كاتب الموضوع :
Jάωђάrά49
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء السابع عشر
ان شاء الله
قال ابو هند بعد سماعه للطرق على باب مكتبه:
- تفضل... ادخل
كانت صفية من دخلت ولكنها بدل ان تتقدم اليه ليناقشها في الموضوع الذي ناداها من اجله لاحظ عليها نظرة غريبة توحي بشيء ليس بالسار قالت:
- سيدي شخص يقول انه صديق قديم لك يريد ان يراك
-هل قال ما هو اسمه؟
حركت صفية راسها يمينا وشمالا فقال :
- اذن اطلبي منه ان يعود ادراجه
انحنى على اوراقه ودخل الشخص دون ان يشعر الجالس على المكتب بذلك وقال للخادمة انصرفي بالاشارة يغمز بانه يريد مفاجئته فرفعت اكتافها وخرجت تغلق الباب بخفوت
لكن السي محمد الذي اعاد الاوراق قربه شعر انه ليس وحيدا في الغرفة وعندها رفع عينيه لينهض من الكرسي وتشل ركبه من الهلع ليجلس عليه مجددا
- ه...و...د.......
اقترب هود مبتسما باستهتار من رؤيته للمتسبب له في دخول السجن
خائفا ويدري انه لديه سبب قوي للخوف
واحس انه قريب من ان يفك نفسه من تانيب الضمير
لازمه طيلة فترة سجنه لياليه وايامه
والان ولانه فعلا سيتلاعب بمشاعر ذلك السي محمد ببراعة
بات قادرا على ان يفرح داخليا لانه واخيرا اصبح والحظ في صف واحد
يدري ان الفاجعة قد تدمي قلب حبيبته لكنه لايستطيع ان يكتم اكثر
ولن يفشي شيء قبل ان تحين الفرصة المناسبة لذلك
كان سي محمد يشهد اقترابه ليقف امام مكتبه مباشرة
شاعرا باليأس والقنط يقترب منه رويدا رويدا ان نهايته قد تعلن في اية لحظة
(( هنالك منهم من يريد ان يشتري لمن يحب السعادة
ومنهم من سعادته في ما يدفئ جيبه بعد ان يبيعه تلك السعادة
ويبقى بين الطرفين من يباع ويشترى سبب تلك السعادة
هل تسائل البائع والشاري عن مشاعره
ابدا )))
- السلام عليكم
قال هود يرمق سي محمد بنظرات تحمل كل المعاني التي يجب لسي محمد فعلا ان يحسب لها حساب
يقف امامه منتصب القامة
لم يتمكن ابدا سي محمد من رد السلام لكنه قال بسخط:
- ما الذي تريده من حضورك الى هنا؟ الم اخبر الخادمة بعدم تركك تدخل
قال هود بهدوء يخفي الكثير
- مابيد خادمتك شيء كان من الافضل تركي ادخل دون ان تلفت الانتباه ....او ما رايك ؟
ارتجف ابو هند يحاول ان يضهر تماسكه:
- متى خرجت من السجن الم تكن فيه ...؟
- انك جاهل لكل شيء .....
تحرك هود يقف في النافذة الكبيرة المفضية الى الشرفة منها الى الحديقة:
- انت والعربي وانا لدينا الكثير ما نتناقش من اجله لكن سأنحي ذلك الخنزير من القائمة في ما بعد.... اما انت احتاج ان تعطيني القدر الذي ساطلبه منك من المال... كتعويض عن سنين السجن التي حكمت فيها زورا وايضا موت امي التي لم احضر جنازتها وجهلت تماما لوضعها
قال سي محمد يبدو على وجهه الانشراح وبعض الراحة من ذي قبل:
- اعطيك ما تريد على ان تعدني انك لن تعود الى هنا
ضحك هود باستهزاء على التغيرات في وجه سي محمد:
- انت لاتزال تضن نفسك الرجل الرائع في الموضوع تعطي الاوامر وكأن لك السلطة على تصرفاتي ....لاولا ولَّى الزمن الذي وضعت رقابنا فيه على المنصلة اذا لم تتم تنفيذ اوامرك ...اعلم انك هنا من سيرضخ لا انا ...ستعطيني ما اريده من المال لأأمن مورد عيش لي وزوجتي
قال زوجتي وقد لمعت عيونه بشيء من الانتصار كانه حصل على زمردة ناذرة الوجود
تنحنح ابو هند في كرسيه يتمنى ان يخرج هذا الرجل قبل ان تذخل عليه ابنته او زوجته فلن يكون التقديم مناسبا ابدا
جذب من المجر لديه دفتر الشيكات وبدا يخط لكن يد هود اطبقت على يد الرجل والدفتر بقوة ليقول :
- لا اريد منك شيكا ...لسنا هنا في المدينة والبنوك منتشرة ...اريد ان تعطين النقود كاش
قال ابو هند ينهض من مكانه غاضبا:
- لما جئت؟؟ الم تقل ان زمان الخدمة لدي قد ولى فاذن ساعطيك
المال وسترحل الى الابد لما اتيت بالله قل ؟؟
قال هود باعصاب باردة لكن لاتنفك المشاعر الصاعرة في صدره تحفزه الى الانفجار الان وامام عائلته لكنه تخلى عن الفكرة:
-اعطني المال الان و ستعرف عن قريب لما عدت
قال ابو هند يضرب بعصبية على المكتب ليهتز محتواه امام عيني هود الذي كاد في هذا الوقت ان ينقض عليه ليحطم له وجهه كما فعل مع العربي لكنه تراجع يترك للاخير الفرصة في الحديث مستفزا اياه بتلك الطريقة:
- اليس من حقي ان اعلم؟؟ اقر انني لربما عندما اورطتك في تلك الجريمة وادخلتك على اترها السجن استحق العذاب.... لكنني ثبت ولم اعد كما كنت فبالله القدير ان تصفح وترحم فانا الان شيباتي كثرت وهرم عضمي ولا .....
قاطعه هود متمللا من كلامه:
- كف عن النحيب كالنساء
قال سي محمد يشعر بالهزيمة لكن يحاول ان يكسب المعركة القائمة ضد هود:
- اتعرف انني اوكلت محاميا ليعيد النظر في قضيتك ولم يستطع فعل شيء اردت التكفير عن ذنبي لانني ثبت بحق ....وتعرف ايضا بعد ان فرغت يداي من الحلول لم استطع سوى ان اذهب للاستطلاع عن حال امك التي كانت متعبة
قال هود وكل ملامحه تتغير الى الاكفهرار :
- امي كنت تعلم بمرضها؟؟ هل انت من تسبب في موتها؟؟
قال السي محمد :
- ماعاد الله لقد كلفت فقط من يطل عليها ويعتني بها لاشعر ببعض العزاء يخفف عن روحي الكآبة التي ملأتها....اتذكر ايضا انني اتيتك الى السجن كم مرة لكنك رفضت رؤيتي
قال هود بنظرة تشكك :
- اعلم بدى لي الامر انك اتيت لتشمة بي لانني كنت احاول ابتزازك والخروج عن طاعتك
قال سي محمد يتحرك الى الخزنة بجانبه يفتحها:
- لكن الله يسامح اتمنى ان تسامحني ان انا عوضتك
جذب المال من الخزنة ووضعه على المكتب
قال هود دون ان ينظر اليه:
- لن استطيع مسامحتك أأسف لذلك لكني سآخذ المال بدون شروط
قال ابو هند ينظر جاحض العيون اليه:
- ماذا تعني بعدم مسامحتك اتنوي....
قال هود يقاطعه:
- لست ناويا على شيء الان اريد المال والذهاب... ام ستتشرف بضيافتي على الغذاء
قال ابو هند والخوف يعصف به:
- خد المال واتمنى الا تعود ومرة اخرى اقدم لك اعتذاري على مابدر مني في ما مضى
قال هود يتأجج غضبا لذى استرجاعه للذكريات:
- ليته مضى وانا في ذاخل غيبوبة بدل ان اعيشه وانا واع ....لاتدري حتى كم تعذبت في التاقلم في ذلك السن مع مجرمين حقيقين
قد اكون مجرما من نوع ما لكن الضروف حكمتني من اخناقي واستغلت يفعي وجهلي
قال ابو هند:
- اذن انت تعترف انك رغم ذلك مجرم اذا نحن متعادلين لما عدت تدري ان انت ركبت دماغك فلن يتأدى سوانا نحن الاتنين
قال هود يشير اليه باصبعه:
- انت وحدك لاني ان حاولت ان اسامحك والعربي فادري انني ابدا لن استطيع ان انعم بالراحة...فضميري لن يسامحني ما حييت تذكر ذلك فقط
في غرفة هند
كانت سعيدة جدا وهي تجلس امام مرآتها وهي تحاول تعلم كيفية وضع الحجاب كما رأت في احدى البرامج في التلفاز وقد سجلته وشاهدته عدة مرات حتى سجل في ذاكرتها جيدا
بل وحفرت لقطات البرنامج في مخيلتها بعمق
اولا تشعر ان الله يرضى عنها لانها كانت تنوي ان تتحجب لكنها كانت تتكاسل في الامر تريد وتجد نفسها تاجل ذلك
لكن الحمد لله انه اتى زواجها بالسرعة التي تمنت لتقوم بوضع الحجاب على شعرها الجميل
كانت مع ارتدائها لفستان تحمد الله لانها من قبل ما كانت ترتدي القصير ابدا الا ان كان عاري الكتفين فقط
ارتدت اليوم فستانا اشتهت ارتداءه بنفسجي اللون بطيات عديدة تنزل بخفة حتى قدميها وكان طويل الاكمام ايضا
وترست هند على حجاب بنفسجي فـــــــــاتح كان قد اشترت الكثير منهم في دولابها ولم تمسسها لكن الان باتت تريد فقط الفرصة في تزيين راسها بتلك الالوان الزاهية وارضاء النفس بها
يالفرحتها التي تسحبها من عالم الواقع الى عالم الاحلام الذي بعد ان ضاع منها استعادته من محبها عبد الصمد
الوحيد الذي ملأ قلبها
ولاتدري لتغيره سببا غير انه احبها ايضا كما يقول ويظهر
تعشقه فتبدأ النجوم بالاجتماع في غرفتها لتنير برقتها عمق احساسها وتعطيها الرغبة في الحياة قربه
يعتريها الدفئ اذا ما تذكرت لمساته الرقيقة
ابتسمت لنفسها في المرآة برضى انتهت اخيرا من الحجاب ونهضت تأخذ حذاءها المناسب لتنزل الى الاسفل
اقتربت حيث يوجد الهاتف
وركبت رقم مكتبه تدري انه في هته اللحظة ولابد في مكتبه بالاسطبلات
بدأت بلف الخيط على يدها والابتسامة تأبى مفارقة شفاهها ولاالتألق يرد ان يسكن في بيت غير عيونها الشديدة الاخضرار
كانت تنظر الى اطراف البيت حولها لكي لاتجد احدا ينظر اليها واقفة هكذا
بعد ان توقف رنين الهاتف لتسمع صوته
شعرت ان قلبها سيقع منها وان ضرباته تهدد بانهيار جسدها الغض من العشق انهيارا
للحظات سمعت اجابته بصوته الراقي الرائع:
- السلام عليكم .....
كان في مكتبه مزيلا سترة الركوب التي وضعها وراء المقعد الجلدي الوتير وقد ترك عدة اوراق مبعثرة على المكتب ليجيب
ويعرف الرقم جيدا رغم ان صاحبته لاتزال عاجزة عن النطق لدى فضل ان يحرك وجدانها بما يعصف بروحه هو الاخر:
- يا ذات العيون الخارقة لروحي وصاحبة الخصلات الموجعة لاصابعي او ياصاحبة اعذب ثغر عرفته على الاطلاق
كانت وتيرة المشاعر عليها تهد من شجاعتها تريد ان تذوب فيه الى آخر انفاسها
ان تعيش بين انفاسه وان تسمع كلماته اقرب من هذا القرب
كادت ان تهوى على الارض لولا انها تمالكت نفسها
اجابت بالكاد تدري اين هي وضهور تلك المشاعر على وجهها :
- كيف... حالك؟
قال يضيع فوق مقعده الجلدي الذي يعطيه شموخا خاصا مع تناقض اللون الابيض على كتفيه في سواده
- لماذا تستهويني برنة صوتك تجعلينني اريد ان اضمك الى صدري
تكفيني غابة الغرام التي اوغلتني فيها حتى شعر راسي
قالت بحب ودلال:
- سلامة شعر راسك ....تدري غير مسموح لي الان باي كلام آخر فلاتنتظر مني ...ان ...ان اخبرك بما في قلبي
قال يستقيم في جلسته مبتسما:
- اذا تعالي الى هنا
قالت تبتلع ريقها بحرج وقد احمرت خدودها كثيرا:
- انا آتي الى المزرعة ؟؟علي ان اطلب الاذن من والدي
قال عبد الصمد بثقة:
- والدك لن يمانع يعرف انني احفظ جمالك في عيوني
زادت ابتسامتها تشعر انه يستقطبها برقة كلماته ونباهته في الامر:
- اذن انت متاكد من انه سيوافق؟
قال :
- اجل ليس هنالك ادنى شك صغيرتي ...
قال حالما:
- تدرين انك بدلالك تجعلينني قريبا من ان اقلع من الكون كله
ساسمعك لحنا رونقه يتجلى في الطبيعة الحرة
انتظرت لحظات تسمع
فتناهى اليها صوت قلبه ينبض بقوة من الهاتف
كانت تتوجع من ما يضهره لها من حب تكاد تبكي لانها بعيدة عنه لاتستطيع ان تدفن نفسها بالقرب منه
سمعته بعد لحظة :
- اين غبت ؟
قالت بتوه:
- انا ...هنا لم اغب
همست برقة وتردد في ان يسمعها احد :
- احبك
كانت مشاعره مخدرة كليا يبيث في لياليه على ذكراها ليصبر نفسه على هذا الوجع الذي يفتك باوصاله
قال بلهفته في سماع المزيد:
- هلا اعدتها لي ...هيا محبوبتي اسمعي كلام زوجك
قالتها مرة اخرى بكل ما في كيانها من ارتجاف بسبب الحب
قال من الخط وهو ينظر الى العامل في الاسطبلات مصطفى ذراعه الايمن يدخل عليه المكتب
فحاول ان يواري مشاعره ليقول:
- ساقفل الان واتمنى ان تاتيني بعد ساعة الغذاء وان يحملك والدك لا اكثر تسمعين
اهتزت لنبرة الصرامة في صوته وخرجت من عالم الخيال الذي اغرقها فيه:
- حسنا ساخبره الان بذلك نلتقي همست احبك
واغلقت السماعة ليبقى هواء الكلمة دافئا يبعث في نفسه الهوس لهته الفتاة في شتى الاحلام والتخيلات
قال يبعد السماعة ليعيدها الى مكانها:
- احم ...ما الامر يا مصطفى هل من خطب؟
قال الرجل :
- نعم سيدي هناك شاحنة قد اوصلت للتو حصانين
قال عبد الصمد ينهض ليبقى بملابس الركوب عدى
السترة وامسك سوطه ليقول للخادم:
- هيا يا مصطفى لنذهب
قال مصطفى طوعا:
- حسنا سيدي
في منزل السي محمد
بعد ان خرجت من عالم القنابل التي تتفجر في قلبها لحظة بعد اخرى
وتذيب روحها بالهوى الذي يتخلل قلبها ويسري بين عروقها
بوجع لذيذ
توجهت الى مكتب والدها وكل الفرح في قلبها يدفعها بدون استأذان
الى الدخول
وجدت ان والدها لم يكن وحده وان رجلا يعدل وضع الحقيبة على كتفه
يقف قرب مكتبه
عندما رأى سي محمد ابنته شعر ان نوبة قلبية ستأخده من هذه الحياة
ومن قرب عائلته
اقتربت هند من مكتب والدها تحت نظرت هود الذي امعن النظر فيها لكن دون نية سيئة
قالت :
- ابي آسفة على الازعاج
قال سي محمد يسرع في الاجابة:
- لابنيتي السيد سيخرج الان اتمنى يا هود ان تستمع الى كلامي
لاحظ في تظرة هود صدمة قوية هو فقط بعد السي محمد من يلاحظ
وما لاحظه اثر فيه كثيرا لكنه قال متنهدا يحني راسه :
- طبعا... وفي الموضوع... لست في حاجة للتفكير فقد بت اعرف الان ان التفكير فيه مضيعة للوقت فحسب وكما قلت انا حاليا لست ناويا على شيء ... آنستي كيف الاحوال؟؟
قالت هند تنظر الى الرجل بحذر :
- بخير الحمد لله
قال هود يستطرد:
- سعدت بتعرفي عليك انسة هند عن اذنك سي محمد
وخرج هود يجر وراءه اديال الخيبة وتانيب الضمير لذي ازداد بحدة بعد هته المقابلة
المال يعتبره تعويضا لحياة صغيرته معشوقة قلبه
وليس له
بقيت هند تنظر الى الرجل الذي خرج حائرة من معرفته لاسمها وسالت والدها بحيرة:
- يبدو لي مألوفا لست ادري اشعر بشيء يا ابي ...
قال سي محمد يبدد كل مشاعرها المختلطة:
- دعك منه انه اتى فقط ليشتري بعض رؤوس الماعز انتي بنيتي اتيتني لشيء ماهو؟
قالت مشرقة الوجه لتذكرها للامر:
- اجل بابا ....قالت بخجل....طلب مني عبد الصمد ان اذهب الى المزرعة لديه الى الاسطبل بعد الغذاء ويريد منك ان تقلني الى هناك ...هل لديك مانع؟
قال سي محمد يريد ان يبعد ابنته عن المنزل قليلا لينفرد بنفسه ويفكر في ما سيحدث بعد حضور آخر شخص توقعه لينغص عليه حياته الهانئة ويقول:
- حسنا هند يا ابنتي ساقلك بنفسي واستمتعي بوقتك ليس لدي مانع
فرحت وسعدت لاجابته وانصرفت الى الخارج لتتمشى قليلا برفقة كلب الصيد خاصتهم
******************
في المزرعة بناحية الاصطبلات
كان عبد الصمد يشرف على الحصانين الذين احضرا من احدى المزارع الصغرى التي تحوي بعض افضل الاحصنة التي تشارك في السباقات
وقد كان كلا الحصانين في فترة نقاهة
ويريد عبد الصمد من العمال ان يخصوهم بمعاملة خاصة جدا
وطلب ايضا من البيطري الكشف على حالتهم من المرض الذي كانا يعانيان منه
كان عبد الصمد واقفا تحت ظل الاشجار الكبيرة قرب سياج الحلبة التي تدرب فيها الاحصنة
يطالع في الاوراق التي تتبت تواجد الاصحنة عنده
اقترب مصطفى من سيده يقول:
- سيدي لقد تم كل شيء حسب طلبك هل يمكنني الذهاب لتفقد الاصطبلات الاخرى
قال عبد الصمد دون ان يرفع عيونه عن الورق:
- طبعا اذهب لكن لاتتاخر احتاج الى تواجدك هنا بعد ساعة
قال مصطفى:
- حسنا سيدي
بقي عبد الصمد يراجع الورق للحظة لكنه رفع نظره الى صوت سيارة سوداء على التراب
رفع راسه ينظر الى الآتي وبقي للحظات ينتظر الى ان خرجت امرأة اجنبية من وراء المقود بنظارتين سوداوين على اعلى شعرها الاشقر او المائل الى البياض
ترتدي سروالا جينز اسود مزموم الى الاسفل وقميصا ابيض من الحرير
يضهر طول رقبتها تتلألأ فوقه سلسلة من الذهب الابيض مرصعة بالالماس بحرف ج بالفرنسية
كان ثغرها الاحمر يفرج عن ضحكت مغناجة للغاية وهي تنظر الى صاحب الطول الفارع امامها والسمرة الفتاكة ايضا
اقفلت باب السيارة وتحركت بطول يقارب طول عبد الصمد كثيرا
واقتربت تبتسم له وتمد يدها لتقول باللغة الفرنسية:
- صباح الخير كيف الحال اضن انك السيد ابد صمد
لايخفى عنكم ان عبد الصمد عدى عن انه لايحبد مثل هته المناظر منذ زمن ولايحب مثل هذا الاغراء المبتدل اخفى مشاعره عن انه فعلا وجدها تضهر نفسها كخوخة ناضجة لكن لايمكن معرفة محتواها من الداخل فيجوز ان يكون فاسدا جدا
مد يده لعلمه من سماتها انها ليست مسلمة لكن قرر بدل ان يسبق الاحداث ان يتاكد اولا
وشيء اخر لم يعجبه قط اسمه وهو ينطق بتلك الطريقة لكنه تجاوز عن الامر يبادلها ابتسامة محترمة:
- سعدت بلقائك آنسة ذكريني باسمك....
قصد ان يحط من اعتبارها لانه يعلم ان صاحب الاحصنة انسان منفلت في تصرفاته
يدعو له بالعفو من الله لكنه يعلم انه ياتي بعدة صديقات له من باريس الى مزرعته ويترك عائلته ورائه وهذه ليست سوى واحدة منهن
قالت تخفي امتعاضها فهي تدري ان الذي ارسلها مع الاحصنة التي تعشق قد اعلمه مسبقا بحضورها وباسمها لكنها ابتسمت رغم ذلك معجبة بشخصيته القوية:
- "جولييت سان بيير" انا فرنسية الاصل بالتحديد من ضواحي بلجيكا
قال يتعدى كلامها الاخير فهو غير مهتم ابدا بمن تكون هته المرأة مثل صنفها قد سبق وعرفه جيدا ومجرد النظر اليها يجعله يعرف ان اختياره الى غزالته البرية لايضاهيه اختيار:
- تشرفت بمعرفتك ....اريد ان اعرف هل ستمكثين هنا طويلا ؟؟
قالت تنظر اليه بغنج بين رموشها المطلية بالماسكارا:
- اجل الى ان تشفى تماما احصنتي
قال في نفسه
احصنتها طبعا لابد من انها ستبيث قربها لانها احصنة ثمينة ولابد من انها تحرص على الا تضيع فرصة النشب في ذلك العجوز لحظة
قال يتحرك من امامها بعدم لباقة لانه يعلم اساليبهن:
- تعالي معي لكي تري احصنتك وتطمئني
تبعته تقفز قفزات صغيرة بسبب حذائها العالي
وكادت ان تمسك ذراعه لتستند عليه لكنها عدلت عن الامر يبدو لها متوحشا جدا ومثيرا ايضا:
- هل هي بخير اليس كذلك؟
قال عبد الصمد يحاول ان يكبت عدائيته:
- اجل انها كذلك ولن تمكث هنا سوى اسبوعين على الاكثر لذلك الافضل ان تعودي الى المزرعة الاخرى لان هنا لن يكون مكانا مناسبا ..... اقصد لن تجدي نفس الاستمتاع هناك
شعرت انه يلمح الى شيء ما
لكنها لم تفهم جيدا المزرعة هنا اعجبتها فمنذ دخلتها لاحظت نظاما خلابا قلما تجد مثله في مزارع المغرب
وايضا مزرعة العجوز باتت تجلب لها الملل لانها صغيرة جدا
رغم ان المال في البنوك لديه كثير
دخلا الاصطبل ووقف يشير الى الاحصنة بسوطه
امام وجهها تقريبا بغضب لايظهر منه على وجهه:
-انها هناك اترين تنعم براحة كبيرة سنسهر عليها ولن ينقصها شيء
يندب حظه الان لانه وافق على استقبال الاحصنة هته في مزرعته لكن هوس الاحصنة يتربع في عروقه ويجري مجرى الدم فيها
يحب التحدي والعناية والوصول الى كل شيء في هذا المجال
يعشق التراب التي تخلفه الاحصنة الجامحة وراءها امر
من الامور الاستحال ان يتخلى عنها في حياته
يدري ان ذلك العجوز المستغل كريم في العطاء
لكن لايهم عبد الصمد ابدا المال مادام لديه هته الأحصنة في اصطبله
لم يعلم بوصول جولييت الا بعد ان حدد مع العجوز موعد وصول الاحصنة فصدم
لكنه لم يرد ان يفسد علاقة العمل بينهما
قالت تقترب من الاحصنة تنظر اليها من بعيد ولم تلمس حتى السياج
- رائع الان انا مرتاحة
قال عبد الصمد ينظر الى الاحصنة بدوره
- هذا يعني ان سيادتك قد تذهبين؟؟
قالت تبتسم بغنج تظهر كل مااستطاعت من بياض اسنانها
- لا...بل اريد البقاء قليلا كما طلب مني ......وارادني ان استمتع بوقتي اتمنى الا يكون حضوري قد اثقل على سيادتك ان كان كذلك ذهبت
ارادت بطريقتها ان تشعره بتانيب الضمير
فقال من اللباقة فقط
- ليس هناك من مانع لكن لدي بعض الشروط ان تبتعدي قدر الامكان من رجال العائلة لاننا
.......كاد ان يقول متزوجون لكنه توقف لايريد ان يظلمها لربما قد لاتكون لديها نية سيئة......
في الحقيقة متدينون يجتمع الرجال وحدهم والنساء وحدهن وعدى ذلك مرحب بك في اي وقت
شعرت بالاثارة للامر لربما اشبه بتحدي المواقف التي قد تصادفها:
- لاعليك سيدي لست متعودة على سماع هذا لانني في الحقيقة لي اصدقاء ويستقبلونني
عادي جدا لكن ان كنتم متدينون فانا احترم ذلك
وساحترم شروطكم.... لكن الان فعلا اريد ان اقوم بجولة في المزرعة تبدو كبيرة ورائعة اجمل بكثير من مزرعة........فعلا رائعة
قال عبد الصمد يستغفر الله في نفسه من تلك الكلمات التي تنادي بها العجوز
- يا انسة اتمنى منك الا تتحدثي كثيرا مع النساء في قصرنا عن العجوز لانهن لاينظرن الى تلك الامور بنفس منظارك قد ابدو فضا لكن قوانيننا صارمة
نظرت اليه تمط شفتيها:
- لطالما كنت معجبة بعرقكم لكني فعلا الان اصبحت معجبة اكثر من ذلك لديكم طاقة خطرة وقوية
خرج عبد الصمد وتركها تتبعه متجاهلا كلامها:
- اذهبي يا انسة الى ذلك المكان هناك لتغيير الملابس ستجدين ملابس الركوب ان لم تكن لديك ملابسك الخاصة
قالت سعيدة تعبر بيدها مظهرة خاتمين لامعين من الذهب ايضا:
- لدي ملابسي الخاصة انها في سيارتي وضعتها على حدى ساذهب للتغيير واتي حـــــــــــلا
ابتسم بالغصب وذهب الى السياج ينادي احد العمال لكي يقوم بتسريج حصانين لهما له هو الاحصان الاسود
وللانسة كما يقول الحصان الهادئ جيريمي
وبعد لحظات كان عبد الصمد قد صعد فيها على حصانه متفاديا البقاء على الارض لكي لايضطر لمساعدتها في الصعود
وهذا ما لاحظها واعجبه انه فعلا يعرف كيف يتصرف معهن
بعد لحظات استطاعت ان تركب حصانها بصعوبة
وتحرك يتركها بطريقة المبتدئة تحاول ان تسير به قربه
لكن عبد الصمد كان يبعد حصانه بنباهة لكي لايحصل اي احتكاك غير مقصود بينهما
واتخدا الممر العريض الواسع المشجر والذي تتسلل الشمس من بين اوراق الاشجار ليترك ظلالا خلابة على الارض المتربة فيه
وبدآ رحلة استكشاف المزرعة
**************************
في الدر البيضاء
عند وصول عثمان والهام الى المستشفى الذي ستقوم بالعملية فيها
ركن عثمان سيارته هناك وانزل حقيبة الهام التي حملها بعد ان فتح لها الباب واقفل السيارة بالمفتاح الاتوماتيكي
توجها الى الدرج يصعدانه وفتح لها الباب الزجاجي لتدخله
وتوجه فورا الى الاستقبال حيث سأل عن الغرفة التي خصصت بطلب منه لإلهام فاعطوه الرقم الخاص وطلب منها ان تتبعه الى المصعد
كانت الهام عكس عثمان الهادئ تشعر بان قلبها وسط صدرها يكاد يصبح اشلاء متناترة يصعب عليها ان تشعر بالراحة اولا في مكان يفوق مستواها وهذا لاتحبذه ابدا
كيف لها ان تتصرف مع الممرضات التي تبدوا كل واحدة منهن متعالية عن الاخرى؟؟
دخل عثمان بحلته التي ادارت رؤوس الممرضات واكثرت الهمسات ورائه من روعة مضهره وعرض منكبيه وسحر عيونه التي يخفيه تحت النظارة لكن ابدا لم يعرهن اهتماما ولاحتى شبرا
ضغط زر المصعد الى الطابق المعلوم
وعندما وصلوا تقدم الى الغرف التي تواجدت في صف رائع تحتهما بساط سميك اخضر غامق يخفي صوت الاقدام
واعجبت الهام من جهة بروعة النظام هنا وهي لاول مرة ترى شيء مماثلا فعندما كانت تذهب للمستشفيات العادية كانت تختنق من رائحة العفن وعدم النضافة والتجاهل التام
اما الان
شيء مختلف تماما
عند دخولهم الى غرفة يقبع في وسطها سرير ابيض رائع
والتبريد في الغرفة انعش قفصها الصدري انتعاشا ابعد عنها الحر الذي شعرت به للحظات في الخارج
وقف عثمان يضع الحقيبة على الارض يتحقق من ان الغرفة كما طلبها فكانت تطل على حديقة رائعة كبيرة وخضراء منتعشة
والنوافذ لامعة بحيث مفتوحة هي على مصرعيها
كانت الهام واقفة واقتربت من السرير الابيض الواسع لتجلس عليه تجربه لكنها ما ان رات عثمان يلتفت اليها
حتى قفزت خجلة تنهض واقفة
قال عثمان مبتسما يمعن النظر في الغرفة:
- جيد اليس كذلك تحققي ان لم تشعري بالراحة هنا فساطلب منهم تغيير الغرفة لك
قالت بخجل:
- لا اشكرك جزيل الشكر انا بخير هنا
قال ينظر اليها :
- ساعود حالا لدي لقاء مع الدكتور الذي سيشرف على رعايتك وساعرف منه ما الذي سيقوم به قبل العملية لاخبرك واهيئك لذلك
قالت لاتستطيع منع هته السخونة السخيفة من الصعود الى وجنتيها مما يزيدها جمالا خاصا رغم انها ليست جميلة بالمعنى الادق غير ان ملامحها تشد بطريقة ما:
- اشكرك استاذ اتمنى ان ارد في يوم ما معروفك هذا واسفة لانني تسببت في قطع شهر ال....
قاطعها يتذكر مهجة قلبه التي عصفت بكل كيانه وحرمته الراحة في افكاره :
- انك لست مضطرة لفعل شيء سوى الراحة انا عن نفسي ادعي لك بالشفاء ولو استطعت المساعدة اكثر لما بخلت هذا طبعي وانت تعرفين اتركك الان لن اتاخر
خرج عثمان متوجها الى مكتب الدكتور الذي اعلم من الاستقبال
ان عثمان قد وصل
بقيت الهام في الغرفة المشمسة ووجدت الان بالذات راحة في الاستمتاع بالجنة امام عينيها اجل لن تكون بجمال القرية غير انها الدار البيضاء الشهيرة تخفي من الجمال وتخفي من الخبث الكثـيـــــــــــــــــــر
رتبت الملابس في غرفتها بالترتيب الذي سيساعدها
ووضعت قرب السرير ساعة صغيرة كانت تحتفض بها من والدها العزيز
تذكرت وقالت في نفسها
_ ااااااه يا والدي العزيز ويا امي كم اشتقت اليكم اتمنى من الله العلي القدير ان يوفقني الى اسعادكم بخبر عمليتي واللهم يارب انصر عثمان واسعده يارب كما اذخل الفرح والسرور الى قلبي
دخلت عليها في تلك اللحظة احدى الممرضات
تحمل باقة كبيرة من الورد كانت باقة من ورد برتقالي حوافه حمراء
اعجبت بالباقة الكبيرة وقالت للمرضة التي وضعته على المنضدة الصغيرة قربها:
- انسة هل هذه لي؟
قالت الممرضة :
- طبعا سيدتي ومرسلها يتمنى لك الشفاء العاجل
لاتعرف لما شعرت بقلبها يدق في جوفها لاول مرة تشعر هكذا انه ولابد ليس عثمان ستعرف ان سالته كيف له ان يسرع في احضار الباقة لها لكنها اعادت سؤال الممرضة التي اوشكت على الخروج
- اخبريني من فضلك امتأكدة انت ؟؟لاني اتيت الى المستشفى للتو....
قالت الممرضة التي بدأت تفرغ من الصبر:
- يا انسة لولم تكن لك لما احضرتها ورقم الغرفة هو هذا ولم اخطئ اتشككين حضرتك في عملي ؟؟
قالت الهام :
- لاماعاد الله آسفة لم اقصد
كانت الممرضات في شدة الغيرة منها لان الرجل الذي اتى معها خطف الانظار اليه وبدت لهن كما لو انها لاتستحقه
كم التكبر في بعض الناس بسبب المضاهر مرض بل مرض عضال
فالمرئ لايفتش في الجوهر ابدا
شعرت الهام ببعض الاضطراب من تعامل الممرضة التي من ملامحها بدت حانقة
قالت في نفسها الله معينها لابد من انه ضغط العمل
اقربت انفها من الورد واشتمت رائحته ونظرت اليه مليا لم يرسل اليها ورد من قبل ولا في احلامها حتى تراها في الافلام
وتذكرت امر البطاقة بحثت بروية لتجد بطاقة معلقة بوردة ورفعتها لتقرأها
بدى الخط رائع بحق بل ويدل على ان مرسلها انسان
مثقف
قرأت في الرسالة المكتوب بالمغربية
"اعتبريني صديقا يتتبع خطواتك حتى الشفاء"
نبض قلبها تهاوى وارتجفت تضع يدها بشهقة على فمها من الذهول قررت انه من الاجدر ان تقوم باخفاء البطاقة
ماهذا يارب لما يقول ذلك الشخص كلاما كهذا
انه لامر مخجل
الحياء منعها من تقبل كلام الشخص بدون ان تحمر خجلا
اخفت البطاقة وقد اعبقها عطر رائع منها
شعرت بالخوف من ان يرى عثمان البطاقة في حال لم يكن هو المرسل فقد يظن بها الظنون
تقدم عثمان من الغرفة تحت نظرات احدى الممرضات اللواتي كن يواجهنه في الطريق
ودخل الغرفة المفتوحة على الهام بعد ان طرقها
و كانت قد انتهت من الصلاة
لاحظ مغضن الجبين تلك الورود هناك شعر ان الامر يدعيه الى السؤال
قال لالهام التي كانت في حجاب طويل الى اسفل قدميها واسع للصلاة
- تقبل الله منك
قالت مبتسمة بخجل:
- منا ومنك آمين
قال يحك دقنه القوية والعضلة تتحرك في فكه يسأل:
- ممن تلك الورود استاذة ؟
قالت بحرج لاتلاقي عيونه حتى:
- لست ادري احضرتها احدى الممرضات في الاسفل وعندما اخبرتها انه من المستحيل ان يحضر لي اي شخص الورود بدت حانقة وهي تاكد انها لي
اقترب من مكان الورود يبحث فيها
فقال يوجه نظرته اليها:
- الا تحتوي على بطاقة؟؟
قالت ترفع اكتافها والخجل يعتريها من اخمص قدميها الى اعلى راسها لانها مضطرة للكذب عليه هو من يساعدها:
- لا في الحقيقة لم ارى عليها اية بطاقة اظن لامحال انهم اخطئوا ...
قال متشككا مفكرا في آن واحد:
- ربما....على اي حال انت هنا كما لو انك في فندق... ارتاحي ساعود اليك في صباح الغذ ان شاء الله والان
سأذهب الى فندق قريب من هنا
شعرت ان هو تركها فستبقى وحيدة واقسى المشاعر هي الغربة
- اشكرك ساكون بخير
قال يبتسم :
- اذن ساقوم بطلب الطعام لك في الغد ساخبرك بما ستكون عليه مراحل الشفاء حسنا
اومئت بالايجاب وهي تشعر انه بعد ذهابه قد ترك فراغا رهيبا لم تشعر به من قبل ارادت ان تتصل بوالديها لكن كيف لها ان تخرج من غرفتها الساترة لمشاعرها حتى لتتحدث الى تلك الممرضات المتعاليات
تنهدت تحمد ربها على فضله وتاخد القرآن لتطيب نفسها بآياته الكريمة المريــــــــــــــــــــــحة
***********************
في القصر
كان وقت الغذاء قد حان ولم ترد عبير ان تتغذى معهم لانها تفضل
ان تأخذ لزوجها الاكل وتشاركه اياه هناك في الراضي بدل اكله ذاك مع العمال
لاتدري لما صعدت الى جناحها واخدت لها شور مريح لعظامها وصففت شعرها وعطرته وتحجبت باللون الزهري مع فستان زهري ايضا ساتر واسع في تفصيلة انثوية لكن محترمة
كان طويلا وقد بدى جميلا عليها مع حذاء خفيف في الوردي والابيض ايضا بدت رقيقة بحق وانثوية بحتة
كان يجب عليها ان تأخذ احدى السيارات الجيب السوداء ولم تكن تريد السياقة لكنها فعلت في النهاية ساقت السيارة الى حيث دلوها عن مكانه وهي في طريقها قربت في الوصول بين الاراضي الرائعة رغم الحر الا انها اعجبت بالاماكن التي ياتي اليها سعيد ليعمل
توقفت السيارة على ارض قد تم حصاد نصفها على مايبدو ولاحظت ان لدى وقوفها قد اقترب منها احد العمال جريا
- السلام عليكم سيدتي
قالت مبتسمة :
- وعليكم السلام ورحمة الله ...هل سيدك موجود هنا ؟ام في ارض اخرى؟
قال الرجل الذي كانت جبهته تلمع بالعرق تحت اشعة الشمس
- اجل سيدتي انه هناك هل اخبره بحضورك؟
قال تشكره:
- مشكور ان فعلت ذلك
كان سعيد قد نزل من آلة الحصاد الكبيرة وتوجه الى مكتبه القابع بين شجرتين كبيرتين تظللانه من الحرارة
وامسك منديلا يمسح يده فيه
فقد تعطلت الآلة وجدب من تحت المكتب عدة الاصلاحات التي هو ماهر فيها
ليذهب بعد ذلك الى الآلة ويبدأ في الصعود الى مقدمتها وقد كان قد نزع عنه قميصه...وبقي بجينز العمل وانحنى على الآلة يصلح العطب فيها لانه فعلا عندما يقوم بعمل لايستطيع ان يتركه الا وهو مكمل اياه حتى النهاية
اقترب الرجل من العمال يقترب من سيده ويدخل رأسه تحت ظل الآلة ليقول:
- سيدي هناك شخص يريد رؤيتك ...انها سيدة
لم يرفع سعيد راسه وهو منهمك ملئ الانهماك في الآلة وقال :
- دعها تنتظر واعطها مشروبا باردا مِن الذي لدينا
" كان يصر على الكلمات مع ضغطه على مكان العطل "
انا لن اتحرك ....حتى ...اقوم باصلاح...هته الالة
اتى الخادم المسكين جريا الى عبير يقترب من سيارتها وقال وعيونه في الارض:
- سيدتي يقول انه لن ياتي قبل ان يكمل اصلاح آلة الحصاد تريدين حضرتك بعض العصير البارد
خرجت من الجيب تقفز الى الأرض لتقفلها وقالت تحمل السلة التي تحوي طعام الغذاء في يد
واطراف ثوبها الخفيف الواسع الوردي في اليد الاخرى
- لا عليك ساذهب اليه انا
قالت في نفسها الله معين الرجال على هته الحرارة لاتدري فعلا كيف يستطيع سعيد ان يتحملها
بالحرارة المفرطة شعرت انه لربما ان ازالت حذاءها فالارض ستحرقها من الحر
اقتربت من المكان الذي تواجدت فيه الآلة لكنها توقفت قبل ان يراها لتسرع في الاقتراب من مكتبه
الجلوس على مكتبه على المكان الذي يعبق بعطره الذي اصبح يشعرها بدوخة غير عادية كان نعيما حقا
جلست على كرسيه ووضعت السلة على المكتب الذي يحتوي فقط على روجيستر وبعض الاقلام في علبة خشبية مكتوب عليها الصويرة وهي مدينة في المغرب ايضا
امسكت العلبة اشتمت رائحة العود وتأكدة من انه من خشب العرعار
تحولت نظرتها امامها بعد ان وضعت العلبة بعيدا قليلا
ورأت ما كتم انفاسها للحظات لاتذكر كم بالتحديد
كان هناك فوق الآلة منحنيا عليها وكل ملامحه تظهر التمعن في العمل
اما هي فلاحظت رجولته الطاغية المتوحشة والمندمجة بشكل كبير مع هذا المكان
بقيت تنظر اليه الى ان شعر هو ان نسيم الصيف الدافئ يحمل معه عطرها الخلاب
أغمض عيونه للذكرى التي اعتمرت عقله وارعشت جسده
كيف كان ملمس يدها تحت شفاهه عطرا وعذبا تذكره للموقف جعله يتوقف عن العمل والوجع في صدره يزداد
لعن بصوت مسموع
لينظر تلقائيا الى مكتبه بين الشجرتين
ليجد وردة
وتفتحت قلب الصحراء بزوابعها وسط قلبه
انعشت روحه كواحة روت ضمئه
بل واحرقت جوفه من الاشتياق
ترك العدة والمعجزة الفاتنة امامه تخلب لب افكاره
شعر انه يهواها بكل ما في كيانه من حب قد استنزفته اليها بكل طاقتها الشفافة
عندما توقف ينظر اليها وقفت تنظر اليه بالمثل
كان الوجع في صدره لها يزداد ويلويه عن اي شيء غير ان يشبع روحه المستضعفة بطيفها المشع امامه
استدار على المكتب وتوقف قربها تحت نظراتها الشبه منومة
قرب انفه من جهة اذنيها المغطتين
كانت رائحتها حلوة تميته وتحييه في كل نفس
قال يغالب الشوق العارم في صدره:
- اتدرين ما اريده ...ان اقبلك حتى الفناء ياعبير اريد ان اشغفك حبا لم تري مثله في حياتك...لم ارى لشفاهك مثيلا
نظر اليهما بوله وبادلته نظرة خجولة تحمر وتحمر من الخجل لم يكن كلامه هكذا من قبل اهذا فعلا مايريده؟
شعرت بالم طفيف لذيذ يحتويها وبدت لها هته المشاعر غريبة بعض الشيء
قال وهو في قمة اندغامه في رقتها و في اوج الانهيار :
- الاحمق فقط من يغفل عن مثل هذا الجمال...
يعلم انه متعرق ويداه متسختان لذلك لم يستطع ان يفعل اي شيء مما يتمنى بكل قوته
لذا قال بين انفاسه التي تعلو بصدره وتهبط:
- عبير تكلمي ارجوك وكفاك صمتا ....السنا زوجين....اليس من المفترض ان احصل منك... ولو على كلمة تبرد ناري
نظرت اليه وعيونها ملآى بالمشاعر الجديدة عن قلبها وعن صدرها
- تبدو ...اكثر جاذبية...وانت ...وانت تعمل هنا
قال يبتسم متنهدا:
- واخيرا قلت شيء... لن اعتبر هذا مديحا... فاعلم انني جذاب
نظرت اليه ترفع حواجبها
واكمل
- لكني اريد منك اكثر من جذاب بل كلاما لربما لم يذخل في ذاكرتك اللطيفة البريئة بعد لكنني انوي تعليمك الكثير عن الحب
قالت تبعد افكارها التي اصبحت تسبح في بحر كلامه وتتيه :
- لقد احضرت لك طعام الغذاء واردت ان اتناوله معك لكن يبدو لي انك تعمل الان
قال يمسك قارورة من الماء وسكب بعض الصابون السائل على يده
- هلا سكبت منه لاغسل يدي
الاضطراب يخالجها بشدة فما بعد هذا كله ياعبير؟؟
هل انت مستعدة لتمنحي زوجك حقوقه ؟؟
وهو من يعشقك وينقل اليك عدوى العشق الناذرة؟
ومازاد اضطرابها هو نضوج صدره رجولة ورحلت بافكارها في تلك الليلة بعد الزواج وكيف كانت مشاعرها خائفة بصدق والان تكاد تشعر انها تريد ان تلمسه لكنها تشعر بانه امر سيء ان تشعر هكذا ليست هي من تفكر بمثل هته الطريقة وخجلت من نفسها كثيرا
قال سعيد مسرورا وروحه تكتنيها فراشته المنعشة لاوردته المتوجعة شوقا :
- ما الذي احضرته معك
قالت تبتسم :
- ...اه..حسنا طلبت من امي فاطمة... ان تتركني اطبخ لك شيء على ذوقي و...اتمنى ان يعجبك طبخي فاول مرة لك ستتذوقه
قال ينظر اليها من قربه
- اذا اذيقيني منه
نظرت اليه وهي تفته شفاهها بتيه كم كان مسرورا بهذا القرب الذي يثير جنونه ويحفزه على تقبيلها في الحين لكنه يلجم نفسه
ويستمتع بالمواقف التي يحررها من خجلها فيها ببطئ
قالت تنظر الى العمال:
- والعمال؟
قال ينظر اليهم ويضحك:
- هههه يعرفون انها زوجة الرئيس الفاتنة .... فيولون ظهورهم البعيدة لنا لاتخافي لايتدخلون في غير شؤونهم والعمل
قالت تنظر الى الاكل الذي وضعته من السلة الى المائدة
- ساقوم بفرش الشرشف على الارض لن نأكل ونحن واقفين
راقبها مسحورا بجمالها وحنانها الفياض
لاتدري انها بدلالها الخجول ورقتها الفتاكة توجع بل تالم صدره بشدة
وبتعاقب هذه الاحاسيس على صدره فهو لاتزيد سوى تنفسه صعوبة
انه ينظر اليها هي فعلا من تستحق الالتفات والعناية
كزهرة موردة ان هو سقاها واغدق عليها من الحب في التعامل وسقاها من عشقه وهواه فلربما تصبح اكثر نضارة واشراقا
وسيوفيها من الحب حقها
*************************
امام القصر
اوقفت عبير سيارة الجيب
وقد حاولت جاهدة التركيز على القيادة
لكن خيال اللحظات العجيبة التي قضتها معه الهبت قلبها
واصبحت تشعر كانه ينكوي من اسم سعيد
ظلت في الجيب مبتسمة لنفسها وتنظر الى مظهرها في المرآة لاول مرة فقط تتاكد من ان لها فعلا شفاها جميلة كما يقول
لم تكن تضع فقط غير المرطب لانها في العائلة لاتحب الضهور بغير طبيعتها ولاحتى في اماكن اخرى
وجذت ان لها شفاها جذابة فاتنة ايضا بشقها الخفيفي في الاسفل
وهي من لم تلاحظ هذا لربما هو لاحظه بصدق
كانت تستشعر دفئ اصابعه وهو يطعمها من اكل الغذاء وكيف ان
ذلك اعجبها بل وصرف تفكيرها عن الواقع
ارجعت المرآة الى فوق
وخرجت من السيارة حاملة السلة وتتوجه الى القصر
عندما ذخلته كانت هائمة فعلا سابحة ولاتستطيع ان تربط تركيزها بمن حولها
لكنها توقفت عندما سمعت صوت ثريا يناديها وقد كانت تنزل من الدرج
وبدى على ملامحها البيضاء الجميلة الارهاق والتعب وقد اخفت عيونها تحت نظارات بنية
- عبير ...
توقفت عبير وفقط عندما رات اختها استعادت شيء من جديتها:
- نعم اختي؟؟؟
قالت ثريا بصوت شبه هامس بسبب بكائها المتواصل:
- عندما تنتهين التحقي بي في جناحي اريد ان اتحدث معك
قالت عبير تنظر الى اختها التي عادت تصعد الى فوق
تتذكر فقط انها سمعت بانها ترفض الاكل من امها
لكن لما ياترى احساس عبير يخبرها ان سفر عثمان المفاجئ
وتوتر اختها الدائم يدل على انها تعيسة في حياتها وتتمنى الا يكون ما تظنه صحيحا
عندما اعادت عبير السلة الى المطبخ ولم تجد احدا علمت من الخادمة الجديدة ان السيدتان قد خرجتا الى القرية للتبضع قليلا
صعدت الى جناح اختها
وطرقته لتدخل
بحثت باعينها عنها في غرفة الجلوس الصغيرة لتجدها قد ازالت حجابها وهي تربط ذراعيها على المخدة قرب النافذة وتنظر الى الطبيعة خارجا
اقتربت عبير منها وجلست قربها تتطلع مميلة راسها على وجهها
فوجدتها قمة في التعب عيونها متورمة حمراء من البكاء تالمت لرايتها هكذا
وبما ان عبير حساسة بكت في تلك اللحظة بحرقة
واحست ان اختها تعاني
بحيث انتحبت ثريا ايضا
تنظر الى اختها واقتربت تضمها الى قلبها
قالت ثريا تغالب حزنها:
- لما تبكين يا عبير؟ ليس انت من يجب ان يبكي
قالت عبير تمسح عيونها وتمسك يدي اختها:
- لما لا....تخبريني بما يحدث معك... ارجـــــــــــــوك اختي ان تخبريني
قالت ثريا تعيد نظرها الى النافذة المفتوحة الى المناظر الخلابة التي تضيف على حزنها حزنا اكبر والهواء الدافئ يعبث بغصلاتها
- انا ...احبه...احبه اشعر بالضعف ...بالهوان يتملكني آسفة لانني كذبت عليك سابقا وانت ادرى بحالي ...يعذبني يا عبير لايعرف معنى الرافة بقلب يعشقه بقوة ...والان هو ذهب الى الدار البيضاء تدرين لما.....لكي يقوم بحضور عملية لشخص هو اسمى مني واشرف مني وانقى مني ..وانا من يحبه يا عبير يحبه يتخلى عني في اولى ايام زواجنا من اجل امراة سبق وان طلب يدها للزواج
يقول انني مخادعة ....اننـــــي خاخائنة
مسحت عيونها التي ادمعت مع كل كلماتها التي خرجت من قلبها المدبوح المنخور
- انا يا عبير قادرة على ان اسامحه بل سامحته والله سامحته لكنه يزيد عذابي بدل شكري
كانت الدموع من عيون عبير تسيل على حسرة اختها فهي تضع الان نفسها مكانها وتشعر ان سعيد قام بفعل غير لطيف معها فقد تعاني وتخاف ان يحصل هذا لانها فعلا لن تتحمله
قالت تهدئها:
- ارجوك ثريا حبيبتي اهدئي وامسحي دموعك واستعيذي بالله من الشيطان صلي واطلبيه لست ادري ما يمكنني فعله لك لكن ان اردت مني ان اشهد معك فانا استطيع ذلك
قالت ثريا تنظر اليها بجدية وعيونها مدورة حمراء متناقضة مع رمادي عيونها :
- ابدا اتسمعين لن تفعلي ذلك لايمكنني ان اتحمل ان يقوم بتكذيبك على ذلك او يقوم بتهمي بانني اطلب مساندتك لانك اختي طبعا ستقفين معي
قالت عبير :
وما العمل؟
قالت ثريا تبعد نظرها الى الخارج:
- ساسافر الى افران علي ان احضر تلك الاوراق من المستشفى الذي كنت فيه اتمنى فقط ان تكون النسخ موجودة والا تكون قد ازيلت فقد مر وقت طويل على ذلك
قالت عبير جاحضة:
- ولكن ثريا اليس من الحمق ذهابك الى هناك؟ ماذا ستخبرين عثمان ...حسنا عثمان غير موجود لكن ماذا عن امي وزوجة خالي؟
قالت ثريا تنظر اليها:
- انت لن تخبري احدا بانني ساذهب لاحضار الاوراق ستقومين باخبارهم انني ذهبت الى هناك لانهم اتصلوا بي من اجل شهادتي التي نسيت اخدها من الادارة
قالت عبير تفكر:
- وستخبرين زوجك لانه اذا حصل واتصل واراد التكلم معك واخبره احد انك سافرت فقد تثور ثائرته
- هذا ما اريده بالضبط ان تثور ثائرته لانها في الحقيقة سيكون امرا بسيطا جدا في حقه رغم حبي له الا انني اريد منه ان يتعذب قليلا
قالت عبير تجلب كل التوقعات على ارض الواقع:
- واذا لم يريدوا ان تذهبي الا مع محرمك ...او حتى عودة عثمان
- ساذهب بدون اعلامهم بعد سفر جدي القريب
وستساعدينني بان تقولي انني اخدت الاذن من عثمان هو من اخبرني بموافقته على ذهابي وساذهله بهته الطريقة
اريد ان الجم لسانه اللاذع ذلك قليلا لانه يجرحني كثيرا وانا التي تحبه فعلا لا تستحق منه ذلك اخاف ان يهجرني ان يتخلى عني ..هو يهددني
قالت عبير بتردد:
- الست خائفة من ردت فعله ان اخبره احد بانه من اعطاك الاذن سيجد انك تخدعينه فعلا
قالت ثريا وعلى ملامحها شيء ن الياس:
- اتوسل لك اختي افعلي فقط ما قلته وتذكريه جيدا ...وارجوك لاتحبطيني فانا في حاجة ماسة الى اضهار الحقيقة والا ضاع من بين يدي وعندها ليس هناك من شك انني سانتهي بالجنون
كانت ثريا تتدمر حصونها القوية شيء فشيء فحبها له يتعدى كل قدر عادي بل يتعدى قلبها الى كون غريب
تتبعثر فيه بين ذراعيه تهواه بكل قواها وتحب ان يهمس في اذنها بشوقه لكن مع حبه ايضا
تشتاق الى حضوره الخاص الذي لم تشهد مثله
عطره وهو يتغلغل في صدرها وحتى شفاهه القاسية المحفورة على شفاهها كل شيء يعذبها ويقلبها في بقعة من نار
لاتستطيع ان تصبر الى سفر الجد لتقوم بما تريد فعله فهي تدري ان شموخ جدها الذي لايقهر قد يكتشف الامور بينهما وتصبح محسوبة على المتعوسين في الحب
*******************
في الاصطبلات
توقفت سيارة سي محمد على مقربة من الاصطبلات
وخرجت هند بعد ان قبلت والدها ليقول لها انه سيعود اليها بعد ساعة
ووافقت على ذلك
لاحظت بعد ابتعاد سيارة والدها ان هنالك سيارة سوداء مركونة اقتربت منها تطل براسها فلم تجد احدا هزت كتفيها ومطت شفتيها بلامبالاة
وتقدمت بفستانها البنفسجي
واقتربت من مكتب زوجها دلفت الى الداخل تطل قائلة :
- مفاجئة ....
بقيت كلمتها تصدح في المكان
تعجبت من ان عبد الصمد لم يكن في انتظارها شعرت ببعض الامتعاض من الامر لانها تريده ان يكون متلهفا لرؤيتها وانتظارها على احر من الجمر وليس الا تجده في مرة واحدة
خرجت من المكتب تنزل الدرجات بتملل تنظر حولها لتنتهي بمنادات احد العمال
فقال هذا الاخير :
- نعم انسة
قالت تنظر اليه وملامحها متكدرة:
- انا زوجة رئيسك الان فنادني بسيدتي
قال الرجل الذي لم يكن لديه علم:
-آسف سيدتي هل تريدين امرا؟
قالت هند تفسح عيونها الخضراء على المنطقة:
- في الحقيقة اريد زوجي الم تر سيدك عبد الصمد ؟
قال الرجل:
- لقد خرج في نزهة مع السيدة التي اتت من مزرعة((فلان))
قالت هند وهي تكاد تسقط واقفة :
- سيدة؟؟ لكن كيف هي هل هي ....اقصد هل نعرفها؟؟
قال الرجل يجيب خائفا من اي تانيب:
- لا سيدتي انها اجنبية لا نعرفها
شعرت انها تكاد تجن في مكانها :
- حسنا اذهب .... تعـــــــــــــال.... الم يخبرك عن الوقت الذي سيعودان فيه؟؟
قال الرجل:
- لا والله ياسيدتي لااعلم
قال بتنهيدة نفاذ صبر:
- اذهب الى عملك ...لايعلم لايعلم اوفـــــــــــــ منك
ذخلت هي الى مكتب زوجها تذرعه كالمجنونة في حالها
من تلك المرأة التي يخصها بمثل هذا القدر من العناية
يا الهي اكاد افقد صوابي لن اعيش هانئة مادام زوجي يرحب بالنساء في هته المزرعة
قد اقطعه اربا
وارتــــــــــاح
اقتربت من مكتبه ولاول مرة يحصل معها هذا شعرت بحميمية قاتلة لوجدانها
تنعمت للحظات بملمس الجلد الذي يحمل رائحته النفاذة
والاوراق التي تلمسها اصابعه الذهبية
وحتى السماعة التي اوصلت اليها تلك الكلمات المجنونة تكاد تقبلها على عملها ذاك
تراجعت تخرج من المكتب
لترى اتنين قادمين على احصنتهما زوجها بملابس الركوب التي تتثير في نفسها شتى المشاعر
ولاحظت انه يبتسم منحنيا على حصانه يربت عليه بينما انتقلت نظرتها الى صاحبة الطول الذي يقارب طول زوجها
وكيف كانت تحرك شعرها وتدلل على هواها
شعرت هند انها تغلي وتكاد تنقض على تلك المرأة من هذا المكان ان امكنها
طويلة ممتلأت الجسد غريبة الاطوار لكنها قد ترضي الكثيرين واغضبها هند ان ترى ان زوجها نسي موعد حضورها واعطى وقته لتلك وقد امضت معه وقتا طويلا ووحدهما
كادت ان تبكي من فرط غيضها
نظر عبد الصمد الى اسفل نحو مكتبه ورأى
هند بدت له وكانها احلى من ذي قبل بكثير وكما لو ان تلك اللحظات بين ذراعيه احيتها من جديد عروس حلوة الطعم
نزل من على صهوة جواده واقترب من مكانها يقول وهو يراعي لوجود العمال والمرأة وراءه
فمد يده يدعك يدها بخفة ارعشتها
وخلبتها
كانت تلحظ الشوق المترجي في عينيه
وبادلته حنين الحب بينهما في نظرتها
لكن ابطلت السحر اقتراب تلك الافعى
قالت بفرنسية سريعة:
- اهلا ....هلا عرفتني يا ابد الصمد عن الجميلة
قالت هند بعدم صبر ودون ان تتكلم بالفرنسية اصلا :
- ابد الصمد... الاتخجلين لاتعرفها بي يا ابد الصمد فانا فعلا اكره هته الاشكال
انصرفت من امامهم كزوبعة ودخلت المكتب
بقي عبد الصمد مبتسما متوجعا لفتاته الملهبة لاحاسيسه
وبقيت جولييت تائهة فقالت:
- ماذا قالت ؟؟
قال عبد الصمد بجدية ما امكنه:
- انها زوجتي وتتشرف بمعرفتك اعذرينا لدينا ما نناقشه معا
نادى عبد الصمد على احد العمال فاتاه مسرعا:
- ارجوك اوصل الانسة الى القصر سق انت
بقيت جولييت مندهشة لدى سمعها كلمة زوجتي وقالها بافتخار
تكاد تقسم ان زوجته تلك قالت شيء لم يكن" سعدت بمعرفتك" فذخولها الى مكتبه كالعاصفة تدل على انزعاجها
لايبدو ان اليوم من حظي
ذهبت مع السائق
واقترب عبد الصمد من باب المكتب ينظر الى هند مسكرا بنشوة وجودها ومظهرها الراقي
نظر الى المراة التي تكمل وتشبع اللهفة في اعماقه
والتي جلست في الجلسة المغربية امامه تضع رجلا على رجل وتهزها بعنف وغضب
اقفل الباب وراءه واقترب من المكان الذي جلست فيه يزيل سترته ويفك ازرار قميصه ببطئ ولاتزال نظرته القاتمة عليها ثملة بدون نهاية
كانت رجولته طاغية على المكان ولاتدري لثقل تنفسها امرا فلربما اخذ كل الاكسجين الموجود في المكتب
اندس بقامته القوية النحيلة قربها يضم كتفيها اليه
قالت تنفجر بغثة:
- انت من طلب حضوري واتيت لاجدك مع تلك المعوجة من راسها حتى قدميها ....قلدتها وهي جالسة تتمايل....تمشي هكذا وكما لو ان الارض تحتها مصنوعة من البيض
قال عبد الصمد يهمس بفرط الوجع الذي يسببه جمالها:
- لقد ارسلتها... الى القصر فلا تفتعلي ....
قالت بحدة :
- الى القصر ....ستضل في القصر تلك المتمايلة عبد الصمد تمزح؟؟؟
قال عبد الصمد متنهدا :
-تجدينني افكر في الامر... اعطيتها شروطنا في البقاء لدينا لتحضى ببعض المتعة عليها ان تبقى منحصرة مع النساء فقط
قالت هند تشعر ببعض الراحة :
- هذا افضل لكن ما الذي تريده اجنبية بحضورها الى هنا ؟
قال عبد الصمد وصوتها وعطرها الخفيف على انفاسه يكوي جسده ويهيج لوعته اليها:
- حبيبتي لنبقى في مابيننا اليس افضل ؟...
نظرتها الغاضبة جعلته يقول:
- حسنا لقد خدعني عجوز اعرفه بحكم عملي المتشارك معه في الاحصنة اتفقت معه في ان يرسل الي حصانين من نوع رفيع القدر....وبعدها اخبرني ان من تملكهم في الاصل تلك التي رايت جولييت ...وهي تريد البقاء قربهم في فترة نقاهتهما
قالت هند ونار خضراء تتاجج في عيونها :
- عبد الصمد لاتذكر اسم امرأة اخرى على لسانك احذرك لا...اريد سوى اسمي عليه
قال يميل راسه على وجهها الناعم يلمسه بانفه الذي احمر من مشاعرها المتبادلة:
- اشتقت لك كثيـــــــرا حتى الـألم
قالت تمرر اصبعها على وجهه وحواف فمه
- وانا ايضا اشتقت لك كثـــــــــــــيرا ....لكن لو كنت اشتقت الي فعلا ما كنت تركتني انتظرك هنا
قرب شفاهه منهايهمس ممررا اصابعه على فمها الصغير:
- شـــــوت لاتعذبيني اكثر
قبلها بلطف على شفتها شعر ان قلبه سينفجر بدون اية حدود
وشعرت وكان صدرها تسحب منه كل انفاسها دفعة واحدة
ويغيبا في لذة وجع لايوصف
قالت تضم نفسها اليه:
- عبدو ....
قال مغمض العيون:
- مــــم...
قالت :
- اليس من المفروض ان نتحدث في مستقبلنا مع بعض
قال يبتعد عنها ينظر الى جمال وجهها وهي لاتزال بين ذراعيه:
- حسنا ابدئي انت ما الذي تريدين؟
قالت تعبث بازراره :
- اين سنسكن ؟
قال عبد الصمد بنبرة اجشة تحت تاتيرها عليه:
- في القصر
قالت ترفع طرف فمها:
- الا تريد ان نسكن وحدنا؟
قال بابتسامة ذات معنى:
- سنكون وحدنا ماشئنا حتى اننا في جناحنا الذي يجهز لن يقوم احد بتكدير وقتنا الحلو
قالت تشعر انها من اجل ان تكون معه تفعل المستحيل:
- حسنا موافقة اعلم ان القصر كبير المهم ان نكون مع بعض
ضحك يملا اصابعه بتفاصيل ظهرها:
- هذا مااريد سماعه اعترافك غزالتي
قالت تنظر اليه بحب:
- وبالنسبة للعرس؟
قال يمرر اصابعه على دقنها وفمها الذي يبهره:
- لاتحملي هما مشكلتي انني لاصابرلي... حتى تكونين بين ذراعي هذا هو الامر سيتم العرس بعد مرور هذا الشهر وسوف ي جهزون له جيدا وان كانت هنالك اية امور اخرى تتعلق بالتبضع وهكذا ...سوف تاتي والدتي وعمتي ليصطحبنك معهن
قالت تبتسم :
- وتلك الجولييت هل ستضل هنا كثيرا لانني لااريد ان اتخيل حتى انك تكلمها
قال يعاتبها:
- لاتكوني هكذا غيورة اريتها حدودها تاكدي ان علمت بانها تفعل اي شيء سيء ستخرج على الفور لتعود الى العجوز ذاك طبعنا اننا مضيافون ولانريد ان نترك انطباعا سيء لدى اصدقاءنا
قالت :
- سياتي والدي ليقلني بعد ربع ساعة من الان
قال عبد الصمد يغضن جبينه
- بهذه السرعة ...اذن تعالي و نامي على صدري
نظرت في عمق عيونه النعسانة ووضعت راسها تحت عنقه
وبقيا في صمت ملأه خدر وسحر لفهما الى عالم آخر
*******************
في الدار البيضاء
عصام بعد ان اتخد لنفسه غرفة جميلة في فندق فخم
ارتاح فيه قليلا
لم تكن لديه رغبة في استكشاف الدار البيضاء ابدا
فالالم المتجدر في روحه
والمتشعب في كيانه
لايستطيع لحد الان ارتقاء سلم التقدم الى الامام وترك الاحزان وراء ظهره
لكنه يجاهد في النسيان رغم صعوبة نسيان سنين مضت تعلقت في كل ذكرياته طيف اخته فيها
صعب للغاية ضحد شخص عزيز عليك بهذه السهولة
كان الجو في المساء قليل الحرارة وقد بدأت الشمس في الغروب اي لم يبقى شيء على صلاة المغرب
كان يجلس في غرفته على حافة السرير
مرتديا روبا اسود على سروال اسود
امسك الهاتف في الغرفة وطلب الرقم الخاص بعائلته في مدريد
انتظر قليلا واجاب بعد ذلك على الخط ميغيل:
- السلام عليكم
ابتسم مرة اخرى عصام لدرايته بان ميغيل يحاول ان يبدل ما في استطاعته لكي يتاقلم مع العادات الحميدة في الاسلام:
- وعليكم السلام ميغيل كيف الاحوال
قال ميغيل :
- جيد كلنا بافضل حال رغم ان امك قلقة عليك تقول انك لم تتصل لاخبارهم بما فعلته هناك هل تم الدفن على خير ؟
قال عصام يكتم تنهيدة ملآنة بالحزن والغم الذي يستعيذ منه :
- الحمد لله تم كل شيء على خير وانا هنا في فندق ...اخبرها بان لاتحزن فلاشيء يدعوها لذلك بعد الان
قال ميغيل :
- لا اظن ياصاحبي انها ولاول مرة تضهر القوة بدل الانهيار
ليتك تراها فقد تصدم لاجلها لااستطيع ان اقول لها الا تحزن لشيء فموت اختك ياثر فيها
قال عصام يتقدم من الشرفة :
- ما ساقوله هو ان تهتم بهم جيدا يا ميغيل ليس من رجل هناك سواك اعتمد عليك
رد ميغيل بثقة وجدية:
- لاتهتم صديقي انهن في عيناي بالمناسبة متى ستعود؟
قال عصام ينظر الى السيارات في الشارع ويعود الى الغرفة:
- قريبا فقط اهتم بهن اتفقنا
- حسنا
قال عصام :
- هل نسرين قريبة منك لاحدثها؟؟
قال ميغيل وقد كان في غرفة الجلوس وحده:
- لا انها نائمة من تعبها وكذا امك
قال عصام يهز راسه :
- حسنا اذن ساعيد الاتصال بكم في الصباح لاتكلم معهن
اقفل عصام متنهدا وهو يسمع الاذان القريب من هنا هذا مايحبه في بلاده ان يسمع الاذان قريبا منه
استعد ليذهب الى الصلاة مرتديا جاكيت من الجلد الاسود وسروالا من الجينز اسود مناسبا
اخذ مفاتيحه ومحفظته وخرج من الغرفة
يتبع...........
ان شاء الله
جزء بسيط من الجزء
الثامن عشر
بعد وصول عصام الى المسجد الذي اعجب بنضافته وامتلائه
صلى صلاته
بقي هناك فقد احب ان يستمع الى بعض الدروس التي يبقى المسجد لها مفتوحا حتى صلاة العشاء
كان المسجد جميلا بزربياته الحمراء الناعمة والرفوف التي صفت فيها المصاحيف الراقية الجميلة
كذا وضعت سلل صغيرة في عدة اركان من المسجد تحتوي على سبحات يتخدها المصلون منهم اذا ما ارادوا الذكر المتواصل
شعر عصام بهدنة تعم على نفسه تهدئ روحه تجعله قادرا على الصبر اكثر واكثر
لان الله سبحانه اذا ما اراد شيء يقول له كن فيكن
كان يجلس عدد قليل من الناس بعد خروج المصلين
وبقي هو في مكانه يطالع الاسقف والسبحة في يده
كان الدرس الذي اطلق صوته يعم المسجد عن صبر ايوب عليه السلام
وقصصه ومعاناته
رآى عصام يد شخص امامه
تمد له المصحف الذي زين بزخرفات ذهبية
وقد كان عثمان من مده له اخده عصام يشكره رغم ان لهجته المغربية كانت ثقيلة بعض الشيء الا انه كان يوحي بالتبات
- شكرا لك اخي
قال عثمان بابتسامة :
- العفو اخي
جلس عثمان وسبحة في يده يسبح دون ان ينظر الى عصام الذي بعد شكره
فتح المصحف وبدأ في القرائة من حيث يذكر انه توقف في الفجر
كان جلوسهما مع بعض يظهر للعيان اقتراب الشخصيتان من بعضهما البعض
نفس الطول الفارع غير ان عثمان وسيم اكثر من وسامة عصام وعصام جذاب كما يقال
اكتافهما قوية وشخصيتهما تضاربت من مضهرهما بين الابيض والاسود وكل يرمز الى شيء حساس في شخصيته
لاحظ عثمان ان الرجل يبدو عليه انه اجنبي من سمرته المختلفة عن سمرة المغاربة بل يكاد يكون متاكدا من انه ايطالي او من النواحي هناك وزاد تاكده من لكنته المائلة الى الاسبانية رغم انها واضحة
اعطاه المصحف لانه كان قد انتهى منه فقد ختمه وسيقوم ببدأه في الفجر
بعد مدة اغلق عصام المصحف وقال لعثمان:
- مشكور اخي هل تريده ؟
قال عثمان :
- لا شكرا
نهض عصام تظهر طول قامته في المسجد ليضع المصحف على الرفوف ويعود الى المكان الذي كان يجلس فيه عثمان
قال عثمان وراء نظاراته:
- حضرتك اسلمت ؟
قال عصام بجدية:
- لا انا مسلم ابي مغربي وامي اسبانية
اومئ عثمان :
- سعدت بمعرفتك اخي اسمي عثمان
صافحه وامسك يده القوية:
- وانا عصام
قال عصام يشعر انه فعلا محتاج الى ان يتحدث قليلا
كان كلما تكلم احدهما عاد ليسبح لله
قال عصام
- اتيت من مدريد الى هنا لدفن اختي في مقبرة الغفران
قال عثمان يشعر بنبرة الاسى في صوته:
- عضم الله اجرك
قال عصام يدفن نظرته الحزينة غصبا عنه في سبحته
قال عثمان ينظر اليه :
- الله اخذ والله يعطي اتمنى من الله ان يعوضك
رد عصام بتبات:
- آمين
بعد صلاة العشاء تفرقت الجموع من المصلين واتخذ كل منهم طريقه
ووجد عثمان نفسه يدخل الى فندقه ويدخل الى المصعد ليجد ان عصام يدخله ايضا
قال عصام :
- السلام عليكم اخ عثمان تنزل هنا؟
رد عثمان :
-وعليكم السلام يا للمصادفة اجل
قال عصام :
- جيد وانا كذلك
خرج عثمان يلقي السلام على عصام واتخذ طريقه الى غرفته
ذخلها ينير الضوء وازال عن اكتافه العريضة
سترته الرمادية ليبقى بصدريته وقميصه الابيض تحتها ووضع بطاقة الغرفة ونظارتيه وما يحتويه جيبه على المنضدة وتوجه الى الحمام ليستحم ويغير ثيابه
خرج وقد تغير مضهره ليضهر اكثر قوة بروبه الابيض
وفتنة شعره المنتعش تحت الماء
اقترب من المنضدة وامسك هاتفه للحظة اراد ان يتصل بها
هي ثريا من تجعله قمة في الهوس بفتنتها العجيبة
تستطيع من كيلومترات ان تحرك فيه اللوعة والرغبة الهوجاء في ضمها
تعصف كالنار المحرقة باوردته التي تتوجع لذكرياته وهي في قمة الدلال بين ذراعيه
حرك هاتفه تلقائيا لتظهر صورتها الرائعة والتي اتخذها لها في الصباح
شعر انه يزيد من احتياجه لدفئها قربه ابعد الصورة عن الشاشة وارادان يتصل بها
انتظر لحظت عديدة لكن الهاتف يبدو خارج الخدمة او غير مشغل
لعنها في نفسها واستغفر الله مرة اخرى
يعرف انه لن يعرف الراحة الان غير في حضنها ليس هو من يضعف ابدا
رمى هاتفه بعيدا عنه ونهض ليضطجع على سريره غاضبا والغضب يعصف بروحه نحوها
في القصر
كانت ثريا قد ارتدت بيجامة حريرية تتكون من فوق ساتر باكمام طويلة وسروال بما ان زوجها غير موجود فلا داعي بها لارتداء الغلالة تلك
ازاحت الازار عن السرير وجلست عليه لتدثر جسدها وتقوم باخد الهاتف الذي كسرته اشلاء قربها تحت الاضاءة الخافتة
تلعن نفسها كم هي مجنونة لحد كسر هاتفها تستطيع ان تحضر آخر لكن المشكلة انها الان تريد ان تسمع صوته حتى ولو ان دلت نفسها واتصلت به
لكن الهاتف ابى ان يصلح لذلك تركته واطفئت النور اقتربت من مكان زوجها لتضم اليها المخدة التي تفوح بعطره الرجولي علها تواسيها وتأنس وحدتها
لكن الوجع في عدم احتوائه لها يفسد عليها لحظات الهدنة فبدل ان تشعر بالراحة تشعر ان النار في جوفها تزمجر باسمه وتحرق كل خلاياها باسمه هو عثمان
كان في غرفته الذي اظلمها بعد ان اطفئ الضوء
وقد كان يحاول النوم بجهد وكلما اغمض جفونه عذبته اكثر واكثر بخيالها ليته ماتزوجها ليته
استغفر الله مرة اخرى وحمده على النعمة التي في عقله نقمة
بينما في قلبه هي نعمة لاتعوض
اين له ان يجد مثل ثريا اين؟
اين له ان يجد مثل عيونها الساحرة عندما تتاجج باللوعة له وحده
اين يمكن ان يجد ثغرا غريبا زهريا على الدوام يثير جنونه دوما
اين له ان يجد شعر احمر يعشق لونه وتموجه والاحساس بخصلاته على صدره في وجهه
نهض من السرير
ووضع يديه على وجهه يضغط عليه
تبا لك ولفتنتك تبا
يتبع .......
يابنات ترقبوا ردت فعل عبير مع سعيد
ترقبوا اشياء كثيرة في القادم ان شاء الله يكون الجزء عجبكم لكم مني تحية وسلام
|