بما في ذلك عبير...حفظها الله ..اشعر يابنيتي انني على شفير الانهيار ان ظل الوضع هكذا..
قفزت ثريا واقفة وهي تتمنى لو كانت هناك قربها:
- ماذا امي.. ماذا بك حبيبتي وماذا بها عبير...اخبريني ارجوك؟
قالت مليكة وهي تمسح دموعها بمنديلها
لاتستطيع ان تمنعها من النزول:
- لقد تعرضت لهجوم من طرف مجرمين...يا الله اصبحت بنيتي مشوهة يا ثريا ...
سقطت ثريا على السرير وهي في كامل صدمتها لما سمعته:
- امي..امي اين هي اريد مكالمتها...
قالت مليكة:
- انها ترتاح الان...لاتخافي انها الان بخير لكنها فعلا عانت من عنف جسدي خطير كاد ان يوذي بحياتها ...آه بنيتي ...
قالت ثريا وهي تنهض من مكانها:
- امي لاعليك سآتي ...
ذهلت مليكة وعادت الابتسامة الى شفاهها:
- هل حقا ستاتين بنيتي ...لكن الم تقولي انك مشغولة...؟
قالت ثريا وهي تجذب ما في خزانتها نصفه تقريبا...:
- امي البحوث وتلك الاشيء تستطيع ان تنتظر لكن اختي ..ابدا علي رؤيتها علي قبل اي وقت ان اكون معكما انتظريني قد اصل متاخرة بالليل حسنا...
قالت مليكة وهي تدعوا:
- يا بنيتي احذري وانت قادمة ارجوك..رافقك الله في جميع خطواتك وانار طريقك...
ثريا وهي تجذب الحقيبة الكبيرة:
- آمين امي ...ان شاء الله القاك...
عندما اقفلت الهاتف شعرت ان ركبها رخوة وكما انها ستسقط في مكانها
احست بالرجفة تعتليها من الخوف وقلبها يرجف بدون هوادة
تمتمت بعض الادعية في نفسها
دخلت صديقتها الى الغرفة وهي تسالها بحيرة عما تفعله:
- لما تجمعين ملابسك ..هل انت راحلة ام ماذا...؟
قالت ثريا وهي تنزع المنشفة من راسها وترمي بها على السرير:
- ساذهب ...اختي تعرضت لحادثة ساذهب اليها....
قالت صديقتها بتساؤل:
- ومستعدة عاطفيا لملاقات زوجك السابق...؟
توقفت تنظر الى صديقتها
وكانها تراها لأول مرة:
- لست ادري ..الان تهمني اختي وهو لست مهتمة به بقدر عدم اهتمامه بي...
الكلمة رغم انها هي من تفوه بها غير انها اثرت بقلبها
واوجعتها فلكم تمنت لو يكون قربها
الان ويساعدها في كل شيء ان يسندها
غريبة هته الافكار البعيدة المنال
*************************
فــــ الاصطبلات ـــــي
بمكتب عبد الصمد
هذا الاخير
كانت له ايام صعبة حقا
فهو ما بين تنظيم الامور في الصطبلات بعد الحريق
واعادة الصيانة التي شملت الاصطبلات وكذا حلبات التدريب وسياجاتها
ايضا ما اراحه وكأنه جبل ضخم وانزاح عن كتفيه
هو تخلصه من اصحاب الخيول اللذين اخذوا اموالهم ويشكر الله لأن شركة التامين ساهمت بقدر وفير
والان يستعد بجموح الى اعادة هيكلة كل الامور من جديد وينوي هته المرة فعلا ان يصل الى مبتغاه
كما سيكثف الحراسة بشكل جيد
وباسلحة سيطلب لها الترخيصات اللازمة
فبعد ما حدث وزعزع تنظيم العائلة وموت جده
ما عاد يستطيع الشعور بالامن والامان
يعلم جيدا ان الصعوبات القادمة ليست بسهلة
كان يراجع بعض الاوراق المهمة وهو في قمة تركيزه
بقميصه الابيض المفكوك الزرين الاولين عند العنق
ومرفوع الاكمام حتى منتصف الذراع
وكذا الاقلام الملقات في كل مكان
ازعج اندماجه مصطفى الذي دخل وهو يقول:
- سيدي ... هل تريدني اليوم في الاصطبلات ..لأنني بصراحة اود الذهاب لكي احضر ولادة زوجتي ...واظنها قد تلد في اية لحظة لكن ان كنت حضرتك تحتاجني...؟
نظر اليه عبد الصمد والابتسامة تغلف وجهه:
- حسنا لم تخبرني من قبل ان زوجتك حامل...
قال مصطفى بخجل :
- اه ..سيدي الاعمال والاشغال لاتترك لنا الفرصة للحديث عادة...
عبد الصمد وهو يحرك راسه بعدم تصديق:
- هل تدري انني لطالما ظننتك غير متزوج في الحقيقة اجدني مقصرا في حقكم كثيرا.. طبعا يا مصطفى اذهب واخبرني ما ان تلد امراتك لكي اقدم التهاني والهدايا...أه ولاتنسى ان تطلب منها ان تدعو لي بالذرية الصالحة...لا اريد ان اغار منك...
قال مصطفى ضاحكا:
هههه يا سيدي اتمنى من الله ان نرى اولادك هنا في كل مكان ويزيحوا عن كاهلك التعب والشقاء...اشكرك كثيرا سيدي على تفهمك...
قال عبد الصمد وهو يفتح المجر عن يساره:
- خذ هذا ...اشتري ما قد يلزمك من حاجيات الطفل...
نظر مصطفى الى المال الممتد له من يد مخدومه خجلا:
- سيدي انا لا احتاج الان هذا كثير...
ضحك عبد الصمد:
- لا كثير ولا قليل خذ اعتبره هدية الطفل وعسى ان يولد بكامل الصحة والعافية...
اخذ مصطفى المال بتردد:
- اشكرك جزيل الشكر سيدي ...لا ادري كيف اعوض عن كرمك...
قال عبد الصمدوهو يعود الى اوراقه:
- لاتقل شيء وعد الى منزلك ..هيا..
قال مصطفى وهو يتراجع عن خروجه:
- سيدي...؟
رفع عبد الصمد راسه:
- نعم...
قال مصطفى وهو يشير بيده:
- هل تذكر ..هل تذكر تلك الاجنبية ...
قال عبد الصمد بانزعاج:
- اجل ماذا عنها..؟
- على حسب ما سمعته ..وجدت هي والعجوز مقتولين في الفيلا الخاصة به...ويبدوا ان ابنه البكر من قتلهما وسمعت ايضا انه انتقم من خيانة والده لأمه..
رفع عبد الصمد حواجبه بتفكير:
- لاحول ولاقوة الا بالله....لكن فعلا لم يكن انسانا صالحا مئة بالمئة ..استغفر الله لكنه خبر مفجع فعلا....حسنا مصطفى..لاتنسى ان تخبر البيطري عمر ان يمر على مكتبي ....
قال مصطفى يومئ :
- حسنا سيدي عن اذنك...
لم يفكر كثيرا بامر موت العجوز وخليلته
لكن العجوز ذاك ظن انه مفلت بفعلته
بينما هناك من يراقب كل شيء من الاعلى وهو الله سبحانه
لايغفل عن رفة عين
بعد لحظات وبعد ان اوصل مصطفى لعمر ان المدير يريده
شعر هذا الاخير بان ساعته في هته المزرعة الكبيرة قد حانت
لكن من اخبره ان يستبق الاحداث؟؟
عند دخوله قال وهو مضطرب الملامح:
- السلام عليكم سيدي قيل لي انك تريدني...
قال عبد الصمد وهو يضع الاوراق في الملف الخاص بها ويقفله
ليفتح اخر:
- عمر ..ناديتك لأن هناك تغييرات من حيث محل عملك...
قال عمر يساله بتوجس:
- كيف سيدي؟
قال عبد الصمد وهو يتراجع في كرسيه وبين يديه قلم اخضر:
- ساقوم بتحويل مركزك في ناحية الاراضي...هناك ستكون حاليا لكي تهتم بالغنم والابقار...هنا كما تعلم لم يعد هناك احصنة لدى اجريت هذا التعديل...انا ساعطيك راتبك...ومن الان فصاعدا سيتكلف اخي سعيد الذي سيكون مخدومك..باعطاءك اجرتك اتفقنا...
اومئ عمر قائلا:
- اتفقنا سيدي....
بعد ان انهى عبد الصمد حديثه مع عمر واعطاه التعليمات اللازمة
فضل ان يخرج من جو التعب هذا لكي يعود الى البيت
حيث يستحم ويبقى هناك قليلا يريح عظامه المتشنجة
*****************
بعد وصول عبد الصمد الى القصر
دخل القصر وسترته على كتفه مرمية باهمال
صعد الدرج دون النظر الى من ينزل منه
نطقت هند بسعادة:
- عبدو عدت باكرا....
نظر اليها مبتسما...:
- تعبت من الجلوس على الكرسي في المكتب عدى عن ان عيوني بدأت تتداخل فيها الارقام ففضلت ان اعود ...
قالت هند وهي تلاحظ هالات التعب حول عيونه:
- اتريد مني ان اصعد لأدلك لك قليلا...
قال ملاحظا:
- لكن اما كنت نازلة ؟....
قالت هند وهي تتذكر:
- اجل نادتني والدتك ..اقصد امي وهي تريد مني ان اساعدها في المطبخ ان كنت محتاجا لي فقد اخبرها واعود...
قال وهو يربت على كتفها :
- لاعليك.. حمام ساخن سينفعني اذهبي انت وساعديها فحاجتي للطعام كبيرة ساصعد...
قالت وهي تتبعه بعيونها:
- حسنا ..لكن ارجوك نم قليلا وبعد ذلك ساصعد لك الطعام واذا اردت...
حرك يده:
- سانزل لاعليك اذهبي انت...
بعد ان افترقا نزلت هند الى المطبخ حيث وجدت كلا من مليكة وفاطمة والخادمة تتعاونن على تحضير طعام الغذاء
- حسنا امي ما الذي تريدين ان احضره معك...
اشارت فاطمة الى المائدة
حيث هناك سلة بها طماطم وخيار :
- حضري السلطة فقط...
قالت هند وهي ترفع اكمامها وتجلس:
- حسنا امي ...
سالتها فاطمة وهي تقطع البصل:
- اخبريني سمعت عبد الصمد هل عاد؟
قالت هند بعبوس:
- اجل لكنه في حالة متعبة حقا نصحته بالاستحمام والنوم قليلا ...لكنه يفضل طبعا العمل والتحرك ..اخاف ان ينهار...لكنه اخبرني ان الاصطبلات في طور التجديد وانه وقت يصعب فيه الراحة...
قالت فاطمة بتشدق:
- حسبنا الله ونعم الوكيل في من تسبب في ذلك الحريق ...لن اسامحه والله الى يوم الدين ...يتعب بني بطريقة تخيفني انا ايضا..
قالت مليكة تتدخل:
- الان مهما فعلتن ففي دم هؤلاء الرجال العمل والعمل ..لا اظنه سيوافق على الراحة ..اتمنى من الله ان يوفقه
تحركت مليكة تاخذ صينية ملآى بالطعام لتاخدها الى عبير
وهي تقول للخادمة خارجة:
احملي معي سلة الخبز تلك وتعالي معي...
- حسنا سيدتي..
بقيت هند وفاطمة
ورغم ذلك يظل هناك توتر بينهما وخيط مشدود
فكرت هند في هته المدة انها فعلا بعد تعرفها على اختها انها تتمنى
وبعمق ان تلتقي بامها
وان تعرفها جيدا بحيث تزورها على الاقل ساعة في اليوم
تحتاج لمعرفة اشياء صغيرة تجهلها في نفسها
لكن حماتها الواقفة امام المغسل وراءها تشعرها بالرهبة
وارادت فعلا وضع حد وباندفاع
قررت قول الحقيقة وليحصل ما يحصل لايهمها
نهضت من مكانها
وهي تمسح يديها بارتباك ولاحظت فاطمة ذلك فسالتها بتوجس:
- هند ماذا بك ..هل من خطب تبدين متوترة وكانك ارتكبت جرما...؟
نطقت هند في نفسها
يا رحيم انها حتى لاتعطيني الفرصة للكلام بهجومها هذا
جلست هند على حافة المائدة واطرقت براسها:
- امي..انا آسفة لكن عليك ان تعلمي ان لي رغبة جامحة في التعرف على اهلي الحقيقيين....
قالت فاطمة وهي ترمي السكينة في المغسلة:
- ماذا...انظري ياهند اتفقنا انه لايجب ان تجلبي لنا الشبهة واظن كلامي واضحا بما يكفي...
قالت هند وهي تحاول الهدوء:
- لكن يا امي لقد خرجت وقد التقيت باختي ...انها انسانة رقيقة تشبهني لو ترينها لن تفرقي بيننا لشبهها بي....
صرخت فاطمة بذهول:
- ماذا رايت ..اختك....حقا تبدين لي انك لاتفهمين انه عليك ان تحترميني ..وتحترمي حدودك في هذا البيت...واخبريني هل يعلم زوجك بخروجك وذهابك اليها تعلمين انه عليه ان يوافق اولا ..ولااظن عبد الصمد سيعصاني...
اضطربت هند...:
- امي لاتضخمي الموضوع...انهم عائلتي لا استطيع ان انكر وجودهم وعلي التعرف بهم ..لاتنسي ان من يقطع الرحم كمن يقطع كل صلة له بالله ....
صرخت بها فاطمة وهي تقول:
- هند لاتماطلي ..هل اخبرت زوجك...؟
اطرقت هند براسها:
- آسفة لكن لم اخبره...اردت ان...
سمعت الاثناتان عبد الصمد ويبدو عليه الانتعاش وهو يتوجه الى الثلاجة
لياخذ منها الحليب:
- بماذا تخبرني...؟
قالت فاطمة بنقم:
- عبد الصمد هل اخبرتك زوجتك المصونة انها زارت اختها من دمها ...هل اخدت منك الاذن بني..؟
صمت عبد الصمد وهو ينقل نظره من امه الى زوجته
وقد لاحظت هته الاخير غضبا في عينيه لم يظهره:
- امي ..؟...هند هل زرت اختك حقا ...؟؟
قالت هند وهي تدافع عن نفسها:
- اجل انا اسفة لاني لم اخبرك لكنني كنت مندفعة بحيث لم افكر بما علي فعله...انها اختي عبدو انها لطيفة وحنونة ..لا استطيع ان اخبرك كم شعرت بالسعادة وانا في ضيافتها رغم بساطتها الا انها تبقى اختي ....
تنفس عبد الصمد بعمق وهو يوجه كلامه لأمه:
- امي لم يحصل شيء ان هي ذهبت لرؤية اختها ..فلا ضرر في ذلك...
صرخت فاطمة بحنق:
- الا يجب ان تكون في صفي انا بدل ان تكون معها ..
قال عبد الصمد وهو يشعر بالغضب لكنه التفت ليشرب حليبه ويقول:
- انا مع الحق امي...
دخل سليمان في تلك اللحظة على صراخ زوجته وسال بصوت يكسر الاذان :
- ماذا يجري هنا...
قالت فاطمة وهي ترتعش...:
- ابنك سليمان ..عبد الصمد...يدافع عن زوجته بدل الدفاع عني...
قال سليمان يسأل عبد الصمد:
- ما الذي يجري اشرحلي بني...لما تقول امك ذلك...؟
شرح له عبد الصمد الوضع
وانه فعلا لايستحق كل هذا الغضب والصراخ
تحدث سليمان يقول بهدوء صارم:
- هند اولا انت مخطئة لعدم اخبار زوجك ...يا ابنتي عليك اولا واخيرا استشارته في امورك فهو ولي امرك
تبادل عبد الصمد وهند نظارات
منه تدل على عتابه والغضب تجاهها
وهي تحاول ان تتاسف لكن الوضع يضيق عليها اية حركة
اردف سليمان:
- وانت يا فاطمة ما تفعلينه يتجاوز الحدود منذ الان ومنذ اليوم هته الفتاة ستزور اهلها لن نحرمها من صلة الرحم....وانت عليك تقبل الامر وعدم تضخيمه...
شعرت هند بالانصاف اخيرا
لكن فاطمة بدت مرهقة من كل هذا
رمت بدلة المطبخ وخرجت تصعد الى غرفتها
ابدا لم يكن سليمان يقطع لها كلمة
وهاهي الان تشعر بانه جرحها امام زوجة ابنها
في المطبخ قال سليمان للزوجين:
- انتما الاثنان حاولا فك مشاكلكما بصمت...ولاتقحما فاطمة في هذا...من سيهتم بالطعام الان..؟
همست هند بصوت متحشرج:
- انا سافعل..
- اذا اسرعي بنيتي فلدينا اعمال كثيرة علينا انجازها...
قالت هند وهي تعود الى السلطة على المائدة:
- حاضر ابي..
خرج سليمان وتركهما وحدهما
هند من توترها لم تستطع ان ترفع عيونها لعبد الصمد
وظهر لها من تحركه انه غاضب فعلا لأول مرة تشهد فيه هذا الغضب
حتى طريقته في وضع الكاس كانت كمن يضرب احدهم
همست بخوف:
- آسفة....لم اقصد...
صرخ فيها بصوت منخفض وعصبي:
-آسفة...هند لما لم تخبريني الست شيء في حياتك...تبا لك ودافعت عنك...لكن لو كنت مخطئة لكنت ضربتك بالسُنَّةِ....(هي الضرب على المأخرة)
تحجرت الدموع في عينيها
والغصة في حلقها أبت ان تنزل:
- انا آسفة...
سمع شهقاتها ولايعرف لما اوجعه حالها
لكنه بدل ان يضمها في هذا المكان
خرج تاركا اياها
مسحت دموعها وانكفأت على السلطة لتكملها حتى
انها لم تشعر بدخول الخادمة ومليكة التي بدات تمسح لها عيونها وتترك المنديل بين اصابعها:
- لانريد للسلطة ان تكون مالحة ...
- آسفة...
تكرار الكلمة آلمها لدرجة اجهشت معها في البكاء
واعطتها مليكة كتفها
لتبكي بحرقة...ولم تسألها مليكة عن سبب بكاءها لانها ادركت من خروج عبد الصمد العاصف انهما تشاجرا
قالت بصوت شاهق:
- لقد..لقد انـ...انهيت السلطة ...هلا ذهبت..
اومئت مليكة :
- اجل حبيبتي اذهبي...
خرجت هند من المكان كله
وصعدت الى جناح فاطمة تريد ان تطلب منها السماح
لما لاتستطيع هته المرأة ان تسهل عليها الامور
هي لاتكرهها لكنها تتمنى فعلا لو تحبها كما الباقين
لما هي بالضبط تعاملها بهذا الشكل...؟
طرقت باب الجناح
وعندما سمعت الاذن بالدخول دخلت تغلق الباب وراءها
وهي تكاد تتعثر في خطواتها
نظرت اليها فاطمة وسمات الارهاق بادية على وجهها
- ماذا لما اتيت...؟
اقتربت هند وهي تقول:
- اتوسل اليك امي سامحيني ....لن ...اعيد الكرة مرة اخرى...ان كان هذا ما تريدينه...
لاحظت فاطمة احمرار وجهها والدموع في عينيها
وطريقتها المقطعة للقلوب في الكلام
فشعرت بكبر خطأها انها صغيرة لاتفهم الكثير في الحياة
تبحث عن الحب في اهلها
ولكنها وضعتها في مكان تجبر فيه على التخلي عن اهلها في سبيل زوجها
اكملت هند:
- انا مخطئة ...اخبريني فقط ما قد يشفع لي عندك وانا ساقوم به ...لن اعصاك مرة اخرى...
قالت فاطمة وهي تتنهد باحباط:
- تعالي ...اجلسي ايتها الفتاة...
قالت هند وهي تمسح عيونها :
- حسنا....
قالت فاطمة وهي تمسح ما تبقى من دموع
فاندهشت هند لذلك
- لربما انا المخطئة الوحيدة في كل هذا...يصعب الفهم...انا احب النظام وعصبية..لكنني لا اكره...ولست ادري لربما بدأت احبك...فانا غريبة المراس ..لكن عليك انت ان تتحمليني ...ان تعلمي زوجك وتعلميني بما تريدين فعله ... لن احرمك من اهلك...لكن لو اوصلك زوجك..فلن تطالنا الالسن بنيتي...اتفهمين
حركت هند راسها...:
- اجل كما تامرين ..ولن اعصاك...وسافعل ما تقولين دائما....
قالت فاطمة وهي تخرج من سريرها وتلبس خفها:
- هيا يا هند..هناك طعام غذاء عليه ان يجهز بالتوقيت الدقيق...لست اعهد سليمان بهته الحدة...
تمتمت هند:
- آسفة لم اقصد...
قالت فاطمة وهي تخرج معها من الجناح:
لاعليك....حتى لو كان غاضبا فهو ياتي لمصالحتي ..اعرفه جيدا...لاتخافي...
قالت هند تسال:
- امي ..هل هل من عادة عبد الصمد عندما يغضب ان يطلب السماح...
نظرت فاطمة اليها بريبة
ولاحظت نظرتها المشاحة:
- لما ..هل غضب منك...؟
حركت راسها بالايجاب..
- لاعليك...انتي راضيه بطريقتك وهو دو قلب حنون لن يرضى بالخصام اكثر من ذلك
في المطبخ
بعد ان اشرفوا على انهاء التحضير
لمحت هند عبد الصمد وهو يدخل
والتقت نظراتهما لكنه ابعدها عنها حتى انه تجاهل تماما مراقبتها له
بقلب موجوع
اقترب من امه وقبل راسها
وهو يتهامس معها ويضحك ومنعته من ان يتذوق من الاكل
وطالبته بالخروج
ولصدمة هند انه لم يلتفت لها
او يعرها اي اهتمام
قالت مليكة:
- ساضع الصحون في مجلس الرجال واتبعكم الى مجلسنا...
قالت هند تحبس دموعها وحزنها:
- انا ...لست جائعة امي ساخرج قليلا..الى الحديقة خلف القصر...
نظرت اليها فاطمة مواسية:
- الن تاكلي..؟...حسنا بنيتي لاتتاخري..
بعد خروجها شعرت ببرودة الخريف تخترق عظامها
وتناستها من حزنها
جلست في احدى الكراسي بالحديقة تجمع ساقيها اليها
مراقبة اوراق الاشجار التي تتمايل بها الرياح
مهما تنفست لم تستطع اخراج الالم من صدرها
ظلت هكذا كمن تنتظر شخصا سياتي رغم كل شيء
لو اراد مصالحتها لأتى
لسال عن مكانها واتى
لبحث عنها حتى
لكنه آلمها بتجاهله
لم تتحرك الا بعد ان سمعت اذان صلاة العصر نهضت من مكانها لكي تعود الى جناحها
ودخلته بتان وثقل وجدت ان عبد الصمد يتحضر للذهاب الى المسجد
اوجعها مرآه بهذه الثقة بينما هز فيها جميع الاوتار الما
رغم انه لمحها الا انه يريد ان يحبط قليلا من دلالها
فهو وللمرة الاولى لن يعتذر لانها هي من عليها ذلك
اقتربت منه وساعدته في ارتداء سترته
وقالت:
- عبدو...أنا اسفة...ارجوك سامحني...
نظر اليها بتكبر ملفق
وابتعد نحو الباب لكنها ابت ان تفارقه:
- كفاك كبرا ...ارجوك ما الذي تريده غير الاسف اطلب وانا سانفذ...
جرحتها نظرته القاسية
فابتعدت عن طريقه لكي يخرج
لكنه توقف اولا لأن في نيته التوقف
ومن جهة لأن صوت شهقاتها اوجعه
يا لحمقه كيف يتلاعب بمشاعرها هكذا
اقترب منها ومسح دموعها
ودفن راسها بصدره
- اسجني دموعك الان فانا لا اريدها ان تتبللي قميصي..
وابتعدت عنه قليلا وهي تمسح بلل الدموع
وهمست بصوت عذب موجع:
- آسفة..ههه..هل سامحتني...؟
رفع حاجبه وهو يضحك:
- وهل هذا سؤال...؟عليك اصلا الا تساليه...فانا لا استطيع سوى مسامحة من احب
قبل جبينها وخرج وترك بها سعادة لاتوصف
حررها من قيود الحزن
بل في لحظة واحدة تبخر بسرعة
ذهبت للتوضئ وتصلي وتشكر الله على نعمه
**********************
فـــــ مدريد ــــ الحالمةُ ــــي
في هذا المساء
كان البيت هادئا
فمن كانت تجعله راسا على عقب هي نسرين
ولكن نسرين انطفئت كشمعة
لم يعد بامكانها التغلب على الاحباط في نفسها
ولا ان تطلق العنان لحماستها وقفزاتها
غير ان شيء بها تغير ايمانها بالله اصبح اقوى
والحجاب لآأم وجهها البيضاوي الجميل
وبدات تشعر بالراحة لسترها جسدها
رغم ان من الاصدقاء من اظهر عدم رضاه وسخطه عن الامر غير انها لم تأبه لتفاهتهم كما قالت لالهام في احد الايام
الهام
تشعر بان الايام القليلة المتبقية لها معهم ساعات فقط فالوقت ما يلبت ان يمضي بسرعة لاتشعر بها
والافضع من هذا كله انها ستفارق طيفا عزيزا على قلبها
تربع في عرشه كالملك بعد ان اقتحم حصونه
عصام
لم يكن لديه سوى العمل ورعاية عائلته
ولم يظهر لها يوما ادنى اهتمام من طريقة الاحترام المتبادلة بينهما
لكن هذا الاحترام هو من اوقعها في شرك الحب
منعت نفسها من ذلك لكنها لم تستطع
انه نبيل وشهم وغامض وغموضه يجعل من قصتها مستحيلة
في هذه الساعة
وبعد ان انتهت الاثنتان من تنظيف اواني الطعام
طلبت الهام من نسرين ان تريها الصور الرائعةالتي التقطوها لكي تحتفظ لها من بعضها
وجلست الاثنتان على السرير
تطلعان عن الصور الجميلة
وشعرت الهام انها حسنا فعلت
بان ادخلت نسرين الى هذا الجو فقد شعرت بها تحمست قليلا وهي تتذكر النواذر التي مروا منها
لكن ما ان سقطت عيونها على ميغيل في احدى الصور
حتى ابت ان تزيل عيونها منها ولا اصابعها عنها
- غريبة الحياة يا الهام....اكتشفت ان افضع الاشياء التي قمت فيها بالماضي هي في قلبي اروعها واجملها ...حبه في قلبي لا يكسوني فحسب بل يلبسني ويحرقني جمرا....
نظرت اليها الهام بحنان الاخت المهتمة:
- ليس عليك القلق لكم من مرة اكد لك فيها عصام انه يلتقيه وانه بخير لكن ولابد يفكر بك...
حركت نسرين راسها:
- لا لو كان مهتما بي لما تخلى عني حتى من دون الاهتمام ولا بالاتصال
سمعت الاثنان صوت الجرس في الباب قالت نسرين:
- دعك انت هنا ...وانا سوف افتح...
نهضت وهي تخرج من غرفتها سمعت امها وهي تسال
- من يا نسرين...؟
قالت نسرين بصوت مرتفع:
- لست ادري امي سافتح...
عندما اقتربت من الباب رفعت الغطاء عن العين السحرية
واذا بها تعرف اخاها
فتحت له وهي تستقبله بقبلة على خده:
- كيف حالك جئت مبكرا....اغلق الباب وراءك
ابتعدت عنه مولية له ظهرها
قال وهو يغلق الباب بصوت ملأه الغموض:
جئت في هذا الوقت لأني لدي لك مفاجئة...
استدارت تساله :
- ماهي هته...
توقفت الكلمة في شفاهها
بل توقف الكون والعالم باسره حولها
تمنت ان تمتد كف الى خدها لتقرصها
هل هي في حلم...ام حقيقة....
ايقظها صوت اخيها:
- انه ميغيل الم تعرفيه....
وقف ميغيل بشكل اذهلها
في جلابية مغربية اثارت الدموع في مقلتيها
مع لحية نامية زادت من رجولته
همست :
- لا اصدق ....اخي...
قال عصام بابتسامة مأيدة لميغيل:
- صديقي ...احمد..اتركك مع زوجتك...
ماذا يعني بتسميته احمد
ماذا يعني ذلك...؟
شهدت اقترابه منها وضمها بكل الاشواق
التي عانى من ضنى هجرانها له
كم اشتاق والااشواق كلمات بل الاحساس اعظم
واعظم
همست تساله:
- كيف...لقد تغيرت...مي...
وضع اصبعا على شفتيها:
- الان انا احمد لا ميغيل....لقد اسلمت محبوبتي ...ايقنت بعد تعمقي كل هته المدة انه لايوجد ارقى من ديننا الحنيف دين الاسلام والمسلمين....
ضحكت والدموع تتدفق بكثرة وفرح:
- انا سعيدة لعودتك ..اشتقت لك اكثر من اشتياق الاراضي القاحلة للامطار...
ضحك مع كلامها وهو يقول:
- اتمنى لو تحضرين لي بعض القهوة وساكون في الغرفة...
قالت وهي تمنعه:
- دقيقة فقط...
ذهبت مسرعة وبنشاط استعادته في هته الثواني الحلوة
واخبرت بفرح غامر الهام وعما حصل
وسعدت الهام كثيرا لسعادتها
طلبت منها ان تأخذ معها الالبوم الى الغرفة الاخرى
وان تعيده متى انتهت من التفرج عليه
فوجدت الهام الامر ممتعا
على الاقل اتيحت لها الفرصة للتجسس على طفولة عصام في بعض الصور
منعت نفسها لكنها لم تقدر على محاربة الرغبة في ذلك
في المساء
بعد ان عاد ميغيل اي احمد
قررت نسرين من سعادتها ان تقيم مأذبة عشاء صغيرة لكن فاخرة ومكلفة ايضا
وهذا ما كان ووجدت الهام ان عصام سعيد ومنشرح في ضحكته من اجل اخته المسكينة
التي عانت الامرين وكان بسببها
لكنهم اناس طيبون حقا
بعد ان انتهى الجميع من طعام العشاء
بقيت الهام ونسرين في المطبخ بينما الام وميغيل في غرفة الجلوس يتبادلان الحديث
قالت نسرين وهي تحضر القهوة وتمد لها زجاجة المربى
_ خذي يا الهام هلا دهنت منها على تلك الشطائر
ردت الهام بابتسامة مشرقة:
- اجل ...تبدين وكان الشمس التي اختفت منذ ساعات قد اختبئت فيك
ضحكت نسرين بصوت مرح:
- ولما لا افرح وانا محبوبي برهن لي انه يحبني انه لم ينساني
..وما زاد سعادتي اعتناقه للإسلام هذا ما اثارني سعادة فعلا
قالت الهام بنفس ابتسامتها:
- على اي حال مبروك يا نسرينة يا حلوة مبروك مبروك ههههه
صفقت نسرين بيديها :
- مبروك علي مبروك مبروك هههههه
سمعت الاثنان جرس الباب يقرع فقالت نسرين:
ساذهب لأفتح
اجابتها الهام ملاحظة بشدة:
- لاتنسي حجابك....
قالت نسرين بثقة:
- انه معلق قرب الباب تحسبا للطوارئ ههههه
انتظرت الهام في المطبخ وسمعت همهمات في الخارج
لكنها لم تهتم سوى بالشطائر في يدها
وعندما عادت نسرين قالت الهام تسالها:
- من يكون...؟
قالت نسرين تتذكر:
- اظنه احد اصدقاء اخي ...لقد انتهيت من تحضير القهوة..اخي استقبل ضيفه في المكتب هلا حملت اليه القهوة الهام لو سمحت غاليتي...
ابتسمت الهام موافقة فهي تحب هذا العمل مهما كان
فان كان يخدم عصام تشعر وكانها فراشة تحلق بخفة
بعد ان طرقت وسمعت الاذن من الداخل
دخلت وهي تشعر بالخجل من الجالسين
لكنها اكدت على حماقتها
لانها في عملها تتعامل مع الرجال فما السبب في خجلها
لعله الحياء
سمعت عصام يقول بصوت بارد:
- شكرا ..لك
همست :
- لاشكر على واجب...
شعرت بذبذبات البرود الغير معتاد في كلامه
وهي تخرج وتغلق الباب
ذهبت الى غرفة الجلوس حيث شربت القهوة والتوست الرائع
وسبحت في احلامها رغم تتبعهم لفيلم بوليسي
كانت تشعر باهتمام مريم بالفيلم
وايضا بهمسات العاشقين بعيدا عنها
لكنها لاتستطيع الا التفكير بعصام وسبب بروده
بعد حوالي الساعة
بعد ان استأذن الزوجان منها لرغبتهما في النوم
بقيت هي ومريم امام التلفاز
لكنها بعد لحظات فقط انتبهت الى ان مريم نامت في مكانها
عندما استقامت تريد ان توقظها سمعت عصام يهمس
- لا دعيها ...ساحملها...الهام هلا انتظرتني في مكتبي قليلا ساعود...
نظرت اليه وهو يحمل امه التي احتجت لكنه ابى ان يتركها تمشي على قدميها
وتسائلت عن سبب طلبه لها
توجهت لتدخل المكتب
ولأول مرة استطاعت ان تتأمله
وترى كم هو جميل وواسع ..وكم الاثاث فيه انيق وراقي
لكن مع ذلك لم تستطع ان تشعر بالراحة
سمحت لنفسها ان تجلس على احدى الكراسي الوتيرة
التى اراحت عمودها الفقري
سمعت خطوات عصام في الرواق وما فتئ ان ظهر امامها قافلا الباب وراءه وعلى ملامحه سمات الجدية
سالته بتوتر:
- سيدي ماذا هناك..؟
جلس وراء مكتبه وهويخوض في اعماقه في تفكير عميق
قبل ان يقول ما يريد:
- آنسة...لقد رايت الرجل الذي كان هنا منذ ساعة اليس كذلك...؟
قالت وهي لاتفهم مايعنيه:
- في الحقيقة ..لم المحه جيدا بل لم انظر اليه حتى ...
قال عصام وقد حطت نظرته عليها:
- ذلك الرجل هو صديق لي..منذ فترة راقب تواجدك ببيتنا ...وهو يتمنى ان يتخدك زوجة له..لكن طبعا بعد موافقتك وشروطك ..
صدمت الهام بشدة من قوله
كيف له ان يقول هذا الكلام بهته السهولة:
- آسفة ..انا لا اعرف الرجل جيدا حتى احكم عليه..ومن ثم والدي غير موجود...لا..لا استطيع...عن اذنك..
لاحظ تغير وجهها الى الشحوب
وبدى التفكير العميق مرة اخرى على ملامحه
وهو يلمح طيفها يختفي خلف الباب من امامه
اسرعت الهام تدخل غرفتها
وهي تكتم الالم في صدرها
هكذا بكل بساطة يطلب رايها في الزواج باخر....
كيف يتكلم بذلك الشكل وكانه انسان رخامي
لكن منذ متى اعطاها اي عهد بانه يحبها او ينوي الزواج بها
هنا عرفت انها المخطئة الوحيدة في هذا كله
(( عتابي على نفس ..على حماقاتي ...وجبن احلامي ...وعواصف غبائي..
كيف امكن لهذا العقل الذي لطالما تحرك بذكاء ..
ان يكون بهذه الرعونة
أُخسفتُ بعيدا عن شمس احاسيسي
لأنزوي بين ظلالها العتمى))
اختلجت بقوة مؤلمة العضلة النابضة بجسدها
وكانها تخرم بحدة موجعة
للحظة انسابت لكل ما وفرته لها تلك المشاعر
من اوهام..وخيالات ..
لم تفكر ان ترمي نفسها منها علها تتحقق من الواقع
(( كيف لا انوح وافرغ جعبة عيوني من ملوحتها
كيف وانا قلبي اليتيم استفاق على وحدته
وليتني أَنْسَحِبُ من كَأْدَتِي الغريبة هذه
لكن ألمي ليس لباس البسه...لكي انزعه...
أو جلدا يعوقني استطيع الانسلاخ منه متى يحلو لي..
او حبة زيتون مرة استطيع ابتلاعها...
ليس المي فقط كلاما اكتبه على ورق...حتى ينفذ رصاصه..ومن ثم ..امسحه...
ليس ينبوعا حارقا بجوفي..موجعا يمكنني افراغه دمعا لينتهي
إنه بعمقي يحاكي نيازك الفضاء الأثيرة
والشهبان المستقيمة
التي تقذفني وتشنو على ما بداخلي
يكتم فمي صرخة مبرحة من الالم
انشدخ قلبي نصفين من حب عاش وتغذى
من ذبذبات الاحلام
فوق الافق وبين شقوق السراب
مكانتي لاتوازي مكانته
فما كان علي ان ابني قصورالرمل
لتذهب بها الامواج
وتقضي على ماتبقى منها نسمات الرياح
لست المذنب ...بل انا هي انا ومن ثم انا
اعاتب نفسي... واحميك من عتابي
سلبت روحي وقلبي... من شعواء برود احاسيسك نحوي
اتمنى لو يعود الزمان كله
ويخنق كل هته التعاسة في رحمه
وان يعتقني مما انا فيه......
وقررت انه حان الوقت لكي تعود الى مدينتها فاس
ولذلك بادرت بالاتصال بوالدها لكي ياتي وياخدها
وتدري ان الفراق لأمر صعب
لكنها ستتحمله مهما كان مالما
******************************
في نفس الليلة
لكن بالقصر المنصوري
كانت الساعة توازي منتصف الليل
عندما اوصلتها سيارة التاكسي التي استقلتها من المطار
وقد تطلب ذلك دفع مبلغا مضاعفا
بسبب الليل
ولكنها تحمد الله انها وصلت سالمة
فعلى طول الطريق كانت ادعية السفر في فمها وادعية الحفظ كذلك
بعد ان اعطت لسائق الاجرة ماله
رفعت نظرها الى هذا البيت الذي هجرته منذ مدة
وانقبض قلبها
انه لحنين فضيع ما يشدها اليه
لكنه تغير فكما لو انه اصبح موحشا
كان لتواجد الجد فيه نعمة حقيقية
رحمه الله
توجهت الى الباب لكن قبل ان تقرع الجرس فتح الباب
وابتسمت للوجه الذي لاقاها في ضوء المنزل
وقد كانت امها
- دعيني اساعدك بنيتي ...
قالت ثريا وهي تحمل الحقيبة الاخرى:
- اكنت في انتظاري...؟
قالت الام لابنتها وهي تقفل الباب..:
- اجل كل من في المنزل نيام ..فضلت ان انتظرك قلب الام حبيبتي لايرتاح الا عندما يكون اولادها بخير
ضمتها ثريا مبتسمة:
- احبك امي واشتقت لحضنك والله...احس بانني من الصعب ان اعود الى الغربة بهته السهولة قد آخدك معي..
ضحكت امها وهي تقول:
- تعالي اتركي هته الحقائب هنا وتعالي لتأكلي شيء الطعام محضر منذ ساعات..
تحركت ثريا مع امها وهي تفحص المنزل بعيونها
- لم يتغير هذا الوحش الكبير...
نظرت اليها مليكة مشدوهة :
- من هو الوحش...؟
ضحكت ثريا وهي تجلس الى المائدة:
- اقصد القصر امي...عظم الله اجرك ماما في جدي اشعر بالتعاسة لانني لم احضر لجنازته....
قالت مليكة تواري حزنها:
- لاتشعري بالذنب رحمه الله كان يذكرك بكل خير...حسنا ساضع الشاي ليسخن هل تريدين شيء خاصا..
ضحكت ثريا :
- الشوكولا امي ..الشوكولا..اذا كان موجودا..
جذبت مليكة الشوكولا وسكبت لها من الشاي وراقبتها وهي تأكل بشهية:
- لم آكل يا امي منذ الصباح...
نظرت اليها امها مغضنة الجبين:
- انك مجنونة...لاتفعلي هذا مرة اخرى اتسمعين...عليك ان تأكلي لتستردي صحتك انظري لوجهك اصبحت اكثر نحافة...
قالت ثريا بدون وعي:
- لم يعد يهم امي...
قالت مليكة لأبنتها وكأنها تخبرها بما تريده دون ان تطلب:
- يا الله يا ثريا لو فقط ترين كيف اصبحت حالة عثمان ...اولا نمت لحيته...لا اظنه ينام كثيرا لأن الهالات مكورة حول عينيه...لقد اصبح بعد الطلاق متعبا بالفعل...
نظرت ثريا اليها واصابتها حالة اشفاق
لكنها ما فتئت ان اهتمت بالشاي امامها
وحولت دفة الكلام:
- هيا يا امي علينا ان نستفيق مبكرا ..اريد ان ارى عبير ...ساصعد الى فوق...
قالت مليكة وهي تتبعها:
- ساحمل معك واحدة فلتنامي في غرفتي بنيتي حسنا...
اومئت ثريا بالايجاب
وهي تصعد تخيلت انه لفي اية لحظة قد تراه
لكنه لم يظهر لدى اكملت الطريق مطرقة الراس
تبعد الاحلام عن راسها المتعب
في صباح اليوم التالي
بعد ان نزلت والدة ثريا الى الاسفل من اجل تحضير الافطار
قررت ثريا ان تستحم جيدا وترتدي لها تنورة مفضفضة جميلة
وفوقها قميصا ابيض حريري مع سترة كحلية رقيقة مع حجابها
وفضلت ان تزور اختها وتقوم بمفاجئتها
وقد علمت ان لراحة عبير زوجها ينام في غرفة اخرى وتمنت الا يكون لديها الان
عندما نزلت طرقت باب الجناح
وسمعت صوت امراة غريب فهمت انه صوت الممرضة
سالت ثريا هل يمكنها الدخول فوافقت الممرضة وخرجت لتتركهما وحدهما
ما ان رات عبير ثريا حتى صرخت فرحة
وتقدمت اليها ثريا تقبل راسها وتضمها بحزن ومحبة
وهي تلمح كيف كان هذا الوجه جميلا حتى اصبح هكذا مدماً
- ثريا...لا اصدق اقرصني ..اوه لا هههه انا جدا سعيدة لوجودك انا لا احلم اليس كذلك ليس بهذه الدقة...
ضحكت ثريا لتشعر اختها بالفرح:
- انها انا اتيت لاجلك عصفورتي...كيف حالك ملكتي..انت بخير ارجوك طمئنيني...؟
قالت عبير تبتسم بعذوبة:
- انا بخير يا اجمل ثريا ..يا اختي اشتقت لك ولتواجدك بالقصر ..الكل مشتاق لك...واراهن على ان عثمان كذلك يموت شوقا فيك...
غضنت ثريا جبينها بمرح:
- ليس بعد الطلاق ههه... هيا الان حديثيني عنك ...وكيف حصل لك هذا
بدأت عبير في سرد الاحداث التي رغم تاقلمها
لم تستطع ان تمنع دموعها من الانسياب
- الحمد لله ان رب العالمين انجاك يا غاليتي لكنت مت من حسرتي الحمد لله..
قالت عبير بابتسامة تغلف بها مشاعرها:
- الحمد لله على كل حال...
قالت ثريا تسال:
- وزوجك ما رايه...؟
قالت عبير وهي تصبح اكثر اشراقا:
- يحبني...وساقوم لأجله بعمليات تجميلية ستأخذ من وقتي الكثير ...ساقوم بها في بلاد المهجر...
اومئت ثريا تبتسم لها:
جيد سعيد رجل طيب الحمد لله انك تحبينه ويحبك...
آلمها فعلا هذا الكلام وحبست دموعها لكي لاتراها اختها عبير
وقالت :
- سأنزل لكي اجلب لنا ما نأكله حسنا
حركت عبير راسها
وهي في قمة السعادة بتواجد اختها بالقرب منها
كما في الايام الخوالي
توجهت ثريا الى الدرج
وقبل ان تضع قدمها على الدرج اصطدمت نظراتها بعيونه
بدى عثمان غير مصدق لما يرى
كما لو انه اصبح يهلوس
اقترب من المكان الذي تقف فيه
- ثريا..؟
حاولت ضبط انفاسها المتهدجة
ونبضات قلبها الهاربة
- صباح الخير...اتيت لأرى عبير...كيف..احوالك؟
نظرتها حطت على لحيته
لكن رغم ذلك يحافظ على سحره المعتاد
فليس بمهمل لهذه الدرجة
كانت لحيته منظمة بشكل...
كانت الافواه تنطق بكلام بينما مشاعرهما وارواحهما تنطق بكلام آخر
''...يا الله
كم كابدت سلاقة لسانك ..عنجهيتك...وعنتريتك...ياعثمان
اين هي هذه الشخصيات التي حطمتنا
من سحر عيونكَ السوداء
اين هو تعنفصك الدائم
لما ارى شيء في نظرتك ارضاني
روى نفسي كأسا من نبع وجودك امامي
اقتحمتني عنوة لتشمخ بي من الظلال المسحمة الى الانوار
والان اشعر وكانك سلطنتني بين الشعوب ملكة وصاحبة نفوذ..."
توقفت عن التفكير بتلك الطريقة
وهي تراه يبتسم ويفرك ليحيته باصابعه:
- انا ..قد اقول بخير..
"...عن نفسه
اعتنق قلبي هواك
وغذا بفؤادي الى خوارق لم اعهد ان لها مدى
يا مجنونة قلبي
لا ..لا ..لاتُسمعيني صوتك مهما تمنيته ..
إنه كاللهيب العذب....كالمر الحلو..اوقف فؤادي في حضرتك
روعة عندليبه الخرافي..."
قالت تسرع في الهروب منه...:
جيد...انك بخير....
اسرع يمنعها من النزول
واقفا امامها بشموخه المهزوز
بعيونه القاتمة هوىً
- لكنني لم اسالك كيف حالك...
".... ايا من القت في روعي معان وافكار وفرشت امامي نهرا من ازهار
ايا من بها تفتقت بصيرتي اخيرا
الى ان حبي لها كمراهق محموم غائب او مسكون باطياف
تغني ليلا نهار
اجمل الالحان باعذب الكلمات
وكان عيوني تلمحها كنور يعتقني من تمحقي المضني
لوجداني والعابث ببساتين اوتاري..."
همست مخنوقة بمشاعرها الموجعة:
- بخير..ايضا..
ارادت المرور لكنه بدى كصخرة يصعب ازاحتها:
- هل يمكنني ان انزل...
قال عثمان بهدوء اذاب عظامها:
- كيف اصبحت بعد ذهابك...سمعت انك تهتمين بكتابة رواية ما...؟؟
".....اندبغت بجلدي...
وشذاك العنبري يخطف روحي من منبثها
ويرفرف بها عاليا يسمو بين بيارق من نصروا...
آمنت وادركت فصيلتك النبقية ..
شجرة مثمرة ...
شائكة وموجعة...
كشجرة العناب تخفق اوراقها بنبضي
وتسفر عن شوق مضطرم يكتسح اعمق مايكون في نفسي...
عنتتُ عندما وافقتك برايك فقد ذبحتني بسيف دو حدين
آلمني بعادك حد الاراقة والحنين ...."
اجابته بصوت مضطرب فنظرته زعزعت ما في قلبها
وما ارادت ان تكون عليه من عدم لامبالات كلية:
- انا ..كنت اجري ابحاثي حولها ....وااااا هذا كل شيء حتى الان...
"... نزيف الاغتراب كان جزائي...
خنقني برودة جوهم وانت بعيد عني
سماءهم نجومها معدودة
قمرهم متوار كل الايام...بعيد عن ناظري وعن كياني
عشقت قربي منك لو تدري
ان اكون في صدرك مندغمة مع انفاسك تخترقها سحابات القرى وعطور التراب
وفوحان السنابل بين الاراضي..."
قالت اخيرا لتكسر هذا الرابط الساحر بينهما:
- سانزل ...اختي تنتظر افطارها...
ابتعد وقد احست بتوتره وغضبه
لكنه لم يظهر شيء
نطق بالم وهو ينظر اليها بكل كيانه
" آه منك يا المي..آه منك يا عالم اوجاعي ..."
جلس على الدرج في مكانه لم يتحرك يريد ان يراها ويراها ويراها
الا تبتعد مهما صار
عندما همت ثريا بصعود الدرج صعقتها نظرته
وحمدت الله انها لم تسكب محتوى ما في يديها
لما ينظر الي هكذا ماذا يريد
ليته يتوقف
شعرت به يتتبع خطاها لكن عندما احست بانها لم تعد تراه
تنفست الصعداء مئات المرات قبل ان تدخل الطعام الى اختها
مرت عدة ايام
لم تغفل ابدا ثريا عن احساسها بانه يراقبها فباتت الصدف كثيرة حتى راودتها الاسئلة عن كيفية بروزه كل الوقت امامها
ومطالعته لها بتلك الطريق
فيكبر الالم في صدرها
ويصعب عليها الامور حتى انها ماباتت تفكر سوى في الرحيل
وجددت ايضا انه ولمن الغريب ان تستقبلها حماتها ..اقصد السابقة بحفواة غريبة
وتخوض معها احاديث شتى وقد كبر التفاهم اكثر من قبل
بينهما
اظهرت تفاهمها وسايرتها
لكنها تستغرب الى هته الطريقة في التعامل وكانها نسيت كيف تصرفت معها عندما طلبت الطلاق
في صباح احدى هذه الايام
خرجت ثريا من القصر
وهي رغم افكارها التي لاتفارقها
الا انها تستنجد بالرياضة علها تفيدها
ارتدت بذلة رياضية بسروال رمادي تصل الى الركب مع حجابها
ووضعت بعض الامداح في الامبي 4 الخاص بها
وتابعت الركض على خطوات خفيفة
لكنها ذهلت حتى خرجت منها شهقة قوية
تدل على رعبها
وجدت يدي عثمان تقودانها وهي مذهولة لحد الان
ازالت السماعتين من اذنيها وقالت:
- عثمان ارجوك ما اللذي تريده مني ...الا يمكنك تركي بسلام
اسندها عثمان الى الشجرة يتاكد من ان احدا لم يره
واعاد نظرته اليها كالمتيم العاشق الولهان
انت منبع عشقي وهيامي
وتستجيش حياتي لك بكل المعاني
حتى وانت غائبة عني
كان في قلبي اماني اللقاء الداني
لكي ادنوا من شعاع عيونك الفضي
ومن خزينة العسل الملكي
وماعاد بي صبر
فادماني عاد بي كالانتحار
قال اخيرا وهو يمرر اصابعه على رقبته
يركز على كيفية الكلام
لم يدري انه في يوم قد يتلعثم
وقفت ثريا تنظر اليه ويديها مربوطتان على صدرها تنتظر ان يتحدث
فلاتريد من احد ان يحيك حولهما الكلام والشكوك
قال اخير وهو يعود واقفا امامها شيء من التوسل في عينيه:
- ثريا...اعرف انني... كنت انسانا جاحدا وانسانا خسيسا مجحفا ظالما لو اردت ...اي شيء اي كلمة توازي الالم الذي سببته لك...أنا نادم عليه...اشدَّ الندم فهلا جدت علي بمسامحتك..
نظرت اليه مذهولة
ومن ثم انقلب الذهول ابتسامة اغرقت ما فيه في بحر من الضياع:
- لا افهم عثمان...اجل انت فعلا كنت جاحدا ...لكنها طبيعتك لم اكن لأغيرها...
قال بعصبية ظاهرة:
- انها ليست طبيعتي بل ما جعلتني انت عليه...تدرين شيء انا ..انا (وضع ذراعه بياس قرب راسها مستندا على الشجرة)...احبك..بل اكثر من ذلك اتعذب في حبك واعشقك بكل الجنون الذي قد لاتتصورينه...يالله كم عانيت وكانني في صحراء قاحلة ابرد في لياليها
اموت جوعا وتيبست اوردتي من ضمئي فيها...ارجوك عودي الي ان اردت التوسل فــســ....
قاطعته تضع اصابعها امام فمه
وقالت:
- اعتذارك مقبول...انا ايضا احبك تدري ذلك ..لكنك ماتركت لي الفرصة بانتقاداتك الدائمة...آلمتني بشكل لايوصف...
قال وعلى فمه ابتسامة مليئة بالامل
وبعيون قاتمة من الحب:
- هل سامحتني ...؟
حركت راسها والدموع في عيونها من الالم الممزوج بالفرح :
- لما لا فانا احبك...ولطالما علمت ذلك لست شريرة
تحرك مبتسما وبحماسة قال:
- اخبريني ماهي شروطك....؟
نظرت لاتزال غير مصدقة لاقواله...
- ليست لدي شروط...شرطي الوحيد ان اردت ارجاعي ان تعدني امام رب العالمين انك لن تكون قاسيا ولامجحفا في حقي...فانا بريئة من جميع اتهاماتك الموجعة ...
قال وهو يمسك يديها بحب:
- اقسم انني سافعل وساكون لك الرجل المخلص على الدوام لكن من اجل حبي لك لاتتركيني مرة اخرى
سالته مبتسمة بسعادة:
- وامك ماذا...؟
قال عثمان ينظر اليها بعمق:
- امي تعلم والكل يعلم انني انوي ارجاعك ....والرواية ..
قالت ثريا بصدق:
- انوي تكملتها ..وساكون سعيدة لو تاتي معي الى هناك وتترك مكانك كمدرس لشخص ينوب عنك....
اومئ براسه وهو يهمس:
- لا اصدق لا اصدق انك امامي وانك تنقذينني من ضياعي يا ليتك تعلمين كم طال سهادي وكم تعذبت بدونك ...
ابتسمت وتركت يديه مبتعدة
فناداها يسال:
- الى اين...؟
قالت تبتسم:
- اتبعني ..انا لاانوي اكمال اليوم وانا جائعة
حدجها بنظرة لطالما عبتث بقلبها
- حسنا
ومشى بقربها وكانه مراهق لاول مرة تراه يصفر بسعادة
ولاتصدق ان هذا الرجل
هو ذاك اللذي آلمها وعذبها
ابتسمت له وزادت ابتسامتها ضحكت عندما لاحظت سرحانه وهيامه
في مدينة فاس
بعد ان ودعت الهام العائلة بمدريد
وداعا اثر بها كثيرا
صعب عليها ان لاتفكر به
ولم تستطع سوى ان تفكر في انها عليها العودة الى القرية لكي تستأنف
عملها كمدرسة
لكن احساسها ووالدها بالخصوص كان يتمنى بقاءها لمدة اطول مع شقيقاتها
واخيها الصغير
ووجدت راحة كبرى بينهم
وكانت في هذا اليوم بالذات تلقى معاملة خاصة
حتى ان اخواتها البسنها احسن ما يوجد وحضرنها وهي تتسائل لما يفعلن ذلك
ويجبن بضحك للعب واللهو فقط
وهي كاخت لهن تحبهن من كل اعماق قلبها جارتهن في لعبتهن
ولاحظت بعد ذلك ان من في البيت يعملون بجد عن غير عادة
لكنها تقبلت انهم لابد يفعلون هذا كل خميس
عندما رن الجرس في الباب بعد حوالي الساعة
اختفى اخوتها كليا كالبرق بينما امها دفنت نفسها في المطبخ
- الا يوجد منكم احد يفتح الباب هههه اشقياء
عندما فتحت الباب واجهتها باقة ورد كبيرة
واضطرب قلبها وهي ترى الرجل صاحب الطول الفارع وهو يدخل
ناظرا اليها وغمز لها حتى احرجت
همس يقول:
- هل يا انسة الهام مرحب بنا عندكم
قالت بابتسامة فرحة وسعيدة حتى رفة الدموع من عيونها:
- طبعا ..هه اجل...
قال في تلك اللحظة :
- اتدرين ان لك ضحكة جميلة
اصطبغت خدودها باللون الاحمر بينما دفعت نسرين اخاها من خلفه
- هيا انت ادخل ...لم اعهد اخي شقيا لهته الدرجة...تعالي لكي اضم حبيبتي كيف حالك يا الهام اشتقت اليك كثيرا
ضمتها الهام وهي للان مصدومة بسعادة كبيرة
سلمت على ضيوفها بحرارة الاحباب
وجمعتها بهم المودة والحب
وما اثر بها اعتراف عصام انه يحبها ويريدها زوجة له امام والدها
نبض قلبها اختزل كله في كلمة واحدة:
- اقبل...
******************
بعد سنة
في القصر المنصوري
اليوم
تحضر حفلة راقية
لأستقبال كل من سعيد وعبير من سفرهما اللذي طال لمدة خصصوها لشفاءها ..ولكي تصبح بشكل افضل مع العمليات التجميلية التي فعلا كانت قمة في الحنكة والروعة وكانها عادت مخلوقة من جديد
ورجوع عثمان ومحبوبة قلبه ثريا بعد ان نشر كتابها وهي حامل في شهرها السادس
بعنوان الطريق الى المستقبل
ووجد اعجابا من عديد من النقاد
ولقت حياتهما المنفردة في الخارج الكثير من الدفئ والحب المتدفق والذي عوض كلا الاثنين عن الوقت الضائع والذي ضاع في بحر الهموم والحزن
كما وان عبد الصمد
سعيد ويكاد يفنى من السعادة لأنه من ستلد زوجته الاولى في العائلة
وان جميع امور المزرعة اوكلت له
واصبحت المسؤولية ثقيلة على عاتقه
لكنه كرجل عنيد استطاع المضي قدما
وهند وتعارفها باختها ووالدتها التي سعدت بها كما لم تسعد من قبل
كانت حياتها الان تكتمل وتشعر بالحب يغمرها كاملة
قامت هند في هته الحفلة العائلية ورغم حملها من التفرغ الى نقش الحناء كفأل حسن لكل من عبير وثريا اللواتي زينتا نفسيهما بقفطانين راقين وجلستا وسط المجمع
اما سليمان وفاطمة ومليكة فلم يكونوا اسعد من دي قبل
وحياتهم والحمد لله في قمة السعادة والهناء
والاحفاد على الابواب ليملؤو القصر هرجا ومرج
وتكبر عائلة المنصور......
وكما نقول بالمغربية
مشات خبيرتي مع الواد وانا بقيت مع الجواد
ربي يحفظكم ليا
النهاية
اللهم اني استغفرك واثوب اليك
اللهم اني استغفرك واثوب اليك
اللهم اني استغفرك واثوب اليك
اللهم اني استغفرك واثوب اليك
اللهم اني استغفرك واثوب اليك
اللهم اني استغفرك واثوب اليك
اللهم اني استغفرك واثوب اليك
اللهم اني استغفرك واثوب اليك
اتمنى ان اكون قد اوفيت
ففعلا امتصت مني هته الرواية لعدم خبرتي الكبيرة الكثير
من الجهد
لكن في سبيل ارضاءكم كل شيء يهون
والحمد لله بفضلكم استطعت ان اصل بروايتي بر الامان
اتمنى من الله ان نلتقي في مناسبة اخرى ان شاء الله
وتكون اخف واظرف على القلب
مع تحياتي ليناااااااااااااابيع قلبي
من جوهرة السموووووووووحة بنااااااات عن تقصيييييييييييراتي
وتقبلوا عطائي
بكل الاخــــــــــــلاص والوفـــــــــــــــاء