لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-09, 10:44 AM   المشاركة رقم: 156
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ام عنان
ام عنووووووووونة لاتقولي هيك متى مريتي مافي مشكلة اعرف انك متابعاني من ورا الكواليس ولايهمك بس المهم انك ما مليتي من القصة وانك متابعتيها وان شاء الله القادم يعجبكم

ام هنا
العزييييييييزة على قلبي نصائحك اول شيء فوق راسي من فوق والحمد لله اطبقها كل مرة ابغي انام مشان التحصين الحمد لله صديقتي والله بعزك كثييييييييييير ولك حب خالص مني
الشكر لله لان البارت اعجبك وانا دايما انزل وانا خايفة ... بقائك بقربي هو دوائي الله لايحرمني منك


حسن الخلق
ربي يخليك ليا يارب وما انحرم من ست الحسن والجمال يارب
لااااااااااا ابدا انا انسانة اعرف طبعا من تجربتي في القراءة ان لما الكاتب يغيب يترك القراء شايلين عليه شوي بس انا غير واعرف اني مادام مرمطتكم معي ههههه فلازم اكمل ولا ماراح انجح
وان شاء الله وبالخط العريض الجزء القادم سيكون الاتنين مع حبي للجميلات

انج صالح


اهلا بالزهرة الفلسطينية الغالية تفرحني متابعتك وكما قلت ان شاء الله نصائحكم راح اطبقها بحذافرها
وان شاء الله القادم في الرواية يكون اروع

ابقو بقربي


بنااااااااااااااااااات لاتنسوني موعدنا يوم الاتنين

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
قديم 03-11-09, 06:10 PM   المشاركة رقم: 157
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 113384
المشاركات: 885
الجنس أنثى
معدل التقييم: النصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 354

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
النصف الاخر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اهلين جوجو ماتشوفي شر
والله يريح بالك بأذن الله
البارت بصراحه رائع وضحتي مشاعر كل زوجين بالتفاصيل وعطيتيهم حقهم بالوصف المبدع
سعيد ماتوقعت يكون صريح مع عبير وزين منها انها تقبلت اعترافه بهدواوارتاحت معه
ثريا صعب الي صار لها وموقف عثمان مع زهره كرهته المفروض
مايخليها تاخذ راحتها معه بزياده
حتي لو كان بيقهر ثريا
لانه زي مافهمت انه ملتزم شوي
نستناك علي خير واناشاءالله تكوني
احسن يوم الاثنين

 
 

 

عرض البوم صور النصف الاخر   رد مع اقتباس
قديم 03-11-09, 07:00 PM   المشاركة رقم: 158
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Flowers

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصف الاخر مشاهدة المشاركة
   اهلين جوجو ماتشوفي شر
والله يريح بالك بأذن الله
البارت بصراحه رائع وضحتي مشاعر كل زوجين بالتفاصيل وعطيتيهم حقهم بالوصف المبدع
سعيد ماتوقعت يكون صريح مع عبير وزين منها انها تقبلت اعترافه بهدواوارتاحت معه
ثريا صعب الي صار لها وموقف عثمان مع زهره كرهته المفروض
مايخليها تاخذ راحتها معه بزياده
حتي لو كان بيقهر ثريا
لانه زي مافهمت انه ملتزم شوي
نستناك علي خير واناشاءالله تكوني
احسن يوم الاثنين


السلام عليكم
شكرا لغاليتي المتابعة العزيزة النصف الاخر الله لايحرمني من طلتك علي ودعاك لي ان شاء الله الجزء يوم الاتنين ان شاء الله واتمنى يكون جيدا على الاقل ينال رضاكم دعواتكم لي

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
قديم 09-11-09, 08:37 PM   المشاركة رقم: 159
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


ان شاء الله

الجزء الرابع عشر


مر الاسبوع بسرعة
لكن رغم ذلك كان اسبوعا تصافت فيه النفوس
وتعالت فيها نغمات بعض الارواح سعادة
فرحا وحبا

سعيد
تسافر به الاحلام مع وردته الندية
تضم عليها نقيطات ماء مصفات مكثفة تتدحرج وتذيب بذلك روحه
تضم اليها الاشعاع الرقيق الليلي وتتندى به حتى الخضل
ابتسامتها ورنت ضحكاتها مابين السماء والارض
في جو حياته
ملامحها الصافية وهي منشرحة له لالغيره
يدري فقط انها تعيد دفعات الهواء النقي في رأتيه
وتجدد بذلك الدم في عروقه
ويختزل العشق في قلبه الى ضربات ملتهبة متحرقة الى حب متبادل نبضات بعيدة عن اذنيها
يتمنى ان يجد يوما ما رأسها الجميل على صدره
ليسمعها نبضاته
ويسمح لها بالتطفل على خزائنه
التي لايصلها الا من هم اغلى مثلها
خروجهما الى فاس وزيارة معالمها التاريخية اثر بهما كثيرا
وخلق من ذلك التاثير انشراح غريب وتراجعت مشاعر النفور لتحل معها سعادة من الحنين عادت

جعل عبير
تشعر انه رجل نبيل بكل المعايير
رجل من ملكته ذات حظ لايعوض لكن لاتدري لما بدأت تتأقلم مع فكرة انها زوجته
ولاتتخيل غيرها في ذلك المحل
لربما لانها تدري انها عبير وهو سعيد
وتبقى ذكريات قوية بينهما تراها بمنظار طفلة لاخ أكبر
ولاتريد ان تفكر بعد الان بسلبية مادام كتب لها في قسمتها
وسعيد شعر بالزهو لانه استطاع ان يخرق احد الاسوار التي كانت تحجب عنه شخصيتها الرقيقة المفعمة بالحياة
المنعشة لصدره زفرات
كانت السعادة التي تنير حياته كشمس دافئة بعيدة عن ملمس يده تفرحه لهذا الوضع الذي بدأ يتعود عليه
ويحاول ان يبعد عنه افكارا
تكاد ترمي جسده بنيارن محرقة
او لربما يشعر بجميرات لهب تتدحرج في شريانيه
من انصهارات بركان ثائر يلجم جماحه بقسوة
وهو ليس مستعدا ليفقدها
وهي بدأت تحس انه سعيد الذي احبته دائما بطريقتها قد عاد
ليملأ حياتها سرورا ومرحا
وتحمد الله على ذلك



عثمان

أشعر تلك الزهرة بان ثريا فعلا زوجته
يبتسم لها
فيغور قلبها لرأيته هكذا
تسرح في ابتسامته وتكاد تبكي لانها
غير مصدقة انه يرفع من مستواها امام الاخرى
يظهر انه اكثر اتفاق معها امامهم
رغم ان الواقع مختلف
يجعلها تتشارك معهم مختلف المواضيع
وما يأرق احلامها
ويفقدها النوم بين ذراعيه هو
هل همساته لها في تلك اللحظات المجنونة
حقيقية ؟ام هي الرغبة فقط
تتمنى ان تصل قلبه
تريد ان تخرج من هته المتاهة الضيقة الخانقة وتصل الى مرسى قلبه عله يقبلها في قفصه حتى ولو سجنت كعصفورة صغيرة فسترضى بحبه لها كما هو بدون كمال
فهو لايظهر لها في وحدتهما سوى الهدوء الغريب عنه في حالته
ومعاملتها كزوجة طبيعية
يشعرها بالاطمئنان من تغير طريقته معها وهي ترضى به و بفرح
كان يفسحها ايضا بحيث يخرجان مع عبير وسعيد
لزيارة المتاحف والمساجد
وايضا المولى ادريس
وكم اشتروا من تلك الحلويات اللتي تفوح منها رائحة الزهر العطرة الشهيرة
وهي في جميع الالوان والاذواق من صنعهم الخاص
وايضا زيارة بقعة خارج فاس قليلا تقع شامخة بين مدينتين فاس ومكناس
وهي وليلي ماتبقى من حضارة عظيمة
حضارة بصمت وجودها في التاريخ ما قبل المرحلة الرومانية
وقد بقيت في وقوفها هذا طوال قرون طويلة مضت
اقواس عالية تدمع عيناك من اشعة الشمس اذا ما رفعتهما الى علوها
واعمدة نقشت عليها حروف رومانية ترسخت في اماكنها بعناد
ساحرة هي ينابيع السعادة التي انسكبت على الصدور المعششة فيها صرخات الحب الملهتة
كان اسبوعا لاينسى
عاشوا فيه ساعات سعادة لاتعوض
لكن هل سينتهي الحب بطرق جميع الابواب دفعة واحدة فتفتح ويجد كل منهم ظالته وتوئم روحه؟
ام ستخدش الجفون الى الخدود دماء فتزعجها دموع مالحة تتير الالم اكثر فاكثر؟
من يدري فما دام هناك مكان للحب فهناك سعادة ومعاناة





بعد اسبوع


في مدريد يوم الاتنين الساعة الثانية زوالا

احدى اللحظات الصعبة التي تفوق الاحتمال الحزن الذي تشبت باطراف الملامح وجعدها وهممها
قوة خفية مألمة
وحش ينشر ظلمة حالكة بسم الألم متجردا من الرحمة
يسحق الشرايين حتى الانين الذي يريد ان يفيض باصحابه الى النهاية
مريم في العزاء ما استطاعت ان تمنع دموعها
حاقدة هي على ابنها
تشعر انها بدون قيمة فطلبها كان رخيصا عنده
ارادت ابنتها وهاهي الان تراها ميتة
جثة خامدة ...جسدا خاليا من اي تعبير ....لاحياة فيه ولانفس
شبهتها تنعم براحة النوم
والله اعلم بموتانا اجمعين
احساس رهيب بان قلبك ياخد منك
تقطع منه قطعة
ويرد الى مكانه لتعيش انت وربع نبضك ممزوج برياح الم هوجاه
مدى الحياة تتصاعد الى قلبك مرارة الذكريات
تريد الانسحاب من مشاعر الاشتياق للاحبة
فلاتجد نفسك سوى وفيا لصور لهم من الذاكرة
متشبتتة هي بحضن ابنتها الباقية
رائحة الغالية
صدر قسم دفئه بين ابنتين النصف للميتة والنصف للحية
التي
وضعت راسها على رأس امها المغطى بشبكة سوداء عادة لدى الاسبان ارتداءها لتنتهي هي الثانية بتبليلها بالدموع
اللون الاسود طغى على الكل واستقبلت التعازي
من الاصدقاء و اساتذتها في الجامعة و اصدقاء عصام في ميدان عمله في القانون
عصام....
يداري احزانه متوشحا على معطفه الاسود غلاف التبات
القوة في التحامل على جرعات المر التي يلعقها بالغصب فلا يوجد بيده وسيلة يخفف به انفجارات القلوب حوله
ملامح متعبة جامدة من الاسى
جسد رياضي قوي تهوى ركائزه من الداخل
ليمسى جسدا فارغا من الامل بعد فقدانها
هي من احدى النجمات التي وضعها على سقف غرفته
يتأمل ويتخيل كيف سيقوم ببناء مستقبل لها اكبر من حياتها ومن سعادته
لاعبها وفضل تقاسم السهر على مرضها مع امها
داعب خدودها وحكى لها وسمع ضحكاتها على طريقته السيئة في الحكي

يريد ان يبكي ومن يواسيه؟؟؟

بعد ان انصرف الجميع
مريم شبه غائبة عن هذا العالم تسترجع لمحات من الماضي تريد ان تحيها بلملمت اجزاء منه
جرعة دمع مع ابتسامة مع فرح
تعطيها روحا خيالية لترتاح
لكن ابدا ما كانت لتحضى اكثر مما تلمح

نسرين ما تحركت من مكانها رغم تعب كتفها الا انها فضلت الا تستخسر في امها كتفها فهي تعاني الف مرة اكثر منها
ومهما تخيلت الم الام تدري انها لن تستطيع ان تشعره كما تشعره في هذا الوقت مريم
فالأم هي الوحيدة المقهورة من فقدان فلدة كبدها وبقوة كبيرة
عاشت في بطنها وتربعت فيه بكل الدقائق الحلوة والثواني المرة
بركلات افرحتها الى ابعد حد اينما ذهبت كانت حملها الوحيد
عاشت معها تسعة اشهر قبل ان تعيشها مع احدهم

هي
امها....
ومهما وصفنا في حرقتها فستبقى عميقة في القلب
كمن حفر سيجارته بقسوة في زربية ثمينة فمهما حاولت لن تعوض مكانها


بعد ان فرغت الشقة
توجه عصام الى غرفته واقفل الباب وراءه
ليس مصنوعا من حجر ولابد من ان تذرف دموعه مهما حبسها
اقترب من منضدته
يصر اسنانه على شفته السفلى والقهر يظهر من عيونه الحمراء حزنا
امسك قارورة العطر واراد ان يرمي بها على وجهه في المرآة لكنه عاد متنهدا بقوة وضعف ليرجعها الى مكانها
يكره نفسه في هته اللحظة بقوة
يشعربتانيب ضمير قاتل
هو من اراد ان يفخر بتربيتها
اراد ان يجعلها فتاة متخلقة في بلد متوحش بعادته على حياتهم الصغيرة
هل فعل الصواب ؟
انه السبب في موتها
لكن كيف كان ليتصرف غيره في مثل ذلك الموقف؟
كان ليتفاهم بالعقل
من يملك دما حار وقد ورثه عن اجداده المسلمين كيف كان ليتصرف غير ان يقوم بدبحها
بينما هو لم يفعل اراد ان يربيها ولم يعلم انه لم يفلح
حتى بات الخوف حليفا له في نظرته للباقيات
امه واخته

قال بحسرة:
-استغفرك يا ربي اللهم اعني على حالي فانت المعين

حمل حقيبته التي كان قد اعدها وخرج جارا اياها وراءه اوقفها واستدار ليقوم بتوديع اسرته المتبقية في الصالة الصغيرة
اراد الدنو من امه لكنها حاولت ما امكنها بوجهها المحمر ان تصب كل ما لها من كره في نظرتها اليه
ونفضت يده التي ارادت ان تحط على رأسها
فنهضت لتتركه واقفا فتزيده كربا بتصرفها الجارح معه

قالت نسرين تقف من مكانها لتقترب من اخيها
- ارجوك اخي لا تغضب منها من اجل ...اختي المتوفات
ضمت نفسها اليه تتدحرج دموعها هي الاخرى بصمت وراسها يصل الى تحت ذقنه وضمها بشدة ليتنهي بالقول
- ارجوك يا نسرين انها امانة في رقبتك لن اكون هنا في هذه المدة الصعبة بالنسبة لها... لذا لا تتركيها لا انت ولا ميغيل اعتمادي وكل اعتمادي عليكما
قالت تقبله على خده وترفع نفسها اليه
- لا تخف اخي ثق بي سأعتني بها عد لنا فقط انت سالما

قال مبتعدا :
- ان شاء الله

خرج من الشقة يشق له طريقا الى المصعد وبعدها يضغط الزر لينزل به

في الاسفل كان ميغيل مع بعض الاصدقاء المسلمين الذين ساعدو في انزال الجثة التي سيقوم عصام باخدها في صندوق عادي من الخشب في سيارته الكبيرة ويحمد الله لانها واسعة كفاية
كانت تريد مريم هي و نسرين ان تذهبا معه من قبل بساعات لكنه رفض متحججا بقسوة الطريق عليهما وطولها والامر ليس هينا فحمل جثة كمن يحمل جبلا على قلبه ويتمنى من الله ان يتحمل هذا القلب الى النهاية فالباقي كثير


بعد ان سلم على اصدقاءه الذين وقفوا معه في محنته
ركب سيارته وانطلق مع الاوراق اللازمة التي تصرح له المرور من الحدود بها دون عراقيل

وهو يعلم انه قد اتخذ ذلك القرار في المستشفى قبل يوم بالتحديد ولايدري ان كان في محله او لا
قرار مصيري





في المغرب
بالقرية المجاورة
ببيت العربي


جميلة
تقف امام النافذة التي تتوسط غرفتها تظلل عيونها من وهج الشمس لترفع نظرها الى طائر في السماء
يحلق بحرية منحه اياها الرحمان
تكاد تحسده عليها
بعد دقائق من الان سوف تحرم هي من حريتها
خناجر مغموسة في سم مميت تغرز في قلبها تتفرع منها انصال حادة تقطع تنفسها كانسان
بقوة وبدون اية رحمة
مسحت دمعة فارت من عينها
ابتعدت من النافذة
وكل المآسي في حياتها تذبحها آلاف المرات تعيد نفسها امامها بعناد لاتحاول ان ترأف بها حتى
و لملمت اطراف قفطانها الاصفر الناعم المتناغم مع وجهها الابيض وشقورة شعرها
رغم ماهو معروف على الناس في القرى
وجوه لفحتها الشمس من سعيهم وراء لقمة العيش
خلافا عليها هي التي لم ترى الشمس كثيرا الا من السطح او من النافذة لسبب واحد وهو ان والدها يكبتها دونما سبب

تتجنب ذكريات زحفت على جسدها
كل مرة تعيد نفسها عليها
تترك وراءها قلبا اهترت عروقه من الحزن
بعد معضلة المت بهم وهي في سن صغيرة

ابدا لن تذكرها
لكنها تعود

الان تريد النسيان
لاتدري لما تشعر انهابدون قيمة
لما فكرت ان رجلا اتر طيفه في حياتها
كم هو مثير مرور البعض من امامنا فقط لفترة وجيزة فتجد صورته اقرب اليك من نفسك
زادت من امساكها لنفسها من ذرف دموعها
فلايجب ابدا ان تشعر انها فريدة من نوعها
لكي تنقد من فخ كهذا


وتستحضر الان المعاناة المستقبلية التي تتنتظرها

سمعت مفتاح يتحرك في باب غرفتها نهضت من مكانها
لتجد انها امها مرتدية احدى قمصانها للمناسبات في لون كحلي ممزوج بورود برتقالية قانية

نظرت الى امها بحزن وهي غير مصدقة انها بعد لحظات ستبتعد كليا عن هذا المكان

قالت بأسى:
- لما يا امي ؟ابحث عن تفسير غير الذي في رأسي فلا اجد سواه ...

قالت رقية مقتربة منها وقد كست ملامحها علامات ضعف وتعب
- آسفة بنيتي لكن ان لم تفعلي ذلك فلابد من انني وحدي من سيدفع الثمن

قالت جميلة بقهر:
- لما يا امي؟ دعيني اهرب ان فقط شعرت... ان ذلك سيأثر فيك

قالت رقية برهبة:
-ماذا ؟ تريدين تسويد وجهي بنيتي... الست امك ؟الا ترأفين يا ابنتي؟ انا من كسر ظهري وانا احمل ظربه عنك

اسرعت جميلة في ضم امها بقوة تخفي دموعها وقالت:
- حاشاك اماه ابدا لن اسود وجهك ....الكل سيراني وانا ازف له ...ما يخنقني فقط... اننا للحين لم يكتب كتابنا ....اليس في ابي قطرة دم

قالت الام تبتعد عنها وتطبطب على وجنتاي ابنتها :
- اصبري سيجازيك الله على صبرك وسوف يتزوجك تعرفا على بعضكما كما قال ابوك وسيكون خيرا ان شاء الله

- ابي يا امي العزيزة لايعرف الله لو يعرفه حقا لكان .. ...آآآآآآه اريد قتله ...تحطيييمه خنقه

قالت امها تسكتها بيدها
- اسكتي ارجوك بنيتي بحق مارضعتي من امك من حليب.... لاتفعلي شيء تندمين عليه... ارجوك وانا ساسعى جهدي ليكتب عليك العقد

ذخل العربي عليهما ونظر اليهما كل على حذى بعيون كالصقر الكاسر:
- هل فاتني شيء ؟هل تعانين من مشكلة رقية؟

قالت الام بسرعة تربت على كتف ابنتها وتبتسم:
- لا سننزل حالا

وكانت عيون جميلة تضخ لوالدها حقدا وكرها خاصا
لم تعرفه في نفسها ابدا


في الاسفل
وجه قد يظنه البعض قدرا متسخا لكنه فقط يكاد لونه يكون ازرق قاتم او لونا قريبا له
سيماهم في وجوههم
رجل قبيح في الخلقة يا سبحان الله ولايحمل ذرة رحمة لديه اربعة اخوات اتنان عن يمينه بقفطانيهما واتنين عن يساره
تغنين وتطبلن على الدف بايديهن
فرحات لان اخاهن الوحيد وجد له هذه المرة ضحية اخرى بفضل ماله
اعطى للعربي ما اراده فوجد انه سيحصل بسهولة على مايريد

عند نزول جميلة واول ما وصلت نصف الدرج
توقفت
و توقفت امها وراءها ايضا
سرحت نظرة جميلة في الباب امامها ووجدت انها لربما لو ان صديقتها الوحيدة في هذا العالم هنا الان لكانت اعتقتها بطريقة ما لكن اين هي لما لم تحضر ؟
شعرت بالوحدة ببرد يجمد اطرافها رغم ان فصل الصيف حار في المنطقة
الا انه شيء من الرعب على بداية لها في فقدان الامل من الحياة

- هيا عزيزتي انهم ينتظرون

- لن اهرب امي

نزلت الدرج في رأسها الف حساب للذين يظنون انهم قد نشبو كامل انيابهم فيها فشلوها وحطموها
لديها اسلحة ستستعملها ان اضطروها
نزلت تحت زغردات وابتسامات حقودة من الجارات ومن تحسدها الان على وضعها
فتتمنى هي من القلب ان تاتي لمكانها فقط لتعيش هي حرة بدل هذا الدل





في منزل السي محمد

بعد ان علمت هند من امها عن التلميح حول حضورهم بعد اسبوع
كادت الصعقة ان تفني قلبها كليا فما بال اذا ما راته بعد ان غابت عن ناظريه
كانت تشعر انها تطير
وفوق السحاب تسير
شعرت بان قلبها يدفع نبضاتها خارجا كفقاعات نظِرة

لم يتصل بها ابدا
لاتنكر انها لربما تحتاج سماع صوته كل يوم
لكن قوانين في الحياة تفرض سيطرتها على الواقع
لتجعله ذا قيمة
لذي جعلها تشعر انه فعلا جونتلمان ويحترم كلامها

نزلت من غرفتها متوجهة الى الدرج لتجد امها تدخل في تلك اللحظة الى المطبخ
نزلت برشاقة هرة لتلتحق بها
وضمتها من كتفيها فشهقت رشيدة
لتبتسم بعد ذلك

قالت رشيدة:
- كل هذا اشتياق؟

قالت هند بفرح:
- وان لم اشتق لماما لمن ساشتاق اذا؟

قالت رشيدة تقترب من صفية التي كانت منهمكة في تحضير طعام الغذاء

- لست ادري... فبعد حكاياتك المطولة عن زوج المستقبل بت اشك

- اوه امي لما هذا القول الان؟ انا فعلا احبك لاتشعريني بالسقم

قالت رشيدة تقرص وجنتها:
- لن افعل ولكن اعلمي فقط انه... ينتظرك كيلوغرام كامل من التمر لتقومي بحشوه بكل الانواع التي علمتك غزالتي فلا تتهاوني

- حسنا ماما ....تريدين ان تذيقيهم من تصاميمي؟

قالت رشيدة تغضن جبينها بمرح
- تصاميمك؟ خبيثة...اليست من اختراع الكتب

قالت هند بابتسامة مشرقة:
- انها من اختراع الكتب لكنني اضيف عليها من غبار اصابعي السحري

قالت رشيدة تضحك وهي تخرج من المطبخ:
-هههه.... سنرى ما سيخلفه غبارك ذاك على الله الا يخلف زوبعة

اقتربت هند من مكان عمل صفية مبتسمة باشراق وقالت تحمل السلة التي تحوي التمر
:
- صفية كيف اصبحت الان بعد ذلك التعب؟

قالت صفية تتهرب قدر الامكان من الاجابة:
- بخير..و الحمد لله

- الم تذهبي الى الطبيب؟ ام تريدين ان استدعي طبيب العائلة؟

قالت صفية بعيون مدمعة:
- لاتفعلي سيدتي ..ارجوك

قالت هند مندهشة من تقلبها المفاجئ :
- ما الامر صفية؟؟... لاتخيفيني بدموعك...ما الذي يحدث؟

قالت صفية مرتبكة
- سيدتي....انا..انا... حامل

قالت هند مبتسمة بكامل فمها
تصرخ جارية الى امها تلحقها قبل ان تصعد الى فوق:
- امي ...امي
حاولت ان تمنعها صفية لكن دون فائدة
فقد كانت هند رشيقة بشدة ولم تستطع ان تلحقها

قالت رشيدة وهي تقف في اعلى الدرج

- امي... صفية حامل...حامل

ظهرت على ملامح رشيدة شيء من الامتعاض والضيق وقالت بعد ذلك
- مبارك لها
وانصرفت بسرعة وكأنها لم تفرح للخبر
لتبقى هند تحك رأسها غير فاهمة لما يحدث كان على امها ان تفرح لصفية اكثر منها
لكنها تناست الامر سريعا لتدخل وتساعد صفية قدر الامكان

قالت صفية مرتبكة:
- سيدتي ما كان عليك اخبارها

قالت هند بارتياب:
- لماذا؟ هل لاني الوحيدة لديها امي انسانة مثقفة ليست كالاخريات

زاد ارتباك صفية ففضلت الانهمك في ما تحضره وكذا فعلت هند




في القصر

بعد ان استقبل افراد العائلة الازواج المتعبين من السفر
قرر سعيد ان يذهب الى الاراضي فهو يضن انه ترك الشغل بما يكفي وعليه الاطمئنان وكذا اراحة والده من تعب التجوال المرهق له
لذى صعد الى جناحه حيث كانت عبير قد غيرت ببيجامة واسعة طويلة بقلوب بيضاء على لون سماوي جميل
وربطت شعرها شكل كعكة وحاولت ان تجاهد التعب وترتب ملابس كل واحد منهما
رغم انها شعرت ببعض الارتباك من لمس ملابسه الا انها وجدت ان شعورها ليس في محله
لكنها فقط تتعجب من حضور روحه القوية في ملابسه
وهذا هو المحرج
عندما ذخل عليها الغرفة
ووجدها تجلس على سريرها تحجبها الستائر المرفوعة قليلا
وقف للحظة
معجبا بوضعها حيث كانت تجلس والحقيبة عند قدميها
وكيف تضع اصابع قدمها على الاخرى كطفلة صغيرة
اثاره ذلك الانهماك والعناية التي تمسك بها ملابسه وتطويها بطريقة فنية
اعجب باصابعها التي تمررها على القميص المخطط بخطوط زرقاء
وشعر انها كما لو انها تمرر اصابعها الرقيقة البديعة على صدره القوي وباغثه الم العشق لهته المرأة

لذلك قال محمحما:
- احم احم....عبير اتمنى الا اكون قد ازعجتك

امالت راسها بابتسامة مشرقة من مكانها مطلة عليه:

- سعيد لا بالعكس كنت فقط ارتب ملابس..ملابسنا

قال يقترب من السرير يتكئ على العمود المزخرف للسرير ضاما ذراعيه على صدره :

- هل يتعبك ذلك؟... تعودت ان اهتم بتلك التفاصيل... فقط الامر انني مضطر للذهاب الى العمل الان..يمكنك ان شعرت بالتعب ان تتركيها هناك على السدادر وساقوم بطويها لاحقا

نهضت حاملة قمصانه
- ابدا هذا عملي وافتخر به لاتقل هذا... احب الاعتناء بهته الامور لطالما كنت هكذا

قال سعيد مبتسما بوسامته فضهرت غمازاته بقوة تعزز رجولته:
- ماذا ان تناوبنا؟
قالت مبتسمة بخجل تخفض نظرها
- لا سعيد ابدا ؟
قال يشاكسها :
- ابدا ابدا؟

التفتت تنظر اليه :
- الا اذا ما حكمت عليك في لعبة الورق اليوم
ما رأيك ؟

قال يفسح عيونه بقلب مفعم بالحب
خذر لذيذ من قربها و في ما منحها الله من صفاء :
- تتحدينني انا شاطر في لعبة الورق رغم اني لا احبذها

قالت عبير ببراءة:
- لما؟

شعر انه سيتورط مع اسألتها فقال ينقد نفسه مبتعدا الى الحمام:
- نسيت عبير علي ان استحم سريعا فالعمل ينتظرني

قالت عبير تلصق يديها على عضديها:
- وانا الن تعدني ان نلعب الورق للتسلية فقط

قال وكأنه يفكر:
- حسنا سنفعل

فابتسمت له حتى انه نسي نفسه وهو يقف في مكانه ينظر اليها بعشق الا انها باحراجها حمحمت فاستدار ليدخل الحمام ويتركها تستعيد وجهها المشرق من الخجل





في جناح عثمان

تركته بالاسفل منسجما في الحديث مع جدهما ووالده
وصعدت هي الى جناحها
رمت بحقيبة يدها على السرير
لاتدري لما تشعر انها عادت الى حصن حصين بين اسوار سجن عتمة
تشعر ان شيء يكتم على انفاسها ولاتدري ماهو
انه حدسها مرة اخرى وتخاف من تلك المشاعر التي تسبق حصول امور ما
خائفة هي من ان يكون وراء هدوء زوجها شيء مخفي
حتى نظراته لاتستطيع ان تفسرها هل هي نظرات توعد
ام نظرات حب
جلست على السرير واضعة يديها على خديها تفكر في مئات الافكار فزوجها بالنسبة لها لغز لايفك ولايوجد له حل
وتريد ان تصدق انه فعلا مع تغيره قد نسي الامر الذي اتعبها في البداية

نهضت من على السرير واقتربت من حقيبتهما تفتحها لتقوم باخد الملابس التي ستغسل والملابس التي لم تستعمل اصلا
واعادت الى الخزانة البعض والبعض الاخر وضعته في السلة الى ان تقوم بانزاله للغسل

اقتربت من الخزانة لتأخذ ما سيلزمها للاستحمام
واثارها فضول
ان تقوم بالاطلاع على محتويات خزانة زوجها
فضول قد تذفع ثمنه دون ان تدري





في جناح سعيد


خرج سعيد من الحمام اكرمكم الله
وكان قد ارتدى سروال تجينز وقميصا بنيا
وقد حلق دقنه بعد ان نمى شعره كثيرا
كان قد مشط شعره المبتل الكث وانتشرت خصلات حول وجهه مما زادته جاذبية
تنهد وهو ينظر الى من توليه ظهرها
كيف بالله يستطيع ان يبعثر مشاعرها
هو من كان فعلا بارعا في ذلك مع الباقين
تنهد بعمق وغالب رغبة في ضمها وتقبيلها على جبينها او وجنتها فقط لاغير
ان يحصل بذلك على دفعت رافعة للمعنويات قبل العمل
تجعله يعمل بنشاط اكثر متاكد هو من انها قادرة على ان تذيبه شريانا شريانا
واقترب من الباب عندها التفتت اليه عبير وهي تقول :
- سعيد...
التفت اليها
- اردتني
قالت تنظر اليه معجبة بوسامته الضاهرة التي لاتنكرها غير ان اي مشاعر من اي نوع لا تباغت نفسها
- تبدو وسيما هل كل هذا من اجل العمل؟

ابتسم فرحا من كلمتها مجيبا:
- اجل اعرف انني مفرط في الامر ....لكن عادتي ان اكون كامل الاناقة رغم ان الشغل الذي اقوم به يجعلني افقدها في دقيقة...لكن هل من اجل هذا ناديتني؟

قالت بخجل تغير الموضوع:
- في الحقيقة اريد ان أذهب الى ماما لكي انام عندها قليلا بعد الغذاء انت لاتمانع؟

قال يمعن فيها النظر وهو يشعر انه عليه ان ينفذ للجميلة طلباتها
فهي نفسها كثيرة عليه:
_ طبعا واذيقيها من الحلوى الفاسية ...ام تراك لم تتركي منها شيء ؟

زاد خجلها مع ابتسامة محتشمة:
- طبعا لا ...انت تظلمني.. احب الحلوى لكن لست شرهة

قال يبتسم بالمثل وعيونه الناعسة برموشها الكثيفة
تخفي عجائب الهوى في قلبه:

- اه ...لا حاشا ان تكوني كذالك انت كل شيء جميل في الحياة ...احم... سأذهب

كانت عبير في تلك اللحظة من حرجها من كلامه المعسول قد انتهت من توضيب كل شيء دون ان تشعر
فاقتربت منه تسال باهتمام:
- هل ستأتي للغذاء؟

تعجب لسؤالها لكن زاد ذلك من دفئ غريب بين اوصاله
وهو انه الان يشعر انه انسان يعيش في الحلال ويتمتع
بمحاسنه باهتمامها كغريزة انثى بحتة :

- لا لن استطيع ذلك ...مرر اصابعه في شعره مبعدا نظره مفكرا....اظن ان وجدت شيء في الاسفل فسآخذه معي وان لم اجد.. فساتناوله مع العمال

التقت نظرته بها وقال:
- لما السؤال ؟

ارادت ان تتكلم لكنها ابتلعت كلماتها خجلا منها كمن يريد ان يفرض على شخص شيء ما
- لا لالشيء ...رافقتك السلامة

- آمين

نظرت اليه وهو يخرج من الجناح بطوله وهيبته الطاغية
وهي تشعر انه فعلا لابد من انه لايشعر بالراحة في العمل في الاراضي
وكيف يا ترى ضروف الاكل هناك
تنهدت لتأخد حجابا من غرفتها وخرجت بدورها لتنزل الى اسفل حيث كان الرجال قد خرجوا الى الصلاة باكرا
وفاطمة ومليكة تحضران طعام الغذاء في المطبخ

ذخلت عليهما لتجد ان هناك امرأة اخرى معهما ولابد ان الشغل في القصر يتعبهما لذى وضفتا خادمة جديدة للمساعدة

قالت مبتسمة بخدود متوردة وقد تعود عليها الجميع خجلة على الدوام وهذا ما يسحرهم في شخصيتها
أعلنت حضورها:
- السلام عليكم...
التفتت فاطمة منشرحة الملامح وهي تنظر الى زوجة ابنها بحب

- اهلا بالغالية

اقتربت منها عبير تقبل يدها قائلة :
- كيف حالك امي
-بخير حفظك لي الله
اقتربت من مليكة بدورها مبتسمة لتقبل يدها ورأسها
- وانتي ماما؟
قالت مليكة التي كانت تقشر الجزر
- ظننت ان ابنتي نسيتني

- امي لا ...تدرين انني طلبت من سعيد السماح لي بالبقاء معك وراء الغذاء

قالت مليكة التي كانت تحضر السلطة
على المائدة وراءهم
- لديك بنات يا مليكة ماشاء البارئ متخلقات بارك الله فيهما

قالت مليكة تبتسم وهي تنظر الى عبير:
- الحمد لله
قالت عبير السؤال الذي كاد ان يفحم شفاهها من الاحتراق:
- امي فاطمة ...سعيد مر عليكما هنا؟

قالت فاطمة:
- لا لماذا؟

- لانه ذهب الى الاراضي ليتفقد العمل

قالت فاطمة بعتب:
- الله يهديه لما فعل ذلك ...لابد انه سيتغذى الان هناك كان عليه على الاقل ان يترك لنفسه اليوم للراحة ويستأنف عمله غذا

قالت عبير ساهمة :
- اذا هو لم يمر هنا؟

قالت فاطمة ترتب المعدنوس على القطعة الخشبية الخاصة لتقطعه:
- لا لابد انه نسي ...اعرف بني جيدا لايحتمل ان يحمل والده اعباء العمل

قالت مليكة:
- سعيد رجل قوي يا فاطمة مادام يحتمل مشقة العمل فدعيه يفعل مايراه مناسبا...لابد من انه يرى ان الوقت لايرحم

قالت فاطمة تمط شفاهها:
- كما تقولين ..رضي الله عنه ابني ذاك من بين اخوته الاكبر والذي يمتلك هيبة من جده مباشرة


كانت عبير تستمع باهتمام الى الحديث الدائر بين المرأتين ووجدت انها كما ترى زوجها فهو من كلام امها وفاطمة احسن من ذلك


قالت مليكة تسأل عبير:
- الم تتفقدي اختك لم ارها منذ صعدت

قالت عبير :
- لابد من ان السفر انهكها ونامت الان






في جناح عثمان

كانت ثريا تجلس على الارض
تمسك كومة اوراق ونفس الاسم يتكرر فيها
تكاد تنفجر لو انه اسم رجل لما فكرت بسلبية
لكنه اسم امرأة في كل الاوراق الطبية والتي تضهر ايضا انه عثمان من دفع مصاريف عمليتها مسبقا
من تكون هته المراة لتحتل ملابسه
اوراق تخبأت بين ملابسه بدقة لما؟
من تكون هته المختبأة
هته التي خرجت الان تضهر في ضوء الحقيقة وليس الخيال المرعب من ان تفني احداهن نبضها من الغيرة
من تكون تلك المراة؟ وهل تربعها بين قمصانه تعني تربعها في مكان غير ذلك
كانت تتحرك الى الامام والوراء وتشد يدها على الاوراق
التي تضهر ان العميلية بعد اسبوع
ذرفت دموع القهر بشدة رغم انها لحد الان لم تتاكد من صحة شكوكها
لكن قلبها على الهاوية
ولاتستطيع ان تبقى جامدة دون احساس وهي ترى من ستقوم بدفعه لينتهي قطع لاتجمع مهما خيطت

- اريد ان اعرف من هي هته الهام ....ارجوك ربي لاتجعلها شخصا انتهي بسببه في مستشفى المجانين فقلبي لايحتمل ارحمني ربي
ارجوك ارحمني

سمعت باب الجناح يقفل معلنا عن دخول شخص
تعرفه حتى من خطواته الواثقة على الارض
ابدا لايمكنها ان تحفظ شخصا كما تعلمت مع كل دقيقة ان تحفظ فيه كل شيء
مشيته التي تهز قلبها مع كل اقتراب منها
رائحته الرجولية التي تجعلها تنام على جنبات طرقات الضائعين في الحب
تريد لها سبيلا فلاتجد في ابواب سوى ظله الكبير

وقف ينظر الى الغرفة لتسقط نظرته السوداء عليها في الارض تجلس منكمشة بطريقة تقطع القلوب من الشفقة
اقترب منها ليقول بقسوة وعد نفسه ان يسترجعها لدى عودته الى هنا
الى القصر:

- ثريا...ما الذي تفعلينه جالسة هكذا؟...وماذا تحملين في يدك؟

نظرت اليه بالكاد تمدها له ليمسكها ويقرأها
وعندها علم جيدا ان وضعيتها كان نتيجة حسرة او تاتير ما وبات الان السبب واضحا بل مكتوبا امام عيونه

قالت ثريا بارتجاف :
- من ..الهام؟...من تكون تلك المرأة ؟هل تعرفها؟

قال ببرود رهيب جمد الدم في عروقها:
- والله اظن الامر يخصني ولم اسمح لك بالتطفل على شيء من اوراقي بل اعطيتك التصريح فقط للمس ملابسي ...ما الذي اذخلك في اموري ...
(امسك وجهها بقوة يرفعه اليه وقد اغرقته دموعها بين رموشها الحمراء:
- اخبريني يا ثريا ما الدافع لبحثك في ملابسي

قالت تبرر:
- لم افعل ذلك عمدا...كنت ارتب القمصان ووجدتها
اخبرني الان ارجوك من تكون الهام

جلس قربها يشبك ساقيه امامه وظهرت قوته وصلابته قربها هي التي بدت كقشة تلعب بها الرياح
قال ينظر الى الاوراق دون رحمة:
- كانت ستكون امرأتي قبل ان تأتي انت

صعق قلبها بدون رحمة
تبعترت شرايينها الما
شعرت انها كالمجانين في المروج الوحشية دون مخرج
ابعدت وجهها عنه واخفت دموعها
التي نتجت عن انفاعلها ونبضاتها التي تريد قتلها
خوف خافت هي منه
فتكون في دقائق الى اسد ضار
تلتهمها الوحشة والشعور المر

اكمل وهو يمعن النظر في تفاصيل وجهها قرب شعرها اللولبي الاحمر
وشعر بارتعادها واحس انه يصيبها في الهدف المباشر وانه يفوز لا محالة:
- كانت امرأة خلوقة جدا ذات جمال ذاخلي وخارجي ايضا
وفقط لانها مريضة لم ترضى ان تبقى قربي لانها خافت من ان تصبح عالة علي ...شريفة فعلا

نهضت ثريا من مكانها بسرعة مبتعدة عنه:
- اسكت...اسكت ارجوك اسكت...كف عن ذلك لما تصر على تعذيبي الست بشرا؟

قال بقسوة في ملامحه اكثر من نفسه:
- اصمتي ولاترفعي صوتك ....اخبرتك لتعلمي بانك صاحبة حظ ايتها المخادعة الكاذبة لدى لاتنتظري ان تدوم هدنة اسبوع العسل لانني ساعود بقوة كريهة لم تريها في حياتك

نهض برشاقة الى مكانها حيث وقفت مشعتة الشعر من كثرة تمرير اصابعها فيه من القلق وبيجامتها السوداء التي تصل الى تحت الركب

وقال ينظر اليها من فوق حيث ابعدت عيونها عنه فراقب شعرها الذي يكاد يغطي وجهها:
- انت ومشاعرك لاتهمني ...واكثر ما اتمناه هو ان تكفي عن دموع التماسيح تلك فلن تنفعك معي....ما يهمني حاليا جسدك لما لااستفيد منه مادام حلالي؟؟؟ لكن ..ابشرك انتظري الفرج من هذا الزواج قريبا فما ان اشعر انني عفت جسمك هذا حتى اقوم بترتيب الامر لاسهل الطلاق بيننا

رفعت نظرها اليه لكنه ابتعد عنها ياخد له ملابس مريحة ويبدأ في تغيير ما يرتديه في الحمام
قالت بنبرة مصدومة من وراء باب الحمام تسمعه كلامها:
- انت تمزح معي عثمان ....عثمان لاتقم بفعل كهذا والله اعدك انك ابدا لن تلمسني ان ظللت على هذا الكره لي وانا والله لست مذنبة

صرخت عندما لم تجد منه جوابا
- عثمان تسمعني ان اردت تطليقي فلن تلمسني ...لن تلمسني من الان ايها الكريه...اكرهك... انا اكرهك اكرهك
اجهشت بالبكاء بقوة فسمعت باب الحمام يفتح لبتر الدموع من عيونها
ولإحياء الخوف في جوفها:
اقترب من مكان وقوفها قرب السرير حيث تراجعت
فرأته يقترب منها متكدر الوجه متغضن الجبين
مكفهرا كسحب سوداء تحمل البرق والرعد في آن واح

- ما الذي قلته الان؟

- ما سمعته ولن اتراجع عن كلامي

- لا لااطلب منك التراجع الان عن قرارك بل ان تعتذري منه لانك فعلا تحديت حدودي كلها وطفح الكيل منك...قد اقوم يا ثريا باخذك بعيدا عن هنا وارميك من اعلى سفح يصادفنا وعندها اكون قد غسلت نفسي من عارك

- لا انت غير قادر على ذلك ...لو كنت رجل حقيقيا لما عاملتني هكذا ..لو حالفني الحظ قليلا لكنت الان انعم بحياة سهلة مع احدهم في باريس او اي بلد في فرنسا بدلا منك

شعرت انها كما لو انها مصارع غير محنك في عمله يحمل اللون الاحمر لينتهي بقرون الثور في قلب صدره

حملها ورماها على السرير بقوة من غضبه الاعمى
ليسجنها تحته يمسك كلتا يديها التي تحاربانه

- عث..مان دعني ..دعني

- هل قلت تنعمين بالراحة مع آخر تخونيني... حتى في خيالك يالك من كلبة... اكاد ارأف بك لكنك تظهرين يوما عن يوم ...على حقيقتك وانا فعلا حكمي حق فيك

- انت الرجل الوحيد المريض ....الذي شاهدته في حياتي ...ان لم تتركني ساصرخ

- ان صرخت فلن يكون من مستفيد سوى انا بوضعك في حضن امك ايتها الثريا لتشرحي لها لما خدعتنا عندها سنضحدك من هذه العائلة نهائيا

كانت لاتزال تتخبط تحت قوة يديه
وفي لحظت شعرت ان قواها بدأت تضمحل وتتضائل
ولم تستطع ان تكمل القاومة فضلت ساكنة وهو فوقها ينظر اليها ويشهد انتصاره عليها
:
- تقولين انك ستمنعينني عنك...اولا صفدت يديك بيدي والباقي اعرف انه سيكون سهل

- انت وغد ياعثمان ...صرخت... اكرهك

اقترب يدنو منها ولمح تغيرا في عيونها الرمادية يقترب من شفتاها المتوردتين تحت شفاهه القاسية فهمس
- والان لما لا تظهري لي كرهك الحقيقي

شعرت انها تلتهب من قربه وان نبضها بقوة يخونها
وتنفسهما امتزج بتناغم ساحر
حرر يديها فبدل ان تبعده عنها قربت يديها من عنقه وظلت تشعر بالحب الكبير له في قلبها يصبح مأثرا بها الى حد الجنون لذى انبتر من يديها قبل ان يكمل ما اراد فعله ليقول وهو يقف:
- انت تحت سيطرتي الى ان امل شئت ام ابيت يا ثريا
قلتها من قبل فلابد انك مخادعة وضعها الله في طريقي لاقوم بتلقينها درسا مهما لتثوب من كذبها وتلفيقاتها

وابتعد عنها يخرج بكامل ملابسه من الجناح
ويتركها وحدها تغوص في مستنقع المعانات المليئ بعلق اليأس والحب المستحيل له






في منزل يونس وياسمين



كانت تضع على المائدة صحون الطعام الذي منذ ان اصبحت وهي تقوم بتحضيرها
تحس ان يونس تغير وتدري انه منذ ان قالت ذلك الكلام الذي اقسمت على اخفائه عن الجميع ان زوجها الان غاضب منها دون ان يجعلها تشعر بغضبه
في الحقيقية باتت تشعر انه لربما يحبها فعلا وانها كانت مخطئة في جرحه لكنها ايضا تظن انه هو من اضطرها الى ذلك فلقد كذب عليها وهي لم ترد سوى بناء عائلة
لتجد هذا الشخص يخبئ لها انتقامه منذ زمن
كانت تضع آخر الاطباق على المائدة عندما دخل يونس الى البيت صامتا لعلمه ان لافدوى ابنة ياسمين ولايامنة تعلمان انه
يتحدث
لدى يفكر ان يبتعد لاسبوع او اكثر
ليترك لياسمين الفرصة في ترتيب افكارها من ناحيته
وايضا ليعود على اساس انه قد قام باجراء عملية على حباله الصوتية حيث كان يعاني من المشكل لكي يمارس حياته طبيعية معهم ويكتشفهم اكثر

التقت نظرته بجارحة الفؤاد منذ ان كان شابا يافعا
الى الان
وتعرف جيدا كيف تكون هته المرأة عاشقة بوفاء وتكون من اقسى النساء على كوكب الارض
لايزال منظرها امامه يبعث به براكين لن تنطفئ هذا يعرفه لكنه يصبر عليها
لكن بقدر الحب لها بقدر العتب على هذا الجرح الذي تفرع في باقي اوصاله فما إن يراها يشعر انه يتالم منها بشدة

احنى راسه لها وتلقى في يديه فدوى التي استقبلته تصرخ:
- بابا يونس ..اشتقت لك كنت اقول للجدة انني اشتاق اليك فانت الوحيد هنا الذي يشعرني بالمرح اما الباقون فهم مملون

عاتب الصغيرة باشارة اسكتي من يده ومن عينه ففهمته

قالت ياسمين لفدوى :
-دعي اباك عزيزتي يرتاح انزلي عنه ليذهب ويغسل يديه من اجل طعام الغذاء

انزلها واقترب من يامنة ليقبل رأسها فقالت:
- رضي الله عنك يابني كيف كان يومك

اشر جيد
فقالت ياسمين للجدة:
- يقول جيد امي....نظرت اليه تستجدي اهتمامه بما حضرته

فتلقت منه نظرة احتقار لما حضرت من طعام على المائدة وذخل الى غرفته دون ان يجلس معهم

بهتت من تصرفه ذاك
نهضت لتتبعه الى الغرفة التي هي اجمل من بيتها القديم بفراش تقليدي لكن انيق
عندما ذخلت عليه وجدته عاري الصدر
قالت تسأله:

- يونس الن تأكل؟
فك حزامه ليبقى بشورط قصير تعداها تحت نظراتها الغير فاهمة واخد روبا وتوجه الى داخل الحمام

تبعته الى الحمام تقول :
- لما تقوم بهكذا تصرف يا يونس اخبرني ما خطئي؟

نظر اليها بكره يحاول ان يحرجها
وقف امام المغسلة الصغيرة واخد معجون الحلاقة ليحلق دقنه
فلمست كتفه
ولم يفته ابدا جلده الذي احترق تحت لمستها الا انه التفت اليها ينظر بازدراء والى يدها بقرف
فاحست انها فعلا تائهة لما لايتكلم الان هل كلامه معها من قبل كان حلما؟

- كلمني يايونس اعلم انك تتكلم لست بيامنة او ابنتي لذى ....
قال يحلق دقنه برشاقة:
- محقة انا اتكلم لكن في الوقت المناسب وبما انك مصرة ساقول لك ما سافعله
اولا سادعي باني مسافر امام يامنة وفدوى وستساعدنني في الامر
اما في الحقيقة فسوف اقطن في غرفة مجهزة للعمال في حضيرة الدواجن الخاصة بي لاكثر من اسبوعين على الاقل اريد ان اتركك مع ذكرياتك العتيدة مع زوجك الاول رحمه الله ...لست من يستغل لذى كوني مرتاحة وقد اعود الى هنا على اساس عودتي من السفر بعد اجراء عملية على اوتاري الصوتية ما سيجعلني اتكلم بحرية في حضور يامنة وفدوى

بقيت مندهشة لهذا الرجل الذي يحول حياتها الى زوبعة تبعتر افكارها

- زوجي ليس لاني احب...
- اسكتي ارجوك لا اريد سماع المزيد لن اثقل عليك مايدفعني الى هذا هو انني انسان شهم ولاارضى بان ارغم شيء على احد

لم تستطع ان تقول اي شيء
فقال هو ينظر اليها وقد انهى غسل وجهه الحليق تاركا شاربه الطويل على اطراف دقنه يضهر بوسامة:
- هلا تفضلتي وخرجتي فانا اريد ان اريح عضامي قبل ان انتقل هذا المساء

خرجت وبقيت لحظات تحاول ان تستوعب ما يحصل اذا هو فعلا مجروح منها ومن كلامها
يالي من مجنونة ما الذي فعلته لم اقصد حتى ان...






في القصر



في مكتب الجد يجلس بشموخ فوق كرسيه وراء مكتبه الضخم الفخم ووراءه بالتحديد مجموعات من الكتب الثقافية والطبية التي يستفيد منها في تحضير خلطاته الرائعة من الاعشاب فهو يحاول ان يجعل ما امكن
من في البيت يستعملون الاعشاب التي كانت رفيقة دربه في مشوار حياته اي في بداياته
كان عشابا من الطراز الاول لديه في القصر غرفة شبه مختبر يقوم بتجربة الاعشاب فيها ووضع وصفات جديدة والى الان استطاع ان يدفع كتابين من الاعشاب المفيدة في السوق
يأمن انه الانسان مهما تخلى عن الادوية والعقاقير وتغييرها بالاعشاب فسيحافض الانسان ما امكن على مناعته
وصحته من اللادمان

اليوم يجلس على مكتبه مرتديا قميصه الطويل الابيض الذي يضفي عليه هبة خاصة على كبر سنه ويضع طاقية مشبكة جميلة صنعتها له مليكة من اعمالها في الحياكة والتطريز
وقد كان يضع على عيونه نظارتيه الطبيتين ويطالع كتابا عن معلمة الفقه المالكي

عندما سمع طرقا على الباب رفع نظارته ووضعها على المكتب معطيا الاذن بالدخول
وضع الخيط الى حيث وصل في الصفحة ليقوم بوضعه في الجهة اليسرى من يده
نظر الى الوافد بطلب منه وهو عبد الصمد
الذي كان مرتديا كامل ملابس الفروسية التي في بعض الاحيان
يجدها ملائمة لرشاقة جسده القوي الرشيق اكثر من اخوته من ناحية النحول عكسهم هم الاقوياء بشكل ملفة

قال :
- السلام عليكم جدي
اقترب منه كفارس من الفرسان المغوارين وقبل يده ليقول الجد
- رضي الله عنك بني اجلس ..لاتقف هكذا

- حسنا جدي تحت امرك

قال الحسين مرتاحا اكثر في جلسته يمعن النظر في حفيده:
- تعرف لما ارسلت في طلبك؟
- لا والله جدي لم يخبروني الا بانك تريدني فقط
- ارسلت فيك لاقوم بمناقشة مشروع زواجك

نظر اليه عبد الصمد بوجهه الوسيم دو القسمات الفاتنة:
- هذا كرم منك جدي

- طبعا ...هلا اخبرتني بما تنوي فعله ...من جهة اعرف جيدا العروس تلك الصغيرة تلزمها العناية فتعرف جيدا انك ان تزوجتها يافعة في مثل سنها العشرون فعليك ان تصبر على دلالها الذي تعودته في بيت والديها...ومن جهة عليك ان تعرف كيف تجعلها امرأة واقعية وناضجة التفكير

قال عبد الصمد بطريقة تدل على تمكنه من نفسه في الامر:
- لاتحمل هما جدي انا اعرف جيدا كيف اتعامل معها باذن الله ومساعدته فانا مدرب اصلا ...
ابتسم ليبادله جده نفس البتسامة

- اذا انت واثق؟... طيب باذن الله ستخطبونها هذا الاسبوع كما قال سليمان؟

قال بالايجاب:
- اجل جدي ...في هذا الاسبوع باذن الله لانريد ان نأجل ذلك والزواج سنحدد له في نفس الفترة قبل فصل الخريف

قال الجد :
- اتمنى ان تعلموا سي محمد بانكم ستقومون بعقد الكتاب في نفس ليلة الخطبة .....اصلا نحن اصدقاء وليس من الضروري ان تطولا في ذلك

شعر عبد الصمد بان فعلا صبره سيكون له فوائده
وحلمه الان بات يتحقق بسرعة والحمد لله واخيرا فرج الله اسره من ذلك النذر

- ان شاء الله جدي

يمكنك ان تذهب عبد الصمد واتمنى ان يبارك لكما الله في حياتكما
قال عبد الصمد بعد ان قبل يده مرة اخرى :
- امين جدي ان شاء الله وترى اولاد احفادك في القريب ان شاء الله

- امين بني ...لاتنسى ان تاتيني باوراق البيع والشراء في الاحصنة

- طبعا جدي الا تحتاج الى شيء الان ؟

- لا...يمكنك الانصراف

قال عبد الصمد مبتسما
- السلام عليكم

عند خرجه شعر انه يكاد يثقب السقف من سعادته الغامرة في روحه
ترفرف اطراف ورود تعبق بعطر هنديته الجميلة
وتعشش في انفاسه للان ادفائها السخية بالشوق





في القرية

في طريقه الى بيت العربي مرتديا في هذا الحر قميصا ابيضا بدون اكمام وسروالا من سراويله المميزة التي تزيده رجولة في اللون العسكري

كانت سمرته التي اكتسبها بجلوسه في الشمس ملفة فقد افتقدها كثيرا في ظلمات السجن العفنة
والان بات بحمد الله يطرد برودة الجنبات في ذلك القفص من مسامه الى الخارج لتنعم روحه الخاوية الا من عشق لفتاة ازهرة له
ومن غيض يتآكله لوحوش افترست شبابه اليافع قرب والدته

اقترب من باب المنزل المتكون من طابقين تحت اشعة الشمس الحارة
يقفز على حجر كبير برشاقة
وبعدها
وقف وسط الحي ينظر الى نافدتها الصغيرة وقلبه ينبض بقوة ياتراها سوف تطل لتراه يقف كالابله الولهان هنا لتنتهي بتبريد ناره بسطل ماء في هذا الحر
لكنه لم يحصل على مراده لذلك اقترب من الباب ليصعد الدرجات الفاصلة عن بيتهم
طرق ثم دفع الباب الحديدي المعوج ليدخل
لايدري لما شعر بفراغ غريب في البيت هذا
اولا لم يسمع صوتا في المطبخ يسال من الداخل والذي يكون صوتها طبعا هذا ما افتقده فعلا
لذلك لم يحضى هته المرة الا بطلة من امرأة يعرفها وهي زوجة العربي

قالت :
- أأه السلام عليكم اخي تريد العربي ...انه في الداخل
اشارت الى الصالة الديقة الصغيرة التي يتوسطها التلفاز المهتري والذي يكاد لايظهر الا القليل من الصورة
قبل ان يظهر للعربي نهض هذا الاخير ليبدأ بالسب واللعن وهو يضرب على التلفازلكي تصلح الصورة فيه وعندها عندما شهد لمعانا ما قريبا منه علم انه هود ونظرته الخارقة للعادة بالنسبة له:
- انت؟
- انه انا... جئت كيف الاحوال؟

- سنكون يا اخي بخير ان انت تنحيت عن طريقنا

قال هود يطل عن غرفة جميلة مبتسما بثقة
- اين جميلتي ؟ هل هي نائمة

شعر العربي انه سيفوز عليه هته المرة فقال:
- جميلة ذهبت ..باح.. لم يعد لها وجود هنا

تكهرب الجو اصبح لون هود قرمزيا من الغضب حتى ان عرقا اخد ينبض في جبهته بقوة والندبة في جبينه زاد ضهورها:
- كيف ؟
انقض عليه بسرعة يلصقه على الحائط بقوة يخنقه بيدين قويتين:
- اين هي جميلة ؟..اخبرني ايها النكرة والا طعنتك الى الموت اخبرني
قال يشدد على السؤال ويضرب له راسه مع الحائط بقوة:

العربي مصعوقا لونه احمر قان وانفاسه مكتومة
ذخلت رقية تحاول فك زوجها وهي تقول :
- ارجوك اتركه يا سيدي اتركه اتوسل اليك
- ليس قبل ان يعترف لي هذا النذل
- ساخبرك انا لقد ذهبت مع زوجها الى بيته فلا تفعل له شيء ارجوك... ارجوك

صدم هود والعربي بين يديه
شعر بالم مبرح في شريانيه يتراقص باستهزاء على حاله
انها الوحيدة التي تبقى له في هذا الكون كيف لهذا الكائن ان يحرمه اياها

امسك به بقوة يضعه على الارض ويجلس عليه يحطم له وجهه بقبضات قوية قوية حتى ان وجه العربي تكسر من الضرب
ورقية تحاول ان تعتق زوجها الا ان هود كان كالاعمى حبيبة قلبه هو تذهب بسهولة لغيره

قال يقف بعد ان رآى العربي تحته مفشلا كليا من النفس
- اخبريني انت ...الى اين اخدها؟ ومن اخذها؟ ومنذ متى؟ اخبريني والا قتلته وقطعته اربا ورميته الى الكلاب في الخارج
- انننننها .....

من خوفها اعترفت له بكل شيء عن مكانها ومن اخدها وكيف حصل كل هذا
ويا للعجب لدى خروج هود بقيت هته المرأة المغلوب في امرها تنظف جراح زوجها من حبها فيه الى متى مثل هذا (((((الا....))))))في حياتنا؟



خرج هود كالاعمى تقريبا يشد على يده بقوة تقلبه كان كالطوفان الذي يكون هادئ فلايفتأ ان ينقلب ما في الاسفل الى فوق بقوة
اخد العنوان الذي اضطره الى استعمال عربة بحصان وطلب من سائقها ان يسرع في قيادتها
كان يتحرق يتقلب كالخبز في الفرن تحرقه الافكار من كل الجوانب يكاد يختنق ويفقد صوابه كليا
توقفت العربة التي طلب من سائقها ان ينتظر وسوف يقوم بدفع ثمنه مضاعفا

كان المنزل يلوح له وراء السنابل الكثيفة في ارض صغيرة وتقدم ركضا لايدري كم يفرقه عن البيت لكنه يكاد يجن من فكرة ان يلمسها ذلك الخسيس


في ذاخل المنزل بغرفة نوم عادية جدا كانت جميلة بقفطانها الرقيق الاصفر لاتزال تجلس فقد استطاعت ان تتملص من هذا الخنزير وقد بررت ذلك بانها تريد ان تأكل فهي جائعة
قال .....:
- سوف يحضرون لنا الطعام الان ارتاحي انت ههههههه
نظرت اليه بكره تقريبا تخفيه في ابتسامت تشوبها تغيرات نفسها عن هذا الوضع:
- ان شاء الله

اقترب منها اكثر وابتعدت اكثر
- تعالي لما انت خائفة .؟
- انا جاااائعة ولست خائفة ولاتكن لحوحا

دخلت من الباب احدى اخوات عريس الغفلة كما نقول وهي تزغرد وتصلي على النبي
حتى العقد لم يكتب انهم فعلا حقيرون وابي احقر منهم

قالت اخته:
هاهو الطعام دجاج مشوي بالحامض والزيتون هنيئا مريييئا رووووووي

خرجت لتتركهم فقالت جميلة:
- هلا سبقتني لغسل يديك سانتظرك
قال بغباء ضاهر:
-حسنا
يا الهي لايذكر حتى انه للتو خرج من الحمام
اللهم اعتقني يارب
جذبت من صدرها قارورة ملأتها بسم الفأران الهاري
وسكبت منه في مكانه وتنفست وهي ترتجف بقوة لم تفكر ابدا انها قادرة على قتل احدهم لكن فلتموت على ان تلمس حدود الله بشيء

خرج يضحك وجلس قربها
فقالت بابتسامة :
- ابدئ انت
- ساطعمك
- لالا لا يا زوجي ....هه كل انت اولا وسآكل وراءك فانا اخجل ولاتنسى سمي الله وكل بيمينك وكل من امامك
شعرت انها تريد ان تبكي فليست هي بالقاتلة ولاهي بمن يتمنى بقتل نملة لكن ابدا لن يصل امرئ اليها الا في الحلال حتى لو ادخلت السجن فهو ارحم لها
ما ان شرع في غمس الخبز في المرق حتى سمع صراخ وعويل في الاسفل وتلى ذلك دخول هود
في تلك اللحظة التقت عيونهما ولاتدري لما شعرت انها الان فعلا بامان وشعر ان قلبه الان ارتاح قليلا على عزيزته
اقترب وقلب المائدة وسط ذهول الحاضرين من الاخوة من وراءه ومن زوج الغفلة الذي نال من الضرب ما لم ينله في حياته حتى ان هود كاد ان يقوم برميه من الشرفة لولا دراعه التي ارسلت من تلك اللمسة الى قلبه تيارا ابرد ناره
نظر اليها يقول:
- هل انت بخير؟
- بخير فقط انزله
انزله ليأخذ يدها ويخرج من البيت باكمله الذي تركه في فوضى عارمة حتى من الاخوات فتن كليا بالاخ الذي اكل فعلا مما اراد
في وسط الارض المسنبلة بنعومة توقفت وتوقف لينظر اليها فاخدت يدها منه وقالت:
- اشكرك سيدي على مافعلته لكنني لا استطيع ان اكمل معك

نظر اليها وقد تاتر بجمالها الرائع حتى خشي عليها من الشمس فاعطاها الجاكيت الخاصة به ووضعها لها على شعرها الذي نسيت ان تغطيه

- ما الذي انت خائفة منه انا لست هو؟
- اعرف لكن حياة في الحرام لااريد... وبت فاقدة للثقة مادمت لم اجدها في والدي ...ومن يخبرني انك لست مثل الزوج العتيد فوق ولن تكون نذلا مثله

شعر ان الغضب بدأ يعصف بقلبه لايريد منها ان تشعر هكذا:
- انظري ثقي بي

- لا استطيع... افهمني انا لحد الان كنت على وشك ان اقتل الرجل بالسم الهاري اتدري كدت ان اموت خوفا قبله

اراد ان يخفيها في صدره ان يبرد وجعه ويمسح خوفها
- هل ستعودين الى بيتك؟

- لا ...

- واين ستذهبين الان؟

قالت تضم ذراعيها حولها بارتباك
- ساتدبر حالي

- انظري ساتزوجك الان ان اردت فقط لن اتحمل رؤيتك وحيدة في اي مكان مختفية عن ناظري

بعث في نظرته كل العشق الذي يميله اليها
فنظرت اليه لاول مرة تسمع شيء كهذا ولاتعرف معناه لكنه يشعرها بالفرح هذا ما تعرفه
- اذا ارني انك فعلا ستفعل ذلك...وتستحق ثقتي

سبقته وسط السنابل المتمايلة بنسائم الهواء الصيفي الناعم
تحت نظراته التي التهمها جمال طلعتها وتبعها مبتسما الان فقط ارتاح كليا بعد ان فجج غضبه في من ارادوا ان يلمسو ياقوتته الثمينة
وشعر بالسعادة لانها ستصبح تحت سقفه له وحده في عزلة تامة عن باقي الخلق

يتبع.............




 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
قديم 10-11-09, 12:21 AM   المشاركة رقم: 160
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 113384
المشاركات: 885
الجنس أنثى
معدل التقييم: النصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداعالنصف الاخر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 354

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
النصف الاخر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اهلين بارت طويل ويبرد القلب
عبير وسعيد حياة حلوه بس مااتوقع تستمر كذا بيدخل طرف ثالث لتخريبها
ثريا قهرتني لانها تبين حبها وضعفها
كثير لعثمان الثقل حلو وعثمان عرف نقطة ضعفها الحين وهي الغيره وبيعذبها بها
جميله تعجبني شخصيتها وخوفها علي نفسها من الحرام
بانتظارك يالغاليه

 
 

 

عرض البوم صور النصف الاخر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام, سعييييييييييييد المنصور, عثمان المنصور, عثمان المنصور الأعمق والأغرب والأرقى.. شكرا جيجي, عثمــــــــــــــان ومعشوقته ثريــــــــــــا, عبد الصمد المنصور
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية