كاتب الموضوع :
Jάωђάrά49
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الواحد والعشرون
ان شاء الله
توقفت العربة لحظة فسالت عبير السائق :
- ما الذي يحصل ؟؟
قال الرجل :
- هناك جدوع شجر ساحركها بسرعة ونتحرك
امومئت براسها بالايجاب وجلست والسلة في يدها
وفي لحظت سريعة شعرت بشخص يجلس قربها على العربة
التفتت خائفة وهي تنظر الى امرأة لاينقصها الجمال ولا الاناقة
فقالت عبير مخنوقة من الخوف تكاد تصرخ على السائق:
- من انت يا هذه...؟ انزلي والا ناديت سائقي؟
قالت المرأة التي حدجتها بنظرات محتقرة:
- انت اذن هي من كان لها الشرف في اخده مني لاتخافي انا لا آكل البشر اتيتك فقط لاتحدث معك قليلا
ردت عبير ونفس الهواجس في نفسها تبعث فيها الخوف:
- وما الذي تريدينه اختي
قالت المرأة:
- اولا انا اسمي سميرة وما اريده اخدته لكن هذا لايمنعني من سرد بعض الحقائق عليك صغيرتي البريئة
واردفت تنظر الى السائق في الاسفل اللذي انتبه اليها :
- اتمنى فعلا ان تستمعي الي وان تطلبي من سائقك ان يبتعد لبرهة
شعرت عبير بالضياع لم تكن تريد ان يذهب السائق فلادراية لها باناس لم تخالطهم قط ارادت الان بالذات زوجها لتحتمي قربه
قالت سميرة تظهر نفاذ صبرها بتعجرف:
- هيا هل سابقى اليوم كله وانا انتظر؟
نادت عبير على السائق واخبرته ان يبقى بعيدا قليلا لان لديها حديثا مع تلك المرأة
فاومئ الرجل رغم عدم ارتياحه للتي قربها لكنه فضل ان يسمع الاوامر
نطقت عبير بحذر:
- ماذا تريدين مني انا لاافهم ما الذي تسعين لتحقيقه يا سيدة سميرة من تكلمك معي؟
قالت سميرة وهي مغتاضة لكن تخفي ذلك تحت ابتسامتها بدهاء وتفجر غيضها في القادم من كلام:
- شيء اشتركنا فيه نحن الاتنتان ...لا ليس شيء بل هو رجل... سعيد
تجمد الدم في عروق عبير وشعرت كما لو ان الحرارة اشتدت مع بزوغ الشمس من خلف السحب وبدأ العرق ينضج تحت ثيابها وكأنما سميرة قامت بالشد على جميع اوتارها بذكر اسمه :
- عفوا... ماذا ذكرت... للتو؟
قالت سمير تجيبها ولم تزح نظرها منها متفحصة اياها:
- كما سمعت ...للاسف لست ادري ما اعجبه فيك تدرين انه رغم زواجه بك لازال وفيا لي حيث ان الكوخ في حدود المزرعة يجمعنا في سهرات حميمة ...زوجك رجل ...رجلي عاشقني بل واحبني ولم يرضى ان يتزوج بدون اخباري وكم كان آسفا لذلك كان يدري انه زواج فرض عنه بالغصب
ولكن هذا لم يمنعه من احتفاظه بي كعشيقة ماهرة في ارضاءه ...صراحة تبدين سادجة كما يقول حتى انه يمل منك على حسب قوله لي...تبدين غير ناضجة وعديمة الخبرة لا اخفيك انه رجل لحوح ومتطلب ..ولايخفى عنك انه فعلا يحبني رغم ما قد يظهره لك من حب مزيف...اقصد انه لايزال يعيش على حبي الذي ينفض عنه عذاب ارضاء جده المتعجرف....
توقفت لحظت تنظر الى عبير
عبير التي كانت تعتصر من الذاخل تطعن بقوة تتقلب على نار محرقة وتكاد تنفجر احاسيسها دموعا ساخنة
بابتسامة منتصرة استطردت سميرة:
- ما بك ...هل صدمت؟؟
ما كان عليك ذلك
يعرف انه مضطر للخضوع واحترام العائلة وتحمل العذاب لكني العزاء الوحيد له
اعتلت عبير رجفة قوية واقشعر جلدها اشمأزازا لهذا الكلام المألم وارتجفت شفاهها
تكاد تنفجر دموعها لانها لا تستطيع ان تنطق او ان تدافع عن نفسها
فهذه المرأة تبدو صادقة لايرف لها جفن
اكملت سميرة بسم تزيد به الوضع سوءا:
- انظري الى هته الصور وستفهمين ما اقصده....هذه حيث ذهبت معه الى مراكش في افخم الفنادق وحيث استمتعنا كثيرا بوقتنا ...وهذه.....انظري بنفسك
كانت نظرات عبير مصدومة تكاد تصرخ بالالم الذي تشعب فيها ونزف في قلبها ومن جروحها وارتعدت بقوة لم تعرف كيف فعلت ذلك لكنها انهالت بصفعة قوية للمرأة وصرخت:
- انزلي حالا ...انزلي هيا انزلي...
نزلت سميرة وقد ادهشت لردة فعلها لكنها كانت تتوقع مثلها على اي حال وصلت الى هدفها ولايهم والباقي بالنسبة لها قادم
فقد تعرفت على عبير من مصادرها الخاصة
والن ستحرمها من النوم
بعد ابتعادها بقيت عبير تغرس اضافرها الصغيرة في جلدها اقترب السائق من العربة وقالت عبير بصوت لانقاش فيه:
- لاتخبر احدا بما رايته... او سمعته... امفهوم قولي؟؟؟
قال الرجل الذي كان يتحرق شوقا لاخبار سيده لكن خاب امله من امرها:
- حسنا سيدتي
انت يا سعيد ...انت وحيدي بعد ابي
الرجل الذي منحته نفسي بكل حب
الذي اكتناني عشقه الفولاذي من بين كل الناس
الذي حرمني النوم شوقا فقط وانا بين ذراعيه
الذي....
كان العذاب ينخرها يزيد جروحها انكسارا وتناترا بذكرى الصور يظهر ابتسامته واسعة رائعة لكنها انخدعت فيه الى هذا الحد
بطبيعة الحال كيف لشخص ان يحب بهذه السهولة في وقت وجيز وان يمنحها كل الحب الذي تتمناه في حين انها هي الطاهرة البريئة ضنت ان هذا هو الحب
لكنه كان حنونا شغوفا بها بل لقد تحدت لحظاتهما حدود التمثيل
وحدود العقل
احبطت و ترقرقت الدموع في عيونها والخناجر تذبحها من اعماق قلبها الى حنجرته تحفر فيها بصورة متكررة
كانت مضطربة تريد ان تنزل من العربة ان تختفي الا تراه ابدا ان تبتعد ان تنسف من هذا المكان
لا تريد رؤيته فهي تحبه وهذا الحب اصبح مألما لقلبها الطاهر
الذي لم يعرف حبا من قبله فهو البكر
عند اقتراب العربة من مكان عمل سعيد توقفت بقيت قليلا جالسة في مكانها
رموشها منسدلة تعتصرها لكي لاتخرج قطرة دمع واحدة امطرت في تلك اللحظة مرة اخرى
نظرت الى مكان وجود سعيد
هيئته تجعل كل كيانها مندمجا في اعصار قوي وذلك الاعصار يخنقها الان لاتريد ان تصدق ما دام يحبها كما يقول
لكن ايوجد شيء اكثر صدقا مما قالت سميرة تلك
ازداد حزنها عندما التقت عيونه بها وابعدتها عنه
اخد يقترب منها
غريب امرها هته الامطار فكانها تحكي ما في قلبي الذي يهواك
وانت بتلك الابتسامة تزيد في حيرتي وعمق جرحي فما الذي سافعله بعد هذا كله هل ....سانساك ؟؟؟
وقفت تنزل تحت المطر دون ان تعيره اهمية بينما اقترب سعيد وهو يحدث السائق بان يبعد العربة في مكان مظلل ووضع سترته الجلدية على راسها واخدها حاميا اياها بعيدا عن المطر ليقترب بها من مكتبه المظلل
أخذ منها الطعام ووضعه على المائدة وهي تزيح الجاكيت عن راسها وتنظر الى شعره الذي ملأته قطرات الماء وبدى جذابا وابتسامته لها بريئة ابعدت عيونها المدمعة عنه وغضب اعمى يلتف عليها كعنكبوث تحتفظ بها في فخها
قال سعيد ينظر الى المطر ويقول:
- اللهم حوالينا لا علينا ..اتمنى من الله ان تكف هته الامطار عن الهطول والا فسدت المحاصيل ...ممم يبدو الطعام شهيا
نظر الى قامتها الملتفة في ملابسها وابتسم يمازحها:
- هل تشعرين بالبرد اتحتاجين الى تدفئة... قد تكون مجانية
قالت بجفاء ولا تستطيع اخفاء ارتجافها:
- انا بخير هكذا... ولا اشعر باي برد بل ما اريده هو الذهاب فورا الى القصر
نظر اليها لم يفهم ما بها وضع يدا على كتفها يحاول ان ينظر الى عيونها لكن دون جدوى:
- عبير هل انت متوعكة تشعرين بالمرض غزالتي؟
نظرة غاضبة تلقاها منها وهي تقول بصوت اعلى من المتوقع:
- انا بخير وابعد يدك عني...اريد ان اذهب الى القصر فقط
ماتت ابتسامته وتاهت نظرته وراءها الى حيث وصل صوتها الى العمال الذين التهوا في عملهم ابعادا لإحراج سعيد
واعاد نظرته ليقول بجدية لم يتخيل نفسه فيها بصوت قاس خفيض:
- عبير لما الصراخ ؟؟...وما هذه العدائية ؟؟
لست برجل تصرخ عليه امراة احترميني فانا زوجك ليس امام العمال ...ومن ثم اخبريني ما امرك لما العصبية هل يوجد شيء لايعجبك هنا ام تراني اترت غضبك بشكل ما؟
نظرت اليه تكافح لكي لاتبكي
وهي تشعر انها لاتريد سواه
وان ياخدها بين ذراعيه
ويهدئها وان يمسح على راسها
ويمحي شكها وان يزرع يقين انه يحبها ولم يخنها في راسها وكيانها العاصف:
- لكنك يا سعيد من الرجال الذين لا يكتفون بواحدة في ....
توقفت وقد شعرت بالدم يخنق وجنتيها اللتان اصبحتا قانيتان فاكملت تخفض راسها خجلا غصبا عنها:
-انظر... اريد الذهاب الى القصر فانا لاتحمل هذا الجو نادلي على السائق
شعر بشيء غريب فلقد اوجعه وضعها هكذا
وهي من لم يرها غاضبة يوما
اقترب منها اكثر وسالها بهدوء
يخفي اهتزازا في عيونه السوداء الدافئة :
- عبير هل الجو فقط ما يتعبك؟ انا لا اصدقك اريد ان اعرف ما بك ما هذا الغضب ..هل حدث امر يكدرك؟
بدى لها فعلا انه مهتم
من عليها ان تصدق تلك الصور كانت تنطق اكثر مما تظهر وبديا كعاشقين يمضيان شهر عسل كان كلامها يطن في اذنيها يكاد يعمي عيونها :
- سعيد انا لست احتمل البقاء هنا ...والان هل ستنادي على العربة ام امشي على قدمي
اخترقي يا عيوني روحها
اخترقي الجدار الفاصل بيننا
اين هي عبير الذي اعرفها
لابد من اني اهلوس ما الذي يجعل خدودها في هذا اللون وعيونها تائهة عني بل اراها اختفت عن عالمي الذي صيغتها فيه
هل تراها غاضبة منه لامن غيره
لكن يقسم انه يتذكر انها كانت ودودة عندما تركها
اخذ يتذكر كل الدقائق التي قضاها معها
لكن لم يتذكر شيء فعله قد يغضبها منه
كانت عيونه تحاول ان تسبر اغوار روحها لكنه تغلف ببرود جعلها تشعر اثره بالدمار والهوان
عندما صعدت الى عربتها اختفى وجهها عنه بل ولاحظ انها تضم ذراعها الى صدرها بقوة علامات لم يلحظها فيها من قبل انها فعلا غاضبة
اراد ان يترك العمل ويذهب معها ان يختلي بها ان يفهم ما يحدث لكنه لم يستطع فالعمل يناديه
كان يعمل لكن عقله كان مشغولا بها
بكيانه الذي ذهب معها
وقلبه الذي احتضنته في صدرها الدافئ بحبه
وروحه التي تجسدت فيها
فكيف لا يفكر بها وهي كل حياته
******************
في مزرعة السي محمد
كان كل من ايوب وهند يتظللان تحت شجرة مع كلب الصيد الذي لم يفارق الكرة التي اخدها من بين يدي ايوب فقال ايوب :
- هذا الجو لديكم غريب
نظرت اليه وابتسمت:
- هو من الناذر جدا ان تمطر في هذا الفصل لكن لربما هي سحابة مارة والله اعلم
قال ايوب وهو ينظر الى الكلب الجالس قرب اقدامها :
- انا ساذهب هل تاتين اشعر بالجوع
ضحكت وقالت تهز حواجبها:
- لا اذهب انت وسالحقك لن اذهب الى المنزل الان اعرف انك تموت لإدخالي المطبخ تحتكرني
الان اذهب وانظر بنفسك ان تركتك امي او صفية تذخل
قال بدهشة مصطنعة:
- اها ....جيد اذن ان لم تدخلي الان لتحضري لابن عمتك الاكل الذي يريده فستدخلين عاجلا ام آجلا ....سلام
ردت مبتسمة :
سلام يا ابن عمتي احذر المطر هههه
قال وهو يضع جاكيته فوق راسه :
- في فرنسا تسقط يوميا تقريبا فلا تشغلي نفسك بي ...
بقيت واقفة في مكانها وجلست القرفصاء تملس يدها على فروة الكلب الذي تجاوب معها
وشعر بالدفئ في قلب هته المخلوقة قربه
بقيت لانها تعشق البقاء في مثل هذا الجو خارجا فليست ممن يختفون تحت الاغطية في يوم ممطر
وقفت واقتربت من الشجرة حيث اتكأت وضلت سارحة
تفكر في شخص واحد فقط زوجها
تحاول ان تتخيل كيف ستكون حياتها معه تشعر ما ان تتذكر طيفه بالدفئ يحتويها وكانه موجود وتعيش الحلم وكانه حقيقة
وعطره الذي استوطن صدرها وكل عروقها بوجع يابى ان يهجرها
حبها له يتطور كل يوم يصبح عميقا جدا
وتتمنى فقط متى تكون معه تحت سقف واحد
سمعت قربها شخصا يتكلم:
- انسة هند؟
انتفضت اولا لانها لاتذكر انه لمن الممكن في ممتلكاتهم الخاصة ان يزعجها احد
لكنها رمقت الرجل بفضول تقول:
- سيد...
قال هود بهدوء:
- هود من فضلك ناديني هكذا دون رسميات فلست سيدا بالفعل
شعرت هند ببعض التوجس منه فذلك التشوه الطفيف قرب جبهته ما كان يترك لها احساسا بالامان
لكن عيونه وتلك النظرة هي فقط من طمئنتها فلم تكن تحمل اية نوايا سيئة تنهدة بخفوت وقالت تساله:
- هل اتيت الى هنا لرؤية والدي؟ ستجده في مكتبه كما تعرف ...
قال هود يسعل ليوضح نبرته وقد ابعد نظرته عنها:
- آسف لكني اتيت اليك انت واريد ان تستمعي الي واتمنى ان تصدقي كلامي لان ما ساقوله سيريح ضميري من عذاب طال لسنوات عدة
احست هند ببعض الحذر مما قد يقوله بل ونظرت حولها فلم تجد اي احد التفتت اليه وسالته وقد اثارها الفضول:
- ما الامر ..هود هل الامر يخصني بالتحديد؟
قال هود يحرك راسه بالايجاب:
اجل يخصك انت انستي
قالت هند تصحح الخطأ:
- انا الان سيدة فلقد تزوجت منذ فترة قصيرة ...هلا اخبرتني بما تريد قوله فعلي العودة الى البيت فقد يبدأون في السؤال عني
قال هود يتنفس بعمق:
- ارجوك قبل اي شيء اتمنى ان تحاولي ان تتماسكي لان الكلام هذا ليس بالهين وهو متعلق بحياتك ككل ....انت يا سيدتي لست ابنت السي محمد بالدم... اعني انك ابنته فقط بالاسم فقد رباك منذ الصغر
صرخت راعدة تقول :
- يا هذا.. من انت حتى تفتري بمثل هذا الكلام عن والداي انا ابنتهما... فعلا ...لابد من ان معلوماتك خاطئة
قال هود يدري انها ستنفعل كثيرا بعد:
- اسف لكن ليس ان كنت انا من اخدك اليه بنفسي وانت ابنة الثالثة اعوام طبعا لن تتذكري انهما فقط ربياك لان زوجة السي محمد رشيدة لا تستطيع الانجاب الم تسالي نفسك يوما عن الاختلاف في لون العيون والشعر او عن سبب عدم انجابها اختا لك ...ولديك عائلة انهم فقراء واختك الشبيهة بك تكون زوجتي حاليا انها الان تعلم بوجودك
اقتربت منه تشده من ملابسه وعيونها جاحضة من الالم :
- انت تكذب ..تكذب ...ايها النذل مخادع الى ..ماذا تسعى الى المال ...
اخدت في ضربه تنفس بذلك عن الالم الذي سببه كلامه لكنه تبت يديها بعيدا عنه يدفعها الى الوراء:
- ارجوك يا هند اتمنى ان تستمعي الي فالقصة طويلة ولاتحتمل كل
هذا ....
قالت تهدده والالم ضغط عليها بفعل سيء:
- ان لم تسكت الان فساطلق عليك كلبي لينهشك اتسمع
نظر اليها هود حذرا يريد ان يهدئ الامر بعناد:
- اذا لم تصدقي كلامي فعليك بسؤال والدك وسيخبرك وانا اذا ما اردت ان تري اختك فما عليك سوى زيارة بيتي انه على حدود ارض الاخوة "...."الذين يتصارعون عليها في الارث اسالي عني وستجدينني...السلام عليكم
بقيت هند مصروعة تماما في مكانها والكلب قربها يلهث
ارادت الصراخ ارادت ان تعرف الحقيقة لدى اسرعت في الجري والكلب يجري معها حتى وصلت الى الفيلا
وفي تلك اللحظة اقتربت من باب الفيلا تطرقه بقوة حتى انفتح من قبل صفية
دخلت هند الى المكتب بسرعة لتفتحه بقوة:
- ابي ...ابي هل صحيح انك لست ابي ...هل ذلك صحيح اخبرني ...انت لست ابي لست من ولدني امي ليست امي ...اخبرني
صدم السي محمد من رؤية ابنتها التي كانت تتكلم وكل اعصابها ترجف بقوة شعرت بان بركان فيها يغلي لينفجر مراة ومراة يؤلمها هذا الذي سمعته يؤلمها ويقتلها بشدة
لم يستطع سي محمد ان يقول شيء فقد كان متاكدا من ان في يوم من الايام هود سيفضح امره لدى لم يدافع عن نفسه
دخل الى الغرفة ايوب الذي سمع صراخها بل وسمع كل شيء
قالت هند لوالدها بقسوة:
- تكلم اخبرني الان انك والدي انك لم تربيني فقط اخبرني ارجوك ...ارجـ..و.ك
انتحبت تصرخ وتبكي وتفجر ما في داخلها بعنف بالضرب على كل ما راته امامها
نهض الاب من مكانه ولم يستطع ان يقترب من ابنته التي سقطت على الارض تبكي وتتلوى
قال ايوب يحاول امساكها مناديا بصوت مرتفع:
- صفية....صفية....
وهند لاتزال في وضع الركوع تنتحب بقوة حالتها تسوء وتسوء والاب في مكانه جامد نبضه يتعالى يصم اذنيه مع صراخها المتقطع فهو لم يجبها لكن ما ان رات نظرته المغلوب في امرها حتى تيقنت انه فعلا ليس بوالد لها ولا الام المغبونة في حالها بام لها
حضرت صفية ومدت الكاس المملوء بالماء مع المهدئ الذي كان قد وصفه الطبيب النفسي لهند منذ وقت واعطاه لها
قال ايوب ينظر الى خاله وقد انابته من الصدمة جانب ايضا فالوضع واضح الفتاة ليست بابنتهما ولم يدر احد بالامر:
- خالي هل ....هل فعلا ما سمعته صحيح
اومئ الخال المكلوم بالايجاب
كانت هند بين ذراعي ايوب ترتعش بقوة فقد حذرهم الطبيب من قبل من ان يِأذوها باي كلام جارح
فبالرغم من قوة شخصيتها الا انها لن تتحمل الصدمات
كانت صفية تنظر الى المنظر المرعب بحيث الفتاة المسكينة اصبحت غائبة عن الوعي تماما حملها ايوب وهو يقول وقد بدت اثار الصدمة على وجهه لكنه اقتصر على الاحتفاظ برزانته:
- صفية ارجوك تعالي معي ساضعها في الغرفة وانت تولي امرها
قال صفية:
- اجل انا معك
كانت صفية تشكر الله لان ام هند كانت قد خرجت بعد خروج الاتنين الى النزهة لترى احدى جاراتها التي مرضت وذهبت لتعودها
وبعد ان وضع ايوب هند على سريرها خرج مغلقا الباب وتركها
مع صفية التي غيرت لها ملابسها المبللة والبستها ثياب النوم وقد بدأت تفتح هند عيونها لكنها ما كانت لديها القدرة على الصراخ او البكاء بل كانت مسترخية تماما تصغي الى كلام صفية:
- آسفة سيدتي على ما حدث لم اعلم انك ستدرين بسرعة هكذا...لكن لتعلمي فقط ان من رباك قد احبك سيدتي والله احبك... هو ووالدتك السيدة رشيدة كوني واثقة.... ارجوك سيدتي تغلبي عن هته القرحة وسامحيهما فهما لن يحتملا مثل هذا التعامل ارجوك صغيرتي
عند نزول ايوب الى الاسفل وجد السي محمد واضعا وجهه بين ذراعيه متعبا من ما حصل للتو
دخل يقفل وراءه الباب وهو يقول:
- خالي الان هلا تفضلت بشرح شيء لي قد لا تستطيع الكلام مع ابنتك ان لم ارطب الجو ...فارجوك ان تشرح لي ما الذي حصل بالتدقيق
قال الخال يرفع راسه سابحا في غمامة من الاسى والحزن:
- ساشرح لك كل شيء لكن ارجوك ساعدني لكي لا اخسر بنيتي يا ايوب
*****************
في الطريق بين منزل جميلة ومنزل الياسمين
كانت كل منهما ترتدي جلبابا في الاسود وحجابا في نفس اللون تضهر جميلة رقيقة صافية بريئة والياسمين تضهر جميلة واثقة من نضرتها السوداء القوية
كانت الياسمين قد اعدت لها بعض اللحم بمرقه اللذيذ بالبصل وايضا بعض الرغيف الذي اذابت عليه الزبدة واشياء اخرى من صنع ايديها الجميلة ووضعت الكل في السلة التي تحملها في يدها
قالت الياسمين وهما تقتربان من بيت جميلة الفارغ:
- حاولي الاسترخاء ما امكنك جميلة وان ترتاحي ولا تحاولي تكدير زوجك بل اكسبيه خذيها مني نصيحة ستشعرين بالوحدة ان انت عانقت العناد بدل زوجك لاتحرميه منك فانت والجنين في بطنك تحتاجان لدفئ الاب ..فهمتني جميلة
حركت جميلة راسها المطأطأ الى الارض رفعت عيونها وهي تصعد الدرجات الى البيت وشعرت بالحنين والدفئ يخترقها ليترسى بين جوانحها المتعبة والمنقهرة
قالت تفتح البيت بالمفتاح الذي كان موضوعا تحت شتلة قرب الباب
وفتحته ولاتدري انها اشتاقت لرائحة الحطب في المدفئة الصغيرة والى رائحته الرجولية التي تملأ البيت عبقا تروي روحها المستنزفة
استدارت الى الياسمين التي ابتسمت لها :
- اشكرك كثيرا على كل ما فعلته من اجلي ادري انني انانية في بعض الاحيان لكنك محقة اشتقت له اكثر من شوقي للهواء في هته الغرفة
احبه وكل روحي تتألم لما فعله
لكني يجب ان احاول ان اتفهمه فلن ينفعني البكاء على الاطلال هو ايضا يستحق فرصة فهو يبدو انه يحاول اصلاح الوضع ...ساحاول ان اتناسى ما فعله يا ياسمين
ضمتها صديقتها وانصرفت خارجة توصيها:
- الزمي الحذر لن اطلب منك عدم العمل في بيتك لكن مهما كانت الاشياء ثقيلة لاتحاولي ان تحمليها
- لاتخافي علي... ساشتاق لك
قالت ياسمين تمازحها:
- ههه لا يسهل التخلص مني عزيزتي ساتي اليك في ظرف يومين لاطمئن عليك واحمل لك من الطعام هناك وما ستحتاجينه من خضار وفواكه واشياء ضرورية لك ايضا
قالت جميلة تبتسم:
- ارجوك لا تدلليني اكثر فقد يلبسني الغرور واعتمد عليك في كل شيء
قالت الياسمين تضغط على يديها :
- وهل لدي اكثر من جميلة
قالت جميلة مترددة:
- تدرين يا ياسمين... ان امي بقيت وحيدة هناك مع ابي ادري ان ضعفها فقط ما يمنعها من البحث عني لكن اذا ما صادف ورايتها اخبريها انني احبها واخبريها كل شيء عني من دون ان يراك ابي
شعرت الياسمين بالقهر لان تلك المرأة المسكينة مقهورة من زوجها المخادع:
- لا تشغلي بالك سالقاها واخبرها ان شاء الله
راقبت جميلة الياسمين وهي تنزل الدرج وقد لوحت لها بيدها فلوحت لها هي بالمثل ودلفت الى الداخل تقفل الباب وراءها
وتتكأ عليه متنهدة دخلت الى الداخل ونظرت الى القدر النضيف والى الشراشف المطوية انه هود تعرف انه تعود على النظام حتى ولو لوحده تنهدت وذكرياتها الجميلة معه تشلها بل وتخذرها بنشوة
تريد قربه هذا ما تريده ان هو ثاب عن خطأه فالله تواب يغفر الذنوب لما لاتغفر له وهي من تموت في عشقه وهواه
اقتربت من الخزانة الصغيرة في الجهة الاخرى من مكان نومهما وجذبت
ثوبا يصل الى الركب في اللون الاسود بانكماشات عند الصدر
عاري الكتفين تميل حمالاته الى اسفل كتفيها ملابس كهته تاتي من المدينة كثيرا
لدى فضلت ان ترتديه بما ان الحر كثيف حاليا فالمطر قد خف منذ وقت
اخذت مرآتها عكست لها وجها بيضويا دو بشرة ناعمة وعيون خضراء زاهية
وضعت مواد التجميل
وعززت رموشها بكحل لطيف وزينت ثغرها برقة باللون الاحمر الخفيف اللامع
و اكملت ببعض البودرة التي اخفت شحوب وجنتيها
امسكت المشط الذي ساعدها في فرد شعرها الناعم الاشقر حول سحنة وجهها
وبدى التناقض راقيا بين السواد على جسدها الرشيق الجميل
وشعرها المسترسل وراءها
اللألم من الداخل موجود لكنهم لم يخطؤوا في قول ان من يحب يسامح بسهولة وهي بدموعها وحزنها اكتفت من البعاد
وجدت نفسها تنتعل خفها العالي الرقيق وانحنت تشعل النار في المدفئة لكي تضع الاكل فيها ليسخن
وبعد ان وضبت المائدة جلست تنتظره عسى ان ياتي في الوقت المناسب قبل ان يبرد الاكل لكنها تدري ان الأكل في الصيف لايبرد بسهولة
****************
في بيت السي محمد
بعد ان علم ايوب بكامل القصة قرر فعلا ان تكون له يد ايجابية في الامر
فهو يعز زوجة خاله وخاله ايضا
ولايرضى ان يتألما في هذا الوقت بالذات وزواج ابنتهما على الابواب
بعد عودة رشيدة شعرت بالاجواء في ساعة الغذاء غريبة بعض الشيء فسالت زوجها الذي يجلس على المائدة وبقربه ايوب الساهم في افكاره:
- محمد اين هند لما ليست معنا على المائدة ؟
قال السي محمد وهو ينظر الى ايوب:
- انها في غرفتها متعبة على ما يبدو تعاني من صداع اخدت عليه مهدئا واظنها نائمة
قالت رشيدة تسال ونفس الاحساس الغريب يغمرها:
- ولكن لما انتما صامتان ايوب هل ضيافتنا لاترضيك عزيزي
قال ايوب يكاد يقفز من مكانه:
- لا سيدتي الحمد لله اكثر من هذا ما كنت لاجده في اي بيت آخر....تدرين انني سادفع لجامعة بفرنسا لدراسة الطب ...انا فعلا متحمس لذلك العمل
قالت رشيدة مبتسمة:
- الحمد لله بني جيد ان يكون في عائلتنا رجل وطبيب ايضا ارفع رؤوسنا عاليا بني
وعم الصمت من جديد فقالت رشيدة وقد فقدت الشهية فجأة فابنتها هي من تمنحها الفرح والسعادة:
- الحمد لله انتهيت ساصعد لارتاح
وانادي صفية اذا انتهيتما ان توضب المائدة هل تريدان بعض الشاي؟؟
اجابا بنعم ولاحظا انصرافها في بيجامتها المفضفضة الزرقاء
قال سي محمد وملامحه مشدودة من الحسرة:
- يا ربي رحمتك والله ان علمت بما حصل لسوف اشعر بالذنب ...تدري انني متأكد من الشخص الذي اوصل الخبر
واتمنى ان انزل به عقابا يندم على اثره مدى الحياة ان هو كواني في فلدة كبدي فساحرق قلبه
عندما صعدت رشيدة الى الاعلى قررت ان تمر بغرفة ابنتها
التي طرقتها ودخلت نظرت الى ابنتها التي اوجعت قلبها في تلك اللحظة
فقد بدى عليها ارهاق غريب وهي فاتحة عيونها على النافذة من الجهة الاخرى
قالت تغلق الباب :
- السلام عليكم ابنتي... صغيرتي كيف حالك الان ؟
اقتربت منها لتجلس قريبة من راسها:
- عزيزتي يا ماما اخبريني هل اصبحت افضل حالا؟
استدارت هند اليها تنظر اليها بقسوة لاتعكس نفس الاحساس المألم في دواخلها بل تغلف ملامحها فقط بذلك لانها ردة فعل طبيعية فهي لاتزال غير مصدقة
ان يفيق الانسان على حقيقة ان والديه ليسا والديه امر مارق مؤلم ومحزن
بل يكاد المرأ يريد عدم تصديقه وانه كان يحلم فحسب
وهو من يكن لهما كامل الحب والاحترام
قالت هند بعد نظرها:
- امي انت امي اليس كذلك؟؟
شعرت رشيدة بنوبة رعب تقلب معدتها :
- لما هذا السؤال غاليتي؟ طبعا الست من سهرت عليك الليالي يا حبيبتي
انحنت لتقبلها لكن هند انتفضت مبتعدة وهي تهم بالبكاء:
- لاتكذبي ماما انت لم تلديني ...انت اخفيت عني انك لست امي ....لما ماما لما بالذات انت وهو ....ان احببتموني كما قلتما لما فضلتما احتكاري لكما فقط الا املك والدين... اليس لدي اصل لتحرماني منه....لا اصدق ...لا اصدق ساجن ساجن ...ساجن...
ذعرت رشيدة وهي تسمع صراخ ابنتها التي حطمت عالما كانت تعيش في دفئه رشيدة منذ زمن الان باتت تعرف حقيقة انها لم تلدها كما لو انها لم تكن تدري الحقيقة من قبل لقد احتفضت بالسر بينها وبين زوجها لما انفضح وكيف؟؟؟
اقتربت رشيدة والسكاكين تطعن في صدرها من كلام ابنتها الجارح :
- ارجوك صغيرتي.... انا امك انا التي ربتك... كيف تقولين كلاما جارحا لامك التي احتضنتك من البرد هكذا كيف تقولين ذلك؟؟
صرخت هند والهالات تحيط عيونها وهي تقفز من السرير الى الارض:
- اخرجي من غرفتي ...اخرجي انا لا...اريد...رؤيتك.. لا انت ولا هو ....انتما كذبتما علي...انتما... انتما ....اه...
انهارت تبكي وتصرخ فهرعت اليها امها تحاول ان توقف ارتجافها المجنون وهي تضرب وتتركل بعنف بين ذراعيها
صعد في تلك اللحظة كل من ايوب الذي وصل بخفة اولا وحاول ابعاد رشيدة التي ذرفت الدموع على حال ابنتها
وقال لخاله الذي ذخل واتار الالم تعصف بملامحه:
- خالي خدها من هنا فعمتي لا تتحمل هذا ارجوك
اخذ سي محمد زوجته الى غرفتهما وقد بدت هي الاخرى منهارة ومحطمة
اما ايوب فقد اخد الماء واعطى لهند حبة من الدواء الخاص بها وقد اتت صفية التي غطت لها شعرها المبعثر
ورفعها ايوب للسرير وهي تهدي بكلام غير مفهوم لكنها كانت واعية لما تقوله:
- ايوب ...ايوب...ارجوك ...نا نادي عبد الصمد ...اريد ان ياتي زوجي الي ...فلم يعد..لي شخص في هته ...الدنيا... ارجوك..ارجوك
قال ايوب يانبها برقة:
- لا يا هند لديك نحن فنحن نعزك.... ساناديه فقط ارتاحي
خرج ايوب
بعد ان اوصى صفية الا تتحرك من مكانها قرب هند التي استرخت كليا تحت تاثير الدواء
ونز الى الاسفل بحيث امسك الهاتف وبحث في المذكرة ليجد رقم القصر المنصوري
بعد ان وضع السماعة في اذنه انتظر بضع لحظات الى ان اجاب احدهم وقد كان سليمان الذي كان سيخرج في تلك الساعة:
- السلام عليكم هذا قصر المنصور اليس كذلك؟
قال سليمان :
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اجل من المتكلم من فضلك ؟
قال ايوب بصوته الجدي:
- هذا انا ايوب اتصل من بيت السي محمد
قال سليمان يضحك :
- اهلا اهلا كيف الاحوال بني وكيف احوال من في المنزل عندكم
اجاب ايوب بثقة:
- الحمد لله بخير كنت اريد ان اكلم عبد الصمد عمي لكي اساله عن حصان اعجبني في الاصطبل هل هو موجود الان؟
قال سليمان:
- اجل يابني ساناديه
بعد ان نادى سليمان ابنه واخبره بمن يسال عنه
شعر عبد الصمد ببعض الغرابة لما سيتصل به الرجل ذاك الم يسافر؟؟؟:
- السلام عليكم عبد الصمد معك
قال ايوب يختصر الكلام:
- انا ايوب عبد الصمد انا في فيلا خالي هنا بمزرعته ..هند ..منهارة اخي عليك ان تاتي فورا فحالتها تسوء كثيرا لو لم اكن اعلم انك ستستطيع شيء لما اتصلت بك
قال عبد الصمد وهو في يشعر كما لو ان قلبه ينتزع منه:
- لكن كيف ..هل حدث..هل حدث معها شيء اخبرني ارجوك
قال ايوب يطمئنه:
- لا شيء سيء اخي مشكلة حصلت هنا وفي الحقيقة نفسيتها لم تتحمل فالافضل ان تاتي بسرعة فهي تطلبك
قال عبد الصمد وعقله مع من تتربع في قلبه والتي هي منبع الحب الجارف الذي يكتسحه:
- اخي ساتي حالا... لن اتاخر.. السلام عليكم
*******************
في منزل هود
بعد ان انتظرته بكل الاشواق وكم كانت متلهفة لرؤيته لم تستطع مقاومة التعب والملل وهي تنتظر هنا وحيدة حتى انها استسلمت لقرار النوم
وقامت بوضع صحون اخرى على الاطباق لتقوم بحفظها
نزلت جاثية على الزربية الدافئة ونامت على جانبها الايسر رغم ان ياسمين نصحتها بالنوم على ظهرها من اجل الجنين
غير انها وجدت ان لاراحة لها في النوم غير في الجهة اليسرى
نظرت الى مكان نوم هود قربها
حتى انها انتزعت المخدة التي تتحمل ثقله لتضمها اليها وتستنشق عطره الرجولي الذي يتغلغل في اعماقها والذي يترسخ مع كل ذكرى مرت في ذاكرتها
لحظات حميمة ادفئة قلبها ارضته واذابتها حتى الثمالة
ارادت لابنها او ابنتها ان يعرف انه والده وان قلبها له مهما حصل
استسلمت للنوم لفترة لم تدري مهيتها
بعد ان اخبر الفتاة كل شيء او نصف القصة فقط
قرر ان يتمشى طويلا رافعا قامته على الارض يضرب الحجارة الصغيرة في كل الجوانب من سهوه
كم شاق عليه نزع تلك الجميلة التي اغتصبت احلامه في هته الليالي الطوال التي عذبته فيها بجمالها واريجها الاخاد
تنزرع في كل خلية من جسده تجعل النار تغلي غليانا في عروقه
انها المرأة الوحيدة في حياته كيف له ان ينساها وهي من ذاق معها الذ اللحظات في الحب
يخزنها في خياله ويتعذب والوجع في صدره يزداد في كل مرة يتخيلها معه يشتاق اليها هي امراته الوحيدة التي اذابته
كانت قاسية فعلا لكنه لايلومها بل يلوم نفسه
اقترب من الباب ولايدري لما احس ان البيت دافئ اكثر عن غير عادة
فتحه بالمفتاح الخاص به
واربكه ما راى معجزة صغيرة تتقوقع بدلال على فراش حبه
اقفل الباب بهدوء عكس النار التي اصعرت في جوفه عكس تنفسه الذي التهب بعبق عطرها الخفيف في الغرفة
لقد عادت ايعقل؟؟
ام انه اصبح كالغريق في الصحراء
العطش ليروي ضمئه حتى بات يرى السراب
يحتاج ليتاكد
اقترب منها
يا الهي كم هي كاملة الفتنة تلعب بعروقي كاوتار قيتارة الحانها موجعة مرة
لكنها بدت حلوة شهية في مظهرها
دنى منها ولمس كتفها انها موجودة ولاشيء سيغير هذا الواقع فلايريد ان يتاكد من انها سراب بل يريدها هكذا حية انفاسها على المخدة الخاصة به تنفخ بعذوبة مصفات...
خرجت تنهيدة من فمها وحاولت ان تستدير لكنها فتحت عيونها ونظرت اليه يعلوها بعيون مشتاقة بجوع قالت:
- هود...
وضع اصبعا على فمها وضم نفسه اليها في عنقها الرقيق لتبتسم هي وتضم راسه برقة بين يديها
وهما هكذا يشعران كما لو ان الروح التي ابتعدت عن الجسد عادت ترتبط به بوجعها وضمأها وشوقها المرهف
*****************
منزل السي محمد
وصل عبد الصمد على وجه السرعة بحصانه الذي انتهى بالنزول بلباسه المتكون من جينز ازرق انيق وقميص ابيض تحت حزام اسود
ربط حصانه بشجرة قرب الفيلا ودخل اليها يرن الجرس
فتح ايوب الذي ادخله مرحب:
- السلام عليكم كيف الحال سيد عبد الصمد بخير
قال عبد الصمد وقد بدى عليه انه متلهف لرؤية صغيرته :
- وعليكم السلام بخير اشكرك اين زوجتي؟
قال ايوب يسبقه :
- ساقودك اليها لكن اولا عليك ان تعرف ما جرى فانت الان واحد من هته العائلة ولانستطيع ان نخفي عنك الامر
عندما انتهى ايوب من سرد كل ما حدث واخبره كل شيء بالتفصيل اتفق هو وعبد الصمد ان يحاولا اقناعها بان ما تفعله ليس لافي صالحها ولا في صالح عائلتها
شعر عبد الصمد بداخله ينهار مع رؤيته لها في ذلك الوضع المزري كانت غير واعية تماما على ما حولها فقد كانت تفضل ان تبقي نفسها نائمة على الاستيقاض
كانت صفية قربها تمشط لها شعرها وعندما شعرت بهما قادمين غطت لها شعرها بحجابها
فهمس ايوب من وراء ظهر عبد الصمد العريض ان تاتي صفية ليبقى زوج هند معها
دخل عبد الصمد الى الداخل واقترب منها بحيث صعد الى السرير بجسده الضخم وانحنى على هند ينظر الى ملامحها البريئة الحزينة
كم كانت توجعه وتوصله الى الفناء بوضعها هذا
لم يفكر ولا في احلامه ان سرا كبيرا في حياتها كهذا سيؤثر عليها بهته السهولة هي العنيدة دوما
ناداها بصوت خشن اجش ويظهر فيه اهتمامه بحالتها
- هند….هيا هند استقظي عصفورتي.. ليس جيدا لك ان تبقي هكذا …
شعرت بوجوده فعلا ولكنها ابت ان تفتح عيونها بل اقتربت من كتفه
ودفنت نفسها فيه تبكي المها وحسرتها وترتعد بين يديه كما لو كانت ترتجف بردا
لم يهن عليه ابدا رؤيتها في هذا الوضع بل ضمها وهدهدها:
- هيا هند كفاك بكاء عزيزتي …وانا من كنت اضن انك قوية لايهزك امر …تدرين لست اول فتاة تتربى في كنف اسرة دافئة مثل اسرتك …اعلمي انهما والداك وواجب ان تحترميهما فقد ربياك لاتفقدي احترامك
لنفسك ….
قالت تشهق بعنف:
…انت تقول ذلك ….لكن …لكن لو تشعر فقط بما فففي ذاخلي... لعذرتني ….هما والداي لكني لا استطيع ان اشعر بغير هذا لقد آلمني ان …ان يخدعانني ….فقط ليحصلا على ابنة…..لما يا عبدو لما
انا بالذات ؟؟
لما افسدوا فرحتي هكذا...تدري …انا لدي اخت….انا من ضننت انني وحيدة …للللدي اخت …اه اه لو تشعر …بي...لو تشعر....
بقي عبد الصمد صامتا وملامحه الجميلة الوسيمة جامدة لاتعكس الالم الذي يوجعه في رؤيتها حزينة هكذا
قالت هند ترفع عيونها الحمراء اليه:
- عبدو …
قال يمرر اصابعه على شعرها الاشقر:
- ماذا؟أأمري صغيرتي
قالت بتوتر ضاهر:
- اريد ان تاخدني من هنا حالا فانا ضقت درعا بهذا المكان فالالم كثـــــــــيرا علي كثـــــــــير
اصبح الان عبد الصمد مندهشا من كلامها:
- لايجوز يا سيدتي …
قاطعته:
- بل يجوز وان رفضت فانساني افضل
انبثرت من ذراعيه تخرج من السرير تقترب من الشرفة التي اتكات عليها بثقلها
لم تدري كم جرحته بتلك الكلمة ان ينساها هو امر من سابع المستحيلات فهو يذوب حبا بها لكن تريد فقط ان تشعره بالهزيمة
نهض بخفة واقترب منها ينظر الى شعرها الذي انتهى بوضع دقنه عليه وضمها اليه يشعرها بالدفئ التي احتاجت له ليزيح عنها هذا الكم الهائل من الالم
قال بهدوء وشجن:
- هل هكذا تعاملين زوجك المحب الست فضة مثلا؟؟... حياتي هذا الكلام لايقال…لا استطيع اخدك الان حفاظا على صمعتك وصمعتي لانريد ان يظن بنا الناس الضنون وإلا ما رايك غاليتي؟
التفتت تضم نفسها اليه :
- خدني ارجوك لااستطيع البقاء هنا اكـــــــــــثر
قال يانبها:
- علينا اقامة العرس هند لو تعلق الامر بي لاخدتك الان فشوقي لك كبير وحبي اعظم لكن لااستطيع سوى ان اخدك باشهار وحفل نعزم فيه معارفنا ….انظري الي هيا...هل ترضين لحبيبك ان تمس صمعته بكلمة سيئة
حركت راسها نفيا :
- لا …سامنحك اسبوعا فقط عبدو اقسم فقط من اجلك حبيبي فقط لك وحدك وتكلف انت بتحضير العرس او….
قال عبد الصمد :
- ساكلف امي بذلك واحكي الضروف التي نمر منها ومتاكد من انها ستتفهمك….تبدين شهية هكذا من اين لك هذا الجمال كله
ارتفع تدرج الاحمر الى خدودها وقالت تبتسم بالكاد:
- لا...اعرف ابدو مريعة اعرف ذلك فقد بكيت كثيرا
قال يقبل جبينها ويبتعد:
- بل انت فاتنتي ...علي ان اذهب الان ساعود وسازورك هذا الاسبوع متى اردت ذلك حسنا
اومئت له ونظرت اليه يخرج وكم تمنت بقاءه لينسيها واقعها المر
اكتشفت انها كانت فضة فعلا مع والديها اللذان ربياها على الاقل عليها احترامهما فهي لاتنكر انها تحبهما كثيرا لكن افكارها حاليا مشتتة عادت الى السرير وهي تسال في نفسها اسالة كثيرة
عن من يكون والديها الحقيقيان ؟؟
وهل تشبهها اختها؟؟
وهل بعد كل هذا سيضل عبد الصمد راضيا بها ان كان اصلها من عائلة فقيرة مثلا ؟؟
اسالتها آلمتها ومسحت دموعها تحاول ان تنفض عنها هذا الجنون الاهبل
****************
في القصر
بساعة العشاء
بمجلس النساء
كانت فاطمة لاتزال في المطبخ تتاكد من وصول الطعام الى غرفة جلوس الرجال
بينما كل من مليكة وابنتها عبير قد جلستا في انتظارها على المائدة
قالت مليكة لعبير:
- صغيرتي هل تعرفين شيء عن ثريا وعثمان ..؟؟
كانت عبير تعض ضفر ابهامها وساقها تهتز من فرط قلقها
فنادتها امها تسال:
- عبير اتسمعينني؟
انفتفضت عبير تنظر الى امها بشرود:
- اه امي هل قلت شيء ما؟
قالت مليكة تضع يدا فوق الاخرى:
- يا بنيتي هل انت مريضة ؟؟لقد سالتك عن اختك
قالت عبير تجيب امها محرجة:
- اضنها مع زوجها في افران اتصلي بها بعد العشاء امي قد تخبرك بكل شيء لكن امي اليس من المفترض انهما زوجان فلما نسال عنهما ؟
قطبت مليكة :
- عبير ما بك يا ابنتي انها اختك وزوجها يكون ابن اخي يا عزيزتي لاتبدين بخير
قالت عبير لامها:
- في الحقيقة انا متعبة امي فلقد انتهيت متاخرة من توضيب الجناح واشعر بانني منهكة حتى انني أسفة اشعر بالنعاس ساصعد لجناحي لن اتنوال الطعام هته الليلة
دخلت فاطمة على جملتها فقالت:
- كيف لا عزيزتي عليك ان تاكلي فعليك اكتساب بعض الوزن هذا ضروري
اعتلى عبير خجل رهيب وقالت تبرر:
- لا امي ادري انه يجب علي ان آكل لكني لست نحيفة وايضا انا فقط متعبة وساستغني على الاكل هذا اليوم
قالت فاطمة تجلس تسكب الحليب الساخن لنفسها والشاي لمليكة
- حسنا عزيزتي لن افرض عليك شيء لا تريدينه
نهضت عبير من مكانها واقتربت من مليكة فقبلت راسها وكذلك قبلت راس حماتها
- تصبحان على خير
ردتا وانت من اهله
كانت افكارها متضاربة
لاتنكر انها مفجوعة لحد البكاء مما سمعته وراته اليوم بالذات
ولاتزال ذكراه وهو يسالها تعذبها هل فعلا مهتم هو بامرها
ام انه يدعي ذلك فقط
في كل هذا التشويش
خرجت من المجلس لتفاجئ بنفسها امامه
نظرت اليه بعمق بدى متعبا لكن نشاط عيونه الملتهبة ما اخافها
هته النظرة تعني شيء واحد انه يريدها
ابتعدت عنه لكنه اوقفها وامسك يدها يقربها اكثر رغم انها تريد ان تبتعد عنه قالت:
- سعيد اتركني لايجوز ما تفعله...قد يرانا احدهم
قال وكل كيانه يصرخ وجعا ملتهبا:
- لاتقومي باستهبالك ذاك ...الم تتعشي ؟
قالت تريد تحرير يدها لكنها بدت كانها انتمت اليه وخانتها:
- لا ليس لدي شهية للاكل اذهب وتعشى انت مع الرجال
رفع يدها اليه وطبع في راحة يدها قبلة دافئة وهمس عليها كلمة حب ارعشت اوتارها كلها اخدت يدها التي بقبلته التهبت كليا وبعثت اللهب في كامل جسدها
ابتعدت عنه وفقط ما ان تمر ذكرى سميرة تلك حتى يعود الدمع حارا على وجنتيها
في جناحها الذي بدى في قمة النضافة
فقد افرغت كل حزنها في توضيبه
ونفض الغبار عنه واعادة ترتيب الملابس في الخزانة وبالخصوص ملابسه كم بكت وهي تتجرع مرارة الكلام الذي سمعته في الصباح كم شعرت بالبؤس
توضئت وخرجت من الحمام اكرمكم الله للصلاة وبعد انتهائها اكملت بقراءة بعض الايات من القران الكريم
بعد انتهائها نهضت ترتب لوازم الصلاة في مكانها واخدت ملابس النوم التي حضرتها وارتدت غلالتها السماوية التي ولاول مرة ترتديها فوق الركب ليس بكثير
عارية الظهرالى المنتصف قررت ان تسدل ستائر السرير الزرقاء وتعلمه من مكانها انها لاتود ان يبقى قربها هته الليلة
رغم ان هته الرغبة هي آخر ما تريده فلقد تعودت على النوم فوق صدره اقوي المليئ بالشعر تعودت انيكون هو المسيطر دائما
تنهدت باسى واندست تحت الشرشف الابيض
لوهلة تذكرت اذا ما كان يرضي جده فقط
لما يعاملها معاملة مليئة بالحب لما لايكون باردا معها
في تلك اللحظات تتفتح ابواب السماوات وتشع بنور اخاد لكن ما ان تعود كلمة من الكلمات الاخرى التي نطقت بها تلك الافعى حتى تصبح مرمية في عالم مظلم حالك
سمعت باب الجناح يقفل وخطوات زوجها على ارضه تسمع
وبدأ قلبها بالنبض كما لو انه يحاول الركوض الى مكان بعيد
عنه
ان يبتعد لانه يعرف انها ضعيفة تحت رحمة لمسة واحدة منه بل فقط همسة تحملها فوق سحابات العشق
نظر سعيد الى السرير ولاحظ انها عن غير عادة لها قد اسدلت كل الستائر حتى من جهته ونامت وهي توليه ظهرها
امر اشعره انها ولابد نافرة منه لكن ليس هو من سيتركها تفلت بفعلتها بسهولة
اقترب وقد ازال قميصه وحذاءه وازاح ستارة من جانب المكان الذي ينام فيه
فالتفتت اليه تقول بثقة وقسوة رغم ضعفها لمظهره امامها:
- سعيد من فضلك ...لا اشعر باني بخير هلا تركتني هته الليلة وحدي اعني اريد منك الذهاب الى الجهة الاخرى
تغضن جبين سعيد فوق وجهه الاسمر الخشن:
- وانا لا ارتاح هناك وسانام في مكاني لا اضن ان في هته الدنيا امراة عاقلة تشعر بتوعك ان تطرد زوجها من السرير ام انا مخطئ
جلس في مكانه تحت نظراتها التي ارادت اختراق وججه واكتشاف ما يخفيه
وللفكرة شعرت انه ولابد وهو معها يخونها في افكاره انه ليس بالزوج الصالح الذي لن يكذب
الم يخبرها انه كان رجلا منفلتا من قبل
ازال ساعته لكنه بقي بجينز العمل شيء ما يدفعه لاستفزازها ومعرفة ما بها:
- سعيد من فضلك انهض عن سريري لن تنام وانت ب...بهذا الشكل ...بملابس العمل
قال مبتسما ببرود:
- مارايك انني لن انهض الا اذا اخبرتني حضرتك ما الدافع الذي يجعلك حانقة علي ...لاتجبريني حلوتي على معرفة ذلك بالقوة
نهضت تجلس على ركبها :
- اتدري انك وحش اناني يا سعيد ما حلمت يوما انني ساقول مثل هذا الكلام عنك...لقد...لقد التقيت فتاتك القديمة سميرة
صعق سعيد لما قالته والان بدا يستوعب:
- سميرة ...
قالت عبير والارتجاف عاودها:
- تلك ..المراة يا سعيد.. اخبرتني باشياء اجهلها تماما عنك ..ارتني صورا معك تضهر انكما كنتما على وفاق تام ...مادمت تحبها لما تزوجتني انا لما ..؟؟
شعر سعيد بالغضب ينضج في نفسه فقال بحدة:
- عبير لاتظلميني لاتنسي قول الله في القرآن انه يحثنا على عدم تصديق كل ما يقال فقد نندم
قالت عبير تحاول كتمان ما بداخلها:
- ما الذي نفسر به تلك الصور في مراكش وفي اماكن اخرى الهذه الدرجة كنت تعشقها
قال سعيد وقد شعر بالاحراج الذي تغلب عليه الغضب:
- الامر ليس كما تضنين ....انا اخبرتك انني لم المس احدا منذ خطبتنا اقسم عبيرتي ...هل تصدقين امراة لاتساوي ضفرك على زوجك الذي يعشق بل ويكاد يفني روحه من اجلك
- لست ادري ما الذي اصدقه يا سعيد ...ذكرت اشياء حميمة وانك لاتزال معها لحد الان وانها ترضيك كما لا افعل انا ...هذا جرح كرامتي كانثى فان لم اكن ارضيك فلا عشرة بيننا
كم توجعه بكلامها وكانما تنفث السم في جسده ليصعر بحمى الوجع والالم:
- عبير ...استغفر الله...ان ..ان انت امراة تقدر زوجها وتحبه وتتذكر كل شيء بينها بينه فستجدين انني لا اشبع منك حتى بل افكر فقط كيف سانهي يومي للعودة راكضا الى بيتي الى حضني زوجتي ...عبير ...انت زوجتي واقسم بالله انني لم اخنك
نظرت اليه يقرب يده من خصرها ويرفعها في حضنه ويدفنها في صدره ليكتفي من هذا الوجع الساحق لم تستطع ان تشعر بالراحة رغم حبها الكبير له لاتستطيع ان تشعر بانها ستحبه دون ان تشك به لدى نظرت الى عيونه باسى تقول:
- اتركني ارجوك ...لاتجبرني على شيء لا اقدر عليه... ارجوك ابقى بعيدا سعيد
ذبحته كما تذبح الشاة بل مزقت اوردته واعتصرت قلبه دما احمر يصرخ بانه يريد البقاء فيه وان يصرخ باسمها وان تلبي ذلك النداء
كيف له ان يبتعد عن مهجة حياته الشمس التي تنيرها والقمر الذي يكون انعكاسه عليها اجمل من انعكاسه على صفحة مياه عذبة
لكن بقدر ماهي حلوة وبهية في نظره بقدر ماهي مجحفة في حقه سلم امره في يد الله ووعد نفسه ان يبقى باردا حتى ولو اضطر ليدفن نفسه في بركة من الثلج فلن يتدلل لها بعد اليوم مهما كان هذا الحب اعمى فلن يكون اعمى عليها بل سيراها ويتذكر كل شيء قالته
نهض من قربها المهين بالنسبة له ووعى على نظراتها التائهة ايضا
لكنه لن يغفر لها انها شكت به هو عاشقها هي لاغيرها
التقط قميصه من الارض وارتداه ليخرج من الجناح صافقا الباب بقسوة
بقية جاثية فوق الفراش على ركبها تعصر قبضتيها عليها وهي تنطوي وتحاول ان تغالب الدموع لكنها خرجت لضفاف الواقع دونما رحمة
اقفل سعيد ازرار قميصه
وخرج من القصر مباشرة على سيارته الصغيرة الرياضية
اول ما فعله انه ذهب لبيت احد عماله بحيث طرق بابه بقوة متناسيا ان هناك عائلة بالداخل لكنه فقد الكم المتبقي هته الليلة من الاعصاب الباردة لديه
قال سعيد للعامل:
- هيا لدينا عمل مهم علينا القيام به هلا ذهبت لاحضار بقية الرجال
قال الرجل:
- حسنا سيدي حالا سارتدي ملابسي واتي معك
انتظر سعيد يذرع المكان بساقيه القويتين حتى ضن انه سيحرثها مشيا:
- هاقد اتيت سيدي ما هو نوع العمل؟
قال سعيد:
- تعالى وستعرف
بعد مدة قصيرة ذهب سعيد مع الرجل الذي بدا في جمع العمال
واكملوا طريقهم وراء سعيد الذي كان غاضبا الى ابعد حد حتى ان هو نظر الى نفسه فلن يعرفها
اقترب مع الرجال تحت اوامره من الكوخ في حدود الاراضي
وطلب منهم ان يدرموا النار فيه
بهت الرجال لطلب سعيد لكنه صرخ فيهم بصوته الخشن راعدا:
- نفذوا ما امرتكم به والا فلن يعمل بعد اليوم احدكم عندي
اقترب الرجال جريا من الكوخ الذي كان يصدح بالاغاني والموسيقى
وبدا رجال سعيد في سكب البنزين على الكوخ من كل الجوانب
وتعجب الرجال لانهم لم يسمعوا اذنا من سيدهم بافراغ المكان
اقترب احدهم من سعيد:
- سيدي اليس من الاجدر ان نخلي الكوخ
شعر سعيد وعيونه تحترق بالنار المألمة في صدره وكاد يتبع شيطانه لولا انه استعاذ بالله منه وقال وعيونه تكاد تدمر المكان باكمله:
- اخلوه واحرقوه لاتدعوه قائما ابدا....هل تسمع
انحنى الرجل لسيده هيبة :
- حاضر سيدي
بعد دقائق سمع من في الداخل من سكارى وراقصات مع غناءهن الشعبي وكذا سميرة التي استطاعت ان تعوض سعيد بغيره سمعوا ان الكوخ سيحرق فاذا بالنساء تولولن وتصحن وبدأ الكوخ امام الجمهور يتآكل تحت النار
كانت سميرة تقف في مكانها تنظر الى المكان الوحيد الذي ضمها وادفئها يحرق
والغالية تجلس على الارض تندب وجهها وتجر التراب وتضرب به صدرها عادتهم في النحيب
استدارت سميرة تبحث بعيونها عنه فوجدته ينظر اليها وكانه سينتهي بقتلها
اقتربت منه مسرعة :
- ايها النذل عديم الشرف ....كيف فعلت ذلك
ذفعها سعيد حتى سقطت على الارض وقال :
- اظنك نسيت انني سيد المكان وانك حشرة هنا فاحذري قد اطلب منهم دفنك ولن يوصل الخبر احد
نهضت تلملم ما تبقى من كرامة محتقرة فيها:
- يا سعيد ...تحسب نفسك ذكيا باحراق مورد عيشنا اليس كذلك اقسم بشرفي...
سمعت ضحكته ترن مستهزئة شريرة عن كلامها:
- اي شرف يا ....صاحبة الشرف... وعودك تلك لاتهمني فقط ان لمحت ظلك قريبا فساقوم بنسفك من هذا الكوكب
قالت وانفاسها تتلاحق :
- انت حقير ونذل ..وسوف ترى انك ستدفع الثمن على ما فعلته سترى يا سعيد يا منصور سترى بام عينيك ما الذي تساويه كلمة من سميرة
ابتعدت عنه وتركت ابتسامته ضائعة فلا يهمه احد سوى زوجته
ابتعد تاركا رجاله يقومون بعملهم
وابتعد يمشي في طريقه عله يصحوا من هذا الكابوس
تخيل كم ستكون لياليه باردة وانفاسها الضعيفة بعيدة عن صدره وشفاهها الصغيرة الذائبة بعيدة عن نفسه
كم عانى ليسمع همساتها الملتهبة تروي روحه
وكم ضناه الشوق حتى تتشبت بذراعيه تمنحه من دفئها
كم يشتاق ان يدفن راسه في عنقها العاجي المخملي بعضامه البارزة كم يتمنى ان تتمسك اصابعه بشعرها الذي لايخلوا من عطر الليمون الفواح
هل سينتهي به الجنون ان ضل هكذا
لايستطيع ان يدل نفسه اكثر فلقد كان في البادئ صبورا مكافحا ليجعلها تتقبل حبه وبعد كل هذا ترميه بالنار
وكانه كان سرابا في حياتها العادية
الم يرها طعم السحر الم يفتح لها ابواب جنة ساحرة لتعيش فيها
وهكذا تجازيه
انه يتالم ولايستطيع ان يصل الى بر بافكاره غير التسلح بالبرود
اه يا حبي كم تألمينني حتى الموت......
يتبع.......
|