كاتب الموضوع :
Jάωђάrά49
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بحول الله وقوته
ان شاء الرحمان
الجزء الثالث عشر
بعد الزوال
حيث مع كل اقتراب لهم من فاس العتيقة
العاصمة العلمية والثقافية للمغرب
كانت الحرارة تشتد ....تلهب الجو
وسط طريق ديقة تسير السيارة البيضاء الضخمة على سرعة متوسطة من خطورة الالتفافات في الطريق
تحد الطريق من الجهة اليسرى سفوح خضراء رائعة
ويحد الطريق من الجهة اليمنى سياج حديدي يعطي على مدى النظر اجمل المناظر الجبلية الرائعة الخاطفة للانفاس
فاس من البلدان التي تحضى بجمالية الطبيعة بشكل ملفت
وبالخصوص في ساعات الغروب حيث تلمح غروب الشمس امامك وهو يختفي وراء روعة الجبال الشامخة
لكنها من البلدان التي ناذرا ما يثلج فيها
اراد سعيد منذ ازيد من ساعة على وصولهم الى هته الطريق ان يأخد القيادة عن اخيه الا ان عثمان رفض ذلك
كان يشغل المبرد في السيارة الذي اراحهم من التعرق في سفرتهم تلك
للاسف كان الحديث بينهم قليلا جدا ...فكل واحد منهم يحتاج للتفكير للارتياح قليلا من ضغط التركيز على الحديث الذي لربما حمل عنهم همومهم
كان عثمان في مكانه وراء المقود بشعره الاسود القصير الذي فقد البعض من ترتيبه وقد رفع اكمامه الى النصف ليظهر ساعداه القوييان متحكمان بقوتهما في القيادة
كان بعد ان توقف قبل ساعة... قد نزل في محطة للبنزين على الطريق حيث اخد ما سيحتاجه من مشروبات باردة
والأن بعد ان شغل في السيارة بعض الامداح النبوية
ولايضهر عليه سوى انه مستمع جيد لتك الامداح الشريفة ومتناسيا لمن حوله او بالاخص جانبه
ثريا بعد ان حررت اصابعها من القفازين اخدت تلعب بالخاتم في يدها
بطريقة ما تريد مع الشد عليه ان تبعث في نفس عثمان ألما مما تعانيه لكنه يبدو متيقنا من نفسه
كما لو انها لم تخلق ابدا في الوجود
يا رب ما الذي يخبئه لي القدر
لاتدري الى اين هم ذاهبون لكن دائما حدسها يسبق وتشعر بعدم الارتياح البتة وتتمنى ان تكون هذه العطلة القصيرة كافية للم القلوب على بعضها البعض بالمحبة
نظرت سارحة في تلك الجبال الشامخة ولاتدري لما ساورها خاطر ان من هو بجانبها يشبه احد الجبال اللذي لاحظت ان قمته هي العالية
يا لسخرية القدر كيف حكم عليها واختها بهذا الزواج الغريب وكيف انها جارته وكيف ايضا خدعت زوجها لتجد في الاخير انها فعلت ذلك فقط لكي لاتفقده ودون اي شعور منها وصلت الى نقطة النهاية منومة كليا عن اخطائها لتجدها في الاخير تلومها على سداجتها ..وغبائها الارعن
كان عثمان يغالب الرغبة في النظر اليها ...اشياء بمشاعره بدأت توتره حقا لايريد ان يرأف بها فلتكتفي بانها حصلت عليه وهذا ما لم يحصل مع من هم احسن منها مستوى في الاخلاق....وايضا يظن ان عليها ان تحمد ربها لانه احترم عمته ولم يفضحها لو لم يكن متعلما لقام بذبحها على فعلتها لكن ابدا لن ينزل الى تلك المستويات والحيل في العذاب موجودة
في الخلف
منذ مدة بعد استيقاظها عادت للنوم من تعبها وهروبا من الاحراج في الكلام مع زوجها لكنها لم تدري لحد الان ان رأسها على كتفه
اشعره كانه مع حرارة الجو والالم في اوصاله سينتهي الى الجنون
كان منحنيا عليها يمعن النظرالى تفاصيل وجهها القريبة على كتفه القوي
انها في قمة الروعة سبرت اغواره الى حد يجد انها الان تحاول ان تعبر ذلك الحد وهذا ما يعذبه
تنهد بعمق وحاول ان يتناساها وهي قربه رغم انه امر يفوق الخيال لكن يجب عليه ان يصبر
بعد مدة قصيرة
وصلوا الى فاس القديمة ببناياتها العتيقة التي شيدة البعض منها قبل المئة سنة الخ
بيوت قديمة عريقة رائعة
بعد وصولهم وبعد ان ايقظ سعيد عبير التي اصبحت محمرة بالخجل المربك الذي كان هو يهوسه الى ابعد حد...من موقفها على كتفه
لحظات مرت عليهما التقت فيها عيونهما وحكت ولم ينطق احدهما فخجلت عبير كثيرا والتفتت تخرج من السيارة
خرج الازواج من السيارة التي رصفوها على مكان يدعى (الرصيف)
وبعدها اخدوا لهم طريقا عبر الازقة الديقة والتي منها سيصلون الى المكان الذي سيستقرون فيه
كان كل من عثمان وسعيد امامهما وبقيت ثريا هي واختها عبير في الخلف سألتها هته الاخيرة
- اخبيريني ثريا كيف تجري الامور معك ؟
تحمد الله لان النقاب يختصر عليها تغليف ملامحها بالهدوء
- تقبلني...اتصدقين هه انه فعلا انسان متفهم ونبيل
قالت عبير بصراحة:
- اوف كنت خائفة عليك وجلبتك لي افكاري في ساعات متتالية ولم استطع ان اكلمك الا لاني لم اجد الفرصة المناسبة....انا جد سعيدة لاجلك
قالت ثريا تغير الدفة للجهة الاخرى:
- وانت ؟كيف الاحوال مع العاشق
نظرت اليها عبير بصدمة وخجل فابعدت وجهها عنها:
- الحمد لله جيد انه جدا لطيف
قالت ثريا تبتسم:
- بدوتما لي في غاية الانسجام من تصرفاته الرومنسية معك بت احسدك....
كادت ان تبلع ثريا لسانها هي تتمنى ان لا تلاحظ اختها الجملة
- ثريا هل يعاملك عثمان كما هو مطلوب اعني انه ان لم يفعل فعليك...
قالت ثريا تدافع عن الحب الذي يزين عروش احلامها الوردية...و الذي به تعيش فهو يدخ في جسدها وشرايينها كالدم وبدونه ستعيش بدون روح
- بالعكس رومنسي الى اقصى الدرجات ومتقبل هو لمعضلتي
امام العروستين كان كل من سعيد وعثمان يتحدثان
قال سعيد مبتسما:
- اتذكر كثيرا ما كنا نهجم على ذلك العجوز في سنوات دراستنا المجنونة
ضحك عثمان:
- الرجل العجوز يا سعيد لديه اسم رجل فعلا شهم دعوته لنا ستكون مفيدة لي ولك ايضا لتفسح المدام
قال سعيد متنهدا:
- طبعا فاس خالبة ساحرة وبالخصوص في الليل كما لو انك في مدينة خرافية
وصل الرباعي الى درب ديق اسواره الاتنان مصبوغان بالابيض الناصع وتقابلهما باب خشبي كبير بدوائر منتفخة وقبضة يد من الفضة الرائعة على شكل يد قوية
طرق عثمان الباب من اليد الفضية وانتظر قليلا
كانت عبير قد علمت من سعيد من قبل انهم سيذهبون الى فاس وقد كان احد المقربين من اصدقاء والدهم هو من منحهم شرف الاقامة عنده
لكن طبعا عثمان المعني بالامر اكثر لم يحدث ثريا في الموضوع ابدا كما لو انه يخفي امرا ما باتت تخاف منه ومن هدوئه الذي يباغثها منه بامور جارحة
وفتح الباب الكبير من طرف احدى الخادمات التي
رحبت بهم بحرارة
في هته اللحظات توفرت للزائرات الجديدات الفرصة للرؤية
الرياض كان يتكون من طابق واحد فيه فسحة واااااسعة منها للسماء تحوي اشجار من الليمون متناقض تماما مع الزليج البلدي في الارض ونافورة
كبيرة تعمل نهار ليل وفي الاخص بالليل تعطي الوانا زاهية مختلفة على الرياض بجوانبه الفسيحة الواسعة الاربعة
كانت الاسقف المرتكزة على اعمدة رائعة منقوشة بتقنية ساحرة وما يثير المرأ ان الثريات تملأ المكان بسحر تلك الاضائة الرائع
الافرشة التقليدية البحتة والاثاث التقليدي الصنع يملأ المكان فلاتظن نفسك الا في احدى القصور من الف ليلة وليلة
كانت سيدة تتقدم اليهم مبتسمت ملأ فمها مستعدة بقفطانها الازرق وشعرها الاصهب وعيونها العسلية ان تقوم باستضافة العرسان
قالت المراة تسلم على عثمان في يده وعلى سعيد وتناظر عثمان بعيون جذابة:
- مبروك لكم يا العرسان ومرحبا بكم في رياضنا الفاسي واضن انه لايخفى عنك عثمان ولا انت سعيد... فقد سبق وان اتيتما اليه
قال عثمان يبتسم :
- يبدو لي انك اصبحت اكثر تعقلا من اخر مرة كنت فيها هنا هههه
قالت زهرة بعجرفة:
- طبعا ما انا ام الان رغم اني مطلقة ... او تريد ان اظل مراهقة هه
قال عثمان متعمدا تجاهل ثريا التي تنظر الى الاتنين اللذان يبدوان في قمة الالفة:
- كيف حال الصغيرة
قالت زهرة تبتسم له بغنج :
- بخير انها نائمة اكملت السنة تدري....لابد من انكم متعبون
قال سعيد مبتسما يدخل اصابعه في يد زوجته مستغلا الوضع:
- زهرة هذه زوجتي عبير...عبير هذه احدى معارفنا الوطيدة اعتبريها كأخت لنا... زهرة
شعرت عبير بالارتباك من لمسته وهي تبتسم مادتا يدها لزهرة التي تفحصتها بعيون عسلية فضولية
- مرحبا بك يا عروس اتمنى ان يكون سعيد مهتما بك جيدا فوالله لأريه عقابي هه
ضحكت عبير وقالت مدافعة بحرج:
- لا بل هو يضعني في عينيه لا تشغلي بالك
سعيد كانت وطئت جوابها عليه في قمة العذوبة ان تقول في حقه كلمة حتى لو لم تكن عن الحب المجنون الذي يعصف بدواخله فهو النعمة من الجنة عينها ابتسم من كل قلبه:
_ زهرة دائما هكذا...تحب فرض السيطرة في رياضها
على فكرة اين العجوز لم اراه ؟
- ابي اسمه الحاج حسن فلا تقل له عجوز يا سعيد
ضحك هذا الاخير عليها
وعندها عمدا توجهت زهرة مندفعة وقد كادت ان تأكل عثمان بعيونها زرعت يدها في ذراعه وهي تقول :
- اتبعوني من فضلكم سآخذكم الى القاعة الكبيرة
قال عثمان يلتفت الى ثريا وينظر الى زهرة بعتب:
- انك جنية... نسيت ان اقدم لك عروسي
كان الشعور في قلبها كالبركان الثائر اولا يعاملها كما لو انها لاشيء وثانيا يترك لتك الفاتنة الحرية في التمسك به بينما هي زوجته هي من تملك ذلك الحق لاتحضى به حتى
الموقف هذا كاد ان يكون صعبا لو لم يتكلم عثمان
قال عثمان :
- تقدمي ثريا انزعي النقاب لتراك زهرة
كانت زهرة متخوفة فعلا من ما يتخفى وراء ذلك النقاب فقد كانت تكفيها ان تنغص عليها الغيرة من عيونها الرمادية هدوءها
وعندما نزعته ثريا تحول نظرته الى الجليد بعينه
تجمدت زهرة وشعرت انها تفقد شيء من امل الارتباط من هته العائلة وبالخصوص من عثمان لكنها باتت تشعر بالاستفزاز في نظرت الزوجة التي اقتربت منها مبتسمة
- تشرفت بمعرفتك زهرة
قالت زهرة تحاول الا تخرج اية كلمة سيئة بدل الاكلام المنمق الذي تعودت التعامل به:
- نورتينا ياثريا واتمنى من صميم قلبي ان تقضوا وقتا ممتعا
اقتربت ثريا من عثمان الذي كان يتأبط ذراع زهرة وتأبطت ذراعه بالمثل لتتحرك مع الباقين الى الصالة الكبرى
كان اثاثها مرهفا بالفعل سدادر في اللون الوردي القاتم المزين ببعض الورود المطروزة عليه بالوردي الفاتح ومخدات زينت حوافها بعقيق لامع مذهل
والسقف احتوى احدى الثريات الكبيرة الكريستالية في اللون الشفاف الابيض
كل شيء كان ساحرا واعجب الضيوف فعلا بذوقهم
تعرفت الفتاتان على الحاج حسن بن شقرون
الذي فعلا كان مضيافا معهم الى ابعد حد وقد ذهلت ثريا الى طلب زوجها ان ترفع عن وجهها النقاب وتقتصر على الحجاب بحجة انهم مثل عائلته والحاج مثل جده
في الليل
كانت الانوار تأخد طابعها في كل المدينة لكن في الرياض كانت انوار السهرة خافتة تطغى عليها اجواء حميمية عائلية رائعة جو بهي لامثيل له
وازدادت النافورة جمالا مع نزول الليل وقد اضيئت فيها لالوان المختلفة التي اثارت اعجاب عبير
حيث كانوا يجلسون في القاعة المريحة كانت زهرة تاخذ عثمان في دوامة من الحديث لاتنقضي
ثريا من جهتها على يمينه لاتدري ما الذي عليها فعله لتجادبه الحديث او لتبعد تلك الشمطاء عنه وهي تعلم ان زوجها يكرهها اصلا
سمعت زهرة تقول:
- هيا عثمان لاترفض ارجوك والله سترى انها اجمل وهي نائمة
- لكن...
- هيا
قالتها وهي تجره من يده واكملت توجه كلامها الى ثريا بنظرة مستفزة وكانها انتصرت كليا عليها
- لا تقلقي ساعيده سالما
وهذا ما قضى نهائيا على ثريا شعرت انها تحطمت وتتحطم
انها زهرة تدوسها الأقدام دونما رحمة
انها عقد يجمع وينثر بكل قسوة
انها كشمس بدون نور
انها غيوم بدون مطر
انها هي بدون ان تكون هي
دمرتها قسوته وارادت ان تبكي بدأت تلعن ضعفها وسرعة البكاء المتجدد بقوة مع جراحها
بما انها تعرف جناحها الذي قبل ساعة كانت قد وضبت فيه حقيبتها
اعتذرت لعبير وسعيد وكذا الحاج حسن وانصرفت الى جناحها وهي الوحيدة من تعاني فلا يوجد اي احد يشعر بالنار في قلبها
دخلت الى جناحها المضاء الذي كان يحوي سريرا على الارض مغلفا بازار انيق في اللون الابيض
وزربية حمراء تقليدية بالوان ممزوجة بالاسود والابيض منتشرة عليها عدة مخدات جميلة الالوان
لم تستطع ابدا ان تهتم لما حولها وقلبها النابض يوجعها بشدة من المها المبرح
ظلت على حالتها متكأتا على الحائط مرتعدة تضم نفسها بشدة ....عيونها تدمع بسخونة
شعرت انها ستعاني كل حياتها معه ولن ينجدها احد لانه ان حصل واراد ايهم ان ينقدها فهي سترفض وترضى به حتى بعذابه
اقتربت من السرير واستلقت عليه ومن شدة تعبها المعنوي اكثر من الجسدي نامت ودموعها على خدها
في المجلس
كان سعيد مستغرق في الكلام مع الحاج حسن وعبير تنصت اليهما ولاتخفي اعجابها المفاجئ بنباهة زوجها رغم انه الان لايهتم سوى بعالم الفلاحة الا انه يظهر انه انسان متعلم وسريع التاقلم مع العديد من الاجواء
نظر اليها ولاحظ انها متعبة فقال للحاج حسن معتذرا:
- آسف الحاج عبير تبدو متعبة من السفر نستاذنك بالذهاب للراحة
- طبعا لامانع لدي لقد كنتم متعبين حقا تصبحان على خير
نظر سعيد الى عبير التي تلقائيا امسكت يده فهي معه هنا تشعر اها بأمان وانه يبعد عنها الشعور بالغربة
عندما ذخلا الى جناحهما اقترب سعيد من الدولاب بينما عبير ارتاعت من وجودها معه في نفس الغرفة لذلك جلست على السرير تنتظر ان يسبقها الى الحمام لكن بدل ذلك شعرت به يجلس قربها
وقد بدى عليه انه يسرح في افكاره فقال:
- عبير ...علي ان اعترف لك ما دمنا في اول زواجنا
شعرت ان قلبها مع الكلمة قد سقط بين احشائها
- انا لم اكن انسانا سويا ابدا...ما عدا انني كنت اصلي وهذا ما كان يفرضه جدي علينا
كان يتحدث وكل مخاوف الدنيا ترسم ظلالا مخيفة على وجهه
كانت تستمع وهي مندهشة من اعترافاته
- كنت اسهر الليالي واشرب الخمر ايضا ...كنت ولم اعد كذلك فبعد ان تزوجتك عبير اقررت انك تستحقين رجلا كاملا...لكني لست كاملا
نظر اليها وحمرة الخجل تعتريها
- لربما قد تكرهينني لما قلته لكني فعلا ثبت ولم يعد لذلك العالم صلة بي فانا انوي ان اكون زوجا صالحا لك انت تستحقين اكثرمن ذلك ....منحتني الثقة بنفسي ولااريد من هذا ان يخيفك فانا آخر مخلوق في الكون قد يستطيع اذيتك ...لذا ولأكون اكثر صراحة معك انا أعشقك حتى النخاع ولااستطيع على هذه المشاعر امرا ...لذى كبداية بيننا ...ولنزيل كل العوائق التي قد تكبر مع الزمن ...اتمنى ان نصبح اصدقاء رغم انه لشيء غريب علي الا انها ستكون بداية بيننا نتعرف فيها على بعضنا اكثر
امعن النظر فيها ووجد انها مغمضة الاعين لا ليست نائمة يعرف انها تفكر ومشوشة لذى نهض من مكانه ليتركها على حالها
عند اقترابه من الحمام حاملا ملابس نومه معه شعر باصبع رقيق يطرق على كتفه شعر بخوف لايصدق من ان تعامله بفضاضة لانه فعلا لايتمنى اكثر منها في هته الحياة لكن ما ان التفت ووجد عيونها لاول مرة تنظر اليه بثقة رغم الخجل الا انها ولابد بدأت تشعر بالراحة من كلامه معها
قالت بجدية وبصوت غاية في الرقة من الخجل:
- سعيد ...انا ادري كم التضحيات التي قمت بها من اجلي و اعلم ايضا انك شهم ونبيل لعدم فرض شيء علي لذى اعدك ان احاول ان اكون بمثابة صديقة لك كما قلت لكن اتمنى الا تنتظر مني اكثر
كلماتها بقدر ما اسعدته بقدر ما اتعسته فهو يتمناها بشوق يكتمه في انفاسه ويبلع كلمات يريد ان يهمسها لها ...ابعد تلك الاشواق المجنونة بعيدا لكي لايفقد صورة الشهم في عينيها ربت على رأسها المحجب بلطف
- بوركتي ياعبير ...سانتهي في لحظات وساخرج (اشار)سانام هناك على الزربية بعيدا عنك لكي تنعمي بالراحة ..
(قال بمرح ليخفف من وطئة الحال)اخاف ان اركلك في الليل كالاطفال
دهشت عبير من كلامه ولاتدري كم تبدو له فاتنة لابعد حد وابتسمت لعلمها انه يمزح
- انت لاتفعل ذلك... تمزح
غضن جبينه ودخل الحمام تاركا اياها مبتسمة وتشعر براحة اكبر حتى ان كان كما قال فلاتدري لما تغيرت نظرتها اليه حتى انها باتت الان تراه بحسناته لابعيوبه
حقا انسان رائع تعرف فعلا انه في الارض يوجد سعيد واحد تحبه بطريقتها ولاتكرهه البتة بل وتشعر انها بالف خير معه
لكنها مع كلمة اعشقك التي صدت في باطن دماغها لاتدري ما الذي يعنيه
باعشقك ...وتتساؤل ياترى ماهو العشق وكيف يكون وهل يجعل المرا يحب من اول نظر رغم الفوارق
تعجبت في الامر كثيرا بريئة تلزمها دروس حب مكثفة لتدري معنى المشاعر التي يكنها الولهان تحت شلال الماء البارد في الحمام
والذي يشعره انه يحب الوان قوز قزح لاتلمسها الايدي
في جناح عثمان
هذا الاخير بعد ان اشبعته رفيقة الدراسة والتي يراها بمتابة الاخت
وليست كثريا التي غابت عنه اكثر من عشر سنوات بل هذه الزهرة قد درست معه وقد كانت اصغر منه لكنها طبعا اكبر من ثريا غير انها مراهقة بحتة في تصرفاتها....متعجرفة
بعد ان تمنى عثمان للذين اضافوه ليلة سعيدة
توجه الى جناحه الذي كان مضاء والذي لم تجد ثريا القدرة حتى لاطفاء النور فيه
اقترب من المكان الذي كانت نائمة فيه بقميصها الرمادي وقد نزعت عنها حجابها وتناثرت خصلات شعرها على المخدة التي ابهتها بجمالها
جلس قربها من الجهة التي كانت نائمة في وحاصرها تحته بكلتا يديه القويتين
لايدري لما يراها وتبدو له بهذا الوجع الذي لاينطفئ رغم ما فعلته به وما يفعله بها الا انه لاينكر اللذة في تواجدها برقتها قربه
انخفض الى مستوى جبهتها ولثمها وحرك كلتا يديه الى وجهها يمسكه برفق بين تنهيداته التي لايجد لها مبررا غير انها الرغبة في هته المراة الى حد الذوبان كحبة سكر تابى ان تذوب الا في فنجان قهوة مهدئ للاعصاب
لثم عيونها وما ان لثم خدودها حتى شعر بانفاسها تتهدج بقربه وتمتزج بعبقه وعطره وكذا انفاسه المتشوقة لانفاسها الدافئة
فتحت عيونها بثقل
وقالت بهمس وعيونها تتخللها الالام في فؤادها المجروح
- م..ما الذي تريده مني ...اتوسل اليك دعني
كان الوجع في صدرها وحبها ورغبتها في الا تفقد هته اللحظة الابدية تخترق دماغها منومات وهلوسات لكنها تريد ان تحتفظ ببعض كرامتها
همس بصوت مثقل مخمر:
- اريدك ...انت من ترضين حواسي.... لست ادري.. ما الذي تفعلينه بي ...لكني اريدك ..وهذا ما اعرفه
قبلها بلطف على ثغرها وانتعشت اوصاله تحت ارتعاشتها
- ارجوك دعني ...انت تؤلمني
نظر اليها باعين محمرة وقال بين انفاسه:
- أؤلمك لااظن فلاداعي للكذب ...
ما ان انحنى عليها مرة اخرى بوله حتى رن الهاتف المحمول خاصتها
تحول عنها بغضب ساحق ..اما هي فلربما تقنع نفسها مع كل هته الاوجاع في حضوره ان الهاتف كان لها منقدا وفيا
_ اللعنة ...من يكون؟
حاولت التملص من ذراعيه لكنه قال:
- دعيه... لن تجيبي
قالت بارتجاف:
-لابد من انها امي من المزرعة او...
نظر اليها ونهض ليأخد هاتفها ويجيب دون ان يخفض نظره عنها:
- ....وعليكم السلام من معي؟....أه عمتي كيف الاحوال هناك؟.....الحمد لله.....بخير وصلنا على اتم الصحة الحمد لله.......ابنتك (ابتسم ) انها في الحفظ والصون بمامن دون شك....حسنا ..خدي عمتي تريد ان تطمئن عليك
امسكت ثريا السماعة من يده بيد مرتعشة واخفضت نظرها من عثمان الذي اقترب من الدولاب لياخد له روبا بعد ما علم انه ولابد من ان الأم ستطيل في السؤال عن حال ابنتها
في جناح سعيد
بعد ان خرج واتخد له مكانا فوق الزربية قرب فراشها المنحدر على الارض حوط به المخدات وتحت رأسه ليرتاح اكثر انتظر الى ان خرجت عبير من الحمام في غلالة نوم طويلة الى ما تحت الركبة في اللون الصافي الابيض وقد مشطت شعرها بعناية ووضعت ايضا على اكتافها العارية روبا مناسبا للغلالة والكل ساتر
لكن غصبا عنها عاشقها والمشبع حتى اذنيه في حبها
انتفض قلبه بروعة حسنها وكاد ان يخرج كاسرا الاضلع مطلا على عبير وظنه انه سيتحدث بالنيابة عنه من شدة ضرباته التي خاف هو من ان تكشفه
اخفض عيونه مبتسما على صفائها وشفافيتها وسعيد هو لانها من نصيبه حتى وان كانت تشكل امتحانا صعبا لصبره
قال ملتفتا عنها لكي لايحرجها اكثر:
- تصبحين على خير
قالت بارتباك مفعم بالاهتمام:
- سعيد انت..متأكد من انك ..ستشعر بالراحة هناك..اقصد انه انا صغيرة اقدر ان افرد المخدات وانام عليها...وانت نام هنا
قلبه ينبض حبا
يهلوس عشقا
ترمي بكلماتها فتزيد حبه لها دون ان تشعر بما تفعله رغم انه امر عادي الا انه مأثر بالنسبة لعاشق مجنون
تحامل على قلبه وقال يبلع ما امكن الكلمات التي تجعلها من املاكه ياعمري ياحياتي ...او ياحبي
- لا عبير انا بخير انت نامي فقط ولاتشغلي بالك بي يا...اقصد نامي فقط
قالت مبتسمة من نبالته التي لم تتخيلها موجودة في رجل :
- تصبح على خير اذن
لاتصدق وهي تطفئ النور انها بسبب بسيط الصراحة والتضحيات التي اقدم عليها من اجلها ...انها تقريبا باتت تفقد الخجل في الكلام معه
وهذا مؤشر ببداية جيدة
في جناح عثمان
خرج عثمان من الحمام مرتديا روبه الازرق الليلي.... ليجدها واقفة بجانب نافذة من النوافذ التي تخفي بالليل ما بالداخل والعكس في النهار
كانت تنظر الى النافورة الرائعة في الباحة الجميلة التي تنور المكان تحت ظلال اشجار الليمون المتحركة اوراقها مع نسائم الليل الجبلية الدافئة
كانت تفكر في مايفعله بها
يعذبها عذابا حلوا الى ابعد حد
وعذابا مرا الى اقصى اقصى الدرجات
ومع هذاو ذاك تعيش برضى يخفي نفسه عنها
تكره ما يتعمده في تصرفاته من احتقار
وايضا تريد اكتشافه اكتشاف ما يكن فيه من الداخل من اسرار يخفيها عنها
تريد ان تشاركه حياته
لكن هيهات ليس بعد خداعك يا ثريا له ان تتمني ما تتمني ابدا لن يراف بك فالاجدر ان تحذري
اقترب منها عثمان ببطئ وعيونه السوداء تظهر كم هو معجب بها
رغم ما يحول بينهما لكنه يعترف انها مرضية ...ولن يترك تلك المشاعر تخلط بعضها فلايريد ان يحبها ويلعن نفسه على ذلك
جذبها من بطنها اليه متأملا شعرها و يستنشقه بهدوء
ابتعدت عنه تنظر اليه بعيون مغرورقة
- افهمني يا عثمان من تكون؟
لم تجابه نظرته
مالذي تنوي فعله بي ...تألمني ...لانني فعلا بريئة ...ما بت افهمك انت الان شكل وفي الصباح شكل آخر...ارتعشت شفاهها بشهقة...ما الذي ستفعله غذا ؟...اأأأظن انني ساجد نفسي ملقاتا في تلك النا..فورة
ابعد نظره عنها وهو يصر على اسنانه:
- لاتخلطي الامور ثريا...تعلمين انك خدعتني وكذبة لاجل مصلحتك والان تلومينني لانني اريد مصلحتي
- تعرف امرا انا اكرهك...اكرهك
امسكها من خصرها وتبتها على الجدار وقبلها يصب جام غضبه في تلك القبلة ورغم ذلك شهد لها ضعفا حقيقيا
وهو لايزال في نفس الالتصاق قال يهمس :
- والان...هل تسمين هذا ك..رها
بكت بحرقة متوجعة من هذا الحب المؤلم لاوصالها ولقلبها المسكين
قبل جبهتها
ولايعرف لما امسكها يدفن وجهها في صدره تفرغ كل معاناتها عليه
رغم قسوته الا انها لن تفهمه ما عاشت
صدره وهي تغرس رأسها فيه
يشبه تلك الخرخرات في النافورة التي تلتحم مع سقوط المياه فيها
كما تقبع الجبال قرب بعضها تعشش فيها حيوانات تألف بعضها وتدفء ترابها
كالسماء والنجوم التي لابد من انها ستبكي ان هي ابتعدت عنها
بالنسبة لثريا صدره لايغني عنه كل العالم باسره
يتبع..... اعرف انه بارت قصير لكن اتمنى الا تعاتبوني ان شاء الله را ح احاول اطول في الجاي وكذا اظهار الابطال الاخرين حين تحين اللحظة المناسبة فلا تزعلوا
|