كاتب الموضوع :
Jάωђάrά49
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بحول الله وقوته
وان شاء الله
الجزء الثاني عشر
قبل ان تصبح خيوط الفجر في الافق.... وحيث لايسمع بإذن الله سوى صوت الديك الذي يصدح من مكان بعيد ...
بين همسات الهواء الذي يشتهي المرئ ان يستنشقه حتى الفناء
وحيث ليس بالدافئ ولابالبارد
في سكنات الليل الهادئة الحالمة
كانت نائمة على جنب الراحة كما يقولون....تراودها اجمل الاحلام الوردية وتضن ان العيش بعد هذه الليلة الهادئة سيكون بأتم الكمال كما لو انه لاتوجد اية سحابة تحاول ان تخفي ... عين الشمس
تململت قليلا واستدارت في سريرها تنظر الى مكان نومه فلم تجده وظنت لربما انه في الحمام ...ما ان استدارت لتنظر الى جهته... حتى اصطدمت بنظرات من فوقها واقفا بشموخ ينظر اليها بطريقة جعلتها تقشعر
فاجأها بان سكب على وجهها محتوى كأس بارد مثلج
شهقت بقوة وارتعاش وصدمة قوية
جحضت عيونها من الدهشة فلم تعد قادرة على فهم شيء
امسكت بيد مرتعشة جانب الغلالة بجانب صدرها دون ان تنظر اليه من ارتجافها
اقترب من مكان الاباجورة التي اضائها ..لتتاح له الفرصة في رؤيتها بشكل جيد... وضع الكأس بهدوء مميت
قال باستهزاء ينظر اليها
- هه...مظهرك يبدو مثيرا للشفقة يا ثريا... لذا بعد اليوم لن يفيدك ان تظهري.. ماذا كنت تقولينها ؟(صفق اصابعيه) تذكرت... مندفعة... هذه الطريقة المثلى لايقاضك من النوم من الان فصاعدا اريد منك ان تستفيقي قبل الفجر بساعة لتحضري لي ما سأحتاجه ....فكرت ووجدت انه لمن المستحيل إيجاد طريقة رائعة مريحة لقول... صباحية مباركة ياعروس أفضل من هذه...لذى لاتلوميني فبسببك انا الان محروم من حقي في حصولي على امراة شريفة
امسك ذراعها بالقوة الى ان وقفت على ركبها فوق السرير بقسوة لم تستطع فيها ان تقابل نظرته
- لست هنا سوى في مثابة الاقل من عبدة بالنسبة الي....فانهضي لتستحمي وابدئي في جمع الحاجيات التي سأحتاجها في سفرتنا هته
صرخ فيها بحدة اوجعتها لحد البكاء
- هيا...
دفعها من السرير الى ان سقطت رغما عنها في الارض
انكسرت الى اجزاء لاتعد ولاتحصى
وبقوة صوته الجارح فيها كدبحات سكينة غير حادة تنخر فيها بعذاب
ساحق
نهضت غصبا عنها تحت نظراته القاتلة لروحها
تبتلع غصات الالم المبرح الالم المعنوي الذي اصابها منه
نظرت اليه بطبيعتها القوية
قالت بصوت يكسره الجرح الذي احدثه فيها:
اخبرني ..لما تعاملني هكذا الم نكن...؟
-لحظة ارجوك ....نحن؟...نحن لم نكن ابدا.. فلا تجمعيني بك في الكلام ...في الليل سأحصل منك على ما اريده حتى ولو بالغصب ...مشاعرك وتلك الاشياء لاتهمني البتة ....وان حصل ومللت منك عندها سأحررك من عبوديتك ...او اقتصر على تدميرك بشكل او بآخر.. اتمنى ان تكوني قد استوعبت فحوى كلامي
قالت بين دموعها
- لكن لماذا ؟.... ماذنبي..؟ لقد اخبرتك بالحقيقية لما لاتريد تصديقني؟...لماذا؟
اقترب منها يمسك وجهها بين اصابعه حتى شعرت ان وجنتاها ستمزقان تحت اسنانها
- لاتردي الكلام .... عندما اقول شيء فقد انتهى الموضوع...كذبك ماعاد ينفع... اريد ان اعرف فقط شيء ...كيف لك ان تكذبي وانت بدوت في قمة....ماذا تسمين ذلك التجاوب؟...(نفض وجهها بقوة آلمتها) تبا ...بدوت كامرأة حضت بتجربة حقيرة.. مارأيت جرئة مثل جرئتك ...(قال بهمس كفحيح افعى) لكن لاتخافي ستدفعين الثمن شيء فشيء
- لما لاتتركني وشئني ؟دعني اذهب في حال سبيلي
قال عاقدا حاجبيه يصر على اسنانه
- وهل انا من طلب منك القبول؟ ...او هل انا من قال لك ان تقومي بخداعي واستغلالي...عليك الرضاء بالقدر فعقابك لن يكون هينا
قالت تغالب دموعها وهي تحاول ان تشعره من نظرتها المتوسلة بانها تحبه فقد احبته من اول نظرة وكرهته بقدر ذلك لشدة تصرفه الأرعن معها
- ما الذي تريده مني؟
قال مشيرا الى قدميه المنتعلتين لحذاء اسود:
- لمعيه...
نظرت اليه والى حذاءه
- ماذا؟
امسكها من اكتافها وادارها دافعا اياها بدون رحمة
- ان الادوات الخاصة ....هناك في ذلك المجر
...هيا اسرعي انهم ينتظرونني لنذهب الى المسجد
اقترب من السرير ليجلس عليه متأملا حالها وهي تبدو كالتائهة بغلالة نومها رغما عنها
اقتربت من المكان الذي اشار اليه وقلبها ينبض بألم فالجرح فيه طري لا يبخل بأن يبعث فيها رغبة في الاجهاش بالبكاء رغم تباهيها الدائم بالقوة الا انها الان لاتجد اي سلاح تدافع به على نفسها
تشعر بالضعف ما ان تنظر اليه لاتدري لما اصبح يتغلغل في خلاياها بهذه السرعة
تشعر انها تخضع فقط لان تلك المشاعر تطغى عليها
والان بالذات بدأت تشعر بانها هي السخيفة لكلامها مع بعض الصديقات اللواتي تتدللن في الحب رغما عنهن فالقلوب ما ان تنبض حتى تكاد تفقد كل شيء من اجل الحبيب
وتتمنى لو لم تفقد عذريتها ولو لم تكن مندفعة لو فقط استطاعت ان تكسبه....باية طريقة
استدارت الى حيث يجلس بعجرفة وارتجف قلبها راعدا... ومابعد الرعد الا المطر... والذي يريد ان يختصر الطريق الى عيونها بشتى الطرق...
انحنت امامه وشرعت في تلميع حذاءه والدموع تفلت من عيونها
الرمادية التي اصبحت في غاية الاحمرار والتي كانت تمسحها بظاهر يدها
من حزنها والمها إمتلأت جسور نبضها حتى الفيضان
تغممت انوار كانت بالبهاء تفرح قلبها
وبالفرح والزهو تملأ نفسها
لتصبح
انسانة فتح لها ابواب كانت تجهل وجودها في نفسها احباط يأس تملكها
باتت خائفة من ان تفقد الامل فيه نهائيا
خائفة هي فحبها له يتعدى كل حد
قد يبدو غريبا لكنها تشعر بهذا الحب منذ الازل
اما عنه هو فقلبه للحظة غير مجرى نظرته التابتة امامه لتستقر على حنايا وجهها ...للحظات رق لدموعها التي تجمعها بكفها المنقوشة حناء دمعات ...دمعات
شعر بشيء غريب وكأنه تأنيب الضمير في ما يبالغ في فعله ...لكن ما لبت ان اختفى ذلك الشعور بسبب عدم انصياعه له وبقوة
مستمعا الى عقله
- ثريا..احذري ان تملأ دموعك حذائي فأنا لااريد ان اتاخر
اهتزت لطريقته الفضة في تعامله وقالت :
- لقد انتهيت(خرجت منها تنهيدة)
دون ان تنظر اليه ابتعدت لتعيد ما كانت تحمله الى مكانه وتوجهت الى الخزانة لتقوم بجذب الحقيبة...
- ما الذي تفعلينه؟
- سأحضر... ما طلبته
قال منزعجا منها
- الان...؟لاتكوني غبية ...اذهبي لتستحمي وتصلي وبعد ذلك اسرعي في التحضير ...اريد لدى عودتي ان اجدك قد حضرت نفسك للافطار فبعد ستة ساعات من الان سنسافر
ارادت سؤاله الى اين لكنه كان قد خرج تاركا اياها وحدها في عالم ضيق جدا
تحس فيه انها وحيدة بلا شخص يدافع عنها
لو كان والدي حيا وعلم بمأساتي ما تركني بين يديك يا عثمان
خرجت شهقاتها ...غصبا عنها من هذا الظلم الذي تعاني منه
تريد ان تعلم كيف احبت شخصا قاسيا او لربما كان هذا الحب منذ زمن منذ ان كانت تأتي هنا منذ ان كانت تراه كنجم لايستطيع احد الوصول اليه بسبب تعجرفه ما كان يظهرالا قليلا... شخصيته لطالما جذبتها هل يمكن ان يكون هذا هو سبب حبها له؟
لم تفعل شيء سوى انها اعطته ما اراده وتناست انها ليست كالاخريات واعطته من حبها ما كانت ابدا تحلم ان تعطيه لغيره
لطالما كان متجاهلا وارادت فقط ان تجدب انتباهه اليها
وهذا هو الجزاء
هل هذا جزاء عشقها لزوجها المغرور الذي بطغيانه فات كل قدر واستبد بقلبها يعصره عصرا
لربما انت محق يا عثمان في جمودك وكبرياءك الجارح ذاك
حرمتك من فرحة ليلة لربما كانت تبدو لك انها ستكون عادية لتفاجأ بشيء لم يكن في الحسبان
لملمت نفسها وهي خائفة من ان تضيع الوقت في البكاء رغما عنها ابتلعت الرغبة الجامحة في ذلك الذي كان ليريحها ...واقتربت من الحمام اكرمكم الله لتقوم بما عليها فعله
لازلنا في القصر
بجناح
مولاي السلطان سعيد
هكذا نلقب العريس
في المغرب
خرج من الحمام اكرمكم الله يرتدي روبا ابيض ليس كعادته فهو الان بات يحترم وجود الصغيرة معه في الغرفة
تبدو له طفولية لابعد حد ويكاد يموت خوفا عليها من اي شيء قد يقربها
وهذا لربما هو من الاسباب التي دفعته لاختيار ذلك السرير الحامي من الباعوض في هته الفترة من السنة
اراد ان يأخذ ملابسه ويرتديها بسرعة ليجد طريقة سليمة ليوقظها
ولاول مرة يرتدي قميصا طويلا الى الكعبين جعله مميزا بنصاعة لونه الابيض
بعد ان انتهى من تمشيط شعره اخذ يغلق قميصه من العنق رغم ان مثل تلك الغلقات تكتم انفاسه
كانت مستيقضة في سريرها
لم تستطع ان تنام الليل وهي كلما استيقضت بفرط الارق تتأكد من انها وحيدة في السرير والخوف من ان يكون سعيد قد اخل بكلامه البارحة يباغت افكارها
لكنها تحمد الله لانه يملك من الشهامة ما اعاد لها تلك الطمئنينة التي كانت تشعر بها في تلك الايام
ولاتعرف لهذا الاحراج والخجل من تواجدها معه في نفس المكان حدا لم تستطع ان تتحرك من مكانها وتخاف ان يلاحظ تنفسها الذي تحاول قدر الامكان الاتسمعه اياه حتى لاتلفت انتباهه
امام التسريحة كان يمرر اصابعه بخفة على شعره الكث المرتب
ولاحظ ان لحيته تنمو رغم كل ما يفعله لذلك قرر عدم حلقها هذه المرة يريد ان يغير من مظهره قليلا
بل هذا يعطيه رجولة اكثر
اخذ عطره الذي لاحظ انه بالقرب من عطرها
امه وعمته سهرتا على ادق التفاصيل
ابتسم يضع منه على يده ويمرره على وجهه
ويرش منه على ملابسه
وعندما انتهى قرر ان يقترب من سريرها ليقوم بإيقاظها
كانت الستائر تمنعه من رؤيتها بوضوح رغم ضوء الفنيار بالجهة اليسرى الذي ضل الليل كله مشتعلا
تنهد بحرقة يشعر ان فؤاده ممتلأ حسرة على نفسه المغبونة
وانتهى بأن ابتعد عن السرير قليلا يبعد نظره عنها فلايحق له بنظريته ان ينظر اليها لانه بلا شك ستثيره الى الحد الادنى وما يفوق تلك الخطوط الحمراء التي وعد نفسه بألا يقربها حتى....
وتوجعه ببرائتها
اضافة الى حضورها في الغرفة
وزيادة على عطرها الخفيف الذي يلفه حتى الثمالة
يفعل بعقله الاعاجيب
يتمنى فقط ان ينجح في
التأقلم مع الوضع لانه بالنسبة له هو اكثر من صعب ويفوق طاقته في الصبر هو من لم يتعود على ذلك
وبالنسبة لها هي فكل راحتها تعتمد عليه
كيف له ان يجتاز كل هذا تمنى فقط لو لاتمنعه من ان يحضى بقربها
فقط ان يشبع خياشيمه برائحتها الفاتنة
قال بصوته الخشن الرجولي مبعدا تلك الافكار بضربة قوية في خياله:
- عبير...عبير..استيقظي لتصلي ...لم يبقى شيء عن آذان الفجر
اضطرت لتجيبه وقد حرصت طيلة الليل على تغطية جسدها كله رغم انها ملتفة في روبها الذي لم تزله عنها
- حسنا ...شكرا لك سأنهض حالا
قال في نفس وضعه المبتعد
- انا ساذهب مع الرجال الى المسجد للصلاة سأقوم بطلب من امي ان ترسل اليك احدى النساء لمساعدتك
قالت والخجل يجعلها قمة في الجمال متوردة الخذين يظهر صفاء وجهها
- شكرا لك
احساس راوده انه عليه ان يخرج لانها بدون شك ستشعر بالحرج وهي تخرج من فراشها ....وايضا هذا الشيء الذي يريد تفاديه بشدة فيعرف تأتير مثل ذلك الموقف عليه ويتمنى الى ان يهدم ذلك السور بينهما ان لايراها في اي وضع محرج كيف ما كان
بعد خروجه توجه نازلا في الدرج الذي وجد اخاه عثمان قد سبقه في نزوله ...عندها توجه بسرعة الى جناح امه حيث طرق الباب عليها بادب ففتحت امه وقد كانت مرتدية قميصا يصل الى الكعبين في لون الليمون مع حجابها
ابتسمت بفرحة وهي ترى ابنها يصبح عليها هي الاولى:
- صباح الخير امي...كيف الاحوال (قال مقبلا رأسها)
- بخير بني صباحية مباركة عزيزي ..وليديم الله زواجك بالفرح
قال يبتسم لكي لايشعرها بشيء
- آمين امي ...هل يمكنك ارسال اي امراة لمساعدة عبير في تجهيز نفسها وحقيبة السفر فلاتزال غير دارية بتلك الاشياء
- لاتحمل هما عزيزي سأرسلها لها
قال يقبل جبينها
- اشكرك امي علي ان انزل فهم ينتظرون
- في حفظ الرحمان بني
وكعادة لهم يركبون سياراتهم ليذهبوا الى المسجد جماعة
كان الجد وسليمان وعبد الصمد ورجال آخرون من ازواج الضيفات في القصر ومنهم السي محمد ينتظرون عثمان وسعيد
والذين قامو بتهنئتهم على صباحيتهم وقد عرف الرجلان كيف يخفيان مشاعرهما المختلفة في هته الليلة التي لاتنسى لكل واحد منهما
نزلت فاطمة
الى الغرفة التي خصصوها للنساء من القرية اللواتي تساعدهن حاليا في القصر ..لكي تقوم بإيقاظهن
وبدأت في اعطائهن التعليمات التي طلبت منهن ان يطبقنها بحذافيرها لكي يكون كل شيء في الوقت المحدد له
وقد اعطت تعليماتها لأمراة من اللواتي سبق وساعدنها في ترتيب الاغراض للعروسين ..لتقوم هته الاخيرة بالصعود الى عبير لتساعدها
في جمع ما ستحتاجه
كانت مليكة
التي استعدت هي ايضا تطل من الشرفة على السيارات التي تحركت خارجة من القصر الى مسجد القرية للصلاة
وخرجت من الغرفة بقميصها الطويل ايضا في اللون الاخضر الفاتح
وحجابها الملائم
الى الغرفة التي تشغرها النكافة لتقوم بالتطلع على ما حضرته لكل من عبير وثريا من قفاطين لترتدينها في هذا الصباح
وبعدها قررت ان تصبح على ابنتيها
ذهبت الى جناح عبير الذي كان مفتوحا
حيث سمعت حديثها مع المرأة التي كانت تساعدها
نظرت اليها مبتسمة بفرح يكاد يعمي عيونها من ضباب الدموع
عبيرالتي كانت مرتدية لبيجامة حريرية في اللون البني الفاتح تاركة شعرها رطبا منسدلا على كتفيها .. منحنية هي على ملابسها الخاصة وهي تقوم باختيار ما ستقوم بارتداءه منها
لاحظت وقوف امها هناك
والتي كانت تشهد نضوج فتاة بريئة وهي تعطي الاوامر للمرأة على اساس انها سيدة
قالت عبير مبتسمة كما لو انها لم ترى امها قرونا مضت قفزت تجري الى حضنها تقبلها
- ماما اشتقت اليك
شعرت مليكة بالاحراج وخاصة من المرأة التي كانت ترتب ملابس الزوجين في الحقيبة ..فهي تدري ان هؤلاء النسوة تحبن الثرثرة كثيرا
همست في اذن ابنتها التي كانت تضمها بحب مبتسمة
- صباحية مباركة يا احلى العرائس ....تعالي لنخرج الى غرفة الجلوس ولنترك المرأة تقوم بعملها....
بعد ان خرجتا لتجلسا فوق السدادر وراءهما منظر خلاب وخيوط الصبح في الافق تخطف الانفاس
قالت عبير بحماس وقطرات من الدموع في جنبات عيونها تهدد بالانهمار:
- ماما احبك ....
قالت تضع رأسها في حضن امها
قالت مليكة
- صغيرتي هههه الهذه الدرجة كنت بعيدة عنك الم ترين البارحة
قالت عبير :
-البارحة غير اليوم امي
قالت مليكة وتفكيرها يمشي بها بعيدا
- طبعا فها انت اصبحت امراة متزوجة وستختبرين مشاعر جديدة واشكالا والوانا في الحياة غير التي عشتها
- تدرين حبيبتي امي انا لا اريد.... كم اتمنى لو اعود عبير فقط دون زوجة انا جدا خائفة
نظرت اليها مليكة باستغرب
- لماذا ابنتي الم يعاملك سعيد ...اعني بلطف؟
قالت عبير تلحق الموضوع قبل ان تكشف نفسها
- لا امي غير اني لست متعودة فقط
قالت مليكة مبتسمة:
- اصبري عزيزتي هكذا هو الزواج في الايام الاولى لكن يا خوفي بعد ان تألفيه ان تنسي امك
قالت عبير تنفي الامر كطفلة:
- لالا ابدا ماما بالعكس ستضلين الشمعة في حياتي التي اتمناها دائما بجانبي تضيء دربي
- حسنا عزيزتي ستأتي النكافة لتجهزك لتكوني في اجمل حلة امام الضيوف ....ولاتنسي ان تسرحي شعرك
- اوه تريدين تركي بهته السرعة
قالت تنهض معدلة حزامها على القميص
- ما باليد حيلة فاطمة تنتظرني وعلينا ان نجهز الجو الذي يليق بضيوفنا
قالت عبير باحباط :
- حسنا ماما شكرا لانك اتيتي
قبلت يدها
بعد لحظات دخلت عليها النكافة التي شرعت في تحضيرها بعد ان حضرت ثريا من قبل
في جناح عثمان
نظرت في نفسها الى المرآت وهي مرتدية قفطان خاص بالعرائس في الابيض بحليها الجميلة وقد كان تصفيفها المسرع لشعرها في لوياته ناجحا غير انها
لم تكن في هذا العالم ابدا
تشعر بالضيق وتنهيداتها تعدت المئة منذ ان خرج عثمان للصلاة
قلبها منقبض ومتوجع وكلما تذكرت ما قاله شعرت انها متسخة كما لو انها فعلا خائنة وذات تجربة كما قال
لماذا يا ربي اللهم عفوك عني فلست مذنبة في امر
وهي ساهمة في المرآة بمنظر وجه مأساوي
لم تسمع نداء امها الا بعد برهة
استدارت تقابل امها التي كانت تبتسم لها والتي اشعرتها بان الامل رغم ماتقاسيه لم ينقض من الدنيا
- حبيبتي ...هل مولاي السلطان من يأخذ عقلك
قالت ثريا تبتسم لامها بصعوبة :
- ومن غيره؟
- تبدين بنيتي فاتنة ماشاء الله تعالى عليك اتمنى من الله ان يحجبكما من العيون الضارة
أجابت ثريا:
- آمين امي ...هل ابدوا فعلا جميلة خائفة انا من ان لايعجب عثمان لباسي
- ثريا ...ابنتي مهما يكن في عائلتنا تخنع المرأة لزوجها لكن ايضا لايمكن ان يفرض الزوج عليها اشياء ترهقها لذى كوني ذي شخصية قوية ايضا ....وتعلمي ان تظهري له حبك وخذي منه ما شئت لكن طبعا لاتتخطي الحدود
قالت في نفسها
آآآه يا امي لو تعلمي مايستره عني وما اعانيه بسبب ذلك
حرمته من شيء لايتعدى حبة فأصبح الان ذلك الشيء قبة
حرمته منها غصبا عني والله لو كنت عذراء الان لكان لحبي الذي هو من طرف واحد لقى منه دفئا متدفقا وحنانا
لكنت بمثابة الثاج على رأسه بدل ان ادل الى ادنى المستويات في عينيه
قالت مليكة:
-الى اين سبحت في تفكيرك؟
- آه... لا شيء بالتحديد افكر في ما سأقوم بجمعه من حاجيات له فلا اعرف ما علي فعله
- سانزل انا الان وسأرسل اليك امراة تساعدك حسنا
أومئت ثريا بحسنا
بعد لحظات كانت فيها الغرفة قد بدأت تسبح في شروق مبهر للشمس
التي بدت خجولة في طلتها
- سيدتي دعيني اساعدك لقد اخبرتيني السيدة فاطمة بما علي فعله
قاطعت المراة التي دخلت الى الجناح عن ثريا افكارها التي لا تدري كيف لها ان تخرج منها
ردت ثريا التي كانت تائهة تنظر الى الدولاب او بالاحرى الى قميص زوجها الذي بين يديها
- ها ...اجل من فضلك ...ساعديني فانا فعلا لم اعرف ما علي جمعه
وساعدتها المرأة في جذب الملابس التي يحتاجها زوجها والحاجيات الضرورية لهما رغم انها تمنت الا يلمس احد حاجياته الخاصة غيرها الا انها قررت ان تكون هته الاولى والاخيرة فقط لتتعلم ماعليها فعله
في تلك اللحظة حيث كانت تتساعد مع الخادمة دخل عثمان الجناح بقميصه الطويل الى الكعبين في اللون الاسود وليس ثوبه من الاثواب الماصة للحرارة
ذخل الغرفة التي لم يظن انها ستكون مشغولة بشخص غير زوجته ((المصونة))بالنسبة اليه
اصطدمت نظرته بشعرها الوهاج مع اشعة الشمس الاورونجية الساحرة في هذا الوقت وجذبه اكثر تناسق الالوان في ثيابها قفطانها الابيض كان يجعلها في قمة الحسن
تجاهل مرة اخرى هذه الاحاسيس المزعجة وقال بصوت هادئ :
- حسنا هل انتهيتما ؟
الان فقط انتبهت المرأتان الى عثمان بشعره الفحمي القصير بخصلاته المتناثرة على جبهته والمتناقضة مع قميصه
- اجل سيدي
وانسحبت الخادمة مغلقة باب الجناح وراءها
اخذ عثمان في الاقتراب حيث كانت عيونه السوداء الحامية متبتة عليها
اقترب من مكان وقوفها ومد يده الى وجهها لكنها انتفضت بعنف من خوفها الذي ولده فيها منذ الصبح
قال وقد تغضن جبينه:
- خائفة..هه...طبعا لو كان ضميرك مرتاحا لما انفزعت هكذا ...
- انا لست خائفة
نظر الى الحقيبة الموضوعة فوق السرير
- لما لم تحضري الملابس في الشنط وحدك؟
-....
- منذ اليوم لااريد ان يذخل احدهم غرفتي او ان يلمس ثيابي ..حتى التنضيف لن يقوم به غيرك ....المهم عندي ان تكوني الخادمة وانا السيد مفهوم؟
حركت رأسها بنعم يائسة
- ثم اخبريني ..الم تجدي غير اللون الابيض لتلبسيه تظنين نفسك تستحقينه
نظرت اليه تجابه خوفها وعندما لم تستطع ان تنظر الى عينيه تلك اخفضت نظرتها تقول
- اجل انا استحقه ...ومن جهة اخرى لايمكن لي ان ارتدي غيره
زاد من اقترابه منها شعرت بانفاسه على شعرها
فمن جهة كان الخوف منه في ان يرفضها بعد اليوم يقتلها او ان يعنفها مرة اخرى يألمها
ومن جهة اخرى ترى ان الشوق له في عروقها يصدح باسمه تريد ان يضمها اليه ان يحن اليها ان يعطف على حالتها
لكنه ابتعد عنها وخاب املها كليا لابد انه كان متأكدا من عقابه الذي وعدني به وها أنا الان اتجرع منذ اولى ساعاتي معه طعم العلقم المر
في مدريد
خرج عصام من المطبخ بملابسه المتكونة من قميص قطني رمادي وسروال عمل رمادي كلاس ايضا حاملا في كلتا يديه فنجانين من القهوة ومتوجها بهما الى غرفة مريم امه
دخل على هذه الاخيرة التي بدات تهدأ فرط انهياراتها
اقترب من المكان الذي كانت تقف فيه امام النافذة متأملة الشارع في الأسفل
سمعته يقول بصوته الهادئ
- امي خذي... اشربي بعض القهوة سوف تهدأ من أعصابك المشدودة قليلا
مد لها الفنجان الكبير
كان عصام قد اتخذ قراره بنزع الاسلاك عن اخته الميتة
وقد اخبر مريم بذلك وكم عانى من اتخاذه لهذا القرار ولازال يعاني لكنه يتحلى بالصبر فلا يود ان ينهار يعرف جيدا ان الله ارادها فما عليه سوى تقبل الواقع
نظرت مطولا للفنجان الذي كان يمده لها منتظرا منها ان تمسكه لكنها ضربته من يده لينسكب على الارض كل السائل
نظر عصام الى المحتوى في الارض الذي بدأت الزربية تمتصه تدريجيا
وابعد نظرته الى الشارع يقول بهدوء وهو يرتشف من فنجانه واضعا يده اليمنى في جيبه دون تأتر
- الصباح جميل امي... اليس كذلك؟
قالت مريم تنظر الى الشارع
- كان جميلا ولم يعد كذلك...أتسائل يا عصام ان كانت في قلبك رحمة يا بني
لم يتحرك ولم يظهر ما يجول في خاطره بل قال:
- كيف امي؟ لم افهم؟
نظرت اليه وتأملته وكم كان يشبه اباه الذي تركها وهذا يحفزها على ان تكرهه رغم ان شيء ما يحثها على حبه
قالت بارتجاف في شفتيها وهي تضع اصابعها عليهما
- عصام اعد لي ابنتي ...انا..انا لا اريد سوى ابنتي
قال بعصبية:
- استغفر الله امي ماهذا الكلام؟ استغفر الله... ابنتك ماتت امي انها ميتة وانت السبب في ذلك لست انا... لو تركتني أربي اخواتي على دينهما الحقيقي لما وقع ما وقع
- تشبه اباك الخبيث... ورثت عنه كل الخصال ...عوضت حضوره المر في حياتي ...انت انسان معقد معقد....ليكن في علمك انا ابدا لن اسامحك على فعلتك تلك ...لولاك انت لما رمت نفسها ...ايها النذل ...ايها الجبان
اعطته ضربات ضعيفة بسبب ثقل المهدئات التي كانت تأخذها منذ مدة حتى ملتها... وضع الفنجان جانبا يتلقى ضربها وامسكها يشدها اليه ..يمنع ضرباتها من الاستمرار
_ اتر..كني عصام.. انا..اكرهك
- امي كفي عن هذا فانت لاتجرحين سوى نفسك بالله عليك عودي لصوابك
- ارجوك يا عصام ..لاتسمح لهم بقتل ابنتي.... اتوسل اليك انها من دمي سهرت عليها الليالي والايام و.....ارجووووووك
كان نحيبها يخرق اضلعه الما كانت ضعيفة جدا تكاد تختفي بين ذراعيه ضم امه بشدة لكن بلطف اراد ان يمنحها بعض الاحساس بالسلوى لكي ترتاح وفعلا كان تأثير ضمه لها كافيا بأن ترتاح وتجهش في بكاء عادي بدون انهيارات ولاشيء ....انها امه ويعلم ان أباه المخطئ في كل ما يحصل معهم لكنه رغم ذلك يحاول جاهدا الا يتحامل عليها ان يسامحها لكن في بعض الاحيان يعميه الكره نحوها حتى يكاد يملأ قلبها جروحا لاتندمل ...الان يشعر انه مسؤول عنها وعن الباقين وان ذهبت اخته فليعوضهم الله على صبرهم
كانت نسرين اخت عصام تسترق النظر بعيون مدمعة من القهر
ولاول مرة لمدة طويلة تلحظ هذا التلاحم بين امها واخيها وقد شهدت لهما معارك ضارية لاتنسى حتى يتسبب كل للاخر في ذبحات من الالم صعب نسيانها
استدارت بلباسها المتكون من قميص ابيض بدون اكمام وشورط قصير مع بروطيل خاص في لون احمر قاتم جسدها الصغير كأمها رشيق جدا بسبب الحمية التي تهوس الغربيين
دخلت لغرفتها حيث كان زوجها يرتدي ربطة عنقه ويلتفت على المرآة ليحمل هاتفه النقال
ليفاجئ بنسرين تجلس على السرير والدموع لاتفارق خداها ويعرف جيدا ان هو لم ينتبه لها فلن يسمع لها همسا حيث انها تبكي بدون صوت
- ....ما الذي يحصل ؟لماذا تبكين؟
زاد نحيبها كالاطفال واخد يحك راسه لينتهي بالجلوس على ركبه
ينظر اليها حائرا
- اخبريني ارجوك لاتجعليني اتوسوس
- انا....حزييييييينة .....اها اها...اشعر بالحزن ...اها ميغيييييييييل ضمت نفسها اليه
شهقت بطريقة طفولية فشعر ميغيل انه يريد ان يفعل المستحيل فلايتحمل صوت بكائها الذي يمزقه ان تتألم صغيرته هذا ما لايحبذه على الاطلاق
- اخبريني فقط ما يألمك الان فانا لااريد لدموعك ان تذرف
- اواواولا اختي ..اها ..اختي والان ...اشعر بالحزن على اخي وامي لاول مرمرمرة اراهما ...اها... يضمان بعضهما
ابتسم ميغيل بلطف
- حبيبتي ليس علينا ان نحزن لشيء بل بالعكس عليك ان تفرحي فهذه بداية جيدة بينهما
سمعا طرقا على الغرفة فاسرعت نسرين باخفاء نفسها في الحمام لانها تدري ان اخاها ما ان تبكي حتى يبدأ بلوم زوجها وهذا يغضبها وتبدأ المشاحنات
قال عصام الذي كان قد ساعد امه على النوم في سريرها
بعد ان شعر بانها بدأت تسترخي بين ذراعيه
واخذ سترته لكي يرتديها
موجها كلامه الى صهره:
- هيا يا ميغيل ان كنت تريد مني ايصالك الى العمل
_ حسنا قادم
كان عصام فعلا مثقلا على الاخر ولايستطيع ان يفعل شيء سوى الرضاء بحكم الله في ماكتب
ينوي ان يأخذ اخته الى المغرب في اقرب وقت لدى انتهائه من الاجراءات المهمة واقامة عزاء هنا قبل الذهاب هناك
لكن ما ان يفكر في هته التفاصيل حتى يشعر بانه يريد ان يبكي في حضن شخص ما ان يحمل معه هذا الحزن الاليم
فهو لايستطيع ان يعتمد على امه بل هي من تستطيع ان تعتمد عليه
في القرية
في مسكن الاساتذة
في المطبخ وضعت المقادير في القدر الذي تطبخ فيه اكلة اليوم
وكانت على وشك ان تضع من السكر لولا ان صديقتها في المسكن امسكت الملعقة في يدها قبل ان تسكب مافيها في القدر
قالت الهام تنظر الى رفيقتها باستغراب:
- لماذا امسكت يدي؟
-ماكنت للأمسكها لو لم اراك على وشك ان تميتينا جوعا هذا اليوم... نريد اكلا طيبا
نظرت الهام الى العلبة التي كانت تحوي سكرا
فاحمر وجهها غصبا عنها
- يا لي من خرقاء كدت افسد الطعام
قالت صديقتها تتكئ على المغسل القريب
- ولو لم تكن كلمة سكر مكتوبة عليه لما اضطررت لاطرح عليك من اسألتي....هل السبب زواج عثمان؟
قالت الهام تبعد نظرها وهي تأخذ من علبة الملح
- لاتكوني سخيفة انا لا اكن له اي شعور
- متأكدة فمن يراك وانت تتقلبين الليل بطوله وايضا تكادين تفسدين الوان الملابس بماء جافيل وايضا.....
- حسنا كفي عن انتقاداتك ارجوك دعيني بسلام
- لما؟ ما الذي قلته غير الحقيقة؟ انت حمقاء فعلا لو كنت مريضة ان شاء الله بالسرطان ما كنت فرطت في ذالك الوسيم الغني
- تدرين بدأت بالفعل امل منك انت والاخرى بالله اتركيني في حالي ففي ما يكفيني
تركت مابيدها وانصرفت الى الغرفة التي تمقت نفسها لانها تشاركها مع هاتين الفضوليتين
كان شعورها شعور من ضاع منه شيء يحبه كثيرا شعور سيء للغاية يبعث في النفس حزنا عميقا
تحس انه ماصدق ان قالت لا
يعني لما لم ينتظر على الاقل
لكن ما الذي تقولينه يا الهام كفاك من هذا التفكير
في منزل هود الصغير
كان امام بيته الصغير يجلس على احدى الكراسي ويضع اقدامه امامه فوق كرسي آخر يتصفح جريدة استطاع تدبيرها من احدهم
كانت الطاولة قربه تحوي بعض السندويتشات مع ابريق شاي بما انها الساعة الحادية عشر قرر ان يأكل طعام الغذاء في هذا الجو
بل ويفتح له التفكير بطريقة اوسع لكي يقوم بترتيب الافكار التي يدري جيدا انها ستنفعه مستقبلا
ومن بينها
تلك التي تخللت صدره بآهات ما كان يحلم يوما انها ستخرج تنهيدات عشق لمرأة قد تنتهي بقتله في آخر القصة ان علمت بمن يكون في الحقيقة
تنهد قائلا يضع الصحيفة على صدره ويربط ذراعيه وراء عنقه متأملا السماء الصافية بتموجات السحاب الابيض فيها
- آآخ يا جميلة لو تعلمين....
في القرية المجاورة
طيف حل على هذا البيت
جميلة لاتدري لما يخترق احلامها وساعات راحتها بظله الكبير لما هو مختلف ؟
الكآبة تحل عليها جراء تذكر الزواج الذي سيقوم والدها بتحضيره لها هذا الاسبوع من ذلك الحقير الوسخ من اصحابه
وتهرب من ظلمات افكارها الموحشة لتضيئها بطيف الغريب الذي حل عليهم ضيفا
من يكون ياترى ما الامر الذي تخبئه يا صاحب التشوه في جبهتك وما سبب ذلك التشوه....منايا ان اعرف
فضولي نحوه قاتل
فلترحمني يا الله
العربي
في غرفته حيث اراح ظهره كان طيف الغريب الذي هو هود
يملأ نفسه خوفا ويريد ان يجد لنفسه مخرجا من هته الورطة فان اكتشف ما كان قد صار منذ سنوات فحياته ستخرب كليا
وان خربت فعليها ان تخرب على الجميع
رقية الام
تائهة وحائرة بين الاتنين لما الاب يتجاهل ابنته الم تكن تعاني من قسوته اليومية عليها
ليتها تعلم فقط ما في جعبة زوجها الغريب الاطوار
في الطابق الارضي
قالت ياسمين التي كانت في قمة العصبية فقد كانت تشعر بالقهر من يونس ذاك كيف استطاع ان يخدعها كيف ؟لم تخطر ببالها انها ستقع في يوم من الايام فريسة له
- يونس لما تريد ان ننتقل من هنا؟
قال يونس الذي كان مستمتعا بمنظرها الغاضب وهو مضطجع على السرير مبتسما مسكرا بهوسه القديم
- تعالي الى هنا... وسأخبرك
قالت بارتباك من معنى كلامه
- انا هنا بخير... اخبرني فانا سمعي جيد ولا اعاني من اي نقص
قال مبتسما:
- اعلم انك....في قمة الكمال حلوتي فلا تفسدي علينا فرحتنا باجتماع الشمل
- عن اي شمل تتحدث ؟ ارجوك يونس اجبني فقط
قال بجدية :
- اريدك ان تحضي بمكان يليق بجمالك وان تحضي ايضا بالراحة مع عائلتك
قالت تريد ان تقنعه:
- ارجوك لما كل هذا لما لاتتركني في عملي فانا مرتاحة
قفز من السرير
- ماذا لتظهري للملأ جمال عيونك وسحر ثغرك ابدا... انت لي وحدي وستحصلين على ماتتمنينه ...اريد منك ان تعلمي ان الزواج الذي رفضته كان ليكون احسن الف مرة من زواجك الفائت
- انت ..لاتفهم ...انا احببته ...هل تعرف معنى الحب ...الحب هو ان تشعر كما لو ان قلبك يركض تسمع دقاته تماما كدقات طبول تهلوس...كان نفسي فكيف بالله عليك تقول في حقه هكذا كلام
كان ينظر اليها مشبعا متخما بالالم
عواطفه لها تجري يوما بعد يوم كالنار في عروقه بدل الدم
تشعب حبها في قلبه الملهم
اكتناه من بين البشر
تجرعه كوحش مسكين يعاني من قسوة الزمن
كما لو انها لاتعلم ان ما تقوله يكاد ان يفجره
الى جزيئات صغيرة
ابتعد عنها بالم مبرح يعاني منه فؤاده المهموم واقترب من نافذة ضيقة في الغرفة رغم ضيقها الا انه شعر بان شيء من الهواء سيعيد له التفكير السليم
نظرت اليه وهو يبتعد ولاتدري انها قد جرحته ولاتدري ايضا لما بقي صامتا حتى انها لم تحضى منه عن ولاكلمة ولاضمة ولاقبلة كما كان هذين اليومين يفعل
الجرح في صدره رغم محاولاته في انكار وجوده طول هته السنوات وجد انها بكلمات بسيطة لم تأخذ من الخروج لارض الواقع سوى ثوان عذبته في تلك اللحظة كما لو انها قرون مضت مرت عليه فيها حروب حفرت اسمها عبر التاريخ
لايدري كم الجهل الذي هي فيه
لكنها آلمته ولايستطيع ان يداري جرحه فقد وصل الحد الاقصى من صبره
لذى قرر ان ياخدها ويتجاهلها فليس بيده شيء مادامت لاتحبه على الاقل سيضمن ان هي شاركته حياته الحميمة الاتتخيل زوجها فيه
لذى فهو ابدا لن يقربها
في القصر
كانت الحقائب عند الباب فقد انتهى احتفالهم بصباحية العروسة
وكل راح الى حال سبيله عدا الصديق الوفي للعائلة سي محمد وزوجته اللذان قررا بعد ان ذهب الكل ان يبقيا لتوديع العرسان وان يتمنوا لهم اسبوع عسل مفرحا
سلمت كل من ثريا التي ارتدت نقابها والذي ذهل له البعض كسليمان والباقين من العائلة
وعبير التي ارتدت جلبابا في الاخضر الفاتح تتخلله الخيوط الذهبية التي هي بالنسبة للعروس تميزها عن الغير وحجاب في نفس اللون مع خاتم الزواج على نقش الحناء في يدها
سلموا على كل العائلة وكذلك فعل عثمان المرتدي لقميص ابيض وسروال اسود وسعيد الذي ارتدى جابادور في الأبيض واضعا على صدره قلادته التي تحمل اسمه مع سروال جينز ازرق قاتم و حذاء جلدي في البني واظهره منظره هذا في قمة الوسامة
واتخذ الاربعة طريقهم الى الجيب البيضاء لعثمان والذي قرر ان يسوقها هو
امسك سعيد يد عبير دون اي قصد منه في ازعاجها فقط ليشعر المراقبين ورائهم بانهما مرتاحان
رغم ان عبير انتفضت الا انها فهمت من نظرة الى سعيد ما كان يقصده بتلك الحركة حتى انها شعرت بانها هي من تتعلق الان بيده وليس هو
ساعدها في دخول السيارة واغلق الباب وراءها ليتخد مكانه قربها
وكم يألمه الا يمسك يدها كما يحضى باقي العرسان
قال بعد فترة من تحرك السيارة :
- ستكون فاس دافئة اكثر من هنا
نظرت اليه عبير بالكاد
واجابت:
- محق
امعن النظر في ملامحها البعيدة نحو النافذة
يا الله حتى كلماتها كيف ما كانت تزعزع كياني
يا الله ارفق بقلبي انزرعت في وتفرعت اصبر على ألمي مادات ستبقى بجانبي فلا يهمني سوى ان احبها حتى ولو في الظل
استدارت فابعد النظر الى الطريق امامه لينتهي باخد احدى المجلات الاقتصادية امامه ليسرح في افكاره دون ان يشعر بالحرج
تثمله نشوة قربها وهو الان بات كالذي تريد ان تطير روحه عاليا دون قيود
لاتدري عبير لما الخوف والرعب بدأ ينقشع كالضباب
والان تشعربالامان مع شخصه الهادئ الذي لم يقوم باي خرق لوعده لها
تنهدت ...واتكأت متعبة
وبعد دقائق فقط سبحت في عالم الاحلام
سعيد ما ان لاحظ استرخائها حتى اقترب منها ليحرك الستارة الصغير ليحمي وجهها الملائكي من اي ضربة شمس ابتسم كالمسحور لم يرى في حياته لهته البرائة وجود حتى انه ما كان يصدق ان في الكون امرأة وفية
حتى الغت بحضورها الخالب للانفاس كل شكوكه ابتعد عنها لكي يلزم الحدود التي يحاول جاهدا الا يفوتها
امام مولاي السلطان سعيد العاشق
كان هناك من يؤمن اشد الايمان بان الخيانة موجودة وقد رآها بأم عينيه
وهاهي تجلس قربه ازاحت عن وجهها النقاب فقد رفع عنها الحضر امام العائلة الا في الخارج
تتوجع وتبكي في قلبها ثريا معاناتها تكبر ساعة بعد ساعة
تعاني من بروده تلاحظ ابسط الامور كيف ان سعيد يحافض على عبير وكيف امسك يدها
وكيف هي الان تعاني من هذا التعاقب في تصرفاته المسيئة لها
ارضى ان اكون عبدة ...خادمة... ماشئت... فقط احبني
حتى لو ستمل مني لن يكون لي منك سلوى سوى الذكريات
يا الله لما لايضمني لما لم تختره ليكون السند الذي ارمي بهمومي عليه بدل ان يضاعفها لي
هذا قلبي يا عثمان يا حبيبي ...يتألم منك منذ سنوات والله ولم اكتشف الامر سوى اليوم ...كيف؟
كيف بقلبي الذي كان قد يبس وتقشفت فيه عروقي ان يعود ليضج بالحيات فيجد ان الجروح فيه شرخات شرخات
نفذت اليها كالملح عليها ... وانا الان اعاني
وبحرقة
لما لاامنعه عني؟
لكن اجد انني اشتاق فقط الى ان اكون بين ذراعيه ان يضمني حتى ولو لاجل ما يريد فقط ان اشعر بقربه الذي يشفي قلبي
يا الله اصبحت مدلولة اعتقني يارب انت من كتبت علي هذه المعناة احمدك يا رحيم عليها فقط اجعلني افتك من هته المشاعر الفاتكة بروحي
مسحت دمعة سقطت غصبا عنها فما تريده هو البكاء هي التي لم تضعف ابدا
التفتت تنظر الى عثمان وشعرت ان قلبها يسعد لقربه يفرح يكاد يطير وتريد ان تجد حلا كيف ما كان فقط ان يحبها وان يسامح فعلتها التي لم تملك عليها حكما فالحكم حكم الله
التفت اليها ونظر اليها بكره مازاد الطين بلة
رفعت نقابها واغمضت عيونها وكتمت انفاسها وكل الدموع خرجت متفجرة وقد حرصت على ان يبق وجهها بعيدا عن مرآى عينه
وانفاسه مكتومة على حزنها
يتبع .....
لاتنسوني بدعواتكم لي بان افتك من احباطي يابنات والله بكتب بصعوووووووبة الله يحفظكم
لاتحرموني من آراءكم
لكم مني قبلة مفرقة لكل الغاليت
|