كاتب الموضوع :
Jάωђάrά49
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الرابع والعشرون
ان شاء الله
في موعد خروج عثمان من المستشفى كانت العمة
تساعده في ركوب الكرسي النقال
وقامت بترك سيارة التاكسي بالاسفل تنتظر نزوله
حيث ساعدته في دخول المصعد
وايضا ساعدته بمساندة السائق في دخول السيارة وقام السائق بوضع الكرسي في المقعد الخلفي
ارتاح في مقعده بعد هته الثلاثة ايام التي قضاها في المستشفى شعر فعلا بمعانات المرضى
شعر بمعانات المساكين وغضب لان المستشفى ولعلمها بمركزه في المجتمع خصوه بتعامل فريد من نوعه طلبت منه العمة نفيسة ان يغير المستشفى لكنه رفض وقرر البقاء ليبقى بالقرب من اولائك الناس ويشهد على مآسيهم في مثل تلك الحالات الصعبة
قالت نفيسة وقد اتخدت مكانا لها في التاكسي :
- ماذا اخبرك الطبيب يا عثمان حول الكسر
اجابها يتفقد حاجياته التي احتفظ بها في المستشفى:
- اخبرني ان الكسر في يدي قد ازيل عنه الجبيرة بعد اسبوع اما قدمي فساقوم بنزع الجبيرة عنها بعد اسبوعين واحمد الله على فضله الحمد لله الذي منحني الحياة مرة اخرى لاعيشها باذنه وارى ابني كذلك لاتوصف سعادتي يا سيدة نفيسة
قالت تبتسم :
- محق الحمد لله وان شاء الله تشفى كليا تدري
المسكينة ثريا تسال عنك كلما راتني ادخل من الباب تلك الفتاة لاتقدر بثمن
اراد ان يقول انت محقة من جهة لكن
ماذا عن الجهة الاخرى
قالت تساله مجددا:
- هل زال الم الراس عندك ام انه يعاودك
قال يمرر اصابعه في شعره الاسود:
- لا ليس كليا ساشتري بعض الدواء الذي وصفه لي الطبيب و...ترين لقد نزعوا الضماد
قالت نفيسة :
- هلا اعطيتني الاوراق ساقوم بجلب الدواء لك عندما اتركك في البيت
ابتسم يقول:
- اشكرك يا عمة على اعتنائك هذا
لست مضطرة لاتعاب نفسك
قالت تبتسم وتربت على كتفه:
- لايابني اشعر بالمسؤولية لا استطيع تحميل ثريا كل شيء فاعلم انها تحتاج للراحة كثيرا
قال يستفسر باهتمام:
- اخبريني عن حالتها
اردفت العمة تجيبه:
- هي حاليا بخير الحمل لم يكن في وضع طبيعي كليا لانها تعاني من بعض النزيف لربما من المشاكل او تعبها النفسي
شعر عثمان بانقباض في صدره
كيف يحصل هذا هل يمكن ان يكون المسبب لشيء خطير كهذا
هل يمكن ان يكون جرحها وعذبها بتصرفاته القاسية ويكون ظالما لها
قالت العمة تنتزعه من افكاره:
- هي الان تعلق يا عثمان امالا كبيرة على الطفل لاتدري كم اشترت من الملابس وكيف تمضي وقت فراغها في التأمل فيها ...ارجوا ان تفهمني انها ابنة اغلى الناس كان على قلبي
فارجوك ان تحاول التوصل الى اتفاق لايؤلمها في زواجكما على الاقل الى حين الولادة
دون ان ينظر اليها وعيونه متبتة قربه على النافذة تنهد بصوت خافت :
- ان شاء الله
في المنزل
بقيت ثريا تحاول ان تبعثر قلقها من خلال توضيب المنزل
ومحاولة جعل نفسها مفيدة لبعض الشيئ فلا تستطيع ان تشكر عمتها بالكلام فقط
قليل في وقتنا هذا ان تجد شخصا من العائلة ليس الكل لكن من الصعب وجود شخص يقدم لك يد العون دون الاستفادة مما قد يعود عليه بالنفع
ذخلت الى غرفة عمتها ووجدت بعض الملابس في سلة الملابس للغسيل
اخدتها وابتعدت خارجة فعمتها تقوم بتوضيبها قبل ان تبدأ العمل في البيت كله
نزلت الى الاسفل ودخلت الى غرفة الغسيل ووضعت كمية من الصابون فيها وقامت بتفريق الالوان لتبدأ باللون الابيض اولا وتتركها وراءها
دخلت الى المطبخ والتهت في جذب ما تمكنت من الثلاجة لتحضير ما تعرفه رائعا في الطعام
ورغم الهاء نفسها في ماتمكنت
ما استطاعت ان تضحد طيفه من ضباب الافكار في عينيها
تجد افكارها تصل اليه فتتشوش
تحاول ان تهرب منه من مكان لاخر لكنها لاتستطيع
حسنا لما جعلها تشعر انه فقد فكرة الطلاق مع الريح واشعرها بانه يتودد اليها
تخاف ان يكون ضامرا لها على شر تخاف ان يخدعها ويجعل بعد ولادة الطفل حياتها جحيما
تخاف كثيرا ان ياخد منها لحمها ودمها ويرميها بعد ذلك
انه من عائلة المنصور وهو ذكي ليس بغبي تخاف كثيرا على ابنها منه
وهي في المطبخ اشعرها كل هذا العمل بالتعب
خرجت لتنهي الغسيل وعادت الى المطبخ بعد ان تاكدت من ترتيبها للسلطة
ووضع الاكل لينضج فوق النار وجلست في الخارج على الشرفة لتستنشق الهواء اللذي يجدد الراحة في رأتيها
وفي يدها فنجان من الشاي الاخضر الدافئ
سمعت من الداخل الباب يغلق وصوت عمتها يناديها تركت ما في يدها
ونظرت الى نفسها في زجاج نافذة الشرفة
كانت ترتدي فستانا في اللون الرمادي الغامق بخطوط رقيقة فضية وصندال خفيف جلدي
ونظرت الى تنظيم شعرها الذي سرحته بدقة وعقصته كعكة مرتبة في وسط راسها خرجت من الشرفة الى داخل البيت
ونظرت اليه
نفس الاحساس المرير العميق الذي يزعزع كيانها حبا
لابد من انه بنظراته لايشعر بشيء تجاهها
امر عادي فلقد باتت تتقبل كل شيء منه ببساطة
نظر اليها من فوق رموشه كانت تبدو له الان هزيلة ولم تعد كما كانت تزين وجهها او ....اختفت ثريا التي كان يعرفها معاندة دائما لربما الحمل ما غيرها
قطعت العمة الهدوء تقول:
- عثمان ساتركك الان وساذهب للصيدلية لن اتاخر يمكنك ثريا الاعتناء به ومساعدته في الدخول الى غرفته
قالت ثريا بهدوء:
- اجل عمتي ستذهبين للصيدلية؟؟ هلا احضرتي لي شيء معك يخص الفيتامين الاخير الذي لم اشتره بعد فصاحبة الصيدلية تقول انه لم يجهز
قالت العمة :
- هيا اسرعي بنيتي اذهبي واحضريه سانتظرك
صعدت ثريا وهي تمر بالقرب منه ولم تستطع النظر في عيونه المخترقة تلك فهي ان فعلت شيء فهي تعذبها وتحيرها
لاتعرف كيف تجذب منها الصراحة
ما الذي يظنه وهو يراها هل يفكر فيها بشكل جيد ام انه يضمر لها الشر
قالت العمة لعثمان:
- لابد من انك متعب اتريد الدخول لغرفتك الان؟؟
قال بصوت واثق:
- لا... ساقتصر على الجلوس في الصالة اذا لم يكن لديك مانع
قادته العمة الى الصالة واسندته الى ان جلس
وارتاح اكثر من الجلوس في المستشفى
لاحظ ان هناك تلفاز اشعلته نفيسة واعطته آلة التحكم وهي تنصح بشتى النصائح حتى حولت افكاره الى امه المسكينة لو تعلم بما كاد يحصل له لانهارت هذا السبب فقط ما منعه من الاتصال بها الى القصر
نزلت ثريا من فوق بخطوات خفيفة فانبتها عمتها:
- ثريا لا تقفزي هكذا ليس جيدا للبيبي في بطنك هيا ساذهب ...ارى انك قمت بالاعمال لم ارى راسا كالحجر مثلك
ضحكت ثريا بخفة وقالت :
- عمتي وطبخت ايضا عسى طبيخي يكون لذيذا هذا اليوم حضرت من الاكل الذي تحبين والذي احب والذي....يحبه عثمان
ابتسمت عمتها متوجهة الى الباب تفتحه:
- لاتشغلي بالك ساتي لاكمل التحضير عنك اذهبي للجلوس قرب زوجك
بعد ان اغلقت العمة الباب شعرت ثريا بالنفور واحساس شاق عليها
كيف لها ان تذهب وتجلس قربه
كيف لها ان تستشعر دفئه من بعيد فقط وهي حلمها وامنيتها ان تضمه بقوة قبل ان يضمحل
تنهدت واقتربت من الصالة حيث يجلس منشغلا بالتمعن باخبار في احدى الاداعات الخارجية
اقتربت منه وجلست قربه وقالت تساله:
_ كيف حالك الان عثمان هل تشعر بانك بخير؟؟
قال دون ان يوجه لها اية نظرة :
- بخير
امتدت نظرتها الى كامل ملامحه وحاجب في وجهها مرتفع
كانت تتفحص فكه الصارم وقوة ملامحه انفه ورقة شفاهه
لم يسر الدفئ في اوصالها بقدر ما سرى فيه من القشعريرة التي اخافتها
ابعدت عيونها عنه ونهضت من مكانها
فقال يجمدها في مكانها القريب"
- ما هذا المنظر الكئيب يا ثريا هل هكذا تستقبل زوجة زوجها المريض اشعرتني بان المستشفى ارحم لي من الجلوس بقربك
انصدمت من كلامه وقالت تشاهد نظرته الرائعة على كامل وجهها وجسدها باحتقار:
- انت لن تتغير سواء ارتديت الجواهر ام ارتديت ملابس مقززة اليس كذلك عثمان ؟؟ ارحم نفسك فانا لا ارضيك لنفسك بل لله لانني زوجتك وفرض علي ان اعتني بك وليس لك دخل في مظهري ...
قال بجفاء :
- اذا اردت ارضاء الله فارضيه برضاي واذهبي لتغيري من شكلك اريد ان ارى شخصا نظرا وليس كئيبا هكذا لسنا اروبيين ثريا
نظرت اليه بعمق وشعرت بانه دارة كهربائية تصعقها بدفعات متكررة
قالت باستسلام:
- حسنا لك ما تريد لكن بشرط لا يوجد بعد قرار الطلاق بيننا شيء يقال عثمان لاانوي ابدا اعطاءك مني ماتشاء كن واثقا ابني فقط مايهمني
قال بقسوة:
- لم يعد هنالك طلاق لتعلمي فقط
اللعنة على هذه التي تمنعه من الوقوف وجعلها تبتلع كلامها الجارح
نعم انه يجرحه بعمق كما لو انها تنتزع منه كل الانوار التي تريه الطريق الى الفرصة الاخيرة التي قد تنقد هذا الزواج
خرجت من الغرفة وتركته لايستطيع ان يذهب وراءها تعرف انه الان في موقف مكبل وتفعل ماتشاء
لكنه سيجد فرصة ما يجعلها تطلب منه ان يضمها ولو لمرة
سترى
صعدت الى الغرفة وهي في قمة الغضب
شخص خبيث لايستطيع المرأ ان يفهمه البتة افكاره تجعلها تشك ان كان انسانا عاديا
كبقية الناس
اخدت تفك شعرها بقوة وتضربه بالمشط بسرعة
وضعت من الماكياج بشكل خفيف
وارتدت تنورة تصل الى الركب بطيات منتفخة قليلا في اللون الابيض مع قميص بدون اكمام وبدون حمالات في اللون الاصفر وصندالها الجلدي لم تغيره فهو يريحها
نزلت واختبئت في المطبخ تساعد في تجهيز المائدة
وقالت عمتها التي عادت بعد ان وضعت الدواء في الغرفة التي سيشغرها عثمان
بان تقوم بنقل ما في المائدة الى المائدة في الصالة للغذاء مع عثمان
شعرت ان الوضع يضغط عليها بقوة
دخلت الى الصالة لتضع الاطباق وشاهدت نظرة الاعجاب الهادئة الملتهبة في عينيه
نظر اليها عثمان مندهشا من الاختلاف اللذي جعلها اجمل بكثير مما توقع فهو يراها جميلة غير ان الوضع في انه لن يستطيع ان يلمسها وهو يحتاجه
يعقم عليه الامر
انعشت كيانه وكانها وردة متفتحة بعناية ودقة تامة
ينظر الى هذه المراة التي تحمل ابنه ويحمل لها هذا الكم من المشاعر
فتنته بشدة حتى انه تخلى عن النظر الى التلفاز بل تابع حركاتها وكانه اصبح مهوسا لايستطيع وقف ذلك
نفسه تنزعه اليها فليس له الا ان يستمتع بوجودها هكذا تمشي وتجيئ وتعذبه بحلاوتها العذبة لايدري انه الحب السبب
فان استوطن قلبا يجعله ايلا للانفجار او يجعله يتدمر ويتكسر من الالم وهو يعاني من الاثنين لكنه قوي ويصبر وسيعيد المياه الى مجاريها لكن في الاول عليه ان يبدا في تصفية نفسه من جهتها وبعد ذلك
سيرى ما سيفعله
**********************
المساء
في القصر
بعد العشاء الذي لم تلمس منه الكثير صعدت عبير بعد ان تمنت للجميع ليلة طيبة
صعدت الى جناحها وهي هائمة البال في التفكير التقت في صعودها بجولييت التي قالت وهي مرتدية لعباءة مزركشة سوداء
- مساء الخير ابيغ كيف حالك صغيرتي هل تريدين ان ترافقين لنتمشى قليلا
قالت عبير تشعر بنفسها تحتاج للعزلة:
- اسفة لكني اريد ان ابقى لوحدي قليلا
قالت جولييت ولا يستطيع ان يغلب على افكارها احد:
- تعالي معي اراهن على انك لاتخرجين كثيرا البقاء في المنزل يجلب التافف تعالي ....امسكت يدها تجرها الى الاسفل....هيا
تبعتها عبير الى الخارج واتخدتا طريقا وسط الحديقة الغنية وراء القصر
قالت جولييت :
- انت تخرجت اليس كذلك؟
اجابت عبير بصراحة:
- اجل لكن لما تسالين؟
- لربما تستطيعين العمل بدل الضجر الذي تعانين منه كل يوم
قالت عبير بتفكيرها التلقائي المتمدن:
- انا لا اسعى حاليا سوى لارضاء زوجي وبقائي قربه افضل لي ...لربما انتم الاجانب تعانون من الوحدة والسبب فقط انكم تحبون ان تخرجوا وتكونوا على حريتكم لكن نحن هنا لانشعر بالحرية سوى في كنف عائلاتنا ...وازواجنا
قالت جولييت ملاحظة:
- انت سعيدة مع زوجك كيف كان لقائكما في الاول ؟
قالت عبير تبتسم:
- عاديا رغم انه كان رومنسيا غير انني لم افهم في الرومنسية الا بعد مدة
غضنت جولييت تجلس على احدى الكراسي البيضاء
- لم افهم؟
قالت عبير وهي تشعر انها ليس من الجدي اعطاء اسرارها الى هته الغريبة لكنها قالت :
- اعني اننا تزوجنا والحب اتى بعد ذلك ...لم نلتقي ابدا في اي وضع وانا وهو كنا نعرف بعضنا منذ الصغر اي منذ صغري فهو يكبرني غير ان كل هذا انمحى واختلجت حياتي بمشاعر الحب ...انا الان احبه فعلا وان لاحظتي الحب هكذا يكون طاهرا
الاسلام شيء نبيل سامي ونحمد الله عليه كثيرا فهو يجعل لكل شيء طعما مميزا
حولت جولييت نظرها الى بعيد:
- انا لست وحيدة اعني انا لست وحدي في العائلة لدي اخوين وام واب
غير ان كلا منا اتخد مصارا مختلفا والداي يعيشان في بريطانيا واخواي واحد منهما في سويسرا يعمل في شركة ضخمة للمعلوميات والاخر اختفى تقريبا لاندري عنه الا انه فضل السفر الى احدى الجزر الاستوائية ولم يعد يتصل او يسال التحرر كما قلتي له بالنسبة لنا فوائده وسيئاته لكننا نعشق الحرية على اي شيء اخر
ابتسمت عبير بالغصب فكلام هته الامراة يجلب لاوصالها البرود تنهدت ونهضت تقول:
- علي ان اذهب الى جناحي عمت مساء
قالت جولييت :
- ابيغ شكرا لكلامك معي
اجابت عبير ببساطة:
- لايوجد مايمنع ذلك الى اللقاء
صعدت عبير الى الجناح بسرعة لاتدري لكنها تشعر ان زوجها الان هناك ولربما يتسائل عن مكانها
عند دخولها وجدته يجلس على سريره وقد نزع ملابسه وضل بسروال قصير يريحه من الحر
شعرت عبير ببعض الرهبة فنظرة من عيونه انبأتها بانه كان ينتظر ان تكون في الغرفة وان تحضر له سريره
قال يسالها بصوت يملأه الجفاف والخشونة:
- عبير.. اين كنت ؟
قالت تدافع عن نفسها منه وباضطراب:
- لما تسال سيدي انا لااسالك اين تكون طيلة النهار ...اقصد انا لا اسال ومن ثم انا لم اذهب الى مكان بعيد كنت في الحديقة مع جولييت
في ذلك شيء سيء؟؟؟
شاهدت نهوضه والنظرة المشتعلة في عيونه وشعرت بالخوف يبعث الرعشة في اوصالها
لكن بدل ان يصل اليها قام بدفع الستارة بينهما بقوة حتى ظنتها ستقلع من مشابكها
شعر بالثورة في عروقه كيف لها تكلمه بهته الطريقة
والتي تدل على شكها به والذي يزيد الطين بلة انها مدللة مفسودة ويعترف بخطئه ما كان عليه معاملتها مثل الاميرة
جلس يضرب الوسادة بقوة ويستلقي ليغمض عيونه رغم انها لاتختفي من عقله
ارتعشت عبير من تصرفه
لم يكن ابدا غاضبا منها الى هته الدرجة لربما يريد ان يفرض عليها سيطرته بالكامل لكن ماذا ان هي خرجت ولم تحضر له مايرده كل ليلة ماذا في ذلك
الغضب كما عصف به عصف بها
بعد ان غيرت ملابسها بغلالة في اللون الازرق القاتم تصل الى ما تحت الركب
جلست على المنضدة تسرح شعرها وتشعر باختناق سيء
دلكت يديها بكريم اليدين برائحة الياسمين الزكية ورشة من عطرها الخاص وراء اذنيها وعلى ساعديها ونهضت من المنضدة
تحلل نفسها وتتذكر كلام والدتها الاثنان اوصلاها الى انها اخطئت بشكها بزوجها وجرح مشاعره تلك ال***** سيئة الخلق اخبرتها وارتها ما ارادت ووصلت الى النتيجة التي ارادت وهي تفريقهما وابعاد الثاني عن الاخر
اقتربت بتحد لغرورها ودلالها التي تعرف انها تبالغ فيه فما عادت بريئة الان وعليها استعمال ما تعلمته في فنون الحب لتصل الى زوجها وتستمد منه السماح والحنان
اعادت شعرها كاملا الى كتف واحد ومررت يديها على خصرها تعدل نفسها واقتربت من الستائر تزيحها كليا
نظرت اليه مستلقيا على ظهره في السرير ولم تتفاجئ من الدفئ الذي سرى في جوانحها فلكم تعشق هذا المتغطرس ولاتستطيع تحمل ان يعاملها بشراسة وجفاء بل تريد ان يدللها كما كان
شبه ادمان او تعود
قالت تقترب من مكان نومه وقالت بصوت مغناج:
- سعيـــــــد ...سعودتي
جلست على الزربية قربه ووضعت يدها على كتفه تحركها بطريقة مستفزة:
- سعيد حبيبي استفق ولاتدعي النوم استفق
امسك يدها وهو ينظر اليها من بين رموشه السوداء بنظرة تتطاير شررا:
- هل جننت دعيني عنك يا عبير فلست حمل تصرفاتك الطفولية اتفهمين
علمت انه غاضب
عليها الا تصاب بالياس وتزيد جرعة التصالح بطريقة اكثر:
- حبيبي سعيد انا آآآآآآآسفة ...انا مخــــــــطئة فلقد كنت زوجة سيئة وان بعد الظن اثم
لكن افهمني انا قلبي ينبض بك حبي فكيف لي الا اغار من شخص مثلها
احس بموجة من المتعة واستند على يده فوق ذراعه القوية ينظر اليها بكسل وقال:
- وماذا تعنين؟
قالت تلوي الخصلات من شعرها على اصابعها بدلال:
- اقصد انني اسفة لظني السوء بك اعرف انك شريف ونزيه حبيبي واسفة ايضا لاني لم اكن هنا عند مجيئك واسفة....
اوقفها مغضن الجبين بصفحة يده:
- كفى ...تريدنني ان اصدق بعد هذا ان الاعتذار نابع من قلبك ومن ثم لما ذهبت مع تلك المراة الى الحديقة الاتخافين من ان تجرك الى عالمها
قالت بصوت رقيق :
- لست بلهاء لكنها لربما شعرت بالوحدة تعرف انهم وطباعهم من يخلق ذلك ولم اجد ضررا في الكلام معها....
قال سعيد ولايزال في نفس وضع الملامح الغاضبة لكنه يخفي بها استمتاعه بتدللها وغنجها اللذيذ:
- حسنا فلنقل انني تفهمت لما جلست وتكلمت معها لكن ما اريد ان افهمه كيف سامحتني انا لا استطيع ان اتغاضى عن كلامك المسيء الى شخصي يا حضرة السيدة
اقتربت منه اكثر وغرست اصابعها برفق في شعره الكث تقول:
- انا احبك سعيد واصدقك سعيد ولا استطيع ان اعيش من دونك حبيبي فلا تكن قاسيا علي
قال ينتعش بلمستها الرقيقة التي استقرت على فكه استنشق انفاسها القريبة منه بلطف وقال يهمس:
- اذا راضيني ....ام تريدين ان ابادر اولا
ابتسمت بخجل وقربت راسها لتدفنه في صدره وساعدها لتستلقي في السرير الضيق قربه وكل منهما ينعم بدفئ الاخر له
*********************
في طنجة
وفي منزل العمة
بعد ان صعدت العمة لغرفتها تركت ثريا في الاسفل تحضر الغرفة السفلية لعثمان فهي لاتنوي ان يشاركها غرفتها تحت اي ضرف من الضروف
ويعلم انها اوصلت له الرسالة شفهيا في الصباح
دخلت وهي تجر كرسي عثمان الى الداخل وتوقفت تاركة اياه لتحضر له الشراشف النضيفة على السرير
قال يسالها:
- ما الذي حصل للسيارة والملابس التي فيها فلا انوي البقاء بهذه
قالت ثريا دون ان تنظر اليه وهي تلتهي في وضع الشرشف وتعديله على السرير:
- احضرناها عثمان وقد سبق ورتبت الملابس الخاصة بك في الخزانة
قامت بفتح الشرشف وتعديل المخدات الاربعة
واقتربت منه بقلب نابض تقول:
- هلا استندت الي لكي اضعك على السرير
قال ونظرته لاتبرحها
- تفضلي
ساعدته على الوصول الى السرير
وشعرت ان اللمسة على خصرها يتعمد جعلها جريئة
نظرت اليه بشيء من التوتر والغضب لكنه لم ينزعج بل نظر الى الخزانة يقول:
- ثريا احضري لي قميصا ابيض طويل لارتديه فلا اشعر بالراحة في هذا السروال
اقتربت من الخزانة وجذبت قميصا ناصع البياض ومدته له
فنظر اليها بتمعن والى القميص في يدها ليقول بشيء من العجرفة:
- هل تريدين مني ان ارتدي القميص وحدي هل ابدوا لك في وضع يسمح بذلك
قالت تشعر باللون الاحمر يغزوا خدودها:
- حسنا لا اقصد شيء
ساساعدك عثمان فلا داعي لتكبرك هذا ...الا تستطيع نزع الملابس وحدك
قال باستهزاء:
- طبعا سافعل ... لكن ثريا ماهذا الاستهبال الذي تلعبينه علي تدرين انني عاجز الان ...فساعيني من دون نقاش
كان يقسوا عليها فقربه يالمها يعذبها لانها تحبه
ولانها تشعر بدفئه التي تحرم الان منه ويحرم ولدها منه
وتتذكر القسوة التي تعانيها منه فهو لايرحم مشاعرها ابدا
كانت تخاف ان تنهار فمع التماس اصابعها لصدره النامي شعرا اسود واكتافه العريضة القوية كانت تجزء لجزيئات ضئيلة يصعب جمعها
قال بعد ان ارتدى القميص الابيض الطويل الى كعبيه:
- والان هلا جلبتي لي دوائي فانا اريد ان انام ...وهناك شيء اخر لكن احضري الدواء اولا
لم تستطع ان تنظر اليه لم تعرف انها كالعبدة
يعاملها بهذا التحكم الكامل وهي لاتفقه كيف تستطيع ان تجد لديه نقطة ضعف واحدة تستطيع بها ان تالمه ايضا
كان عثمان بالخلاف عنها يتمتع في تعذيبها واذاقتها مرارة الكلام الذي تفوهت به
يبتسم لنفسه يعرف جيدا انها تموت عشقا به لكنها تتضاهر بالقوة
سيعرف بالتروي كيف يخترق حصونها المنيعة التي صنعتها منذ لقائهم في افران
نظر اليها وهي لاتزال بالملابس الفاتنة التي ارتدتها في الصباح
شعر بالنصر لانه قادر على ادارتها متى شاء الى حيث يشاء
لكنه يعلم ان لها ايضا قوة غير ضاهرة في مجابهته
مدت له الاقراص وتتبعها بالماء وهمست بصوت منخفض:
- بالشفاء ان شاء الله
قال يجيب:
- امين...ثريا ..هلا اقتربت من فضلك
نظرت وحاجباها يشكلان قوسا فوق وجهها المشع بياض وصفاء:
- ماذا عثمان ليس لانني اساعدك تقفز الى استنتاجات انا لم ولن....
قاطعها يتكئ بعجرفة دون ان يوليها اهتماما :
- انا لست اهتم بك الان فتعالي اريد ان اهمس لابني اريده ان يتعرف الي
قالت في نفسها:
- ابنه حسنا هذا ما كنت خائفة منه انه يريد ان يتعرف على ابنه ولايهمه امه يا له من رجل خبيث
اقتربت تجلس قربه بعد ان تركت صندالها على الارض
شعرت به يميل عليها وانفاسه قرب جدعها وصعقتها اللمسة التي منحها لبطنها
انه يمنحها لابنه وليس لي كم انا سخيفة
قال يهمس:
- انه هنا المسكين ...لا الومه لابد من انه دافئ اليس كذلك ايها الصغير ههه لا اصدق انه في الشتاء القادم ان شاء الله سيكون هذا الصبي او الفتاة بين يدي سبحان الله اضن انه سيكون ...خارق الجمال
كانت نظرتها بعيدة ولم تشعر بنظرته على ثغرها واكتافها وتابع يكلم ابنه ويرسل له الغازا تتعلق بثريا وهي تسمع وتشعر بشيء يدعى الغيرة وكانها تشعر بالغيرة من ابنها
لكنها نفضت الفكرة من دماغها
قالت بجدية:
- اريد ان اذهب للنوم
قال بشبه ابتسامة وعينه لاتبرح وجهها مفتونا بها:
- اذهبي واتركي ابني لم انهي الحديث معه بعد
نظرت اليه باندهاش وابعدت نظرتها عنه مجددا
لمسته على بطنها كان لها وقع الخذر على نفسها وقلبها ينبض سعادة نوعا ما لانه تقبل الطفل على الاقل من دون اية مشاكل ويهمس له
الان فقط تستشعر مواقف النساء وكيف تشعرن بالحاجة لدفئ يد الزوج او قبلاته على البطن او وضع راسه عليه فلكم تبدو رائعة
لكن كيف لها ان تستمتع بهذه المواقف وهو لايعتبرها شيء
بينما يهمه ابنه فحسب
قال يصارع المشاعر المتوهجة في جوفه كالنار الملتهبة وقبل اطراف اصابعه ووضعها على بطنها ببطئ وقال:
- اذهبي الان
نظرت اليه بكسل تقول وقد حملها فوق بساط مشاعر تشتاق اليها :
- ماذا...؟؟؟
قال بجدية يرتاح اكثر على المخدات:
- اذهبي ثريا واعتني بطفلي جيدا ...اه على فكرة غذا احضري الى غرفتي كل ملابس ابني لايجب ان تحتكريها لك وحدك
شعرت وكانه يخرق قلبها بسيف:
- لعلمك عثمان انه ابننا اي ابني ايضا والملابس اشتريتها من مالي فلايحق لك ان ....
قاطعها لسبب وجيه:
- ستحضرينها الى هنا ولاتخفي شيء اذا اردتي تخيل شكل الطفل وتلك الاشياء فلن تفعلي ذلك وحدك اريد ان اتخيله ايضا فهو ابني ام بطلبي هذا اكون شريرا ومتكبرا
تركته تقول:
- تصبح على خير سيد عثمان
وصفقت الباب بقوة
خرجت من بين شفاهه تنهيدة قوية كان يكتمها فهي ان دلت فستدل عن مدى تعاسته
ان هو طلب منها ان تحضر الملابس فلكي يخلصها من شيء اسمه هوس
يخاف ان يقدر للطفل ان يسقط وهذا ما لايتمناه لكن ان قدر فلايجب الا ان يرضيا بحكم الرحمان
لكنه لن يستطيع تحمل ان يراها تنهار والا تتحمل وترفض الصمود
******************
في اليوم التالي
في الاسطبلات
وبالتحديد في مكتب عبد الصمد
كان اليوم بالنسبة له من سائر الايام التي مضت اصبح يراكم الاعمال بجدية اكبر لكي يستطيع التفرغ للزواج بسهولة
وراحة بال
لايدري لما يشعر بان الوضع الان اصبح في غاية الحساسية
اولا جولييت التي ظنها ستذهب في وقت مبكر فهاهي الان تبقى الى اسبوعين
يشعر بالضيق من الموقف الذي يتذكر فيه زوجته فحتى انه لم يفعل شيء يسيئ في امر في ذلك اليوم
لكن هند غضبت ويشعر بالقلق ان هو اخبرها بان الاجنبية ستبقى هنا اسبوعا اخر
اما الامر الاخر الذي يشعره بان اعصابه تكاد تنفجر
الامر المتعلق باصل هند لم يشعر بالغضب من امه كما يشعره الان انه يحبها
لكن ان تفرق بينه وبين من يحب لاجل الاصل فقط سخيف لدرجة لاتصدق
يصلي ويدعوا كثيرا لكي لاينفضح اصل الفتاة ويوضع حد لزواجه بها
ان حصل ذلك فقد ينهار هو الجبل الشامخ الذي يعهده رجاله من اصلب الرجال في العائلة
قال يحدث نفسه:
- يجب ان يسير كل شيء على مايرام
سمع رنين الهاتف قربه وطالع فيه برهة ليمسكه ويقوم بالاجابة:
- السلام عليكم من معي؟
تكلم الرجل العجوز :
- اهلا سيد عبد الصمد كيف الاحوال ؟
نهض عبد الصمد يلتف على المكتب ليسند طوله على حافته :
- بخير سيدي وانت ؟
اجاب الرجل:
- باتم الصحة والعافية كنت اتصل لاستعلم عن جولييت واحصنتها فالانسة لم تتصل بي منذ ذهابها عنكم وضننت انها سحرت بشيء ما
كان يعني شيء محددا بكلامه
فقال عثمان بدهاء:
- لاسيدي لااضنها سحرت بل فقط الاحصنة من تاخد وقتها بل لربما هي فوق المهووسة بها تراها الوقت كله وتاكلها من يديها وتريد ان تعود الى المزرعة عندك باسرع وقت ...لكن يجب ان تصح الاحصنة اولا ويمكنها العودة بعد ذلك
قال العجوز يبتسم:
- هلا اخبرتها باتصالي
قال عبد الصمد:
- ساناديها ان اردت محادثتها
قال العجوز:
- الوقت غير مناسب وانا لدي ضيوف كثر على اي اخبرها باتصالي وساكون شاكرا لك مع السلامة
ابتسم عبد الصمد ابتسامة جانبية تدل على تملله من هذا الرجل والاجنبية التي بدات تضهر شيء مما يسميه مخالبهن الذهبية لتغويه لكنه بغنى عن اغواءها فهو مكتف بعصفورته ولايتخيل حياته مكتملة الا بها
فكيف بامه ان تكون قاسية عليه الى هته الدرجة
لايريد ان يجرحها من حيث اصلها ولايريد ان يذكرها به
لكن من يضمن تصرف امه تجاهها
دخلت في تلك اللحظة جولييت تغلغل يدها في شعرها بدلال وتنظر اليه باغواء
فابعد نظره عنها يعود الى مكتبه يقول بعجرفته المعتادة:
- السيد يريدك ان تعلمي انه اتصل ويتمنى ان تسرعي في العودة اليه
وضعت يديها على المكتب تميل عليه:
- هل اخبرته انني وجدت ظالتي هنا
قال بغضب مكبوت:
- هلا فعلت انت ذلك خذي الهاتف واخبريه بنفسك
اقتربت تضع يدها على كتفه:
- اخشى انني لا اعرف الرقم هلا ركبته لي ابد
نفض يدها بسوطه وشعرت بالالم فيهما
ونهض بهيبته وطوله يكاد يخنقها من مكانه:
- استرجعي الرقم لحالك يا ...جولييت
خرج من المكتب بعد ان اغلق الادراج وتركها
شعرت انها منبوذة فامثالها يعيشون على الفسق نعود بالله منه
فلاتكتفين بشخص واحد
اللهم استرها معنا يارب
المهم انها شعرت بعد هذا الكلام الجاف منه بالخواء فاخدت الهاتف وبحتث فيه ووجدت ما كانت تبحث عنه
ركبت الرقم وهي تقضم اضفرها بدون اذيته طبعا
عندما سمعت الهاتف يرفع اطلقت ضحكت رنانة:
- ههههه ابد الصمد انت مضحك فعلا ..اوه...اه الو مزرعة السيد ...
قالت هند التي شعرت بلون وجهها يتحول الى القرمزي فلم تجب الا لانها تعرفت على رقم حبيبها:
- الو من انت ...هل انت تلك الاجنبية الوسخة
سمعت هند جولييت تقول وكانها تكلم احدهم:
- لابد من انني اخطئت حبيبي ....او اسفة عزيزتي اظنني اخطئت الرقم
اغلقت جولييت الهاتف بغنج وهي تتنهد بدلال
ومحت جريمتها بذكاء شيطاني
وخرجت من المكتب بسهولة تامة تتمايل كالهرة
حظ يحالف الباحثين عن الشر
وضعت هند يدها على فمها حتى احمر من قبضتها عليه
واعادت السامعة وكل اعضائها ترتجف صعدت الى غرفتها بسرعة وتجاهلت منادات ايوب لها
واستلقت على سريرها تبكي كالمجنونة في حالها
****************
في القصر
بعد الافطار
توجهت كل من مليكة وابنتها السعيدة اكثر من السعادة نفسها
دخلاتا الى المطبخ للشروع في طبخ الاكل للغذاء
اما بالنسبة لفاطمة فقد اخدت الهاتف من على الطاولة الصغيرة
وانصرفت الى حيث يمكنها التكلم بدون ان يسمعها احد
ركبت رقم منزل السي محمد وانتظرت لفترة الى ان اجابت صفية:
- الو السلام عليكم من ؟
قالت فاطمة بشموخ ظاهر:
- انا فاطمة زوجة سليمان المنصور هلا اعطيتني سيدتك رشيدة واسرعي ليس لدي الوقت كله
قامت صفية تصعد الى فوق حيث تتواجد سيدتها تضع الملابس قربها وتقوم بطيها :
- ما الامر صفية؟
قالت صفية:
- انها السيدة فاطمة المنصور تريدك على الهاتف
قالت رشيدة بهدوء:
سانزل حالا
وضعت رشيدة ما في يدها ورفعت حجابها على راسها ونزلت الى الاسفل لتستقبل المكالمة وهي تتوجه بالهاتف الى الصالون
- الو السلام عليكم كيف حالك الغالية فاطمة كيف الاحوال في بيتكم؟
قالت فاطمة وهي تشعر بعدم الرضى لانها تحدثها:
- كلنا بخير الحمد لله المهم الان اريد ان احدثك في موضوع زواج ابنائنا او بالاحرى ابني من الابنة التي تبنيتها...اعني هند المهم اريد ان اخبرك انني سامر في الغذ عليكما لكي نقوم بالذهاب الى الدار البيصاء وتجهيز الذي يمكن تجهيزه للعرس
قالت رشيدة التي كادت تبتلع لسانها والحزن هاجمها من افضل صديقة لها:
- اسفة يا فاطمة لانك علمت بان هند تكون ابنتي بالتبني لاني فقط ربيتها اتمنى الا ياثر هذا على صداقتنا فهي تضل هند صغيرتي التي اشعر وكانها تكونت في احشائي انا عاقر ولا الد واتمنى ان تتفهميني فانت ام
نهضت فاطمة ترفع حاجبا بتكبر لاتستطيع عليه امرا:
- اجل اتفهمك واتفهم الامر لكن مالا افهمه لما الكذب علينا حسنا كنتما تخفيان عنها الامر
لكن ما ذنب مولاي عبد الصمد في الامر تدرين انه يستحق ان يرتبط بصاحبة اصل ونبالة وفي مجتمعنا الناس لاترحم فان خرج خبر انها ليست ابنتكما الحقيقية فقد تنتهي صمعتنا في الطين وهذا ما لانريده لا لنا ولا لك
شعرت رشيدة بالاهانة الشديدة وكانهم خيروا صديقتها بين ان تخنق او تذبح فبدل ان تنقدها من احباطها فعلت الامرين بنفسها جعلت قلبها الرقيق رغم سنها ينزف هي امراة شريفة ونبيلة وابنتها ليست الا صورة طبق الاصل عنها فكيف بامراة مثل فاطمة ان يخرج منها هذا الكلام
قالت فاطمة بصوت ناعم:
- اعلم انني قسوة عليك يا رشيدة لكن اعلمي فقط انني اشبه الهرة التي تدافع بشراسة عن اولادها واولادي هم نظري فان فقدتهم او مسهم احد بضر قد اصبح شريرة لابعد حد
لا لا هذا غير معقول كيف لرشيدة ان تسلم ابنتها لهته العائلة
ولكن كيف لها ان تطلقها منه وهي تعلم انها تحبه
لكن كيف لها ان تطلقهما وهي تعرف ان ابنتها سيتأذى شرفها وقد لا تتزوج بعد ذلك فقد يظن الناس بانها كانت غير شريفة ولذلك تركها عبدو
او قد يظن البعض انها عاشرته قبل الزواج
كانت الافكار السوداء حول كيف تحمي ابنتها تدور كالزوبعة في راس رشيدة فقالت:
- انظري يا فاطمة انا اعرف انك سيدة مجتمع راقية
انعم الله على ولديك بالزواج من بنات عمتهما من اصلكم تماما
لكن بقي عبد الصمد وهو رجل قوي قادر على معرفة مصلحته انه يعشق البنت وياتي اليها كل يوم تقريبا بل هي تموت حبا فيه تذكري انت وزوجك وانا وسي محمد ما الذي جمعنا في الزواج غير الحب فان انبثر وهو في ريعانه قد يتاذى الاولاد لمدى الحياة والجرح في سنهما صعب ان يندمل
قالت فاطمة بجفاء لتعود الى جلستها الاولى وهي تشعر ان ابنها يخونها بزيارة الفتاة وراء ظهرها :
- اخبريني الان هل موافقة على الذهاب ...لكن طبعا موافقة يا رشيدة فليس لديك خيار وللاسف لاجل ولدي ولاجل انه طلبني سازوجه بها لكن لو فقط لم يحبها لكانت الان طالق وهذا فقط بسبب الغضب الذي في نفسي عليك لانك كذبت علي انا اعز صديقاتك يا رشيدة .... الى الغذ ان شاء الله
عند اقفال السماعة في وجهها شعرت رشيدة بانها تموت حسرة على نفسها وعلى ابنتها الهذه الدرجة استخسرت فيها الدنيا سعادة ابنتها
استغفرت الله كثيرا ثم نهضت لتعيد السماعة الى مكانها
نظرت الى فوق لتشهد نزول ابنتها المحجبة مسرعة واقتربت من الباب لتفتحه
فقالت رشيدة وهي ادرى بتربيتها لابنتها عن نوع الاحساس الذي يظهر من ملامحها لكنها تعلم انها تزوجت الان ولابد لها اسرارها مع زوجها :
- الى اين هكذا هل اعلمت زوجك بخروجك؟
قالت هند بصوت مبحوح:
- ليس علي اخباره بشيء فاصلا انا ذاهبة اليه السلام عليكم
ردت رشيدة تقفل الباب وراءها:
- وعليكم السلام
بعد وصول هند الى مزرعة المنصور بسرعة هائلة
توقفت السيارة ونزلت منها تصفقها بقسوة
وذهبت لترى ان كان زوجها في مكتبه وفعلا وجدته
دخلت وصفقت الباب بقوة فنظر اليها عبد الصمد وقال بين الدهشة لوجودها والدهشة لما يعلو وجهها:
- هند ....ماذا بك وما الذي جاء بك الى هنا؟؟
قالت تقف امام المكتب وهي تقول ووجهها يعصف غضبا:
- اتصلت بي من هنا من رقمك وكنت معها عبد الصمد ..كيف كيف تفعل بي انا ذلك ...كيف تدمرني كيف ؟
نظر اليها وشيء من عدم الفهم يمسح على وجهه:
- هند ما الذي تقولينه وقبل اي شيء اجلسي واستنشقي الهواء جيدا لانك تخيفينني بهذا الوجه
نهض من مكانه واقترب منها لكنها نفضت يديه عنها:
- عبد الصمد اريد توضيحا الرقم من هنا من المزرعة صعد على الهاتف هذا الصباح وسمعت ...سمعت صوت تلك الحقيرة الاجنبية تكلمك وتقول حبيبي ...."صرخت "...فلا تقل لي انني كاذبة اللعنة عليك وعليها تبا
قال بصوت صارم اعادها الى وقت مضى:
- هند اجلسي حالا والا استعملت طريقة سيئة في اجلاسك واقسم ان قساوتي لن تعجبك وستترك عليك كدمات شتى فاجلسي
تقدم من الباب يقفله بالمفتاح ويضعه في جيبه وهي تجلس في مكانها ويعود اليها قائلا يجلس على الطاولة جاذبا الكرسي لتكون هي بين ساقيه حتى ان الحرارة غزت خدودها من الخجل:
- هيا الان اخبريني بالتفصيل ومن دون صراخ من اتصل بك وماذا اخبرك؟؟
قالت تشعر بالتوتر يهزها تحت نظرته وطغاوة رجولته القوية:
- انا ...انا كنت اتفرج على التلفاز في الاسفل مع ايوب...ووردني اتصال رأيت الرقم وهو هذا الرقم الذي تتصل بي منه...عندما اجبت سمعت شخصا امراة تتكلم وهي تضحك وتقول ابد الصمد حبيبي وبعدها قالت اسفة الرقم خطأ شيء كهذا ....فهمت انها تتصل من هنا من هذا المكتب وانها الخبيثة جولييت
قال بشيء من الدفئ وابتسامة تعلو وجهه الوسيم:
- وانت صدقت ؟
قالت تنظر اليه بغرابة :
- اجل ...ما...لست...
قال ينظر اليها بخبث:
- تعالي وتاكدي بنفسك هيا
نظرت اليه وهي تقول :
- اتي ؟؟
قال بجدية يامرها :
قفي الان واذهبي الى الهاتف وابحثي عن الرقم الذي ركب ان كان الخاص بك...ولتعلمي انني لست الوحيد في هذا العالم الذي خلق اسمه عبد الصمد ويمكن لاي احد ان يلعب بمشاعرك
نهضت فعلا واقتربت من الهاتف تبحث وهي تشعر بالخجل من نفسها ونظرت اليه يقترب منها والخطر في عيونه السوداء النارية:
-لا اجد اي اتصال
قال يمسك يدها ويقول:
- انا كنت هنا للإعتراف فقط....وكانت جولييت معي ولكن السبب في تواجدها ان ذلك الرجل الذي ارسلها من اتصل بها ولكنها لم تكن موجودة
وعندما اتت اخبرتها باتصاله
امسك بالسماعة واراها الرقم واتصل به رغم احتجاجها على انها صدقته:
- الو السلام عليكم سيدي كيف الحال اخبرك ان الانسة جولييت قد وصلها خبر اتصالك وهي تود ان تتصل بك ايضا ...الم تفعل...ها ...المهم ستفعل اذا في ما بعد على الارجح....هناك شخص انا في غاية السعادة يا سيدي لوجوده الان بقربي فهلا قدمت حضرتك التهانئ لزوجتي هند بزواجنا القريب
اعطاها عبد الصمد الهاتف هي تشعر بالحرج من تكذيبه وقالت:
- الو ...شكرا لك مشكور سيدي هذا لطف منك....ان عبد الصمد في عيوني ...اشكرك
اعطت السماعة لعبدو وهي محرجة ممتقعة اللون ووضعها على الهاتف
فقالت تتوسله:
- انت لست غاضبا مني عبدو ؟؟
قال عبد الصمد يفكر في جمع قطع البوزل وهو يعود وراء مكتبه ليجلس:
- انا لست غاضبا منك عمري لكني افكر فقط ...ولا انكر ان كلامك وطريقة دخولك غير مأدبة البتة جعلتني اضن اننا من تربية الشوارع
قالت تقترب منه بخجلها الذي يجعله في قمة السعادة لضمها:
- اسفة يا عبدو والله انا لو لم اكن احبك لما فعلت ما فعلته وبالخصوص عند نطق اسمك تماما كما نطقته تلك المراة لكنني الان نسيت فلا تحزن من كلامي
قال بحبور يجرها من يدها ليجلسها في حضنه:
- روعة غيرتك وخجلك يكادان يفنيانني ويصرعانني جنونا من اين لك خضرة هته العيون يا الله عليها... تسحرني
قالت تبتسم:
- الحمد لله خلقني الله جميلة لاعطى على طبق من ذهب لك فعليك ان تشكر خالقنا على ذلك
قال بهمس:
- الحمد لله حلالي يفوق الخيال
********************
بعد ساعة الغذاء بالقصر
كان قد صعد عبد الصمد وسعيد الى مكتب جدهما لبحث الامور المالية والى ما تصل اليه المزرعة من تطورات
وكل منهما سعيد والانشراح باد على محياه
الحب يلطف جو الانسان بل يجعل شعلته دائمة لاتنطفئ ابدا
قبل ان يصعد سعيد كانت عبير تقف امام المطبخ تنتظر بزوغ شمسها من المجلس
وجهت له نظرة فيها غنج وتلاعب وابتسامة تكشف عن ما في داخلها
وعندما لاحظت عبد الصمد معه خجلت وتوقفت عن النظر
غير انها نظرت الى زوجها مرة اخرى ولاحظت انه يغمزها
فقد علمها طرقا غريبة في التواصل اي شيء بينهما يتواصلان به بحركة فتدري ويدري انهما ليسا وحيدين في هذا المنزل
ولكن عبير تجد الامر كبير في التسلية ومثير ايضا ان تكون الامور رائعة وان تكون الحميمية بينهما الى هته الدرجة لكن لا احد يفهمها غيرهما يجعلها ذلك تضحك بشكل يستطيع ان يفضح امرها
ارادت الصعود الى جناحهما لتبخره قليلا بالعود
لكن امها قالت تناديها:
- عبير الى اين ؟؟؟تعالي علينا ان نتصل باختك لنطمئن عليهما
شعرت عبير ببعض الاحباط لكنها تعلم ان البعد يولد المحب اكثر
قالت تجيب امها:
_ حسنا ساضع المبخرة واتبعك امي
بعد لحظات كانت عبير تتبع امها الى المجلس وقالت لها وهي تنظر اليها حاملة الهاتف:
- امي ساتصل بها على رقمها الجديد
جلست امها قربها تنتظر ان تركب ابنتها الرقم والمشكلة انها لحد الان تشعر بالخوف من ان تعلم امها بمستجدات ثريا وحياتها
اجابها صوت ناعس:
- السلام عليكم
قالت عبير بمرح لتشعر امها بما تعانيه ثريا:
- اهلا بالعروس الهاربة من القصر كله... لا اتصال ولاشيء
نهضت ثريا بتكاسل تثائب وتتمطى كقطة كسولة:
- يا لك من مزعجة اليوم فقط احصل على الراحة عبيرة مجنونة انت لتزعجي ...امراة حامل في شهرها الاول
قالت عبير تبتسم بمرح اكبر:
- يارب اتمنى ان اكون مثلك انا ايضا اشعر بالسعادة لاجلك
قالت ثريا تقف ببيجامتها الوردية الحريرية وتلمس بطنها:
- لاتدرين كم انا سعيدة تدرين شيء.. عدلت انا وعثمان عن فكرة الفراق او الطلاق ليس بالوقت الجيد لذلك والطفل يحتاج لوالديه وساتحمل المر من اجل ان اراه وسابقى بقربه ما حييت ان شاء رب العالمين
قالت عبير تسالها دون ان تدير شكوك امها اليها:
-اخبريني هل هو سعيد مثلك؟
قالت ثريا تبتسم لذكرى دفئ يده على بطنها :
- اجل وقد احبه خلافا على ما ظننته ...اه لم اخبرك انه حصلت له حادثة كادت ...يا الله ...كادت تودي بحياته لكن الحمد لله الذي ادام الله في عمره وهو بخير ارجوك... لاتخبري احدا حسنا
قالت عبير وهي تسمع الحاح امها على اخد السماعة:
- المهم الحمد لله يا ثريا الحمد لله ...هههه وخدي امي تريد التكلم معك
قالت مليكة بابتسامة واسعة تكاد تفر الدمعة من عينها:
- اهلا بنيتي يا صغيرتي كيف حالك يا ثريا؟
قالت ثريا وهي تشعر بالحنين لحضن غاليتها وهي تقول:
- امي اتوسل اليك سامحيني على ما مضى وما هو قادم ان شاء الله ...انا اتفهم مشاعرك فقد اصبحت اما انا حامل ماما حامل
ضحكت الام وشعرت عبير بامها سعيدة حتى البكاء:
- اه يا غاليتي وكيف انت ...هل...هل تعتنين بنفسك... كيف احوالك؟
قالت ثريا تبتسم وهي تعود للفراش لتجلس عليه بهدوء:
- بخير يا احلى واغلى الامهات على وجه الارض اشتاق لرائحتك امي
قالت مليكة:
- عليك اذا ان تاتي انت وزوجك الى عرس عبد الصمد اخبري عثمان بذلك الاسبوع المقبل عليكما ان تاتيا ارجوك اشتاق لتواجدك بحضني بنيتي ..آآآآآه...
قالت ثريا تريد ان تبعد الحزن عن امها فقالت:
- فليحفظك الله من الآه يا اماه سناتي في الاسبوع المقبل ولن نتاخر الموعد في اي يوم؟
قالت مليكة :
- يوم السبت لاتنسي...والان صغيرتي كيف حال الصغير اخبريني وبصراحة وان احتجت للسؤال عن اي شيء فاساليني انا والمثل المغربي يقول<<سال المجرب لاتسال الطبيب>>
قالت ثريا تضحك:
- حاضر امي ساخبرك بكل شيء ان شاء الله انا بخير وزوجي كذلك
قالت مليكة :
- هاته لي لاكلمه فهوابن الغالي سليمان
قالت ثريا تبعد العبوس عن وجهها وكأن امها تنظر اليها الان:
- لا انه في الحمام يستحم<<استغفر الله من كذبتي>> في المرة المقبلة حسنا
قالت مليكة بحبور وشجن:
- ابنتي اتمنى لك حياة سعيدة مليئة بالراحة والهناء عزيزتي الحمد لله ستاتين الى هنا وساعتني بحملك فلا تخافي
قالت ثريا تلتفت الى الباب حيث تواجدت عمتها :
- حسنا امي ساقفل الان مع السلامة حبيبتي دعاءك لاتنسيني
بعد ان اقفلت الهاتف الخلوي
سمعت عمتها تقول:
- من كانت هل تلك مليكة كيف هي؟
قالت ثريا تطمئنها:
بخير تسال عني وعن عثمان فاخبرتها باننا بخير ...هل اردتني يا عمتي الغالية
قالت عمتها تبتسم:
- اجل زوجك يريدك فانزلي اليه لتساعديه في الخروج من الغرفة
قالت ثريا تمسك ظهرها :
- تدرين اشعر عمتي بالتعب فعلا ...اتمنى ان يشفيه الله بسرعة
قالت العمة:
- ان كنت تشعرين بالتعب فابقي في السرير وانا ساتولى اموره
قالت ثريا تنهض دون ان تلقي نظرة على شعرها المشعة وبيجامتها التي تضهر جدعها مع بداية صدرها :
- لا ابدا سانزل لاخرجه الى الشرفة ولكي يستنشق هواء البحر اللذيذ هنا وانا ساعود للنوم اشعر ان النوم في العالم كله لايكفيني
ضحكت عمتها وتوجهت الى غرفتها
بينما نزلت ثريا بهدوء الدرج
دخلت الى غرفته حيث وجدته كما تركته بعد صلاة الظهر بنظارتيه وشعره المرتب وقميصه الطويل المفتوح عند الصدر يقرأ القرآن
قالت تعلن وجودها:
- احم..عثمان ...ناديتني
نظر اليها وفقد الرغبة في الكلام
فلقد سحره منظرها وخدودها المحمرة من النوم
وجسمها الملفوف باهمال في بيجامتها الحريرة في لونها الوردي
واحمرار شعرها زاد من فتنه كاملا
فقال اخيرا وهو يزيل النظارة ويضعها على المنضدة الصغيرة قربه والقرآن ايضا وقال :
- اردتك ..اجل لكي تساعديني في الخروج من هذا السرير
اقتربت منه والكسل باد على محياها اسندته ليجلس وفعل شيء لم تتوقعه ولا هو توقعه جذب خصرها اليه وقال:
- كيف حال ابني الصغير؟.... هل نام دافئا؟
وضع راسه على بطنها يدعي انه يسمع:
- اخبرني هل ادفئتك جيدا...جيد... لابد من انه محظوظ
نظرت اليه وقالت بصعوبة:
- لقد سلمت على ابنك والان هلا اعطيتني ذراعك لاجلسك على المقعد
نظرته القاسية اجمدتها كم تهاب هته النظر التي تتغير بسرعة
قالت لتغير مجرى تفكيرهما:
- تدري اتصلت بي امي وهي تقول ان صهري عبد الصمد سيتزوج في الاسبوع القادم وعلينا الذهاب لحضور زفافه
قال عثمان مغضن الجبين:
- اتمنى انك لم تخبريهم بحادثتي والا لفزعت امي والغوا كل شيء
قالت تساعده في الجلوس وتدفعه:
- لم اخبرهم بشيء غير عبير وهي لاتتفوه بكلمة...المهم يجب ان نعود في الاسبوع المقبل الى هناك
قال عثمان وهو يتوقف في الشرفة ويقول:
- اجلسي قربي في احدى الكراسي يا ثريا
قالت :
- لكن ارجوك يا عثمان اريد العودة الى النوم فلنتحدث في وقت اخر ..اعرف ان المهم الان هو الطفل والطفل في بطني فلا تخف سافعل كل ما تجده مناسبا
من اجله فقط سابقي على هذه العلاقة
فلم انسى انك عيرتني بما يكفيني واهنتني ...
قال يقاطعها بحدة:
- ثريا ليس لاني الان عاجز تستطيعين قول ما تشائين لا يعطيك الحق في التطاول على شخصي يا سيدتي المحترمة فالزمي حدودك والمرة المقبلة تذكري مركزك اذا اردتي ان تبقي قرب هذا الطفل فالافضل ان تكوني مطيعة وان تحترميني مفهوم
شعرت بارتباك هزها واخفضت نظرتها بعيدا عنه اخدت الكرسي وجلست
ليتحدثا لم تستطع ان تنظر اليه
وهو شعر انه يزيد الطين بلة ومن دون فائدة ترجى
- انظري ثريا هناك الان من يربطنا سواء اردت ام لا انا زوجك وانا أأمر هنا ستصغين الى كلامي ومن دون عصبية
قالت بهدوء لاتدري من اين لها به:
- تفضل انا اسمعك
قال يعود بظهره ويظهر صدره القوي وقوته رغم كسريه:
- علينا ان نتفق نحن لن نتطلق ابدا فلا اريد لابني ان يعيش بعيدا عن دفئ والديه فهمتني
حركت راسها باجل
اكمل بنفس العجرفة في ملامحه وصوته الخشن:
- انت تفهمين ما عليك من واجبات
نظرت اليه بصدمة:
- ماذا تعني بواجبات انا ...همست...لاتحلم بلمسي عثمان
من اجل ابني سابقى قربك وانت ...
اذا اردت فتزوج باخرى انا لن انام بعد اليوم في فراشك
شعر وكان خجرا متوحشا طعنه بقوة حتى الالم:
- ومن اخبرك انني ارغب فيك
لقد مللتك ولو لم اكن مللتك لما وافقت على الطلاق في السابق
فلا تشعري بالفرح لاجل شيء
شعرت بانها تريد ان تبكي بشدة
فهو يالمها اكثر مما تفعل هي
- ارحتني هكذا ...نكون قد تفاهمنا
قال يصر على اسنانه وفكه يتموج بخطورة:
- يمكنك الذهاب وان رايت ان هناك ما قد يجمعنا في الحديث فساناديك و...لاتنسي حافظي على ابني قدر الامكان
لم تستطع ان تلاقي نظرته فالالم في قلبها يفوق البحار باسرها
صعدت الى غرفتها وانسدحت على السرير بقوة تبكي وتتلوى بالم قلبها المبرح يرد ان ينهي امرها هذا ما يريده انه خبيث اناني انه قاس ومتسلط الى ابعد الحدود
- اه يا ابني لاتصدق ما اقوله في نفسي ابوك رجل حنون سيحبك ...فلتحبه انت ايضا مهما كان قاسيا احبه فقط احبه
يتبع...................
|