تدفق الضيوف من غرفة الجلوس الى الشرفة، واول شخص التقته كارولا عند انضمامها اليهم كانت دوريس... التي قالت لها بصوت مطلي بعسل يخفي وراءه السم:
- يبدو لي، انك كموظفة تأخذين كل شيء كحق لك. هل اخذت الاذن من هاري لحضور الحفل.
ردت سوزان بدلا من كارولا بعد ظهورها الفجائي الى جانبها:
- كارولا ليست بحاجة الى اذن من احد لتنضم إلينا. فهي هنا ضيفة عندي.
هزت دوريس كتفيها مبدية عدم الاكتراث وعيناها تضيقان كراهية:
- اوه... حسنا... اعتقد انك تعرفين انك ستصبحين دون وظيفة في نهاية هذا الشهر. بعد ان يعود هاري الى السكن في لوس انجلوس بصورة دائمة؟
احست كارولا بفراغ داخلها. وكأنها ـ دون وعي ـ اقفلت الباب على مشاعرها لتبقى دون مشاعر... فتمكنت من النظر الى عيني دوريس الخضراوين دون ارتجاف.
- انا واثقة انه عندما يحين وقت انهاء خدمتي فسيكون هاري قادر تماما على صرفي من العمل دون مساعدة منك.
فتحولت نظرة دوريس بإستخفاف:
- فكرت ان احذرك اذ لا نفع لك بأخذ راحتك ضمن دائرة اصدقائه.
خطت سورزان فجأة الى الامام وصاحت:
- انت لست صديقة لي دوريس. ولم اكن اعلم انك صديقة لهاري... لذا كوني حذرة قبل ان تتابعي اهاناتك لصديقة لي وفي منزلي.
لم تسمع كارولا من قبل لهجة باردة سلطوية ن شخص لم تعرف عنه سوى الدفء والحنان. ولا بد ان دوريس تعرف جيدا انها تمادت الى اقصى الحدود، فقد لاحظت كارولا ان بقعتين قرمزيتين قد احتلتا خدها قبل ان تستدير وتغادر الغرفة.
منتديات ليلاس
وقالت سوزان من بين اسنانها حانقة وهي تمسك بذراع كارولا:
- كم انها امرأة بغضية. من الجيد ان اكون متزوجة من رجل مثل غوردن يمكنه ان يكون قاسيا في تعامله مع امثالها... دعيني احضر لك شرابا يا عزيزتي... تبدين انك بحاجة لشيء ينعشك.
وقفت كارولا منتظرة رجوع سوزان تنظر الى دوريس تقف مع هاري يتحدثان ويتضاحكان.... بإمكانها ان تحظى به فلن تهتم فهما يتمتعان ببعضهما.
شارفت السهرة "على مضض" على نهايتها بعد منتصف الليل بقليل. ولم تبق كارولا لتحضر مغادرة الضيوف فأكتفت من نظرات هاري الباردة فأعتذرت لسوزان بعد خروج اول سيارتين من الضيوف.
دوريس كانت اخر من غادر وراقبتها من نافذة غرفتها تركب سيارة هاري ليوصلها.