كاتب الموضوع :
Books_king
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لديه.
- لقد شحب وجهك آنسة وارندر. هل انت بخير؟
- اجل... اجل. لكنني عرف من انت لتوي.
- حقا؟
- حضرت حفلة افتتاح مسرحيتك الاخيرة في العام الماضي في افريقيا، لقد اعجبت النقاد كثيرا.
فلمعت السخرية في عينيه:
- لكنها لم تعجبك؟
- انا... حسنا... إنني...
- ارجك ان تأخذي حريتك في ابداء رأيك آنسة وارندر. من المثير للاهتمام معرفة رأي واحدة من الرأي العام بعملي.
علمت كارولا انه وضعها في موقف سيء اذ ان رأيها ليس له اهمية معنوية. لكنها بسبب تصرفه وبسبب غضبها من هذا التصرف ابدت رأيها بجرأة لم تكن تحس بها:
- رأيي انك ابتكرت شخصيات كانت تحتسب كل الامور ببرود تام خاصة فيما يتعلق بالتوجهات الإنسانية في الحياة.
- حقا؟ولماذا؟
- كانت الشخصيات تفتقد الدفء الانساني في علاقاتها والقدرة على الاهتمام بمشاكل الناس الاخرين.
حدق بها باهتمام ثم قال:
- تبدين رومانسية انسة وارندر
- معظم الناس رومانسيون الى حد ما, على ما اعتقد.
- اذن معظم الناس يسيرون بغباء وؤوسهم في السحاب يعيشون في عالم خيالي لكن حقيقة الحياة قاسية حتى انها ظالمة لا ترحم ولا خلاص للمرء من لذعاتها التي تصادفه. هناك حب، كراهية، معاناة. وكلنا في الاساس مندفعون لندوس شخصا ما تحت الاقدام عندما نرغب في الحصول على شيء. الناس تكذب وتغش لتصل الى اهدافها يتلاعبون بمشاعر بعضهم البعض. وعندما يحصلون على ما يريدون يتخلصون من الاخرين كما يتخلصون من الاشياء التافهة التي لا قيمة لها. والنساء هن القديرات اكثر في هذا المجال.
حدقت به كارولا صامته, لم تقابل من قبل عاصفة من المرارة مجتمعة في شخص واحد كهذه.
- كلنا احرار في آرائنا الخاصة سيد موريل. لكنني افضل ان اكون رومانسية من اكون متشككة.
- لكنني من النوع المتشكك آنسة وارندر. لان الحياة اثبتت لي انني محق.
- اتمنى ان لا يكون في نيتك تربية ابنتك على نفس معتقداتك.
- ستكون حرة في تكوين ايمانها الخاص... لكنني اجرؤ على القول انها توصلت الى بعض الاستنتاجات المماثلة.
وقف على قدميه لتحذو حذوه لكنها وقفت تواجهه ورأسها الى الخلف تحديا تحس بنبضات قبلها في عنقها:
- اذن سيكون من صميم مهمتي ان انير طريقها باتجاه معاكس.
- او لتعلميها الاعيب النساء المنحرفة التي يستخدمنها دائما.
ارتفعت يدها الى عنقها... وتمتمت "ليلة سيعدة" مخنوقة وتوجهت بسرعة الى غرفتها. ولم يلحق بها هاري موريل ولا منعها من المغادرة. عندما اقفلت بابها استندت اليه لعدة دقائق محاولة التقاط انفاسها.
- ماذا دهاني؟ لماذا سمحت له بتكديري؟ وما يهمني من آرائه او كيف يختار ان يعيش حياته؟ انا هنا لاعلم وارشد ابنته الى ان تتأهل للعودة الى المدرسة لا شيء غيره.
واسرت لنفسها مكررة مرات ومرات انسي امره. لكن هاري موريل رجل لا يمكن نسيانه بسهولة.
منتديات ليلاس
استيقظت كارولا ليلا على صوت الزمهرير والعواصف كان صوت المطر يصفق زجاج النوافذ والبرق يلمع قبل الرعد. الا ان هناك صوتا شدّ انتباهها انه صوت نحيب الطفلة الذي جعلها تقفز من سريرها لترتدي روبها وتضع خفها في قدميها. وشكرت ربها لتفكيرها بفتح باب روزي قبل ان تنام.
- روزي؟
توقف النحيب على الفور فتقدمت كارولا الى الامام لتضيء المصباح الصغير قرب السرير
- اتخيفك العاصفة؟
هزت روزي رأسها وتراجعت الى الوسادة لكن وجهها الشاحب المليء بالدموع قص على كارولا القصة الحقيقية. ولمع البرق الحاد يبتعه الرعد القاصف لترتجف الطفلة بشكل ظاهر، وليقفز قلب كارولا حنانا. وبدون تردد جلست بقربها على السرير وضمتها بين ذراعيها.
دفنت روزي وجهها دون اعتراض في صدر كارولا. يداها تتمسكان بالروب بينما ذراعا كارولا الحنونتان تلفانها، ووضعت خدها على شعر روزيالاسود واخذت تكلمها بنعومة والعاصفة مستمرة في غضبها.
بمرور الوقت خف ارتجاف الطفلة الى ان غطت في النوم اخيرا. يدها على خدها الاحمر المرتاح في صدر كارولا. علت بسمة عذبة وجه كارولا وهي تراقب الطفلة النائمة. وحركت ذراعيها قليل لتريح عضلاتها ثم اراحت نفسها على الفراش بقربها والطفلة مرتاحة بين ذراعيها.
لم تدر كم من الوقت نامت هكذا. لكنها استفاقت لتكتشف ان العاصفة تحولت الى انهمار مستمتر للمطر وان هاري موريل يقف قرب السرير ينحني فوقها. رفرفت عينيها بارتباك وهي تنظر اليه. ثم سحبت ذراعها بحذر من تحت جسد روزي النائمة. لكن الحركة فتحت مقدمة ثوبها لتكشف صدرها بإغراء.
بسرعة لا توازي سرعة نبضات قلبها سارعت الى ضم طرفي الثوب لاخفاء ما بدا من صدرها. ومن التواء شفتيه علمت ان حركتها هذه كانت متأخرة فصبغها الحرج من عنقها الى وجهها. فتسللت من السرير دون ان تنظر اليه لتقف امامه مستعدة للهرب.
منظر صدرها العاري امامه كان تجربة غريبة لها فتعالى الفزع المجنون الى قلبها وادركت مدى غبائها عندما تجاهلت تحذيرات عمتها وهاري موريل نفسه. انه رجل اخطر بكثير من ان تعيش معن تحت سقف واحد. دون اية تأثيرات عاطفية.
- لقد انتهت العاصفة والافضل ان تعودي الى فراشك. فأنت ترتجفين من البرد.
ما ان بلغت الباب حتى قال:
- انسة وارندر؟
فتمسكت بجانب الباب لتستطيع الوقوف والتفتت اليه.
- انا اقدر لك ما فعلته لـ روزي. ولو لم اكن مستغرفا في النوم لفعلت لها الشيء عينه.
ذهلت لكلامه فهزت رأسها وعادت الى غرفتها ومضى وقت طويل قبل ان تغفو مجددا ثم لاحقها في احلامها طيف مخدومها ينحني فوقها. تفتيشها اليائس عن مهرب افسدته قوى سحرية غريبة سيطرت عليها. وعندما بدا ان أسرها محتم استيقظت بصرخة لتجد نفسها جالسة في الفراش. منهكة ومتعبة رمت نفسها على وسادتها من جديد وعادت نبضات قبلها الى طبيعتها وغطت في نوم لا احلام فيه.
|