كاتب الموضوع :
Jάωђάrά49
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
ان شاء الله
الجزء الخامس عشر
بعد ثلاثة ايام
في القصر
كان عبد الصمد لايجد الوقت الكافي للحصول على بعض الراحة فقد كان عليه ان يذهب في المساء مع والد واخوانه وكذا امه الى منزل السي محمد لكتب الكتاب على هند
والقلق رغم كل هذا يبعث في نفسه عدم الارتياح البتة
كانت امه قد حضرت للعروس لوازم الخطبة والزواج في آن واحد
وكذا المهر
وقد سبق واتصلت برشيدة معلمة اياها انهم قادمون ليخطبوا ويكتبوا الكتاب فطلبت ان تسمع موافقة ابنتها
وهذه الاخيرة فرحت كثيرا ووافقت حتى تركت والدتها مندهشة من فرحتها هته واندفاعها العجيب نحو الموضوع لذى انتهت بتفسير الامر بانه فرحة العروس بزواجها
امر عادي
**************************
في هذين اليومين المنصرمين
وصل عصام الى العاصمة الدار البيضاء لانهاء الاجراءات اللازمة في دفن اخته في مقبرة الغفران
وكم آلمه قلبه وتحسر لفقدانها لكنه وعد الا يبكي عليها
ان يدعو لها بالرحمة والمغفرة عسى ان يرحمها الله ويسامحها ويبعد عنها العذاب
بعد ان دفنت
وقف ينظر الى قبرها البارد
والى الرجل اللذي يعتني بالقبور وقد طلب منه ان يضع لها من ذلك العشب المورد برقة
انعش قبرها بقطرات ماء بللت تربته
سرح صاحب النظرة العميقة في هدوء القبور
الا من الرجال اللذين يقرؤن على البعض منها في قبور متفرقة وبعيدة
مقبرة الغفران دات مساحة شاسعة تضن انها لن تتنتهي بتاتا خضراء
هانئة من تقلبات الحياة
سرحت نظرته كثيرا ودعا لها بالمغفرة
واستغفرالله في نفسه كثيرا وشعر بانه محظوظ فما دام في الحياة فلابد من ان الله يترك له الفرصة في اتخاذ الطريق السوي
تحرك من مكان قبرها
وشعر ان قلبه يعلق وراءه لكنه اتخذ كامل قوته وخرج من هذا المكان داعيا لكل الموتى بالرحمة
وقرر ان يذهب الى المعاريف حيث يقطن حاليا في فندق مريح ويحتاج فعلا الى الراحة فهو لم ينتهي بعد من هته المدينة
فينتظره شوط آخر عليه اجتيازه
**************
في حدود تلك الارض البهية
هود عاشق هو
وعشقه تفرع في كل مناطق جسده غلغل روحه ورفض التنازل ابدا
اصبح كالمجنون فعلا وبالخصوص بعد ان تزوجها
توجته كملك في عالم الحب
ورأى انه ابدا لم يعشق انسانة بعد حب امه الخالص الى الان غيرها
كانت قربه على زربيته المتواضعة الدافئة تنام فاردة شعرها على ذراعه القوية
يحمد الله لانه بدأ للتو حياته التي تمناها دائما رغم ان الحظ لم
في بداية حياته
الا انه الان بات اكثر تأكدا من انه فقط يمر في الحياة من تجارب وصبره عاد عليه بالفوائد المفرحة لروحه
والمرضية لكامل عروقه
دفن رأسه في شعرها وتخذر هو مع عطرها
وما زاد نبضه قوة تنفسها ونغمته المتسلسلة دون ملل تدفئ صدره المرتعش
تركها على وضعها واقتنع بانه يكفيه
رفعته فجأة افكاره
اخطاء الماضي الجسيمة
يتمنى من الله ان يصبره بعد اقتراب اعترافه لها فان علمت قد تنتهي بقتله او تركه
ويضن ان هي قتلته سيكون اهون وارحم لقلبه
الذي تزيد اوجاعه بسببها الان
نامي ياجميلتي الغالية فلا اتمنى الان سوى لحظات السعادة هته الا تفنى ابد
*********************
بالقصر
في جناح عبير
تلوم نفسها كثيرا لانها فعلا تسببت في نهوض سعيد للعمل متأخرا
ضلت تلعب معه الورق
متحدية اياه بانها من سيفوز لكن كان يغلبها
شعرت بسعادة وحميمية خاصة في سهر الليل الى ساعة الفجر وكم ضحكت على نكاته اللتي تدري انها سخيفة فقط لانه يتعمدها كذلك
سبق واعترف لها بعشقه لها وكم كانت كلماته في بعض الاحيان تخرج منه دون قصد
فتتعداها بالاستمرار في احاديثهما الشقية
عن هذا وذاك
وبالخصوص كم كتمت ضحكاتها عنه عندما كانت صغيرة في مواقف عدة
سر جميل في علاقتها به انها تعلم انها لا تمله
ولاتعلم انه يكاد يهلوس باسمها في خياله
وربحته في النهاية في لعبة الورق
وبهذا كسبت ويعني انها من سيهتم على الدوام بكل اموره
ولديها مخططات اخرى من اجله
ويكاد هو ايضا بما يخبأه لها من مخططات يلين بها مشاعرها نحوه تخرج في لحظات يريد ان يفرحها بها
لكنه يتمالك قلبه ليحفظها للوقت المناسب
في الحقيقة تعجز عن فهم سعادتها بتواجده معها وحضوره وكذا امتاعها بخفة دمه
تعلم انه زوجها ويحق له مايحق وهذا فقط ما يجعلها تتغاضى عن كلامه المعسول في بعض الاحيان
لكنها لاتنكر انه يروق لها سماع المديح منه
وانتهت السهرة بسماع الاذان لصلاة الفجر واقفلت السهرة وقد اشعرها هذا بانها تتمنى لو يبقيا هكذا طويلا
وكان عليها ان تصلي وتقفل على نفسها الستائر لتنام براحة
لكن اهي فعلا مرتاحة؟
لم يغمض لها جفن الا وهي تسمع خطواته لدى عودته من المسجد سالما وبعد ارتياحها غابت في نوم عميق
*******************
في جناح عثمان
ضل الاتنان على نفس الحال
عثمان غاضب كل الغضب منذ ان ذكرت انه لمن الممكن كان لها ان تحضى بالراحة مع شخص آخر غيره
لايدري ولكن مجرد التفكير في الامر يجعله قادرا على ان يهد القصر بما فيه لكن ابدا لن يضهر لها شيء تتخده كسلاح ضده
هي من جهتها عذبها هذا التباعد بينهما
غالبت نفسها واحاسيسها المشتتة في درب الحب لرجلها المغرور
تضهر له انها غاضبة منه بالقدر الذي هو عليه فلا يتبادلان سوى كلمة السلام
بعد المشاجرة كل ينزوي في جهته من السرير
تحاول ان تشعر نفسها ان هكذا افضل لكن كيف لامرأة تحب شخصا بهذا القدر ان تفكر هكذا؟
تريد ان يمتلكها بالقوة حتى ولو بالغضب الاعمى فهي باتت تتوافق مع طبيعته الحادة لكن برود كهذا ما لاتريد
هل يعني انه يملها الان؟
هل يمكن ان تكون لتلك المرأة مكان في حياته في قلبه؟
تريد ان تسأله ان تتوسل له في ان يخبرها فقلبها ماعاد يحتمل
الالم يزداد بقدر التباعد
لكنها عدلت عن افكار الانهيار امامه فما عاد الامر ينفع
والشوق الغريب في دم عثمان يغلي مع كل نظرة يوجهها لها فكم هو صعب فرض الكبرياء على ساحة الصراع انه موجع ومؤلم بإفراط
لايعرف لما صعب عليه ان يفرض البرود في تصرفه
على ان يقربها منه رغم تواجد العائق الكبير بينهما
اعتاد على انصياعها بين ذراعيه
على اختطاف القبل من شفاهها
دفن اصابعه المتوجعة في قلب شعرها الاحمر العجيب
شيء بدائي بينهما يجهل قوته الخفية ومن اين تنبع
ما مصدرها الحقيقي
لايدري لما هو يحبذ ما تهديه اياه من جمال فائق واعترافات
حب له ويعشق تدللها
حتى الالم
انه يضعف وليس في صالحه ذلك فهي واحدة لاتستحق ابدا ان يغرم بها
هذا حلم يتمنى الا يتحقق
ولن يتحقق
***************************
في بيت يونس
الذي اصبح بيت الياسمين وحدها
هاهي الان تشعر بتأنيب ضمير لايفتأ ان يعذبها
انه يونس انسان سبق واعدمت روحه من قبل
وهاهي الان تشهد له قسوة لم تعهدها
لم تتزوجه الا لكي تعيل عائلتها وتكتشف في الاخير انه رجل من الماضي
قد عاد
تركها ليذهب الى البيت قرب حضيرة الدواجن خاصته مورد عيشه
وتركها كدمية الشيفون
مهدودة القوى لاتركز على امر وتستعين بابنتها الان في المطبخ وفي الاعتناء بالجدة
ولاتستطيع ان تفسر سبب هذه الوحشة التي ملأت غرفتها
حملت ابنتها لتنام معها في غرفتهما علها تقلل من وطئت الحال
لكن بدون فائدة كأنها غير موجودة اصلا
تشعر بوجع غريب مشاعر سخيفة لايجب ان تشعر بها ناحيته
لكن لاتنكر ان مكانه فارغ ان دفئه قربها شيء سخي على احاسيسها
انه ليس ببعيد ليس الا قريبا
لكن لاتستطيع ان تقلل من كرامتها وتذهب لمصالحته مادامت غير نادمة اصلا فهي لم تقل سوى الحقيقة
يونس
كان مدبوحا فعلا منخورا من كل عروقه التي كفت عن النبض
بعد ان خلا لها البيت وتركها وراءه
لانها حقا تجرحه كثيرا دون ان تدري
وتحيي الان لديه جراح الماضي لتزيد عليها بجراح الحاضر
الجروح اصبحت تتفجر وتجعل منه انسان مصنوعا من الصخر لايريد
ان يقسو عليها كثيرا لان الحب ليس بيد احد فلاهو بيده ولابيدها
لكن الافضل ان يحتفض بكبرياءه عاليا
مرفوعا الى فوق
ويترك الحكم في الامر بيد احكم الحاكمين
**********************
في منزل سي محمد
كما سبق واشرت ان اليوم حدد لكتب كتاب العروسين
وكل واحد منهما السعادة تأخده الى السحب بين النجوم المتلألأة
هند تحضرها والدتها وتساعدها في كل الامور البسيطة ايضا
فرحت رشيدة لانها اليوم ترى ابنتها عروس وفي نفس الوقت تجد ان ابنتها الوحيدة اللتي تملأ عليها البيت هرجا ومرجا ستتركها
الامر تتضارب فيه السعادة مع الحزن بل تجتمعان مما يسبب في عيون امها تلك الدموع
كانت تقف هند امام امها وهي تعدل لها قفطانا في الوردي الناعم بتفصيلة انيقة
وشاهدت الدموع في عيون امها:
- ماما لما تبكين؟
قالت رشيدة تنفض الدموع بعيدة :
- فرحة بنيتي
ردت هند تبتسم لها وهي تقول :
- ماما لاتخافي علي ساكون بمأمن وايضا نحن لن نكون بعيدتين على بعضنا البعض
قالت رشيدة :
- سيصبح المنزل فارغا من حضورك بنيتي ساشتاق لك ولجنونك
اقتربت هند تقبل امها وتضمها برفق:
-انا لا ازال هنا الى يوم العرس... احبك ماما ولن اتركك سآتي لرؤيتك كلما توفرت لدي الفرصة وعد
اجابت رشيدة مبتسمة:
- على الله توكلنا اتمنى ان تسعدي ابنتي فهذا هو الاهم
سمعتا طرقا في الباب وسمع معه صوت والدها:
- يامعشر الحريم مسموح الذخول
ضحكت الاتنتان معا لتقوم بفتح الباب رشيدة ويدخل الوالد
نظر الى ابنته
السي محمد اليوم بالذات يكتشف سر طلب عائلة صديقه المخلص سليمان يد ابنته فلابد من ان عبد الصمد شاهد الاختلاف الذي لم يشاهده هو في ابنته الذي ظنها ستبقى على الدوام صغيرة
قال يفتح ذراعيه:
- ماشاء الله ابنتي انا عروس اهدي والدك ضمة
اقتربت من والدها تضمه بحنان
فقالت رشيدة:
- ارجوك السي محمد لاتخرب لها شعرها للتو انتهينا منه بصعوبة
ابتعد ولاتزال ابنته في يده
فقال موجها لها كلامه:
- ارأيت كم امك غيورة لانك تضمينني ايه طبعا تريدك لها وحدها هههه
قالت رشيدة بعتب :
- سي محمد كف عن الضحك انا لست كذلك
علينا الاسراع فقد يأتي المدعوون على حين غرة ارتدي شالك ابنتي وحاولي تغطية كامل شعرك
قالت هند بتبرم:
- لكن لما امي انا لست محجبة؟
ردت رشيدة تعاتبها هي الاخرى:
- هيا ارتدي شالا يخفي شعرك ليس من المعقول ان تظهري للرجال هكذا الا تلاحظين ان نساءهم محجبات ليس من المستحيل الا يطلب زوجك الامر ذاته
قالت هند ببراءة مبتسمة ملأ ثغرها:
- حقا ...لااظن الامر سيئا سأوافق على الفور
ضحك سي محمد يغمز زوجته فأومئت هذه الاخيرة له لتبقى هند بينهما لاتدري فحوى كلامهما بالاشارة
- عما تتغامزان ها اخبراني والا آلمني رأسي؟
قالت رشيدة تضحك على غمزات زوجها:
- ليس مهما ابنتي...اقتربت منها تمسك يدها وتجرها الى المندضة حيث اجلستها
- تنقصك بعض التعديلات على الماكياج ...سي محمد اخرج هيا ماذا تنتظر ؟سيأتي الضيوف استعد للاستقبالهم وانظر اذا كانت صفية مع المرأة الاخرى قد حضرتا كل شيء ...واخبرها ان احتاجت للراحة ان تذهب للنوم فهي والطفل في بطنها يحتاجانها
قال زوجها بقلق غير ضاهر:
- حسنا
تبادلت مع زوجها نظرة مليئة بالذكريات المريرة لينسحب تاركا اياها تكمل تعداد ابنتها بقلب مهموم والله وحده العالم به
في القصر
في اكبر غرفة بالقصر
غرفة مولاي السلطان عبد الصمد
الفارس النبيل والمروض المحنك
انتهى للتو كذلك من تحضير نفسه طاقم حالك كسواد الليل المتعاظم
وحذاء لامع بدى في قمة الاناقة مع ربطة العنق اياها
كان راضيا عن نفسه كثيرا فيدري انه وسيم حتى الجمال ويمتزج مع القوة والصلابة
كان الطقم يضهر قوة صدره النحيل وبطنه الرياضية مع تناسب البنطال المفصل بعناية تامة
يهتم دائما عبد الصمد بمظهره ولايفوت الصيحات الاخيرة في الاسواق
لكن بطبيعة الحال يعطي التصاميم التي يريد ان يرتديها لمصمم خاص به
فصّال ماهر يعرف انه ان فقد زبونا مهما كعبد الصمد فلن يكون سوى الخاسر لانه يدفع له بشكل زهيد حتى يحصل على التفاصيل التي يريد
ويحب ايضا ان يرى اسمه بجانب اسم الفصال على الملابس
هذا يجعله يشعر بخصوصية في ملابسه اكثر
يهتم بمظهره ويعرف انه يؤثر في معشوقته الصغيرة
ما ان يفكر فيها حتى تعود قوة مشاعره نحوها بقوة اكبر
اسبوعان تقريبا مرا وهو يشعر كما لو كانا قرنان
وهما ولدا فيهما من جديد
يشتاق اليها بشدة حيث بات يبلغ تلك الدرجات العليا في الشوق
سيتصرف معها بحزم وقوة ...نعم يعشقها بكل انفاسه بل تكاد تجعل منه انسان احدتمت عليه الحالة في حبها
يريدها بسداجتها قريبة منه
وكم يبدو له الامر مشوق لطالما كانت البريئات في الحياة سعي الرجال
لكنه سيحصل عليها بالحلال ويدري انه الوحيد في القصة من حضي بالتجربة في فترة كان بعيدا فيها عن القصر
لكن الان هي من لوعته
هي من بسداجتها في العشق توهته
ستجده عاشقا مثالا حيا للرومنسية
وهذا ما يجعله سعيدا لضعفه الذي لن يضهره طبعا
فعزة نفسه تجعله غير قادر على ان يتدلل لفتاة
لكن عليه ان يروضها قليلا لتصبح خاضعة لاوامره في بيتها اي القصر
وقف يتأكد من مضهره في المرآة
واستدار لدى رؤيته لوالدته تذخل ابتسم لها وعلم مسبقا انها ولابد ستاتي للتتأكد من ان ابنها كامل الاناقة لاهو ولاإخوته يحاولون ان يتملصوا من عنايتها بهم
يتركونها على راحتها دائما
كانت قد ارتدت جلبابا اسود على قفطانها الاسود ايضا
واقتربت منه تحقق في اناقته
فعبست قليلا وتعجب عبد الصمد لامرها فقال:
- مابال والدتي الجميلة عابسة؟
قالت بحزن :
-تبدو كامل الاناقة بني ... اشعر انني ماعدت قادرة على مساعدتكم في شيء
اقترب منها يضمها:
- لاامي ماهذا الكلام فقط نحن نستطيع بالتأكيد الاهتمام بأنفسنا ولانرضى تحميلك ثقلنا في هذا السن كذلك
تنهدت وهي تعود الى طبيعتها:
- الان ستتزوج انت ايضا على الاقل ستكون لديكم من تهتم بشؤونكم
وتفكني من جنونكم رحمني الله ورحم زوجاتكم
ضحك عبد الصمد يقول:
- هههه امي تعلمين ان هند مدللة صغيرة لكنها محببة أتمنى ان لايكون طلبي للزواج منها قد كدرك ...امي اعلم انك تحبين ان تنقي على ذوقك لكن قلبي ارادها مابيدي حيلة
قالت تبتسم له :
- في الحقيقة بني صدمت في بادئ الامر لانها تصغرك تقريبا بعشر سنوات الفرق بينك وبين اخوتك ان زوجاتهم عاقلات و...لايمكنني ان احكم على هند باي شكل فهي مأدبة وهادئة غير هذا لست ادري ان كانت ملمة باشغال البيت لكن ذلك سيصلح مع الوقت
- امي سبق وطلبت منك اجابتي... انت راضي عنها؟
- بكل تأكيد بني... ولك انت ما كنت لارضى باقل منها لانها فتاة جميلة وقد ارضاني حيائها واحترامها انا راضية عنها كرضاي عنك فلاتحمل هما عزيزي
- ارحتني امي اشعر الان بالراحة اكثر لمعرفتي بنظرتك اليها وتأكدي من انها ستكون ان شاء الله سترضيك كما ابنك
قال يخرج معها من الغرفة الكبيرة
- لابد من ان والدي ينتظرنا في الاسفل
قالت تبتسم:
- يبدو كما لو انه من سيتزوج يقول ..لاتتاخروا علي اكره الانتظار
ضحك عبد الصمد:
-هههه ابي المسكين يحمل همومنا دائما ..حفظه لنا الله ولك ايضا يا سيدة السيدات
قالت تنظر اليه جانبيا :
- يا ولد كف عن هذا والا اعطيتك بالشربيل على رأسك
ضحك اكثر:
-هههه احبك امي وانت غاضبة تبدين بعكس الغضب مرحة ههه
بادلته ضحكته ونزلت معه ليركبا الجيب السوداء مع والده
في الاعلى بغرفة سعيد
كان قد انهى ترتيبه لنفسه
سروال رمادي كلاس مع حذاء اسود وقميص ابيض تركه مفتوحا عند الصدر عادته لايستغني عنها
كانت عبير تجلس وراءه فوق سريرها تنظر اليه باعجاب خفي فقد اثارتها طريقة تحضيره لنفسه بخفة لاتأخد اكثر من ربع ساعة فيبدو بعدها رجلا جذابا بكل المعايير
وضع قلادته في عنقه
وانتهى برش بعض العطر الذي اخترق هدوءها
واعجبها استنشاقه كثيرا فرائحته تنم عن ذوق رجولي مرهف
استدار ليقابل نظرتها الساهمة
وعقد حاجبيه على وجهها باهتمام فانتهت هي بالقول بخجل:
- تبدو انيقا ....
قال يسرح في طلعتها الرقيقة فوق السرير
ببيجامتها الطويلة السوداء الواسعة قد سبق واشترتها من مراكش بنصف كم واسع
وكم يراها نقية حتى شعرها المضفور وراءها يجذبه اليها
غالب مشاعره وتقدم نحوها يمد لها ساعته عمدا لكي تقوم بتركيبها على معصمه القوي
- هلا ساعدتني
نهضت من فورها تنظر الى مايمده لها وابتسمت ببراءة
تمسك بالساعة من بين اصابعه المتوجعة تحت ملمسها الناعم
ظل ينعم بلحظات وجع كبرى وهي تحت نظرته
مخذرا كليا تسلبه النشوة والعذاب بذلك كل ارادة
لما يزيد من عذاب نفسه
لكنه يدري ان العذاب في قربها اهون عليه من لاشيء يفضلها حقيقية امامه على صورة في عقله
رفعت نظرتها اليه فاحرجت حتى الاحمرار من نظرته المتبتة على شفاهها
تركت يده بأدب لتقول تكسر السحر الذي يثمله ويخجلها
- سعيد لقد انتهيت اظن انهم ينتظرونك
نظر الى ساعته يتظاهر بالنظر اليها وقال:
- محقة علي الذهاب ليلة سعيدة الافضل الا تنتظريني سأكون متعبا الليلة لن استطيع السهر ...قال ضاحكا...اشعر بالنعاس منذ الان اخاف ان انام في الطريق
- لا ارجوك لاتقد انت ان كنت متعب ....اعني الافضل ان يسوق عثمان مثلا
- كنت امزح معك لاتقلقي هذا فعلا ما سأفعله
على فكرة تذكرت ...سيارتي الصغير الرياضية تحفة علي ان آخدك في نزهة فيها يوما ما ذكريني فقط
ابتسمت بفرح:
- سيسعدني ذلك
همس
- تصبحين على خير
قالت مـتأثرة بابتسامته الجميلة
- رافقتك السلامة اهتم بنفسك
خرج مبتسما يشعر بالزهو فعلا لايطلب اكثر من هذا السحر الذي يلفه والباقي فل يقتله ان شاء فلن يتجاوز خطوطه الحمراء نحوها مهما حصل
في جناح عثمان
ساعدته في ارتداء سترته الرمادية القانية وابتعدت تحت نظرته
الملتهبة تقول:
- سأنام اليوم عند امي اريد ان اتكلم معها في عدة مواضيع
استدار مغضن الجبين :
- ماذا؟غير معقول هل اخبرتها بانك ستبيتين عندها؟
- ليس بعد
- جيد لانك لن تنامي الا في غرفتك
قالت تجابه نظرته بقسوة اكتسبتها هته الايام من فرط قسوته عليها
- لاتكن قاسيا انام دائما في غرفتي ما المانع ان نمت عند امي الليلة ...لقد قلت ان لدي....
قال يقترب من مكان وقوفها
- وما نوع المواضيع التي تريدين ان تتحدثي فيها معها ليس لي علم بها؟
قالت بارتباك
- امور تخص النساء
قال يزيد اقترابا منها
- وما هي؟
قالت تتكلم دون ان تنظر اليه:
- لاتكن حشريا يا عثمان ..ارجوك
قال يمعن فيها النظر ويفصل كل ملامحها على حدى:
- لن امنعك على عمتي فغلاها اكبر من غلاك عندي هذا لتعلمي فقط...اذهبي لها الان وعندما يقترب وقت وصولي ساعلمك وعندها اريد ان اجدك في السرير ...هه حتى وان لم يكن لك عمل فيه
شعرت بان قلبها يمتزق مع اهانته التي تشعرها انها لاتصلح لشيء الا ل...
- ما رأيك يا عثمان؟ لن تجدني وسانام لديها
قال بهدوء وهو يخرج من الغرفة الى وسط الجناح لتتبعه:
- ستعودين الى الغرفة وان لم اجدك فساقوم باحضارك من جناح عمتي لن يهمني ان احرجتك
خرج من الغرفة صافقا الباب وراءه
ليتركها تشعر بالهوان والهزيمة وانه عصي على الدمارلايهزم ابدا
منذ ان اشعرها انه سيحصل على مايريد متى اراد وهي مستعدة للقتال بكل ما تملكه ضد ضعفها
قسّت نفسها
لكنه بدل ذلك اظهر انه غير عابئ حتى بها فلم يحتويها ولا مرة منذ ثلاثة ايام بين ذراعيه
وهذا يشعرها بفراغ رهيب
لذى تفكر جيدا انه حان الوقت لتضهر له الدلائل وتحضر له الواقع وحقيقة انها شريفة على الارض امام عينيه
فبعدها فقط ستحضى بحياة كما تستحق
هي ليست من يستأهل هذه القساوة كلها فقلبها اضعف بدرجات كثيرة على القوة التي تضهرها في اوقات عديدة
في بيت السي محمد
استقبل الضيوف بترحيب كبير
ادخل الرجال الى الصالة الخاصة بالرجال وكذلك اتى العادل مع سليمان
لانه يدري ان الجد ان هو طلب شيء فهو لصالحهم
قال سي محمد مبتسما للجالسين :
- اهلا بكم كيف الاحوال يا سليمان ؟
قال سليمان المرتدي لجلباب بني غامق
- الحمد لله بخير كيف الاحوال عندكم انتم ان شاء الله مرتاحون؟
- بخير الحمد لله نحمد الله المحصول هذا العام يساعدنا كثيرا على تطوير المزرعة
قال سعيد الذي كن يجلس بجانب عبد الصمد ومن الجهة الاخرى لعبد الصمد عثمان بحيث يكون العريس في الوسط:
- انت محق عمي نحن نستعين بالعين التي نملك بجانب الارض الا ان المطر رحمة من الله بكل تأكيد مهما روينا لانستطيع ان نستغني عنه
والمحصول هذا العام مرتفع بفضل الله
قال سي محمد:
- اجل بالفعل مرحبا بكم مرة اخرى عندنا
شكره سليمان وقبل ان يتحدث
في نفس الوقت
همس عثمان لعبد الصمد كاتما ضحكته
- هل لجم لسانك؟
قال سعيد من الجهة الاخرى
- العاشق المسكين تائه اعذره ياعثمان يفكر بالصغيرة التي لوت قلبه
قال عبد الصمد يحاول ان يحتفض باعصابه في ثلاجة:
- كفا عن هذا لست برضيع
قال عثمان يبتسم :
- ومن يخاف؟ فانت ستتزوج فتاة جميلة من بعذ اذنك في مدحها لكنها فعلا تليق بك على الله ان ترينا الوجه الحقيقي لاخينا الاصغر على الاقل ان تطيح به على الاخر
قال عبد الصمد يدافع عن شخصيته من كلامه:
- ابدا سأتزوج لأبني عائلة وشخصيتي ابدا لن تتغير
قال سعيد بمرح:
- آآآآه... يا عبد الصمد ستتزوج وترى الحياة على حقيقتها
قال عبد الصمد يبتسم اخيرا
- لم ارى مجنونين اكثر منكما ...ولكن اوافقك يا سعيد لابد من انها تلف احبال الجنون على مخك للتتحدث هكذا
التفت سعيد عنه لكي لايضهر ضعفه لذكره اياها فقال:
- تكلم عنها باحترام
- طبعا اخي ولو انها في متابة اختي اليست زوجة الاكبر
وانت عثمان اخبرني فقط الم يحصل ولجمت لسانك لاتقل لا
قال عثمان بجدية اشعرها وكانه يقولها بمرح:
- لم تخلق من تلجمه لي
تحدث سليمان يقول:
- تعلم يا محمد لما اتيناك اليوم
تهامس الاخوة الاقوياء في جلستهم التي اضهرت الواحد منهم اضخم واكثر جاذبية من الثاني... ليسكتوا
- ورغم ذلك نريد بل ويشرفنا ان نربط نسبكم الرفيع بنسبنا بطلب يد ابنتك المصونة هند لابننا عبد الصمد ونتمنى ان يكون نسب الخير والمحبة
قال سي محمد مبتسما:
- والله يا سليمان كل الشرف لنا بان يرتبط اسمانا مع بعض وان شاء الله سأطلب موافقة العروس
استقبلت رشيدة فاطمة بكل لباقة في الترحاب
ادخلتها الى الصالة الخاصة بالنساء
كانت الصالة مفروشة بسدادر تقليدين في اللون الازرق وكان ثوبه ناعما
وجميلا ايضا
قالت رشيدة مبتسمة:
- اهلا بك يا فاطمة حللت اهلا ووطئت سهلا الله لايحرمنا من مجيئك عندنا البيت نور بوجودك
قالت فاطمة
- لك كل الشكر عزيزتي كيف احولكم انتم ان شاء الله بخير
قالت رشيدة مبتسمة:
- طبعا بخير مادمتم انتم بخير
- هذا من ذوقك غاليتي
اخدت عيون فاطمة تحوم على الصالة وتنتظر ظهور هند في اية لحظة
قالت:
- اين هند الن تشرفنا العروس بجلوسها معنا؟
قالت رشيدة :
- طبعا سوف تنزل حالا اخبريني عنكم كيف الاحوال مع العرسان الجدد سمعت انهم عادوا من السفر؟
قالت فاطمة:
- بخير الحمد لله الفتاتان في قمة الروعة لايزال جمالهما يؤثر في بطيبوبتهما ونبل اخلاقهما...ما شاء الله اذا ما وضعتهما على الجرح يلتأم
- حفظهما الرحمان بالرفاه لهما والبنين وايضا باحفاد يملأون عيونك يا فاطمة
- آمين يارب لاتدرين كم يسعدني ان اجد ان اولادي يبتعدون عن الحياة الحرة ليحصنوا انفسهم بزوجات نقيات مثقفات وايضا جميلات
والجميلة هند منهم طبعا
ضحكت رشيدة:
- اشكرك على المدح
- لاوالله ليس مدحا انه فعلا حقيقة ابنتك في تلك السهرة بهرتني بتغيرها الجدري وتستحق ابني الذي اعرفه قاسيا بطباعه لكنه ذا قلب حنون....هل عروستنا من محبي الطبخ؟
قالت رشيدة تشهد لابنتها:
- ايه طبعا انها بارعة في الطبخ والاعتناء بتفاصيل المنزل حتى انها من تعتني بملابس والدها واشياءه ...هههه اضنه الان سيقوم بطردي ان قمت ببعثرت اشياءه
ضحكت فاطمة:
- اذن الفتاة الصغير محنكة في شغل البيت
ما شاء الله في الحقيقة ولاصارحك هذه هي الانثى التي تلائم ابني فهو من محبي النظام في كل شيء
واظنها بعد كلامك ستناسبه كليا هنيئا لهما ان شاء الله
- آمين هذا كله من ذوقك والله اخجلني كلامك الله لايحرمني منك صديقة
في تلك اللحظة ذخلت هند في قفطانها الوردي
واضعة على شعرها شالا خفيفا ورديا يغطي كامل شعرها الاشقر الذي يصل الى اكتافها وقد صففته بدقة متناهية
ابتسمت امها وفاطمة لدى رؤيتها
اقتربت منهم تمد لهم التمر المحشو واخدت منه الاثنتان
وقد بدى على فاطمة انها راضية على هته الفتاة كزوجة لابنها فهو جذاب وما كانت لتقبل له باقل جمالا من هند
لربما هي انانية بعض الشيء حيال هذا لكنها تريد لابنها ان يبقى محصنا ضد الجميلات في العالم لفرط جاذبيته
وهذا لن يكون الا بزوجة ساحرة مثل هند
قالت هند بخجل العروس لحماتها :
- هنيئا امي
ضحكت فاطمة ممعنة في ابتسامتها العذبة وخجلها وكذا ادبها فقالت لرشيدة :
- ما شاء الخالق كما لو انني اراها لاول مرة ...وجهت كلامها لهند...اين خبأت كل هذا الجمال يا هند بارك الله فيك عزيزتي
همست :
- آمين
- هذا التمر لذيذ على ماذا يحتوي؟
قالت هند
- على عجين الفستق مع المكسرات
سألتها باهتمام:
- انت من صنعته؟
- اجل
- ماشاء الله ...ما شاء الله
وجهت فاطمة كلامها الى رشيدة
- ان شاء الله يا رشيدة اتينا اليوم لنطلب يد المصونة ابنتك الغالية هند
وهي ليست غريبة علينا اعتبرها ابنتي دائما
ابتسمت هند تنظر الى امها من تحت عيونها الخضراء
فقالت فاطمة:
- لنا الشرف ان تاتوا الينا بهذا الطلب المفرح لنا ...وهاهي هند موجودة لقد سمعت بنيتي وانت من عليها ان تجيب
قالت هند تبستم بخجل :
- اقبل
سمعت الزغردات حتى صالة الرجال وعندها نهض سليمان يسـتأذن منهم ليأخذ الجواب من ابنته وقف وراء الباب الى ان تقدمت اليه هند واعطته جوابها
وكان الفرح والسعادة يلم العائلتين
طلب منها ان تحضر الى مجلس الرجال حيث جلست لاول مرة امام عبد الصمد الذي ذهل لرقتها وجمالها الذي افتقده كثيرا
وذهلت هي من شدة وسامته وقد احتفضت بعيونها على المائدة التي وضعت عليها الاوراق
وامضى كل منهما على العقد
واستطاع اخيرا عبد الصمد ان تصفى روحه كليا وان ترتاح من القلق الذي كان قد انتابه من ان يفرق بينهما اي احد او ان تعود في قرارها في الزواج به
انسحبت العروس واستقبلتها الزغاريد وعلت اصوات الخادمتين بالصلاة على النبي
وطلبت فاطمة ان تجلس هند قربها
اوضحت لها بعض الاشياء وركزت لها على الحجاب ففي عائلتهم كما تقول لا تدخلها فتاة بدون حجاب وافهمتها ذلك بطريقة محببة
لكنها فقط لو تدري انه لاشيء يهم هند مادامت قرب حبيبها
الذي تعشقه منذ ان رأته في اول لقاء لها به
وهكذا بعد العشاء واتخاد كل واحد منهم مكان مريحا له
كان عبد الصمد صعبا عليه ان يركز على الكلام الذي يقال
وقد تغامز سعيد وعثمان على سهوه وضحكا معا
قال عثمان:
- مبروك ياعريس ...ياعريس.. هل تسمعني؟
قال عبد الصمد يفيق من خيالاته المجنونة في خالبة العقل لديه
- بارك الله فيك اخي هل اردتني
- ههه لاااااا يبدو ان الصدمة كهربتك ما الامر الهذه الدرجة تأثرت
تغضن جبين عبد الصمد:
- ارجوك عثمان بدون سخافات
- والله لست ادري ان كنت انا السخيف بينما انت ساه منذ ان وقعت العقد
قال ساهما في افكاره:
- اريد ان اراها
قال عثمان ضاحكا لسعيد يسمعه:
- هل سمعت سعيد يقول انه يريد رؤيتها
قال سعيد
- المسكين اتفهمك لابد وانك تقاسي
عدل عبد الصمد المسلوب القوى عن الاجابة تاركا لاخويه الوقت لرؤية اخيهم لاول مرة يضهر الخنوع غصبا عنه
التفت الى اخويه
- اريد فعلا رؤيتها علي ان اقوم ببحث بعض المساءل ...المهمة في زواجنا
قال عثمان
- اطلب الاذن من حماك اخي وانظر اذا كان سيوافق فهذا حقك
حار في الامر كيف له ان يفعل ذلك؟
لكنه تغلب على ارتباكه وسأله اذنه في رؤيتها وقال سي محمد انه سيعلمها لكي يقوما ببحث الامور الخاصة بهم في احدى القاعات بالفيلا
وسهل عليه تفهم الوالد حقه في رؤيتها على انفراد
دخل الى قاعة صغيرة تحوي مجموعة من الكنبات سوداء وثيرة للغاية
تتوسطها طاولة زجاجية فخمة فوقها مزهرية تحوي زهورا ذهبية لاتذبل
بجانب الكنبيات عن يسارها توجد شرفة واسعة تفضي الى حديقة البيت لديهم
انتظر مطولا في الصالة
وجلس يرجع جانبي سترته ورائه بعد ان فتح ازرارها واطلق سراح ربطة العنق في عنقه
اتكأ على ظهر الكنبة مرتاحا في جلسته
سرح في افكاره وفي هنده الجميلة صاحبة العيون الخضراء العميقة
الى ان اعلنت دخولها عليه
في القصر
لم يكن هنالك سوى الجد الذي اطمئنت عليه ابنته مليكة فقد نام
وابنتاها اللتان اجتمعتا في غرفتها تنتظران حضورها
كانت ثريا تتكئ على مخدة امها واختها امامها تربط ساقيها في جلستها
قالت ثريا:
- كيف زواجك عبير؟ هل انت سعيدة صغيرتي؟ اعلم انه كان من الصعب عليك التأقلم
قالت عبير تبتسم:
- لا والله انا سعيدة في ..زواجي طبعا سعيد جدا طيب ويعاملني بشكل يفوق الخيال لاتتصوري كم يلبي لي من طلباتي واشعر بالسوء لذلك
قالت ثريا متسائلة:
- لكن لما تشعرين بالسوء؟
اضطربت عبير ولعنت نفسها لانها خرقاء دائما تتكلم بغير عقل:
- لا ...فقط انا اخاف الا اوفينه حقه
قالت ثريا مبتسمة:
- كل هذا الجمال اختي ولايوفيه حقه هذا جنون انت اختي رائعة ولربما اروع مني
اكملت جملتها بنبرة اسى
قالت عبير تسألها:
- ثريا لما انت عابسة اختي هل يؤثر فيك اي مشكل هل هو عثمان ...صارحيني اختي فلربما استطعت المساعدة
قالت ثريا تقلب وجهها بابتسامة تظهر فيها السعادة كما لو انها تستحضر معها ذكرى تتبت لاختها انها حقا سعيدة:
- لا اختي انا سعيدة... كذلك عثمان...رقيق متفهم محب انسان طموح وهذا هو رجل احلامي احمد الله لانه كتبه لي... بدل ان ابحث عنه
ابتسمت لها عبير:
- انا كثيرا سعيدة...هل تدرين سوف يأخذني سعيد في جولة في تلك السيارة السوداء التي تظل مرصوفة في الجانب الاخر من القصر
- حقا مبروك ...لابد وانكما ستستمتعان كثيرا فهي من طراز سريع
- قال لي ان اذكره لنخرج فيها لكنني اخجل
قالت ثريا تعاتبها
- تخلي عن خجلك قليلا ليس طول الوقت خجل خجل هذا قد يجعل الامور بينكما معقدة بعض الشيء حاولي ان تتقبلي تلك الامور على انك مرتاحة وسعيدة ومنشرحة
نظرت اليها عبير بعدم فهم لكنها لم تستطع ان تفهم معنى كلام اختها جيدا لانها لاتدري في تلك الامور شيء
- هلا شرحتي لي اختي ....حركت رأسها....لم افهم جيدا ما الذي تعنينه
نظرت اليها ثريا بدهشة وعدلت المخدة وراءها لتقول:
- يا الهي الا تفهمين ابدا ..لاعليك كيف اشرح الامر؟؟؟ اتمنى الا تحرجي لعلمي جيدا انك تكرهين الحديث عن هته الامور....الرجل يعشق المرأة التي تأخد وتعطي ...ياالهي نظرتك الواسعة هته تجعلني اشك في ان المسكين يعاني الامرين في ضحد خجلك ...قبل ان تأتي امي ساقول لك
مثلا انت ضميه ...ق...
قطعت كلامها عبير خجلة حتى اذنيها تبعد نظرها لتخفي الصدمة على وجهها تخاف ان تكشف نفسها:
- اسكتي اختي فهمت ليس عليك ان تقولي
ضحكت ثريا رغم معاناتها هي الاخرى في وجه اختها لتلطف الجو وابتعدت عن الموضوع
- مارأيك في زوجة عبد الصمد اليست صاحبة عيون جميلة اتعجب كثيرا في رجال هته العائلة اشعر في بعض الاحيان انهم مغرورون الى ابعد حد ....اعتقد انهم يضنون انهم ان لم يختاروا من تجابههم في الوسامة وترضي حضراتهم لن يرضوا بها ابدا
- رأي في العروس انها جميلة وفاتنة لكن لما كلامك عن الرجال هكذا انهم لربما قسات كطبيعة القرويين لكن لااظن ان كلامك الاخر في حقهم جيد
قالت ثريا:
- لا عليك اختي لاتهتمي
ذخلت في تلك اللحظة عليهم مليكة وهي تقول :
- الله على الجميلات عندي لا أصدق انكما هنا مجتمعات لدي في الحقيقة انا سعيدة لذلك
جلست قرب ابنتيها
وذخلت النساء في احاديث طويلة عريضة
في منزل سي محمد
كان ينتظر بحرارة رؤيتها
في مكانه فوق الكنبة الوتيرة
امعن النظر فيها ولاحظ انها تحمر خجلا لوقوفها هكذا
اوجعته حتى السكر بحلاوتها ودلالها
اشار لها ان تقترب قربه فوق الكنبة
ولم تصدق نفسها انها فعلت
ولاتصدق انه امامها الان باتت في لحظة عرضة للبكاء لانه من تمنته طيلة حياتها هاهو الان امامها
فقد ضنت انها ستخور واقفة على الارض فشلت ركبها وارتعدت
وازداد ارتجافها بينما هو ضل صامدا بصلابة شخصيته
اعتدل بقوة جسده التي تغلب جسدها الرقيق الرشيق
وجلست قربه ضامة يديها في حضنها
كلمت نفسها
لما الخجل الان ياهند لاتفقدي قوتك
بدت له كانها الامطار التي تروي الاراضي القحلة
وكأنها قوز قزح الذي يزين سماء انقسمت بين سحاب ونور شمس بعد عاصفة ممطرة
عطرها اذابه الى ابعد الحدود التي اخترقت حدود الطبيعة الحية بكثير
يحترق هو من هذا البعد القريب ويدمره السكون الذي يلفهما
مال عليها وتبعثر كليا استنشق عطرها الاخاد وتاه عن ارض الواقع
همس لها تحت التاثير الذي هو فيه
بعيون حمراء كالنار
- مبروك
كان ينقل لها زوابع الحب الاهوج والى صدرها يترسى ليقلبها كليا
ردت بالكاد
- شكرا
كان كالسكران في حاله
اصابعه امتدت الى ظهرها صعدت عليه برفق
ارتعشت اوصالها للمسته وتوقف تنفسها مع سرعة نبضها
سمعت تنهيدة مديدة تخرج من صدره متحشرجة قرب اذنها وعيونه مغمضة كليا فكاد يغمى عليها
صعدت يده الى شعرها المصفف ليزرعها بجانب اذنها ويرفع الشعر قليلا ليهوى عليها بقبلة دافئة على كتفها الابيض الرائع شعر بارتعاشها واسعد لذلك
لكنها ابتعدت عنه قليلا تحاول ان تكون جدية اكثر
- عبد الصمد ...مممبروك لك.. ايضا
رفعت بالكاد نظرتها اليه لتجده ينظر الى كتفها بتمعن فاستغربت الامر وسألها بصوت عميق:
- هند ...اريد ان اسألك هل ذلك النمش على اكتافك ....اعني لديك منه الكثير؟
ذهلت لسؤاله فاجابته بصراحة لاتدري مايصبوا اليه في سؤاله:
- أجل لما تسأل؟
ابتسم ونهض يبتعد عن مكانها هوس جديد وضع امام عيونه لن يرتاح الليل مادامت تحمل جمالا اخادا على جسدها يعلم انه سيعذبه ذلك النمش لا يستطيع ان يتخلص من عشقه لها
تشل تفكيره وتحصرنه على محياها المزهر
قال ينظر اليها عائدا الى مكانه بعد ان هدئ الجنون الذي اطاح به منها وجلس قربها ويطوي ساقه تحت الساق الاخرى لتبقى هي تحت نظرته كليا :
- الم تشتاقي الي ايتها الصغيرة
لم تستطع ان تفصح له عن مكنون قلبها فهي اكثر منه تشعر بالحرج مختلط مع حب جارف فقالت مبتسمة
- لست ادري ...رفعت اصابعها امام عينيها تقيم القدر....اظن قليلا هكذا
نظر الى يدها وابعد نظرته عنها مغضن الجبين
نظرت اليه وسعقها حاله لدى قالت توسع المساحة بين يديها البيضاوان الرقيقتان
وانتظرت ان يهتم لكنه ظل مبعدا نظره عنها
عبست وشعرت بالحزن لم يكن قصدها ان تجرحه
فاقتربت منه تدس دراعها في يده وتهمس قرب شعره الاسود في اذنه
- اشتقت لك كثييييييرا عبد الصمد فلا تفعل هذا بي
كان وقع همسها قويا على روحه هز كل اوصاله وتربعت رغبته في ضمها الى صدره فوق عرش افكاره لكنه غير رأيه يلزمها تأديب فلتتأدب اذن
جرت ذراعه القوي فلم يستجب
قائلا:
- كفاك كذبا هند لم الكذب بالله عليك قلت الحقيقة في البداية وصدقتك لكنك لم تسمعي كم اشتقت اليك انا
قالت تسرح في عمق عيونه لاول مرة من هذا القرب
- كم ؟اخبرني
تتبع مخارج الكلمات في فمها وعض على شفاهه
- تت لا اذكر انني اشتقت اليك بالقدر الاول حتى؟
صدمت من كلامه
وابتعدت عنه لتنهض لكنه امسك ذراعها واقترب منها يهمس وراءها بصوت متأتر مخمور
- اخبريني يا حوريتي البرية كيف ترضين؟... دلالك استسيغه كما استسيغ كل شيء فيك لكن لااحبد ان اتار فالغضب عندي اقبح صفاتي
احمرت خجلا ونظرت اليه تقول :
- عبد الصمد اترك يدي من فضلك وقل لما طلبت
في رؤيتي؟
اقترب من اذنها يقول :
- لانني اشتقت لك كثيييييرا وفوق ما تتصورين
واحلم منذ ان رايتك بشيء واحد... ان اعانقك
شعرت ان صدرها يشق في النصف اول مرة في حياتها تسمع كلاما خارقا كهذا ولم تتخيل ولافي احلامها ان يحدث امر مماثل
مرر يديه على وجهها واخترق شعرها حتى البعثرة
وعانقها حتى الثمالة وكان وقع طعمها عليه مذيبا حتى العظام وتنهد بعمق فاخيرا يتحقق الحلم الذي لطالما عذبه وانتشار هذا الدفئ الذي لف قلبيهما بسخونة اعاد لكل منهما الحياة من جديد
ابتعد عنها وقد فقد شيء من ترتيب ملابسه وافقدها ترتيب شعرها الجميل وقال وعيونه عليها هي التي احنت عينيا خجلا واحمرارا
- لم اظن انك ستقصين شعرك...لكنت منعتك هند
مرر اصابعه في شعرها يرتبه لها
وقد كانت حالمة تنظر اليه
فقال مبتسما بوله :
- ارأيت انني اجعلك تدفعين ثمن تعجرفك ايتها الزهرية
قالت هند بصوت لا تعرف ان كان لها او لا:
- اليس من الاجدر الان ان نناقش امورنا الجدية
ضحك وقال:
- تعالي الى حضني وسنتحدث بجدية
قالت تنظر الى يديها متكأة على ظهر الكنبة
- تت لا انا هكا ...افضل فقط لنتحدث قليلا مثلا ماذا عن الاعمال في الاسطبلات كيف تجري تدري انني اشتقت لحصاني لركبه
قال عبد الصمد ولاتزال يداه ترتب لها الخصلات ببطئ وهو بجانبها
- وهو كذلك ينتظرك فلا تخافي عندما يستذهبين الى هناك ساحاول ان اخصص لك ولزوجات اخي وقتا لايكون فيه العمال حول الاصطبلات لتقوموا بالنزهة على راحتكم
قالت له تنظر الى عمق عينيه:
- اخبرني عبد الصمد انت تحبني؟
ابعد عنها عينيه مفكرا:
- هو لست ادري لكني شخصيا اعلم انه ما في صدري لك ينبوعة حبي ليس عاديا ولم اشعره مع احداهن
قالت مندهشة:
- كنت تعرف النساء من قبل؟
- قبل حادثة امي وبعدها سطوب علمت انه لمن الممكن ان اموت وانا في وضع ادخل على اثره جهنم الحقيقة ان الله موجود واحترامه واجب وان نقوم بمايريده منا هو الاهم اشعر بالراحة الان لن اتعرف على نساء اخريات مادمت املك اجملهن
ارتاحت لكلامه قليلا وسألته:
- تدري اريد اطفالا من سنتنا الاولى ما رأيك هكذا سنكون سعيدين اكثر
قال يصارحها:
- في الحقيقة من يراك من اول وهلة لن يصدق انه لمن الممكن ان تفكري في الاولاد
- اريد منهم الكثير وياريت توائم في كل مرة
جحظت عيناه وقال يضحك:
- جننت هو اجل يمكنك الولادة... هذا ما اشتهيه منك عمري...لكن طبعا لااريد منك ان تفقدي صحتك...اريد ان اعيد عليك سؤالا هل فعلا لديك من النمش على كتفيك الكثير
ردت بتلقائية:
- اجل في ظهري البعض منه و...نظرت اليه وشاهدت الاهتمام على وجهه ونظرة غامضة...انت خبييييث لما تسأل لست بريئا يا عبد الصمد تصدمني
- لا في الحقيقة اتطلع الى الشرح المفصل الذي سيصبرني في ليالي بدونك
- انت جريئ
- مع حلالي ليس في الامر عيب ...الم تحسبيها اعني النمش
ضحكت:
- انت مجنون لا بالطبع لا كيف لي ان افعل هذا سيبدو كما لو انك تعد النجوم وفي الحقيقة لست غبية لفعل ذلك
قال مبتسما:
- اريد ان افعل ذلك ان اعدها سيكون الامر ممتعا
احمرت وتضاهرت بالغضب لكن ابتسامة سبقتها
قال يتذكر امرا:
- نسيت تماما امرا مهما كنت اريد ان اهديها لك مع المهر والخاتم لكني اقتصرت على تركها بيننا
قالت بشك :
- ماهي ؟
- هذه
جذب من جيب سترته علبة بيضاء ناصعة توسطتها سنسلة ذهبية تحوي نصف قلب مليئ بحبيبات الالماس الجميلة
- عبد الصمد هذه لي
- اجل دعيني البسك اياها
البسها اياها مستمتعا بقربها وابتعد لينظر اليها عن كتب
- جميلة عليك بل انت من جعلتها جميلة حياتي
قالت بفرح
- حقا اريد ان اراها لكن لما هي نصف قلب اين الباقي
قال لها يفك ازرار قميصه العلوية ويجذبها ليريها لها
كانت نصف قلب من نفس القلب غير ان هذا الذي في نق عبد الصمد نصف قلب عادي من الفضة معلق في سلسلة من الفضة
قالت تقرب يدها تلمسها تحت جاذبية صدره
- انها راقية هل صنع القلب هكذا
- اجل انت نصف ذهبي ونا نصف فضي
ضمت نفسها له تدفن راسها في كتفه
- اشكرك حبيبي وعودك كلها تاج على رأسي احبك
قطع عليهما خلوتهما صفية بعد ان طرقت الباب ابتعد الاتنان
عن بعضهما البعض
وقالت صفية معتذرة:
- آسفة سيدتي لكن السيد سليمان يطلب منك سيدي المجيء لانه حان وقت الذهاب
وخرجت صفية محرجة
قال عبد الصمد معدلا ملابسه واقفا :
- هيا صغيرتي علي الذهاب ساتصل بك غاليتي حسنا؟
قالت هند بعدم رضى :
- حسنا لاتنسى ذلك هناك اشياء كثيرة علينا التحدث فيها
وقفت بجانبه وقبل جبينها قائلا
- ساشتاق اليك
- وانا كذالك
- علي ان اذهب فطبع والدي انه لم يعد صبورا
في القصر
في جلسة الام وابنتيها
كانت تتحدث عن العرس وعن اللواتي اتين اليه من الطبقات الثرية
وقطع كلام مليكة صوت رنين هاتف ثريا الاحمر
فتحته
فقرأت الرسالة من زوجها
((حان وقت النوم يا سندريلا اذهبي الى السرير الان))
شعرت بانها كركوزة يلعب بها لكنها فعلا لاتريد منه ان ياتي ويجدها مستيقظة او ان يقوم بالدخول الى جناح عمتها كما قال فهذا امر مخيف لدى بادرت بالقول :
- امي عبير تصبحان على خير ...قالت تتمطى كقطة ساذهب الى النوم الان لابد ان الرجال في الطريق
- هل زوجك كان من اتصل؟
- لالم يتصل بل ارسل رسالة عادة بيننا هههه
قبلت جبين امها وخد اختها وانسحبت لتنام
فقالت عبير:
- امي ستسامحينني ان ذهبت علي ان احضر السرير فسعيد متعب من العمل اتمنى الا تغضبي
قالت مليكة مبتسمة:
- لاياابنتي ابدا اعلم جيدا انه لمن الحظ لي ان اكون مع ابنتي في منزل ازواجهما هذه هي حسنات العائلة اذهبي زوجك اولى صغيرتي سعيد يستحق منك كل العناية تذكري ذلك ابدا لاتحاولي ان تقللي من جهدك في العناية به فالرجل يبقى سندا للمرأة مادامت هي سندا له
قالت عبير تبتسم لها مقبلة يها بحنان:
- كلامك جميل امي على العين وعلى الراس لن يرى مني فارسكم ذاك سوى المعاملة الطيبة فقط
في جناح عبير
كانت قد ارتدت غلالة نومها البيضاء تحت الركبة وارتدت عليها روبها وازاحت الستائر الفاصلة بين الجهتين فسعيد يفعل هكذا دائما لابد وانه يحب ان يذخل الهواء الى رأتيه لدى لاتريد ان يشعر بالاختناق وراء هته الستارة الكبيرة
كرم منه حقا ان يتركها تنام وحدها في سرير بعيدا عن عضات الناموس اي الحشرات
فرشت له على السداري الواحد
شرشفا نضيفا ابيض وعدلت له مخدته بشكل جيد
وقفت واصطدمت بحائط دافئ وراءها
في جناح ثريا
نامت على جنبها الايسر
مرتاحة قليلا لان التعب خدرها كليا عن البقاء مستيقظة
اتعبها التفكير فيه لان الامر لن يجدي نفعا اصلا لن تصل بافكارها لبر سوي مادام
هو
كارها اياها بهذا القدر
اذن فلينعم بحياة دونها لانها فعلا ستفعل المستحيل لألاّ ينال منها شيء
سمعت دخوله الى الجناح وخطواته بعد ان ازال الحذاء اصبحت خافتة على الزربية بحيث لم تعرف اين هو في الغرفة اجمع
كان بعيدا عنها يغير ملابسه
بعد ان بقي بشورط قصير فهذا الحر استلقى على السرير
يضع راحتي يديه على عينيه لكن لم يبقيهما سوى بضع ثوان جذبته كما تجذب الفراشة الى النور
تنهد بعمق
تنام وكل شعرها مرمي باهمال ساحر وراءهاوكتفاها الجميلتان بارزتان لم تغطيهما من الحر
اقترب تحت الشرشف الذي يدترها واحتضنها
كان هذا يدفئ قلبها ان هو فعله دون ان يحصل على شيء او دون نية
الحصول عليه
استند على مرفقه الذي وضعه بجانب رأسها وهمس في اذنها
- نائمة ام تدعين النوم
وضع يده الاخرى على كتفيها يضمها اليه
- غريب امرك تدعين القوة وتنتهين بالضعف
ماسر ضعفك هذا اعترفي وتدللي فهذا ما اعشقه فيك
لم يعد في استاعتها الاحتمال حرارتها ارتفعت تحت يده وهمساته
وتعلم علم اليقين انه لايبحث عن شيء سوى مراده اذا عليها المحاربة لا الخنوع
كلامه هذا ليس سوى فخ ينتصر لوقوعها فيه في النهاية
ظلت تحافظ على انتظام انفاسها
ولدهشتها لم يصر
لم يصر عليها او يوقظها بل ظل هكذا يضمها وهو الشيء الذي بهرها وملأ قلبها سعادة فياضة
دفن رأسه اكثر في شعرها ونام قربها
في تلك اللحظة فقط فتحت عيونها وابتسمت في حبها لهذا الرجل الذي لن ولن تفهمه ابدا وغموضه ما يجعلها اكثر تعلقا به
في جناح سعيد
بعد ان وقفت اصطدمت بحائط دافئ
او صدر قوي لا يتزحزح في الواقع لكنه تزلزل لهذا الالتصاق الطفيف الذي بعده جعلها تشهق وتستدير لتقابله
ابتسمت تضع يدها على صدرها:
- يا الهي اخفتني كدت اصرخ
- سلامتك عبيرتي من الخوف
اضطربت لكلامه مرة اخرى وغيرت الدفة
- كيف كان الزواج؟
قال شاعرا بشيء من اليأس الذي اخفاه عنها:
- جيد والحمد لله تم كل شيء على ما يرام
قالت بابتسامة مشعة :
- الحمد لله
نظر سعيد وراءها بسبب طوله الفارع:
- لما كلفت نفسك وحضرت السرير ايضا امره سهل لم يكن عليك ذلك؟
قالت بعتب:
- كيف تريد مني الا احضره وانت متعب بسببي هل تريد ان اجهز لك الحمام لتريح عضامك
قال بصراحة:
- لا اريد ان اريح عضامي بالنوم فقط عمت مساء
اقترب من فراشه ليجلس عليه وينتهي بالتمدد
مبعدا نظره الى السقف عنها
- الا تريد امرا آخر؟
- اريد الكثير لكن ليس القول بالفعل المناسب
لم تفهم كلامه وراقبت انسدال جفونه واسترخاءه
وابتعدت عنه الى سريرها بعد ان اطفئت الفنيارين الازرقين واضطجعت في سريرها
تشعر بتأنيب الضمير تشعر انا لاتستحقه لاتستطيع ان تمنحه السعادة وهو من يعشقها كما يقول
كيف لها ان تجتاز حاجز الخجل وتعبره اليه صعب عليها ذلك
حتى اختها تنصحها بالامر نفسه
هل سعيد فعلا يريد ان تفعل ما قالته اختها هو لم يلمح حتى الى انه يريد فعلا ذلك
اضطربت افكارها وانتقلت من دائرة ضيقة الى دائرة اوسع وصعب عليها النوم لمدة ساعة ظلت تتقلب فيها في السرير
ةلم تصل الى حل
فدعت الله في سرها بكل كيانها ان يفرج عنها وعنه
يتبع.............
|