لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-09, 03:40 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جدة




منزل حسن




55 :2 ظهراً


~ رهف ~




ركضت إلى حجرتها و هي تبكي و تشهق بشدة ..




هديل كانت تنتظرها في الأعلى ..




و بمجرد أن رأتها ألجمتها الصدمة ..




لم تنتبه رهف إليها ..




كانت تريد أن تلقي نفسها على سريرها ..




تريد أن تضم وسادتها إلى صدرها وتعتصرها بين ذراعيها ..




كما اعتصر الألم قلبها ..




و بالفعل ..




وصلت إلى حيث تريد ..




و أطلقت العنان لصرخاتها ..




لحقتها هديل في رعب : رهف .. رهف حبيبتي اشبك ؟؟ ..




لم تمنحها أي إجابة ..




و لكن ..




تكفي دموعها ..




يكفي صراخها ..




تكفي شهقاتها ..




تكفي لتعلم بأن مصيبة جديدة قد وقعت على رأس أختها ..



.



أسرعت نحوها ..




جلست بقربها ..




أخذت تربت عليها و هي تبكي : رهف .. حبيبتي .. خلاص الله يخليك خلاص ..




صرخت رهف في ألم : آآآآآآآآآآآآآآه .. شافني رجال غير جاسم يا هدييييييل .. شافني واحد غير جاااسم ..




اتضحت الصورة لهديل الآن ..




والدها لم ينتظر طويلاً ..




بمجرد أن سنحت له الفرصة ..




بدأ بتنفيذ مخططه دونما تأخير ..




أراحت رأسها على ظهر أختها و أصبحت تبكي هي الأخرى ..




تبكي على حياتها التي دمرها والدها مسبقاً ..




عندما أجبرها على الزواج من إنسان بغيض ..




تبكي على مستقبل أختها الحبيبة ..




ذلك المستقبل الذي سيتحطم قريباً ..




كما تحطم مستقبلها هي ..





@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة




10 : 3 ظهراً
~ تركي ~




يرتدي نظارته الشمسية ..




يسبح في أفكاره وتخيلاته و هو يقود سيارته الفاخرة في صمت ..




تذكر شكلها ..




ملامحها الفاتنة ..




دموعها الغزيرة ..




صوتها الرقيق الذي خنقته العبرات ..




ابتسم في خبث ..




و نطق بكل ما يجود في نفسه من حقد : لساااا .. الخير جاي يا بنت حسن ..





@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده

منزل حسن


في نفس الوقت ..



~ حسن ~




كان في طريقه إلى الدور العلوي ..




يريد أن يكمل على تلك المسكينة التي تموت ببطء في الأعلى ..




و عندما لامست قدمه السلالم ..




تردد صوت جرس الباب في أنحاء المنزل ..




لم يعره أي اهتمام ..




الخادمة موجودة ..




و ستفتح هي الباب ..




أكمل طريقه إلى أعلى ..



إلا أنه ..




: حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــســـــــن .... !!! ..




توقف حسن في مكانه ..




و الصدمة على محياه ..




التفت في حدة إلى مصدر الصوت الغاضب ..




لتصدم عيناه بجاسم و الشرر يتطاير من عينيه ..




و جسده ينتفض من الغضب ..




قطب حسن حاجبيه : جاسم ؟؟؟!!!! ..




صرخ جاسم في غضب : يالحقير .. هذي آخرتها معاك ..




انتقلت شحنات الغضب إلى حسن ..




نزل بسرعة ..




و صرخ بعصبيه : ياللي ما تستحي على وجهك ..لك عين تسبني في بيتي ..



اطلع براااا ..




ركض جاسم إليه و هو يصرخ : ماني طالع ..




..و بدأ القتال ..




اشتبكا بعنف ..




و كل منهما يكيل للآخر لكمات قاسية ..




صرخت الخادمة في رعب و هي تتابع ذلك المشهد الدامي ..




ركضت بسرعة إلى الأعلى ..




صاح جاسم و هو في خضم معركته : ما كفاك اللي سويته في أخواتها ..ما كفاك اللي سويته في خالتي يالـــــــــخــــــــــــســيييييس ..




.






في نفس اللحظات ..




هديل كانت تمسح دموع شقيقتها في عطف ..




أخيراً استطاعت أن تهدئ من روعها ..




و لكن للأسف ..




فتحت الخادمة الباب بقوة ..




كانت تلهث في رعب ..




التفتتا إليها في فزع ..




صرخت في رعب : بابا هسن بابا جاااسم ..




انتفضت رهف في مكانها بمجرد أن سمعت باسم جاسم ..




قفزت من فوق سريرها ..




و ركضت و هي تصرخ كالمجنونة :لاااااااااااااااااااااااا ..




لحقتها هديل بسرعة ..




وصل إليهما الصراخ القادم من الدور الأرضي ..




اقشعر جسدها رعباً ..




و زادت من سرعتها : رهااااااااااااااف ..




جذبت أختها الصغرى من ذراعها بشدة ..




فتراجعت رهف للخلف إثر فعل شقيقتها : لااااااااااا .. سبيينيييييييييي ..




قبضت هديل على كتفي رهف بقوة ..




وصاحت في توتر : بس .. اسكتي يالمجنونه .. اسكتي ..



أبويه لو سمع صوتك راح يزيد .. بعدين كيف تبغين تطلعين قدام جاسم .. هاه ؟؟؟ ..




هزت رهف رأسها في انهيار ..




قلبها كان يتمزق لصوت جاسم ..




حاولت أن تتحرر من قبضة أختها ..




شهقت بألم : هدييييييييييل .. الله يسعدك .. الله يسعدك ..



و الله أبويه راح يقتله .. راح يقتله ..




ارتفعت الأصوات القادمة من الأسفل ..




زادت حدتها بدرجة كبيرة ..




صرخت رهف : لاااا .. جاســ




طااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااخ ..




.





كتمت أنفاسها في رعب ..




و هي تفكر في مصدر ذلك الصوت ..




تركت هديل كتفي أختها ..




و هي تنظر إلى الممر الذي يقود إلى السلالم في رعب ..




و تتساءل عن ماهية ذلك الشيء الذي تحطم ..




تحطم..




كالزجاج ..





@@@@@@@@@@@@@@@




جدة




25 : 3 ظهراً


~ رائد ~




خفق قلبه في شدة عندما شاهد سيارة جاسم تقف أمام الباب ..




نزل من سيارته بسرعة ..




ركض إلى الداخل ..




و هتف : جــــــــاااســـــم ..




اشتد رعبه عندما شاهد باب المنزل الداخلي و قد فتح على مصراعيه ..




واصل طريقه إلى الداخل ..




الهدوء كان يخيم على المكان ..




مضى بخوف ..




إلى أن وصل إلى الصالة الرئيسية ..




هنا ..




تجمدت أطرافه ..




جحظت عيناه في رعب ..




لم يكن قادراً على استيعاب المنظر الذي أمامه ..





رفع عيناه إلى والده في بطء شديد ..




هز رأسه في صدمة .. لا .. لا ..




.




هتف حسن و هو يلهث : دق على الإسعاف بسرعة ..




لم يستطع رائد أن يبرح مكانه ..




شعر و كأن قدميه قد تصلبتا ..




و عيناه ..




معلقتان بوجه والده ..





: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..





انتفض في رعب ..




رفع رأسه إلى الأعلى بحده ..




أعلى السلالم ..




لتصدم عيناه رهف ..




تمزق قلبه ..




** .. لا .. لا يا رهف .. لا ..



ليش جيتي .. ليش .. ليش؟؟ .. ** ..




هديل كانت جاثية على ركبتيها ..




تتأمل المنظر أمامها ..




في انهيار ..




.



ركضت رهف ..




نزلت السلالم ركضاً ..




تحرك رائد بسرعة ..




ركض نحوها و تلقاها بين ذراعيه ..




منعها من مواصلة الطريق ..




ضربته على صدره و هي تصرخ و تبكي بشده : لاااااااااااااا .. ابعد .. ابعد .. ابعد عن طريقي .. ابعد يا رااائد .. .. جااااااااااااااااسممم .. جااااســــــــــــــــــــم..




انقطع صراخها ..




و تلاشى صوتها بضعف ..




شيئاً فشيئاً ..




.




رفع حسن جهازه المحمول ..




اتصل على الإسعاف ..




ثم أعاد جهازه إلى جيب ثوبه ..




والتفت إلى رائد في غضب : و لد .. تعال شيله انتا والخدامه ..


.




رائد ..




كان يبكي ..




يبكي في صمت و هي يقبض بيديه على كتفي أخته ..




أخته التي أصبحت كالعصفور الصغير الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ..




يبكي على نفسه في هذا الموقف ..




هو ..




كالخاتم في إصبع والده ..




كالآلة منذ صغره ..




يحركها والده كيفما شاء ..




ليس له أن يعترض ..




أن يقول لا ..




أمره والده ..




عليه أن ينفذ بدون أي مناقشة ..


.




تحرك حسن في عصبية ..




دفع رائد بقسوة بعيداً عن رهف ..




و جذبها مع شعرها ..




فصرخت في ألم ..




صرخ حسن وهو يصفعها على وجهها بقسوة شديدة : بـــــــس ..




و دفعها بقوة على الأرض الملساء الباردة ..




اصطدم جسدها بالأرض ..




فأطلقت آهة متأملة ..




دفعها قلبها المحترق ..




لا ..




جسدها الضعيف ..




انقطع صوتها بعد ذلك ..




و خصلات شعرها الكستنائية تغطي وجهها ..




رفع حسن رأسه إلى الأعلى : انتي الثانيه .. قومي شيليها بسرعه و اقلعيها فوق ..




عادت هديل إلى و عيها ..




وقفت بسرعة ..




و ركضت إلى أختها ..




حملتها مع الخادمة ..




و عادت بها إلى حجرتها ..




.



خرج حسن مسرعًا مع الباب الخلفي للمنزل ..




.




أما رائد فقد مكث ينتظر سيارة الإسعاف ..




إلى أن وصلت و حملت جاسم ..




خرج معهم إلى الشارع ..




و إذا بسلمان ينتظره : جاااااااااسم!!!!!!..




ركض إلى شقيقه ..




لكن الطبيب وقف في وجهه : مو دحين ..حالته صعبه .. لازم ننقله بسرعه ..




ضغط رائد على أسنانه و هو يشاهد الصدمة الكبيرة على محيا ابن خالته ..




أطرق برأسه في حرج ..
.




سلمان ..




لم يشعر برائد الذي يقف بعيداً عنه ..




كان الغضب يزلزل أركانه ..




يعلم يقيناً بأن حسن هو المسؤول عن هذا الأمر ..




كان بوده لو يهجم عليه الآن في منزله و يقتله ..




لكن ..




خوفه على شقيقه كان أكبر ..




ركب معهم في سيارة الإسعاف ..




و اختفى عن الأنظار ..



@@@@@@@@@@@@@

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 22-09-09, 03:46 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جدة




القصر




00 : 4 عصراً



~ تركي ~




دخل إلى القصر ..




أزاح نظارته الشمسية عن عينيه ..




و استقل المصعد إلى الدور الثاني ..




توجه إلى جناح والدته ..




طرق الباب ..




أتاه الرد الرقيق : تفضل ..




فتح الباب ..



دلف إلى داخل الجناح الفاخر ..




طالعه وجه أمه الصارخ الجمال : حيا الله تركي ..




اقترب و جلس على المقعد الوثير أمامها ..



انشغلت ببرد أظفارها ..




وسألته بفضول : هاه .. سويت اللي في راسك ؟؟..




أجابها باقتضاب : ايوه ..




حركت شفتيها دلالة على عدم اقتناعها : طول عمرك راسك ناشف ..



قلت لك أخطبلك ميساء .. حسب و نسب وجمال .. بس انتا اللي رفضت ..




عقد ساعديه أمام صدره : حتى اللي خطبتها مو ناقصها جمال ..




أجابته في كبر : مهما كان .. أبوها هوا الوحيد الغني في



عيلتهم .. و الباقين كلهم فقارى ..




قال في صرامه : ما هموني ..




حركت والدته كتفيها بلا مبالاة : كيفك .. انتا اللي بتتزوج و لا أنا ..




استطرد : وحدننا الموعد..




رفعت بصرها إليه : متى ؟؟ ..




قال : الأسبوع الجاي..




حملقت فيه بصدمة : الأسبوع الجاي !!!! .. انتا تجننت .. ؟؟ ..




أجابها في هدوء : أجل كيف لو قتلك إن كتب الكتاب و الزواج في يوم واحد ..




شهقت والدته: لاااااااااااااا .. انتا أكيد انهبلت .. تبغى تجهز كل شي بهذي السرعه ؟؟..




أجابها في برود : أنا حــر ..




صمتت للحظة ..



قبل أن .. تبتسم بسخرية : براحتك ..




ثم حركت خصلات شعرها الأشقر بدلال و قالت :



فيه شي ثاني تبغاه ؟؟ ..




نهض من مكانه : لا .. سلامتك ..




و غادر المكان ..




تبعته ببصرها إلى أن خرج ..




ثم همست بحقد : عمى فـ عينك الله يآخذك .. عساها تكون غمّة عليك ..



و ما تشوف الهنا معاها و لا ساعه ..




رمت المبرد ..




و نهضت من مكانها و هي تمشي بكل كبر ..




جلست على سريرها الملكي ..




ثم رفعت هاتفها المحمول ..




ضغطت على أحد المفاتيح ..




و نظرت إلى الشاشة ..




و إلى صورة الرجل التي تحتلها ..




قبلت الصورة : يا حبيب قلبي انتا ..




رفعت حاجبيها عندما اهتز الجوال في يدها ..




ثم ضحكت و هي ترى اسم المتصل ..




: ألووووووووو .. هلا .. هلا بناسي .. هلا بروحي و كل دنيتي ...




ضحكت في دلال و هي تستلقي على سريرها : دووووووبي كنت أفكر فيك .. لا بالله .. خلاص ولا يهمك .. اليوم في الليل و أنا هناك ..





و انشغلت بالحديث..




مع ذاك الرجل ..




.




.




وفي جهة أخرى من القصر ..




ملاك .. في صورة بشر ..




.





ابتسمت و هي تتأمل تلك الورقة البيضاء ..




كانت تحمل رسومات طفولية عديدة ..




و خط طفولي بـ : أحمد ..




و خط جميل آخر بـ : جوري ..




شعرت بالدموع تترقرق في عينيها ..




مدت يدها وتحسست الرسومات في حنان ..




قبل أن ..




تضم الورقة إلى صدرها ..




و تتساقط دموعها على وجنتيها : الله يسعدك .. الله يسعدك و ين ما تكون ..




~ طق .. طق ~




شهقت و هي تلتفت للباب : مين ؟؟؟؟؟ ..




: تـركي ..




ارتجف قلبها ..




فأخفت الورقة بسرعة ..




و مسحت دموعها على عجل ..




قبل أن تركض نحو الباب العريض ..




فتحته ..




و لم تملك إلا ..




أن تبتسم لمرآه : يا هلاااا و الله ..




و أفسحت له الطريق : حياك يالشيخ .. تفضل ..




لاح على شفتيه شبح ابتسامة : تسلمين يالشيخه .. ذاكرتي ؟؟ ..




هتفت بمرح : يوووووووه .. توتووو .. و الله غثيتني .. ذاكرتي ذكراتي .. تراه أسبوع مراجعه مو اختبارات ..




مد يده و أمسك أذنها برفق و هو يقول : انتي ايه ؟؟ ..




انفجرت بالضحك و هي تدفع يده : ثانويه عااااااااامه .. و الله أدري ..




أعاد يده إلى جواره و هو يسألها : رايحه التحفيظ اليوم ؟؟ ..




هتفت بسعادة : ايييييوه .. خلاص ما بقيلي شي و أخلص الجزء العشرين ..




ربت على كتفها : و الله إني فخور فيكِ ..




ضحكت بمرح : الله يسلّم قلبك .. طيب ليش ما تسير زيي ؟؟ ..




أومأ برأسه : قريب إن شاء الله ..




ثم سألها باهتمام : محتاجه شي .. ؟؟ ..




هزت رأسها نفيًا و أجابت بطريقة تدل على اعتيادها للسؤال : و الله موووووو محتاجه شييي ..




ثم تظاهرت بأنها تذكرت شيئًا : إلا والله .. شي مره مره مره ضروووورررررييييي ..




زوى مابين حاجبيه : اش هوا ؟؟ ..




ضربته على كتفه : انك تبتسم .. تراك تغثني بجمودك ..




صرخت بمرح عندما عبث بشعرها : تركيييييييييييييييي ..




تركها و غادر ..




ابتسمت برقة و هي تمسك بالباب ..




تبعته ببصرها حتى اختفى ..




ثم همست : الله يحفظك يا أحلى أخو ف الدنيا ..




.







دلف إلى جناحه ..




خلع غترته ..




ألقى بنفسه على السرير الوثير ..




أغلق عينيه ..




و سبح في بحر أفكاره ..




.




رفع رأسه عندما سمع رنين هاتفه ..




أمسك به ..




و قرأ الرسالة التي وصلت إليه..




~ ~ ~ ~




من ( أبو خالد )




تركي .. لا تنسى الاجتماع بعد بكره في الرياض ..


~ ~ ~ ~




أغلق الجوال ..




و سرح ببصره في سقف الغرفة ..




ثم همس بغموض : مسكين يا أبو خالد ..



بس لو تدري اني خطبت بنت ذاك الحقير ..




@@@@@@@@@@@@@





عائلة الوليد بن نايف الـ*****




الأب : الوليد ( متوفى منذ ثلاث سنوات ) .




الأم : ساميه .




الأبناء :



تركي ( 28 سنة ) رجل أعمال محنك , ذائع الصيت .




البنات :



جوري ( 18 سنة ) طالبة في الثانوية العامة .




@@@@@@@@@@@@@@






جدة




المستشفى




40 : 5 عصراً




اختلط الهواء البارد برائحة العقاقير و الأدوية ..




جو كئيب مخيف ..




لا يجلب ذكريات محببة ..




.




~ سلمان ~




كان يسير أمام غرفة جاسم ذهاباً و إياباً بتوتر شديد ..




توقف للحظة ..




جلس على أحد المقاعد القريبة ..




عقد أصابع يديه و وضعهما فوق رأسه ..



و هتف بتضرع : يا رب لطفك .. يا رب رحمتك .. يا رب قومه بالسلامه ..




.... : سلـــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــان ..




هب واقفاً في دهشة و هو ينظر إلى القادمين : عمي !!!!!!!!! ..




وصل إليه عمه ( أبو لؤي ) و برفقته ..




ابنه لؤي ..




و ... رائد ..




سأله أبو لؤي في لهفه : هاه .. بشر .. كيف جاسم دحين ؟؟ ..




قال سلمان بعصبيه : ما أدري .. ما أحد خرج من الغرفه للآن ..لهم أكثر من ساعه ..دكتور خارج و الثاني داخل و كل ما أسأل واحد يقلي استنى شويه ..




ربت أبو لؤي على كتفه مطمئناً : إن شاء الله خير .. انتا هدي أعصابك و اجلس ..




استدار سلمان إلى المقعد و .. صرخ : شـــوفوه ..




ركض مسرعاً باتجاه الطبيب الشاب الواقف أمام الحجرة بزيه الأخضر ..



و لحقه الجميع ..




هتف سلمان في لهفه : هاه دكتور .. بشّر ..




نظر إليه في صمت ..



و هو ينزع الكمامة عن فمه ..




سأله أبو لؤي بسرعة : يا ولدي كيفه جاسم ؟؟ .. طمنا ..




التفت إليه الطبيب : انتا أبوه ..




هز أبو لؤي رأسه نفيًا: لا .. أبوه متوفي الله يرحمه .. أنا عمه ..




صرخ سلمان على الطبيب في عصبيه: ياخي اخلص .. أخويه كيفه ؟؟ ..




أجابه بهدوء : عالجنا الجرح .. و قدرنا نوقف النزيف بفضل الله ..بس ..




هتف الكل في نفاد صبر : بس ايش ؟؟ ..




عقد الطبيب يديه أمام صدره : الضربة كانت قوية ..عشان كذا أبغاكم تتوقعون أي مضاعفات للحاله ..




قطب سلمان حاجبيه و قال في ضيق : مضاعفات ؟؟!! ..يعني ايه مضاعفات ..




أشار إليه الطبيب : تفضلوا معايا على المكتب ..




صرخ سلمان بحنق : ماني رايح .. تكلم دحين و خلّصني ..




صمت الطبيب للحظة .. قبل أن يقول في هدوء : الضربه كانت على الراس ..وانتا عارف انه مكان خطير .. يعني .. ممكن يفقد شي من حواسه .. أو




قبض سلمان على ذراع الطبيب في غلظة و هو يتمتم في ألم : أو ايش ؟؟..




ربت الطبيب على يد سلمان بلطف : أو .. يتعرض للشلل ..




شهق سلمان وتراجع إلى الخلف ..




أما البقية فقد اكتفوا بالتحديق في الطبيب ..




الذي قال على الفور : يا جماعة الخير استهدوا بالله ..الفحوصات الأوليه أظهرت لنا هذا الشي ..لكن لسا في أمل كبير ..قدامنا أربعة و عشرين ساعه ..و بعدها راح تتضح الصوره ..




ألقى سلمان بجسده على المقعد خلفه ..



ووضع رأسه بين يديه ..




زفر الطبيب في حراره : أخوي .. قول.. اللهم أجرني في مصيبتي و أخلفني خيرًا منها ..




تمتم سلمان بالكلمات بينه و بين نفسه ..



و هو يداري ألمًا يحتل جنبات قلبه ..




التفت الطبيب إلى أبو لؤي: بعد إذنكم .. أنا مضطر أمشي دحين ..و أي شي تبغونه .. أنا جاهز ..




أومأ أبو لؤي برأسه .. و قال في امتنان : جزاك الله خير يا ولدي ..بس ما عرفتني باسمك ..




ابتسم الطبيب : أحمد الـ ***** ..




صافحه أبو لؤي: حياك الله يا ولدي ..




تركهم أحمد ..




و ذهب لتفقد مرضاه ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




جدة




أحد المقاهي




في نفس اللحظات


~ مسعود ~



اتسعت عيناه في صدمة و هو ينظر إلى الجالس أمامه ..



ابتلع ريقه ..



و هتف برعب : اش سويت ؟؟. ..




غمم حسن ببساطه : زي ما سمعت .. أعطيته بالتحفه على راسه .. و بكل قوتي ..لدرجة انها بالرغم من كبرها .. تكسرت ..




لم يستوعب مسعود الأمر جيداً ..



فقال بصدمة : ضـ .. ضـ .. ضربته على راسه .. خطيب بنتك .. !!!!!




وضع حسن كوب القهوة على الطاولة و صرخ : ايوه ايوه.. لمتى بأجلس أعيد ؟؟؟..




أغلق مسعود فمه المفتوح ..



ثم هز رأسه في أسف ..



و تساءل بحيرة : و انتا يالمجنون اش اللي خلاك تسوي كذا ؟؟..




أسند حسن جسده لظهر الكرسي و قال بعصبيه : انتا ما شفته كيف دخل عليا في البيت تقول ثور هايج ..كله بس عشان فسخت خطوبته من رهف..أصلاً أنا من البدايه ما كنت موافق ..بس قلت أخليه معلق ..عشان الناس لما يدرون انها مخطوبه ..ما يجون يزهّقوني و يطلبونها ..يعني تقدر تقول كنت حاطه درع تمويه و بس ..




مسعود : و كيف تقدم لها تركي ؟؟ ..




أجابه حسن وهو ينفث دخان سجارته : تركي مو من العايله ..




دفع مسعود جسده إلى الأمام : دحين قلي ..اذا الولد سار له شي اش راح تسوي أصلاً أكيد الشرطه تدور عليك دحين ..




ضحك حسن : هوا أكيد راح يسير له شي هذي ما فيها كلام بعدين انتا اللي تسأل هذا السؤال يا مسعود ..




و انخرط في موجة أخرى من الضحك ..





@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



يـــتـــبــــع

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 24-09-09, 04:07 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
.

الفصل الــــــــــثانـــــــي



~~~~~~~~~




~ آهاتٌ موجوعة ~




**********************
و لَرُبَ نَازِلَةٍ يَضِيقُ بِها الفَتى ذَرعًا و عِنَدَ اللهِ مِنها المَخْرَجُ
الرياض



شركة تجارية ضخمة



الدور الثالث



50: 5عصراً





~ شاب في الثامنة و العشرين من عمره ~



: ايه .. ايه فهمت .. يوصــ .. يوصل إن شاء الله .. مع السلامه ..



أغلق جهازه و التفت إلى الرجل الذي يقف خلفه مؤكدًا : فادي مثل ما بلغتك المستندات كلها



توصلها ليد نواف .. الحين ينتظرك أسفل ..



أومأ فادي برأسه في صمت و استدار متجهاً إلى المصعد و لم تمر دقيقه حتى هتف : ....... أووووبس ..



تراجع للخلف بسرعة و هو ينظر للجسد الذي اصطدم به , نحيل , متوسط الطول ذو وجه طويل و عينان واسعتان و أنف مدبب , قال معتذرا بلهجته السورية : سوري استاز فارس ..



تحدث إليه فارس على عجل سائلاً : وين عزام ؟؟ ..



التفت فادي إلى الوراء ثم قال : من لحزات كان هون ,أكيد بتلائيه في المكتب ..



تحرك فارس بسرعة باتجاه مكتب عزام , لم يطرق الباب بل فتحه في توتر ..



التفت عزام إلى الباب هاتفًا في دهشة : فارس!!! ..



أغلق فارس الباب خلفه و ألقى بجسده على أول مقعد صادفه و هو يقول : مصيبه ..



قطب عزام حاجبيه قائلاً بتوجس : خير .. !! ..



هتف فارس بغضب : جدي قوم الدنيا و الظاهر انها ما راح تقعد ..



تنهد عزام و هو ينهض من خلف مكتبه قائلاً : تركي السبب صح .. ؟؟ ..



قال فارس بحنق وهو يتابعه بنظره : هو في غيره المشاكل كلها تجي من تحت راسه , و حضرته و لا عليه ..



جلس عزام في هدوء على المقعد المقابل و هو يقول : جدي قدّم الاجتماع لباكر و إن شاء الله بنحل كل الإشكالات ..



ضرب فارس على فخذه وهو يقول بغضب : أنا بس اللي مجنني موقف جدي , واش قصده بالضبط ؟؟



ليه يبيه يتزوج ؟؟؟ ..



ابتسم عزام قائلا : انت احسبها يالذكي , لو تم زواجه من عروب راح يقر عندنا بالرياض , يعني لجل يربطه ..



رد فارس بغيض: واش هالتخلف ؟؟ ..



نظر إليه عزام معاتباً : فارس ..



استطرد فارس في عصبية : يعني يبيه يتزوج لجل يضمن وجوده , غباء هو ولا..



قاطعه عزام باستنكار حازم : فارس , عيب عليك , ذا جدك , ولعلمك جدي حاط عنده كم مبلغ لتركي و ما راح يآخذهم إلا اذا تزوج ..



قال فارس بسخرية : اللي يقول تركي محتاج , و بعدين موب تركي اللي تعقله حرمه ..



ضحك عزام في خفة فالتفت إليه فارس في غضب هاتفًا : ايه انت اضحك , منت شايف جدي رافض أي مشروع حتى يتم زواج "متيريك" ..



سأله عزام : ليش حارق رزك !! يا رجال راتبك ويجيك لحدك كل شهر واش تبي أكثر؟؟ ..



رفع فارس صوته هاتفًا : أبي أبدأ في مشروعيييييييييييي ..



نهض عزام و قال في سخريه : أقول , غني يا ليييل ما اطولك ..



صاح فارس بحنق : واش قصدك ..؟؟ ..



هز عزام كتفيه قائلا بهدوء وهو يعود لخلف مكتبه : قصدي واضح , جدي ما يبى يبدأ في أي مشروع جديد إلا اذا ضمن رجعة تركي ..



تساءل فارس ومشاعر الغيض تتملكه أكثر فأكثر : ليه هو ملاك وحنّا شياطين , مو كلنا لنا خبرات و مؤهلات .



ابتسم عزام وقال وهو يلتقط بعض الأوراق من سطح المكتب : ايه كلنا , بس مو مثل تركي , هذا الفطنه تجري ف دمه مثل ما يقول جدي ..



كتم فارس غيظه و أشاح ببصره للجهة الأخرى متأوها بقهر , نظر إليه عزام قائلا بلهجة المتفهم قبل أن يعود لعمله : فارس , هونها وتهون ..



اتسعت عينا فارس فجأة و التفت إلى عزام في حده هاتفا : عزاام!! ..



انشغل عزام بترتيب بعض الأوراق مغمغما : همم ؟؟ ..



تساءل فارس في حذر وهو يتأمله بتمعن : طيب , لو , لو تركي فسخ الخطوبة ؟؟؟.. ..



رفع عزام بصره إليه بحدة , صمت لحظة و كأنه يرتب أفكاره ثم قال : و الله , أنا ما أستبعد هالشي أبد ..



هتف فارس في دهشة : يعني حتى انت ملاحظ انه مو معطي الموضوع أهميه ؟؟



هز عزام رأسه موافقًا : و فيه غيرنا كثير , زد على ذا ان عمي مشاري هو اللي فرض عروب على تركي , يعني مو تركي اللي اختارها ..



تمتم فارس : ايه , بس .. بس عمي مشاري ما بيسكت ..



همّ عزام بالحديث و لكن رنين هاتفه المحمول استوقفه فنظر إلى شاشة جهازه و ابتسم ابتسامة واسعة وهو يرد بصوت ممطوط : ألوووووووووو ..



.............. : السلااااااام عليكم ..



جلس عزام على مقعده قائلا بصوت مرح وابتسامة ترحيب ترتسم على محياه : و عليكم السلام و رحمة الله , هلاااااااااااا والله ..



نظر إليه فارس في فضول و عزام يتابع بسخرية : خييييييييييير , أكيد وراك شي ..



وصله صراخ المتحدث هاتفا : و الترااااااب في وجهك يالمعفن ..



ضحك عزام في مرح قائلا وهو ينظر لفارس : من أولها تراااب , الله يستر من تاليها ..



هز فارس رأسه في ضجر و قال بلهجة شبه واثقة : مروان ..



قهقه عزام موافقةً لحديثه فنهض فارس تاركا له المكتب عالما أن النقاش قد وصل لنهايته ..



تعالى صوت مروان مقاطعا قهقهته : أنا مو قايلك تعال المباراه أمس؟؟ .. هاه ؟؟ ..



مسح عزام على رأسه قائلا باعتذار : إلا و الله يا نيمو قلتلي , بس ضغط العمل نساني ..



هتف مروان : يعلك تنسى اسمك يالدب ..



رفع عزام حاجبيه رادا بسخرية : الله أعلم من الدب ..



: أقووووووووووول , اخلص و قلي متى بتجي ؟؟ ..



طرق عزام بإصبعه على المكتب وهو يتأمل أوراقه متسائلا : الحين قلي , انت ما وراك إلا اللعب يالجربوع؟؟..



هتف مروان بحنق : زعزوووع , طم فمك لا أجي أهفّك بالسماعه و أطلعلك قرموع ..



ضحك عزام مؤكدا : كل قرموع في راسي بخليه أربعه في ملعب راسك ..



صاح مروان : يووووووووووووووووووه , زعزع , بطل ذي الحركات , ترفع ضغط اللي ما ينرفع و.....



قاطعه صوت أنثوي حاد أتى من خلفه و التقطته أذن عزام يهتف: نــــــــــــــــــــــــيــــــــــمووووووووووو ..



تبعه شهقة مروان المذعورة قبل أن يقول بعجل : يا لبقر بـــــعــــــور تناديني , سلاااام ..



لم يكد ينهي حديثه حتى تعالى الصوت المتقطع معلنا انتهاء المكالمة , نظر عزام إلى هاتفه و هز رأسه قائلا بلهجة المتشفي : انت ما يعرفلك إلا عروب ..




.



.


و في الخارج




: فــــــــــــــارس ..



التفت فارس خلفه نحو صاحب الصوت المرح قائلا : نـــعم ..



اقترب منه الشاب الطويل , متوسط الجسم , قمحي البشرة ، ملامحه تدل على الرزانة ، قال حالما توقف أمامه : أبو العطور , اشتريت البارحه عطر فضيع , شم ..



ورفع كفه أمام فارس الذي احتقن وجهه قبل أن ينفجر صارخا بحنق : كم مـــــــره قلتلك أنا مــا أشـــــــــم , ما عندي حاسة شم , ما تــــــفهم ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! ..



ثم اندفع مبتعدًا نحو سيارته , زوى الشاب ما بين حاجبيه متسائلا : و ليش كل هالعصبيه ؟؟ يا خي نسيت , لكن الشرهه موب عليك يا ولد عمي , الشرهه علي أنا ..



: يـاســر ..



ابتسم ياسر حين رأى لأكبر أبناء عمومته المتوجه نحوه وقال : هلا بفيصل , و اشبه أخوك طايره شيطانيه ؟؟..



ربت فيصل على كتفه قائلا بتنهيدة : و هو في غير تركي , تعال و اسمع ..



ابتسم ياسر ثم قال : قبل ..



وتابع وهو يرفع كفه نحو أنف فيصل : قلي واش رايك ف هالعطر ؟؟




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جدة



منزل حسن



00 : 8 مساءً







تأوهت في ألم ثم فتحت عينيها في صعوبة وهي تبتلع ريقها ثم رفعت رأسها عن الوسادة ببطء وهي تهمس : هديل ؟؟ ..



لم تلتقط عيناها شيئاً , الظلام يحيط بها من كل جانب عادت ووضعت رأسها على الوسادة وهي تغلق عينيها في ضعف ..



فجأة !! ..



تراءى طيفه أمامها , بوجهه الدائري الأسمر و عينيه الحادتين المبتسمتين , شهقت هاتفة وهي تهب من مكانها فزعة : جـــــــااااااسم ..



.




.




رائحة البحر , أعادت السكون إلى نفسه , أغمض عينيه و ملأ صدره بالهواء المنعش قبل أن يزفره في حرارة وهو يتذكر والده طويل القامة , ضخم الجثة ، يلمع الخبث في ملامحه العريضة .و يقشعرّ الجسد من نظراته الغريبة ..



همس مخاطبا نفسه بألم : آآآآخ .. لمتى يا أبويه ..لمتى بتظل على هذا الحال ..



غاب عقله في غياهب الذكرى ..



قبل سنوات طوال ..



منذ أن أدرك معاني الحياة كان صراخ والده و ظلمه هو ما يملاً أركان المنزل .. بل .. هو ما يملاً حياتهم ..



كم تعبت والدته المتوفاة و هي تطلب منه المال علّها تنفق على أطفالهم , و كم كان يعذبها حتى يعطيها ما تطلب , كم عانت و كم تعذبت لتحصل على لقمة عيش لهم ثم لها , لتكسو أجسادهم ثم تكسو نفسها ..



لا زال يذكر تلك الدموع , و لا زال يذكر تلك الأيام الجريحة ..



كبُر حتى تخرج من المرحلة الثانوية و أجبره والده حينها أن يأتي ليساعده في عمله و يترك الدراسة , رغم أن حلمه كان أن يصبح مهندسًا , كجاسم تمامًا , و لكنه رضي بالأمر الواقع ..



ترك الدارسة وأصبح ينفق مرتبه الذي لم يأكله والده ..



ينفقه على أمه المسكينة و شقيقته التي لم تتزوج , على المنزل , الكهرباء , الماء , الهاتف , الطعام و كل شيء ..



و هكذا استمرت حياته إلى هذا اليوم و



""""""



أخيتي أخيتي كفختها بنعلتي



إن كان لي من نشبة في البيت فهي نشبتي



يا علّة ناشبة في حلقي أو بلعومتي



فكلها شيطانة تنط منها شوشتي


""""""""



تردد صدى الأنشودة في الأجواء فهز رأسه كأنه ينفض سيل الذكرى ثم أدخل يده في جيبه و أمسك بهاتفه الذي أخذ في الرنين : ألو ..



أتاه صوت شقيقته الملتاع : رائد , هاه بشرني كيفه جاسم ؟؟ ..



قبض على كفه بحنق و حاول أن يحافظ على هدوءه وهو يقول : الحمد لله بخير ..



وصله بكاؤها الحار وهي ترجوه : رائد , الله يخليك علمني بكل شي ..



اشتدت عضلات وجهه قبل أن يصرخ بعصبية : أقلك بخير , و بعدين احترمي نفسك , كلها يومين و تسيرين في ذمة رجال ثاني ..



و أغلق السماعة في غضب ..




.




.


نظرت رهف إلى سماعة الهاتف في رعب قبل أن تشهق في ألم و دموعها تتساقط بغزارة , وضعت كفها على شفتيها و همست : ليش يا رائد .. ليش ؟؟



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




الرياض



فيلا أبو ياسر



30 : 8 مساءً


انشغلت بتلوين لوحتها الموضوعة على الدعامة الخشبية و شعرها الأسود الحريري يتدلى على طول ظهرها نزولاً إلى خصرها , عيناها النجلاوان معلقتان بحركة الفرشاة في تركيز تام و شفتاها تلمعان بمرطب خمري ساحر , توقفت عن التلوين ثم تراجعت إلى الخلف قليلاً , نظرت إلى لوحتها بتمعن و كأنها تتأكد من شيء ما , قطع تأملها صوت طرقات الباب فالتفت إليه من خلف لوحتها فتحرك معها شعرها الأسود الحريري وهو تقول : تفضل ..



دلفت إلى الحجرة و هي تحمل على شفتيها ابتسامة كبيرة وهي تهتف : أهلييييييين عرّووبتي ..



ابتسمت عَروب في نعومة : أهلين و سهلين ..



طبعت ربى قبلة على خد عروب وهي تسألها : اشلونك يا قمر ..



هتفت عروب في مرح : تماااااااام ..



رفعت ربى حاجبيها متسائلة : إلا .. عمتي و عبير متى بيرجعون من الطايف؟؟..



ابتسمت عروب وهي تعود إلى تأمل لوحتها مجيبة : على الأسبوع الجاي إن شاء الله , ما قلتيلي , و ش مناسبة هالزياره ؟؟..



استلقت ربى على سرير عروب الوثير قائلة : أبد , زهقت من بيتنا و جيتكم ..



ضحكت عروب وهي تكمل عملها : مالت عليك يالخبله , يعني مو حباً في أحد ؟؟ ..



قالت ربى بخبث : إلا و الله حباً في بعض الناس ..



سألتها عروب : و اللي هم ؟؟ ..



جلست ربى بسرعة قائلة بحماس : يقولون , يقولون , يقولون , موب أكيد ترى هاه ..



قالت عروب بنفاد صبر : رورو , اخلصي ..



ابتسمت ربى بخبث : يقولوووووووون , اسمه تركي ..



التفت عروب إليها بسرعة و سألت في لهفه : جاا ؟؟ ..



ضحكت ربى وقالت : لا يا ابعدي , باكر إن شاء الله بيوصل ..



تركت عروب كل ما في يدها و جلست أمام ربى تسألها باهتمام : من علمك ؟؟ ..



هزت ربى كتفيها ببساطه قائلة بمرح : سر المهنه ..



هتفت عروب في رجاء : روروووووووو , بالله من علمك ؟؟ ..



صاحت ربى : نوااااااااااااااااااااااااف ..



وضعت عروب يديها على جانبي رأسها هاتفة : خلااااااااااص , سمعت , واش قال بعد ؟؟ ..



: باكر إن شاء الله جدي ما بيخليه حتى يتم العقد ..



رفعت عروب يدها إلى قلبها في خوف فابتسمت ربى بخبث قائلة : يعني يا قلبي اجهزي احتمال باكر ملكتك ..



استلقت عروب هي الأخرى على السرير و قالت في صوت حالم : تتوقعين ؟؟ ..



ضحكت ربى وقالت مؤكدة : مو أتوقع , لا , أكيد..



زفرت عروب في حرارة فنظرت إليها ربى ساخرة وهي تقول بدعابة : خير , هذا كله شوق ..



قالت عروب في قلق : لا و الله مو ذي المسأله .. بس ..



حثتها ربى : بس ايش ؟؟ ..



نهضت عروب في صمت وعادت إلى لوحتها وهي تجمع شعرها الطويل على كتفها الأيمن هامسة : خايفه ..



رفعت ربى حاجبيها في دهشة متسائلة : من ايش ؟؟!!!!! ..



أغلقت عروب عينيها ثم هزت رأسها وهي تقول : أشياء كثير , ثلاث سنوات ما شفته ولا ....., شفت جوري و السبب مرة عمي الله يهديها ..



غمّمت ربى بحنق : الخبله ذيك سواياها معروفه , المفروض ما تشغلين عقلك بنذله مثلها , انتي بتتزوجينه هو ما بتتزوجينها هي ..



التفت إليها عروب شارحة : ربى , افهميني , ما أعرف شي عنهم , عن حياتهم , حتى جوري عمري ما كلمتها بالتلفون , ما أدري .. أحس .. أحس العلاقات بينهم غريبه ..



تناولت ربى مبرد الأظافر من حقيبتها و انشغلت ببرد أظفارها وهي تقول : أقول , الحين مو وقت هالكلام و الوسوسه الزايده , خلاص معاد في وقت للتراجع ..



توترت عروب أكثر فتأففت وهي تلقي بنفسها على المقعد الوثير و أخذت تبكي بحرقة .



رمت ربى المبرد من يدها بهلع و ركضت إليها هاتفة : عرووب , عروب حياتيييي ..



تابعت محاولو تهدئتها : عروووووب معقوله زعلتي , و الله ما كان قصدي ..



شهقت عروب في ألم : ر .. ر .. ربى أنـ , أنا خايفه , خايفه , حاسه انه في شي كبير بيسير ..



انقبض قلب ربى , هي أيضاً تخشى من ذلك , عضت على شفتها بحنق و ضمت عروب إلى صدرها ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جدة



المستشفى



00 : 9 مساءً





أمام حجرة جاسم..



ألقى رائد بجسده المنهك على المقعد ووضع كفه على عينيه في إرهاق و هو يهمس بصوت حزين : فكّوه يا أبو لؤي..



تنهد أبو لؤي في حرارة : قلتلك يا ولدي أبوك و أنا أعرفه , أكيد راح يخرج من الموضوع بكل سهوله ..



اعتدل رائد في عصبية قائلا بعدم تصديق : ايوه بس هذي جريمه , كيف يتركونه بكل بساطه ..



زفر أبو لؤي مرة أخرى وقال : آآآه.. هذي حال الدنيا دحين يا ولدي ..



أطرق رائد برأسه في صمت , ربت أبو لؤي على كتفه : رائد , لا تخاف , الله سبحانه و تعالى يقول (فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )...



أومئ رائد برأسه موافقاً : سبحانه ..



استطرد أبو لؤي : بعدين في شي مهم لازم تتذكره ..



التفت إليه رائد في حيرة فتحدث أبو لؤي ناصحًا : هذا مهما كان أبوك , حتى لو كان ظالم لازم تبره فيما يرضي الله ..



أشاح رائد بوجهه بعيداً و قال بخفوت : أنا تعبت من حياتي يا أبو لؤي ..



ثم أردف بحزم : تعبت و أنا أشوف الغلط و أسكت , معاد أقدر أتحمل أكثر خلاص , لازم أشوف حل ..



وعندما اعتدل واقفاً رفع أبو لؤي رأسه إليه و سأله : على وين ؟؟ ..



تنهد رائد : أشم هوا ..



نهض أبو لؤي و هو يقول : خذني معاك ..



نظر إليه رائد بصمت قبل أن يقول : اش قال الدكتور ؟؟..



هز أبو لؤي رأسه : وجودنا ماله أي داعي بما إنه في العناية المركزة , نستنا اش راح يردون علينا والله المستعان ..



أطرق رائد برأسه وذهب في طريقه إلى الخارج .




@@@@@@@@@@@@@@@@



** الأحـــــــــــــــــــــــــــد ***




الرياض



فيلا أبو ياسر



30 : 3 صباحاً





حركت ربى يدها في سخريه قائلة : أقول بلا حب بلا كره ..



هزت عروب كتفيها وهي تعقص شعرها الطويل كذيل الحصان بمشبك بني اللون: مثل ما تبين ..



و عندما اقتربت من باب الحجرة , حملقت فيها ربى بعينين متسعتين هاتفة : هييييييه , انتي بعقلك؟؟ !!!!!!!!! ..



التفتت إليها عروب في حيرة : ايش ؟؟ ..



تابعت ربى هتافها المستنكر : تبين تروحين للمستودع في هالوقت , صدق مجنونه , أقلك المكان يخوف ..



ابتسمت عروب العازمة على النزول مبررة : و اش أسوي لأمي !! تعرفينها تكره الحيوانات و ما تطيق تشوفها لا في البيت ولا في الحديقه , الحمد لله انها وافقت أحطهم في المستودع ..



خرجت من الحجرة فهزت ربى كتفيها بلا مبالاة و استلقت على السرير و أغمضت عينيها ..




.



.




نزلت عروب بهدوء إلى المستودع الذي كان يقع بالقرب من حوض السباحة , مشت إلى أن وصلت إلى بابه الحديدي ودفعته بقوة , أصدر صريراً مزعجاً فاجتاح قلبها خوف ما , نظرت إلى الخلف بقلق ثم أكملت طريقها إلى الداخل , كان المستودع مظلماً .و لكن ضوء القمر تسلل إليه عبر النافذة العلوية فأنار جزءاً بسيطاً من عتمته , مدت يدها لتشعل الضوء و عندما أضاء المكان نقلت بصرها بين أنحاء المستودع فلاح أمامها ذلك القفص الكبير , ابتسمت في حنان و تقدمت في هدوء ..



صوت الحصى المسحوق تحت أقدام ليست أقدامها دفعها للتوقف عن المسير و جعل جسدها ينتفض في رعب و ..



: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..



شقت صرختها أنحاء الحديقة الواسعة ولكن صدى صوتها تبعثر في الأنحاء ..




.




.




و في الأعلى حيث حجرتها , تأففت ربى في إرهاق و هي تتقلب على سرير عروب هاتفة : نعساااااااانه ..



ثم أمسكت بهاتفها المحمول و ضغطت على الرقم قبل أن تضع المحمول على أذنها وهي تفرك عينها بيدها الحرة قائلة بتكاسل حالما وصلها صوته : ألوووو , عزّوم مر علي أول ما تخلص , يوووووه أنا عند عروب .. ثم تابعت بضيق : أقووووول اخلص ...... مع السلامه ...



و أغلقت الهاتف بضجر وهي تعيد رأسها المتثاقل على الوسادة قبل أن ............ تغفو ..




.




.


وفي المستودع



حيث الهواء الخانق ..



و الجو الكئيب ..



.



لهثت في ذعر و هي تصرخ بصدمة بعد أن شاهدت ذلك الوجه المألوف : ابعــــــــــــــــــــــد , ابعد عني يالحقيييييييييييييير ..



تقدم منها ببطء و الابتسامة الخبيثة تعلو وجهه الأسمر , اقشّعر جسدها وهي ترى عينيه تتأملان تفاصيل جسدها الذي لطالما حمته عن مثل هذه العيون و دموع الرهبة تغرق وجهها ثم شهقت و هي تتراجع و تحاول أن تبحث عن مخرج بعينيها حالما اكتشفت أنه يسد المنفذ الوحيد , وحين أدركت عجزها صرخت في ذعر : يـــــــــــــــــــــــــــااااااااااااااسررررررر ..



حالما دوت صرختها المستنجدة انطلق نحوها ركضًا و أسقط قفص الطيور من شدة اندفاعه فاختلطت صرختها الهلعة مع صوت عصافيرها ورفرفة أجنحتها , أخذت تلقي عليه بكل ما تطاله يداها من أدوات المستودع ولكن ذلك لم يكفي لحده عن التقدم ..



اندفع الدم في عروقها بغزارة من هول الموقف وارتعدت أطرافها , شفتاها , حتى .. ألقت عليه بصندوق أمسكته وهي تصرخ بفزع : اتركني يالخسيييييييييييييييس..



تأوه وهو يغطي وجهه حالما اصطدم الصندوق المعدني الصغير به قبل أن تتناثر المفكات على الأرض مصدرة رنينا بدا لا نهائيًا وهي تركض نحو الباب بكل هلع الدنيا مستغلة تلك الثواني ..



ولكن تلك اليد الخشنة التي أطبقت على معصمها الصغير بإحكام قبل أن تجرّها دفعت اليأس إلى قلبها فبكت وجهه الوقور الذي تراءى لها نائمًا باطمئنان وصرخت بحرقة : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , يُبـــــــــــــــــــــــــــــااااااااااااااااه ..



جرّها مع يدها بقوة أكبر و ألقاها على ركن المستودع وهو يغلق المنفذ الوحيد باليد الأخرى , اصطدمت بجدار المستودع الصلب فسقط المشبك صريعًا و انسل شعرها الأسود الطويل على جسدها , ورغم الألم الذي تسلل إليها ورغم أنفاسها وشهقاتها التي تسارعت حاولت النهوض و لكنه دفعها على الأرض مجددًا وهو يبتسم بانتصار..



صراعها المستميت ..



ملابسها التي مُزقت ..



حتى صرخات عصافيرها وصرخاتها المدوية ..



.

.

.
.



اختنقت , في ذلك المستودع ..



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض



أمام فيلا أبو ياسر



00: 4 صباحاً


أوقف ياسر سيارته ثم نزل بهدوء وهو يغلق الباب خلفه , توجه إلى باب المنزل الخارجي و عندما وصل قطب حاجبيه متسائلا : سرياتي , صاحي للحين ..؟؟!!.



التفت إليه السائق بحده و نظر إليه في رعب ثم هرب بسرعة و عندما حاول ياسر أن يناديه سمع صوت سيارة من خلفه فالتفت بسرعة ثم ابتسم و نسي أمر السائق , توقفت السيارة و نزل منها شاب طويل , أسمر, عريض المنكبين , ذو ملامح جدّية واثقة ..



هتف ياسر : هلا و الله بعزومي , ما كني ودعتك قبل ربع ساعه !!



ضحك عزام قائلا : وحشتني يالثور واش أسوي..



تساءل ياسر : أكيد الآنسه رورو عندنا مو ؟؟ ..



هتف عزام بسخرية : يا الله , توني أدري انك ذكي ..



رد عليه ياسر بسخرية مماثلة : أحسن من اني أكون غبي مثل اللي واقف قدامي ..



تلتفت عزام يمنة و يسره في دهشة مصطنعة : مين ؟؟ موب شايف غبي ..



رمقه ياسر بنظرة تحمل التهديد : عزامووه , و الله مو وقتك دايخ وودي أنااااام ..



هتف عزام بنبرة مستفزة : طيب الحين أنا ضربت علي يدك و قلتلك لا تنام , انقلع نام وفكني من خشتك ..



و لم يكد ينهي جملته حتى خرجت ربى بعباءتها السوداء , لا يظهر منها ظفر واحد و ركبت سيارة أخيها على عجل ..



انشغل عزام و ياسر بالحديث عن الاجتماع المنتظر لبضع دقائق و عندما همّ عزام بالعودة إلى سيارته هتف ياسر : زوزو ..



ابتسم عزام و التفت إليه قائلا بسخرية : مسرع اشتقتلي يا سوير ..



قطب ياسر حاجبيه في انزعاج وحرك يده بملل وهو يقول : سوير ف عينك يا عوير ..



ضحك عزام : اخلص واش تبي .. ؟؟ ..



سأله ياسر : نواف متى راجع ؟؟..



عقد عزام يديه أمام صدره : الحين شايفني مرته تسألني متى راجع , المشكله و الداهيه الكبرى ان مرته تصير أختك ..



وضع ياسر يده على العقال فوق رأسه فركض عزام إلى سيارته مداعبًا : بعد أسبووووع إن شاء الله ...



وحالما احتل مقعده هتفت ربى بحنق : بدري ..



غمم و هو يحرك السيارة : أقول , احمدي ربك اني وافقت أجيبك ..



لم تحاول أن تتجادل معه فأراحت رأسها على المقعد , كانت مرهقة للغاية وبالكاد استيقظت من غفوتها و... هتفت متذكرة : هه , ايه صح , عزام دق على ياسر ..



نظر إليها متسائلا بدهشة : ليش ؟؟ ..



غممت بقلق محاولة استيعاب الوقت : اممم , عَروب نزلت المستودع من حول النص ساعه و ما شفتها رجعت , قله يتطمن عليها ..



هتف بسخرية : الله , اللي يقول أول مره تنزل المستودع , مو المهبّل حقينها هناك ..



صاحت بحنق : عزامووووووووه , دق وانت ساكت ..



.




.



ياسر كان في طريقه إلى الداخل حين سمع الرنين المميز يتعالى من هاتفه , هز رأسه ورفع الجهاز إلى أذنه قائلا بلا مقدمات : ياخي خلاص , تراني طقيت من خشتك , أخاف أتحلم فيك و أنا نايم ..



وصله صوت عزام : مو حباً فيك , أقول ..



: آمر ..



: ما يآمر عليك ظالم , بعض الناس رجّوني يبونك تطمن على بنت عمي المصون في المستودع ..



وضع ياسر يده على ذقنه : الله يالحب اللي مقطع بعضه , و الله انكم يا عيال عمي مو صاحين هاليومين ..



ضحك عزام بمرح : يلا سلام ..



ضحك ياسر بدوره و أنهى المكالمة و توجه إلى الباب الخلفي المؤدي إلى الحديقة , فتحه بهدوء ..



شقت أقدامه الخطى نحو المستودع , عكّر صوت وقعها سكون الليل الساحر , استنشق الهواء المعطر بأريج الزهور التي تملأ الحديقة , تجاوز بركة السباحة العميقة ووصل إلى باب المستودع المضاء ..



كان مغلقاً ..



قطب حاجبيه وفتحه , وصل مسامعه صوت أجنحة طائر خرج من فوقه طائرا نحو السماء المظلمة , التفت إليه بحيرة ثم عاد ونظر إلى داخل المستودع فلامس بصره تلك الفوضى التي انتهت بـ .....



ارتد جسده في عنف واتسعت عيناه محاولة استيعاب المنظر , جسدها الملقى , ملابسها الممزقة و ....



تلك الدماء ..



صرخ بأعلى صوته : عـــــــــــــــــــــــرووووووووووووووووووووب !!!!!!!!!!!!!!!!



ركض إلى شقيقته وقلبه يخفق ذعرًا ، ارتعد جسده من قمة رأسه إلى أخمص قدميه , لم يتحمل المنظر , أزاح شماغه عن رأسه بسرعة وهو يركع على الأرض بجوارها فسقط عقاله الأسود , ألقى الشماغ عليها ولفها به بيدين مرتجفتين ثم رفعها عن الأرض جسدها المتراخي وذلك الشحوب المريع جعله يصرخ وهو يهزها : عــــــــرووووب , عــــــــــــــــــــــــــــــــــــروبــــــــــ !!!!!!!! قـــــــــــــوميييييييييييييييييييييييي .. عــــــــــــــــــــــــــروووووووووووووووبــــــ ـ ..



فتحت عينيها ببطء و نظرت إليه في إعياء , وحالما ميزته همست بضعف شديد غير مصدق : ي.. ياسر؟ ..



صاح في رعب وهو يعود لهزها : واش اللي سار ؟؟ تكلمي , تكلــــــــــــــمــــــــي ؟؟ مين ؟؟ مــــــــــــــــــــــيييييييييييييييين ؟؟..



دارت عيناها في محجريهما وهي تستشعر الألم الرهيب الذي بدأ يجتاح جسدها كله و جمعت طاقتها المتبقية في همسة : سـ..سرياتي..



ثم تأوهت في ألم و سقطت مغشياً عليها ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 24-09-09, 03:34 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

[COLOR="Red"]جدة



منزل حسن



30 : 4 صباحاُ
مستلقية على سريرها في إرهاق تام ، لم تذق طعم النوم منذ البارحة ، الشحوب يعلو محياها الحزين ونظراتها معلقة بخزانة ملابسها و عقلها يسبح في مكان آخر ، اعتدلت في مكانها و احتضنت ساقيها ثم وضعت رأسها على ركبتيها و انفجرت بالبكاء وعقلها يستعيد ذكرى ذلك اليوم ..



*





■ ■قبل شهرين ■ ■[تأفف رائد في انزعاج هاتفا وهو يبعد الملف الذي كان في يده : يا الله قد ايش كرهته ..



رفعت رهف الجالسة على الأرض قرب الطاولة التي تتوسط الصالة رأسها عن أوراقها و نظرت إليه في حيرة سائلة : مين ؟؟ ..



حرك يده في ضجر مفسرا : هذا , اللي سار شريك لأبويه في المشروع الجديد , تركي بن الوليد ..



أومأت برأسها في تفهم و عادت إلى كتبها..



أردف محدثا نفسه دون أن ينظر إليها : أبغى أفهم على ايه متكبر , الواحد لما ربي ينعم عليه بالمال يشكره و يحمده مو يشوف نفسه..



هزت كتفيها وقالت ببساطة وهي تعاود النظر إليه : مو يمكن شخصيته كذا , يعني ...انسان بارد لكن مو شرط يكون متكبر , لا تحكم عليه إلا لما تعرفه أكثر ..



ابتسم في سخرية وقال : أقلك ساعه وحده و ما تحملت أجلس معاه , و بعدين أنا سألت عنه من فتره ..



و نهض من مكانه : أبغى أعرف من هذا الجديد اللي ..



وصبغت المرارة نبراته وهو يتابع : راح ينصب عليه أبويه و سمعت العجب العجاب ..



ثم أخذ يسكب لنفسه كوباً من الشاي الموضوع على الطاولة ورهف تنظر إليه متسائلة في فضول : اش سمعت .؟؟ ..



تنهد في حرارة وقال : و الله يا رهف استغربت , الرجال مو سهل و شركته مي صغيره و الكل يحسب له ألف حساب , كيف أبويه وافق على هذي الشراكه ما أدري ؟؟!!



وعاد لمقعده وهو يتابع بجدية : من عادته ينصب على الصغار , هذا أولاً ..



قطبت رهف حاجبيها تستحثه قائلة : و ثانياً ؟؟ ..



ارتشف رشفة من الكوب الذي يحمله وتابع : و ثانياً انه تركي رجل أعمال فـ منصبه و شهرته مستحيل ما يسأل عن أي انسان راح يدخل معاه في صفقة معينة , كيف وافق على شراكة أبويه و هوا عارف سوابقه في السوق ؟؟..



شعرت بتيار من الألم يسري في قلبها , سمعة والدها , تلاحقها دائماً , وصمة سوداء لطخت جوانب كثيرة من حياتها بأقبح العبارات , لم تنبس ببنت شفه و هي تستمع لأخيها الذي تابع : المهم , اني ما قدرت أبلعه ..



هزت رأسها في أسف و تمتمت : رورو , أرجع و أقلك لا تحكم على انسان قبل ما تتقرّب منه ..



ضحك في مرح و رماها بوسادة صغيرة كانت بقربه : ما بقي الا انتي يالخبله تعلميني ..



صاحت في استنكار عندما اصطدمت الوساده بوجهها : راااااااااااااااااائـــــــــــــــــد..





■ ■



قطع حبل أفكارها طرق الباب ، فرفعت رأسها بسرعة و هي تنظر إليه برعب ..



وصلها الصوت الحنون المتسائل : رهف ؟؟ ..



تنفست الصعداء ثم مسحت دموعها بسرعة و أجابت بنبرةٍ حزينة : ادخلي ..



فتحت هديل الباب و دلفت إلى الداخل لم تكن بحاجة إلى ذكاء خارق حتى تدرك بأن شقيقتها كانت تبكي ، أغلقت الباب خلفها واقتربت من سرير أختها ثم جلست إلى جوارها و ضمتها بين ذراعيها .



رهف كانت تبحث عن ذلك الدفء ، تبحث عن ذلك الحضن الدافئ الذي نحتاج إليه بشدة في أوقات الحزن والألم و قلما نجده ،انحدرت دموعها في صمت ..



فأخذت هديل تمسح على شعر أختها متوسلة: فوفو .. حبيبتي خلاص ..ارحمي نفسك كفايه دموع ..



و على العكس تماماً بدلاً من أن تخفف عنها هذه الكلمات زادت من حزنها و ألمها ..



استطردت هديل بحزم : فوفو .. انتي انسانه مؤمنه ؟؟ ..



رفعت رهف رأسها و نظرت إلى أختها في حيرة ،هتفت هديل تحثها : جاوبيني ..



قالت رهف بصوت متهدج من بين دموعها : ايوه ..



وضعت هديل كفيها على وجنتي أختها قائلة بجد : و الإنسان المؤمن لازم يكون راضي باللي ربي كاتبه .. صح ؟؟ ..



أطرقت رهف برأسها ، فقالت هديل بلطف: انتي دحين حاسه انه اللي صار لك شر .. صح .. شايفه انه كل الأمور منقلبه عليك ..



لم تنبس رهف ببنت شفه فرفعت هديل رأسها برفق و أجبرتها على النظر إليها وهي تتابع : أبغاكِ تطردين كل هذي الأفكار السودا من راسك اذا انتي بالفعل مؤمنه , رهف خلي في بالك شي مهم , ربي سبحانه ما يخلق شر بدون مصلحه , تأكدي انه زواجك من تركي له حكمه و فايده كبيره انتي ما تدرين عنها ولا احنا , ربي سبحانه هوا اللي يعلم بها ..



شهقت رهف و وضعت وجهها بين كفيها فقبضت هديل على كتف أختها بحنان وهي تتابع بإصرار: رهف , ربي أرحم بك من كل البشر ,أرحم بك من أمك و أبوكي , هوا وحده العالم بمصلحتك , خلي هذا الكلام حلقه في أذنك , شوفيني أنا , هل كنت أتوقع في يوم اني راح أتزوج عايد ؟؟ لا , و بالرغم من الوضع اللي أنا عاشيته دحين لكني استفدت أشياء كثيره ..



رفعت رهف كفيها عن وجهها و نظرت إلى شقيقتها بألم قائلة باستنكار: قوليلي , اش استفدتي و هو معذبك و مكرّهك في حياتك ؟؟



ابتسمت هديل برقة و هي تقول بسعادة: استفدت وربحت كنز كبير , رجعت لربي و عرفت الحلال من الحرام , أحاول أعوض السنين اللي ضيعتها في الأغاني و الطلعات و الخرجات , عرفت طعم السعاده الحقيقه لأني في اللحظات اللي كنت أتعذب فيها ما كنت ألاقي قدامي اللي الصلاة اللي كنت أطنشها و شويه شويه تعلمت الصبر و الاحتساب ..



أشاحت رهف بوجهها قائلة بيأس: مستحيل أسير زيك .. انتي ما شاء الله عليك صـ



قاطعتها هديل بحزم : لااا .. انتي بديتي في أول الخطوات ..و بعد فتره .. إن شاء الله راح تسيرين أحسن مني..



شهقت رهف بحرقه وهي تقول باندفاع : ايوه يا هديل .. بس .. بس .. أن .. أنا خايفه ..



وألقت نفسها بين ذراعي أختها هاتفة : خااااااااااااايفه , خايفه من كل شي , و كمان ماني قادره أنساه يا هديل , ثلاثه سنين و أنا أفكرفيه , كيف تبغيني أنساه بهذي السهوله , صعب , صعب , والله صعب ..



ربتت هديل على ظهرها بحنو : حبيبتي أدري إنه صعب وحاسه بشعورك , بس لازم تهيئين نفسك خصوصًا انه زواجك قريب , خلاص اعتبري جاسم مرحله في حياتك وعدت ..



صدرت من رهف آهة جريحة , كم هي صعبة تلك الكلمات ( مرحلة في حياتك ) ..



كيف ؟؟!!



كيف يكون مرحلة عابرة و هو الذي نسجت حوله أحلامها منذ أمد , أحبته نعم و الآن وفي هذا الوقت القليل تنساه ؟!! ..



ضمتها هديل إلى حضنها أكثر تحاول أن تهدىء من روعها وهمست تريد أن تغير دفة الموضوع : انتي دحين عشتي مع تركي ؟؟ ..



هزت رهف رأسها نفياً على صدر أختها و هي تهتف بصوت مخنوق: لااا ..



هتف هديل معاتبةً: يعني بس الكلمتين اللي سمعتيها من رائد تسوي فيكِ كذا ؟؟!! ..



لم تنبس رهف ببنت شفه .. بل اكتفت بسيل الدموع الذي يأبى أن يجف ..



زفرت هديل وهي تمرر أصابعها بين خصلات الكستناء : يا ما قرينا قصص و يا ما شفنا عن ناس زواجهم كان في ظروف أسوء من ظروفك ..و دحين عايشين أحلى حياة ..انتي عاقله و كبيره و عارفه انه أفضل حب هوا اللي يجي بعد الزواج .. صح و لا غلط ؟؟..



تراجعت رهف إلى الخلف هاتفة بألم : هدييييل .. لا تفهميني غلط .. المسألة مو مسألة حب أو كره و عدم تقبل لا ..المسألة اني ما أبغى أرتبط بواحد سمعته سيئة و



قاطعتها هديل و هي تقول متسائلةً: و من وين عرفتي انه سمعته سيئة ؟؟ ..



التقت نظراتها المعاتبة مع رهف التي تمتمت بارتباك : مـ..آه



قاطعتها أخرى بكلماتها المعاتبة : شفتي .. كمان من كلام رائد هوا اللي جابلك هذي الوساس ..



حبيبتي .. مهما كانت شخصية تركي وكيف ما كانت طريقة تعامله .. انتي تقدرين تغيرين أشياء كثيره فيه ..



نظرت إليها رهف في حيرة ..



فابتسمت هديل و هي تهمس : صدقيني .. لو قدرتي تملكين قلبه راح يسير كل شي سهل قدامك ..



تقدرين تبدأين معاه خطوه خطوه ..أهم شي تخلينه يحبك و يحترمك .. وبعدها راح تكسبين أشياء كثيره ..



صمتت رهف للحظات ، جالت خلالها ببصرها في وجه هديل ، كأنها تتأكد مما سمعت و أنه ليس دعابة, سألتها هامسةً : حتى مع .. تركي بن الوليد ؟؟ ..



ضحكت هديل في مرح و قرصت وجنة شقيقتها : ايييييوه .. الحب يسوي المعجزااااااات ..



ابتسمت لهديل بنعومة فبادلتها هديل الابتسامة و هي تهتف : يللا يا ستي .. خلصت دموعك ..علميني دحين .. اش هذا البلاشر اللي كابسته في وجهك ..



ضحكت رهف بمرح و هي تقول: .. لا .. هذا نوعية طبيعية ..



مسحت هديل دموع أختها و هي تقول برقة: يلا قومي اغسلي وجهك ..وعلى الساعه9 تجهزي .. رائد بيوديك المستشفى .. عشان التحاليل ..



أومأت رهف برأسها ثم طبعت قبله رقيقة على وجنة هديل و نهضت من مكانها ..



رغم أن قلبها ..



لا يزال مرهقًا ..! ...




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض



أمام المستشفى



في نفس اللحظات



أوقف سيارته بقوة أمام باب الطوارئ فأصدرت الإطارات صريرًا مزعجًا لفت انتباه المتواجدين , نزل من سيارته بسرعة , فتح الباب الخلفي ثم حمل أخته المغشي عليها بيدين مرتعدتين وركض بها إلى داخل المستشفى , صرخ ياسر في الممرضات الواقفات في الممر: بسرعه , طــــــــــــــــوارئ ..



تحركت إحدى الممرضات على الفور وهي تشير لغرفة ما : here sir



ركض نحوها ووضع عروب على السرير الذي أشارت إليه داخل الغرفة , حالما وضعها التفّت حولها مجموعة من الممرضات و الكلمات تتراشق بينهن على عجل , تراجع ياسر إلى الخلف وهو يشعر بالدنيا تدور من حوله , لمح الطبيب الذي دلف إلى المكان فوضع يده على رأسه , اللحظات تمر أمامه بسرعة عجيبة , الأصوات تتداخل , سيسقط ..



و



شهق عندما دفعته الممرضة إلى الخارج هاتفة : please go out



.



جلس على مقاعد الانتظار ،عقله يثور بدماء حارة و قلبه يعاني من شدة الخفقان ، حتى أطرافه لم تسلم من الرجفة والاصفرار ..



.



عادت الممرضة إلى الطبيب الذي انتهى من معاينة عروب و فهم كل شيء التفت إلى الممرضة و قال بنظرة غامضة : call the police



.



مضت ربع ساعة و ياسر ينتظر رد الطبيب الذي يكتفي بقول : بخير .. استنى شويه ..



أخذ يسير في الممر جيئةً و ذهابًا ثم ضرب جبينه بكفه متذكرًا : يا الله .. واش أسوي ما كلمت الشرطه ..



و عندما همّ بالاتصال ..سمع من ورائه صوتًا صارمًا جافًا: لو سمحت يا أخ ..



التفت إلى الخلف في تساؤل وانعقد لسانه عندما شاهد شرطيين يقفان أمامه و الذي قال أحدهما بجفاء: انت اللي نقلت المريضه المُعتدى عليها ؟؟..



أومأ ياسر برأسه على الفور و هو يقول : ايه , أنا نقلتها , أختي عروب ..



تحدث الشرطي الآخر بجفاء وهو يمد يده : بطاقة هويتك ..



أدخل ياسر يده في جيبه على الفور و أخرج محفظته ثم ناولهم البطاقة و عقله يبحث عن تفسير لما يحصل ..



تأمله الشرطي : ياسر الـ*****



كان اسم العائلة معروفًًا على مستوى عالٍ فهم من كبار التجار ..



نظر ياسر إليهما بحذر فلم يرق له أسلوبهما البارد الجاف ..



أشار إليه الأول : ممكن تتفضل معنا ..



قطب ياسر حاجبيه وهو يهتف متسائلاً : خير ؟؟؟؟!!! ..



أجابه الشرطي باقتضاب: خير إن شاء الله .. تفضل لو سمحت ..



.




.


جلس ياسر على المقعد و الشرطيان يجلسان أمامه و الطبيب برفقتهما ..



تحدث الشرطي الأول ببرود : وين لقيتها .. ؟؟ ..



أجاب ياسر باقتضاب : في مستودع فلتنا ..



: و كم كانت الساعه ؟؟..



ضغط ياسر على عقله محاولاً التذكر و هو يغمم : ما أتذكر .. يمكن .. أربعه و نص الفجر ..



: و كيف عرفت انها هناك ؟؟ ..



تأملهما ياسر ببصره للحظة ، كان أحدهما ينظر إليه باستحقار غريب و الآخر يخط بعض الكلمات على نوتة صغيرة ، حرك حدقتيه نحو الطبيب ليراه هو الآخر عاقدًا يديه أمام صدره ، و نظرة اتهام عجيبة تلمع في عينيه ،أدرك الآن ماهية الموضوع .. يستجوبونه ، فغر فاه للحظة قبل أن يقول باستنكار : لا يكون تتوقعون اني أنـ



قاطعه الشرطي على الفور: جاوب على الأسئلة بدون نقاش ..



هبّ ياسر من مقعده بعصبية هادرة و هو يصرخ : موب أنا الحيوان اللي يسوي بأخته شي مثل كذا .. السواق اللي اعتدى عليها ..



وقف أحد الشرطيين وهو يصيح آمرًا : اجـــــــــلــــــــس و خـــــــلـــنــا نــنــهــي الـــــمـوضـــوع بـــســرعـه..



غلى الدم في عروق ياسر و اشتدت عضلات وجهه و هو يشعر بالاشمئزاز من موقفهم ..صك على أسنانه و هو يقول : مو من حقك تعاملني مثل المجرم ..



رد عليه الشرطي بصرامة : مافي شي للحين يخرجك من قفص الاتهام ..



شعر ياسر برغبة في القيء و بقطرات من العرق تنساب على ظهره .. هز رأسه باشمئزاز و هو يصيح : انت واش تــقـ



قاطعه أخرى بصرامة أشد : جاوب على الأسئله بسرعه .. كيف عرفت انها ف المستودع ؟؟..



قبض ياسر على كفه في حنق وعرق ينبض في عنقه من شدة الغضب ، ضغط على أعصابه الثائرة و هو يقول : تأخرت هناك .. و رحت أتطمن عليها ..



وجه إليه السؤال الآخر بذات الأسلوب الفج: و اش اللي شفته ؟؟ ..



انقبض قلبه و هو يستعيد المنظر المرعب أشاح بوجهه في ألم وهو يغمم: طايحه على الأرض .. و



لم يتمكن من المتابعة و الكلمات مختنقة في صدره ..



استحثه الشرطي على المتابعة : و ايش ؟؟..



أغمض ياسر عينيه بألم وهو يتابع : ر .. رميت عليها شماغي .. و .. سألتها عن المسؤول .. كانت .. تعبانه .. و .. ما قدرت ترد علي إلا .. باسم السواق ..



: واش اسمه ؟؟ ..



أجابه و هو يعض على شفته بقهر : سرياتي .. الله يآخذ روحه ..



أومأ الشرطي برأسه و قال و هو يشير إلى الطبيب : تروح الحين و تسوي تحليل للحمض النووي .. و حنا بنستعدي ولي أمرك ..



اتسعت عينا ياسر في صدمة :أبوي ..!!!!!!!!!!!!!!




.




.


فتحت عينيها بإرهاق هامسة : يـ.. ياسر ..



اقتربت منها الممرضة السعودية قائلة : هاه حبيبتي ؟؟ ..



نظرت إليها عروب بضعف وسألت : أنا وين ؟؟ ..



ابتسمت الممرضة بلطف و هي تمسح على شعرها وهي تهمس : في المستشفى ..



تمتمت بصوت مخنوق والرؤى تهتز داخل عقلها: مـ ..مستشفى؟!!!!..



أومأت الممرضة برأسها : ايه يا قلبي , لا تخافين , انتي بأمان ..



ترقرقت الدموع في عيني عروب : أخوي , ياسر , ناديه , الله يخليك ..



مسحت الممرضة دموع عروب التي تساقطت وهي تقول مطمئنة: ارتاحي الحين, إن شاء الله شوي بتشوفينه ..



.



.



سار أحد الشرطيين برفقة الطبيب و هو يسأله: أخذتم تحليل الحمض منها ؟؟..



أجابه الطبيب المصري : أيوه .. و بعتناه للمختبر ..



توقفا أمام حجرة عروب ثم عقد الشرطي يديه أمام صدره : قلها إني أبي أسألها كم سؤال ..



أومأ الطبيب برأسه و دلف إلى الداخل ، شهقت عروب عندما رأته و غطت نفسها باللحاف الأبيض ، ارتبك الطبيب من تصرّفها. اقتربت منها الممرضة و ربتت عليها وهي تقول بتساؤل قلق: عروب ؟؟ ..



لا تدري عروب مالذي أصابها ، شعرت بنار مشتعلة تسلخ روحها بمجرد أن وقع بصرها عليه ..ارتجف جسدها من فرط البكاء و اهتزت شفتاها من فرط الأنين .



أخذت الممرضة تهدئها بكلمات حانية ..و هي تتساءل عن سبب تلك الدموع ..



تنحنح الطبيب و هو يوجه حديثه للممرضة : آه .. الشرطه .. عاوزه تسألها كم سؤال ..



خرج من الحجرة على الفور و قال للشرطي : استنى شويه .. نفسيتها تعبانه أوي ..




.




.

و هنــاك



في فيلا أبو ياسر


استيقظ من نومه و هو يطلق سبابًا ساخطًا : الله يلعنك من جوال



: ثم هتف بالمتصل : ألـــــــــــــــــــــــــــو ..



صرخ في السماعة بغضب : ايه .. مجنون انت تدق ف ذا الوقت ؟؟ .................نـ ......... إيــــــــــــــــــــــــــــــش ؟؟؟؟ !!! ..



تغيرت ملامح وجهه و هو يصيح : خير .. خير .. الحين جاي ..



هب من مكانه و ملامحه تنبض بالخوف و القلق ، التقط ثوبه و انطلق خارج الجناح ..



.




.


و حيث الضحية المتألمة


لفت الممرضة الستارة حول السرير ووقفت غير بعيدة في حين جلس الشرطي على كرسي مقابل و قال : أختي , وين سار لك الحادث ؟؟ ..



أحرقت الدموع الغزيرة عينيها وهي تجلس ببطء ثم اعتصرت أصابعها و هي تتمتم : فـ .. فـ .. المستودع ..



شهقت تلتقط أنفاسها حين سألها : و ليش رحتي هناك ؟؟ ..



انتفضت ندمًا و لوعة وصوتها يدوي بداخلها ..



■ ■ ■ ■


: هييييييه .. انتي بعقلك؟؟ !!!!!!!!! ..



....: ايش ؟؟ ..



..... : تبين تروحين للمستودع في هالوقت , صدق مجنونه , أقلك المكان يخوف ..


■ ■ ■ ■



انفجرت تبكي بعصبية و صرخت : نادولي أخوي , نادولي ياسر , يااااااااااااااســـــــــــــــر ..



تحدث إليها الشرطي بصرامة قائلا : لا تخافين , قولي كل اللي عندك , ما بيقدر يسويلك أي شي , انتي الحين بأمان ..



قطبت حاجبيها و صاحت من بين دموعها : انت و اش تقوووووول ؟؟ هذا أخوي, هذا عزوتي , نادييييييه ..



زفر الشرطي و هو يتراجع في مقعده قائلا : جاوبي على كل الأسئله و بخليك تشوفينه ..



عضت على شفتها و هي تستمع إلى سؤاله الذي سأله أخاها ليتأكد من تطابق المعلومات: ليش رحتي للمستودع ؟؟..



أجابته بانكسار : عصافيري هناك ورحت أتطمن عليها ..



: و كم كانت الساعه ؟؟..



كتمت شهقتها المريرة و أجابته بصوت مخنوق : يمكن .. ثلاثه و نص ..



دفع جسده إلى الأمام و هو يسألها بحذر : و اش اللي صار بالضبط ؟؟ ..



شعرت بسكاكين قوية تطعن جسدها , كل جزء من جسدها , احتضنت نفسها بقوة و فرائصها ترتعد من قوة الآلام التي تهاجمها , تتالت شهقاتها ..



أعلى ..



فأعلى ..



و تعالى صوت أنفاسها الجريحة وهي تغمض عينيها و ..



تقيأت بعنف , هب الشرطي من مقعده و اندفعت الممرضة بالكيس إلى الداخل هاتفة : عـــــــــــــــــــروب!!..



أخذت تضغط على بطن عروب و ظهرها تساعدها على تفريغ ما في جوفها في الكيس و عروب تشهق و تسعل بشدة , أخذ جسدها يهتز و يهتز حتى انتهت , أراحت الممرضة جسدها على السرير و مسحت وجهها و شفتيها بمنديل نظيف وهي تهمس بعطف : ما عليه يا حبيبتي , ما عليه , لا تشلين هم ..



لم تنبس عروب ببنت شفه بل اكتفت بإغماض عينيها في إعياء و الممرضة ترفع عنها اللحاف المتسخ و قبل أن تخرج سمعتها تتحدث بتلك الحادثة الرهيبة ..



■ ■ ■ ■



شعرت بكفين على خاصرتها , صرخت في رعب , لم تحاول أن تنظر إلى الخلف , بل هربت إلى الأمام وحين التفتت ونظرت إلى صاحب الكفين رأته وهو يحمل على شفتيه ابتسامة خبيثة ..

شعرت بكفين على خاصرتها , صرخت في رعب , لم تحاول أن تنظر إلى الخلف , بل هربت إلى الأمام وحين التفتت ونظرت إلى صاحب الكفين رأته وهو يحمل على شفتيه ابتسامة خبيثة ..



للأسف , كان هروبها الأمامي إلى طريق مغلق ..



توجه نحوها ببطء , فرائصها ارتعدت رعباً , الفكرة الوحيدة التي جالت في خاطرها أن جسدها النحيل من المستحيل أن يقوى على مواجهة جسده الضخم ..



و



.
.
.


■ ■ ■ ■




ازدردت الممرضة لعابها بعد أن انتهت عروب من الحديث وهي تحكم اللحاف الجديد حولها و تهز رأسها بأسف , حالما انتهى الشرطي من الخط على الورق الأبيض , رد على هاتفه المحمول قائلا : ألو , طيب , الحين جاي ..



نهض من مقعده سائلا : في شي ثاني تبين تقولينه ؟؟؟ ..



تمتمت بصوت مبحوح : أبي أخوي ..



خرج و هو يقول : الحين أبوك بيجي ..



شعرت و كأن قلبها قد توقف وهمست بصدمة : أبوي!!!!!!!!!!!!!!!!!!



.




تهون دائمًا (مصيبة الابن) ..



فمهما كانت هي سهلة ..



مقارنةً (بالابنة) ..



كعود الثقاب ..



ان اشتعل ..



لا يمكن أن يعود إلى حالته الأصلية أبدًا ..



.




وضع أبو ياسر يديه فوق رأسه و سقط جسده على المقعد دفعةً واحدة , تحدث الشرطي بهدوء قائلا : يا أبو ياسر انت تدري بالاجراءات , مثل ذي الحوادث تسير كثير و من الضوابط اننا نستجوب كل واحد لوحده ف حال كان الأخ هو المسؤول و مهددها أو شي , لكن , بالنسبه لعيالك توافقت اعترفاتهم و..



قاطعه أبو ياسر بخفوت و هو مطرق برأسه : ولدي وين ؟؟ ..



تبادل الشرطيان النظرات , قبل أن يقول أحدهما : محتجز في غرفة الدكتور المسؤول عن الحالة..


.




قلب جريح محطم ..



عقل عاجز عن الاستيعاب..



روح مشروخة بمشرط الصدمة ..



لسان معقود من هول الخبر ..



.



غمم أحد الشرطيين : أخوي .. مضطرين نكمل التحقيق في المركز .. ممكن تتفضل معنا ..



ارتد جسده بعنف عندما رفع أبو ياسر رأسه و وجّه إليه تلك النظرات : هاتولي ولدي ..



تنحنح الشرطي ثم قال: بتشوفه بـ



صرخ أبو ياسر و دموعًا حبيسة تسلخ عينيه : أقــــــــــــــــــلــك الحيييييييييييييين ..



تراجع الشرطي للخلف ثم .. خرج من الحجرة على الفور ....



نظر أبو ياسر إلى الآخر وهو يصيح بغضب: بتناديلي مدير المستشفى و لا أروحله بنفسي ..



قطب الشرطي حاجبيه فلم يرق له هذا الصراخ .. صرخ أبو ياسر عليه مجددًا : بـــــــــــــــسرعــــــــــــــــــه ..



.



نفض ياسر يده من الشرطي وهو يهتف حانقًا: هد يديييييييي .. قلتلك أنا موب مجرم لجل تعاملني بهالطريقه ..



تركه الشرطي و هو يقول ببرود : بسرعه تحرك ..



كتم ياسر غضبه ، يدرك أن تمرده سيعقد الأمور أكثر لذلك سار بجوار الشرطي و قلبه يخفق بعنف .. يتخيل والده العصبي الذي لا يعترف بمبدأ النقاش كيف سيكون موقفه ؟؟..مجرد التفكير في ذلك يلهب خلايا عقله و يحرق قلبه بسيالات من الخوف و القلق .. ابتلع ريقه و هو يدلف إلى داخل إحدى الحجرات ..



و



~ توقف الزمن من حوله ~



*



~ الــــــــــــــتـــــــــــقت عـــــــــــيناه بعـــيني والـــــــده ~



*



يا الله ..



*


سبعةً و عشرون عامًا لا يتذكر ياسر أنه رأى تلك النظرات ..



عينان أحاطت بهما تجاعيد رسمتها الأيام و حفرتها مصائب الحياة و همومها ..عينان لم ير منهما يومًا إلا الصرامة و القسوة القوة و الإباء و الآن .. يغشاهما خوف نعم .. خوف غريب و ضعف أغرب ..



ترقرقت الدموع في عيني ياسر و غصة .. تخنق أنفاسه .. اقترب منه والده ببطء .. و ياسر يتبعه بنظراته ..و لم يرف له جفن .. توقف والده أمامه .. و لازالت العينان متعانقتان ..



و




دوى صوت الصفعة يشق أركان الغرفة وسقطت الدمعة ..



همس ياسر بصدمة من قوة الصفعة : يبه!!!!!!!!!!! ..



صرخ والده في حرقة وهو يمسك بتلابيبه : ليييييييييييييييييييييش ما علمتني .. ليييييييييييييييييييش .. أختك يسير لها اللي سار .. و أنا آخر من يعلم .. فهمنييييييييييييي .. لييش ما دقيت علي .. لييييييييييييييييييش؟؟؟!!!



زم ياسر شفتيه .. و عقله جامد و عيناه حائرتان : يبه .. أنـ



قاطعه دخول الشرطي برفقة مدير المستشفى : نـــعم ..



ترك أبو ياسر ابنه وقال بطريقة لا تقبل النقاش: أنا واثق ف ولدي .. موب لازم النتيجه ..



هز الشرطي رأسه نفيًا : آسف .. هذا شي ما نقدر نتجاوزه ..



التفت أبو ياسر إلى المدير و قال آمرًا : الــــــــــحــــــــــيــــــــن تعطيني نتيجه التحاليل ..



قطب مدير المستشفى حاجبيه و هو يقول معترضًا: مــســتـحيل .. لازم تنتظر يوم على الأقل ..



اندفع أبو ياسر نحوه وهو يقول بعصبية : قلت الحين .. الحين تطلعها .. مستعد أعطيك المبلغ اللي تبيه .. بس الحين تطلعها ..



صمت المدير للحظة و هو يتأمل أبو ياسر.. منظره مثير للشفقة يدرك صعوبة وضعه و ثقل المصيبة على رأسه ..حزم أمره بعد لحظة وقال : انتظروني شوي ..



ثم غادر المكان مسرعًا ..



وجه أبو ياسر نظراته المتألمة إلى الشرطي : وين .............. بنتي ؟؟ ..



أجابه ببساطة و هو يلوح بيده : لا تشيل هم .. الممرضه معها .. توني انتهيت من استجوابها ..



أشاح بوجهه قبل أن يقول : و اش الاجراءات الباقيه ؟؟ ..



: بعد ما ناخذ نتيجه التحليل .. بنروح لمسرح الجريمه .. و نعاين المكان ..



التفت إليه أبو ياسر مجددًا : ثم ؟؟..



شغل الشرطي نفسه بالنظر إلى النافذة : لازم بنتك تعيد اللي صار هناك..



قطب أبو ياسر حاجبيه و صاح باستنكار: ايـــــــــــــــــــــــــــــش ؟؟؟ ..



صمت الشرطي للحظه .. ثم قال بهدوء : أخوي .. اعذرني على اللي بقوله .. لكن بكون صريح معك .. بنتك .. ضاع شرفها ..



احتقن وجه أبو ياسر بشدة ..



و الشرطي يستطرد : إذا تقدملها شخص في المستقبل القريب إن شاء الله.. لابد يكون عندها تقرير من المستشفى موثق و مختوم يثبت تعرضها للاعتداء .. المستشفى ما راح تعطيها التقرير حتى تتأكد من إن البنت ضحيه بالفعل و موب متلاعبه .. يعني تنتظر التأكيد منا .. وبكذا ما نقدر نتجاوز هذا الخطوه أبدًا .. و ثق إن كل شي يصب في مصلحة بنتكم ..



صمت أبو ياسر .. و كلمات الشرطي المنمقة تخفف شيئًا من عصبيته التي أثارتها التحقيقات ..



عقد الشرطي يديه أمام صدره و هو يردف :القصص اللي تمر علينا كثير يا أبو ياسر .. و يا كثر البنات اللي يلعبون و يدورون بعدها على شي يستر فضيحتهم ..



هز أبو ياسر رأسه بغيض و هو يقبض على أصابعه حتى اصفرّت يده ..ثم التفت إلى ابنه الصامت : من يوم ما تطلع النتيجه .. تروح للبيت .. ريح جسمك .. و من بعدها على الاجتماع ..



تحرك حاجبا ياسر في تأثر أن يجزم والده ببراءته بهذه البساطة أمر وارد على معظم الآباء و لكن من والده القاسي .. الأمر مختلف ..



تابع والده حديثه : ما أبي أحد من عمانك يدري بأي شي .. و إذا سألوك عني .. قلهم تعب و ما قدر يجي ..



أومأ ياسر برأسه على الفور .. بلل شفتيه ..و اكتفى .. بالصمت ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@






/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 24-09-09, 03:41 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جدة



15 : 9 صباحاً



جامعة الملك عبد العزيز



كلية العلوم



المبنى السابع



الكافتيريا


مرام و سارة تحتسيان كوبين من القهوة ..



وضعت سارة كوبها على الطاولة و عادت تعبث بهاتفها و هي تقول : و الله قلبي مو مرتاح .. اشبها رهف ؟؟.



قالت مرام بقلق مماثل : غريبه عليها .. أول مره تغيب و ما تعلمنا ..



و أتمّت ساره : و كمان ما ترد على الاتصالات و الرسايل .. الله يستر ..



تنهدت بحرارة وهي تضع سماعة الهاتف على أذنها و انشغلت مرام بتأمل الأجواء من حولها ..



و ..



: ألوووووووووو .. رهاااااااااااااافففففف ..



التفتت مرام بسرعة إلى ساره التي تتحدث بلهفه : وينك يالبايخه .. طيحتي قلوبنا ..هاه ................... كيف ؟؟......................موضوع مهم؟؟!!! ................... متى ....؟؟..... آه .. طيب ........ طيب ....... مع السلامه......



أغلقت هاتفها ..



هتفت مرام بلهفه مماثلة : هاه .. ؟؟ ..



هزت ساره كتفيها و هي تزفر: و الله ما أدري .. تقول مُرّوا عليا أول ما تخرجون.. تبغى تكلمنا في موضوع ضروري بس صوتها ما كان عاجبني .. الظاهر في موضوع كبير .. الله يستر ..



تناولت زجاجة الماء الباردة و رفعتها إلى شفتيها ، تصاعد رنين هاتف مرام فأدخلت يدها في حقيبتها لتخرجه و هي تنظر إلى ساره في عتاب: أقول .. اكفينا شر وساوسك .. ويللا قومي .. و .. ( شهقت بقوة )..



# بووووووووووش #



اندفعت المياه من بين شفتي ساره : كح .. كح .. كح ..



وضعت مرام الهاتف على أذنها بسرعة وهي تهتف : ألــــــــــــووووووو ..



رفعت ساره يدها إلى رقبتها و هي تسعل بشدة و من ثم تمتمت بصوت مبحوح : خير ؟؟ ..



لم تستمع مرام إلى سؤالها و تابعت الحديث في الهاتف : ووووووينك يالخبله ؟؟ .. أخيراً شحنتي جوالك ؟؟ ..



اتسعت عينا ساره و هبت من مكانها و هي تقول في صدمة : تــــــــــــســــــــاهــــيـــر !!!! ..



اندفعت و جلست إلى جوار مرام وهي تمد يدها بلهفة شديدة : أعطيني أكـــلــمــهـا ..



التفت مرام إليها و هي تدفع يدها : لحظظظظظه ...... ألو .. ايوه .. كيفك انتي .. اشخبارك ..كيف أمك .. ؟؟ .. هاه .. ايوه .. و الدبه المعفن الله لا يبارك فيه ؟؟ ..



أخذت ساره تشد الجهاز بيدها بإصرار و هي تصيح : مرااااااااام لا تغتابينه و تروح حسناتك له .. و دحيييين .. أعطينييييي ..



هتفت مرام بحنق و الهاتف على أذنها: أستغفر الله العظيم .. خذيها معاك رجتّني .. لصقة جونسن ..



أخذت ساره الهاتف وصاحت: ألـــــــــــــــــووووووو .. هلا و غلا و مرحبا ..



وصلها صوت تساهير المرح : هلا فيكِ سوسو .. و حشتييييييييني ..



هتفت ساره بعتابِ المُحِب : وانتي أكثر يالقااااااطعه .. دوبك تفتحين الجوال .. وينك من شهرين .. ؟؟ ..



تنهدت تساهير و هي تقول بنبرةٍ حزينة: آآآآه يا ساره .. الحمد لله على كل حال .. المهم .. انتو كيفكم .. رهف كيفها من أمس ادق عليها ما ترد !!..



أجابتها ساره و هي تطرق بيدها على الطاولة: و الله اليوم ما داومت مشغوله شويه ..



هتفت تساهير بقلق : اشـــبها ؟؟؟!! .. مو من عادتها تغيب !!!!!!..



ارتبكت ساره للحظة و هي ترفع بصرها لمرام: هاه .. رهف ..؟؟!!



أشارت إليها مرام على الفور بــلا .. فأومأت ساره برأسها و هي تقول بنبرة مطمئنة : لا .. لا تشلين هم .. طيبه و بخير بس تعرفين أبوها ..



همست تساهير : الله يعينها ..



...................... : يا حــــــــــــــــــــمـــــــــــــــاره ..



اتسعت عينا ساره من شدة الصرخة التي وصلت إليها من طرف تساهير..



هتفت تساهير على عجل : ساره .. جـــــــا .. يلا بااي ..



و أغلقت الخط ..



قطبت ساره حاجبيها و نظرت إلى الجهاز بخوف ..



سألتها مرام بقلق : خيييير ؟؟ ..



تنهدت ساره و هي تعيد لها الجهاز : و مين غيره ؟؟..



هزت مرام رأسها في أسف و هي تتمتم : حسبي الله و نعم الوكيل عليه اللي ما يخاف ربه ..



عادت ساره إلى مقعدها و هي تقول : تمام انك نبهتيني على موضوع رهف ..مسكينه .. يكفيها همها .. ليش نحمّلها هم غيرها ..



أطرقت مرام برأسها و هي تغمم : غير كذا انتي تعرفين معزة رهف ف قلبها ..



حملت ساره حقيبتها ونهضت و هي تنظر إلى ساعتها : يلا قومي ..



نهضت مرام و ساره تقول لها : كفااااااااارة المجلس .. أنا ما أدري انتي متى بتوبين ..



ابتسمت مرام : سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ..



ثم حملت حقيبتها هي الأخرى و أخذت تسير بجوار رفيقتها .. و كلاهما فقدتا كل رغبةً للحديث ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@






تبوك




17: 9 صباحًا




بعيدًا عن الأحياء الراقية و القصور الفخمة .. بعيدًا عن ضجيج المحركات و اختناق الطرق بالسيارات ..



حي شعبي و منازل متهالكة .. يلفها الهدوء و السكينة و تحرق جدرانها أشعة الشمس الساطعة ..



.




و هناك في أحد تلك البيوت



.




أخفت جوالها بسرعة تحت الوسادة ثم وقفت في ثبات و قلبها يرتعد من الداخل ..



دُفع الباب بشدة و من خلفه يصرخ كالمجنون: ويـــــــــنــــــــك يالملعوووووونــــــــــــه ؟؟ ..



تراجعت إلى الخلف و هي تتمتم : هنا ..



اندفع نحوها بسرعة و شد شعرها في غضب و هو يصرخ : أنـــــا كـــم مـــره قـــلــتــلـك جــلــسـه فــي الــغــرفــه مـــا فــيه هـــــــــــاه ؟؟ ..



صرخت في ألم وهي تضع كفيها على يديه : كــــــــنــــت تــعـــــبــانــه و أبـــــــغـــى أرتـــــــــــــااااح ..



أخذ يجرها بقسوة نحو الباب وهو يصيح : انتي الظاهر ما تسمعين من مره وحده ..لازم أكسر راسك عشان تفهمين اللي أقوله ..



و ضعت يديها على جانبي رأسها و هي تغمض عينيها و تصرخ من شدة الألم : خــــــــــلااااااااص يا عمي .. خلاااااص الله يخليييييييييييك ..



سحبها إلى خارج الحجرة و من ثم إلى المطبخ قبل أن يدفعها على البلاط و صراخه يغطي المكان: انقلعي سويلي شاهي .. بــــــــــــــــــــســرعـــــــــه ..



ثم ركلها في معدتها بكل ما يملك من طاقة ..



صرخت في حرقة شديدة .. فانتفض في غضب و سحب العقال من فوق رأسه ..



و انهال ضرباً على جسدها النحيل : صـــــــــــــــــــراااخ ما أبغى .. ما أبــــــــغااااا .. ســــــــــــااااامعه ..



عضت على شفتها و اللسعات الساخنة تحرق جسدها و الدماء تغلي في عروقها ..كانت تدرك بأن عليها أن تصمت ..أن تطبق على شفتيها حتى يزول العذاب سريعاً ..لذلك تحاملت على نفسها بشجاعة ..و منعت نفسها من الصراخ ..إلى أن انتهى من متعته الكبيرة .. ( ضربها ) ثم مضى تاركاً إياها وسط المطبخ العتيق و لسانه لا يتوقف عن إطلاق السب و الشتائم ..



تساقطت الدموع الساخنة من عينيها الحزينتين و تعالى خفقان قلبها الجريح ، رفعت يدها بصعوبة إلى رأسها ثم همست من بين شهقاتها المكتومة : يا ربي رحمتك ..




@@@@@@@@@@@@@@






الرياض



قاعة الاجتماعات الكبرى في الشركة



00 : 10 صباحاً



يتوسط الطاولة أبو خالد ..



عن يمينه خالد ( أبو فيصل ) ..



عن يساره سطام ( أبو نواف ) ..



أما الشباب( باستثناء نواف ) فقد جلسوا في أماكن متفرقة ..



و برفقتهم إخوتهم الباقين ..




عزام



فارس



نادر




الأبوان انشغلا بمناقشة بعض الأمور مع الجد ..أما الأبناء فكل منهم كان ينتظر بطريقه مختلفة عن الآخر ..



منهم من يشعر بقلق شديد و أولهم ياسر وقد بدا ذلك ظاهراً على محياه الذي خلى من لون الدم و رجله التي يحركها بتوتر و عيناه الشاردتان في الفراغ .. و منهم المترقب كعزام ..



.



فارس كان متشوقاً للقاء تركي فلم يره منذ زمن ..يكرهه بشدة و يتمنى أن يدخل في شجار معه ..



.



أما بالنسبة لفيصل و نادر فالأمر كان لا يتعدى مجرد اجتماع جديد من اجتماعات الشركة المعتادة ..



.



مال فارس بجسده إلى فيصل وهمس في أذنه : ما كنه الأخ تأخر ؟؟ ..



نظر فيصل إلى ساعته : لا .. أكيد على وصول ..



و لم يكد يُنهي عبارته حتى ارتفع أزيز مكبر الصوت بجوار أبو خالد ..



ضغط على المفتاح فوصله صوت الموظف : الأستاذ تركي وصل ..



هتف أبوخالد : خله يدخل ..



تنفس الجميع الصعداء و علقوا أنظارهم بالباب الضخم ..



و أخيراً ..دلف تركي بطوله الفارع و جسده الرياضي الممشوق .. بشرة قمحية ، عينان جذّابتان ، أنف شامخ ، شارب خفيف مرتب متصل بـ(سكسوكة) أنيقة.. تحدث بهدوء : السلام عليكم ..



وقف أبو خالد و وقف الجميع معه و ردوا عليه السلام و من المتوقع .. بل من باب الاحترام أن يتوجه تركي إلى جده ليسلم عليه و هذا ما دفع أبو خالد إلى النهوض ولكن ... توجه تركي مباشرةً إلى الكرسي الذي يقع مقابل أبو خالد .. في الطرف الآخر من الطاولة و جلس عليه بهدوء .. قطب أبو خالد حاجبيه و نظر الجميع إليه باستنكار..



وجّه تركي نظراته الخاوية وحديثه إلى جده : استرح يا أبو خالد .. كلامنا طويل ..



زوى أبو فيصل ما بين حاجبيه.. و همّ بالحديث و لكن سبقه والده : تفضلوا اجلسوا ..



جلس الجميع و الأبناء يتمنون أن يمضي الاجتماع على خير .. لأن البداية كما يبدو غير مطمئنة .



.




افتتح أبو خالد الحديث : الحمد لله على السلامة يا تركي ..



رد تركي ببروده المعتاد : الله يسلمك ..



لوح أبو خالد بيده : طبعاً انت عارف أنا ليش طلبتك تحضر هالاجتماع ..



ابتسم تركي بسخرية : أكيد ..



لم ترق تلك النبرة الساخرة لأبو خالد و لكنه لم يحاول أن يجادل بل سأل حفيده بنبرة عادية: و ردك ؟؟..



وضع تركي كفه على الطاولة : ردي معروف .. لكن قبل كل شي .. أحب أعلمك اني.... خطبت ..



تيار كهربائي قوي صـــــــــــــــعـــق كل من في القاعة باستثناء واحد منهم ..



~ عزام ~



الذي وجه إلى تركي نظراتٍ قوية لم يلق لها الأخير بالاً ..



نهض أبو نواف و الصدمة متفجرة على وجهه ..ابتسم تركي بسخرية خفية و هو يرى الصدمة على وجهه ثم أعاد يده إلى مكانها و هو ينقل بصره إلى أبو خالد الذي اتسعت عيناه: هذا أول شي لازم تعرفونه ..



ارتعدت فرائص أبو نواف غضباً و هو يصيح : يالــــــــخسيس .. و بــــنــــت عـــــمــــــك ؟؟؟..



رفع تركي أحد حاجبيه و هو يسند ظهره إلى الخلف : مين .. ؟؟ ..



ثم ابتسم بسخرية : آآه .. قصدك عروب .. يا الله .. تصدق نسيتها ..



الجميع تفاجئ من وقاحة تركي الغريبة ..و عندما حاول أبو نواف أن يتوجه إليه ..قبض أبو فيصل على كتفه و هو يقول بصوته الوقور : أبو نواف .. اجلس .. تعوذ من ابليس ..



و لكن .. من المستحيل أن يكفي ذلك لإطفاء نيرانه همّ بالسير مجددًا..



فصاح أبو خالد عليه : ســــــــطّــــام .. اجلس ..



نظر أبو نواف إلى والده في دهشة فمنحه أبو خالد نظرة قوية أجبرته على الجلوس ..



التفت أبو خالد إلى تركي و سأله بحنق : و بــــــــنـــت مــــــن ؟؟ ..



أجابه تركي بهدوء : حسن ناصر ..



هب أبو خالد فزعاً .. وصرخ : حــــــســــــن نــــــاصــــــر!!!!!!!!!!!!! ..



قال تركي بلا مبالاة : ايوه .. حسن ناصر .. رجل أعمال معروف في جده ..



صرخ أبو خالد في غضب : انـــــــــت تــجــنـــنت لجل تـــــــناسب واحد حــــــــــــقــير مــــــثلـــــــه ..



دفع تركي جسده إلى الأمام و نظر إلى أبو خالد في تحدٍ : أعتقد اني مسؤول عن نفسي .. و أنا حر في اختيار اللي أناسبهم ..



هز أبو خالد رأسه في حنق : الله لا يبارك فيك يا ساميه الكلـ



قاطعه تركي بنهوضه المفاجئ و هو يتحدث بصوت مرتفع صارم: عن الغلط يا أبو خالد .. أمــــــــــي و ما أسمح لأحد يغلط عليها لو مين ما كان ..



صرخ أبو خالد في عصبيه احمّر لها وجهه: ذي أم ذي اللي تربي ولدها على عصيان جده و أعمامه ؟؟؟؟ .. ذي أمي اللي تبعد ولدها عن أصله وفصله ؟؟؟ ..



و رفع إصبعه في وجه تركي : لـــــــــكـــن انــــــت الأهبل الجبان اللي تخلي مـــــره تتحكم فـــيــك ..



ضحك تركي في سخرية : لا وانتا الصادق .. مو أمي اللي بعدتني ..أنــــــــــا اللي فهمت اللي يصير..



امتقع وجه أبو خالد .. قبل أن يقول بنبرة حادة : انت واش تقول ..؟؟ ..



أجابه تركي بنظرةٍ قوية : قريب راح تعرف أنا اش أقول ..



ترك مكانه وتوجه إلى الباب لكن استوقفه أبو خالد : تـــــــــركــي لحظه ..



توقف تركي و استدار لمواجهة جده .. كتم أبو خالد غيظه و هو يقول : ارجع .. موضوع خطبتك و خلصنا منه.



التفت أبو نواف في حده إلى والده الذي استطرد بهدوء غريب: تبــقى موضوع عملك في الشركه ..



ابتسم تركي بسخرية و قال ببرود و هو يرفع أحد حاجبيه : أية موضوع ؟؟ ..



هتف أبو خالد بصرامة : تـــــــركــــــــــي .. عن اللف و الدوران مصيرك بترجع و تشتغل هـــــــــنــا ..



ضحك تركي في استخفاف : لاااااااا .. من جد استخفيت..



صرخ أبو فيصل في غضب : عــــــــــــن الـــــــــــغـــــــلـــــــــط ..



استطرد تركي بصرامة و كأنه لم يسمع شيئاً : راح زمن التحكم و الاستبداد يا أبو خالد انتا وعيالك .. تركي دحين صحي و وعى للي حوله .. عرفه اللي له و اللي عليه ..



استيقظ فارس من سباته فجأة و قد اشتعلت النيران في صدره ..نهض مع البقية و صرخ : واش هاللغه الجديده اللي تكلمنا فيها ؟؟..



التفت إليه تركي باستحقار و قال : انتا آخر واحد تتكلم .....أصلاً الكلام معاكم ضايع ..



و خرج مع الباب ثم أغلقه خلفه بعنف ..



كان ياسر فاغرًا فاه في صدمة حقيقية و مشاعر مختلفة تختلط في صدره ..صدمة من موقف تركي ..و .. فرح غريب بأنه قد فسخ الخطوبة ..



.



تطاير الشرر من عيني فارس و أبو نواف ..أما الصدمة فكانت من نصيب البقية ..



و أولهم ..أبو خالد ..



صاح فارس بغيظ : شـــفـــت الـ



قاطعه عزام بحدة : خلاص ..



التفت إليه فارس بعصبية من دون أن ينطق..



أما أبو خالد فجلس على مقعده و هو ينتفض من شدة الغيظ : هذا اللي كنت خايف منه ..الله لا يوفقك يا ساميه .. الله لا يبارك فيك ...



@@@@@@@@@@@@@@@@@@




عائلة متعب بن علي الـ*****




الأب : متعب , رجل أعمال مسن , ذائع الصيت .




الأم : حمده , متوفاة .




الأبناء



.



.




1- خالد >>أبنائه : فيصل ( 29 سنة ) فارس ( 27 سنة ) نادر ( 24 سنة)




2- سطّام >> أبنائه : نواف (29 سنة ) عزام ( 28 سنة ), بناته : ربى ( 23 سنة )




3- مشاري >> أبنائه : ياسر ( 27 سنة ) مروان ( 10 سنوات ) , بناته : عبير ( 25 سنة) , عروب ( 22 سنة )



___________




البنات



.



.



1- مزنه>> أبنائها: ريان ( 19 سنة ) يوسف ( 9 سنوات ), بناتها : ضاويه ( 26 سنة ) مضاوي ( 20 سنة )




2- مزون >> أبنائها : ناصر ( 17 سنة ) , بناتها : هند ( 15 سنة ) هنادي ( 20 سنة) هدى ( 10 سنوات )




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



المستشفى



في نفس اللحظات





توجه أبو ياسر إلى حجرة ابنته و حزن رهيب يطغى على جوارحه ..



.



هاله المنظر ..منظر المستودع و الأدوات الملقاة و القطع المحطمة مما يدل على مقاومة عروب المستميتة.



انتهت الشرطة الجنائية من فحص المكان و أخذ عينات من الحمض النووي التي تطابقت مع العينة التي أُخذت من عروب .



أُثبتت براءة ياسر منذ أن ظهرت النتيجة الأولى و الآن .. حانت المهمة الصعبة فالإجراءات تقتضي أن تعيد الفتاة مشهد الجريمة أمام المحققين ليتأكدوا من أنها لا تكذب ليتأكدوا أنها ضحية بالفعل و ليست متلاعبة ، مما يضمن لها الحصول على التقرير .




.




توقف أمام باب حجرتها و تنفس الصعداء ..تحاشى أن يقابلها منذ أن وصله الخبر ، لا يدري كيف سينظر إليها كيف سيواجهها ؟؟..ابنته ..فقدت أغلى ما لديها .



ربما كان من الصعب أن ينطق بذلك و لكنه .. يثق بها .. يثق ... بكل أبنائه بلا استثناء .. و إن كان يخفي ذلك دائمًا بقناع من الصرامة و الجفاء .



إلا عروب .. ابنته الصغرى.. يدرك حساسيتها ..رقتها ..و شفافيتها ..ضعفها .. و هشاشة قلبها .



ربما لم يقدم لها الحنان و لا الحب .. و لكنها بالرغم من كل ذلك كانت تحاول أن تتقرّب منه دائمًا .. و بشتى الوسائل .



ترقرقت الدموع في عينيه و هو يتذكر ابتسامتها الخجولة و شعرها الأسود الحريري الذي يحيط بوجهها بكل نعومة .



.




طرق الباب بهدوء و لم يمض الكثير قبل أن تفتحه الممرضة المنقبة التي عرفته فقد رأته سابقًا وهو يتحدث إلى الطبيب .. أفسحت له المجال على الفور و غادرت المكان و لكنها كانت قريبة تحسبًا لأي طارئ .



.



كانت شاردة الذهن ، شاحبة الوجه ، ضعيفة الملامح .



.



توقف أمام السرير و دموع قلبه .. تنهمر ..



.



زوت ما بين حاجبيها بخوف و همست باسم الممرضة : أفنان ؟؟..



رفعت رأسها على الفور ..و..اقشعّر جسدها ..اشتد شحوب وجهها حتى حاكى وجوه الموتى ..



.



رق قلبه و هو يرى فكها السفلي المرتعد و عيناها المتسعتان في ذعر ، دار حول السرير حتى توقف إلى جوارها ، تساقطت دموع الرهبة من عينيها ..لم تجرؤ .. أن ترفع بصرها إليه ..لم تجرؤ .. أن تواجهه ..إنه الصخرة التي تخشى أن ترتكب أي خطأ أمامها حتى لا تسحقها بلسانها السليط و يدها الجارحة ..تلك اليد التي لمست وجهها و أدارته بلطف .. انتفض جسدها أكثر ..و هي ترتجف ..و ترتجف ..و ..لم تشعر ..إلا و هي بين ذراعي والدها : بنتي .. عروب ..



شهقت .. شهقت في صدمة ..لوعة ..حرقة .. صوت والدها المتهدج فتح صمام الأمان الذي كتمت به صرخاتها الجريحة .. تشبثت بوالدها و أطلقت لمشاعرها العنان .. خوفها ..ألمها ..و حدتها ..أفرغتها بأنهار من الدموع و سيل من الصيحات المخنوقة ..



والدها ؟؟!!..والدها .. يضمها إلى صدره ؟؟!!!..بين ذراعيه ؟؟!!!!..يربت على ظهرها ؟؟؟!!!!..كيف ؟؟؟!!!!



كيف همس باسمها بذلك الصوت المتهدج ؟؟؟!!!! ..أيعقل ؟؟!!!! ..أيعقل أنه ذلك الرجل القاسي ؟؟!!!!..أيعقل أنه هو نفسه ؟؟!!!!.



صرخت في حرقة : أبووووووووووييييييييي .. لا تخليني لوحدي يا أبوووووووووويييي ..



لا تخليني لوحدييييييي .. و اللي يخلييييييييييك ..



دمعت عيناه و هو يضمها إلى صدره أكثر و يهمس: أنا بجنبك يا بنتي .. بجنبك ..



شهقت بقوة و هي تتذكر أوجاعها و صاحت: طـ .. طــــــلــعني من هناااا .. ما أبــي أجـــلس في المستشفى ..



ما أبيييييييي ..



ربت على شعرها بحنان دافق وهو يقول مهدئًا : الحين .. الحين بطلعك .. بس اهدي شويه ..اهدي و ما يسير خاطرك إلا طيب ...



هزت رأسها موافقةً و هي بين ذراعيه.. تحاول أن تبث إلى نفسها المنهارة القليل من الأمان ..



ابتعدت عنه بعد لحظات و سألته بخوف : أبـــــــوي .. يـ .. ياسر ..؟؟!!



طمأنها بإيماءة من رأسه و نظرة متفهمة : بخير .. لا تشلين هم ..



جلس على المقعد بجوار السرير و يدها الضعيفة لا تزال ممسكةً بثوبه .. ربت عليها بلطف .. و قلبه يحترق على طفلته .



زمت شفتيها بألم و أطرقت برأسها تدرك مقدار الجرح المعلّم في قلبه و الذي قد يفوق جرحها ..غطت وجهها بكفيها تمنع أعصابها المنهارة من الانفجار مجددًا ..



تمتم بحنان : بنتي .. باقي كم شغله .. و ترتاحين ..



ابتسمت في نفسها .. بسخرية ....... ترتاح ؟؟!!!! ..



صمت قليلاً.. قبل أن يقول بحذر: الشرطه .. تبيك تعيدين اللي صار ..



انتفض جسدها في لوعة و التفتت إليه بحدة و هي تصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااا ..



صرخت بانهيار و هي تهز رأسها : لاااااااا .. لا يا أبوي .. لااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..



هب من مكانه .. و أمسك بيديها و هي تصرخ في حرقة باكية : تكفى يا أبوي .. تكفـــــــــــــىااااا ..



ما أقدر .. ما أقـــــــــــــــــــدر ..



بكت .. بكت في مرارة ..و ذكريات الحادثة تتكرر في عقلها و تلهب روحها .. ذكريات الألم تنهش جوارحها ..



ضمها إلى صدره و هو يدافع دموعه الساخنة: يا بنتي اهدي .. تعوذي من ابليس ..



دلفت الممرضة إلى الحجرة بذعر ثم رفعت حاجبيها بتأثر ..



صاحت عروب و هي بين ذراعيه : ما أقدر .. يبه .. يبه ارحمني .. ارحموني .. ما أقدر ..



و الله صعب .. ( شهقت ) ..صعبببببب ..



أغمض عينيه .. فسالت دمعة ملتهبة على خده .. دمعة كسرت القسوة و العنفوان .. قبّل رأسها بحنان و هو يهمس : أنا بجنبك ..



لف الحجرة نشيجها الحزين و آهاتها الموجوعة.. مشهد أليم .. رسم جزئًا مما يعتمر في نفسها من العذاب ..



عذاب شعر به والدها كما شعر بدموعها الساخنة تبلل ثوبه الأبيض ..جلس بجوارها .. إلى أن .. هدأت قليلاً و عندها تركها .. ثم خرج ...



.




: أعتقد سمعت بإذنك .. و شفت كيف نفسيتها تعبانه ..



رد عليه الشرطي : ممكن نأجل الموضوع لباكر .. لكن .. بنحجزها في المستشفى ..



أطرق والدها برأسه.. كانت التحقيقات تثير عصبيته يمكنه أن يخرج نفسه من براثنها كما يفعل دائمًا بمساعدة أصدقائه ..و لكن الأمر صعب الآن ..و المصيبة أكبر تتعلق بشرف ابنته الذي يجب أن يحافظ عليه بحياته لو كلف الأمر ..



رفع رأسه مجددًا و هو يقول بحزم: لا .. اليوم ننهي الموضوع ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جدة




35 : 12 ظهرًا





في سيارة فاخرة تسير في الطرقات ... نظرت مرام إلى ساعتها من تحت الغطاء ثم رفعت رأسها لتتابع الطريق مجدداً : هرمادي خلاص وقف هنا ..



أوقف السائق السيارة أمام أحد المنازل .. نزلت من السيارة و توجهت إلى الباب الخارجي ..



.




استقبلتها رهف بابتسامة ناعمة ثم صعدتا إلى الأعلى ..



.. و في حجرة رهف ..



جلست مرام على سريرها و هي تهتف : ايوه .. علميني بأخبارك ..



جلست رهف على الكرسي المقابل لها وسألتها : أول شي سوسو ليه ما جات ؟؟



هزت مرام كتفيها و هي تجيب : دقت عليها أمها و قالت لها جدتك عندنا .. فاضطرت تمشي .. و وصتني أسلم عليك ..



أطرقت رهف برأسها و هي تزفر: الله يسلمها ويسلمك ..



ابتسمت مرام وهي تقول : معجزة اليوم .. رهيف غايبه ..



ضحكت رهف في مرح : .. أكيد الجامعة صارت كئيبه ..



لوحت مرام بيدها : من غير ما تقولين .. و دحين علميني .. اش اللي صار ؟؟ ..



تنهدت رهف في حرارة و قالت بهدوء : أبداً يا ستي .. بس انفسخت خطوبتي من جاسم ..



شهقت مرام في فزع و صاحت : ايـــييييييييييييييش ؟؟؟؟؟؟؟ ..



نظرت إليها رهف في حزن فابتلعت مرام ريقها بسرعة و هي تهتف : كـــيـــف ؟؟!!!! ..




.




.. نفس المنزل ولكن في حجرة أخرى ..



عاد من صلاة الظهر قبل قليل و ألقى جسده المنهك على السرير الوثير و ضع يده على جبينه ..



فجأة !!!!!!!!!! لاح أمامه طيف رهف .. ابتسم في ضعف ..



** آآآآآخ يارهف ..



انتي أكثر وحده شايل همها بهذي الدنيا ..




** آآآآآخ يارهف ..



انتي أكثر وحده شايل همها بهذي الدنيا ..



قد ايش أغليك يا أختي .. **

اعتدل جالساً و نظر إلى ذلك الكيس الوردي الصغير على الطاولة ..ابتسم و من ثم ذهب ليستحم ..



.




.





امتقع وجهها و نظرت إلى رهف في صدمة.. صــــــــــــدمة كبيرة ..و بلا وعي منها كررت الاسم مرةً أخرى : تـ .. تـــــركي بـــن الـــولـــيــد ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!! ..



أومأت رهف برأسها في صمت ثم قالت بحذر: اشبك .. تعرفينه ؟؟..



ابتسمت مرام في ارتباك : هاه .. آه .. سمعت عنه كثير ..و عرفت انه .. انه ..آه .. صاحب نفوذ كبير ..



أشاحت رهف بوجهها و هي تبتسم بسخرية مريرة ..



سرحت مرام ببصرها للحظة ..



فالتفتت إليها رهف وهتفت بصوت مرتفع : مـــــــــــــــرام .. اشـــــــــبك ؟؟!!! ..



استيقظت مرام فجأة و تحدثت بارتباك أشد: آآه .. هلا .. أبداً يا عسل.. بس تأخرت عن البيت ..



و نهضت من مكانها .. استوقفتها رهف : هيييييييييه .. على وين .. غداكِ عندي اليوم ..



ابتسمت مرام بتوتر : آه .. لا يا قلبي .. خليها مره ثانيه .. أهل البيت ينتظروني ..



ابتسمت رهف في مرح و سألتها: مين ؟؟ .. جوري؟؟ ..



هتفت مرام على عجالة و هي تسير باتجاه الباب: ايوه .. يلا مع السلامه ..



خرجت مع الباب بسرعة ..و لحقتها رهف و هي تحرك إصبعها : هذي المره راح أفكك بس عشان جيجي .. لكن المره الثانيه تحلمين ..



و قبل أن تودعها التفت إليها مرام وسألتها بقلق شديد : رهف .. استخرتي ؟؟ ..



أطرقت رهف برأسها وهي تقول في خفوت: حتى لو استخرت يا مرومه أبويه مستحيل يغير رأيه ..



احتضنت مرام كفها فرفعت رهف رأسها و نظرت إليها بامتنان ..



قالت مرام بحزم : لا تخافين .. أنا جنبك في كل وقت ..



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة زهور اللافندر, ليلاس, اللافندر, الجنين, القسم العام للقصص و الروايات, عبرات, عبرات الحنين كاملة, قصه مميزة, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية