لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-12-09, 10:08 PM   المشاركة رقم: 336
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



الجزء الخامس والعشرون




الاربعاء


في هذا اليوم كانت الشمس حارة تنذر بيوم مقلق من فرط العرق
والاختناق
استفاقت فاطمة باكرا لكي تذهب الى رشيدة وابنتها لكي يسافروا الى الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية
ولكنها لاتستطيع ان تمنع نفسها من الشعور بالخوف من القادم
تخاف ان تكشف حقيقة الفتاة وتفقد النظرة المحترمة التي تحضى بها من الناس وهي تعلم جيدا ان المجتمع لا يرحم

حضرت لها حقيبة صغيرة بعد خروج سليمان من المنزل وبعد ان اخدت الاذن منه لذهابها الى اهل العروس
جمعت كل ما ستحتاج اليه في سفرتها

خرجت من الجناح كله تحمل الحقيبة في يدها فلم تكن سوى متوسطة الحجم
وقد ارتدت جلبابا اخضر قان في تفصلية رائعة
وايضا حجابا في نفس اللون ونزلت الدرج حيث وجدت مليكة تساعد الخادمة في صنع الافطار فقالت:
- صباحكم خير هل نزل الاولاد يامليكة؟

ردت مليكة تنظر الى حقيبة فاطمة على الارض ولباسها:
- اجل نزل عبد الصمد لكن سعيد على ما اضن ليس بعد لكن لما؟

قالت فاطمة تجلس على كرسي لتنتظر نزول ابنها:
- ساسافر مع رشيدة الى البيضاء لكي نكمل التحضيرات اللازمة لهذا....الزواج

قالت مليكة تضع صحون الافطار على المائدة:
- اتمنى من الله ان تسرعوا في الوقت المحدد

ابتسمت فاطمة بالغصب
وبعد ان رات عبير تهم داخلة الى المطبخ وعلى وجهها ابتسامة واسعة ومنشرحة قالت عبير موجهة كلامها لحماتها:
- صباح الخير امي

واقتربت من امها مليكة :
- صباح الخير يا احلى ام على وجه الارض

غمزتها امها بمعنى قد تغار فاطمة من الكلام الحماسي الموجه لمليكة بدل فاطمة
لكن فاطمة كانت شاردة الى ان قالت اخيرا:
- عبير اين هو سعيد ؟

قالت عبير متوردة الخدين :
- اضنه يستحم وسينزل حالا لما امي هل من خطب ؟

جلست عبير قرب حماتها تسمع جوابها:
- لا كل الامر انني اريد منه ان يقلني الى منزل سي محمد بنيتي تدرين عن امور الزواج

قالت عبير تحرك راسها بالايجاب:
- اجل ولابد الان هند تشعر بالسعادة ومسرورة لزواجها ...لكن طبعا مع الاحساس بالتوتر

وقفت فاطمة وهي تخفي ضيقها بشكل قوي:
- هلا صعدت الى زوجك يا عبير لن انتظر الدهر كله

شعرت عبير بجلدها يقشعر لصوتها المتغير الغاضب ونظرت الى امها التي لاحظت نفس الشيء فقالت عبير بسرعة لتخرج:
- حالا امي اجلسي فقط افطري لايجوز خروجك وانت لم تاكلي شيء

الابتسامة على فم عبير وراحة يدها على كتفها اشعرتا فاطمة بشيء غريب بالرضى الكامل نظرت الى ابنة اخت زوجها والتي هي زوجة ابنها وتضن انها امراة مناسبة فعلا


بعد ان صعدت عبير الى جناح زوجها
وجدت انه يرتدي بنطال الجينز ويغلق سحابه ويربط الحزام فاسرعت لتحضر له قميصا سالته:
- اي لون؟

قال ببساطة:
- الاسود

قالت بتلقائية:
- اليس ماصا للحرارة

قال يبتسم وهو ينظر اليها في المرآة حيث تساعده في ارتدائه
- لا تخافي علي يا عصفورتي فانا اتعود على الحر فلا ياذيني كما قد يفعل مع بشرتك النظرة

اعتلاها الخجل واحمرارطفيف
واتسعت عيونها عندما تذكرت ما اتت من اجله
فرفعت راسها الى وجهه المرتفع عنها:
- امك اعني امي حماتي تريدك ان تقلها الى بيت رشيدة وسي محمد من اجل ان تقوم بالامور الخاصة بالعرس

ضحك بشكل ساحر ومد لها قلادته لتقفلها حول عنقه
وقال بابتسامة:
- لاشك في ان اخي الصغير يموت فرحة بزواجه القريب لا الومه واخيرا سارى المتفاخر بخيوله في القفص الذهبي المهيب

نظرت اليه عبير مندهشة:
- القفص الذهبي المهيب وفي ما هو مهيب يا حضرت السيد

دفعها امامه يلف ذراعه حول كتفيها ويقول:
- ان تاخرنا ستطردنا امي من البيت

ضحك وتبعته في ضحكته لكنه ما ان وصلا الى المطبخ حتى ضربته عبير بمرفقها بخفة على بطنه وتشير له بان يقفل فمه من الضحك

نظرت فاطمة بارتياح الى ابنها وهي تقول:
- ظننتك لن تنزل هيا اقلني الى بيت سي محمد بني لايجب ان اتاخر

قال سعيد ينظر الى عمته التي اتخدت مكانا لها على المائدة لتاكل:
- صباح السكر يا احلى عمة ...وانت يا امي هاك قبلة على راسك

جعلها ابنها تخرج من عبوسها بتدليلها والجو اللطيف الذي يخلقه بشخصيته الخفيفة رغم قوته
بعد ان قبلها قال:
- هات عنك ساقوم بحمل الحقيبة امي

قالت تربت على كتفه القوية:
- اشكرك بني حسنا مليكة عبير ....تقدمت تسلم على كل واحدة منهما وهي تقول....ارجوك مليكة لاتنسي انت كوجودي هنا فلاتنسي تحضير الامور الاخرى سنعود على ابعد تقدير الخميس بالمساء فانا سريعة واعلم الاماكن التي ساذهب اليها

قالت مليكة بابتسامتها الطيبة:
- اذهبي انت ولاتقلقي

بعد ان خرجت من البيت صعدت الى سيارة ابنها السبور
وهي تقول:
- يا بني لست ادري لما تصر على ان نذهب في هته السيارة انها سريعة واول مرة اركبها ..والله بني كلما رايتك فيها كان قلبي ينقبض بقوة

قال سعيد يمسك يدها ويقبلها:
- لا امي الحمد لله دعواتك واستجابة الله تحفظنا من الاذى

استدار ليحرك السيارة وامه تضع حزام الامان وهي تحاول جاهدة ان لاتصرخ من الهلع
فهي انسانة متمدنة وهادئة ولاتتوافق البتة مع عالم الشباب الان غير انها لاتمانع بان يعيش اولادها في جوه



في مزرعة السي محمد

وبعد ان توقفت السيارة خرج سعيد ليلتف حولها بخفة ويجذب الحقيبة منها وتقدم ليفتح لامه الباب فقال:
- امي الحقيبة لما؟؟؟ هل انت راحلة عنا اماذا؟

كتم ضحكته عندما ضربته امه على راسها فقالت:
- يا لك من ابن غريب سعيد هيا الحقيبة ليست بهذا الثقل
فقط احضر فيها ما ساحتاجه فقط هيا اتبعني

تبع سعيد امه وصعدا الدرج الى ان وضع الحقيبة امام الباب وسالها:
- من سيقلكم ؟

قالت ترن الجرس بالحاح:
- اضنه ايوب المهم انت اذهب الى عملك بني ولاتنتظر دخولي

انحنى يقبل راسها ويدها وانصرف الى سيارته لينطلق بسرعة فهمست بدعاء الحفظ له ولكل اولادها في نفسها وفتح الباب من قبل صفية لتحمل الحقيبة الصغيرة وتدخل





*******************





في طنجة
بمنزل عمة ثريا


بعد ان صلت ضحاها
نهضت ثريا من على السجادة لكي تزيل عن ظهرها ملابس الصلاة
وتضعها مع السجادة وتجلس
شعرت بقدميها تالمانها فقد استفاقت باكرا مع صلاة الفجر من ذلك الوقت لم تنم
بل نزلت الى الاسفل حيث ساعدت عثمان في وضوءه
لقاءها به لم يكن لها مفر منه لذلك تعودت ان تبدي البرود ويبدي هو الامر ذاته ولاشيء ظاهر
لكن في ذاخل الجليد القاسي كان هناك فوهة بركان ثائرة تتلوى من الحمى التي تبطش بها ولاتستطيع ان تبردها لكليهما طبيعة خاصة وغريبة في التعامل
فهو ينظر اليها ويشعر بالغيرة تقتله لجمالها ورشاقتها وذكراها كيف كانت في الماضي
تزعجه اشد الازعاج لذلك وجد نفسه بادر بوضع النقاب عن وجهها فهذا سيريحه لايتمنى ان يكون قربها في احد الايام ليتم اللقاء بينها وبين اصدقاء قدماء

اما هي فقد كانت منتهية اصلا وكانت تشعر بالسقم السقيم لانها
لاتحضى منه بما يحضى الاحباء من تعامل رقيق ولطيف لمسات حانية وعطف ابوي في بعض الاحيان
تحتاج لذلك بشدة لدى تجدها متشبتة بالطفل وكانه عيونها التي ترى النور بها


بعد ان اختارت من بين ملابسها ما قد يناسب
اختارت تيشورتا لاصقا في اللون الوردي وتنورة في اللون الابيض قصيرة الى ما فوق ركبها وانتعلت صندالا خفيفا في الابيض

نظرت الى الملابس الصغيرة والجوارب الصغيرة الصغيرة على سريرها شعرت بالاسى لانها مضطرة ان تعطيها له
لكنها كانت تماطله اما بحجة التعب اوالنعاس

نزلت الدرج ببطئ لتجد انه خرج اليوم الى الشرفة وبمفرده دون مساعدة
استغلت الفرصة ودخت الى غرفته واخدت تجذب منها ملابسه وتعزلها الى ان تكومت شيء فوق شيء وامسكتها لتاخدها الى المغسلة وتغسلها

وبعد انهائها من عمل المغسلة ذهبت لكي تشرع في تحضير طعام الغذاء لها ولزوجها
عمتها افطرت معهما ولكها خرجت بحجة ان لها عملا مهما مع احد الاشخاص وعليها لقاءه في الجمعية النسوية

بعد ان انتهت من الاعمال المنزلية
قامت باخراج الغسيل من المغسلة ووضعته في سلة لتاخده الى الشرفة التي تستعمل ايضا في نشر الغسيل

اقتربت من الشرفة ووجدته يرتدي تيشرتا مثلها في الاسود
وسروالا في الاسود كذلك
صعقتها جاذبيته التي ظهرت جليا من قوة اكتافه وعضلات ذراعيه وساعديه
وزادته النظارة الطبية سحرا مع شعره المبتل باهمال وهو منحن على كتاب
ليتهما يصبحان يوما عاشقان عاديين
بدون الم وبدون جراح تعذب وتنخر في العمق الذي انحد منذ وقت طويل


اقتربت من حبل النشير ووضعت السلة الارض لتبدا في اخذ الغسيل منها وتنشره وسمعته يقول وعيونه الساحرة السوداء تكاد تثقب جسدها او تلتهمه بالمعنى الادق:
- اتمنى الا تجلسي امام صديقات عمتك بهته الملابس اتسمعين

لم تعره اهتماما رغم انها كانت تتقلب بين الغضب الكاسح
وبين الخوف من عدم الايجاب بنعم
فسمعته يقول وقد اقترب منها بعد وضعه للكتاب الذي كان يتصفحه والنظارتين :
- ارى انك لاتسمعين جيدا يا ثريا

التفتت اليه تجابه نظرته الشرسة من فوق:
- لقد سمعت كلامك ولن ارتدي الملابس هته هل ارتحت الان؟

نظر اليها وهو يشعر ان قلبه يتعذب بشتى الطرق ومن كلامها غير اللطيف فلكم كان سعيدا بتدللها والان تراها اصبحت تكرهه فعلا هل عذبها وجعل منها انسانة تستمد القسوة الى قلبها حتى تفقد الحب
ان كان ذلك صحيحا فقد ينتهي امره وهو يردها حتى تمتزج في خلاياه وتروي دماءه الحارة العطشانة

قالت بعد ان تغلبت بصعوبة عن ارتباكها في نشر الغسيل وقد حملت السلة على جانبها الايسر من خصرها:
- هلا افسحت لي الطريق عثمان

لاحظ الحمرة التي غزت خدودها واستمتع بذلك لابد من ان عيونه التي اشبعت من النظر الى قوامها قد سلبتها ارادة التحكم في النفس فلابد من انها الهبتها
واراد ان يعذبها فاستدار بالكرسي النقال ليفسح لها المجال لتمر
كم يعذبه دلالها ومشيتها تلك التي لايدري من اين لها بها مستقيمة ومترفعة لاقصى حد رغم رقتها التي تصرخ من كامل مسامها مهما ادعت

تبعها الى المطبخ
بهدوء وهي تشعر بوجوده
فقال:
- ثريا اشعر انك تتهربين مني الى متى؟

نظرت اليه وقد فهمت من كلامه انه لربما يريدها قريبة منه :
- انا لا افهم؟

قال بنصف ابتسامة غامضة:
- اين ملابس الصغير اقسم ان لم تنزليها ليكون مصيرك شيء لن تنسيه

وكانت عيونهما تشيد القصور وتهدمها بين رموش حمراء وسوداء كانت الحروب تالم وتذبح
والاحلام تروى وتذبل لكن الى متى
وانصرف تاركا ايها في دوامة عتماء
تنهدت بصوت عال حتى كادت تطفئ النار على الموقد الفارغ

بعد الغذاء
الذي تشاركاه بصمت لم يكسره غير صوت التلفاز في الصالة
نهضت توضب المائدة والتقت عيناهما بدون ان تقصد فغار قلبها الى اعمق حد
انصرفت الى المطبخ وبعد ان انتهت من غسل الاطباق
سمعته في وسط المنزل يتحرك بالكرسي الى ان دخل الى غرفته
علمت انها لن تنجو ان لم تنزل له ملابس الطفل جففت يديها بمنديل ازرق فاتح
وصعدت الى فوق على مهل منها فخوفها الان اصبح على جهات عديدة منها ابنها والاخرى تكونت من الذي تعشقه اكثر من نفسها هي
انه عثمان

قامت بجمع الملابس في الكيس الكبير ونزلت الدرج بدون حماس فهي تشعر كما لو انها سخيفة جدا بهذه الاشياء
اولا حملها لايزال في بدايته
ثانيا في مرحلة خطيرة
وثالثا تخاف من نظرة السخرية الجارحة في عيني الذي زرع هته البدرة الدافئة في احشاءها

طرقت الباب بادب وسمعت صوته من الداخل يأذن دخولها
قالت تقترب من السرير الذي يجلس ممددا في الجهة الاخرى عليه
بينما هي سكبت محتوى الكيس الكبير قربه
وقفت تنتظر كلمة منه

هو يشعر ان قلبه ينبض بشدة كم هي حنونة
لم يكن هذا من الانطباعات التي اخدها عنها لكنه يراها مفرطة في الحنان على ذلك المسكين
ويشعر انه مجحف حقا في حقها فكم مرة اغدقت عليه من حنانها وهو كان انانيا حقا ياخذ ما تهديه اياه وينبذها بقسوة حتى يرى الالام في عيونها الرمادية
نظر اليها مطولا وهي مطرقة براسها وقال :
- اجلسي قربي واخبريني بالتفصيل عن كل قطعة اشتريتها لاي شيء هي مصنوعة ولاي شيء تصلح ولما بالضبط الالوان كل شيء فاتني اريد معرفته

ادفئتها نبرة اللطف في صوته الخشن الرجولي
واختطف من ملامحها شبح ابتسامة
التي اخفتها في الجانب الاخر من وجهها
وبدأت تخبره بكل شيء عن كل قطعة حتى سبح هو في حركات يدها التي اصبحت عفوية بحماس ووضع ذراعه تحت راسه ينظر اليها ويومئ ويتكلم برقة من ثمالته من مضهرها وجمالها الساحر
حتى انه لم يعهد انها تخجل لم يكن يعطيه الوقت الفرصة في التمعين في مضهرها في مثل هته الاوقات الرائعة لايدري كيف منع نفسه طيلة هته الفترة من هذا المشهد الذي ادفئ قلبه وعبث به على نار ومهل




********************



في مزرعة السي محمد




بعد ان دخلت الى البيت استقبلتها رشيدة التي على ما يبدو خجلة هي بدل ان تخجل فاطمة عن الكلام الجارح الذي رمت به المرأة
وضايفوها احسن ضيافة حتى ان هند هي من احضرت لها طبقا شهيا من اصناف شتى من الحلويات من صنع يديها
لكن لا شيء من هذا استطاع ان يمحي نبرة التسلط من فم فاطمة ولاايضا عبارات تتقصد فيها ان تشعر هند وامها بانهم فقط وجدوا ضربة حظ لاتعوض وان ابنها كذا وابنها كذا

لم تكن هند مستاءة يوما كما هي اليوم
بعد صعودها الى غرفتها بحجة ان تحضر نفسها وجدت انها كرهت حماتها تلك الى اقصى الدرجات
ضربة كل المخدات على السرير وجلست محبطة ومثبطة العزيمة
ما عساها تفعل
كم من العلاقات وجدت فيها الحماوات شريرات الى هته الدرجة
كم من امراة تقبلت الوضع وهي الان تعيش معها بسعادة
لكن هي تعلم جيدا ان الخبر قد وصل الى حماتها وانها الان لربما تستنكر ان يتزوج ابنها منها لانها ليست ابنة سي محمد الفعلية
هل تخشى هته المراة الا ترث هند شيء
او هل تريد ان تمتلك زوجة تملك المال لابنها الغني
ابنها انه حبها انه العشق الموجع لوجدانها
انه المتاصل بابر وخيوط في قلبها
فان حاول ان يمسه احد او ان يجذبه لها احد من قلبها فهي تشعر بالالم
ليتهم يتفهمونها ويتفهمونه تريده وهو يريدها
ومهما عاشت لن تهوى غيره

سمعت طرقا خفيفا على الباب
واذنت بالدخول ليطل عليها ابن عمتها ايوب
ترك الباب مفتوحا وتقدم يتخطى المخدات عن الارض ليقف ويسال:
- ماذا الان ؟؟؟لما العصبية يا هند ما الذي جرى؟؟ ظننت انك حضرت نفسك لكي نذهب فلن يكفيكم الوقت للتحضير يا هند

قالت تقف مقتربة من الخزانة لتجذب منها ملابس تتكون من تنورة طويلة في البرتقالي وقميص حريري في الابيض

قالت وهو ينظر الى حجابها المبعثر فوق راسها المغطى:
- انظر ايوب انا انسانة يحق لي ان احب واحب وانت متحرر كفاية لتشاركني حديثي

اومئ يجاريها:
- اذن اخي اخبرني بنصيحة واحدة ما الذي علي فعله لكي انسي حماتي انني لست ابنة ابي وامي اني اشعر انها اتت لمساعدتنا بدون ان تحب ذلك

قال ايوب ينظر اليها وهي تجذب اشياءها ادوات التجميل من المجر:
- افهمك لكن ان انت تحبينه فعلا فصارحيه بما يحصل لربما قد لايعجبه ان تتكلمي بتلك الطريقة عن امه لكن يمكنك ايضا ان تتجاهليها وان تعيشي مع من تحبين اقصد زوجك بسلام

قالت بعبوس وحزن:
- كلا الامرين مؤلمان الاول سيجرح عبد الصمد لانه يعشق امه والثاني لانني ساشعر بالضيق رغم عيشي معه

قال بصوت من نفذ صبره :
- وما الذي تنوين فعله؟

نظرت اليه تائهة:
- لاشيء اضن انني لن اقوم بشيء بل الشيء وحده من يقوم تلقئيا بنفسه ...على اي حال ساتناسى نظراتها القاسية العاتبة وساعيش هذا سيكون حلا وسطا لكن مع العصبية التي تتملكني لست ادري ان كنت قادرة على لجم لساني وقد انتهي بالعودة الى بيت اهلي

اقترب ايوب من الباب ليخرج ويقفله قائلا:
- اظن الصبر سيفيدك ليست لدي خبرة في هته الامور والاجدر ان تسالي امك
بعد ان خرج ارتدت الوانها الزاهية وغيرت الحجاب البرتقالي بحجاب متعدد الالوان الزاهية حريري خفيف انعش وجهها الابيض وعيونها الخضراء
وسمعت طرقا على الباب فقالت:
- آتية

فتح الباب لتظهر منه فاطمة فصدمت هند وبقيت في مكانها صامدة تحاول الا تنهار من الرعب الذي انتابها من قساوة النظرة الغريبة الشبيهة بشراسة ابنائها عند الحاجة:
- لاعليك هذه انا ...
اقتربت منها ببطئ ووضعت يديها على كتفيها تكمل:
- انظري يا بنيتي... انت جميلة ..ورائعة... وايضا شابة ومثقفة... وذات تربية ماشاء الله عالية

اومئت هند وقد انسحب الدم خوفا بدلا منها
وترك اللون الابيض على وجهها مرعبا
وشفاهها ابيضت واختلجت ضربات قلبها منتظرة الباقي فاكملت فاطمة بلؤم:

- وايضا انا اعرف ان ابني الاهبل كما اقول ...يعشقك ويريدك لست ادري فمنذ البداية كنت اشعر بعدم التوافق بينكما رغم ما قد تكنانه لبعضكما ...اريد ان اعرف كيف اطحت به لانني لااشعر برغبة في خوض حرب معك عزيزتي؟؟

قالت هند بهدوء لم تعهده في نفسها :
- احبني واحببته بالنظرات ولاشيء اكثر

قالت فاطمة تطلق تنهيدة قوية نفخت صدرها اثر ذلك:
المهم عندي ان تكوني فتاة طيبة ومطواعة الحياة الزوجية ليست سهلة فيتطلب منك الاستيقاض باكرا صغيرتي وانا اخاف على عيونك الجميلة من التعب

قالت هند بتحد:
- ساستيقظ متى تامرين

قالت فاطمة :
- ستكون الاشغال مقسمة بينك وبين زوجات صهريك لن يكون هناك دلال زائد ولا كلام عادي مع ابن عمتك الذي ليس كذلك فهو عاد غريبا الان...اريد ان اكون يا بنيتي صريحة معك منذ هته اللحظة لتعلمي انك ستدخلين القصر من بابه ولكن قد يشعرك المكوث فيه بالضيق

قالت هند وقلبها يتمزق من الادلال لكنها تدري ان المرأة لها الحق بعد الخداع في ما تفعله
وان هند من اجل زوجها قد تحفر الارض ان اراد:
- امي ساكون عند حسن ظنك
فانا اعي جيدا ان الزواج مجموعة التزامات وانا سالتزم بها

صرت فاطمة ظنا منها ان الكلام الجارح لهته الفتاة سيمنعها من الزواج لكنها تبدو متاكدة من نفسها
فان جئنا لتحليل ما يجول في نفس فاطمة من احاسيس
تكون الشعور بالخيانة وانها امسكت في مصيدة
وان الصياد صديقتها كانت ذكية بان نشبت في ابنها انيابها
هي من تحب؟؟تحب ابنائها
تسعى لارضاءهم وايضا لكي يكونوا دائما دوي اسماء مرفوعة فوق
لكن ان تعلم ان لهته الفتاة فرعا وسخا من والد وسخ فهي تشعر بالذل والمهانة
وان تكون رشيدة ذكية بحيث توقعها في مثل هته الكارثة فهي غير قادرة على مسامحتها وايضا تفكر في ابنها ان تلعب عليه هته الصغيرة التي تبدو ان البرائة مخزن في عيونها لامر غير سار بالمرة

قالت :
- لأعلمك ابنتي... انت ستكونين بمتابة ابنة لي فستكونين الغطاء والستر لولدي ..لكن عليك ان تعلمي انك محظــــــــوظة لانك امتلكته ..فهو لايقدر بثمن ولابمال الدنيا كلها...ان حصل وانتشر خبر اصلك غاليتي فالافضل ان تبتعدي عنه لاجل صمعته فالرجل لايملك سوى صمعته وشرفه واتمنى ان يكون كلامي قد وصلك


ظنت هند انها في دوامة الكلام الشديد السوء الذي جرحها سمعت شخصا وراء الباب يسمع لكن لابد انها تهدي
فقالت بصوت مجروح من الالم الذي قاومت لتخفيه:
- حسنا امي ...سافعل كما تامرين وأصلي ذاك ...لن يعلم به احد وانا احب عبد الصمد واخاف على صمعته من المس اكثر من خوفي على نفسي فكوني حضرتك مطمئنة

ابتسمت فاطمة وضمت هند الى صدرها وهي تمعن النظر في لباسها ورشاقتها :
- ما شاء الله اراهن على ان ابني سحر بفتنتك فلست سهلة ههههه

ابتسمت هند غصبا عنها لاتدري كيف تشعر حيال هته المراة فهي تارة تشعر بالكره وتارة تحبها فقد ضمتها وكانها ابنة لها
تخاف كثيرا والخوف الان بات اعمق مما مضى


بعد ان نزلت كل من هند وفاطمة
توجهتا الى الخارج حيث السيارة تنتظرهما وكان ايوب مشغول البال بينما امها تنظر الى ابنتها وحماتها الغريبة الاطوار
وشعرت بالارتياح لان نظرت المراة كانت مرتاحة بعض الشيء




*******************




بمنزل العمة بطنجة


كان عثمان لايزال في نفس وضعيته مستلقيا مستندا على يدها فوق المخدة التي تقبع وراء ظهره وكانت نظرته على سترة قمة في الصغر كانت تحت عيونه
فرشها وقام بتمرير يده عليها
ولم تكن ثريا بعيدة فقد كانت تجلس في مكانها قربه تنظر اليه وقد اسندت وجهها على ذراعيها وتنظر الى حذاء يربط باشرطة صغيرة في اللون الازرق القاتم والابتسامة تحتل وجهها بما ان عثمان لم يكدرها بعد

نظر عثمان بفضول الى قدميها وساقيها ومن ثم حطت نظرته على بطنها حيث يسكن عصفور صغير يتمنى ان يجلسه على ركبه ليلاعبه منذ الان
مد يده الى بطنها وشعر باجفالها فقد كانت مسافرة في افكارها وعيونها ابتعدت عن الحذاء الصغير لتستقر على وجهه لم يكن ينظر اليها بل الى بطنها فقط وسال بفضول:

- متى ستكبر ؟

قالت وهو يحرك فيها مشاعر الشوق الى اخد يده وزرعها في شعرها وبين شفتيها:
- عثمان انت استاذ الا تعلم ان البطن لاينتفخ الان بل يحتاج بعض الوقت

قال باسما ونظرته تحرقها :
- ومن اخبرك انني لم اكن اعلم فقط اردت لمسه وسؤاله وليس سؤالك انت ...ولم اعن البطن بل الطفل

شعرت بالعصبية من اصابعه التي تدور وتدور كما لو انها تنومها مغناطسيا:
- انت فظ يا عثمان.. اترك بطني من فضلك

ابعد يده وشعرت بالبرد بدل السخونة يسري في اوصالها
وسمعته يقول وهو يمسك بالقطعة الصغيرة:
- سيكون بهذا الحجم اعرف ستسالين انا استاذ ولا اعلم
ساقول لك انني درست عن ذلك ولكني فقط لم ارى صغيرا من قبل تبدو ملابس للدمى سبحان الله

ابتسمت لكلامه وهمت تنهض وتقول:
- حسنا ساحضر ملابسك فلابد من انها جفة في هته الحرارة

على الكلمة الاخيرة كان يلاحظ وجودها طيلة الوقت ويشعر بشيء خلاب يروي عطش روحه وليس عطشه الجسدي فهذا لايدري لما يتوهج مع بزوغها امامه غير ان روحه سعيدة ومنشرحة ويشعر بالكسل حتى انه يود ان تبقى اكثر وان تتحدث معه فهي زوجته ولم يحصل ان تحدثا مثل البشر
بعد ان عادت قامت بفتح طاولة اصلاح الملابس امامه في طرف الغرفة وركبت آلة الكي لتقوم بكي ملابسه برقة وعناية

هته اللحظات عززت الثقة في روحه ازدادت الثقة بانها له وحده اكثر من وساوس الشيطان التي اتعبت نفسه
يراها الآن صافية كلون الحليب الطازج

بعد ان انتهت وقامت بطي الكل بالترتيب وضعتها في رف الخزانة واقفلته واستدارت اليه محمرة الخدين من حرارة الآلة
لكن منظرا رقيقا صادفها
يا الله انه نائم والذي زاد من حبها له تشبته بالقطعة الصغيرة على صدره
اقتربت منه وحملت الملابس الصغير بدون صوت الى الخزانة وخبأت الحذاء الازرق في جيبها في التنورة بينما تركت له السترة الصغيرة على صدره ولم تمسسها
قالت في نفسها والابتسامة توشك ان تصبح بكاء
حرام لايجب ان امنعه من الاستمتاع بابوته حتى من قطعة ثياب
عاد شيء من الاندفاع الغريب يشد عروقها المتوجعة اليه
وشعرت ان قلبها وهي تدنوا منه يتبعثر كليا حتى ظنت انها غيمة ستتبدد قبل ان تصل الى ما تريده
وبابتسامة خجولة وضعت قبلة صغيرة بريئة على فمه فبدى لها وكانه ولد صغير منعت اصابعها من ان تمر على خطوط خده وانسحبت على رؤوس اصابعها والصندال في يدها تغلق الباب بخفوت

نطق في نفسه
مجنونة او ستفنيني بجنونها
فلم يرد ان يبعد الدفئ الذي لفح فمه من برهة
بل لم يستطع الا ان يفرح لانتصاره المجيد فهاهو الخنوع الذي جعله يهواها واكثر رائحتها التي باتت الطاقة التي تعمل بها اوردته كل يوم
اطلق تنهيدة عظيمة وانصرف هته المرة في نوم عميق





************************




في مطار محمد الخامس
بالدار البيضاء



بعد ان تحقق عصام من التذاكر
شعر بالراحة لانه الان يستطيع ان ياخذها معه
على اي حال كان الوداع بينها وبين عائلتها طويلا
فشقيقاتها كن تبكين بين الفرح لانها ستذهب الى بلاد لم يسبق لها ان زارتها ويمازحنها بخصوص الشاب الوسيم
ومن ثم يبكين لانها ستذهب وسيفتقدنها
كان يصعب على ابيها الذي بقي في انتظارها مع عصام في ردهة الفندق ان يفعل شيء
فحب اهلها لها كان كبيرا لايوصف
هي شمسهم الغالية وضوءها الساطع لطالما كانت مصدر الهامهم فهي الهام واحدة تلك التي يمتلكونها بالدماء

بعد ان انتهت فوضى الاصوات الباكية ودفا الاحضان بين الام والاخوة والاخ الذي تشبت باطرافها علها تحمله
لكنها اقتصرت على النزول اليه وضمه لمدة صعب عليها فيها ان تزيله عنها الا بمساعدة اختها
وقد بدا يبكي ويندد بانه يريد الذهاب معها ويصرخ بحدة
كانت تتقطع فقلبها رغم العملية الا انه لايجب ان تتعرض لاية صدمات عاطفية فيقول الاطباء ان ذلك قد يسبب لها تشنجات كثير
لدا قبلت راس امها وخرجت تستجمع قوتها وتمسح دمعاتها

وعند نزولها الى الردهة اخفضت راسها وفضلت البقاء قرب ابيها في السيارة حيث تحدث اليها وتحدتث اليه واخبرته بخفوت عن بكاء اخوتها وكادت تبكي لولا ان والدها هدأها بصوت اختفى عن آذان الذي يجلسون في المقاعد الاولى للسيارة الاجرة
وكان صوته ابويا وعطوفا جدا


اما الان وهم يركبون الطائرة
تجلس في جهة النافذة ووالدها قربها وعصام من الجهة الاخرى لم يتبادلا الحديث كثيرا
فهي تخجل ومن ثم امام ابيها كان الامر محالا فهي تحترمه ولاتريد ان يظن انها تستغل الوضع لعقد الصداقات
اصلا ما ان تحط برحلة افكارها في عصام الجالس بمعطفه الجلدي الراقي ومظهره الانيق
تجد انها في صدد دخول مغامرة فكيف هي عائلة هذا الرجل لا هو يشبه المغاربة في تفصيلة الجسد ولافي تفصيلة العيون الناعسة والملامح السمراء القوية
يبدو اسبانيا حقا فكيف هي عائلته تلك انه يتحدث عنهم بخفة وسرور لكن هي لاتعرفهم وتخاف من ردة فعلهم


كانت الهام بالنسبة لعصام امله الوحيد
يمكن ان يقول انه منحها قلب اخته لكنه ينتظر ان تكون متفاهمة مع عائلته يمكن ان تظن الهام انه يريد ان يحررها من الاحساس انها مدينة له
لكن شعوره نحوها ليس كذلك ابدا
يريد ان يسعد عائلته فحسب




*******************



بعد ان حطت الطائرة

ارتاحت الهام كثيرا لانها شعرت انها سيغمى عليها من الخوف فقط من طلوع الطائرة كما لو ان احشائها تريد الخروج الى فمها
وفي النزول تشعر كما لو انها ستنتهي بالدخول الى اعماق الارض في اية ثانية

اثناء الرحلة كان كل شيء طبيعيا
لم تشارك اباها وصاحب الراس دي الشعر الاسود الحديث
فقد اكتفت برؤية
المنظر الخلاب للسماء وقرصت نفسها بدون ان يراها احد اذا كانت في احدى احلامها المجنونة لكن الواقعية جعلتها تدمع وتسبح لله لانه خلق كونا مبهرا كهذا والبشر في الارض يطغون فماذا لو اعطاهم الله جوانح ماذا كان سيتبقى في هته السماء الرائعة
استغفرت الله كثيرا واخدت من تلك المجلات وجدت انها لم تقرأ في حياتها نوعا من المجلات كتلك وجدت البعض منها مفيدا والبعض الاخر تافه
ولم تكن تلاحظ ان عصام كان يلاحظ تحركاتها كما الطيليسكوب

عند خروجهم من المطار قال عصام ينظر الى جو اسبانيا المشمس او بالاخص مادريد:
- ما رايكما كيف تبدو لكم المدينة؟

قالت الهام بابتسامة مشعة:
- من هنا وكل شيء رائع ان الشيء الذي الحظه النضافة

قال عصام ينظر الى الباركينك امامه:
- انها العاصمة ...اه هاهي اختي الشقية ..تعاليا ساحمل انا الحقائب

كانت هناك حقيبة لعصام والاخرى لالهام فانحنيا معا على حقيبتها :
- اسفة لاعليك ساحملها انا

نظر اليها بدون الافصاح عن مكنون خاطره:
- لاباس لاعليك استطيع ان احمل اكثر منها فالسيارة قريبة

احمرت خجلا وتركته يحملها واقتربت من والدها الذي سبقها الى الفتاة التي ترتدي جينزا وقميصا بحمالات في الابيض خطت عليه كتابة سوداء
قالت نسرين تمد يدها الى والد الهام الذي اخفض عيونه دون ان يسلم:
- السلام عليكم سيدي كيف حالك؟

قال الرجل الذي ملأه الحياء:
- بخير ابنتي

قالت تقترب من الهام وتنظر اليها والدموع في عيونها وتقدمت تضمها بطريقة تنم عن ان الفتاة ذات نية صافية
لاتكبر ولا افكار سوداء ولا اي شك في هته الفتاة:
- انت الهام؟؟ كم انا سعيدة لانك قمت سالمة كم سعادتي لاتوصف بقدومك الينا ياه انا فرحة

قالت الهام التي نظرت الى عصام الذي وضع الحقائب وراء السيارة :
- اشكرك نسرين اليس كذلك؟؟؟ حكى لي السيد عصام عنك الكثير

قالت تضحك وقفزت الى اخيها الذي اقترب منهم وضمته وهو ايضا بحرارة:
- انه اعظم اخ كم احبك عصام لقد اشتقت لك

قال عصام :
- هيا انا متعب خدي انت القيادة

تقدم يفتح الباب ويقول:
- تفضل سيدي بالصعود

ذخل ابوا الهام وكذلك الهام التي جاهدت لاخفاء حمرتها من الخجل لكنها لم تستطع
شعرت انها تسرعت في الحكم عن اخته هته الفتاة طيبة الى درجة قد يخاف عليها الانسان كما يخاف على طفل في ثلاث سنوات من عمره فهي تبدو بلهاء اذا صح القول لكن بقلب ابيض كالثلج

قالت بفرح ومرح:
- اخي كيف كانت رحلتك الى هناك ؟

قال بصوت هادء:
- جيدة الحمد لله

قالت تساله مرة اخرى ولكن بتردد:
- واختي هل ...؟

قال عصام وعيونه على المارة:
- رحمها الله يا نسرين قولي رحمها الله ...واجل لقد دفنت

شعرت نسرين بالاحباط والاسى لانه وبخها على كلمة نسيتها
في الخلف شعرت الهام بانه ولابد يعاني فاذا كان ملتزما بدينه فلما لايجبر اخته على دخول دار للقرآن؟؟
فلربما موجود منها هنا في مدريد لما لايحجبها تسائلت؟؟

قال والد الهام:
- يا بني هذه البلاد كبيرة وغريبة

قال عصام بابتسامة:
- انت محق كبيرة وغريبة لكننا الفناها وهي تضمنا اليها بدفئ رغم اشواكها الضارة

حرك الاب راسه فقد فهم ما يعنيه الولد
والاب في الحين داته شعر بشيء من الخوف كيف له ان يترك ابنته هنا مع اناس غرباء
لكن التعقل بدل العاطفة سبق فلايبدوا رغم ان اخت عصام متهورة الا انها طيبة هذا شعر به من نبرات كلامها وتعلقها المفرط باخيها
وايضا يشعر ان عصام انسان نبيل ومثقف ومتدين وهذا تاكد منه بدخوله للمسجد معه ونعم الشاب الصالح

تحرك عصام ينظر الى اخته الجميلة التي تملك من جماله المثل
ملامح بهية وشعر اسود عقص كعكة لابد انها كانت تسرع لكي تكون هنا في استقباله بقلب فرح
كانت ملامحها متالمة من كلامه
وهو الان يانبها انه لايفعل ذلك عمدا يحاول ان يعلمها لكنها بسبب زوجها ذاك تجرف لعالم التلبد في الدين
لكنها اخته يحبها بشكل كبير كالاخرى رحمها الله
لم يستطع ان ياخد يدها ويقبلها لدى قام بقرص وجنتها وهو يقول:
- هل كنت عاقلة في غيابي ؟؟

ضحكت بشيء من الطفولية ودموعها بقيت عالقة فوق رموشهما وهي تعلم انه يصالحها بكلامه:
- اجل كنت عاقلة وطبخت وكنست وغسلت ياه لقد تعبت فعلا وزيادة على ذلك كنت ابحث كثيرا عن مدرسة تقبلني العام المقبل فمعدلي كان منخفضا يا للكارثة
...قالتها بخجل

ابتسم وهو يقول:
- ستعوضين ان شاء الله فقط لا تتهاوني

ابتسمت الهام لا اراديا فلهذا الرجل مسؤوليات كبيرة ويحاول ان يوفق بينها وبين اعطاء الحنان لعائلته الخاصة

بعد لحظات قالت نسرين بسعادة تبدوعلى محياها كاشراقة شمس:
- لقد وصلنا انه ميغيل....اشرت على الممشى...ذاك هو زوجي

بعد خروجهم وتوجههم الى المبنى قفزت بسعادة الى ان وصلت الى ميغيل لكن ولان اخاها يفرض عليها تعليمات صارمة فهي لاتستطيع سوى ان تسلم على زوجها باليد بدون ان تقبله حتى على وجنته

قالت نسرين تقدمه:
- هذا زوجي ميغيل ..ميغيل ...هذه الهام التي تعرف عنها من العملية وهذا السيد المحترم والدها

قال ميغيل بشيء من العربية:
- اهلا بكما

ميغيل تعلم اللغة من زوجته وصهره ولايجد صعوبة في فهمها لكن المشكلة في التحدث بها
قال عصام :
- نسرين ارجوك اصعدي والانسة الى فوق واجعليها تتعرف الى امي بينما اصعد انا الحقائب

قالت نسرين بابتسامة خفيفة:
- حسنا اخي هلا رافقتني الهام

ابتسمت الهام رغم شعورها بالخوف او التردد لرؤية تلك المراة
التي هي امه لما يشغل تفكيرها كيفية ملاقاتها او كيف ستقومها وتنظر اليها
للحظة وجدت نفسها امام الشقة التي بدات تفتحها نسرين وازالت حذاءها كما فعلت الهام ذلك ايضا وقالت نسرين :
- تفضلي الى الصالة وانا سانادي امي

حركت الهام راسها بالايجاب من دون ان تزيل الابتسامة على وجهها
واقتربت من الكنبة لكنها اجفلت فقد ضنت ان احدهم هنا ايضا لكنه فقط خيالها في المرآة وشاهدت انها لاباس بها فهي ليست بجميـلة ولا بسيءة ولكنها مليحة كما نقول بحيث تجذب الى النظر اليها وقد تصل الى سحر الشخص الذي قد يمضي معها فترة من الوقت

جلست تنتظر في الصالة وبعدها رات نسرين فنهضت وهي تراها تمسك باكتاف امها بلطف وتقول:
- امي هذه هي الهام ...انها الفتاة التي تحمل قلب اختي قلب ابنتك الحبيبة

قالت الهام وهي تقترب منها :
- سعدت بلقائك سيدتي اتمنى الا اشكل ثقلا عليكم وعلى ضيافتكم الكريمة

قالت والدة عصام مريم :
- اهلا وسهلا.... تعالي الى حضني..يــــــــا عزيزتي

نظرت الهام الى نسرين المبتسمة واعادت نظرتها الى مريم واقتربت منها وهي مبتسمة وحضت في تلك اللحظة بدفئ ام مسلوب قدرتها على البقاء من غير طيف او صورة لابنتها سمعت تنهيداتها وحاولت تهدئتها وقادتها الى الاريكة وهي تقول:
- انت بخير سيدتي؟؟

قالت مريم وهي تنظر اليها ومن ثم تشيح بنظرها :
- اسفة عزيزتي لم اقصد ان اخيفك لكني ام وفقدت ابنتي ولست ادري كيف يمكن ان اشرح لك

اقتربت نسرين من امها تقول:
- امي لا تشرحي شيء فكلنا هنا نحبك والهام تحتاج الى الراحة فالعملية كانت دقيقة ....الهام لقد حضرت لك غرفة مريحة ستمكثين فيها طيلة فترة راحتك وانا ساتكلف باسعادك

ضحكت الهام على تعابير نسرين وشهدت مراقبة مريم لها وكانها تريد ان تستخلص منها ابنتها لعلها تعود

سمعت النسوة صعود الرجال الى الشقة وهرجهم وكلامهم
قام بالتوجه الى الصالة ميغيل الذي اتخد مكانه قريبا من زوجته وكانه اشتاق وقد غابت لدهر عنه
وقدمت نسرين اب الهام لامها بمرح

قالت نسرين:
- ساذهب لتحضير شيء لنأكله فلابد من انكم جائعون

قال ميغيل :
- اجل كثيرا

ضربته بمخدة وغمزها فقالت:
- سخيف انظري اقوم اليوم كله بتعليفه يشبه الثور هههههه

هربت وتركته لايستطيع ان يعيد ضربها امام الضيوف
يدري ان هي ابتسمت او ضحكت فتبدو كالطفلة اما هو فالامر مختلف وانطلق في الاحاديث رغم صعوبة اللغة الا انهم اتطاعوا التواصل

انصرفت نسرين ولكن بدل ان تدخل الى المطبخ ذهبت الى اخيها الذي ادخل حقيبته الى غرفته ومن ثم ادخل الحقيبة الاخرى الى غرفة الهام فقالت:
- اخي هلا ذهبت لتحضير القهوة وانا سارتب لالهام حاجياتها...

قال عصام متنهدا :
- حسنا لكن اسرعي نكاد نموت جوعا

قالت وهي تبتسم:
- الهام جميلة اخي اجل انا لم ارى منها الا وجهها لكن فيها شيء يدفعني لقولي هذا

ابتسم وقد فهم ما ترمي اليه اخته:
- اتمنى ان تصبحي مثلها حتى لا يُرَى منك شيء لكن راسك ذاك مفسود بالدلال هيا اسرعي

بعد خروجه شعرت نسرين بان اخاها يتكلم بالحق
هي لابد مفسودة بالدلال لذلك لاتستطيع ان تستمع جيدا لاقواله وان تفهم المغزى منها وانه يريد لها الخير قبل اي شيء




*******************



في المزرعة بمكتب عبد الصمد



بدى في قمة العصبية والعاصفة من عيونه تنذر بشر قوي
نظر اليها امامه فقد نادا في طلبها وهي الان تبدوا وكانها قمة في البراءة

قال وكانه يزمجر ويضرب السوط على يده مضهرا شدة غضبه:
- الن تعترفي يا انسة جولييت بما فعلته ؟؟

قالت ببرود الدنيا :
- لا افهم عما تتحدث يا ابد
انا انسانة نبيلة فوق كل شيء
وان علم السيد الذي ارسلني واحصنتي الثمينة عما تفعله الان وعن الكارثة التي كادت تلم باحصنتي فاضن انه سيفعل ما لا تحمد عقباه


قال بشزر:
- انظري الي جيدا انت ان كنت وسخة ويلطخك الوحل من كل جانب فالفتاة التي هي زوجتي اشرف منك بمئات المرات ظننت نفسك ذكية ان تتصلي وتمحي اثر ما فعلته كاف بان يفرقنا وان يجمعني بك ..هه...اظنك مجنونة فلو حتى افترقت عنها لن تكوني ولا احد غيرك في حياتي والان ...
اقترب منها وجرها من كتفها بعنف متوحش لم تستطع ان تقاومه من شدته ودفعها من امام المكتب:
- اذهبي ولاتعودي الى هنا....ناد بصوت عال وقوي ومن حرارة عيونه الغاضبة يدل على انه قادر على خنقها .....مصطفى...مصطفى..تعال خد السيدة رافقها واعطها احصنتها واذهب لكي تقوم باخذ ملابسها الوسخة من القصر واحرص على ان ترافقها كظلها لاتدعها شبرا وان اضطررت فاستعمل معها العنف ليس مهما افعل ما تشــــــاء

فهم مصطفى كلام سيده وكان الهدف امامه عليه ان ينفذ وحسب وهو غني عن اي اغراء
وهكذا رمى عبد الصمد السوط من يده وضرب الكرسي الى ان انقلب قرب مكتبه عاد الى كرسيه وهو يفكر
لابد من ان هذا الحب سيقتله ويخاف ان يحدث هذا في احد الايام



يتبع................


 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
قديم 21-12-09, 11:49 PM   المشاركة رقم: 337
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Congrats

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

بارت رووعه و فيه احداث جديده

الهام وصلت بالسلامه الى اسبانيا و استقبلتها العائله بالترحاب و اتوقع تغيير شامل سواء عند نسرين او عند الام و ان شاء الله تحصل معجزات
و طبعا وقوع عصام فى حب الهام امر حتمى

فاطمه بطله البارت بلا منازع و شكلها كان رايح يفشكل الجوازه بس الحمد لله هند طلعت عاقله
هى فاطمه فى الحقيقه خايفه على اولادها و بتشعر انها كده بتحميهم و عندها حق و لكنها لا تعى ان هند لا ذنب لها فى ما حصل و اكيد هتكون نعم الزوجه لعبد الصمد
و لكن من كان يستمع على الباب ؟ معقول صفيه ؟ قد يكون هناك من يسرب الخبر من داخل المنزل و تقع الكارثه و ساعتها ممكن هند تسمع تحذير فاطمه و تترك عبد الصمد و اتوقع تروح تعيش عند جميله

ثريا و عثمان امممممم الاحوال على ما يرام

جولييت و اخيرا هتخرج من القصر و المزرعه برافو عبد الصمد يا بطل

شكراااااا جزيلااااااا جوجو على تعبك و مجهودك ان شاء الله دائما مبدعه
دمتى بود

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 22-12-09, 01:41 AM   المشاركة رقم: 338
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26216
المشاركات: 965
الجنس أنثى
معدل التقييم: بوسي عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بوسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

تسلم الأيادي يا قمر

كل بارت اجمل من الي قبله
روعه اسلوبك الشيق وأبطالك المميزين

لكل منهم حدوته مختلفه
وبتغوصي بعمق في مشاعر أبطالك
فتنتينا بسحر قلمك
موفقه بأذن الله
تحياتي

 
 

 

عرض البوم صور بوسي   رد مع اقتباس
قديم 22-12-09, 09:14 AM   المشاركة رقم: 339
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 104717
المشاركات: 25
الجنس أنثى
معدل التقييم: عيوني تذبح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عيوني تذبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

يعطيك العافية حبيبتي ،، صراحة مجهود رائع

شدتني الرواية كثير ،، لا تطولي علينا

 
 

 

عرض البوم صور عيوني تذبح   رد مع اقتباس
قديم 22-12-09, 12:45 PM   المشاركة رقم: 340
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74713
المشاركات: 201
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام هنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم جوهرتي الغاليه كيفك حبيبتي
بارت رائع كالعاده شخوص ابتدات تظهر من جديد
الهام وعصام اتوقع قصة حب جديده ةان اخته وامه يتاثروا بتدينا واخلاقها احسن شئ ان عثمان سوا حادث عشان مايروح معها وتنقهر ثريا بصراحه شافت المر منه
ثريا وعثمان اول الغيث قطره منتظرين المزيد من المشاعر
هند عجبتني ردة فعلها جدا كل شئ لاجل عبد الصمد يهون
عبد الصمد فديتك بردت قلبي بس كان ودي يكفخ هالجوليت عمي بعينها وقحه
مشكوره حياتي مبدعه ربي يحفظك من كل شر

 
 

 

عرض البوم صور ام هنا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام, سعييييييييييييد المنصور, عثمان المنصور, عثمان المنصور الأعمق والأغرب والأرقى.. شكرا جيجي, عثمــــــــــــــان ومعشوقته ثريــــــــــــا, عبد الصمد المنصور
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:57 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية