كاتب الموضوع :
Jάωђάrά49
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء العشرون
ان شاء الله
بعد خروج المرأة جلست ثريا مبتسمة لهذا الاكل الذي لاتدري لما اشتهته بهته الطريقة
ولاول مرة في حياتها تحب الشاي مرا منعدم السكر تلذذت لفترة بطعامها الا في لحظة توقفت بعد ان مرت اللقمة من حنجرتها بسلام ولاتدري حدس سيئ اشعرها بشيء غريب التفتت الى الباب
وكانت صعقتها قوية بحيث نظرت الى عثمان يقف رابطا ذراعيه ومتكئ على الحائط بتراخ حتى نظرته التي رمقتها حمراء كانت مختلفة عن العادة لانظارات
قميص على اكتافه مهمل
وسروال كلاس رمادي وشعر يمكن ان نقول عليه اشعث
همست في مكانها وضغطها في ارتفاع دائم:
- عثمان...
همستها كانت انبعاثا حارا من فوهة شوقها لا ذهول فيها باكثر ما تحمله من شوق اليه نظرت اليه من مكانها ولم يضل جامدا في تلك اللحظة اقترب منها ببطئ ونظرته تستعر بالغضب الحامي لبرودها وكانها لم تفعل شيء يذكر
وقف بطوله حين اخفض نظره على الاكل تعجب لشهيتها فهو عن نفسه فقد شهيته منذ ان سافر كانه العذاب بعينه من يرى
اخفضت عيونها الى الاكل فوق المائدة وشعرت بالاحراج وهي تجلس هكذا
ارادت مواجهته فهو ولابد علم ما فعلته مادام علم بمكانها بهذه السهولة تطلب في داخلها الله ان يكون قد ستر على ما جرى
نطق اخيرا بثقة لاتهتز:
- تبدين لي انك تستمتعين بوقتك
لم تفتها لهجة الغضب الخفيفة في كلامه لدى ردت:
- كنت هنا من اجل شيء مهم و....
قاطعها :
- شيء مهم ...اريد ان اعرف فقط لما تصرين على تمردك هذا؟؟
الا تدرين انك تجنين بذلك على نفسك المصائب
جعلها تشعر بغضب قوي لما قاله وتركزت عيونها الرمادية في عيونه السوداء الرائعة
للحظة كادت تسهوا عن الجواب الذي حضرته له
تبعترت انفاسها فكله رجولة لم يتغير في هته المدة التي تركها فيها باهمال وقساوة
حبها يضعفها وتنسى فعلا ما يفعله ان هو اخدها في حضنه
لكنها تراجعت عن الكرسي لتقف في مجابهته وترد وعيونها الى فوق تنظر الى وجهه
- اتراك نسيت انني زوجتك ..ها...اتراك تنسى ان من حقي ان اعلم بسفراتك انا الاولى قبل ان اسال من في البيت
الا تفكر في انه لمن الممكن ان احرج امامهم ....تفكر في نفسك كثيرا عثمان وتنسى انني ايضا خلقت ولي حق عليك
كانت تلاحظ التغيرات على وجهه والتلونات من اتر الغضب في قسماته القوية الخشنة وعدا هذا كله يزداد هيبة بطوله وعرض منكبيه
- هذا لا يعطيك الحق في الخروج دون اذن مني والانتقام مني لاني فقط لم اخبرك لا اريده اتسمعين... انت هنا من يطيع
عقدت حواجبها الرقيقة على رموشها الحمراء
تفكر في انه فعلا لايستحق ما تفعله من اجله ان اراد ان يحبها فعلا فلما لايتغاضى كما فعل الاخرون عن عيبها تعجرفه لا يطاق وباتت تحس انه لا يعتبرها سوى عبدة وعليها فعلا ان تفعل شيء تجعله يندم على كلامه
قال وهو يلاحظ سهودها:
- تدرين ماذا؟... لي رغبة في خنقك والله لي رغبة قوية في تلقينك الدرس المناسب لكي تعرفي جيدا حدودك
قالت تشهق من عنفه وهمجيته:
- انا لا اصدق انك بهذا البغض ....والله كان علي ان اهرب ليلة عرسي لالقنك انا بنفسي الدرس المناسب
رمى سترته على الكرسي بعنف وهو يقول وكل عروقه تنبض بعصبية من كلامها:
- ثريا لا تستفزيني بكلامك الى هنا وكفى... قد اصل الى فعل اندم عليه في ما بعد ...
قالت بمثل نبرته العاصفة تواجهه بمثل قوته :
- ماذا ضربي ..لقد سبق وفعلتها ...قتلي هاانا امامك فافعل ما يمليه عليك ضميرك لكي يرتاح
نظر اليها وقد تكهرب الجو بالفعل وقال يعصر راحة يده:
- لا تصرخي في وجهي ...لست مجرما لقتلك لكني لا انكر تلك الرغبة في فعلها لانك في كل مرة تفعلين امرا يدعوا الى عدم الثقة فيك مطلقا
قالت ترد وقد نفذ صبرها:
- اخبرني فقط ما الذي تشاهده علي
هل امشي في الشارع عارية مثلا او اقبل و....تبا لك تجعلني اخرج كلاما من فمي ما فكرت في حياتي انني ساخرجه
رفع يده وضرب المائدة قربه بكل قوته حتى انقلب محتواها
فكلامها يصيبه كانصال سيوف حادة سامة مغموسة في سم قادر على القتل والفتك في تلك اللحظة
اجفلت ترتجف لكن تحاول التشبت برباطة جئشها فهي لاتريد بعد ان علمت بانها قادرة على اتبات برائتها بان تضهر الخنوع لانها تشعر الان بالعزاء في تلك الاوراق التي هي قادرة على اخراجها من هته الورطة
ابتعد عنها برهة يتنفس بعمق خائف هو من ان يقوم بفعل مشين لها ويندم
عاد يستدير اليها ويعتدل في وقفته وعيونه لا تبرحها
- انظري يا ابنة عمتي المصونة ....لا اريد سوى ان افهمك انك زوجتي ولي وحدي ملكي اي ان تحركت فسيكون تحت عيوني ذلك...لكن اريد ان افهم رغم ذلك لما كذبت عليهم بشان السفر ما الغرض لك من تلك الطريقة في التسحب خارج القصر..؟...طبعا لن تجيبي فليست لديك براهين كافية...اين هي الشهادة اليس من المفترض ان تكون جاهزة والا تستغرق منك هذا الوقت لاخدها
كانت هي مع كلامه تتقوقع وترفض مسايرته لكي لا تفلت منها كلمة فلا تزال تشعر ان وقت الاوراق لم يحن هو شعورها هكذا دائما يسيرها في الطريق الخطأ او الصح لكن الاغلب في الصح
قالت لكي تغير الموضوع بموضوعه هو وتزيد من غضبه:
- وانت يا سي عثمان هلا اوضحت لي ماهية علاقة بتلك التي هي "عفيفة شريفة " لا تكذب... اجد انك لربما تزوجتها في سر من العائلة وتحسب نفسك انت هو ملك كل شيء طبعا ومن سترفض السيد المنصور بهامته ستكون غبية مريضة في عقلها بدون ادنى شك
انعقدت حواجبه السوداء حتى كادت تلتقي مع بعضها وبدى اكثر خطرا في هذا الوضع:
- تتهمينني بالكذب وبزواج ايضا ...خيالك خصب ثريا
ابتعد قليلا عنها يشعر بهالة تحيطها هي من تحثه على ان يتوخى الحذر في حركاته الغاضبة
قالت بابتسامة استهزاء:
- هه لا تخبرني انك بريئ سيدي فكما سبق انت بنفسك واشرت لابد من ان اختيارك لها كزوجة لم يكن صدفة
لابد وانها تتربع في قلبك القاسي نحوي فقط
الا تجد الامر واضحا وانني فعلا ذكية
صرخ فيها يشير اليها باصبعه:
- بل انت غبية عقلك فارغ لايصلح لشيء ...ك....لا.... يجب ان اقول انها في الاول والاخير فكرة روعة حقيقة انت الان السبب في اعادتي الى التفكير في طلبي لها سأرى ما سافعله بعد عمليتها قد انتهي بفكرتك على اي حال لطالما كانت المرأة المناسبة في عيني
كادت تبكي من غيضها:
- انت خسيس مريض ...
وشعر انه ينتصر ليضحك:
- ههه والله اخطأت بل انا رجل بكل ما للكلمة من معنى والف امراة في هته الدنيا تتمنى فقط نظرة مني فلا تنسي ان حياتك الحقيقية معي وانها على المحك وقد افنيها في اي وقت اشاء لربما قد حانت الفرصة لذلك .....اصلا الان اريد معرفة السبب مع الادلة التي تتوجب مكوثك في هذا الفندق الرائع لعلني اصدقك لانني بصراحة فاقد للثقة فيك
شعرت كانه جرح في قلبها وينصهر ويطعن الى الداخل بسكين محموم
- حرام عليك يا ابن سليمان والله عيب عليك ظلمي فان كنت لي معيلا ....على الاقل لا تمن واحتفظ باجرك في ميزان الحسنات فاقسم بان لك القدر الوفير منها معي
لاحظت ارتعاد الغضب من عضلاته وحركات يده وابعدت عيونها منه بتعجرف وهي تشعر انها وكانها تسكب الزيت على النار بكلامها هذا الذي لن ينفع ابدا
لكنها غاضبة منه تلعن الحظ السيء عندها لما لاتحصل منه على التفهم بدل هذه الحركات التي تثير الحنق في اعماقها شعرت بانها تكرهه بقدر ما تذوب في حبه
لم تشعر الا وهو يقترب منها بدفئه الذي بات يعيد الروح فيها
بعد ان اثقل صدرها بعطره النفاذ ودفئ انفاسه فوق راسها رفعت اليه عيونها برفق علا نبضها فشعرت انه يكاد يمزق قلبها من حبه ويكاد يصم اذنيها لولا ان صوته همس وهو يرفع دقنها بين يديه بتملك وخصرها يكاد يعصره على بطنه تحت راحة يده الرجولية الدافئة
- انا غاضب يا ثريا ...افعالك لاتغتفر ....
همست باضطراب:
- وانت ماذا ...عن اجحافك الدائم في حقي ماذا عنه ها ...؟..اخبرني ...انا ايضا غاضبة منك لانك لاتشعرني بانني زوجة لك فعلا كباقي الناس
نظر اليها وعيونه تغلبها الحرارة التي تعلو جوارحه باعلامها:
- كيف ...اضن انني لأبرهن لك انك زوجة فعلا فاما بالضرب.... او بشكل آخر لكي اريك فعلا مكانك... وان الزوجة مكانها بيت زوجها.... واحترامه وان تصغي الى اوامره على انها فقط اشياء بسيطة في حق ما يمنحها اياه
بدأت تشك في انها ان ارته النسخ انه فعلا سيبقى متعجرفا ولن يتغير
بالخدر الذي سرى في دمها من دفئ صدره وانفاسه التي هبطت على رقبتها استرخت وتبددت كل المشاكل في تلك النشوة الفرحة لاستعادته قربها
بدأ يدعك شعرها بين انامله حيث فكه بسهولة تحت رغبة نفسه الملحة واغمضت عيونها لتدليكه فمع هذا الجدال والتعب الغريب عنها الذي داهمها هي النشيطة
ارتاحت به وبعث فيها نيرانا ادفئت الجو حولهما
وهمس قريبا من فمها :
- هل اشتقت الي؟
خرج جوابها عبارة عن آهة صغيرة بالكاد كانت نفسا لفحه
عيونها فقدت السيطرة على مشاعرها فقد تركت اللجام واطلقت الجماح وبالكاد رمشت وعيونها تتكاسل على قسماته
راقب شفاهها بتفكير يكاد لاينسى ابدا الكلام الذي قالته لهم بلسانها عن انه تركها تذهب فكانما تهين رجولته بتلك الطريقة
فكان فعلا يرغب في معاقبتها وان يدمي شفتها لكنه عاد واحتله شعور غريب من العاطفة وانه لأمر سيء فعل ذلك اقتصر على تقبيلها بلطف وبطئ احرقهما معا وكل منهما متعلق بالاخر والعواطف تلعب دورها في ذلك ابتعد بعد قبلته مشلولا تماما بالرغبة التي زادت تتأجج وتالمه بلذة نحوها
قال بانفاسه المتقطعة:
- ساستحم واعود ...اريدك ان تدفئي السرير قبل عودتي
ابتعد عنها بل شعرت كانه انسلخ من جلدها للدخول الى الحمام
وكانت ترتعش لحلاوة لقائها معه
رغم ان العقل يعيدها الى ارض الواقع بانه يا ثريا ان لم تلقنيه درسا فلن يحبك ولن يعترف ابدا بذلك
وتسائلت هل من المفترض ان تريه الاوراق الان؟
لكن الافكار في هته اللحظات بينهما كانت تتبخر بدون وعي ابتعدت تحضر من نفسها فتنة له واقتربت من السرير تنتظره بحب وولع وكل نبضات قلبها تصرخ باسمه منادية عليه للخروج
*********************
في منزل الياسمين
بعد عودة يونس الى البيت وهو يمارس حياته بطبيعية تامة
بدى كم من الاندهاش على وجه الصغيرة التي ارتبكت للوضع وهو يشرح لها وللجدة ويشعر بالخزي من نفسه لانه ببساطة كذب عليهما وهو يخبرهما بامر العملية
ولاحظ نظرات الصغيرة فدوى المبهورة والصامتة فهذه عادة الاطفال برائتهم غريبة لذيذة
بدأ يجد سهولة في التعامل معهما والاخد والعطاء في الحديث ووجد ان فعلا الوضع هكذا احسن والطف وبدئ يزيد من التعرف عليهما بدقة باسئلته المتنوعة
اولا اخد الجدة في سياق اسئلة عن حياتها وزواجها ومحنها واكتشف انها جوهرة لاتقدر بثمن فلربما هي ام الرجل الذي اخد امراته منه في احد الاوقات لكنه ليس انانيا الى درجة كرهها لا بالعكس يجدها كأم له وهذا ادفئ الجو البارد الذي كان عليه بيته وهو فيه وحيد
اما فدوى فقد بدأ في المراجعة المكثفة معها لاجل معرفة مستواها في الدراسة
واعجب بفطنتها ونباهتها في دراستها وانها رغم العطلة الا انها تتذكر دروسها ليس كبعض الاطفال الذين ينسون بسهولة
وقرر ان ياخدهم جميعا في رحلة الى مدينة مثل الداخلة وهي عامرة بالسياح الاجانب بما انها مدينة صحراوية تحتوي على شواطئ خلابة فهي محط اعجابهم حيث يتمتعون فيها بلعبة " التزحلق على الامواج"
لكن
وجد الامر مستحيل مادامت جميلة تقطن عندهم مع الجدة والفتاة الصغرى وما علمه من الياسمين انها تعاني من الخدلان من زوجها قرر تاجيل السفر الى موعد آخر
انه ليس من الناس التي تحكم على كلام من طرف واحد ولايستطيع سوى ان يمنحها سقفه حاليا الى ان تجد لمشكلتها حلا فهو ايضا يعلم المعانات في الحب
يعلم ان زوجته الان له في خيالها وحقيقتها ولاتفكر ابدا في ما مضى لكنه يريد يوما ما ان يشعر بذلك الحب المجنون في قلبها ويتمنى ان ويكون في القريب العاجل لانه يريدها كاملة له وحده حتى بروحها ووجدانها
بعد ان خرج يونس الى عمله في الحضيرة
جلست كل من فدوى والجدة حول المائدة الجميلة في المطبخ وكذا جميلة التي بدت كئيبة للغاية عيونها الخضراء المائعة في ظلام الافكار المأساوية غارقة في لون الجزر البرتقالي وهي تقشره دون روح
خذلانك اثثني بشظايا من كسر
وعيونك رمتني بجمرات من نسر
الهواء مر باردا على جسدي
فعراه وهو رقيق بريء
تراك تذوق النوم يا من جرعت الالم لي
ام انك تنعم بالسكون في الليالي
عصرت المخدة حتى سمعت انينها تتوجع
وهمست باسمك فتضاعف الوجع
سوط من عقاب القضاء ارحم لي
من سوط خداعك وتجريحي
رمت السكينة من يدها ونهضت من مكانها تتوجه الى داخل الغرفة التي تتشاركها مع فدوى والجدة وجلست
بل والوهن اثقلها فدفنت وجهها المحمر الما وحزنا وذرفت دموع القهر والعذاب بحسرة وحيدة ليس هو الوحيد من يستطيع ان يهدئها موجودا معها
لما لم ياتي لحد الان وينوي تركها لانه بكل بساطة استغلها كأداة لانتقامه من اعدائه من والدها
يا ربي ...يا ربي ما ذنبي انا؟؟هل اموت في حزني من اجل ان يدفع الاخرون الثمن لكن لما ..لما..لما...
رددتها بانفاس متهدجة مختنقة
في المطبخ الياسمين لم تغفل عينها عليها هي الوحيدة التي تعتبرها اختا لها فلهما ذكريات تشاركتاها لاتنسى كانت تقف امام الجلاية نفضت يديها من الماء ومسحتهما وتحركت لتذهب اليها فسمعت الجدة تقول:
- ماذا يحصل يا ابنتي هل البنية المسكينة مريضة لاتزال على حالها ؟
قالت الجدة مريضة لكي لاتعلم الصغيرة فدوى بشيء
قالت الياسمين بقلق:
- اجل عن اذنك امي ساذهب لاراها
اقتربت الياسمين من الغرفة التي دخلتها وفتحتها لتغلقها بعد ذلك
لاحظت شهقاتها التي ولابد بعد ان خرجت بصوت عالي بدأت تخف ولم تتحرك ابدا بل ضلت على حالها كما هي
جلست الياسمين على السرير وحركتها تاخد راسها الذي بلل المخدة وهو في قمة الاحمرار والرعشة وكذا كل جسدها
ووضعت راسها على صدرها تمرر اصابعها على شعرها الاشقر
وهي تقول بعد خروج تنهيدة طويلة من فمها:
- يا صغيرتي يا قرة عيني اتوسل اليك في جاه الحبيب الرسول ان تكفي فما عاد للدموع نفع يا غاليتي فستمرضين وانا لن ...ولن ..ولن اسامح نفسي مهما حييت ان تركتك تغرقين في حزنك استهدي بربنا الكريم يا جميلة ...جميلة تكلمي ...جميلة
كانت جامدة بين ذراعيها فبسبب الدموع التي نزلت اصبحت شبه غائبة عن الوعي بل عقلها الباطني لايركز على الحراك
وخرج فقط الانين من شفتيها المرتعشتين
مررت الياسمين يدها على جبهتها فرأت انها غائبة
- جميلة ...استفيقي ..
ضربتها بخفة على وجهها لكن بدون فائدة
نهضت بسرعة الى العطر الذي تضع منه الجدة فهو هدية من يونس من عطور مكة
واسرعت في الجلوس تثني ركبها على السرير وهي تلاحظ عيون جميلة التي تظهر انها فعلا في غيبوبة
رشت من العطر في يدها واخدت تداعب به انفها الى ان بدات تتحرك جميلة وهي تحتج في تمتمات غير مفهومة وهي تكشر من الرائحة
- جميلة ...لا تضلي على هذا الحال ساطلب من يونس ان يحضر القابلة "القابلة وهي المراة التي تولد الحامل وتكشف على النساء عامة"
تحركت جميلة تفتح عيونها وهي لاتدري ما يحصل معها بالضبط وبعد سماعها للقابلة قالت:
-...لما...انا بخير ...لما القابلة؟
قالت الياسمين بحكم تجربتها:
- اخاف ان تكوني حاملا وان لاتنتبهي على نفسك
صرخت جميلة بضعف:
- انا مستحيل ان احمل منه ...انا...هو خانني ...انت لاتشعرين بناري يا ياسمين ...لاتشعرين بناري يا اختي فانا اعاني ...اتألم اموت مليون مرة مع كل انفاسي اشعر انني اختنق...ولم اعد احتمل ...فلاتزيديني على ما اعاني انا باذن الله لست حاملا وغير ممكن ابدا ...
قالت الياسمين تواجهها وجميلة متكأة على سريرها:
- اتمنى من الله ان يهديك عن افعالك يا فتاتي ...فابدا العناد ما كان حلا في هته الدنيا خديها مني تجربة والله على المرئ ان يضحي لكي ينعم بالهدوء ....ورغم قولك بالرفض فالقابلة ستاتي هي ستاتي ابدا لن اتركك على هذا الحال
دثرتها لكي تنهي الكلام
- هيا ارتاحي ولاتبكي اتوسل اليك من اجل ابنك لاتبكي والا اتعبك
شعرت جميلة بانه من غير المستحيل ان لا تبكي والان بالذات فالياسمين تصر اصرارا على انها حامل وهي تخاف من ان يكون الامر واقعا
وسبحان الله شعرت بانها تود النوم على البكاء ان كانت حاملا فعلا فلا تريد ان تاذي الطفل
خرجت الياسمين تطلب من فدوى ابنتها ان تهتم بكلا المرأتين في دقيقة خروجها
خرجت الى الحضيرة حيث زوجها ووجدته منهمكا في اشغاله
وعندما رآها ما استطاع منع نفسه من الابتسام تحت شاربه المستوي بدقة وكانما الحب وحده من يلفهما دون ان تدري المرأة شيء
انتقلت عدوى الابتسام لها ايضا وهي تنظر اليه قادما في طريقه اليها لينزويا في مكان بعيد عن العمال:
- ما الامر ؟ غزالتي هل طرأ خطب ما؟
قالت تنظر اليه لتطمئنه :
- لا عزيزي في الواقع اريد منك خدمة فلو تستطيع ان ترسل في طلب قابلة....
ابتسم يونس يقاطعها وكأن السعادة سكبت على جسده:
- لك ..هل انت..هل انت حامل؟؟
قالت وهي تشعر بانها ستجرحه بكلامها ولاتريد منه ابدا ان يتكدرفقالت تمرر اصابعها على ذراعه بخفة :
- آسفة عزيزي ليس بعد باذن الله سيفرجها الله علينا قريبا لم ادري انك تريد الاولاد ....
قال يونس وقد ابتلع خيبة الامل:
- اجل بالطبع اولاد انا فعلا اريدهم منك فلا تنسي... هذا ما جعلني اتزوجك
نظرت اليه دهشة:
- فقط تزوجتني من اجل الاولاد
قال يضحك:
- غريب امرك يا امرأة في المساء اخبرك لما تزوجتك وليس الان....اخبريني لمن القابلة ؟؟؟
قالت الياسمين بقلق وكانها تستعيد ذكرى ما كانت عليه جميلة:
- لجميلة الفتاة يا عزيزي حالتها في تدهور اصبحت تبكي بافراط واخاف عليها من المرض فلو فقط تحضر القابلة اولا لكي تكشف عليها ونعرف لنطمئن فقط بانها ليست حامل وبعدها احاول ان ابحث منها عن عنوان مسكنها مع زوجها لتذهب اليه وتحاول فهم الامور منه عزيزي
تنهد يونس وهو يشعر بالاسى على المراة المسكينة:
- لا تخافي عمري اول ما سافعله الان هو الذهاب بنفسي لاحضارها...لاتنسي في المساء
ابتسمت له وضربته على دراعه:
- اذهب لاتتاخر حسنا
ذهب يونس بعد ان نزع عنه ملابس العمل وارتدى ملابسه التقليدية المريحة واتخد طريقه تاركا العمال وراءه في الحضيرة يكملون عملهم
ليذهب ويحضر القابلة
********************
في القصر
كانت عبير مع خروج زوجها الى العمل تنزل الى الاسفل لمساعدة والدتها وزوجة خالها في اشغال البيت
بعد الافطار طبعا استطاعت ان تجد بعض الوقت لكي تصعد الى غرفة جولييت وتطمئن عليها فهي مهما كان ضيفة
طرقت الباب فاذنت جولييت لها بالدخول بالفرنسية
دخلت عبير المحجبة في فستانها الطويل
وقالت لجولييت التي كانت تزين وجهها امام المرآة:
- صباح الخير آنسة صعدت لاطمئن ان كنت قد افطرت
قالت جولييت المنهمكة في الماسكارا السوداء
- طبعا شكرا لك لقد اكلت طعامي
نظرت اليها عبير ولاحظت انها ترتدي لباس الفروسية
فقالت عبير تسال بفضول:
- هل ستخرجين هكذا هنا؟
قالت الاجنبية:
- لا طبعا تحت رغبة ابد الصمد مضطرة لارتداء العباءة وعند وصولي بسيارتي الى الاصطبل اقوم بخلعها
قالت عبير متنهدة:
- حظك جيد لحد الان لم اركب احصنة واود ان اطلب من زوجي اخدي الى الاصطبلات للركوب اعشق الخيل ...حسنا سانزل انا ان احتجت شيء لا تبخلي على نفسك بالطلب
ابتسمت بدلالها المعتاد لتسال بدهاء:
- اشكرك كثيرا عزيزتي ...سؤال فقط هل ابد الصمد موجود ام ذهب الى الاصطبل
قالت عبير بدون ان تفهم لما تسال هته السيدة عنه لانها تدري انه متزوج ولاتدخل الشك ابدا في راسها:
- اجل لقد ذهب بعد ان افطر اذهبي فستجدينه في الاصطبل صباح سعيد جولييت استمتعي بوقتك
لوحت لها عبير بيدها وانصرفت بينما ابتسمت جولييت في المرآة لنفسها وبعثت قبلا في الهواء لنفسها في المرآة
اقتربت من السرير واخدت العبائة وهي تشعر بالضيق لانها سترتديها
وارتدتها في الاخير:
- يا الهي ابدو كما لو انني في كيس بلاستيكي لست ادري كيف يحتملون هذه الملابس الواسعة اووووف
في الاصطبل
كان عبد الصمد قد تلقى عدة مكالمات من اصدقاء له في العمل يهنئونه على زواجه ورفض ان يتركهم دون اجابة فاضطر الى اجابتهم وشكرهم على بادرتهم وهو يدري انها الالسن من تنقل بهته السرعة الاخبار وبالخصوص ان انهى احدهم حياة العزوبية فيبدو للبعض منهم كما لو انه انهى حياته بينما هو لا يزال سوى في بدايتها ويدري انهم جهلة فعلا جهلة فلااحد يشعر بمثل شعوره الذي قلبه رأسا على عقب
حب غريب في قفص صدره يتقلب ويبعث فيه كل المشاعر الموجعة ما ان يفكر بها حتى انه يظن انه يبالغ في مهاتفتها فقط لسماع صوتها لدى اقتصر على اتصال من حين لحين وينتظر ان تبادر بنفسها
وهذا مافعلته البارحة تخبره انها بدأت في التجهيزات
وانها ستسافر مع امها للدار البيضاء لجلب كل اللوازم
ورغم الحاحه عليها لكي تسافر مع امه رفضت تقول انها لاتحتاج لتكديرهم وانها وامها في الكفاية وقادرتان هما على انهاء الامور الصعبة بسهولة
خرج هذا الصباح لتدريب بعض لاحصنة فالوقت يداهمه ويريد ان ينهي الاعمال العالقة عنده قبل الزواج
دخل الى الحلبة وكان يهتف بمساعده ان يدخل الحصان الصعب المراس والذي لحد الان لم يروض بعد وبدأ في تروضيه وقد ركب على ظهره والحصان يحاول جاهدا ان يرمي راكبه على الارض لكن دون فائدة فصلابة عبد الصمد تجعله قادرا على التعامل معه الى حد خنوع الحصان لسيده
توقفت سيارة جولييت في وسط الاصطبلات ولاحظت ان الحلبة الثالثة كما الحلبتين الاخريين مشغولين بالترويض الذي تمتاز به المزرعة
وخرجت من السيارة بحيث كانت بملابس ركوبها فقط
فقد نزعت عنها العبائة في السيارة
خرجت تسأل احد العمال عن سيده لكن هذا الاخير ما استطاع ان يعرف ما تقوله لدى نادى على مصطفى المراقب من بعيد فاقترب هذا الاخير من صاحبة الطول الفارع الغير عادي في بلادنا
ودلها على الحلبة التي يروض فيها عبد الصمد الحصان الذي بدى انه طبيعي جدا فقد مل من التملص الغير منفع من يد سيده
لكن الحصان عاود القفز مرة اخرى ودون جدوى لم يتحرك عبد الصمد من ظهره شبرا
في الحقيقة زاد اعجاب جولييت بعبد الصمد بل وتظن انها تحبه وتعشقه
بهذه السرعة ايضا فهي تميل الى الخشونة في الرجال
كانت تراقبه ولاحظها عبد الصمد فلوحت له لكنه للاسف بالنسبة لها لم يبادرها باي اهتمام
بعد ان انهى عمله نزل من صهوة الفرس واخد يمرر له يده على الجهة اليسرى من وجهه واهداه سكرة حلوة ليألفه واعطاه لاحد العمال الذي ساعده آخرون في اخد الحصان الى الاصطبل للراحة فهو بطبعه عنيد
اقترب عبد الصمد من مكان جولييت التي ابتسمت له لكنه اخفض نظره على السياج الذي قفزه واتجه صوب مكتبه وهو يعلم انها تلتصق به كالعلق
تبعته الى مكتبه وهي تقول:
- ابد الصمد عملك رائع انت ماهر
رد وهو يدخل وراء مكتبه ليراجع احدى الاوراق
- اعلم..هل اتيت من اجل الجولة؟
قالت بحماسة:
- اجل
قال لها وهو يجلس على كرسيه الوثير:
- لا للأسف اليوم انا متعب من العمل لا املك الوقت كثيرا للجولة اذهبي مع احد العمال ان خفت من الضياع
بدت عليها خيبة الامل واقتربت من المكتب:
- ارجوك ابد الصمد سأمل من دونك فانت رفقة مفيدة بالحديث .... لكن مع عامل لايفهم حتى لغتي اتمنى ان تفهمني ساشعر بالغربة
قال في نفسه لابد من انها تحصل دوما على ما تريد لا احب هذا الدلال الزائد عن حده
قال :
- يا انسة اقول لك انني متعب فلتأجلي خروجك الى يوم آخر يمكنك الذهاب الى الاصطبل فلقد اطمئنيت على الحصانين وهما يتعافيان بسرعة اذهبي والتهي فيهما
اقتربت منه تضع يدها على كتفه متوسلة:
- ارجوك
عقد ينظر الى اصابعها فوق كتفه باحتقار
- هلا احترمت حدودك يا انسة
اجفلت لقسوته :
- اسفة
تنهد وهو ينهض آخدا سترة الركوب وسوطه وهو يشير لها بيده
- تفضلي اسبقيني الى الاسطبل
ابتسمت واستدارت ولمحة من الانتصار تغلف عيونها
كان يجدها تتطاول فعلا لكنه يعذرها لانها كبرت في وسط منحرف اصلا لايجب ان ينتظر منها ان تعلم بان لمسة بسيطة هي ليست في محلها بل وسيئة ايضا هي تبدوا لها عادية ولاتطاول فيها
يجهل تماما كيف سيفهمها الا تلمس الا تقوم بتلك الحركات لكنه تراجع عن الفكرة ليس من الجيد ان يتحكم في تصرفاتها فهو لا يريد مشاكل من وراء ظهرها هي الاخرى فافكاره الان في زواجه وعمله الذي يجب ان ينتهي بسرعة
******************
في الدار البيضاء
في المستشفى
كانت الهام منذ حوالي الساعة ونصف في غرفة العمليات
عائلتها تنتظر مرور وقتها بفارغ الصبر مع الكثير من الدعاء
والوالدين اللذان يحبانها يدعوان لها من الصميم لتنهض على خير
كانت في تلك اللحظة بين ايدي الاطباء وروحها معلقة بين يدي الله
بدى الاضطراب على الاخوات اللواتي اجتمعن في مكان الواحدة في حضن الاخرى تستمد منها الصبر والسلوى والصغير يتربع في صدر امه والاب المسكين يصارع الخوف في جوفه تحت غلاف القوة والصلابة المتزعزعة لحظات قاسية هي الانتظار والدعاء من الخالق ان يعيد لنا احباءنا على خير
تعرف عصام في فترة وجيزة على عائلتها واللذين ما ان يدرون بانه احد ممن هم يقفون لمساعدة ابنتهم يدعون له بالخير والشكر
كان عصام قلقا لا يستطيع ان يقف امام غرفة العمليات لانه ببساطة قلق للغاية على الفتاة في الداخل وشعر انه من غير المناسب ان يقوم بدرع المكان جيئة وذهابا هكذا دون اثارة شكهم لدى فضل الخروج الى الحديقة والانتظار هناك
علم انه هنالك من دفع تكاليف عمليتها ليته يلتقيه فقط
لايدري لما حب الحماية لديه تحفز اليها كما لو انها اخته او تعني له شيء اجل بالطبع فهي تحمل قلب اعز شخص كان قد فقده لكنه فقط ولعلمه بان عضوا منها سيساعد شخصا في الحياة وسيحيا هو ايضا في جسدها يشعره ببعض السعادة ويدري لربما ان امه ستسعد وستغفر له انه كان السبب في موت اخته لايريد منهم ان يلوموه لانه ما بقي في نفسه ذرة من القوة ليدافع عن نفسه بل يشعره ذلك باليأس
********************
في منزل الياسمين
وبعد ان احضر يونس القابلة واستأذن من جو الحريم ذاك لعودته الى عمله
ترك القابلة والياسمين تدخلان الى الغرفة التي بقيت جميلة مستلقية فيها وهي شبه نائمة غائبة او تسبح بين عالمين
وكم ارادت ان تبقى هكذا في هذا السكون وهذا الهدوء دونما ان تعود الى ارض الواقع لتتالم مجددا من افعال ذبحتها ونخرتها حتى آخر حد من هود
اقتربت القابلة منها تقول وبحكم تجربتها تبدوا قاسية بعض الشيء لكنها تكون بطبيعة الحال محترفة امرأة ممتلأة الجسم ومحجبة في الخمسينات من عمرها:
- ياسمين هذه هي الفتاة ؟؟؟
قالت الياسمين تومئ:
- اجل انها نائمة على ما اعتقد
قالت القابلة تزيل حجابها وجلبابها
- لاعليك انت ابقي خارجا وانا سأوقضها واقوم بعملي على الا تدخلي الا باذن مني
نظرت الياسمين الى القابلة مبتسمة:
- حسنا سيدتي ساخرج وساذهب لاحضر لك شيء لتأكليه فلابد من ان المشوار من القرية الى هنا اتعبك
قالت المرأة التي تبدوا قمة في النشاط
- حضري لي بعض الشاي لو سمحت واذا موجود شيء من الرغيف لن امانع مع بعض السمن جزاك الله خيرا
تعجبت الياسمين من شهية المرأة لكنها قالت تجيبها:
- طبعا واذا لم يكن حضرته ساخرج الان بالتوفيق ...و..ا..ارجوك رفقا بها انها شابة ولأعلمك فقط هي لم تلد من قبل فلم يمر سوى بضع اسابيع على زواجها..و..
وضعت المرأة كلتا يديها على خصرها:
- هلا خرجت اعرف جيدا عملي يا سيدة واعرف تلك الاشياء فهي امور سهل معرفتها فشكرا لا احتاج لتخبرني
خرجت ياسمين وهي تشعر بالقشعريرة لصوتها تبدوا المرأة قاسية وجلفة تخاف على جميلة منها اتراها ستعرف كيفية التعامل معها
يارب سترك
دخلت ياسمين الى المطبخ حيث وجدت ابنتها تساعد في فصل الجلبان عن قشرته بيديها الصغيرتان اقتربت منها وهي تقبلهما وتقول:
- حفظ ربي لي فدوى تساعدني يا ناس
ضحكت فدوى بصوت خفيف لامها على كلامها
فقالت الجدة يامنة التي تسند كلتا يديها على عصاها برداءها الاسود وعيونها الشبه مغمضة:
- ياسمين كيف حالها هل هي بخير ؟
قالت الياسمين للجدة وهي تطل على الطنجرة فوق النار:
- علمي علمك امي لحد الان لاتزال القابلة عندها وعندما ستنتهي ستناديني ..علي ان احضر لها الشاي وبعض الرغيف ماشاء الله امرأة قوية...اتذكر المرأة التي ساعدتني في الولادة كانت شابة اعني ممرضة ويمكن ان تقولي قابلة ايضا رحمه الله لست ادري كيف احضرها واتذكر انها كانت لطيفة لكن هذه المرأة تبدو جافة في تعاملها يا الله
ضحكت الجدة فسمعت الياسمين اسمها ينادى بصوت مرتفع على لسان جميلة وعلمت انها ولابد لم تتحمل قالت ياسمين:
- فدوى ابقي هنا حبيبتي ولاتأتي الى الداخل ابقي مع جدتك حسنا
اومئت الصغيرة فخرجت من المطبخ متوجهة الى الغرفة التي فتحتها ووجدت ان جميلة منكمشة على نفسها ترفض اقتراب القابلة منها
اقفلت الباب وراءها وهي ترى ان المرأة لم تستطع ان تجاري جميلة لرشاقتها
- ما الذي يحصل يا جميلة ..دعي المرأة تفحصك عزيزتي ارجوك
قالت القابلة :
- ان لم ترد فسأذهب لدي ثلاث حالات ولادة في المساء مستعصية ...ولا استطيع ان ابقى لمدة طويلة
قالت جميلة:
- الياسمين ارجوك اختي لا تدعيها تقترب انا بخير ولست احمل طفلا لا اريدها ان تلمسني بتلك الطريقة
تعرف ان جميلة خجلى ولم تكن متعودة على شيء مماثل لدى فضلت ان تلطف الجو:
- صغيرتي ان احتمل وكنت حاملا مثلا.... اترضين لصغيرك ان يتأدى ؟ دعيها تفحصك ولاتخافي سابقى معك ان شئت
قالت جميلة تهمس لياسمين:
- انها قاسية ارادت ان تخلع عني ثيابي بالقوة
قالت الياسمين للقابلة:
- سيدتي الم اطلب منك ان تعامليها بالراحة "غمزت للقابلة" ستزيل جميلة ملابسها وحدها وانت قومي بعملك ما رايك الان
قالت القابلة
- حسنا انتظر
قالت جميلة لياسمين:
- يمكنني ان ابقى معها لوحدنا لا اريد ازعاجك
ابتسمت الياسمين لجميلة وخرجت تدعو الله في سرها ان تكون جميلة حاملا لانها تريدها ان تعود لزوجها ليس لانها قنطت منها لا بل لانها تدري ان الزوجين يجب ان لايفترقان فشعورها كان مريرا وهي بعيدة عن يونس والان لاتستطيع ان تعيش بدونه رفضت الاعتراف بهذا لكنها تحبه فعلا وقد دخل قلبها من باب كبير وتربع فيه
*********************
في الفندق بافران
كان يقف بكامل ملابسه امام الخزانة المفتوحة على مصرعيها وثريا تقف وراءه وقد ارتدت عبائتها السوداء ايضا
بقيت تنظر الى الحقيبة في الارض والى ملابسها التي توضع فيها باهمال فصرخت بعثمان الغير مبالي كما هي عادته :
- عثمان كلمني ما الذي تفعله الان؟؟؟...لما لانبقى قليلا هنا ؟
يمكنك ان تشتري لنفسك ملابس جديدة وان نمضي شهر العسل الذي لم نقضه كاملا الا باسبوع واحد في فاس من عادتي السفر والتجوال في الصيف لاتسجني
تنهد يرمي ما تبقى من الملابس في الحقيبة وجلس القرفصاء يقفلها وينهض يوقفها معه ايضا
قال لها بعجرفة:
- شهر عسل ؟؟الا تملين من فلسفتك ما هو شهر العسل في نظرك لمن خلق في الأصل لو انت امراة شريفة في الاصل لما كنت تركتك سجينة في القصر
تجمدة اوردتها وجرحتها كلماته العقيمة:
- انت انسان اناني... اتيت لتاخد مني ماخدك وتقوم بنعثي هكذا...متى سيرحمني الله منك
قال يقترب وهو يعصر لها كتفها :
- يرحمك مني ...ما الذي رايتني افعله لك ..هل اذيقك من العار الذي الحقته بي؟
ما الذي سيظنه بي اهلي الان؟
زوجها تركها تذهب وحيدة الى افران اذن زوجته تتحكم في تصرفاته ...لعلمك فقط ليس لتلك اللحظات بيننا ان تشفي شيء كوني عاقلة الان فقط سانزل بك عقابي وليعلم الجميع من في القصر انك لم تطيعي كلامي فارسلتك الى
طنجة"مدينة في شمال المغرب تطل على البحر الابيض المتوسط"
الى عمتك هناك علك تستوعبين مدى الدفئ الذي اضيعه من اجلك
نفض ذراعها المتألمة بقوة حتى كادت تقع من طولها
ارتجفت وترقرقت الدموع في عيونها وعادت لتجلس على السرير وهو يقترب من الهاتف دون ان يوليها اهتماما ليتصل بالاستقبال ويدفع الفاتورة ويطلب منهم ان يجهزوا السيارة التي اتت بها من القصر
اقفل الهاتف
سمع صوتها في الحمام بحيث كانت تستفرغ ما في بطنها اسرع بدون وعي اليها ليجدها منحنية تغسل وجهها الذي اصبح احمر من مرضها
اقترب منها وقلبه في صدره يتوجع لحالها ويموت خوفا ان يحصل لها اي مكروه
تناقض في الافكار والافعال
وقف وراءها يميل عليها بحيث رفع شعرها المبتل بالماءوهو يقول بقلق:
- ما بك ثريا هل انت مريضة؟
كانت مريضة فعلا لكن المرض الاكبر يكمن في فؤادها المتأذي من كلامه
وشعرت بالحقارة بعد نومها واياه انبثرت من بين ذراعيه ومشت الى حيث حجابها وهي تقول:
- دعني وشاني مادمت تكرهني فلا دخل لك بمرضي
قال وهو يعيد اقترابه منها لينظر الى ملامحها بين يديه:
- مابك ان كنت مريضة اخدتك الى الدكتورة
نفضت يديه بقسوة تقترب من المرآة لتضع حجابها على وجهها مع النقاب:
- خدني الى عمتي كما قلت وآسفة منذ اليوم لم يعد هناك حديث مر بيننا اكتفيت منك
فقد تجرعة السم وانتقمت لنفسك فكفى ..
اتسمع كفى لااريد لهذا الزواج ان يبقى ...
التفتت له لتنظر اليه يتنهد وهو ينظر اليها ونظرة غريبة تتماوج في عيونه....
-اقسم يا عثمان عندما ساذهب عند عمتي سابقى عندها الى ان ترسل لي بريقة طلاقي هل فهمتني
كان الجرح في الصدور مشترك لاهي تتكلم بما تريد ولا هو يريد ان يحارب من اجل استعادتها لاشيء غير العناد المفضي الى انهار مظلمة من الحزن
قال :
لست المرأة التي تستحق ان يحارب المرئ من اجلها....فلا انت ممن احتفضوا بشرفهم ولا انت ممن احترموا اهلهم....
قاطعته شاحبة فكلامه هذا ما يزيد دمارها:
- ساريك الان لما جئت لما انا هنا يا عثمان
اقتربت من المنضدة الصغيرة وجدبت المجر بحيث اخرجت منه مغلفا كبيرا يحتوي اوراق الطبيبة التي كشفت عليها بعد الحادثة
- خد انظر اليها علك تعرف انني لم افقد عذريتي الا بحادث ولم يلمسني احد وانني فعلا شريفة
نظر اليها لدقائق قبل ان يفتح الظرف وهو شبه تائه عن مايقرأه
وبين السطور لمح ما علم انه الشهادة بانها فقدت العذرية اتر الحادثة
لوهلة شعر وكان قلبه ينار بإنارة بيضاء تطرد افكار الظلام المستوطنة لكيانه لكن الشيطان لايحب ان يترك فرصا للبشر في التصالح ففكر انها لربما اقامت علاقة بعد الحادثة بسهولة فماذا تفسر تجاوبها معك وغنجها في بداية الزواج
رمى الاوراق على صدرها والغضب للفكرة يكاد يفنيه
بينما هي صدمتها طريقته تلك حتى انها مهما منعت دموعها من الانهمار انهمرت وارتجفت ونزلت الى الاوراق تجمعها وتضعها في المغلف وبدون ان تنظر اليه تخطت مكان وقوفه ضامة الاوراق الى صدرها وخرجت من الغرفة
سب ولعن وكاد يدمر الغرفة ومافيها زيادة على المائدة التي قلبها في الصباح
شعر بنفسه تتداعى كليا لا ارادة تحفزه على استرجاعها وكبرياءه سيد المواقف صاحب اللجام فكلما فكر في انها قلبه والهواء الذي يتنفسه وانه لايريد اكثر منها على صدره تتفكك الصورة الى الماضي لترسل اليه موجات عذاب لاتقهر
امسك الحقيبة وقد تغلف من وجهه الى اخمص قدميه ببرود جامد لايتزعزع وخرج من الغرفة لكي يلحقها ببطئ لايظهر اي اهتمام بمكان وجودها الان في الاسفل
نزلت شبه مغشي عليها ووصلت الى باب الفندق تنزل درجاته الى العامل الذي اعطاها المفاتيح وركبتها في الخلف فآخر شيء تريده ان تكون قرب رجل بات هو الظلمة الحالكة السواد في حياتها اي الظلم الاجحاف الانانية الاستغلال وانتظرته ولم تنتظره
بل اقفلت عيونها الى ان سمعت الباب الخلفي للسيارة يغلق على الحقيبة وبعدها باب السيارة خلف المقود يغلق بعنف حتى انها اجفلت لكنها لم تتحرك تنتظر ان يكلمها في اية لحظة لكن ولا اعطاها اهمية ابدا كما لو انها غير موجودة
وبما انه يعرف اين تقيم عمتها لم يسألها عن عنوانها
في طنجة في جبال رائعة امرأة اخدت من جمال ثريا واب ثريا العيون والشعر الاحمر وشيء اخر لم يرثه احد في عائلتها وهو خامة صوتية رائعة عريقة بشدو الاغاني الاندلسية بشكل ساحر
*****************
في منزل الياسمين
بعد خروج القابلة التي اكلت حتى اثخمت
بقيت الياسمين في غرفة جميلة قليلا تواسيها فما ان علمت من القابلة انها حامل حتى بدأت غصبا عنها تبكي بكل حرقتها
قالت جميلة توجه وجهها الى الياسمين التي تجلس قربها على السرير:
- كيف لي الان ان اتحمل طفلا كيف؟؟؟
انا اموت حزنا مما اصابني مع هود وتريدينني ان احتفظ به حسنا لااستطيع
قالت الياسمين تمرر اصابعها على شعرها:
- ستعودين الى زوجك هذا هو الحل انت لاتريدين ان تذهبي الى جهنم بسبب قتل روح بريئة ولاتستطيعين ان تبقي على هذا الحال لان الطفل ان لم يعش مع ابيه فلن يسامحك يا جميلة كوني واثقة
بدت جميلة يائسة هي لاتريد ان تعود فهي تعلم انها تحبه تحب هود كثيرا بل لقد اصبح دمها وهواءها وكل شريان فيها ينبض بات يرفض التخلي عن صورته وان حصل ولمسها فقد تفقد السيطرة على نفسها وتدل نفسها تحت رحمة حبه وهي لاتريد ان يمسها مطلقا
قال ياسمين:
- كفي عن تعذيب دماغك بالتفكير ستنقلين الغم للصغير والدموع له ولن تنامي الليل فقط لانه سيبكي كما تفعلين انت الان لاتديقيه الحزن والمرارة والا سيكبر في بطنك ضعيفا عزيزتي ارجوك لاجل الله لوجهه الجميل ارجوك تخلي عن عنادك وعودي اليه فعلى ما حكيت لي انه يحبك
قالت بشبه صرخة:
- لا ...هو لو كان يحبني فعلا لما خدعني واستغلني سلاحا ضد اعدائه
قالت ياسمين:
- الم تقولي انه كان مراهقا ولديه ام الم تكوني انت لتضحي ب...باي شيء اي شيء في وقت اغلقت كل الابواب في وجهك من اجل عائلتك بالله عليك لاتقولي لي لا....حاولي ان تتفهميه فقط استمعي له الان يمكنك فقط ان تعيشي معه من اجل ابنك ضحي كما ضحى وكما يضحي الكل يا جميلة هذا واجب كل ام
مسحت جميلة دموعها:
- من اجل ابني فقط ....من اجل بني ومن اجل ربي سافعل ذلك لكن لن يحلم بان يلمسني لن امانع ان تزوج حتى فعندها ...عندها ساخد طفلي واذهب
- المهم الان انك وافقت واتمنى من الله ان يبرد النفوس وان يصلح الوضع بينكما في المستقبل ساذهب لاحضر لك بعض الطعام ولاتتحركي
كان من دواع سرور ياسمين ان تعتني بها وتحضر لها من الاكل ما سيفيدها ووعدتها بان تزورها على الدوام لكي تاتيها باكل شهي ينفع الحوامل في شهورهم جميعها
*****************
في المساء
بطنجة في مدينة تترسخ عليها جبال عظيمة رائعة على البحر الابيض المتوسط
ولم ياثر ابدا هذا الجمال في عثمان الذي غرق في بحر من الافكار المجنونة حتى انه بات يتمنى لو ان هته السيارة تقف تتعطل لكي لا يكملا الطريق لكي تبقى قريبة منه فللاسف قد شغلت قسما كبيرا من روحه فبعد لقاءهما علم انه لايوجد غيرها من يرضيه و....
لكن الكبرياء اللعين لايحتمل ...يرفض التعاطي مع اي نوع من العواطف بل ويعذبه لكي يبقى رافع الراس بشموخ وكانها امراة كايها نساء تشبه الكثيرات ويمكنه ان يطلقها ويتزوج اخرى بسهولة
اما هي فقد كانت صورة الاوراق وهي بين يديه تعذبها
الهذه الدرجة يمقتها الم يفكر في اعتذار يمحي من قلبها غمامة الحزن الثقيلة
الم يشعر بانها بشر وان يستغلها في لحظات ضعفه كرجل تشعرها بالحقارة
فما ان ينتهي منها حتى يبتعد عنها بقساوة وكانها *****
اتته بالدليل امام عينيه ولم يعتذر لما رفضت ان تعيد قرائة الاوراق او تحريكها من حيث ضمتها على صدرها فلم ترضى لنفسها مذلة اخرى تنتظر ان تصل والا تراه مجددا وان تنسى انه هناك رجل مثله مر في حياتها او شاركته احلامها في الخفاء وامنياتها باولاد يترعرعون في دفئهما
كم تخيلت صبيا في شهوره الاولى تجلسه بينهما في جو حميم هي الحمقاء التي ظنت ان رجلا بدويا خشنا مثله فضا سيلين لها
اجل فهو لن يلين الا لصاحبة الشرف والنبالة والاخلاق
الهام
هه ياترى كان يخطط لفعلته هته وهي الغبية ساهمة في العشق والهوى اتراه يريد الزواج منها فعلا والطلاق منك يا ثريا بسرعة
افكارها لم تنقطع طيل المسافة التي اتخداها الى طنجة وهاهما لم يبقى سوى لحظات على صلاة المغرب وسيصلان الى عمتها الحبيبة اخت والدها المتوفى والتي لم ترها منذ سنين مضت تعلم انها امراة وقور رغم مهنتها كمغنية للأندلسي الا انها شريفة ومحترمة
عند وصول السيارة الى فوق طريق صغير في تل كبير يقع عليه بيوت كثيرة مطلية بالازرق الفاتح
اوقف عثمان سيارته بقوة حتى سمع صرير المكابح مثيرا صوت العجلات على الارض خرج عثمان يقفل الباب وراءه بقوة اهتزت لها مرة اخرى ثريا ولم تنتظر ان يفتح لها الباب بل استغلت دقيقة وقوفه وراء السيارة لتصعد التلة التي يظهر منها بيت عمتها في بداية البيوت الرائعة
ناداها يقول :
- ثريا توقفي لن تصعدي وتلك الاوراق في يدك
لم تجبه بل تجاهلته تصعد والتعب يفتك بها
صعد بخطوات واسعة الى ان وصل امامها ليهزها يعنف وينظر الى وجهها الجامد من اية ملامح قد تفضي له بما تخبئه من مشاعر
- عندما اناديك لاتتجاهليني
عبرت عيونها وجهه الى صدره وتنحت عنها ببطئ تكمل طريقها
شعر بالبأس انه يكاد يختنق
عاد الى حيث ترك الحقيبة وتبعها يصعد الى ان توقفت ثريا امام البيت المطلي زرقة ورنت الجرس تتمنى من اعماق قلبها ان تكون عمتها هنا فهي لاتريد سوى الاختباء والبكاء حرقة مما فعله بها ومن نهاية هته العلاقة المشؤومة
فتح الباب وسمعت اناشيد عن الرسول الحبيب وآلة الدف تهدي نغماتها متمازجة مع الكلمات ونظرت ثريا الى عمتها التي فتحت الباب مرتدية قفطان وقبعة رائعة على شكل مثلث مزين بجمالية تبهر العين التقت العيون الرمادية مع بعضها بعضا
ولم تحتج عمتها الى ان تطلب منها نزع النقاب فعيون ثريا ذكرتها باخيها تذكرها فيه تماما
ضمتها عمتها بحرارة تقبلها
- يا ابنة الغالي كيف حالك يا حبيبتي ثريا عزيزتي اليس كذلك اعرفك صغيرتي
كادت الدموع تفر من طيبوبة قلبها وجاهدت ثريا في عدم السقوط حالا بين ذراعيها
وراءها كان عثمان ينظر اليهما يشعر بالاسى يتملكه انه سيعود فارغ الوفاض لايريد مالا ولاجاها
بل يريدها هي
كم يريد ان يسمع صوتها وان ينعم بدفئها يشعر انه ينسلخ منها بقساوة
يعشقها وقد ادرك ذلك يموت عشقا فيها وفي سحرها الخاص الذي وهبته له
لكن لما لايستطيع ان يثق بها
لانه يخاف ان تكون المخادعة المنتصرة في القصة
لم يحبد ان يرى زوجته تقطن عند هذه العمة التي تتخد من الغناء مورد عيش لها لكنه رفض ان يبدي ادنى اهتمام بينهما
سمع عثمان صوت حبيبة قلبه الذي هزه الضعف فيه
- انها انا عمتي غريب كيف عرفتني رغم انني لم ازل نقابي لقد اشتقت لك لم ارك منذ زمن طويل
قالت العمة تلاحظ الرجل وراءها:
- ليس بوقت طويل ازيد من 6 سنوات لكني اتذكر احبائي لم اعرف انك تنقبت على فكرة عيونك تشبه اباك رحمه الله ...هل السيد زوجك؟
اومئت ثريا دون ان تلتفت اليه فقالت عمتها:
- اهلا بك بني سعدت انا بلقاءك
- اشكرك سيدتي ساترك حقيبتها الى ان تحمليها من فضلك ساذهب فلايزال مشوار طويل ينتظرني الى البيضاء شكرا لك سيدتي
دخلت ثريا ولم تمنع نفسها من النظر الى عثمان الذي اخد ينزل التلة برشاقة نحو السيارة ونظر اليها بالمثل لكنها ابتعدت لان قلبها هدد بالانفجار في اية لحظة
لم تكن العمة تدري ما يحصل لكن بدى لها انه لاوفاق بين الزوجين لدى اخدت الحقيبة ووضعتها في غرفة فارغة تستعملها صديقاتها اللواتي تزرنها في المناسبات
ولم تبخل على نفسها بتعريف النسوة اللواتي تشدون بابنة اخيها الميت وابهرن بجمالها عندما ازالت نقابها ولاحظن الشبه الكبير بينهما
صعدت ثريا وراء عمتها التي اهدتها من الراحة ما كانت في حاجته لم تثقل عليها بالاسئلة بل سألتها فقط عن الطعام فردت ثريا بانها لاتريد
وبذلك خرجت وتركتها بائسة غائرة تحت شمس المساء البرتقالية القانية التي اخترقت الزجاج للغرفة الصغيرة اتكات عليه و انتحبت بصوت يكسر الفؤاد القاسي في بكاء مرير لم تستطع ان تتمكن من مقاومته
وعمتها فكرت انه من الافضل تركها وحدها رغم فضولها حول حضورها الى هنا بهته الطريقة فلابد ان هنالك امرا ما يزعجها لكنها قررت ان تسالها في الغد
*****************
في الدار البيضاء
بعد وصول عثمان متاخرا في تلك الليلة الى المستشفى
علم من الطبيب ان المريضة قد خرجت من العملية بسلام وانها في غرفة العناية المركزة لدى قرر ان يعود في الصباح فتعبه النفسي اثر جليا على جسده رغم صلابته الا انه كان يبدوا انه فعلا يحتاج الى الراحة والنوم
لكن كيف به ان ينام
في غرفته لم يستطع ان يستحم بل رفض كليا ان ينهض من سريره الذي تحمل ثقل جسده
يفكر في حياته الهذه الدرجة هو غريب عنها وهي غريبة عنه
اتته بدليل يتبت انها عذراء لكن من سيثبت انها لم تعاشر شخصا مهما كان قبله اليس هو المظلوم في هذا كله
لما لاتفهمه لما تتشبت بدفاعها عن نفسها وتنسى انه رجل
وان كان الرجل لايعاب فهو يعاب في شيء واحد شرفه
دنست هي شرفه وتحمل ذلك بكل عنفوان وتباث ولم يرتكب فعلا احمق في حقها اجل كان يحاول ايصال الجرح الذي استقر في صميمه لها عبر كلماته تلك
وكان بذلك يجرحها ويدمي جرحه ايضا يعيشان في عذاب لن ينتهي واذا ما بقيا مع بعضهما اكثر فسينتهي الامر بان يكشف ما هو مستتر
ولايريد من احد ان يعلم لانه يخاف على ماء وجهه
لقد وافق على فكرة الطلاق وانتهى الامر وسيغلق على هذا القلب ويرمي المفتاح في فوهة مظلمة ولن تستطيع امراة بعدها ان تفتحه وتسبر اغواره ففي تلك اللحظة لن تجد سوى ثريا صاحبة العيون التي تذبحه
في صباح اليوم التالي
دخل عثمان المصعد المأدي الى فوق في المستشفى ببذلته البنية الصيفية الراقية وساعته الذهبية السواتش
لكن ما كان مذهلا انه تخلى عن خاتمه الفضي في يده اليسرى فقد بات كارها لذكراها بقدر ما هو يشتاق اليها بوجع ومرارة
انفتح المصعد وخرج منه رأسا الى غرفة العناية المركزة هناك وجد عائلة الهام البعض منهم جالس والبعض الاخر ينظر اليها من زجاج الغرفة
تقدم عثمان من مكان وقوفهم ليقترب من الاب ويقبل راسه مسلما:
- السلام عليكم كيف الاحوال ؟
قال الرجل الكهل خجلا من اهتمام الرجل:
- بخير بني الحمد لله انها بخير هكذا قال الدكتور
قال عثمان ينظر الى جسدها الغائب في الغرفة:
- الامر طبيعي فهي في حالة تخدير لايزال حالها غير مستقر عليهم التاكد من انها لن تعاني من مضاعفات جراء القلب في جسدها وهل سيلائمها تماما امور تخص الطب لن نتمكن من زيارتها الى ان تعافى كليا
قال الاب المسكين :
- اتمنى يا بني ان تتعافى فعلا دعوة راجيا من الله معالجتها انها فلدة كبد يا ابني ستجرب ذلك وتفهمني
اصابه العجوز بكلامه في الصميم كما لو غرس في قلبه سهما قويا
طفل يعلم ان الرجل لم يتكلم بسوء لكن فكرة الطفل آلمته
لربما الان فقط في الفكرة احس بلهفة الى طفل
فكر كثيرا انه عندما سيخبر عائلته بفكرة الطلاق انه فعلا لن يمر الموضوع عليهم مرور الكرام وسيأثر كثيرا على انفسهم لايستطيع سوى ان يظهر انه لا يحبها وهي لاتحبه ولم يتوافقا
قد يحاول ان يذكر لهم فكرة ان العالم تطور رغم تناقض الفكرة مع مبادئه وهو يعلم انه ابغض الحلال عند الله الطلاق
الا انه في حالته العويصة لايوجد حل مجد سوى الطلاق وان يمضي كل في حال سبيله
وعد نفسه انه سيشرح لجده العنيد كل شيء ويعلم انه من اراد هذا الزواج
هما لم يتفاهما وهذا فقط سبب انه لكل منهما نظرته للحياة
يدري ان الامر صعب وقد ينتهي برفض قوي من اطراف العائلة لكن سينتظر لمدة وحسب وبعدها يطلق الخبر لهم وليتقبلوه كما شاؤوا فالقرار الاول والاخير له ولثريا
سمع عثمان وقع اقدام يتوجه نحوهم وسمع رجلا يسلم على افراد العائلة فتسائل من يكن عندما استدار قابله صاحب الطول الذي يوازيه عصام قال وهو يتذكره:
- انت عصام اليس كذلك؟؟
نظر الشاب الى عثمان وابتسم لرؤيته لكنه لم يتسائل عن سبب وجوده هنا:
- اجل عثمان ....كيف حالك اخي؟؟
تصافحا فرد عثمان :
- بخير لكن ما الذي جاء بك هل لديك مريض ما في المستشفى
قال عصام ينظر الى ما وراء كتف عثمان الى غرفة العناية:
- اجل الانسة الهام
قطب عثمان فهو لحد الان لايفهم كيف تعرفت على هذا الرجل الذي يدري انه اتى من اسبانية في الحقيقة شعر بانه لايستطيع ان يربط بين الامور:
- لكن لما هل تعرفان بعضكما؟
قال عصام ينظر الى العائلة التي جلست مجتمعة وراءه واقترب منه يقول:
- هلا ذهبنا الى الكافيتيريا ان كانت موجودة هنا وساخبرك بالتفاصيل
قال عثمان يحتاج ليفهم فعلا:
- تفضل سادلك عليها
ذخل الرجلان الى المقهى الصغير في المستشفى واتخد كل منهما مكانا له بحيث طلب كل منهما قهوة مرة فهما يحتاجها بالفعل لها
بادر عصام بالكلام:
- تتذكر انني سبق وقلت انني اتيت لدفن اختي؟؟
قال عثمان :
- اجل لكن ما علاقة الامر؟؟
قال عصام وكانه وجد اخيرا جوابا على سؤاله:
- انت عثمان من دفع ثمن العملية؟؟
قال عثمان :
- اجل انا ....ارتشف من قهوته ...لكن لحد الان لم تجبني
قال عصام يرجع ظهره العريض على الكرسي:
- انا في الحقيقة تبرعت بقلب اختي للانسة الهام
ذهل عثمان للحظات وشعر بعد ذلك بان الرجل امامه لشجاع لفعل شيء مماثل:
- لكن يا عصام اليس من الصعب فعل ذلك التبرع امر قاس الا تشعر بالالم لتبرعك بقلبها؟
قال عصام ينظر الى الحديقة من النافذة بجانبه:
- لا ...بل بالسلوى هذا هو التعبير الصحيح امر كهذا يسعدني ويشعرني ان اختي لاتزال بيننا رحمها الله
قال عثمان مقطبا:
- تجدني لااستطيع تقبل ذلك رغم التطورات في الطب لكن عندي ايمان ان الجثة عليها ان تدخل القبر كاملة لكن ان تشعر ببعض السلوى عن موتها فلن الومك لم افقد شخصا عزيزا علي من قبل ....لا بل فقدته لكن ليس بالموت ولا استطيع سوى ان اقول انك شجاع لفعل كهذا انقاد روح لشيء جيد ....انت اذن لاتعرف الانسة الهام؟
قال عصام ينظر اليه :
- لا بل تعرفت عليها فقط قبل العملية..وانت هل انت خطيبها ...او زوجها؟
قال عثمان يحرك راسه بشموخ:
- كنا من قبل خطيبين لكن لم يدم الامر لفترة وجيزة فقط
امر المرض اعاقها لكني انا الان متزوج بامرأة اخرى ...
""لاحظ النظرة المتسائلة في عينيه""
....اساعدها لانها زميلة لي في العمل كاستاذة في القرية وايضا لان عائلتها معوزة لم استطع تركها تموت بتلك الطريقة
فهم عصام الان الامر واحس بالراحة لانه ليس زوجها فهذا سيساعده على اخدها الى اسبانيا دونما عراقيل
قال عصام بتردد:
- عرضت عليها ان تمضي مع امي واختي في اسبانيا فترة نقاهة وايضا اريد بذلك اسعاد امي بان قلب ابنتها الصغرى انقد فتاة من الموت احب امي كثيرا ...واعاني من معاناتها منذ ان تخلى والدي عنها اريد اسعادها حقا هذا ما اريد
شعر عثمان ببعض التحفظ لايستطيع ان يمنعها ان هي وافقت لكن ان تسافر مع رجل وهي ليست متزوجة منه امر سيء :
- اعتبرني ايضا موافق على سفرها معك لكن بشرط فهي الان بالنسبة لي كاخت ....ساذهب معكم الى بلدك لاتأكد من انها فعلا ستكون بخير فوالدها يودعها امانة في رقبتي اتمنى ان تكون قد فهمتني حضرتك
قال عصام موافقا:
- حسنا لايوجد لدي اية مشكلة يمكنك الاطمئنان عليها وفي نهاية العطلة اعني عندما يبدا الموسم الدراسي يمكنك ان تأتي وتاخدها من بيتنا
فقط اتمنى ان يسعد وجودها امي
احتاج فعلا اليها هناك من اجل عائلتي
تفهم عثمان وضع الرجل فوضعه معقد وحرج ان يحاول جاهدا كسب محبة اهله امر صعب وبكل هته التضحيات لابد من انه يعاني لدى وافق على الامر فإلهام فتاة مهذبة ومتخلقة وقبل اي شيء واعية لافعالها ويثق في انها لن تجرح عائلتها ومن يحبونها
وان هذا الرجل امامه يستحق فرصة لاحياء علاقة ود قوية مع عائلته
********************
بعد اربعة ايام
خرجت هند من منزلها هي وابن عمتها ايوب في نزهة صباحية تروي الدم انتعاشا في هذا الصباح المبهر
كانا قد انتهيا من افطارهما مع والدها وامها وقررا ان يتمشيا في الخارج
اقتربت هند من كلب الصيد لديهم وفكت وثاقه لتاخده معهم في نزهتها
قال ايوب في طريقهما :
- هذا الكلب لايستحق هذه المعاملة
التفتت هند متعجبة تعقد حواجبها:
- ولما في نظرك لايستحقها
انه كلب وفيّ
قالتها وهي تلاعبه
رد ايوب:
- لايبدوا عليه انه يحبني فعندما لاتكونين يبدأ في النباح وكانني لص
ضحكت هند:
- هههه لابد من انك توحي له بذلك ملابسك وهيأتك لاتطمئن ههههه
اردف هو بتفاخر:
- مابها ملابسي تكسر جو البادية بعصرنة رائعة ومتقنة
ضحكت تستهزء:
- هههه اه اه يبدو ذلك فعلا عصرنة ....ايوب لحد الان لم تحكي لي شيء عن وضعكم هناك الاتزال في وضع جيد بعد المضاهرة التي قمتم بها
قال وقد كسى ملامحه الجد:
- جيدة لقد اعتقلوا الشابين المتورطين في مقتل صديقي لكن لايزال الحكم مأجلا الى تاريخ قريب
قالت تحول رسن الكلب في اليد الاخرى:
- مسكين الفتى الذي مات رحمه الله ومسكين انت ايضا الذي تحملت وضعا كذاك
اردف ايوب بشجن غير ظاهر :
- الحمد لله على كل حال المهم ان يعاقب الفاعل هذا هو الاهم...وانت لحد الان كتومة استطعت بسرعة ان تلفي شباكك على ذلك الرجل لست سهلة والله
ضربته على كتفه:
- قل ماشاء الله الاتدري انه هو من اراد ان يتزوجني ولست انا فماكان مني الا ان وافقت ومن لن يوافق عليه
رجل بمعنى الكلمة شهم ولطيف ايضا
- اهااااا لطيف ساحسدك وابحث لنفسي عن زوجة في القريب العاجل
قالت تفغر بفمها:
- اوه غريب لم اعلم انك تنوي الزواج لكنت دبرت لك احداهن ....تدري شيء..؟ هناك شخصية جديدة تقطن قصر المنصور حاليا
سالها بفضول :
- ومن هي هذه الشخصية ؟
قالت تجيبه بتنهيدة :
- تدعى جولييت فرنسية لست ادري من اين خرجت لي هته ايضا؟؟
اتعلم انها توحي بالاغراء طيلة الوقت؟؟
قد نذهب الى مكتب عبدو واعرفك عليها عساك تخبرني بما افعله لاقوم بابعادها عنه لااشعر في حضورها باية راحة
ضحك ايوب يخرج شيء على شكل كرة بيزبول مصغرة واخذ يضغطها بيده:
- مسكينة ابنة خالي تغارين من اجنبية اتعلمين انه لذلك الرجل شخصية وان هو اختارك فليس عبثا كوني متأكدة و....
شعر بالكلب في الاسفل ينهش الكرة من يده فترك الكرة صارخا
فكان من دور هند الا ان تضحك على موقف ابن عمتها وهو خائف منه بتلك الطريقة تظاهر بانه قوي في النهاية لم يرضى ان يظهر غبيا امامها فشاركها الابتسام
كانت هند مراقبة في هته الاثناء فلم يجافي هود النوم هته الايام وزوجته بعيدة عنه بات الان يتحرق شوقا لافشاء السر لهته الفتاة امامه الممسكة بكلبها عل الامر يصلح بينه وبين زوجته ويكفر عنه ذنبه
*********************
في القصر
في جناح عبير وسعيد
خرجت عبير من الحمام تلف نفسها في منشفة كبيرة وراسها بالمثل لتجد زوجها يجلس على السرير منهمكا في ارتداء حذاءه عندما لمحها اطلق تصفيرة اعجاب لما ظهر امامه ذهبت الى المنضدة حيث جلست وحررت شعرها تبتسم على هبله فكلما رآها متجملة او في اي رداء كان يجعلها تخجل بكثرة تصفيرات الاعجاب التي تطلقها شفاهه
نهض يقترب من مكانها وقبل راسها ينظر اليها باعجاب
- هل تنوين بقائي قربك يا حوريتي
قالت تضحك:
- هيا سعيد الى عملك
كفاك مزاحا اليوم لدي عمل في هذا الجناح يجب ان انظفه جيدا عزيزي فلا يجب ان تبقى
احب دائما ان اقوم بالتنظيف وحدي
قال يجلس القرفصاء وبما انه فارع الطول فقد بقي راسه قريبا من كتفها
- لاانت من تمزحين عروس في اوائل ايام زواجها تنظف
على الخادمة في الاسفل فعل هذا
قالت عبير تحرك راسها بعناد:
- بل انا من سينظفه جننت انت لا اريد لأحد ان يطلع عن اسراري فجناحي هو بيتي...اعني بيتنا فيه اسرارنا ولن تدخله امي حتى
آسفة عزيزي لكني احب العمل واجد في الراحة الخمول
قال يضحك ويقف:
- يوما عن يوم اكتشف فيك اشياء تسلب العقل
شعر بلفح ريح دافئ عن غير عادة اقترب من الشرفة يغلق النافذة ويعود اليها ناظرا بعد ذلك الى السماء:
- اليوم منذر بعاصفة السماء حمراء لربما قد تمطر
قالت عبير تشهق بعجب:
- في الصيف ؟
قال يحمل كرسيا ليجلس قربها ويراقبها في مراحل تزيينها البسيط:
- لربما قد تمطر والله اعلم لكن المطر في هذا الفصل قد يفسد لنا المحاصيل نحمد الله ان لدينا اماكن نخزن فيها المحصول ضد هذه الضواهر
استدار الى النافذة وقال بانتصار :
- الم اقل لك لقد بدأت بالامطار علي الذهاب
ابتسمت له وهي ترد:
- على حبيبي ان يعمل في الارصاد الجوية هههه
قال يغضن جبينه ويقترب منها يرفع راسها :
- تضحكين ...اعني هكذا تصبحين جميلة قبل خدها وانصرف يشدو
ضحكت لكن قبل ان يصل الى باب الجناح تبعته
- سعيد ما الذي تريد ان احضره لك في الغذاء
اجابها:
- ليس مهما المهم ان ياتيني بالطعام انت لاغيرك باي ...على فكرة سارسل لك عربة بحصان فلااريد ان يحصل لك اي مانع في الطريق بالسيارة
ابتسمت له ولحنانه عليها واقتربت من المنضدة وهي تسبح لله وتذكر دعاء الرعد الذي بدأ يصدح في السماء
كان المطر يهطل بكثافة ويصحوا مرة اخرى كما نقول السماء تتوجع في مثل ذاك الجو
ارتدت حذاء جلديا يمنع تسرب الماء الى قدميها وسروال مع سترة طويلة رياضية خضراء قاتمة ونزلت بسلة الطعام الى العربة وصعدتها بحذر لتجلس عليها وقد كانت تظللها من فوق
وقد عاد المطر في الهطول ثانية
اعجبها الجو لدرجة انها بدأت تشكر سعيد لانه ارسل لها هته العربة الرائعة فالآن فقط تستطيع التمتع برحلتها الى الاراضي
كان الجو احمر تقريبا فالسماء غيومها حمراء والتراب في الارض اصبح مبللا
ونسيم بارد قليلا يلفح خياشيمها
كما رائحة التراب تعبق بالكون اثارها الجو كثيرا وبدى لها انها فعلا الان تعيش ولايوجد شيء اجمل من الطبيعة التي خلق فيها الانسان
توقفت العربة لحظة فسالت عبير السائق :
- ما الذي يحصل ؟؟
قال الرجل :
- هناك جدوع شجر ساحركها بسرعة ونتحرك
امومئت براسها بالايجاب وجلست والسلة في يدها
وفي لحظت سريعة شعرت بشخص يجلس قربها على العربة
التفتت خائفة وهي تنظر الى امرأة لاينقصها الجمال ولا الاناقة
فقالت عبير مخنوقة من الخوف تكاد تصرخ على السائق:
- من انت يا هذه...؟ انزلي والا ناديت سائقي؟
قالت المرأة التي حدجتها بنظرات محتقرة:
- انت اذن هي من كان لها الشرف في اخده مني لاتخافي انا لا آكل البشر اتيتك فقط لاتحدث معك قليلا
ردت عبير ونفس الهواجس في نفسها تبعث فيها الخوف:
- وما الذي تريدينه اختي
قالت المرأة:
- اولا انا اسمي سميرة وما اريده اخدته لكن هذا لايمنعني من سرد بعض الحقائق عليك صغيرتي البريئة
يتبع.............
لاتنسوني اختكم في الله جوهرة اللي تموت في عيونكم
|