الجزء التاسع
ان شاء الله
ارتدت عبير روبا طويلا على بيجامتها ولفت الحجاب باهمال على رأسها ونزلت لتترك اختها تلك هائمة في دوامة تطير بها الى اعلى الغيوم ثم تعيد رطمها بالواقع وهي تعيش على موجتين
نزلت لتلتقي بأمها صاعدة
- الى اين عبير ؟
- سأحضر لثريا ما تأكله فهي جائعة
- الم تقل لك اين كانت مع عثمان؟
- لا ماما وهي تعرف جيدا ما تفعله لاتنسي انه زوجها وابن خالها سأنزل انا هل تريدين ان احضر لك شيء ؟
- لاسأذهب لأراها قليلا
-حسنا لن اتأخر عليكما
عندما نزلت دخلت الى المطبخ وهي حائرة في ما ستقوم بإحضاره لاختها
لذى بدأت بتحضير الحليب على النار ووضعت بعض شرائح الخبز في صينية مع ما تحبه اختها من مربى واشياء اخرى
وهته الفتاة العذبة الشفافة
التي هي بسداجتها التي تنم عن صفاء نية وبساطة ساحرة خفيفة على القلب كفراشة لاتشعر من حولها الا بالحلم
لاتدري انها هنا في مكانها تشدو برقة ويكاد حجابها يفضح بعض اللون من شعرها البني الداكن بلون القهوة اللامع ...
انها تسلب يوما بعد يوم لسعيد النوم من عيونه حتى باتت عادة شرب الحليب لديه كالصغار
يقف ولم يظن ابدا ولا في احلامه التي لاتنتهي انه قد يراها
كان يقف هنا بعضلاته المفتولة بسروال ابيض مريح كما يحب ولم تكن له اية نية شريرة الى ان رآها
انها امامه غريبة كل الغرابة كفتاة بجناحين
ويا لحلاوتها وشوقه اليها وكم يتمناها الى الموت يريد فقط ان يزرع اصابعه في شعرها ان يغرسها بين ضلوع صدره المتوجع ان يستشف عبيرها الزهي ان يلمس شفاهها برقة وان ....
لو اكمل عن ما يريده فيخاف ياقلبي عليه يخاف ان تنفجر الغرفة من حرارة كلماته
وقفت عبير حائرة وهو يقترب من مكان وقوفها
- هل تبحثين عن شيء ؟
شهقت تضع يديها على صدرها
ناظرته ملتفتتة بجزع حقيقي ومازاد الطين بلة في احساسها المرتبك
انها خجلت كل الخجل لانها ولاول مرة ترى صدرا عاريا من هذا القرب ...لا ..وبهذه القوة ايضا ...
رأت من قبل مثل هذا وتعلم انه امر عادي جدا فكم درست عن جسم الانسان بكل جوانبه
لكن
الخجل والخوف يسيطر عليها فهي تحس دائما ان من العيب ان يظهر احد امام الجميع مفاتنه
انزلق الحجاب من فوق شعرها ومن كثرة ما شعرت من الحرج سارعت في اعادته لكنه منعها من قرب قريب
وصدره ذاك ممتلأ حتى الثخمة بمشاعرتلهثه.... يشعر انها تجزءه الى جزيئات موجعة لكل حواسه
عيونها الدباحة مع كل ترميشة يشعر انها تهز كيانه الملهم وتزيد اشواقه اضعاف
يا ربي انها في قمة الرونق
سبحان من ابدعك وجعل من فتنتك تلك ذات تأتير لايقاوم
يبعث في نفسي الاعجاب والاحساس الامنتهي بالسعادة
همس بصوته المفعم بالرجولة وبصوت تغلبه الاشواق من تحشرجه
- دعيه.....عبير... انا لست غريبا عنك
تنهد بثقل وهو يصارع شدة هذه اللذة المفتكت بجسده مع قربها الخالب للب
نظرت اليه بالكاد تومئ بأجل
اقترب اكثر ومع ابتعادها عنه تصدى لها المغسل من ورائها
قال مراقبا بنشوة ملامحها البريئة المثيرة للاهتمام بشكل جميل
- عبير عن ماذا تبحثين ...حبيبتي..؟
شعرت انها في حصن حصين لا تلمح سوى صدره الناضج بالرجول والضغط على مشاعرها التي لم ترى للامر مثيلا في حياتها يزيد من ضيقها
قالت دون ان تنظر اليه
- أ...أأنا ..كنت ابحث ..عععن الشوكولا...فأختى ثريا ...تتتحبه
يا لجمال صوتك
يا الله مايفعله باذني
ومايشعرني به لايصدق
في حياتي ابدا لم ارى فتاة الهمها الله كل هذا الابداع في التفنن في تعذيبي
رفع رأسه عنها لينظر وراءها
مد يده الى العلبة البنية
وهذا زاد من ميله عليها ليستنشق رائحة التفاح في شعرها
كانت الدموع تتجمع في مآقيها غصبا عنها فهي ماكانت ابدا مستعدة لمثل هذه الجرأة ولاتخيلتها كيف ستكون بل وكانت شديدة الحرص ان تبعدها عن افكارها قدر الامكان لكي تزيد تقبلا للامر
قال يمدها لها:
- خدي
نظر اليها وتعمق في خدودها الوردية
كم كانت بهية كحقول ورد تعبق بنسائمها ولاتبخل بحسنها على الجميع
يريد
ان تلمس شفاهه خذاها فقط
ان يمررها على سخونتهما
يريدها قريبة منه اكثر من هكذا
ان يلمس باصبعه شفتها السفلى التي لم يرى لها مثيلا
ذالك الشق في وسطها كما لوخلق له وحده ليحلم به تحت سيطرته
ليجعله يرتعش
يريد ان يهمس لها بما يثقله عليه هذا البركان الذي ما يفتأ ان يفجر عروقها غليانا موجعا
تحركت قليلا من امامه تعلن بذلك انها تريد منه ان يفسح لها المرور
لكن
تحركت يده القوية الى حيث انكمشت يدها
على صدرها متصلبة
قالت في نفسها
يا الله ما الذي سيفعله ارحمني ارجوك لم اعد احتمل
كادت ان تنفجر عيونها بالدموع
تشعر انه يمزق كل شعور بالامان قد تشعره معه
او اي احساس بالطمئنينة له
يبدو لها انه ان طلب شيء فسيأخده كما لو انها غير موجودة بهذا الكون
امسك يدها برقة رغم لهفته المتزايدة
قربها من شفاهه
لكنه تجمد في نصف الطريق التي جعلت عيونه تقترب من وجهها
تغضن جبيهه بعدم فهم
ما سبب تلك الدمعة الصامتتة المتدحرجة فوق خدها
نطق باهتمام
- عبير ... عمري.. اخبريني ما سبب ...
انسلت يدها من يده وهي تبتعد ببطئ عنه
تشعر مع كل كلمة حميمة تخرج من فمه انها تمزقها ولاتدري لما كل هذه المشاعر المألمة لروحها تعذبها
لما لا استطيع تقبله اليس زوجي
لكنه سعيد
انه ....سعيد
سعيد
وليس اي احد
اريد ان نعود لعهدنا
ان اكون اخته الصغرى
افتقده
افتقده بشدة
اشتاق الى كلامه
اشتاق اليه انسان طبيعيا
لا انسان
يتجسد لي في تصرفات وحش
يريد ان يلتهمني كفريسة
قالت تغالب الدموع التي تجتاحها:
- امي تنتظرني...آآ.. آسفة علي ان....ان اصعد
قال وكل التسائلات في الدنيا تضج في راسه
- ما دخل... امك في الدموع عبير ؟...
عبير...
عدلت حجابها مقتربة من الصينية التي وضعت عليها العلبة وحملتها
لكنها مع سماع اسمها بنبرة مغايرة في آخر جملته وقفت تستمع الى ما سيقوله
- حياتي انت....ما الذي يكدرك...هل اكون السبب؟
لم تعد تستطع اصبحت تشعر انها تكاد تنهار
تختنق وتكاد تنفجر
مستنزفة من الالم وتكاد تنتهي دون رجعة
- تصبح على خير
قالتها وابتعدت مرتجفة
تركت وراءها انسان غير الذي كان قبل دقائق
انسان يشعر ان عروقه تنزع واحدة واحدة وبقوة
صدره المتوجع بحرقة تركته يهوى
مع كل خطوة خطتها تركت وراءها فجوة تعمقت وتعمقت ولم تدري انها
تركت هذا الرجل ممتلأ بالحسرة على هذا الحال لم يظن ابدا ولاكان يشك انها ستكون باردة من جهته
هكذا ياروحي
على الاقل اذهبي واتركي لي بعضا من روحي
اذهبي واتركي لي طرفا من قلبي
لأعيش
يهون عليك تركي اتخبط في عذابي
انت يا عبير التي بت استنشقها في كل مسام جلدي
تكونين بهكذا برود مؤذ لوجداني
منذ متى اصبحت استحق هذا التصرف منك
بت الان ادري تماما ان الله ارسلك لي ليعاقبني
ليذمر تجبري وشموخي الذي استغللت به قلوبا عديدة من قبل
كان اليأس يأخده الى ظلمة في الافكار
الى تبعتر في الاحاسيس
الى لاشيء غير
الندم على ما فعله في الماضي حتى البكاء في فؤاده
لكن وميض امل اشتعل رغم كل مايستعر به من شوق مألم وجرح عميق بلا قياس
انه لمن الممكن ان تكون خجلة قبل العرس فقط
قد تتقبلني فأنا رجل لاينقصني شيء
سأرضيها بحبي
لن ترى سوى ما يسر قلبها فقط على الا تعيد إيلامي
قد اسامحها
وافتح معها صفحة جديدة في حياتي
صعدت عبير بخطوات تكاد تأدي بها الى السقوط مع اقلها خطأ
ذخلت الغرفة ولاتشعر بمن حولها وضعت الصينية على المائدة الصغيرة امام الشرفة الصغيرة وعادت لسريرها
هناك فوق الكرسيين كانت تجلس ثريا مقابلة لامها
قالت ثريا ترى وجه اختها المتغير لكن طبعا دون ان تلفت انتباه امها
- عبير ؟
اجابت عبير بارتباك
- نعم اختي ...
- نامي جيدا...فالغذ سيكون لدينا ما نفعله لذى اعطي نفسك الراحة صغيرتي
قالت عبير براحة اكبر:
- حسنا.... تصبحان على خير
اضطجعت تخفي ملامحها عن امها واختها وامسكت تسبيحها
وهي تعلم ان لبذكر الله تطمئن القلوب
المحملة فوق طاقتها
قالت ثريا تضع من الشوكولا في حليبها
- هل تريدين امي؟
- لا الحمد لله....هلا اجبتني الان عن سؤالي... ثريا ما سبب خروجك مع عثمان والعودة في هذا الوقت المظلم لما لم تعلميني؟
نظرت ثريا الى امها مقطبة تتنهد
- امي لا تكوني ملحة هكذا ...اليس زوجي وابن خالي في آن واحد ما المانع اذا من ان نخرج معا
- يظهر لي في الامر شك كبير وان لم تفسري لي لن ارتاح هذه الليلة
- لأريحك اردت ان...اتعرف عليه جيدا وهو من طلب لقائي وان نخرج قليلا لكي نتعرف اكثر على بعضنا البعض ...وعندما توضحت لي طريقة تفكيره عندها بكل بساطة فضل ان ...نقوم بالذهاب عند احدى السيدات لتقوم بإعطائي ثوبا للنقاب من أجل ان اردنا السفر وجدته جاهزا واظن بعد ذلك سيقوم بشراء نقاب آخر لي ...باختصار انه زوجي امي ويعرف مصلحتي
لما تبدو لي كلماتي بعيدة عن كل الواقع لما لاامتزج مع كلمة زوجي كما يجب
اصبح الخوف في قلبي يغلب
ادافع عنه بدل ان اجعله يندم على مافعله بي
ما الدافع الذي يجعلني اتشبت بقوته الخطرة ؟
انني العب بالنار واخاف ان تقوم بحرقي
اللهم اعني على وضعي
نظرت مليكة الى ثريا بارتياب وهي فعلا تجد ان عثمان فرض سيطرة قوية ولاتدري السر في ذلك
ان كانت ابنتها انصاعت له في ضرف يومين فهذه اذن لمن المعجزات
الخارقة للعادة
- بنيتي انا لست ضد ان تتعرفا على بعضكما وما كان لأحد ان يمنعكما من الحديث لكن على الاقل في القصر ليس من الجيد ان تخرجا لتغيبا عن الانظار
ثريا ناظرت امها وهي تشعر بالاسى ...
المسكينة تخاف من ان يحصل بيني وبينه شيء قبل الزواج وانا اصلا....اووووف الى متى سيضل هذا الكرب يكتم على اخناقي
- امي لم يحصل شيء... ولن اعيدها اصلا لا يفرقنا عن العرس سوى يومان وعندها نتمنى من الله كل خير
- لأذكرك فقط ان غذا ستأتي النكافة(النكافة هي المرأة التي تهتم بلباس العروس) وسوف تختارين انت واختك الالبسة اللاتي ستظهرن بها في العرس
- هل سيكون العرس مختلطا؟....لا اظن ذلك لان عثمان لن يوافق اليس كذلك؟
قالت مليكة مبتسمة بمعنى خفي
- ارى انكما على وفاق تام تبدوان انكما انسجمتما في هذا اليوم بشكل جيد ام انا مخطئة؟
ابتسمت ثريا متناسية ما يتبعها الليلة
- محقة لا انكر انه قاس وجلف امي كطبيعة الرجال في القرى الا انه يمتلك من صفات عائلتنا اشياء رائعة ....ماما لأصارحك ... فأنا لم اقل هذا الكلام لأحد من قبل
- اللهم اسمعنا خيرا... ماذا ؟
- انا... اجد ان هذا الزواج جيد بالنسبة لي فبعد موت والدي تأترت كثيرا بغيابه وفاض بي الحال والان اشعر ان الله يعوض علي حنان الاب رحمه الله واسكنه فسيح الجنان
سرحت مليكة بعيونها تخفي المها من الذكرى
- انت محقة ابنتي... رحمه الله كان انسان جيدا جدا وأبا عظيما ولم ارى في حياتي زوجا محبا لعائلته ومناضلا مثله ...وآسفة بنيتي على هذا الاحساس الذي شعرت به فلم يكن الامر بيدنا بل بيد الله....سأذهب الى النوم الان فلقد تعبنا اليوم في توضيب الحمام اتمنى ان ينتهي هذا كله بسلام
نهضت ثريا تقبل خد امها
- نامي جيدا وان اردت ان اساعدك غذا في اي شيء فقولي لي
- لا ارتاحا لي جيدا فلا نريد منكما سوى الانكباب على ما ستحتاجانه في العرس من الزينة ...سأحمل هذه الى المطبخ
قالت ثريا بسرعة:
- لا امي دعيها عنك سأنزلها انا بنفسي
- كما تشائين ابنتي لكن نامي جيدا
- بالطبع امي...امي هل يمكنني ان اسألك؟.. في اي غرفة ينام عثمان
نظرت مليكة اليها مغضنة الجبين تضع يد على الاخرى على بطنها
- ولما تسألين؟
- لاتفهميني خطأ امي هل من الضروري ان تحرجيني
اضطربت امها وكأنما تدخلت في شيء لايعنيها لكنه يعنيها مادامت لم تتزوج بالعرس بعد
- وما الامر المحرج الست امك فلا حياء بيننا؟
ابتسمت ثريا بخجل مصطنع قليلا وهي تتقصد إخجال امها
- في الفحص في المستشفى عندما علموا اننا سنتزوج بعد يومين اعطوني ...اعني علي ان اعطيه له فقد نسيه في غرفة الفحص ونسيت بدوري اعطائه له
لاتزال امها لاتفهم ما تريد ان تقوله ثريا
- ما هو بالتحديد؟
- امي ارجوك لا تخجليني اكثر ...حسنا اعطونا الواقي ..هل من المفروض ان اقول كل شيء امي انه لاحراج حقيقي
ضحكت مليكة بخجل فعلي
- آسفة بنيتي لكن تقاليدنا والتي تربينا عليها من تفرض علينا هذا الحذر ...اذهبي لن امنعك لكن على ألا تتأخري اكثر من دقيقة مديه له واصعدي...انه في الغرفة التانية عن يسارك
- شكرا ماما تقي بي
وجدت ثريا نفسها تبتسم من نجاح فكرتها في معرفة غرفته وكذلك إيجاد عذر قوي وحتى ان فكرت امها ان تقترح ان تعطيه الشيء فسيكون لمن المحرج لها فعل ذلك لان الامر بين الزوجين فقط
الحمد لله
ما إن رأت ثريا والدتها تهم بالإنصراف
قفزت بسرعة تدخل الحمام لتستحم وتتوضئ للصلاة
كانت تفكر مليا كيف لها ان تخبره
كانت العصبية تتآكلها من الجدر فليس من السهل عليه تقبل امر الحادث بسعة قلب لكنه
ابن خالها لربما سيتقبل ان يسترني
فلست الوحيدة من تعاني من هته الامور واكون حلالا عليه ما دمت لم اقترف خطأ جسيما في حقه
لكن يا ثريا بالتحديد كيف سيكون في ردة فعله معك
هل سيغضب ام ....
مهما تسائلت وجدت ان كل توقعاتها تتقبلها ابواب مسدودة فهي لاتعرف عليه شيء سوى انه متدين فلا بد انه سيساعدها ان هي تحايلت عليه قليلا
لكن اليس رجلا جلفا قاسيا ومتجبرا بلا حد
فكيف ان تقبلني ستكون معه حياتي ؟
في اسبانيا بعيدا عن المغرب
في العاصمة مدريد
بنفس اللحظة لكن في وقت يزيد بساعتين
يجلس في غرفته مرتديا روبا رجاليا اسود فوق سروال بالمثل
يضع بعض الاوراق التي يراجعها امامه ويدخل بعضا منها كمعلومات هامة في الحاسوب الرمادي قربه بما انه مساعد محامي
كان عصام
يركز ما أمكنه على ما يشغله في العمل ويتجاهل ما أمكن الصراخ في الغرفة المجاورة
يركز في عمله لكن يرتكب الاخطاء مع كل صرخة تخرج منها متقطعة
منتحبة
قال بعصبية يرمي قلم الحبر من يده على الاوراق
- مابها هته ؟؟الا تعلم اننا في سكن مشترك أخاف ان يبلغ عنا أحد الجيران
.....هي تنهار وتريد مني ان اتحمل مرضها
رما الاوراق جانبا بعصبية وخرج متوجها الى الغرفة التي يسمع فيها كل هذا الصراخ و الذي بدأ اقل من 10 دقائق ممزوج ببكاء ونحيب
رأى ان صهره ميغيل و الذي يبلغ من العمر 26 سنة بينما هو في 30من عمره
ينظر الى الغرفة مشبكا ذراعيه على صدره
ولا تدل حركته عن اية راحة
كان الكل في العائلة لديهم يتحدث بالاسبانية اللغة المحلية
قال عصام بعصبية ظاهرة
- ما بها الان؟
- انظر بنفسك
التفت عصام الى الغرفة التي كانت اخته صاحبة الشعر القصير جدا تقف منهكت من الجهة الاخرى للفراش والممرضة الشقراء كذلك ....
يراقبان شخصا لايظهر له من حيث هو واقف لذى اقترب من المكان الذي تقفان فيه واستدار على السرير ليجد امراة بشعيرات حمراء قانية مختلطة بالوان في الاصفر والابيض تغطي شعرها المشعث
ما ان نظرت اليه بكره حتى بادلها هو نفس التعبير
قال لامه الاسبانية والتي كانت في اولى سنوات زواجها قد اعتنقت الاسلام لكنها بعد ما اصابها من مشاكل في حياتها عادت للكاتوليكية
- ماذا الان مريم اليس عيب عليك ما تفعلينه بنا لما تصرين على ان تتعبينا معك ؟
قالها وهو يشير بيده لصهره ليقترب
قالت ترتعد بصوت اوتاره الضعيفة خشنة من صراخها
- انت ...يا عصام ...كرييييه ...واتمنى لو انت من تموت الان بدل ابنتي.... ايها الشرير... الخائن
- لا تخلطي الامور امي ...نحن كلنا ابناءك فارجوك لا تحاولي التمييز
- انت بالذات منذ ان ولدت يا عصام وانا اشعر انك لن تكون....ابدا...ابدا... كما اتمنى
اقترب منها وشدها من خصرها ومتبتا يدها اليمنى جيدا اليه بقوة بينما هي تصارعه بالركل
- دعنيييي ...اتركنييييي... ايها الشرير... ايها العربي المتوحش...اتركنيييي
قال يطلب من صهره بحدة
- امسك ذراعها... بسرعة
وتوجه بالكلام للشقراء
-وانت قومي بعملك هيا لاتقفي فلن تأكلك؟
اقتربت منهم الممرضة وهي تخاف من ان تتحرك مريم على غفلة منها وهي في طور اذخال الابرة في ذراعها وعندما انتهت.....قام عصام برفع امه الى فراشها وهي لاتزال تحاول التملص منه لكن دون فائدة
قال:
- هكذا امي افضل... ليس عليك ان تفضحينا .... آسف اختي ...ان انزعجتما اذهبا لترتاحا
وجه كلامه لاخته وزوجها
قالت اخته نسرين بقلق واضح على محياها
- هل انت واتق الا تريد ان ابقى انا بجانبها؟
قال وهو يتأكد من ان زوجها قد خرج من الغرفة بصوت منخفض
- نسرين اذهبي ولا تقلقي من اجل مريم فهي لاتهد ....بل اقلقي على زوجك
طمأنها بابتسامت.. الى ان خرجت من الغرفة وهي مترددة ...ولكن ما فتئت ابتسامته تلك ان ماتت عندما اعاد النظر الى امه المنهارة
قالت بصوت مثقل بالخدر وعيون نصف مفتوحة تناظره ولكن لاتنقصهما الحدة
- ل..ما انت ...هكذا ؟؟..قاس معي ..الست ..امك.... ومن ولدتك..ووربتك
قال يبعد نظره عنها
- مادمت تريدين تحريض اختي على الحرام فاسمحي ان اقول بانني لن اعترف بامومتك
ابتعدت عنه بثثاقل
- ع...عصا..م انت ...انا لن اسامحك ...مادمت انت ...من قتلها...
قال عصام ببرود يطبطب على كتفها
- امي ..نامي وعندما ستصحين عندها يكون لنا كلام مختلف
وهمس بالقرب منها أكثر
- وسيحصل ذلك عندما لن تفرغي غضبك علينا وتعترفي بخطإك ....
ام أن والدي الذي هرب وتركك هو من يأتر فيك الى هذا الحد...خططك في الانتقام منه بعيدة عن متناول يدك فنامي افضل
سمع منها بعض الاصوات الغير المفهومة
ونهض من مكانه ... عندها رآى الممرضة الشقراء واقفة تنتظر الاوامر
- انيتا ابقي قربها ولاتتركيها تخرج من حالة النوم هته الى ان اجد لنا مخرجا من هته المصيبة
خرج من الغرفة وهو يغلق الباب عندها وجد زوج اخته ينتظره وهو فعلا في قمة التوتر مما يحصل لهته العائلة
- عصام ايمكنني ان اتحدث اليك؟
نظر اليه عصام وهو لايطيق اصلا ان يتحدث الان بل ما يفضله هو الانفراد وصب جام طاقته السلبية في شيء اجابي ألا وهو العمل
قال متوجها الى صالة صغيرة مريحة ببعض الكنبات البنية الفاتحة
ليجلس على احداها
- هل من امر مهم يدعوا الى ذلك؟
ميغيل فضل الوقوف امام اخ زوجته لينظر اليه جيدا عند الكلام
وعندما لاحظ عصام وقفته الغريبة قال:
- اجلس
- لا الافضل ان ابقى واقفا
-كما تشاء... تحدث اذن
اراد ميغيل ان يدخل في صلب الموضوع
- انظر يا عصام....انا اقدر لك المعروف الذي قدمته لي لكن الان فعلا بتت استطيع ان اعتمد على نفسي لذى افكر ان آخد نسرين وان نسافر الى احدى البلدات حيث ساقوم بأول مشروع لي في الاثريات لذى اتمنى منك ان تتنازل قليلا عنها
نظر عصام مقطبا والعضلات في فكه الصلب تتحرك
- اختي نسرين لن تخرج من مدريد ما حييت ستبقى قريبة منا لانني بصراحة انوي ان اجمع العائلة فتعلم جيدا اننا لا نعرف لنا عائلة في هته الحياة لذلك اريد ان تضل اختي وانت معها هنا ....وان تستمر في العمل في تلك الشركة ...لست ادري ما الذي سينفعك بالذهاب الى تلك البلدة لن تجد ما تريده هناك؟
- عصام اظنها حياتي وزوجتي ونحن حرين في ما نفعله
قال عصام وهو ينهض من مكانه
- اتريد مني الصراحة المطلقة ميغيل ؟...انا منذ ان تزوجت اختي وانا غير راض عن هذه الزواجة ....
في الحقيقة اريد منك ان تقتنع بفكرة الدخول للاسلام ولن تخسر شيء ستكون عندها اختي في مأمن معك وساكون قد اتممت ما علي.
حرك ميغيل راسه بشكل يدل على انه فعلا يكاد يجن من هذه السيطرة التي يفرضها عصام عليهم
- هلا ارحتني عصام وقلت لما انت هكذا ديكتاتوري؟ ولا تسمح للرأي الاخر بالمثول امامك لي قيمي ايضا ولاانوي التخلي عنها
- اذن خيرتك بديانتك او اختي ....فلا انوي ان تلد لنا اولادا مسيحين ويصبح التواصل بيننا صعبا وآسف لكن لكل واحد منا خياراته في الحياة ونحن المسلمون لنا مبادئنا واضنني عرضتها عليك مسبقا وقلت انك ستفكر فكان من الكرم مني وبسبب توسط اختي ان تركتها تتزوجك لكن ان لم تدخل الاسلام في هذا الشهر فلتطلقها افضل لها ولك
تركه عصام وكل الاعصاب في جسده متشنجة على الاخر
ليس انسان معقدا... ولاديكتاتوريا لكن يتحكم في الامور لمصلحتهم فمتى ياترى سيضهر لهم على صورة الاخ الاكبر على الاقل
فهو يحاول جاهد ان يأخد مكان والده الذي هجرهم
وان يملأه
يضنونه انسان قاسيا بينما قد ذرفت عيونه الدمع على الحادث الذي اصاب اخته والذي فعلا يثقل ضميره كثيرا حتى انه اصبح متعبا من هذه الحياة المرة في بلاد لاتعرف الرحمة
يريد ان يرى وطنه حيث قيل له انه فعلا وطنه وسيرحب به على اوسع الاحضان
يريد ان يزور صحاريه ان يرى جباله وبحاره
لا ان يقمع هكذا في بلاد لاينكر انها بلاده التي تربى فيها لكن بلده المغرب حيث ولد... تجري في عروقه مجرى الدم يريد ان يتجاوب مع عقول متمدنة ان يتحدث في تلك التقاليد وتلك الاعراف دون ان يستهزء منه البعض يريد ذلك الحضن الاصيل فالحمل على كتفه ثقيل ويتمنى ان يجد من يساعده في حمله
المغرب
على حدود الاراضي
في الكوخ المعلوم
كانت سميرة تجلس في مكانها لا تتحرك باتت تعد الساعات المرة وهي تدري انها عما قريب سينسحب كليا الغالي على قلبها الى قفص ذهبي
بالنسبة له مرصع
انه الرجل الوحيد الذي اتر فيها كثيرا والذي سلمت له قلبها وهاهو الان ينكر كل ما مر وما مضى
كأنها خرقة بالية
ذخلت هنا وردة متفتحة قسى عليها الزمن ومرت بضروف صعبة واحتواها هو ولم تجد لرقته مثيلا ولا في كلامه المثقف النبيل ما يجلب الملل
اصبح الخروج اليهم الان كمن يصب عليها زيوتا ساخنة
تحرق فؤادها
اليأس في قلبها يتوسع ويزيد تجذره وهو لم يفكر على الاقل بالمرور عليها وتوديعها بدل آخر مرة كان فيها هنا حيث تركها جريحة
كل العالم ينظر اليها كما لو كانت هبلى
لم تختر هته الحياة وتحسد صاحبة الحظ الوفير على حصولها على جوهرتها النفيسة
لم يقدرها احد كما فعل ولا شعر احد بانها انسانة كما فعل
لكنها هي تلك التي سيتزوجها من حرمتها منه
ذخلت عليها الغالية وضحكها يصل الى اذنيها
والتفتت سميرة اليها تقول :
- الا تستطيعين تحسين طريقتك في الضحك لست اتحملها؟
نظرت اليها الغالية واقتربت تلف دراعا على كتفها
- ان بقيتي على هذا الحال فلابد من اننا سنحضر لجنازة عما قريب
- لربما الموت افضل لي بعد فراقه
- نعم؟؟؟لا والله هذا ما كان ينقصنا انا امزح وانت تجعلينها حقيقة
جلست قريبة منها في احد الكراسي
- انظري حبيبتي هو من كان زبونا جيدا لنا وقد امتلكته من اول ظهور لك هنا قد انتهى وقته.... والافضل ان تبحثي لك عن غيره لسنا في محل يسمح لنا بان نترك لامور القلب بان تكون المسيطرة هنا
- متى تفهمين يا الغالية انني احبه
ضحكت الغالية وتغيرت ملامحها
- وهل حبك له من سيجعله يعود او سيربحك المال لكي تعيشي؟... عودي الى صوابك
قالت سميرة كما لو انها لم تسمع الكلام الذي صدر من الغالية
- انا انسانة مثلها اليس من حقي ان احضى بما تحضى به الان... اريد ايضا ان اعرف كيف هي حتى تسلبه مني بهته الطريقة؟
نهضت الغالية بحدة
- انظري الى وجهي يا امراة ...انا لست هنا امد المحارم للباكين على الاطلال انهضي وانفضي هذا القناع الذي يشعر المرئ بالغم واخرجي فعملك ينتظرك كالباقين
في القصر
في غرفة عثمان
وجد ان اليوم هذا يبدو له طويلا جدا
بعد ان انهى صلاته
فضل ان يلتهي الان فوق سريره في اللابتوب الخاص به حيث ينظم بعض المحاضرات الخاصة جدا
والتي هي جزء مهم في سفرته المقبلة
عندما انتهى منه اقفله واضطجع على ظهره يضع نظاراته على التسريحة الصغيرة قربه ويغمض عيونه حيث وضع عليهما كفاه لمدة دقيقتين
بعدها وضع يديه وراء رأسه سارحا بعيونه في الفراغ
افكاره ابدا لاتناوره الى تلك الثريا
يجد انها ستصبح بإذن الله امراة سوية على يده ويتمنى ان يجعله له الله في ميزان حسناته
فقد استخار مرارا وتكرارا
وهذا ما كتب الله
((لكن افعلا لاتهمني
لا انكر انني التهبت من لمستها انا الذي لم اتعود
ابدا على الضعف لأمرأة
بها شيء غريب لست ادري كيف لي ان افسره؟
كأنها نمرة... تحاول ان تتبت وجودها لكن بطريقة استفزازية
ولاانكر ان شخصيتها القوية تعجبني
وما زاد اعجابي هو تلك النظرة
سبحان الله
عيونها لم ارى لها شبيها
رمادية بشكل حقيقي مبهر
وخطوط تتعمق فيها سوادا وكم تفضح من مشاعر مع تمددها الاسود في الوسط
حقيقة انها كاملة الفتنة ولكن طبعا ليس هنالك من كامل سوى الله
استوقفت افكاره طرقة على الباب بخفوت تكاد لاتسمع
جلس يرهف السمع فاعيدت الطرقة مرة اخرى
تعجب
-عجب من قد ياتيني في هذه الساعة ؟
اتراه احد اخوتي لكن ليس بيننا طرق بل يدخلان عنوة
نهض من سريره وهومرتديا قميصا ابيض يصل الى اقدامه حيث يشعرفيه بالراحة
فتح الباب لتصدمه
عيونها وهي تذوب صفاء
اولا صدم لانها اتت في ساعة كهذه دون حياء ودونما خوف
وتاني شيء انها كانت تحمل صينية في يدها
دخلت مبتسمة ببراءة
اقفل الباب وراءه بالمفتاح ليستدير و ينظر اليها
دونما كلام
علمت جيدا ان نظراته الان كلها عليها
على الاقل تحضى الان بها لوحدها
اقتربت من التسريحة ووضعت عليها الصينية الصغيرة التي حطت فيها شيء ما ليأكله
والتفتت اليه
كانت قد تزينت قليلا بمكياج خفيف وعطرت نفسها بكثافة ارتدت بيجامة زرقاء فاتحة مع سروالها وربطت عليها روبا في نفس اللون واقتصرت على استلاف حجاب من ملابس اختها في نفس اللون ينزل بالتدرج
قال يحافض على اعصابه
- هل تستطيعين اخباري لما حضرتك هنا ؟
ازاحت الحجاب عن رأسها ليظهر تموجه الاحمر الجميل حول وجهها
- ليس هذا هو الاستقبال الذي انتظرته منك
اقترب متجاهلا نظرتها الخارقة ببرود وانحنى على الصينية
- هل هذا هو سبب حضورك الى هنا؟...على العموم شكرا لك لكن لم اذكر انني قلت اني اريد من احدهم احضار العشاء الى غرفتي
- انها مبادرة مني
قالتها وهي معجبة اشد الاعجاب بهيبته وكل ما ينم عنه من تصرف
كيف ان القميص الذي يرتديه يزيده جاذبية واكثر يضهر من تحت ثوبه اكتافه العريضة وصدره الطاغي الرجولة
لاحظ نظرتها وقال:
- الن تذهبي الان فلقد شكرتك على ما اعتقد؟
فجأة اقترب منها وكم ارتبكت لقربه ونظراته المتفحصة اليها رفع بإصبع واحد دقنها الرفيع ممعنا النظر
- اخبريني لما تخرجين بهذه المساحيق على وجهك... آخر مرة لك اسمح فيها ان تتزيني هكذا.... وانحنى يمسك يدها يلاحظ عليها طلاء خلابا في الاحمر
- وهذه لما هي على اصابعك كيف لك ان تصلي باصابع مصبوغة؟
قالت متأترة بلمسته
- اطليها عندما ...انتهي من الصلاة
- لاتكرري الامر ثانية اتسمعين
ابتعد وغضب غريب ينضج شيء فشيء في نفسه ليلتفت اليها
- لما لاتخرجين ثريا ؟
تجاهلت جملته وهي تقترب منه فلاحظت ان نظرته غصبا عنه بدأت تلين وعندها قالت بأدب
- ارجوك عثمان هل يمكنني ان ابقى قليلا ؟لا اريد سوى الكلام عن امر مهم سيهمك اكثر مني وسيهمني اكثر منك
تنهد
- استغفر الله من اين لك هذا العناد؟ لو لم ...يكن الامر مهما كما تقولين لما تركتك تبقين دقيقة
اقتربت منه اكثر ووضعت يدها ببطئ على خده القوي تتحسسه وشعرت ان اصابعها تهتز برقة من فرط ذلك الشعور الذي ولاول مرة تختبره
شعر انها تلعب به بشكل ما
فهاهي تلمس خده بكل جرءة رغم ان الحياء بينهما قد كسر هذا المساء
وتقول في نفس الوقت تريد الكلام في موضوع ما
لكن
كرغبة رجولية سرت في عروقه
تلونت عيونه من اضطراب تلك المشاعر واراد ان يمسك بيدها ليدفن شفاهه فيها
انها حلاله
لكن ابدا ما ترك لها ان تنتصر عليه او ان يضهر لها انها من الممكن ان تكون نقطة ضعف له
رفع احدى يديه ليلمس جبينها الناعم
- ما الذي يجري لك...هل الحمى تفتك بروحك ام ماذا بالظبط؟
انتفضت من كلماته التي كسرت ما كان يسري بينهما من تيار لفترة قصيرة
ازاحت يدها وهي تدري انه ليصعب عليها ان تجزم بانه قد يتقبل الخبر المفجع لرجولته وشرفه
اقتربت من حافت السرير الوسطى لتجلس وجلس هو بدوره ونصف ابتسامة من الجهة الاخرى تظهر انتصاره عليها
اما هي فقد امتحنت الان شعورا مألما جارحا شاق عليها فعلا ان تتجاهله ولاتدري لما رغبت فجأة بالبكاء
كسرها من غير إبانة واصابها اصابة معنوية موجعة
في صميم قلبها المتجزئ اصلا
منذ ان قاست الامرين في تجاهل مصيبتها لكن الامر وصل الى النقطة التي خافت منها
قال لها يجلس براحة:
- ما الامر الذي تريدينني فيه الان؟
- الست زوجتك؟
نظراليها ويرى ان نظرتها هائمة كفتاة عمياء
ولايعرف لما أثارته نظرتها المختلفة الذابلة
- انت ..زوجتي طبعا لكن لما هذا السؤال الغريب؟
نهضت مبتعدة عنه لتلتفت بالكاد تلتقي عيونها به من الاضطراب الذي يخنقها
قال مرة اخرى بصوت اكثر قوة لكن بهدوء
- الن تجيبي؟
فزعت من نبرته لذى بادرت بالقول
- منذ سنتين تقريبا تعرضت لحادث ...ارتعشت يدها وهي تضمها على دراعها الاخرى فوق صدرها ...عثمان انت انسان مؤمن اليس كذلك؟ وتعرف جيدا الله سبحانه وتعالى وهو ارحم الراحمين وايضا رؤوف بعباده ويغفر للتائبين مهما اخطئوا رغم ان....
توقفت تنظر اليه وهو يقترب منها ليهمس بغضب مكبوت
- ثريا ...ليس لدي الوقت لاستماع لك فما تقولينه... الحمد لله اعرفه ...لكن ما اريد ان اعرفه هو لماذا تماطلين؟
تكاد انفاسها تتوقف رعبا
- انا يا عثمان تعرضت لحادث كاد يودي بحياتي الى غير رجعة بسرعت الدراجة الهوائية التي ركبتها في ذلك اليوم...لم اخبر امي لكي لاتجزع لكن اقسم انه لم يكن بخطأ مني
لايزال يمعن في شفاهها وماتخرجه من كلمات باهتمام
- وبعد؟ الام ترمين؟
ترقرقت الدموع الموجعة في عيونها
- فقدت عذر....عذرٍٍٍرر..يتي لكن والله يا عثمان ما كان بيدي والله كان مقدرا وماتمنيت في ح...
ظهرت عليه الصدمة فعلا حيث ابتعد عنها ونظراته تتفرق في الزوايا
شعر انه تلقى ضربة شديدة القوة والعنف على صدره
شعر ان ما قالته اتر فيه بشدة وهز نفسيته وانفعاليته التي عهدها دائمة الهدوء
تنفس بعمق عميق وهو مغمض العينين
يصر على اسنانه والغضب يتأجج في نفسه كبركان سيثور كما لو انه يخول له قتلها كابسط الحلول لاعادة دلك الشعور بانه انقد شرفه من الضياع
سمعها تهمس مقتربة منه بخوف
- عثمان ارجوك قل شيء ..انا ساتقبل منك اي شيء فقط ...الا تعلم امي ارجوك عثمان اجبني وارحني ..ارجوك
- اجلسي
قات لاتكاد من اضطرابها تدري ماقاله
-ماذا؟
- هل سأعيدها؟قلت اجلسي
اطاعته وبقيت تحت نظرته الثاقبة الغامضة التي تكاد ان تقطعها اربا لتنتهي برميها خارجا
فقد جرحت كرامته بهذا الخبر الى ابعد حد
نخرته ونحرته كما تنحر الشاة
دمرت عنفوانه وشخصيته الهادئة جعلت منها شخصية كريهة لابعد حد ماظن نفسه قادرا على ان يصبحها يوما
ولاتزال اذناه ترفضان اختزال الكلمات لينتهي بالفهم
لكنه فهم تماما ما حصل
لقد خدع وممن ؟؟ اقرب الناس اليه؟ ابنة عمته
لايريد التصديق
لكن رزانته حكمت في تصرفه
كانت تنتظر بترقب مزعج للروح وموتر للاعصاب
قال بعد لحظة
- اخبريني امرا... هل لديك دليل على كلامك؟
صعقت من كلمته ما ظنته سيشك ويبدأ باول شيء يريحه وهو الدليل
- للللا ....كانت لدي ..اوراق العمليات والفحوصات لكن ....
ارتطم رأسها بقوة مع الفراش ولم تكن الرطمة تلك مألمة بل...هي الصفعة التي تلقتها منه
آالمتها وتركتها هكذا بدون حراك
امسكها من دراعها ليتبتها امام عينيه وقال بصوت يخرق الاضلع بحدة
وبادلته نظرته بعيونها الدامعة لكن لم تؤثر به البتة
- كم منهم من استطعت ان تخدعي بلعبتك ولم تنجحي؟ ...حركها بقوة...اخبريني؟ كيف استطعت خداعي بهته البساطة والتمكن من ضمان مستقبل ناجح بعد هذا ...او تدرين شيء هذه الصفعة كانت اول صفعة في حياتي وآخر صفعة سأعطيها لاحدهم ....اما انت يا ثريا فعقابك سأتفنن فيه مع الوقت والزمن سأجعلك تندمين على كل دقيقة أردت فيها الاستهزاء بها مني...ارخى عنها يده بصعوبة من الرغبة التي واتته في خنقها قال:
- اخرجي الان من غرفتي ولاتعودي بالظهور امامي الى ان اهدئ ....لكن لاتتأملي كثيرا ثريا فالعقاب لن يكون ضئيلا تفضلي بالخروج
كان جسدها يرتعد مما حصل للتو ولكنها لاتدري لما شعرت ببعض الراحة على الأقل لن يفضحها ولن يخبر امها ...لكن مانوع العقاب الذي يحضره وجدت ان كل شيء يهون الان بعد ان شعرت بضميرها مرتاح
يتبع................
من جوهرة لاغلى الناس