بدت الدهشة عليه قبل ان يشير الى اوراق مخطوطة مرتبة على مكتبته.
- انهيتها هذا المساء.
- الست سعيدا بإنتهائها؟
- انها رواية جيدة. اذا كنت مستعدة للنظر الى الحياة دون هذه النظارات الملونة باللون الزهري. لقد دونت كل حقدي فوق هذه الصفحات.... مما ترك في داخلي فراغا يستمر عادة عدة ايام قبل ان أبدأ بجميع غيره لرواية جديدة. اتودين المزيد من القهوة؟
- لا شكرا لك الوقت متأخر...
- استبقيتك اطول مما كنت انوي.
منتديات ليلاس
تقدم الى حيث وضعت معطفها على ذراع كرسي فالتقطت حقيبها ووقفت. كانت تعبة مصابة بدوار خفيف وضعف في ساقيها ايمكن ان يكون هذا بسبب ضغط يديه على كتفيها هوه يلبسها المعطف؟
- سأسافر باكر غدا. لذا ودعي روزي عني.
اغمضت عينيها لحظات وظهرها نحون تحس احساسات محرمة وهو يشدها الى الخلف لتستند الى صدره... للحظة قصيرة احست بإنفاسه الحارة على صدغها. ثم دفعها عنه بلطف باتجاه الباب:
- تصبحين على خير كارولا.
غادرت المكتبة دون النظر الى الخلف لا تجرؤ على هذا خوفا من مواجهة سخريته. اجتاحتها موجة خجل عندما ادركت انه لو لم يدفعها عنه لبقيت قانعة بالإلتصاق به... ربما من الأفضل ان يبتعد عنها لبضعة ايام. فسيعطيها هذا الوقت الكافي لتتغلب على خجلها وتجدد قبضتها على عواطفها التي تبدو وكأنها ستنزلق.
لم تكن كارولا تشاهد هاري سوى وقت العشاء وبعده بقليل. لكن غيابه احدث فراغا في القصر. وجوده كان يكفي لإعطاء كل يوم معنى جديدا. الامر سخيف وغير متوقع لكنها لا تنوي اطلاقا الغوص تحت سطح عواطفها.
دخلت روزي غرفة كارولا ذات صباح وهي تمشط شعرها. وتسمرت نظرة الطفلة على العلبة العاجية الموسيقية الموضوعة داخل الدرج المفتوح. فقالت لها وهي تلمس حافتها:
- هلا جعلتها تعزف ثانية؟
ادارت كارولا المفتاح في مؤخرة العلبة وتذكرت اول يوم لها في القصر. الان، والموسيقى الحنونة الشرقية تملأ الغرفة اخذت تراقب الفتاة عن كثب فلاحظت الاستغراق الكامل في الاستماع. وتسلتها الفتاة بعد انتهاء الموسيقى:
- اجعليها تعزف ثانية... ارجوك كارولا.
- ما رأيك بالذهاب الى نزهة عند الشاطئ هذا الصباح؟
- انستطيع هذا؟ هل ستريني كهفك الخاص؟
- كهفي الخاص...
ضحكت كارولا لتذكرها كيف حاولت كسب اهتمام روزي بذكرها الكهف الذي اكتشفته وهي طفلة ثم قالت:
- طبعا سآخذك الى كهفي الخاص اذا احببت هذا.