كاتب الموضوع :
Books_king
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
استدار عنها وهو يتكلم بصوت ملؤه المرارة ... لا بد ان هناك امرأة قد جرحته بالصميم. لكن من؟ ولماذا؟
تركزت عيناها على اثر جرح اخر كان يمتد من منتصف صدره فوق ضلوعه حتى جانبه الايسر. لكن منظره لم يؤثر ابدا على رجولته البارزة. مما جعلها تحس بشيء لم تحس به مع رجل اخر. وارتفعت نظرتها الى الجرح في وجهه. ثم احمرت حرجا بعد ان لاحظت ان ضبطها تراقبه فلوى فمه ساخرا:
- هل تجدين جروحي منفرة؟
- لا... انها غير منفرة ولا تزعجني اطلاقا.
كيف تشرح له قوة رغبتها لأن تلمسه. وتمرر اصابعها على جرحه. تتحسن دفء جسده القوي. دون ان تذل نفسها. قاطع صوته أفكارها بحدة:
- كنت افكر بإقتراحك.
- اقتراحي؟
- فتح البوابة الجنوبية. اتذكرين؟
- اوه اجل. هل ستتركها مفتوحة؟
- اجل لكن المشكلة كيف سأعلم الجميع بقراري؟ هل اسير في طرقات القرية معلقا يافطة على صدري مكتوب عليها " مسموح المرور عبر اراضي قصر بكلاند"
علمت فورا انه لا يريد الاعلان رسميا عن انه انصاع للامر. فقالت بسرعة:
- لن يكون هذا ضروريا... سأبث تلميحات في "قاعة الاخبار" وسينتشر.
- قاعة الاخبار؟
- انها "قاة الشاي" لعمتي. الجميع يذهب هناك للثرثرة والتقاط الفضائح. تنفس هناك بكلمة, فتنتشر في القرية بحروف كبيرة وتصلك على جناح الريح. وقبل ان يرف جفنك.
- حسنا بما ان المشكلة الان حلت سألقي نظرة على الممر الذي يبدو ان الجميع مهتم به. اتعرفين الطريق اليه؟
- طبعا
- تعالي معي اذن.
قادته نحو الممر من بين اشجار الصنوبر. ليجداه مليء بالطحالب. بينما نبات السرخس والخنشار ينميان بجنون من الرطوبة عل جانبيه. ولو ترك دون مساس لكان جنة جميلة للنظر لكنه تسبب منذ فترة في حادثة اليمة. وسمعت كارولا هاري يقول:
- يا الهي بكل تأكيد هناك طريق اخر الى الشاطئ؟
- من جهة الطريق المعبد اجل. لكن لمن يريد التمشي...
عندما شاهد ما يكفيه قاطعها مشيرا الى وجوب العودة. والعودة تمت بصمت. لكن عندما لامس ذراعها ذراعه فجأة، اجفلت بعنف وذعرت لإحساسها بقشعريرة جميلة في جسدها. رد فعلها لم يمر دون ان يلاحظه فنظر اليها نظرة سريعة عبرت عن الغضب وشيء اخر شيء جعلها ترغب بالبكاء الصامت المؤلم. وبقي صامتا وفجأة سارع الخطى وكأنه يستعجل الابتعاد عنها.
عند اول فرصة اتصلت كارولا بعمتها لتطلب منها نشر خبر فتح البوابة الجنوبية للقصر امام الجميع في قاعة الشاي. فسألتها العمة بفضول:
- وما الذي دفعه لتغيير رأيه؟ ربما حادثة الصبي كايلي؟
- ان الحادثة دفعته لقبول اقتراحي.
- اقتراحك؟ من الملاحظ انك استعطت التأثير عليه.
- ليس لي اي تأثير... بل كان الامر اقتراحا مناسبا في الوقت المناسب. لاتنسي اذاعة الخبر.
- اعتمدي علي يا عزيزتي.
صباح اليوم التالي خلال فترة التدريس تأكدت كارولا ان الطفلة روزي بحاجة الى توجيه لتحسين خطها فهو غير سوي يتدرج من كبير الى صغير دون ترتيب. فأمسكت المسطرة لتخطط لها الدفتر وتقدمت نحوها.... على الفور انكمشت الفتاة وتراجعت الى الخلف. فسألتها قلقة:
- ما بك روزي؟
لم تقل روزي شيئا, لكن عيناها كانتا مثبتتان الى المسطرة. وهي تتنفس بقوة. بدرت لها فكرة:
- أظننتني سأضربك؟
فهزت روزي رأسها وانفجرت بالبكاء. فجلست كارولا الى المقعد الصغير بقربها وامسكت بيديها الصغيرتين المرتجفتين:
- روزي لم اكن انوي ضربك. فما هو السبب الذي سيدفعني لضربك؟
- بسبب خطي السيء. فالمربيات الاخريات كن يقلن لي انهن سيضربنني.
|