ذلك المساء جلست كارولا بمواجهة هاري قرب طاولته العريضة وبحذر راجعت ما ستقوله له.
- هل هناك شيء اخر تودين قوله عن تقدم حالة ابنتي؟
- لا. لكنها خائفة من ان ترسلها ثانية الى المدرسة الداخلية.
مرت لحظات صمت مطبق استطاعت خلالها الاحساس بموجات غضبه.
- وهل اثرت معها هذا الموضوع؟
- لا. لكنها سألتني عن سبب غضبك... وانا...
- نعم. تابعي...
- قلت لها انك قد تكون قلقا حول شيء ما.
- حقا؟ وبعدها؟
- قالت دون مقدمات انها لا تريد العودة الى المدرسة الداخلية ولم يكن امامي سوى الاستنتاج ان هذا امر يزعجها اكثر مما تتصور.
- وماذا تقترحين ان افعل. هل اذهب اليها لإبلغها بأن لا تقلق اذ ليس لدي النية في إرسالها الى المدرسة الداخلية؟
- وهل هذه هي الحقيقة؟
- لا! فالحقيقة آنسة وارندر انني لا املك فكرة بعد عما يجب ان أفعل بها. فانا لا اريد قطعا ابعادها عني ولكن قد اضطر لهذا.
- هل حاولت شرح الامر لها؟
- لا لم ارغب في التسبب بمزيد من التعاسة لها. ربما في المستقبل فالامر لا يزال مبهما بالنسة لي.
- الامر يهمها كثيرا لذا لا بد من ان تعرف انك لا تنوي ابعادها الا اذا اصبح الامر ضروريا بالكامل. انها تعاني من احساسها بعدم الامان هذه هي مشكلتها اساسا
- لقد تركت السكن في لوس انجلوس طلبا للهدوء والسكينة اللذين يمكن ان توفرهما هذه المنطقة خاصة وان جوها المختلف والصحي قد يساعد في شفائها فماذا يمكنني ان اقدم اكثر من هذا؟
- ان تعطيها بعضا من وقتك واهتمامك
خفق قلبها بعنف وهو ينظر اليها بانزعاج:
- انسة وارندر خلال الاسابيع الماضية سعيت جاهدا للانتهاء من كتابي هادفا لايجاد الفرصة التي تسمح لي بقضاء وقت اطول معها. وكل ما احتاجه الان بضعة اسابيع اخرى بعدها سأكون تحت تصرفها متى شاءت.
لم تجد كارولا اي خطأ في هذا وانبت نفسها بصمت على تسرعها:
- لم اكن اعرف انك
قاطعها ساخرا:
- لا فالناس نادرا ما يعرفون وسأكون ممتنا لك اذا لم تتسرعي في الحكم علي مستقبلا قبل حصولك على كل الوقائع.
قاطعه رنين الهاتف فالتفت ليلتقط السماعة ولم تنتظر كارولا لتسعم الحديث فاستغلت الفرصة وانسحبت الى جناحها.
منتديات ليلاس
تنهدت وهي تضيء المصباح الصغير قرب السرير وامسكت بمجلة قلبت صفحاتها دون تركيز وجه كان يتراءى امامها وتعنيفه الاخير لا زال يؤثر فيها واسرت لنفسها:
"عند كل مناقشة تدور بيننا ينبغي علي ان اقف في موقع الدفاع ترى ما السبب؟"
سمعت طرقا خيفا على الباب لكنه انفتح قبل ان ترد ليدخل هاري ويقفله خلفه ويستند اليه هذه المرة الاولى التي منذ وصولها يدخل غرفتها وادركت ان شيئا قد حدث عندما لاحظت تجهم وجهه:
- ظنتت انك قد تهتمين لمعرفة ما حدث في القرية ومن كان المخابر. انه السيد كايلي ذهب ابنه الصغير الى الشاطئ بعد ظهر اليوم ووقع في الممر المنزلق واصيب بجرح عميق في رأسه استدعى نقله الى المستشفى. من بين كل الشتائم والكلام المرير فهمت انه يحملني مسؤولية اصابته لذا سيرسل لي فاتورة تكاليف علاج ابنه.
- لكن هذا امر سخيف.
- قولي هذا له
- وماذا ستفعل؟
- اولا سألقي نظرة على ذلك الممر اللعين حال ان تسنح لي الفرصة
- هل لي بابداء اقتراح قد يحل المشكلة؟ هناك بوابة صغيرة في الجدار الجانبي خلف خلف جناح الخدم. يمكن فتحها للمرور. وستحتفظ بخلوتك الخاصة وترضي القرويين لحين ترميم الممر.