المنتدى :
طب الاعشاب واسرارها
القرفة --هل تفيد في علاج السكري؟
القرفة.. هل تفيد في علاج السكري؟
--------------------------------------------------------------------------------
س: سمعت أن بالإمكان علاج مرض السكري بتناول خلاصة من القرفة (الدراسين). إلا إنني أشك في أن هذه الخلاصة شافية. ولكن هل هناك فعلا ما يؤكد فائدتها؟
ج: قبل عدة سنوات، سمعت الشيء نفسه من صديق لي. وكانت ردة فعلي الأولى مماثلة لما ذكرت. إلا أن صديقي كان ضالعا في جوانب الغذاء ويعاني من مرض السكري من النوع الثاني، ولذلك فقد شرعت في التدقيق في هذا الأمر. وقد نشرت نتائج لعدد من الدراسات العلمية ـ لتجارب مراقبة عشوائية استخدمت فيها حبوب وهمية ـ على القرفة، اختبرت فيها مجموعات من المرضى بداء السكري من النوع الثاني أو بحالة ما قبل السكري. وشملت غالبية التجارب عددا محدودا نسبيا (بين 20 و60 شخصا)، واستمرت لفترة قصيرة (لعدة أسابيع). وأظهرت أغلبية طفيفة من تلك الدراسات أن القرفة قد أدت إلى تقليل سكر الدم، أكثر من الحبوب الوهمية. بينما لم تظهر بقية الدراسات أي فوائد لها.
* تأثير القرفة حينما يجري الإعلان عن تأثيرات فعلية لعلاج «مستحيل»، ويصعب علي تصديقه، فإني أبحث عن تفسير له في الجوانب الكيميائية البيولوجية لعمله. وبالنسبة للقرفة والسكري، فهناك جانب معين من تلك الجوانب، يدخل فيه الغلوكوز، والأنسولين، ومستقبلات الأنسولين.
الغلوكوز هو نوع من السكر البسيط الذي يدور في مجرى الدم. وتعتمد كل الخلايا على الغلوكوز للحصول على طاقتها، ولذا فإن على الغلوكوز البحث عن طريق للمرور من مجرى الدم نحو الخلايا. أما الأنسولين فهو هرمون يدور أيضا في مجرى الدم، وعندما يلتصق الأنسولين مع التراكيب الموجودة على الجزء الخارجي للخلايا، التي تسمى مستقبلات الأنسولين، فإنه يعمل كما لو أنه يفتح أبواب الخلايا لكي يمر الغلوكوز إلى داخلها. ولدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني تقاوم الخلايا، تأثير الأنسولين، ولذلك فإن الغلوكوز لا يستطيع الدخول إليها ويظل في مجرى الدم.
وتمتلك القرفة عددا من المركبات الكيميائية التي تحفز مستقبلات الأنسولين، وبذا يكون بمقدور الغلوكوز النفاذ إلى داخل الخلايا، وبالتالي فإن مستواه في مجرى الدم سيقل. ولا تزال المناقشات دائرة حول ماهية المركبات الحاسمة التي توجد في القرفة التي تقوم بعملية التحفيز تلك.
ولذلك، فإن القرفة ليست هي العلاج النهائي لمرض السكري. وإضافة إلى ذلك فإن هناك حاجة لإجراء دراسات أوسع بمشاركة عدد أكبر من الأشخاص ولفترات أطول للبحث في هذا العلاج «الطبيعي». وينصب حدسي الشخصي على فكرة أن القرفة، وأنواعا من الأغذية الأخرى، قد تمتلك بعض المزايا في علاج السكري من النوع الثاني، على أكثر الاحتمالات كمادة تكميلية، أكثر من كونها مادة تحل في محل الدواء اللازم.
|