لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-09, 06:05 PM   المشاركة رقم: 286
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74176
المشاركات: 493
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة الياسمين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 39

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة الياسمين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

يسلموووووووووووووو حبيبتي البارت رووووووووووووووووووووعه وماتوقعت سميره تضحك عليها هيك وننتظر البات الجاي عنار وشكرا يا عسل

 
 

 

عرض البوم صور وردة الياسمين   رد مع اقتباس
قديم 08-12-09, 08:43 PM   المشاركة رقم: 287
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Flowers

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة الياسمين مشاهدة المشاركة
   يسلموووووووووووووو حبيبتي البارت رووووووووووووووووووووعه وماتوقعت سميره تضحك عليها هيك وننتظر البات الجاي عنار وشكرا يا عسل

اهلا وردتي العبقة مافي اروع منك انت يا احلى عسل ان شاء الله القادم يعجبك يارب ابقي بقربي فانت والبنات
اعتبر كلامكن كالمجداف الذي سيساعدني على العبور الى بر الامان ومن دونكن لن تساوي قصتي شيء لاتبخلوا علي بآرائكم دمتن متابعات لي

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
قديم 09-12-09, 09:51 AM   المشاركة رقم: 288
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 152110
المشاركات: 2,010
الجنس أنثى
معدل التقييم: اموره المزيونه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اموره المزيونه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صباح الخير...
اسعدني هذا الجزء الجديد بس مو طويل ؟؟؟؟؟

عبير تقطع القلب مابين حبها لسيعد ونار الغيره التي تنهش في قلبها
وسعيد الحاير بامر عبير والمنتقم من سمير خرابه البيوت....

وهند المسكين المحرومه من الاخوات وحيرتها بامرها...

كل هذا جميل الي الان بس وين ثريا وعثمان اهم ملح القصه والبهارات

احبهم واحب جنونهم ليش ماقلتيلنا شنو صار عليهم ...


هل اتوقع منج اليوم بارت عن عثمان وحرمه؟؟؟؟؟؟؟

 
 

 

عرض البوم صور اموره المزيونه   رد مع اقتباس
قديم 10-12-09, 11:04 PM   المشاركة رقم: 289
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

امار بليييييز سامحي ردي المتاخر والله ضروف
الحمد لله ان الشخصيات عجبتك البارت اليوم يمكن نار والله واعلم بس اتمنى ردوووووووودكم المشجعة لان لي بعدو جميل ان شاء الله
يالله البارت دقائق وينزل

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
قديم 10-12-09, 11:10 PM   المشاركة رقم: 290
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


الجزء الثاني والعشرون





ان شاء الله





في مدينة طنجة
بعد يومين



في بيت عمة ثريا وعبير



بعد فترتها التي امضتها مع عمتها
تحت سقف هذا البيت المتواضع
على تلال طنجة البهية

انتعشت لوجودها هنا فالجو لطيف اكثر من القرية التي جوها حار خانق
تعودت في هذين اليومين على عمتها كثيرا فلقد انطلقتا كل ما توفرت لهما الفرصة في التواجد مع بعضهما
في احاديث شتى كانت في البادئ
عن حياتها وامها واختها مع والدهم
وبعد ذلك سفر الام بعد ذهاب البنات الى جامعة الاخوين ومن ثم ذخلت في سرد المشاكل التي صادفتها هناك وبالاخص يوم الحادث
الذي ما ان بدأت في التحدث عنه حتى بكت غصبا عنها فلو لا ذلك اليوم المشؤوم لكانت تعيش وزوجها بخير

شرحت لعمتها سبب النقاب وعناد عثمان في ذلك وهي التي لم تستطع سوى ان تنفذ اوامره لكنه رغم ذلك يظل يهينها كما لو انها ليست بشرا تحس
والان فقط تتضامن مع السجناء الذين يحكمون ظلما وليس عدلا فالحكم يكون له تاثير سيء على نفسية الانسان حتى الاحباط واشد

كانت تجلس في شرفة عمتها الصغيرة وراء البيت رغم تواضع المكان الا ان الزهور والخضرة الانيقة بفضل العناية بها اعطت افضل منظر مع هواء البحر المالح بعذوبته يخترقهم بدفئ جميل

كانت الشرفة تتكون من طاولة وكراسي بيضاء
وقد جلست عليها ثريا وقد فضلت التحرر من ملابسها المنزلية الطويلة لذا ارتدت فستانا كانت تملكه في اللون الازرق الشاحب وقد انار لونه عيونها بشكل جميل
تقدمت عمتها لتضع الصينية التي احتوت الشاي والخبز الطازج مع الزبدة والجبن والمربى وايضا الشوكولا بما ان ثريا تحبه

قالت تبتسم تجلس قربها

- اليس بصباح جميل ومختلف
الاحساس بالوحدة سيء وقاتل ولاتظني انني اقنط لا حاشا لله لكن تواجدك يا بنيتي يسعدني ويملأ قلبي فرحا

قالت ثريا تحني راسها على اقدامها العارية
والتي اخدت تحركها امامها كطفلة
- عمتي الجو هنا ساحر ورفقتك لايشبع منها الواحد منا
لدى ترينني انا ايضا احببت المكان....

قالت العمة تصب الشاي في الكاس البلوري:
- ولكن....

نظرت ثريا الى من تشابهها في لون العيون وحمرة الشعر:
- لكن؟؟؟ هههه تعلمين جيدا ما اريده اليس كذلك حبيبتي ....نظرت الى الافق امامهم في مكان لايمكن لمخلوق رؤيتهم منه....
آآآآه استغفر الله ...لكن ياعمتي اتمنى لو يتغير كــــــل شيء واصبح حبيبته فعلا ...لكنها مع شخص قوي كعثمان مستحيل ذلك
وانا التي تعرفه لن يتغير
انسان تربى على شيء جعل منه قاسيا عديم الرحمة ....ما ..ماذا ينتظر من واحدة لطخة شرفه وعلى الاقل يخفي ذلك للحفاظ على ماء وجهه....

قالت العمة تمد لهاالشاي وفي نظرتها نفس الحزن المستوطن لكيان ثريا:
- خذي بنيتي ...ولا تقولي ذلك عزيزتي فانت تؤدين روحك النقية مادمت شريفة فليذهب هو حيث يريد المهم ان يكون ضميرك انت مرتاحا...هل تريدين في الخبز بعض الشوكولا ام ....؟؟

قاطعتها ثريا ترتشف من الشاي الساخن:
-... لا اريد شيء ....انا يا عمتي لا اقول ذلك لاذية نفسي بل لانه هو بذكراه يؤذيني لست في حاجة الى الكلام لكي ابكي ...آسفة عمتي اضنني جلبت لك الملل بهذا الموضوع

اردفت العمة بابتسامتها الحنونة:
- لاياثريا لا يا ابنتي ليس لي في كل يوم ان ارى بنات اغلى الناس كان على قلبي اجل ميدان عملي في الغناء الاندلوسي لم يكن بموافق عليه لكن رغم ذلك
كان يعزني وكنت احبه بشدة كان هو سندي المتبقي في هته الحياة رحمه الله ....وبالعكس ان استطعت اعطائك حلا لاعطيتك اياه لكن لم احصل انا نفسي على زوج لطالما فضلت البقاء هكذا سوف تسالين لما؟

قالت ثريا تبتسم رغم سقمها:
- اجل لما ان لم اكن متطفلة على خصوصياتك؟

ردت عمتها:
- لا بنيتي لا ابدا...انا كنت مثلك عندما كنت شابة تغيرت كل حياتي باعتناقي لميدان الفن الاندلوسي
تعرفين عندها في وقتنا ذاك... كنت قد التقيت باحد التجار الكبار وهو اسباني... تعلمين اننا هنا نتكلم كثيرا باللغة الاسبانية
فكان ان كان التفاهم معه سهلا احببته كثيرا لربما قد اظهر لك بشيء من الخروج عن العادات والتقاليد لكن قلبي نبض فعلا بحبه ....

قالت ثريا وقد عشقت اكتشاف ماضي امراة مثلها:
- اكملي ارجوك انا اسمع

اكملت عمتها تقول:
كان يسافر الى الخارج كثيرا ولم اكن اراه سوى في العطلة الصيفية ايام كانت حلوة بالفعل لكنه رحل تركني ولم يعد ...مات

تاسفت ثريا على حالها:
- آسفة عمتي ...آسفة لم اكن انوي ان اقلب عليك المواجع

قالت العمة تبتسم وكأن شيء لم يكن:
- لا عزيزتي الوقت يشفي الجروح رغم انها موجودة الا انها تكون قد اندملت في الخفاء

قالت ثريا تعود الى موضوعها:
- اشك في ان هناك مخرجا لي من قصة عثمان غير الطلاق اعرف انه ابغض الحلال لكني ساشعر بالتحرر بانه ابتعد او...او انا ابتعدت عن طريقه لكي لا ازيد من عذابه ...في بعض الاحيان اتفهم شعوره لكن اغلب الوقت ارى انه مجحف في حقي انا لا ارسى على فكرة معينة وليست لدي خبرة ولاانوي استخدام خبرة احد في هذا الموضوع فلن احاول بعد اليوم كسبه
يصر على الاحتفاض بكرامته وانا لن ارضى لما تبقى لي من كرامة معه ان تهان ...طفح الكيل فليخبرهم بطلاقنا وعندما ستتصل امي ساشرح لها الوضع ....رغم ان المشكل كله في جدي الا انني لن استطيع ارضاءه فلا احب ان يفرض احدهم سيطرته علي ...لو كان عثمان انسان متفهم لما تركته لكني ما عدت احتمل

نهضت من مكانها تخفي آلامها احمرار عيونها الرمادية السريع وتركت للهواء في مسحها على هوادة منه
مررت يدها في شعرها الاحمر في لوياته الجميلة
وقاومت كل كيانها بالا تنهار ابتلعت الغصة التي مرة كالحجر في بلعومها وتنهدت تخرج بذلك نفخات الحزن من صدرها
فمع ذكرياتها معه واحاسيسها اتجاهه لا تظن ابدا انه بالانسان السهل نسيانه
وعندما تسترجع لحظات الالم منه في كفة وحبها ومقدرتها على السماح في الكفة الثانية فتجد انها بحبها قد تصفح عنه تناقض مع اقوالها القاسية

سمعت عمتها من مقعدها تقول بصوت مرتفع لشدة الريح التي يشتته:
- الا تفكرين في الطلب منه ان يتزوج باخرى والا يتركك ...اعلم الامر قاس عليك لكن على الاقل ستشعرين بانه معك اعلم ما تشعرين به ينهش في صدرك اعلمه جيدا فقد عانيته
الفراق صعب حبيبتي لكن زواجه من اخرى والاحتفاظ بك في نظري فقط اظنه ارحم ...ما قولك؟

كانت الكلمات تنهش في كيانها تقطع اوصالها لا ليس لان العمة ذكرت ذلك هي ايضا وضعت ذلك الاحتمال لكن وضعته بعد ان تتطلق منه
استدارت تنظر اليها بحزن جعل من عيونها عالم يكتشفه الانسان مظلما يخفي اغوارا مليئة بالحسرة:
- فكرة ان يتزوج هو حر
لكن ليس على حساب تعاستي
افضل البقاء خارج حياته وليفعل ما يحلوا له ...قد ينتهي مني ويضعني على رف الارشيف في حياته اعرفه ...
قد ينتهي باتعاسي اكثر فاكثر وقد ينعم باولاد من الاخرى ويخرج معها ويعاملها افضل مني وامام عيناي ...لا ابدا لن احقر نفسي الى تلك الدرجة لست من تسمح لنفسها بالبقاء في صف الانتظار الى ان يفرج كربها معه فلينتهي هذا الامر بسرعة لم اعد اتحمله كرهته ...

ذخلت البيت مسرعة ودخلت عمتها المتوسطة الطول وراءها والتي لاتزال تبدوا شابة رغم امتلاء جسدها قليلا
نظرت اليها وهي تصعد الى الطابق الاعلى وقد لاحظت عليها بوادر الالم والامتعاض خافت ان تكون مريضة لذلك اسرعت اليها لتجدها في الحمام الذي يتشاركه الكل فوق

قالت لها عمتها بتوتر:
- انت مريضة يا ثريا ....خدي نفس حاولي جهدك... لم تاكلي حتى الان لتستفرغي

اسندتها عمتها وارتمت ثريا بتعب على السرير
وحاولت عمتها ان تدثرها لكنها من ملامحها بدى انها كرهت التدتر فدفعت الشرشف بقدميها
وراء عيونها المغمضة لم تكن ترى سوى صور من الماضي
اتعبت روحها ورسمت الهالات حول عيونها
هو صاحب الشموخ الذي لايهد اراد ان يوصلها باحتقاره وكرهه لها الى نهاية حتفها
كان زواجا بدون امل وكانت تعلم نهايتها لكنها ابت ان تصدق انه سياتي اليوم الذي ستفقد صورته فيها الى الابد والتي لن تمسها لن تستند اليها

استدارت والارتعاشة تهز كامل جسدها
وكيف لاتتصور المستقبل هي من نسجت خيال انه يضمها في ليلة ممطرة
تلى الارتعاش دموع بحر من الدموع الخالصة المهانة المسكينة التي بدات تتوسل عدم الخروج من عيون لاتستحق الدموع الا ان تختفي في دفئها





***********************



في المستشفى بالدار البيضاء

وبالضبط في الكافيتيريا



كان عثمان في قميص طويل اسود يزيد من تبيان رجولته للعيان
مع شربيل في اللون الابيض الناصع من صنع فاخر من الجلد
كان يجلس في مكانه وهالة من ضوء الشمس الساطع في ذالك الصباح تسترسل على شعره الاسود
ازال في تلك اللحظة نظارته السوداء الشمسية ووضعها قربه على المائدة بانت عليه نظرات فارغة
لايستطيع شيء في حياته سوى مسايرتها وعدم الوقوف في صف اية مشاعر قد تهين وتنقص من كرامته

نظر الى ساعته الفضية الكبيرة التي التمعت مع الوهج ونظر الى باب الكافيتيريا وفي تلك اللحظة بان الرجل اللذي كان ينتظر وصوله ابوا الهام

اقترب الرجل الكهل الى مائدة عثمان الذي وقف بطوله في انتظاره وسلم عليه وهو يقول:
- كيف حالها عمي ؟

قال الرجل :
- يقول الطبيب انها ستخرج اليوم من غرفة العناية وسنتمكن من زيارتها

ابتسم عثمان للسعادة التي ضهرت على الاب وهو يتحدث وغير مصدق للنعمة التي اعطاه الله
فتناسى الموضوع الذي اراده من اجله عثمان:

- بني استميحك عذرا لقد انجرفة في فرحتي على بنيتي ونسيت انك اردتني لتحدثني فتفضل بالكلام

قال عثمان يريح ظهره ويستريح اكثر في جلسته :
- اردتك يا عمي فعلا فالموضوع يخص ابنتك الهام واتمنى ان تصغي الى ما ساقوله لانه مهم

قال الرجل باهتمام واثق :
- حسنا انا كلي آذان صاغية...اسمع





*****************



في القصر



كان هذا الصباح القصر هادئا
فمعضم الرجال قد خرجوا باكرا
والجد ايضا الذي بعد عودته من سفره متعبا قرر ان يقوم بجولة ويظهر حضوره وراء احفاده على العمال وقد خرج مع سليمان وسعيد اما عبد الصمد فقد بقي في المنزل لانه فضل ان يطلع امه وهي وحيدة على مستجدات حياته



في جناح سعيد


كانت عبير ولاول مرة ترفض النزول فكانت عادتها ان تنزل باكرا بعد نزول زوجها لكي تساعد في تحضير الافطار واكمال الواجبات مع امها وحماتها
لكنها ظلت كما هي يومان مرا على تخاصمهما
لاحظت فيها تغيرا جذريا سعيد الاول في بداية الزواج تحول الى قطعة ثلج مغلفة بالجليد باحكام
اين هو الرجل العاشق الولهان
هل تكون قد ظلمته واخطأت في حقه
يدخل متاخرا جدا حتى انه لايترك حركة وراءه لاتشعر بوجوده وبذلك تذهب مع الريح كل رغبة لها في رؤيته ولو حتى من بعيد
لا صدف تجمعهما ولانفس منه تشعر به قريبا منها
اين هو فعلا اين تسبح به افكاره
ماتحلله الان انه ولابد تلك سميرة كذبت
الم يعترف لها من قبل بانه يحبها ويموت حبا بها؟
الم يعترف بانه كان انسان منفلتا وفي ثاني يوم من زواجهما؟
كان صريحا معها لربما ما ارته وقالته تلك المرأة كان في الماضي قبل مجيئها هي
لكن ما يؤلمها ان تلك المراة كانت عشيقته
ما ينحرها ويشد على اوتارها انها عرفته
تمنت الا تعرف ابدا شكل النساء في حياته
فرغم انها تقبلت انه كان منفلتا الا ان الواقع في ذلك مر مرارة العلقم
ان يبقى المرأ جاهلا في بعض الامور يجعل حياته تشع نورا بشكل غريب راحة لامثيل لها
لكنها لاتتمكن من ضحد المراة من تفكيرها الان لاتستطيع

رمت الغطاء عنها وازاحت الستارة لتخرج من سريرها
اقتربت من مكان نومه حتى ان هته الستارة لم تزحزح فلم تعد تراه حتى من بعيد نائما
ازاحتها واقتربت من مكان نومه
واضطجعت فيه تلف نفسها في عطره ودفئه الذي خلفه
وتغمض عيونها في احلام تشفي هذا الغم من مكانه



في الاسفل



توقف عبد الصمد قرب باب المطبخ ودخله بعد ان طرقه

- صباحكم خير يا احلى البنات

ضحكت مليكة تقول:
- بنات اول مرة ارى شابا يصبح علينا يا بنات صغرتنا كم سنة بالضبط؟

قال يقبل راس عمته:
- تبدين انت وامي ما شاء الله في ريعان شبابكن

قالت فاطمة تضع فنجان القهوة الممزوجة بالحليب الذي ياتى به من المزرعة محلوبا طازجا من البقر:
- انت أليس لديك عمل ؟

اقترب منها يقبلها على خدها:
- امي اريدك في امر لن آخد من وقتك الكثير

قالت لمليكة امامه تشير اليه:
- ارأيت اولادي اصبحوا يريدون فقط ...لا يعرفون العطاء

ضحكت مليكة وجذب عبد الصمد امه من يدها برفق واخدها معه الى مجلس النساء اجلسها ووقف يقول:
- امي الحبيبة تدرين والكل ان زواجي سيقام في اواخر الصيف اليس كذلك؟

قال فاطمة تغضن جبينها باهتمام:
- اجل... لماذا؟

قال عبد الصمد بشيء من التردد:
- لقد قررت ان اتزوج الاسبوع المقبل ...وارجوك امي لا تسالي الامر وما فيه ان القصة صعب شرحها الان لكني...

قاطعته امه:
- كيف ؟؟؟ لكن اتدري معنى كلامك يا عبد الصمد اننا يجب ان نضاعف سرعتنا ومجهودنا في التجهيز

ركع قرب امه يمسك يديها ويقبلها:
- امي ثقي بي الامر لو كان بيدي لانتظرت الى موعد الذي سبق وحددناه لكن المشكل الذي طرأ يستدعيني الى الاسراع في الزواج واعطيك يا امي كامل الصلاحية في تحمله ارجوك يا امي حاولي فهمي

قالت فاطمة تطأطا راسها:
- احاول فهمك انت واخوتك فلا استطيع
اتضنني غافلة عما يجول في هذا المنزل ...اولا سفر ثريا وحدها دون استشارة احد سوى زوجها كما لو كانت تعيش وحيدة هنا ...ثانيا ارى تغيرا في تصرفات سعيد هذين اليومين يعود حتى ساعة متاخرة من الليل وبسيارته الشيء الذي كان قد تخلى عنه منذ مدة زواجه كلها...وثالثا انت عليك على الاقل تفسير المشكل لكي اقتنع فانا لاانوي اقامة عرس يتشمة الناس في به


نهض عبد الصمد وقد تغيرت ملامحه وهو لايدري ما ستأول اليه حياته بعد اليوم لتغير ضروف زوجته لكنه قال:
- ساخبرك باختصار امي لكن عديني الا تتسرعي في حكمك عليهم فهي مهما كانت حياتهم الشخصية وانا الان زوجها وعلي ان اقف معها في محنتها الى ان تسوى الامور بينها وبين والديها

سالته والفضول يكاد يقفز من عيونها:
- وما الذي بينها وبين والديها؟؟

قال عبد الصمد يتكئ على مائدة الاكل
- هند ليست بالابنة البيولوجية لسي محمد اي انها ليست ابنته فعلا لم تلدها لا رشيدة ولاهو من امراة اخرى لقد ربياها وهي ابنة عائلة فقيرة لكن هذا لايمنع انها لاتزال ابنة السي محمد فالاسم هو الاسم


اصابت ام عبد الصمد صعقة امتزجت بشيء من عدم الفهم ونفور من العائلة بطريقة مفاجئة :
- ليست ابنتهم لكن لما اخفو عنا ذلك... لما؟

قال عبد الصمد بهدوء:
- لان هند ما كانت تعلم شيء
ضروفهم يا امي قاسية في هذه الاثناء اريد ان اتزوجها في حفل بسيط هناك واجلبها الى القصر علني استطيع تسوية هذا الخلاف واتمنى فعلا الا احتاج الى ذلك

بدى الامتعاض الشديد على وجه امه
لطالما حلمت بان ابنها الفارس المنصوري يتزوج بامرأة تليق مقاما به
كانت تعلم جيدا انه في الجمال يغلب اخوته بحيث يتبعه عثمان في ذلك
كم كانت تخاف عليه من تلك الاجنبيات اللواتي كانت تلتففن عليه كانت تخاف بان يدخل باحداهن في يوم الى القصر لدى فضلت ان تسرع في تزويجه وتحصينه
نظرت بعين فاحصة الى هند ووجدتها مرضية فعلا قوام وجمال
لكن الاصل اصلها ليس مرتبطا سوى فوق الورق بسي محمد اذا صادف وعلم اي احد بحقيقتها فقد تدمر صورة العائلة التي تشكلت عبر الزمن لايرتبط باصل هذه العائلة سوى من هم اهل لها


شعرت وكان الارض تدور حولها امسكت راسها بين يدها

قال عبد الصمد يجلس قرب امه يمسك يدها:
- امي ماذا بك ...هل انت بخير هل يالمك راسك؟

قالت تنظر اليه وفي عيونها تصميم:
- بني لست ادري ما ساقوله....اولا لن احرمك منها ان كنت تريدها لكن على الا يعلم احد باصلها ...ان صادف ووصل خبر ان اصلها من عائلة فقيرة الى احدهم فستطلقها

نهض عبد الصمد وقد علت الدهشة وجهه وبدى فكه في غاية التوتر
فشعر ببعض الامل في طلب امه لدى قال ليقفل الموضوع ويخرج:
- لاتخافي امي تلك المرأة زوجتي الى الابد ولن يعلم احد باصلها ان كان هذا سيرضيك

نظرت اليه وابتسمت غصبا عنها فهي تحب ما هو خير لاولادها:
- انا يا حبيبي ...يا بني تعرف انك واخوتك من اعشق واتمنى لكم ما تحبون
المهم لاتنسى شرطي واعتبر طلبك منذ الان مقبولا
ولاتحمل هما فزواجك في الاسبوع المقبل ..الحمد لله اننا لم نرسل الدعوات بعد ...هيا اذهب وانا ساتولى الامور

انحنى على راسها يقبله وخرج متوجها الى عمله
خرج وقد لاحظ ان سيارة جولييت غير موجودة لكن لفترة وجيزة فقط
فقد تغيرة وجهة افكاره الى المراة الوحيدة التي يتمناه حتى الالم ويتمنى فعلا الا يتسرب امر اصلها لان ذلك سيدمر له حياته وحياتها




في الاصطبلات


وبالخصوص مكان الحصانين الخاصين بجولييت الطويلة المغناجة
دخلت تتسحب دون ان يراها احد
ذكية رغم جمالها المزيف الذي تغدق عليه من كل وقتها فتبدو كالبهلوان لكن بدون ان نكذب على انفسنا
فاصحاب الانفس الضعيفة يرون ما نراه مزيفا على انه الشيء الاكثر سحرا وروعة وهذه مجرد نظرية مني ولكم واسع النظر

اقتربت جولييت بحذائها العالي الذي تعودت على الجري به حتى دون ان تكسر اقدامها البيضاااء
ونظرت الى الفرسين اللذان فصلا كل واحد منهما في جهة جذبت من جيبها شيء وضعت منه في كلتا يديها واكلته الى الحصانين
وخرجت بسرعة تتاكد من انه لم يلمحها احد
ارادت ان تكمل لعبتها رغم ان الوقت الذي طلب فيه عبد الصمد البقاء في المزرعة قد نفذ ومكتوب للحصانين انهما سيخرجان غذا لكن
سنرى بعد ان يتورط عبد الصمد في تسميم الاحصنة وليس موتها طبعا كيف سيضطر لارضاءها وابقاءها هنا مدة اطول





*******************


في المستشفى





اخرج عثمان تنهيدة تنم عن تفكير في الوضع وكيف سيخبر الرجل امامه:
- عمي عليك ان تعلم بان المتبرع بالقلب يطلب ذهاب ابنتك معه الى الخارج في فترة نقاهة تقضيها هناك لكي تسترجع صحتها
اخبرته انا من بعد اذنك انني ساذهب معها فقط لكي اضعه تحت التجربة فان كان صادقا لن يرفض ولم يرفض طبعا
لكن بطبيعة الحال لايمكن لالهام الا ان تذهب ومعها محرم وقبل ان اقرر شيء اردت اخبارك بالامر في حالة وجدت انه يمكن لاحد معارفك او اي شخص اخر الذهاب معها فسكون هذا قرارك طبعا فانت والدها


الرجل شعر ببعض التحفظ لم يكن ليحبذ ذهاب ابنته لكنه الف بعدها طيلة السنة في مدينة او بالاحرى قرية بعيدة تسكنها وحدها لدى قال :
- ليس لدي سوى اخ واحد وهو ليس هنا فلديه اعماله واشغاله لم تكن في يوم العلاقة بيننا جيدة لكن انا املك جواز سفر يخولني الذهاب معها ولكني لا اعرف كيف ساخرج الاوراق التي ستساعدني على السفر واياها

قال عثمان وقد توضحت الامور الان:
- اذن حضرتك لاتمانع ذهابها هناك؟
لكن على ان تذهب انت معها يمكنني ان اساعدك وهي في اخراج الفيزا في وقت وجيز لدي اصدقاء في القنصلية سيساعدونكم في ذلك ...لا عليك ساتكلف بالامر

قال الرجل يشكره:
- اشكرك بني اعرف اننا اثقلنا عليك كثيرا فلسنا ندري كيف لنا ان نرد لك الجميل هذا

ابتسم عثمان يعيد ارتداء نظارتيه السوداوين:
- لاعليك لاتشكرني فانت بمثابة ابي ...هيا ماذا تطلب للافطار انجرفنا في الحديث




بعد اخراج الهام من غرفة الانعاش
كانت تعاني من اثار العملية وتعبها لدى فضلوا ان يزوروها في وقت آخر حيث تكون قد اصبحت افضل حالا
حتى عصام الذي كان يطلع على حالها كان قلقا حقا
يدري انه شديد القلق وشيء جديد يشده اليها
ولم يغفل لحظة عن عائلته التي اخد ياخد اخبارهم من ميغيل
وعلم بذلك عن استعادة امه بعضا من توازنها بعد تقبلها للوضع
و اخته التي لم تبخل بمد يد العون لها ان احتاجتها




**********************



في القصر



بعد مدة من بقائها في جناحا
نزلت عبير بعد اخدها لحمام بارد في هذا الحر والذي انعشها منه
وارتدت حجابا ورديا وفستانا ورديا كذلك
لم تنزل الا في ساعة الغذاء رغم انها لم تفطر الا انها احست انها تريد اكل شيء يسد عليها زقزقات بطنها المزعجة

نزلت الى الاسفل ورات امها تحضر مائدة مجلس النساء وقالت ترفع يديها:
- واخيرا ابنتي نزلت ...ارحتني كنت ساصعد لاجرك الى الاسفل فاطمة خرجت منذ مدة تدرين ان عبد الصمد قرب زواجه في الاسبوع المقبل

ازاح هذا الخبر بعض الغم عن راس عبير:
- حقيقة؟ لكن لماذا هذه السرعة؟

قالت الام :
- ساخبرك ساحضر السلطة فقط واعود

انتظرت عبير امها الى ان جلست قربها لتشرعا في الاكل
فقالت عبير :
- امي قبل ان تكملي الم ياتي الرجال للاكل اليوم؟

اجابتها امها :
- المنزل فارغ لاتوجد سوانا فيه
ذهب جدك وزوجك الى القرية لربما عزمه احدهم او شيء ما لست ادري اذا جاء زوجك اسأليه...
لاكمل لك اخبرتني انه قرب الزواج فقط لانه لايحتاج الى كل تلك الترتيبات فهو يريدها في القصر بسرعة ...لا اظن ان شباب اليوم عاد عندهم ادنى صبر

قالت عبير وهي تضع يديها في حضنها دون ان تلمس الطعام:
- هل اتصلت بثريا ؟

اجابتها امها تحرك راسها بالايجاب:
- ورغم ذلك لم تجبني لابد من انها ضحدت الهاتف من سفرها اظن ان عثمان ذهب اليها كما اعتقد ويمضيان شهر عسلهما على راحة تامة

اخرجت عبير تنهيدة متحشرجة فنظرت اليها امها تسال:
- مابك صغيرتي لما لاتاكلين ؟

قالت عبير لامها بكل صراحة:
- حصل شجار بيني وبين سعيد امي اعلم انه شيء لربما تافه لكن لست ادري اتمنى فقط ان لاتخبري حماتي بشيء

غلفت الجدية وجه مليكة:
- وتدرين انني كنت انتظر فقط ان تخبريني انت وثريا عن اي شيء في زواجكما لاقوم بما علي فعله اي النصح
ماذا الان ما المشكلة تكلمي فلن يسمعنا احد؟

قالت عبير تسند ظهرها على المخدة:
- لقد صارحني سعيد بانه كان من قبل ...لست ادري ان كان من الصواب اخبارك بهذا لكن احس انني سانفجر
اولا في بداية زواجنا اخبرني انه كان على علاقة بالنساءو بالخمر ايضا
لاتنظري الي هكذا هو لم يعد اليه منذ زواجنا لاتخافي
انه انسان شهم وو....ولكن قبل ثلاثة ايام اتت احداهن الي على طريقي الى الاراضي واخبرتني بانها على علاقة به لحد الان ...امي اكاد ابكي ..انا لااريد ان انقص من صورته امامك لكنك امي وانا زوجته ولن اسمح بان يتخلى عني من اجل اخرى اخبريني ماذا افعل؟

قالت مليكة والجدية والصرامة بادية على كل ملامحها:
- هو اعترف بانه تخلى عن الاثنين اليس كذلك اذن لما انت تصدقين فاسدة تغار منك ....اعلم انه صعب على المراة لقاء من كن في حياة زوجها من قبل
لكن سعيد انا اعرفه واحبه لايمكنني ان اضع اللوم على طريقة سير حياته اجل لربما كان ...ككل الرجال عليك ان تعرفي انه لم يكن محصنا بزوجة جميلة مثلك وهو شاب كامل الرجولة ان هو لم يقترب من تلك الامور فعلى الارجح ستتقرب منه احداهن وتضعف نفسه
مهما كان يا ابنتي ومهما فعل الرجل لايعاب
عليك انت فقط ان تعرفي مفتاح الغازه وبهذا سيبقى زوجا محبا طيلة حياته
الماضي انسيه وركزي على اعترافه فهذا شيء قلة من الرجال يفعلونه
ولانه الرجل الانسب لك ....
اخبريني ما الذي فعله عندما علم بلقائك بتلك الحقيرة؟؟

قالت عبير تخفض نظرها خجلى:
- اراد مني ان اصدقه انه لم يقرب غيري منذ زواجنا والله ويحلف انه يحبني بصدق لكن رغم ذلك ....

قالت مليكة تمسك يد ابنتها:
- يا ابنتي انت صغيرة وجاهلة في هته الامور خذي نصيحتي وحاولي مصالحته رغم الشك ففي الاخير ستتاكدين بغريزتك انه لايعاشر غيرك ثقي بنفسك ومقدرتك على ذلك


رغم كلام امها احست عبير بشيء يمنعها من مصالحته لربما تعودة الدلال الزائد عن حده لدى تنتظر ان يبادر بالكلام فتعتذر بعد ذلك شيء يرضي غرورها






********************




في الاصطبلات



هم عبد الصمد والتجهم باد على وجهه بدخول مكتبه شبه عاصف
بلباس الركوب المتكون من سروال وبوط اسود وقميص في الابيض المتناقض مع سمرته
اقترب من مكتبه وجولييت تتبعه وهي تجلس على الكرسي الجلدي امام المكتب بينما هو يجلس وراء مكتبه
مغتاضا من صوت نحيبها وكانه موسيقى مزعجة حقا

قال بعد ان شعر بان الوضع يستفز عصبيته:
- ارجوك يا انسة جولييت الافضل ان تتمالكي نفسك ترين ان الطبيب يسيطر على الوضع فلاتكدري نفسك

قالت تمسح دموعها باظافرها المطلية:
- اعرف ابد الصمد لكن الوضع يصعب احتماله اتمنى ان اعود الى المزرعة الاخرى بسرعة لانني اشتقت لجوها الرائع لكن هذا لايمنع ان اقول انني فعلا استمتع هنا معك في الاصطبلات واوضاع العمل تسليني هنا ...لكن...

بدأ يتجاهلها عبد الصمد وهو يتصفح الروجيستر امامه ليلهي نفسه عن الغضب الذي يعصف به
اولا لايستطيع فعل شيء لان ما حصل حصل في مزرعته
ولاينوي الحصول على مشاكل زيادة
وما يفنيه هو اسمه المبتدل من فمها يكره الوضع مايجعله هكذا حاقدا على الجنس اللطيف الاجنبي انه اصبح يشعر بالغثيان من كثرة العلاقات القديمة في حياته فلم يحصل ان استمالته في ذلك الوقت غير الاجنبيات يستغفر ربه كثيرا لانه فعلا كان في ذلك الوضع ويحمد الله لانه اطال في عمره ليصلح خطأه بزواج بات يشعره بشعور انه انقى واطهر واصفى بكل المعايير وكان كنزه لايتمتع بمثله احد
وما يوتره اكثر وضع حبيبته فهل سينتهي كل شيء على ما يرام هذا مايتمناه
لايعرف بالتحديد ان خرج الوضع عن السيطرة كيف سيكون ردة فعله ومع اي اتجاه

قالت جولييت وهي تلاحظ سهوه على الروجيستر:
- هل قلت مايزعجك ابد انا فعلا لم اقصد

قال ينتبه لها اخيرا:
- لا اخبرتك قبلا اننا ناسف للوضع الذي نجهل من فاعله بالضبط لكن سنتكلف بضيافتك على احسن وجه الى ان تعافى الاحصنة

ابتسمت ترمش له بعيونها وابتسامة جريئة اكثر منها بريئة فوق شفاهها
حول نظره عنها فقد بهت لجرائتها دخل في تلك اللحظة الطبيب البيطري

قال عبد الصمد بصوت صارم:
- كيف حالها هل استطعت معرفة علتها؟

قال عمر :
- لا سيدي لكن ما ساقوله ان ما اعطي لها كان كفيلا باتعاب عضلاتها بشدة ستبقى تحت العناية لمدة تزيد عن الاسبوعين هذا ما قدرته ..هذا بطبيعة الحال ان لم تمت وهذا ما ساسعى سيدي لعدم حصوله

قالت جولييت وهي الادرى بعملها فهي اذكى منهما طبعا بما انها من سممت حصانين يساويان ثروة لكن كما يامن الغربيون
المال يجلب المال
قررت المغامرة بالاحصنة لتلعب لعبة الاغراء وان تحاول الاطاحة بعبد الصمد عله يكون صيدا زهيدا

- يا الهي رب السماوات كيف تموت ؟؟؟؟
لكن غير معقول اتمنى الا يحصل ذلك

قال البيطري وقد شاهد علامات الامتعاض على سيده:
- لا يا انسة هذا احتمال وارد فقط وليس مؤكد مادامت الاحصنة بين يدي فاعدك بانها ستبقى على خير ان شاء الله

استمع عبد الصمد للكلام وهو غير قادر على التقاط شيء في الهواء يبدو وكانه يصل الى استنتاج ما احساس في بعض الاحيان يحصل معنا لكن سبحان الله نفقده بسهولة
قال وقد تناسى شعوره:
- حسنا اذهب لعملك عمر شكرا لك

- لاشكر على واجب سيدي

قال عبد الصمد ينهض من مكتبه يحمل سوطه ويقول :
- اعتبري نفسك في مزرعتك لدي امر مهم علي فعله

قالت بسرعة تقترب من مكان وقوفه:
- هل آتي معك

ابتعد ببخفة ينزل الدرجات في الخارج :
- لا سازور زوجتي ليس داع منك ان تاتي استمتعي بوقتك

نظرت جولييت وعيونها تقدح شررا منذ ان ذكر زوجتي
تريد ان تلفت انتباهه باي طريقة لكن كيف؟؟؟
ابتسمت وهي تدري انها ما ان تسال شيطانها الكافر حتى تاتيها الفكرة على وجه السرعة لانها تعودت المماطلة والالاعيب




*****************




في صباح يوم الخميس

بالساعة التاسعة
في مدينة طنجة الساحلية




كانت العمة في الاسفل تغسل اواني الافطار فبعد ان شعرت بابنة اخيها تتعافى طلبت منها بعد الافطار الذهاب لكي ترتدي ملابسها وترتاح قليلا الى ان تنهي اشغال البيت الصغير القليلة
بعد ان اعادت كل الاواني الى مكانها ازالت وزرة العمل الصفراء بزهورها البرتقالية ووضعتها على كرسي قرب المائدة في المطبخ واسرعت في ارتقاء السلم الذي قادها الى فوق حيث ثلاث غرف للضيوف مع غرفتها هي
فالغرف الكثيرة في بيتها ليست الا لانها تستقبل لديها صديقاتها الفنانات الاندلسيات

عندما وصلت الى غرفة ثريا وجدتها قد جلست امام المرآة القديمة فوق منضدة خشبية قديمة ايضا لكن بزخارف جميلة
قامت ثريا بتتبيت شعرها الاحمر بعد ان مشطته كعكة فوق راسها ووضعت حجابها ومن ثم نقابها واخدت تتفقد محتويات حقيبة يدها

قالت عمتها التي اخدت جلبابها من الغرفة المجاورة وارتدته :
- سنذهب الى دكتورة شاطرة رغم انها متواضعة لكنها فعلا شاطرة في ميدانها

اجابت ثريا وهي تضع بعض المناديل الورقية في الحقيبة مع الهاتف
وهي تتفقد محتوى محفظتها الذهبية الراقية
- اجل عمتي اثق بك على اي حال ليست سوى نوبات استفراغ اضنها من تقلبات معدتي لا اكثر

قالت عمتها وهي تلاحظ انها تجذب دفتر الشيكات من حقيبتها:
- بنيتي لاتحملي هذا معك انا من سيدفع

قالت ثريا مبتسمة لعمتها :
- لاعمتي حان الوقت الذي ساستعمل فيه المال الذي ورثته من والدي سيكفيني لمدة طويلة وابدا لن اضيف من اعبائي عليك هيا فلنذهب

تنهدت عمتها تنظر اليها بحنان وتتسائل كيف لرجل مثل ذلك الرجل ان يتخلى عنها لم ترى لقلبها مثيلا ماشاء الله

وهما تنزلان الدرج قالت ثريا:
- آخر مرة كنت فيها بافران اتيت بسيارة الجيب وللاسف اخدها مني عثمان لربما ترك الاخرى في الدار البيضاء واتى في القطار السريع تصرفاته غريبة حقا

كان عثمان قد ترك السيارة مع والد الهام لكي يسهل عليهم التنقل من المستشفى الى الفندق

قالت عمتها تجيبها وهي تعلم سبب قولها ذاك:
- لاتحملي هما سناخذ سيارة تاكسي صغيرة وسنصل في ضرف خمس دقائق ليست الدكتورة بعيدة كثيرا...تدرين انا اصر بعد ان نطمئن عليك ان نذهب الى البحر قليلا لتغيري وتنضفي راتيك ببحرنا سيعجبك متاكدة من ذلك

قالت ثريا تجيبها:
- طبعا اعرف فلقد كنا هنا في طنجة لكن في منطقة مختلفة تماما وبعيدة وهذا احد الاسباب الذي جعلنا لاناتي اليك دائما

بعد ان استقلتا السيارة العامة كان فعلا الموعد الذي ذكرته عمتها دقيقا
بحيث وصلوا بعد خمس دقائق ما اعجب ثريا في طنجة النضافة فلأنها مدينة تستقطب السياح الاجانب بكثرة والإسبان فاصبح مطلوبا من السكان تزيين واجهات بيوتهم دائما بالورود واصبح زائرها كما لو انه في بلاد اوربية جميلة وانيقة وقد لقبت بعروسة الشمال المغرب

صعدت العمة وثريا في مصعد قديم من طراز فرنسي يفتح يدويا كباب مقفل وليس تلقائيا
عند وصولهما الى الطابق الاخير خرجت الاتنتان منه واغلق الباب الثقيل وحده
واقتربت العمة تحث ثريا لتتبعها طرقت عمتها بابا كبيرا خشبيا وقد كانت هناك لوحة كتب عليها الدكتورة
ماري لاغوز فرنسية

قالت ثريا تسال عمتها:
- هل الدكتورة فرنسية ؟

ردت عمتها:
- اجل فرنسية هي الان في سن الثانية والخمسون لكنها تبدوا اصغر اما انا فاصغرها بعام

انبهرت ثريا تنظر الى عمتها وهي لاتصدق انها في ذلك السن فقطعت جملتهم الفتاة المغربية التي تستقبل الحالات

- تفضلا من فضلكما كيف حالك ؟

اجابت عمة ثريا بابتسامة للفتاة:
- بخير الحمد لله اعرفك ابنة اخي رحمه الله

- تشرفنا

ابتسمت لها ثريا تومئ وقالت العمة تسال الفتاة:
- هل الدكتورة لديها مريض

اجابت الفتاة:
- لا يمكنك الدخول عندها لكن اسرعي فستبدأ في استقبال مرضاها ابتدائا من العاشرة

دخلت ثريا وعمتها التي تكلمت مع صديقتها:
- صباح الخير لاغوز كيف حالك يا امراة ؟؟

رفعت المرأة الشقراء صاحبة عيون زرقاء حادة الى العمة وابتسمت:
- اهلا بالتي لاتزورني الا اذا كانت مريضة

ضحكت ثريا وعمتها واقتربت عمتها من الدكتورة تسلم عليها في وجهها:
- انا بخير يا غوز بخير

قالت ماري تانبها:
- إما ناديني لاغوز يا نفيسة او ماري لاتنقصي من اسمي

قالت نفيسة العمة:
- لا ساناديك بما يحلوا لي تقدمي يا ثريا وارفعي نقابك لتتعرف عليك غوز

اقتربت ثريا ورفعت نقابها ولاحظت ما كانت متاكدة منه فقالت الفرنسية:
- نفيسة ايتها الكاذبة متى ولدت هته الفتاة المسكينة وخبأتها عني طوال هته السنين تشبهك كثيرا

ضحكت نفيسة عمة ثريا وقالت :
- يا لك من مجنونة تذكرين عهدنا ...لارجال ...انا لحد الان لارجال الا اذا كنت انت خنت العهد

قالت الدكتورة:
- طبعا لا
فتجون
لم يترك قشة صغيرة تلعب بقلبي دفنه معه
كم حياتنا متشابهة ...لكن فعلا من هته الفتاة هل تقربك؟

قالت نفيسة:
- انها ابنة اخي والشبه اخدته منه لذى تشبهني اتيت عندك اليوم لانها مريضة اخبريها يا ثريا لتعرف حالتك

قالت ثريا اخيرا:
- انا يادكتورة اشعر عندما استيقض بالدوار وكان النجوم تحوم حولي وايضا اتقيئ وكانما بي التهاب ما
اتيتك تحت اصرار عمتي لولاها ما كنت هنا

قالت الدكتورة تقف لتقول لها:
- هيا اسبقيني لغرفة الفحص هناك

وضعت ثريا حقيبتها ونقابها على الكرسي وذهبت الى غرفة الفحص فبقيت المراتان نظرت كل منهما بحكم العشرة الطويلة كانت غوز تتحدث بلغة البلاد فقد تعلمتها بسرعة وبما ان نفيسة وهي صديقتا العمر اخترعتا لغة اسمها" الهوس" اكشف لكم اسرارنا
وهي لغتنا او اية لغة مقلوبة الامر صعب جدا في تعلمها لكن مع التعود يستطيع البعض فعلها
هذه اللغة نتحدث بها بيننا اذا حصل ووجدنا انفسنا في مازق وتنفع في غالبية الاحوال

قالت الفرنسية:
- له يه تجوزتم؟
تعني "
هل هي متزوجة؟

اجابت نفيسة بتنهيدة مقطبة :
- لجا
تعني"
اجل

فقالت الدكتورة غوز :
- ىرنس ام اهب
تعني"
سنرى ما سنفعله

اردفت نفيسة مغضنة الجبين:
- اهجوز ىلخت اهنع و نوكتس تنحم ول تناك لماح
تعني"
- زوجها تخلى عنها وستكون محنة لو كانت حامل

ردت الدكتورة تربت على كتفها:
- اهيلع نا اهريغف اوربص ىلع دئادش ربكا
تعني"
- عليها ان تصبر فغيرها صبروا على شدائد اكبر

كانت ثريا تحاول في الداخل سماع الحديث بينهما لكنها تاهت لاتدري ان كانتا تتحدثان ام ماذا بالضبط
ارتدت وزرة زرقاء وجلست على الكنبة البيضاء الباردة حتى دخلت الدكتورة التي فحصتها بخبرتها في الميدان

بعد انتهائ الفحص قالت الدكتورة التي بدت متجهمة:
- ارتدي يا ابنتي ملابسك واتبعيني

قالت ثريا والقلق يدب في اوصالها:
- حاضر دكتورة

خرجت الدكتورة التي جلست تتحدث بنفس اللغة الى صديقتها وبعدها توقفت الاتنتان على الكلام لرؤية القلق باد على محيا المراة التي اكملت ارتداء عبائتها

قالت الدكتورة وقد شعرت بان الفتاة مسكينة وقالت:
- تعالي اجلسي يا فتاتي انت جميلة حقا ولاتستحقين مثل هذه الملامح المتجهمة افردي وجهك بابتسامة متفائلة اولا

غصبا عنها ثريا ابتسمت واتبع ذلك كلام الدكتورة وهي تنحني على اوراقها:
- انت حامل بنيتي والطفل في مرحلة خطرة جدا بل وتحتاج منك الى عناية فائقة ولكن انت بامان كوني واثقة ...امسكي يدها يانفيسة

فعلت نفيسة ذلك لتشعر ثريا بانها لاتحلم وتشعرها بالثقة

اكملت الدكتورة :
- ساخبرك بشيء انت الان يجب عليك ان تشتري كل ما يلزمك لكي يكبر الطفل في بطنك بشكل سليم ...هل انت متزوجة من ابن خالك

قالت ثريا :
- اجل

ردت الدكتورة:
- في مثل هته الحالات قد تحصل تشوهات للطفل لان صلة الدم قريبة لكن مع التعليمات التي ساخبرك بها والفيتامينات المكملة للنمو الصغير لن يحصل شيء سيء كوني مطمئنة

انحنت عمتها تطل على ملامح ثريا وتقول مبتسمة برقة ودفئ وتضغط على يدها لتشعرها بالامان:
- عزيزتي ...الحمل امر عادي اجل انا لم اجربه لكنه اجمل ما قد يحصل لامراة

قالت ثريا بصوت خفيض وعيونها تترقرق فيها دموع الحزن:
- لكن هل سيكبر من دون اب يالي من جاهلة درين انني لم آكل منذ زواجي ولاحبة منع الحمل
لما لم افعل لما لم افكر في ذلك

قالت الدكتورة تنصحه:
- الراحة ثم الراحة يا ثريا يحتاج ابنك للراحة لانه لمن الممكن ان تفقديه في الشهور الثلاث الاولى لان ما لاحظته انك تعانين من سيالان طفيف من الدم وهذا يجعل حالك اسوء

قالت ثريا بخجل:
ماكنت اضنه امرا سيء بل لم افكر سوى في انها الدورة وهي متقطعة اشعر بالخوف الان

طمئنتها الدكتورة:
- ليس عليك من الخوف بل اسعدي اضحكي انشرحي وحتى ولو كنت حزينة حبيبتي اشتري مجلات مضحكة فهناك العديد منها واملأي فراغك بالقراءة الكتابة اي شيء لكن لاتختلي بهمومك وهذا يانفيسة من عملك حاولي ان تتاكدي انها ستبقى مشغولة ومرتاحة في ان واحد

اومئت نفيسة باجل
اخدت ثريا الاوراق منها وهي تمسكها وتشعر بانها غريبة والاكثر غرابة ما يحمله بطنها يتكون رويدا رويدا وهو يعاني ايضا يا للبيبي المسكين
وجدت نفسها تدعي ربها في نفسها كثيرا وتعد ان هي تمكنت من قيام الليل فقط الا يسقط ما في بطنها
جذبت دفتر الشيكات لكن الدكتورة رفضت بحدة فنهضت الاتنتان تشكرانها وتخرجان من المبنى
وحارت ثريا وسبحان الله سبحان مبدل الاحوال فمن مرض الى سعادة غامرة فاقت حزنها بقليل تعوض عنها غياب الحبيب





*********************




في الدار البيضاء


عثمان
لديه موعد في النيابة على الساعة العاشرة
انتهى من ارتداء سترته السوداء ورش العطر المفضل لديه على ملابسه واخد المفاتيح لينزل الى اسفل الفندق حيث خرج ببذلته المفصلة بدقة حيث اعطته هيبة وشموخا غريبا قوة وفي داخله ضعف يكبر ويكبر لها لكن من جهة اخرى سلاح الكبرياء فيه اقوى
فالى متى
الى اي حد يتمنع عن ممارسة حياته بطبيعية
الى متى يخنق روحه التي تعشق امتزاجها بروحها
الى متى يحرم على نفسه احلام اليقضة واحلام النوم
الى متى
يخترق التعب قلبه شيء فشيء يلهبه ويحرقه يعذب اوصاله ووجدانه ويتزوبع في دماءه الالم باستهتار
كائن يبدوا في نظرته ومظهره قمة في التوحش الهادئ لكنه على حافة انهيار من التفكير
يستطيع وهو في السيارة ان يحركها ويقودها حيث يريد لكنه ابدا لايستطيع ان يحول مشاعره المرهفة المتبلورة حولها لما تبدوا له هي الاميرة التي خرجت من زهرة منتعشة لما كان احمق وجاهلا حتى وقع في غرامها لما
يترف نفسه يعشق اظهار القوة واخفاء الضعف
لكن ما لم يفلح في فعله هو اخفاء ذلك الواقع المر المرير عن نفسه فآخر لقاء اظهر له ان قلبه قبل ان يلمسها حتى يكاد يفتت قفصه الصدري من شدة القرع كالطبول المجنونة في خفايا افريقيا الغريبة

يعشقها يحبها يهواها هو لم يحلم حتى بهذا القول وعندما كان يسمعه في اي مكان او زمان كان يمر عليه مرور الكرام كما لو انه من دون معنى خارج عن الواقع
لكنه الان يذبحه يعذبه انه المسجون في سجن الحب وهي مالكة المفتاح
صرخ راعدا يكاد يضرب شخصا على الطريق ضرب بكفه على المقود :

- تبا تبا تبا لهذا الوضع ...تبا له

اعتذر من الرجل وانطلق مجددا في طريقه الى موعده
يتمنى فعلا ان يركز على ما سيقوم به في هذا الاجتماع لانه سيجن لامحال
لكنه دو عزيمة قوية اتبت لنفسه انه سيتناساها لمدة العمل لديه وكونه انسان واثق من نفسه يترك له وراء تلك الثقة كما من الارهاق النفسي لانها عصفت ببساطة بكل كيانه وصدره القوي العريض
وكانه طفل لكنه رجل وعاشق متذمر ويدمر



****************



بطنجة الساحلية

في مساء ذلك اليوم بالساعة الخامسة
على ضفاف شاطئ



كانت تجلس كل من نفيسة وثريا على الرمال في مكان بعيد عن السياح الذين يسبحون
قالت ثريا ساهمة :
- الشمس برتقالية

قالت نفيسة تمسك بيد ثريا:
- ارى الحزن في عيونك يا ثريا هلى ارحت بال عمتك واخبرتني في ما تفكرين

قالت ثريا تنظر الى الرمال تحت اقدامها
المغلفة بجورب اسود شفاف
فقالت بعد تفكير:
- لن افعل شيء عمتي ساخفي عنه حملي لن يره ابدا اضن انني الان قد اعيش هنا معك ان لم تمانعي الامر
ساصرف على نفسي واستخدم شهادتي في عمل دو مركز قوي فلقد تخرجت برتبة عالية لاتخافي لن افعل سوى الرضاء بحكم الله عز وجل

خرجت التنهيدة حارة من جوف عمتها:
- انا لاامانع في بقائك عندي لكن الطفل حرام يا ثريا حرمانه من والده

وجدت ثريا نفسها تصرخ بدون وعي :
- ابوه ذاك....اخفضت صوتها...ابوه ياعمتي يضنني ***** ليس...هناك ماهو اسوء من الظلم انا عمتي ...انا مظلومة انا مذبوحة حتى الموت بكلامه ان يخرج من فم اي شخص لكنت تناسيت
لكنه من فم الشخص الذي اعشق كيف تريدين مني ان افكر في قول ذلك اتدلل له مرة اخرى ويقول عن ابني لقيط ماذا افعل بعد ذلك ...ماذا افعل قد اجن قد تنتهي حياتي وحياة هذا الصغير لذلك لن افعل شيء يعيد المياه العكرة الى مجاريها الافضل ان يرحل عني رغم عذابي فسانساه ولن اتذكره كثيرا الوقت سيشفيني وابني سيكون ظلي الوحيد في هذه الدنيا قد اكون سلبية في تفكيري لكن لربما هذه تجربة الحمد لله ان انا خرجت منها سالمة
علي اذن ان اعمل ان تستمر حياتي وان اتزوج مرة اخرى فالكثيرات فعلن ذلك ولم يحدث سوى ماكتب الله

قالت عمتها تتاسف:
- ياابنتي يملأ قلبي الالم لرؤيتك شابة في ريعان شبابك وتتاترين بهته المشاكل لاتفكري بعد اليوم ودعي الامر في يد الله فكري في الذي يسكن احشائك فهذا انت مسؤولة عليه لاتنسي

قالت ثريا :
- هذا ما سافعله ...عمتي هلا ذهبنا اشعر بالتعب

-حسنا عزيزتي هيا بنا



بعد وصولهم صعدت ثريا الى الطابق الثاني وتركت عمتها تحضر طعام العشاء ودخلت هي غرفتها وهي تشعر ان دموعها جفت وانعدمت وان شبح ابتسامة من القلب يعلو شفاهها
وهي تقيم بطنها التي لم تكن في يوم مهترئة
ستتخد شكلا دائريا بعد شهور
لكن الرعب دب في جوانحها عندما تذكرت كلام الدكتورة عن التشوهات وفقدانه وتوقفت على انه هو الله سبحانه قادر على الاعتناء باي شخص على كوكب الارض
سترضى بحكمه وستدعي ان يحفظ ابنها ويحفظها له
وان يكون ذرية صالحة حنونة طيبة القلب بريئة
لاتجرح كابيها ولاتظلم كابيها


في الاسفل بعد ان انتهت الاتنتان من طعام العشاء جائت صديقات نفيسة
واخدن في التدريب على الاغاني الاندلسية بالدف والعود
وهي جلست في مقابلة النافذة المطلة على المدينة واضواءها المتلألأة وتفكر به رغم انه بعيد عنها ولربما هي بعيدة عن مكان النبض في صدره وكذا افكاره وحنينه الا انها تعيش في الخفاء والافكار في دفئ ذكراه




في اليوم التالي



بدى فجرا هادئا على المدينة الخلابة
استفاقت غصبا عنها ثريا في الصباح الباكر وقد استطاعت الاغتسال والوضوء للصلاة وقراءة القرآن الحكيم وشعرت بنفسها وكانها مع كلام الله ترتاح وترتاح وترتفع الى السماوات وترفرف شعرت بخفة في اوصالها وحياة ونشاط سبحان الله مشاعر رائعة هي تلك السعادة الربانية

نهضت ولاول مرة تنزل باكرا قبل عمتها وشرعت في تحضير الافطار الصباحي
وصنعت بعض العجة بالبيض والتوابل الحارة التي اشتهتها وايضا صنعت الشاي بروية لكي يكون اول شاي جيد تتذوق منه عمتها


بعد انتهائها حضرت المائدة وصعدت الى غرفتها
اقتربت من المنضدة ورفعت عنها الحجاب لتقوم بتمشيط شعرها
ذهلت لانها ترى شعرها يتساقط بتلك الكمية وذعرت

سمعت وراءها عمتها :
- صباح الخير على ابنة الغالي

ابتسمت ثريا لعمتها وقالت :
- عمتي حبيبتي صباح الخيرات عليك يا اعظم عمة اخبريني كيف نمت

ضحكت العمة:
- تسالينني ...نمت جيدا في الحقيقة انا من يجب عليه سؤالك وانت ؟

قالت ثريا بخفة لم تعهدها في نفسها:
- انا نمت افضل من جيد الحمد لله انه الطفل الشقي يحب ان يهدي امه ساعات من الراحة يحب الكسل ...عمتي انظري الى شعري في نظرك الحمل السبب


قالت نفيسة :
- انه كذلك لكن اعتني به فقط وسيمر ذلك سانزل لتحضير الفطور انت استريحي انزلي وافتحي التلفاز اذا اردت ذلك

قالت ثريا تلحق عليها
بمنامتها الحريرية السوداء

- عمتي لقد حضرت الافطار انا اعرف انك متعبة من العمل لدى قررت فعله بنفسي

تحدثت عمتها بدهشة:
- لا من فضلك حاولي الا تجهدي على نفسك كثيرا الطفل في مرحلة حساسة نريده قويا




على المائدة

سالت ثريا بمرح:
- هل تاتين معي عمتي الى السوق التجاري لكي اشتري بعض الملابس الصغيرة لاتدرين كم ...كم اريد ان اشتري منها

الم بعض الخوف بقلب العمة فهي بقدر ماتريد ان تشارك ابنة اخيها الفرحة بقدر ماتريد ان تجعلها تتروى الى ان تتاكد من ان الحمل تابت لكنها قالت بابتسامة:
- بالطبع لكن بنيتي اليس مبكرا بعض الشيء

قالت ثريا وغمامة من الحزن تغشى عيونها:
- اخاف فقدانه يا عمتي...
اريد ان اشبع من هذه الفرحة عسى ربي الكريم بها ان يشفي مافي صدري
ولاتخافي فالله كبير رحيم ادعوه كثيرا منذ ان علمت بالحمل
وسادعوه الى حين الولادة هو بقدر كرمه مستجيب للدعاء... اتخلى عن كل شيء... فقط ان يبقى ابني على قيد الحياة


قالت العمة التي اغبنها الوضع:
- سنذهب الى سوق اعرفه فقد سبق وذهبت اليه لشراء ملابس لي ولاحظت ان هناك الكثير للاطفال الصغار

ابتسمت ثريا بين دموعها واخفضت راسها تتمتم في روحها المرتبطة بذلك الجنين ان يكمل الله فرحتها وان يدع الصغير يرى النور في دنياها فهي تحتاجه



ارتدت ثريا عبائة زرقاء قاتمة ومعها نقابها وحملت حقيبة بلون ازرق شاحب من الجينز راقية في صنعها حملت هاتفها ولاحظت انه مطفئ لكن متى اطفئته اشعلته وتوصلت بعدة ميساجات وعدة اتصالات من القصر ومن اختها لابد من انهم قلقون لكن ما احزنها ان من تعشقه بشدة لم يفكر بها حتى ولو باتصال خاطئ

شغلت الهاتف ووضعته في الشاحن لان البطارية هي من اطفئه
ركبت رقم اختها فهي الاقرب لعلها تخبرها بما يستجد هناك انتظرت للحظات


في جناح سعيد

كانت عبير ترتب له سريره عندما رن هاتفها
اقتربت من الهاتف ونظرت الى الرقم وشعرت بالسعادة وكان جبلا انزاح من القلق على نفسها

قالت ثريا التي جلست تنتظر عمتها حتى تحضر نفسها:
- السلام عليكم

قالت عبير بصوت مخنوق وقد شعرت لمدة طويلة بتانيب الضمير وقد اخفت القلق الذي كان ينهشها عنهم وعن امها:
- وعليكم السلام ثريا اختي كيف حالك يا عزيزتي اخبريني ما الذي حصل معك هل تقبل عثمان الوضع خفت ان ...ان ..يكون قد قتلك

قالت ثريا تبتسم بشحوب:
- ولربما لو فعل....لا... لاتفكري هكذا
ليس مجنونا ليلطخ يديه بدمي فهو يعرف ربه وعقاب ذلك
انا بخير تدرين انني عند عمتي نفيسة التي لم نرها منذ زمن

قالت عبير باندهاش :
- ولكن ما الذي جيئ بك اليها

قالت ثريا بحمحمة:
- لقد افترقت و عثمان الم تعلموا للان؟؟
لم يخبر احدا؟؟
ظننته فعل ولذلك الاتصالات ملأت هاتفي
على اي حال انت تعرفين الان والاجدر الاتخبري احدا شيء
حتى يتحدث هو بنفسه وجدت انه لايصلح لي ولا انا اصلح له...وانا حامل


كانت عبير في حاجة الى الهواء بدل من ثريا التي تعاني كل هذا شعرت ان مشكلتها مع سعيد لاتضاهي ضخامة المشكل مع اختها لدى قالت:
- آآآآآه يا اختي المسكينة انه لسيء ومجحف ما يحصل معك لكن الله وحده من يعوض حبيبتي اعانك الله....ستصبحين اما وانا خالة هذا جميل ورائع

ابتسمت ثريا وقالت :
- ادعي لي بالحفظ ارجوك لاتنسيني وان سالوك عني وعنه اخبريهم اننا بخير فقط لاشيء آخر اصلا هو لايعلم بالحمل ولا اظنه سيصدق انه ابنه لدى من الافضل الكتمان مفهوم ....سلمي على امي السلام عليكم ساتصل بك لاحقا ساخرج الان .


بعد ان اتت اليها عمتها خرجتا من المنزل الذي قامت باغلاقه عمتها باحكام وذهبتا لتستقلا سيارة تاكسي والتي حملتهما الى المحلات التجارية في السوق
واعجب ثريا كثيرا بنظام الامور فيها وجمال الالبسة الصغيرة الصغيرة جدا حتى ظنتها تصلح للعرائس التي تلعب بها البنات
اختارت كما هائلا من الملابس لفصل الشتاء القادم الوانا زاهية للبنات والوانا غامقة للصبيان والوانا تتماشى مع الاتنين شعرت انها تود اخد كل شيء لكنها حافظت على توازنها فلاتنوي خسارة كل المال ويضل الكثير الكثير مما تحتاجه ناقصا


بعد انتهاء جولتهم عادتا الى البيت
محملتان بالالبسة الرائعة والاحذية الصغيرة الصوفية ايضا جلست ثريا في غرفتها وهي تنظر الى كل ما جلبته معها وحنان متدفق يريد العبور منها الى الجنين في بطنها تريد ان تمنح ما تملكه منه كله للجنين
فهي تحتاج لتبادل الحب ان تعطي وان تحصل عليه ايضا
كم تتخيله بين ذراعيها ينام بحضنها يبقى في الصورة مكان الاب فارغا لكنها ستمنح للصغير الحب الكبير كما لو انه يملك ابا رغم عدم وجوده بدأت تخطيطاتها الكبيرة الصغيرة بكل حب وصفاء بال ولايكاد يخترق عثمان هذا الهدوء الذي تنعم به كثيرا
ولكن هذا لايعني انها لاتعاني منه الامرين من الاشتياق والوجع في الحب



قالت العمة التي صعدت اليها تنظر اليها منهمكة في صف الملابس مع بعضها بسعادة غامرة:
- حبيبتي ثريا انهضي وخذي لك دوشا ساخنا لقد حضرت لك الحمام

نهضت من مكانها وهي تقول:
- الحمل ممتع رغم تعبه الا انه يسعد المراة الحامل انا فعلا سعيدة

قالت عمتها بحزن:
- سعيدة فعلا بنيتي ؟

نظرت اليها ثريا بتمعن وفي نفس الوقت تعود ذكراه المريرة الى ارض الواقع بقوة لتكسر تلك السعادة الهشة المبنية على السحب بعناية:
- انا...سعيدة لايسعني ان اكون سوى ذلك ....الحمد لله على كل حال

اقتربت من الخزانة واخدت لها منشفة كبيرة وادواتها الخاصة بالاستحمام في حقيبة صغيرة وتوجهت الى الحمام تحت نظرات عمتها القلقة

نظرت نفيسة الى سريرثريا
واقتربت منه تلمس تلك الملابس وتتنهد بثقل التفتت لتجد حقيبتها قربها نظرت اليها للحظة وقد واتتها فكرة مجنونة لكنها فكرة
نظرت الى الباب واخدت الحقيبة وبحتث فيها بتأن لكي لاتخرب ترتيبها وعندها لمحت ماارادته الهاتف النقال ....
اخذت رقم عثمان بما انه زوجها ولاتملك سوى رقم واحد بهذا الاسم قامت بارساله كرسالة الى هاتفها الخاصة ومسحت اثر فعلتها وهي ترتعد من الخوف اعادت المحتوى الى مكانه ونهضت تخرج من الغرفة
لتدخل غرفتها



وجدت الرسالة على هاتفها وقامت بتخزين الرقم دون الاسم اياه قررت ان تتصل بزوج ثريا ان تخبره انها حامل
لاتريد ان ترى ابنة اخيها تنهار امام عيونها
وان تجرح بتلك الطريقة وهي مسكينة بريئة وشريفة سهلة الكسر رغم ادعائها القوة

ركبت الرقم واقتربت من ضجيج المدينة المنبعث من النافذة التي تتلألأ فيها النجوم والاضواء في الليل بجمال



كان عثمان في غرفته يراجع عمله
رغم كربه هو ايضا لكنه رآى انه عليه ان ينهي عمله ويتعب كثيرا ايضا حتى الجري بالليل ان اضطره الامر الى ذلك
فهو يحتاج الى النوم بعد حمام بارد

تراجع على الكنبة وقد فتح ازرار قميصه وفتح كامل ربطة عنقه ليشعر بالهواء يضرب صدره عله يبرد هته الحرارة
رن هاتفه النقال بصوت الاذان

قام برفع جسده ليتمكن من جذبه من جيبه وجد الرقم غير مرئي
تعجب للامر لكنه اجاب رغم ذلك:
- السلام عليكم من معي؟

قالت نفيسة بشيء من القلق:
- السيد عثمان المنصور

قال عثمان بشكل متراخ:
- هو... من معي؟

قالت نفيسة تعض على اصبعها:
- سيدي عليك ان تعلم ان زوجتك حامل ...و هي حامل في شهر تقريبا ومنك... اعلم انني لربما اتطفل على حياتكما لكن لتعلم ان لها من يستطيع الدفاع عنها
اريد ان اعرف حضرتك هل تصدق انها حامل منك ام هته المرة ان هي ارتك الاوراق ستقوم برميها في وجهها


ضاعت عيون عثمان في سراب من الافكار ردد لنفسه شهر
وتذكر وتذكر وشعر انه عليه ان يتاكد لانه ان كان حملها في شهر فهي حامل منه هو يتذكر جيدا يعرف ذلك
ثريا تحمل ابنه وهذا سبب مرضها
انها تحمل ابنه من صلبه من لحمه ودمه ثمرة حب مجنون ولحظات لاتنسى
تنفس الصعداء يحاول ان يتحلى بالهدوء :
- من حضرتك؟؟

قالت نفيسة:
- اكون عمتها نفيسة يا عثمان انت تذكرني لانك سبق واتيت الى هنا في سن صغيرة وانا للاسف لم اتذكرك الا عندما اخبرتني ثريا من انت لكن يا بني ان لم تعطني الجواب على سؤالي الان فلن تراها مجددا ...هل تصدق وانت الاعلم انها في شهرها الاول وان الابن ابنك؟؟

قال عثمان:
- اجل الحساب يؤكد ذلك ...

قاطعته:
- هل ستاتي؟

اجاب :
سآتي اليها اخبريها انني آت لأسوي الامور بيننا فلم يعد هناك من طلاق بعد هذا الخبر

قالت العمة:
- هل تعدني بالله انك لن تاذي مشاعرها بكلام جارح
او ان تشكك في نزاهة ابنها
ان لم تفعل فاقسم انك لن تراها وثق بي كما لك نفوذ لي نفوذ اكبر منك ساجد لها مكانا تختبئ فيه منك
فهي لعلمك تعاني تعاني من كلامك الحقير في حقها
لست نادمة عن اي كلمة قلتها اليوم والان لكن اعلم انك تملك امراة شريفة واقسم بالله انها شريفة ولو لم تكن كذلك لما اتصلت بك ....لتعلم ايضا انها بسببك تعلق امالا كبيرة على ذلك الطفل فان فقدته اعتبر نفسك فقدتها وفقدت آخر الفرص لك في استرجاعها


كان عثمان يسمع الكلام بعقل منفتح واع الكلام آلمه وعذبه ويشعر انه يوجع صدره المغلول بقيود الكرامة المريضة تلك
نهض يضع الهاتف بين اذنه وكتفه القوي واقترب من المنضدة ليقول:
- اعدك يا سيدتي انني لن ااذيها واتمنى من الله ان يحفظها وطفلي اخبريها باي شيء فساتي الليلة الى هناك

اقفل الهاتف ووضعه على المنضدة
وعيونه ملتهبة كالنار
العاطفة في قلبه لها قوية وبالذات الان لايصدق انه آذاها فعلا
وهو يزرر ازرار القميص وينزع الربطة وادخل القميص في داخل السروال وبدأ في توضيب ملابسه وهو لايدري حتى كيف له ان يطلب منها ان تسامحه على تفاهته فهل ستسامحه؟؟
ام ان كرامته ستتشبة بتقبل الطفل وتركها هي على الهامش ؟؟
لايزال خائفا من ان يكتشف يوما انها خانته ماهو الشيء الذي سيبرأها من تهم الماضي
فالحاضر يعلم انها لم تخنه لكن الماضي فقط من يعذبه





في بيت العمة
خرجت من غرفتها على اثر ثريا التي جلست تنشف شعرها وهي تقول:
- تدرين عمتي اريد ان اشتري الالعاب واشياء اخرى كالرضاعة الصغيرة تخيلي كيف سيكون حجم يديه وفمه يا ربي اتمنى ان تحفظه يا رب

قالت العمة التي غزت الحمرة خدودها:
- ثريا اتصلت بزوجك وهو آت
وقد تقبل فكرة حملك ولم يقل شيء سيء ادري انك قد تكرهينني لذلك لكنك تحتاجين اليه الان في فترتك هته آسفة
آسفة بنيتي سامحي تطفل امراة عجوز ارجوك


شحب لون ثريا وتراخت كل قدرة لها على الاحتمال سقطت في السرير على ظهرها شبه غائبة عن الوعي

بعد ساعة في فراشها كانت في منامتها الوردية تتكمش على نفسها ولاتستطيع منع عيونها من البكاء المرير
وكانت عمتها تشعر بالكرب لما فعلته واعادت قولها:
- ثريا ان لم تسامحيني فلن اسامح نفسي وساضل ادعي عليها حتى الموت واكرهها الى ما لانهاية ارجوك انهضي اصرخي فجري ما في نفسك في ولاتبكي

همست ثريا بصوت ضعيف:
- لا الومك على شيء عمتي... اجل لربما تدخلت في.. حياتي ..لكنني أأمن بشيء...اسمه القضاء والقدر

لمست نفيسة يدها الملمومة على المخدة واخدتها بيدها وارتاحت لتشبت ثريا بها وكانها تستمد منها الطاقة التي سترى بها زوجها في هذه الليلة
قالت العمة:
- تريدين ان احضر لك بعض العصير الماء اي شيء؟

حركت راسها نفيا تقول :
- ابقي قربي... فقط ...ولاتذهبي

- حسنا بنيتي لن اذهب صغيرتي نامي فلن يصل سريعا نامي فقط

في عمق احلامها شعرت ثريا بيد على كتفها
تخرجها من احلامها
فتحت عيونها لتعرف انها في غرفتها وان عمتها التي سهرت قربها ونامت قليلا توقظها وهي تقول:
- ابنتي قومي لنصلي ان كنت طاهرة عزيزتي

قالت ثريا بصوت نعسان :
- حاضر عمتي سانهض الان ...هل اتصل ...؟؟

قالت نفيسة:
- لا لم يتصل لحد الان لابد من انه على الطريق السيارة فليحفظه الله

همست ثريا في خفوت :
- آآآآمين

نهضت وصلت صلاتها وتخشعت ليحفظ الله كل من تحب من عائلتها واسرتها وزوجها رغم ايلامه اياها ودعت الله ان يفرج كربها ويحفظ جنينها
بعد ان انتهت وتركت عمتها حانية على القرآن فوق سجادتها وقفت تزيح عنها الحجاب وجلست على حافة السرير
لم تستطع ان تبقى راسية هكذا نهضت واخدت هاتفها لتطمئن فقط وضعته على ان يخفي الرقم ان وصله
واتصلت فان سمعت صوته الصوت الذي يذيب اوصالها ويرعشها حبا وشوقا فستقطع الاتصال الى حين مجيئه
رن الهاتف لدقيقة كاملة واخيرا اجيب
لكن الاختلاف موجود وشيء مفقود

- الو ...الو من معي

لم يكن هو
اخدت تتنفس بعمق رغم الشحوب الذي اختطف كل الدماء من جسدها

- الو من حضرتك ؟؟....انا زوجة صاحب...صاحب... الهاتف هل هو هناك؟؟

قال الرجل بصوت متقطع:
- آسف سيدتي لكن صاحب هذا الهاتف نقل الى المستعجلات ولاندري عن حالته شيء صبرك الله سيدتي

جمد الدم في كامل جسدها واسندت نفسها على السرير الذي حمل ثقلها
لاحظت عمتها حالها فنهضت مسرعة تسالها:
- ما الامر ...اخبريني بنيتي

ارتعدت بشدة وهي تنطق والدموع والرهبة وعدم التصديق تهاجم قلبها المعصور:
- عـ...عـــعثثثثمان لق...د...تعرض لحا....حادث.....عمتي ارجوك ...ارجوك ...ار..جوك خذيني اليه...هات يدك اقبلها... افعل...اي شيء فقد خديني اليه...اتو...اتوسل اليك..اتوسل ...اليك

لفت الصدمة العمة المكلومة لحال ثريا
ونظرت اليها فقد بدت كالمجنونة وهي تبحث عن نقابها بينما كل شيء في الغرفة واضح
نظرت اليها وهي تشعر بالذنب
للحظت شهدت توقف ثريا وانخراطها في بكاء مرير
اقتربت منها وهي تقول :
- هيا تعالي اجلسي هنا ...اهدئي الله سترك يارب اللهم احفظه ساتي بملابسك والبسك اياها ونذهب

قالت ثريا جاحضة العيون تكاد تفقد ما تبقى من عقلها:
- يارب اتوسل اليك يارب اتوسل اليك يارب رحيم ارجوك لاتحرمني منه ارجوك لاتحرمني من عثمان لاتحرم ابني من والده ..ارجووووووك.....


يتبع.........

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام, سعييييييييييييد المنصور, عثمان المنصور, عثمان المنصور الأعمق والأغرب والأرقى.. شكرا جيجي, عثمــــــــــــــان ومعشوقته ثريــــــــــــا, عبد الصمد المنصور
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية