لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-09, 06:01 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

نهاية الفصل الاول

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 22-09-09, 09:04 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

2 – لا تنظري خلفك




استدعاؤها للذهاب الى القصر وصلها بيد مبعوث خاص بعد الغداء في اليوم التالي. واعادت كارولا قراءة المذكرة لتقنع نفسها بالمحتويات الموجزة اذ بدأت بلهجة صارمة وخط واضح :
((الآنسة وارندر العزيزة
أتوقع حضورك عند الساعة السابعة من هذا المساء، حاملة معك الوثائق اللازمة المتعلقة بالوظيفة موضوع الطلب.

هـ. موريل))

في رسالته حدد موريل موعد المقابلة دون ان يسألها اذا كان الموعد مناسبا لها واستنبطت بأن هذا امر وعليها إطاعته وتنفيذه...
فاندفعت كارولا متوجهة الى الهاتف وفي نيتها الاتصال بهاري موريل لتقول له رأيها به بالوظيفة بكل صراحة... فجأة اجبرتها روحها المرحة على انقاذ الموقف فتخلت عن الفكرة اما رغبتها في المضي بمشوراها الجديد بغض النظر عن الانطباع الذي تملكها في هذه اللحظة.
منتديات ليلاس
تسللت انوار سيارتها عبر الظلمة لتسطع على اللوحة النحاسية التي تحمل اسم "قصر بكلاند" وكانت الابواب الحديدية الضخمة امامها... مقفلة.
توقفت امامها سائلة نفسها:
- ماذا الان؟ هل اخرج لافتحها بنفسي ام من المفترض ان اضغط على الزامور الى ان يحضر احدهم لفتحها؟
ما ان توقفت سيارتها على بعد متر واحد من الابواب حتى شهقت وحدقت بذهول. الابواب الثقيلة تتحرك بكل نعومة ودون صوت لتنفتح على مصراعيها سامحة لها بالدخول وكأنها فكا حيوان هائل ينتظر ابتلاع فريسته.
احست بشعور غريب انها قد علقت في فخ لكنها نفقت الافكار السوداء عنها وتابعت الطريق الملتوية من خلال الاشجار المرتفعة الى القصر المبني منذ عشرات السنين على الطريقة الانكليزية.
كانت ساقا كارولا ترتجفان عندما صعدت درجات السلم العريض الى الشرفة الامامية... الانوار كانت تشع من غرفة الجلوس خلف ستائر جاجبة... تلك الليلة كانت ليلة مظلمة فالغيوم تجمعت منذ بعد الظهر تنذر بهطول المطر لم تخف يوما من الظلام الا ان الصمت المرعب المحيط بها جعلها ترتعش. استجمعت قواها ورفعت المقبض النحاسي فوق الباب لتقرعه مرتين.
فتح الباب على الفور واستقبلها رجل يرتدي بزة رسمية ليسألها بكل ادب عن اسمها ثم قادها الى ردهة ضخمة باهة الاضاءة. لقد مضى الان سنتان على زيارتها الاخيرة للقصر فلم يتسنى لها الوقت الكافي للنظر فيما يحيط بها والخادم المتصلب الظهر يقودها الى غرفة جلوس مضاءة. واشار الى باب في الناحية الاخرى من الغرفة قائلا:
- السيد في مكتبته. بأمكانك الدخول سيدتي.
امرها صوت عميق اجش بالدخول بعد ان دقت الباب فادارت المقبض النحاسي اللامع وخطت الى الداخل بساقين مرتجفتين. بدخولها من غرفة الجلوس الساطعة الانوار الى المكتبة التي لا ينيرها سوى مصباح فوق الطاولة اصيبت بعمى مؤقت في نظرها وارتبكت اكثر لسماعها صوت رجل يقول :
- يا إلهي... انت هيلين بنفسها!
سارعت ترد مرتجفة:
- انا... استميحك عذرا؟
- سيدة طروادة التي جرت بوجهها الملائكي خلفها الف سفينة...
تفضلي بالجلوس آنسة وارندر.

فجلست منصاعة للأمر الا ان الرجل بقي واقفا مديرا ظهره الى النور مما سمح له وبدون في رؤيتها بوضوح ولم تر من هذا الرجل سوى رأس مرتفع بكبرياء وجسد نحيل قوي فالظلمة ابقت قسمات وجهه مخفية عنها.
- من اين انت؟
- انا كارولا وارندر. امريكية المولد بلدتي لونغ فيلد عشت فيها منذ بلغت الثانية عشرة من عمري وهاجرت الى جنوب افريقيا وعملت فيها مدرسّة لمدة خمس سنوات.
- وما الذي جعلك تتقدمين لهذه الوظيفة؟
- انا بحاجة لها. وانت تعرف ذلك سيد موريل.
- لكنني لم انشر اعلانا عنها في الصحفية المحلية.
- لا. اخبرتني عمتي بأنك ... قد تكون محتاجا لمعلمة.
- عمتك؟
- ايما نورد... انها تملك "قاعة الشاي" الوحيدة في القرية.
- هاه. هل احضرت معك اوراقك الرسمية؟
- نعم.

واعطته المغلف رافعة بصرها اليه فتقدم نحوها ليصبح في دائرة الضوء فوجدت نفسها تنظر الى ندبة جرح بشعة تمتد من صدغه الى فكه في الجهة اليمنى من الوجه. فتقلصت عصلات معدتها لكن التحدي في عينيه اعادها الى صوابها، فقالت:
- ستجد في هذا الملف كل ما هو مطلوب، دقيقا ومرتبا.

لمعت عيناه سخرية، وبقيت تنظر اليه بهدوء وصمت. لكن قوة نظرته المتفحصة والثابتة عليها حولتها الى كتلة من الاعصاب المتوترة المرتجفة لدرجة انها اخفت ذلك الجرح الذي يشوه خده.

كما ان اصابع اليد التي قلبت اوراقها الخاصة بانت لها رغم نعومتها وقصرها، جميلة وقوية أضف لذلك جمال شعره الاسود القاتم وجبهته العريضة. له حاجبان كثيفان منعقدان بتقطيبة لا تنم عن شخصية واعدة إطلاقا.

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 22-09-09, 09:06 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اخيرا قال وهو يعيد لها اوراقها:
- من الملاحظ انه ليس لديك خبرة في التعليم الافرادي الخاص.
- لا. انها التجربة الاولى ولكن في مضمار التعليم ان علّمت واحداً او ثلاثين يبقى الاساس واحد.
- ليس تماما آنسة وارندر فالوظيفة المعروضة هي العمل كمربية. وهذا يعني ان تعملي ليل نهار. فهل باستطاعتك ممارسة هذا النوع من العمل؟
- لست ارى سببا يمنع. فأنا مولعة جدا بالاطفال.
- لكنك صغيرة السن آنسة وارندر.
- انا في الخامسة والعشرين.
- صغيرة. صغيرة جدا على هذا النوع المعروض من العمل.
احست كارولا بالاحباط:
- هل يعني هذا رفضك لطلبي سيد موريل؟
ساد صمت متوتر واجها خلاله بعضهما، منتظرة بقلق شديد جوابا على سؤالها.
- لا استطيع رفض طلبك (وفرقع باصابعه) لكن يجب ان اعترف ان امرأة اكبر سنا ستكون مناسبة اكثر فانا اعيش هنا وحيدا مع ابنتي آنسة وارندر، والوظيفة تفرض عليك السكن معنا. فوجود امرأة مسنة في منزلي منطقي ولا يثير تساؤل. لكن وجود شابة مثلك قد يثير الشبهات.
- ادرك هذا سيد موريل.
- لا يبدو ان هذا يزعجك كثيرا.
- لا. لا يزعجني.
- لماذا استقلت من عملك السابق؟
- اردت التغيير وكذلك الابتعاد عن جنوب افريقيا.
- وهل لرجل علاقة بهذا القرار؟
- اجل. بطريقة غير مباشرة.
قررت على الفور ان ردا بسيطا بالقبول او الرفض هو الافضل لانهاء هذه المقابلة فقالت:
- سيد موريل. انا...
فقاطعها بطريقة فجائية وترت اعصابها:
- هل اقترحت عليك عمتك العمل عندي؟
- لا. بل نصحتني بالابتعاد عن ذلك.
فـ ألتوت اطراف فمه:
- صراحتك جديرة بالثناء.
- هل سـأحصل على الوظيفة؟
- آنسة وارندر، ان الظروف التي احاطت بإبنتي منعتها من التحصيل والتقدم خاصة خلال الاشهر السابقة ونظرا لهذه الظروف لا يسعني الى القبول لانني لم اعد استطيع تحمل الانتظار. فوضع ابنتي التعليمي لا يحتمل التأجيل اكثر من ذلك.
- أيعني هذا...؟
- يعني انك حصلت على الوظيفة، هذا اذا كنت لا زلت تريدينها بعد شرح التفاصيل لك؟
- شكرا لك.
وتنهدت تسترخي في مقعدها شاعرة بنوع من الرضى لم تستطع تفسيره. لكنه قال ساخرا:
- لا تشكريني بعد آنسة وارندر، فـ روزي طفلة متوترة حساسة جدا. منذ وقوع الحادث الذي قتل زوجتي وهي تعاني من كوابيس مزعجة ليلا. حتى انها اصبحت مكبوتة كئيبة. وتحتاج الى الكثير من العناية. وهذا شيء لا استطيع توفيره لها شخصيا في هذا الوقت. بسبب هذا نصحني الاطباء بتعليمها في المنزل الى ان تتمن من الذهاب الى المدرسة وآمل ان يتم هذا في نهاية السنة. فالامر يعتمد على مدى تقدم حالتها.
- كم عمرها سيد موريل؟
- ستكون في الثامنة منتصف كانون الثاني(يناير) من العام المقبل. ارجو ان يكون الراتب الذي سأدفعه لك مرضيا. اذا كنت مستعدة لتحمل النتائج والعناية بطفلة معقدة، فمتى اتوقع انتقالك للسكن في قصر بكلاند؟
لعقت شفتيها بتوتر واجابت:
- في اي وقت يناسبك.
- غدا بعد الغداء؟
همست ترد بالايجاب وقد انقطعت انفاسها للسرعة التي تمت فيها الامور:
- اجل.
- جيد. من الان ولنهاية الاسبوع سيكون لديك الكافي للتعرف على روزي قبل البدء بتدريسها وتعليمها.
ساعدها في ارتداء معطفها وخرجت مستعجلة راغبة في مغادرة القصر والابتعاد عن هذا الرجل المثير للاضطراب. وبدا السيد موريل مدركا سبب تأهبها السريع وتوترها لانه رفع حاجبيه بسخرية وقال:
- تعرفين طريق الخروج؟
فهمست:
- اجل. ليلة سعيدة، سيد موريل.
المطر الخفيف كان ينهمر في الخارج رذاذه الناعم كان باردا يصفع وجهها المتورد وهي تدخل السيارة. لم تجرؤ على النظر خلفها لكن كل عصب فيها كان يحس بانه واقف في مكان ما يراقبها. انفتحت الابواب الحديدية دون صوت عند اقترابها منها. فتنهدت بارتياح لمرورها منها واستدارت يسارا نحو منزل عمتها.
عند وصولها سألتها العمة:
- حسنا؟
- الماثلة امامك هي المربية الجديدة في قصر "بكلاند".
- اجلسي واخبريني ما حدث.
- لم يحدث شيء مميز. كان السيد موريل يفضل امرأة اكبر سنا للوظيفة لانها تتطلب السكن هناك. لا اظنه قادرا على الاختيار في هذا الوقت.
- كارولا. ارجوك ان تقولي انك لم تقبلي الوظيفة.
- لكنني قبلتها عمتي ايما. ويتوقعون وصولي الى القصر بعد غداء الغد.
حدقت بها عمتها مرعوبة مذعورة واطراف فمها ترتجف دليل القلق العميق.
- وله فكرت بالنتائج؟
- اجل عمتي ايما. السيد موريل وابنته وانا سنكون لوحدنا بعد ان يستريح الخدم في غرفهم. والالسنة المعتادة على القيل والقال في القرية سوف تبدأ بالهمس والتساؤل عما يجري في الليالي المقمرة بين صاحب القصر الجديد وموظفته الشابة.
وضحكت بسخرية غير معتادة عليها واكملت:
- استطيع تخيل اسئلتهم: ((هل يتغازلان بين شجيرت العليق. ام انه قيدها بالسلاسل ليفترسها في القبو؟))
- هذا امر لا مزاح فيه.
- لست امزح. فالناس آثمون في تفكيرهم عندما يريدون.
تمسكت يدا العجوز بمسندي معقدها، وعلى اساريرها دلائل عدم الموافقة العنيدة:
- كارولا. امنعك من قبول الوظيفة.
- لن تستطيعي منعي عمتي. فانا كبيرة بما يكفي لاتخاذ قراراتي بنفسي. واذا اراد الناس التكلم عني فـليفعلوا. بالنسبة لي هذه الوظيفة كغيرها وضميري مرتاح. لذا سأكون في القصر غدا لأعلم روزي موريل وهذا كل شيء.
بالرغم من جهدها لم تستطع العمة ايما اخفاء لمعان الاعجاب من عينيها وهي تقول:
- ارجو ان تكوني واعية لنتائج فعلتك هذه.
- واعية تماما.
- لا ادعي انني سعيدة, لكنني ساقف الى جانبك مهما حدث. فانا اثق باستقامتك، لكنني لا اثق بذلك الرجل.
لاح وجه هاري موريل البشع امام عيني كارولا فاخذت ترفرف عينيها بسرعة لتمحو صورته. لقد وجدته مثرا للاضطراب واكثر من مخيف بقليل. لكن من الصعب الحكم على اخلاقه بعد لقاء قصير.
الحكمة في قرارها امر يمكن الجدل فيه لكنها كانت تسعى وراء التحدي ساعة وراء ذلك الشيء المختلف عن التدريس العادي الذي هربت منه. قطع رنين الهاتف افكارها فوقفت ترد بينما دخلت العمة الى المطبخ لصنع الشاي. وكان المتحدث مارك كيندي الذي قال بعد التحيات:
- ساكون متفرغا كليا لك فما رأيك بنزهة في السيارة معي؟
عضت شفتيها معربة عن خيبة امل. وقالت معتذرة:
- اسفة مارك لن استطيع. علي الذهاب الى العمل في قصر"بكلاند" بعد ظهر الغد.
- ايعني هذا انه عينك في الوظيفة فعلا؟
- نعم.
- هل تدركين مدى تورطك؟
- اعرف بالضبط ما سأفعل مارك.
- كنت في القصر لمعاينة روزي. كانت في حالة هستيرية عندما وصلت واضطررت لتخديرها لان الكوابيس التي تنتابها ليلا ترهق اعصابها كثيرا.
- اتظن ان لي علاقة بما حصل معها هذا المساء. لا بد ان والدها اخبرها انني قادمة في الغد. اتظن ان فكرة وجود مربية جديدة غريبية عنها هي التي سببت لها الانهيار؟
- هذا ممكن.
- يا الهي.
- ستواجهك مشاكل كثيرة كارولا. فاذا احتجت لمساعدة او نصيحة لا تترددي في طلبها مني. تعلمين انني اكون مسرورا للمساعدة.
عرضه بالنصيحة والمساعدة اعطاها الثقة فقالت:
- شكرا لك انت لطيف جدا.
فضحك قائلا:
- لا تشكريني. دعيني اعرف اوقات فراغك لارتب مواعيدي. بالمناسبة هل تذكرين دعوتي لك على العشاء.
- اذكر. لكن يجب ان نؤجلها قليلا، ساتصل بك حال استقرار الوضع الجديد.
نظرت العمة ايما النظرة الفضولية وهي تدخل صينية الشاي وتضعها على الطاولة المنخفضة. لكن كارولا شاحت بعينيها بعيدا كي لا تلتقي نظرتها بنظرة عمتها المفترسة.

شربتا الشاي بصمت. صوت تكتكات الساعة ساهم في توتير الجو الذي طالما كان دافئا بينهما. واخيرا قالت العمة:
- لم يفت الوقت بعد لتغيري رأيك.
- وماذا سيظن السيد موريل بي اذا تراجعت الان؟
- ايهمك ما يظنه بك؟
- وهل من السهل مواجة نفسي مستقبلا بعد ان جبنت امام اول تحدي في الحياة؟ لا اظن عمتي. لن استسلم لخوفي قبل ان احاول.
- لم تستطيعي يوما مقاومة اي تحدي انت في هذا تشبيهين اباك. لكم خفت من ان ترثي منه حبه للتجوال. وظننتك لخمس سنوات مضت انك استقريت في افريقيا. لكن بعد عودتك لم اعد واثقة من ذلك. ما انت بحاجة اليه هو الاستقرار مع زوج وتأسيس عائلة.
فابتسمت كارولا تحدق حالمة بالنار:
- لم اخلق للزواج، ليس بعد. وفي هذه المرحلة بالذات على الاقل لقد نشأت على الحرية واحب ان اتمتع بها لفترة اطول.
عندما اطفئتا الانوار كي تخلدا الى النوم لم تكن كارولا تحس سوى بالقليل من الارتباك حول مستقبلها. وستكتشف روزي موريل عما قريب ان لا حاجة للخوف من مربيتها الجديدة. لكن ولسبب مجهول كانت تحس ان هاري موريل سيكون اقل تعاونا معها من ابنته. فله قلب من فولاذ احست منذ اللحظة الاولى وخشونة ساخرة جعلت من الصعب عليها تخيله كأب لطفلة صغيرة حساسة.
لكن من غير المجدي التفكير بكل هذا في الوقت الحاضر.
مدت يدها لتطفئ النور وتسللت الى الفراش فمن المستحيل محاولة التفكير دون معرفة الوقائع الحقيقية.
وستعرف تلك الوقائع بالتأكيد بعد ظهر الغد.

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 22-09-09, 11:40 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث بعد قليل

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 22-09-09, 11:45 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

3 – لا احلام معه


كانت السماء ملبدة بالغيوم والطقس باردا عندما وصلت كارولا الى قصر "بكلاند" في اليوم التالي. هدير البحر الهائج حمل معه الهواء القوي الذي كان يلوح تنورتها ليلصقها فوق ساقيها...منتديات ليلاس
صعدت مسرعة فوق الدرج العريض واتجهت نحو الباب وضربت المقبض النحاسي. استقبلها الرجل نفسه صاحب البزة الرسمية، وسألها بأدب عن مفاتيح سيارتها، ثم قال:
- السيد في المكتبة.

الرسالة واضحة السيد موريل ينتظر وصولها فأحست كأنها الفراشة المدعوة لدخول شباك العنكبوت.

- اذن لقد وصلت آنسة وارندر.

وقف هاري موريل خلف طاولته الأبنوسية السوداء ثم تقدم نحوها مصافحا. يده غمرت يدها لفترة قصيرة ثم اشار اليها بالجلوس.

- بصراحة، شككت في امكانية عودتك. توقعت مكالمة هاتفية منك تنبئني بتغيير رأيك.
- لا أتخذ عادة قرارات فورية كي اتراجع عنها في اخر لحظة.
- تعنين ان قرارك هذا كان مستعجلا وان كبريائك يمنعك من التراجع؟
- لا اعني شيئا من هذا.
- لكن الشك ساورني في حكمة قرارك.
- الشك رد فعل طبيعي، اليس كذلك؟
- طبيعي ومنطقي عندما تفكرين بما تورطين نفسك به.

التوت شفتاه المستقيمتان فيما يشبه ابتسامة لم تصل مطلقا الى عينيه. حدقت به كارولا فترة اطول مما يجب حتى احست بنبضات غريبة في عنقها فمالت بنظرها عنه قائلة:

- سيد موريل. لدي احساس غريب انك تحاول دفعي الى تغيير رأيي.

اعجبه تعليها فابتسم ابتسامة عريضة اظهرت اسناسنة البيضاء اللامعة واضحة في تقاسيم وجهه السمراء وكان متكئا على طاولته مكتفا ذراعيه على صدره.

- ربما.
- لماذا؟
- لانك صغيرة السن، وستكونين عرضة للاذي لان سيرتك ستصبح على لسان النمامين في القرية.
- لكنك لم تكن مهتما لهذا الامر ليلة امس.

امسك بعلبة السجائر. مد يده مقدما لها واحدة لكنها رفضت. اشعل سيجارة لنفسه وقال:

- لا. لكنني كنت اشك في صحة قراري. فانا لم ابلغ بعد سن الشيخوخة، لا زلت في الخامسة والثلاثين وهو سن صغير يكفي لان أعجب بفتاة جميلة... فتاة لها جمال كلاسيكي مثل جمالك. هل تفهمين ما احاول قوله؟

واشتد احمرار وجنتهيا :

- اجل. والقرية ستظن بنا الأسوأ
- بالضبط.

تحرك مبتعدا عنها ليقف امام النافذه يحدق الى الخارج فاحست كارولا وكأن يدا تضغط على قلبها فسألته:

- هل يزعجك هذا؟
فتقدم ثانية ليقف اما كرسيها:

- لقد قيل الكثير عني في الماضي آنسة وارندر. فما الفرق في زيادة اتهام او اتهامين الى اللائحة السوداء الطويلة التي اكتسبتها؟
- اذن فالمسألة قد سويت, اليس كذلك؟
- فلتتحملي انت وحدك وزرها وتذكري انني حذرتك.


وساد صمت بينهما قطعه طرق خفيف على الباب.
- ادخل.
فدخلت امرأة شابة مبهرجة شعرها الاسود الناعم ينسدل مغطيا ظهرها ترتدي ميلة شديدة النظافة ناصعة البياض. اتجهت عيناها اللوزيتان نحو كارولا. حدقت بها للحظات قبل ان تستدير بغنج نحو السيد الواقف مقطبا جبينه عابسا فيها:
- اسفة سيد موريل الانسة روزي ليست في غرفتها.
حبست كارولا انفاسها دون وعي منها بينما قال هاري:

- اين هي اذن بحق الله؟
- لست ادري سيدي. فتشت عنها في كل الغرف. جاكسون وسالي مشغولان الان بالتفتيش عنها في الحديقة.
- هل فتشتم البرج؟
- اجل سيدي. تركتها عشرة دقائق تلعب في غرفتها وعندما عدت لم اجدها.
- أتساءل بمن تظن هذه الطفلة انها تلعب. انها تعرف انني سآخذك لمقابلتها.
- ربما هذا هو سبب اختفاؤها, فالاطفال ميالون للقلق والخجل من الغرباء.
- انها تتعمد عصيان اوامري. شيلا، اذهبي وساعدي في التفتيش خارجا ينما افتش في المنزل مرة اخرى.


هزت شيلا رأسها وغادرت الغرفة بقلق امومي. فالتفتت كارولا لتقول بسرعة:

- سيد موريل. ارجوك ان لا تكون قاسيا مع روزي سيجعلها هذا تكرهني اكثر حتى قبل مقابلتي.

لكن القساوة ظهرت جليا في حركات فمه المشدودة فرد بحدة:

- انها تستحق العقاب.
- اطلب من العفو هذه المرة فقط. ارجوك سيد موريل؟

توقعت ردا حادا، الان ان قسمات وجهه دلت على الهدوء والسكينة

- يبدو ان روزي قد وجدت فيك بطلا يدافع عنها آنسة وارندر.

تغافلت عن سخريته لتيجب:

- معاقبتها الان ستسيئ الى علاقتنا وستجعل من مهمتي اكثر صعوبة لا بد انك تدرك هذا؟
- حسنا انسة وارندر. هذه المرة فقط سأتجاهل تصرفها. لكن ان استمر عصيانها فلن اتردد في معاقبتها كما تستحق.

تنفست كارولا الصعداء بحذر مدركة كم كانت متوترة بانتظار رده

- شكرا.

انفتح الباب فجأة ودخلت شيلا تجر طفلة صغيرة الجسم في يدها:

- وجدناها مختبئة في سقيفة الحديقة القديمة سيدي.
- شكرا لك شيلا. بإمكانك الذهاب.

قفز قلب كارولا بالشفقة على الطفلة التي استندت الى الجدار.

- تعالي الى هنا روزي.

ارتجفت شفتها الزهرية اللون لكنها اطاعت لتقف امام والدها ورأسها منخفض

- اريدك ان تقابلي مربيتك الجديدة الآنسة وارندر. هذه ابنتي روزالي... قولي لها ((كيف حالك)) روزي.

ودفعها بيده الى الامام. فتلعثمت الصغيرة في التحية الرسمية مما سبب اختناقا في حنجرة كارولا وهي تمسك اليد الصغيرة الممدودة اليها لتحس بإرتجافها. وتحدثت بنعومة:

- مرحبا روزي. كنت متشوقة لـ رؤيتك.

سألت روزي بصوت رفيع متوتر:
- هل استطيع الذهاب الى غرفتي الان؟

فرفع اصبعه محذرا:
- اجل يمكنك الذهاب ولا تعاودي الخداع. فهمت؟

هزت الطفلة رأسها وغادرت المكتبة بأقصى سرعة. التفت هاري موريل الى كارولا وهو يتقدم الى الباب:

- كنت سأبحث معك تفاصيل عملك، لكنني اظن من الافضل ان اريك جناحك لأتركك تستقرين اولا. حديثنا سيتأخر الى ما بعد العشاء.

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا أحد يشبهك, أحلام, ايفون وينال, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومنسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية