عادت دوريس الى هيوستن بعد نهاية الاسبوع. وبمرور الوقت اصبحت معتادة على زياراتها المتكررة للقصر. وازدادت ريبتها بأن تكون دوريس الان اكثر تصميما على ايقاع هاري بين براثنها. كذلك تعودت على تصرفات روزي الغريبية كلما كانت خالتها في المنزل كانت وكأنها لسبب ما تخاف منها وتحس بأمر كريه يظهر تحت قناع الخالة الفاتنة.
منتديات ليلاس
خلال هذا الوقت كانت كارولا تتجنب بحذر البقاء مع هاري لوحدهما قدر المستطاع جهودها تكللت بالنجاح وساعدها في ذلك غيابه وسفره الدائم فقد كان مضطرا الى التوجه نحو لوس انجلوس لانشغاله في انتاج مسرحيته. وهو كما عرفت يهتم شخصيا بتفاصيل الاخراج والانتاج حتى الصغيرة منها.
وبمرور الايام اعتادت كارولا على ملاقاة مارك كيندي اكثر من ذي قبل. رفقته المريحة لاعصابها كانت ضرورية لتنسيها وجود هاري المتزمت... كان دائما يأخذها مع روزي في نزهة عندما يكون هاري غائبا. او يلتقيهما على الشاطئ عندما يكون الطقس دافئا او ينضم اليهما في المنزل لتناول الشاي قبل المضي في جولاته الطبية. وكانت تقدر هذه الصداقة كثيرا مع انها تعرف ان مشاعره نحوها ابعد ما تكون عن الصداقة. ورأت انه من التعقل فسخ هذه العلاقة الا انها لم تكن قادرة على جرح مشاعره وكل ما كانت تأمله ان يفهم معنى تصرفاتها اذ لا يمكنها مبادلته سوى مشاعر الصداقة الحقة.
كانت اشجار الصنوبر ترسل ظلالا طويلة فوق المرجة بعد الظهر احد الايام الدافئة عندما ظهرت سيارة هاري. لم يكن وصوله متوقعا قبل اليوم التالي. فقزت روزي بدهشة راكضة لمقابلته يسابقها جروها الذي اصبح الان تقريبا من الاكتمال ككلب. وقفت كارولا جامدة تراقبه. ينزل من سيارته منتظرا وصول روزي ليحملها بين يديه ويمرجحها في الهواء ثم ينزلها الارض بعد حضنها لوقت قصير.
وتقدمت كارولا ببطء تبلع ريقها بقوة لتزيل غصة علقت في حلقها مقاومة الدموع التي هددت بالبروز. لقد زالت الحواجز بين الاب وابنته وسعادتها لا توصف. واحست بالنظرة المتفحصة التي كان يرمقها بها وهي تخطو فوق الممر المرصوف بالحصى الى حيث يقف مع روزي.
- هل انت سعيدة بقدر سعادة روزي لرؤيتي؟
فخفق قلبها بإنزعاج:
- اتمنى ان تكون قد حصلت على رحلة موفقة سيد موريل.
سخرت عيناه من تحفظها المتعمد وانحنى لها قليلا:
- كانت رحلة سيعدة. شكرا لك كارولا
دخلا المنزل وروزي بينهما وظهرت شيلا تحمل صينية قهوة ادخلتها غرفة الجلوس حيث صبت كارولا القهوة. وجلست روزي على الارض لتقص لوالدها كل ما فعلتاه في غيابه وبكل براءة لم تغفل واقع قضائهما الكثير من الوقت مع مارك كيندي . واصغى هاري بتحمل مدهش كانت عيناه خلالها تلتقيان بعيني كارولا عند ذكر اسم مارك. مما يكفي لإرسال اللون مسرعا الى وجنتيها. وعرفت ما يفكر به لكن لم يكن امامها طريقة لمنع هذه الافكار فقد تبدو بلهاء. وقال بعد ان توقفت روزي لتلفظ انفاسها:
- لاحظت ان البوابة الجانبية مقفلة.
- اتصل احد المنفذين من مجلس البلدية خلال غيابك ليقول ان الممر القديم رمم وتم تنظيفه واصبح صالحا للاستخدام ولم يعد القرويون بحاجة لاستخدام ارضك وطلب مني شكرك على صنيعك وستتلقى رسالة شكر رسمية لهذا. ولم يعد هناك حاجة لابقاء الباب مفتوحا. فطلبت من جاكسون إقفاله
- فهمت
لم تستطع ان تفهم من تعبيرات وجهه ما اذا كان سعيدا لهاذ الخبر ام لا. ام انه اصبح معتادا على رؤية الجميع يمرون عبر املاكه وانقطاعهم الان يعد خسارة.
بعد العشاء عندما انهت ما عليها من واجبات خرجت كعادتها لتسير على الشاطئ لت تذهب بعيدا قبل ان تحس ان احدا يحلق بها. وان المتقدم منها فوق الرمال هو هاري دون شك. فقفز قلبها ليصل حلقها... واحست برغبة مجنونة في الركض لكن هذا امر سخيف لا طائل منه فخطواته العريضة قطعت المسافة بينهما بسهولة وتلاشت رغبتها في الهرب عندما اطبقت اصابعه على ذراعها العارية وادارتها نحوه. وقفت جامدة للحظات تحبس انفاسها. تتمنى لو تستطيع الاخبتاء تحت اقرب شجرة كي تهرب منه. قال اخيرا وهو يترك ذراعها:
- توقفي عن محاولة تجنبي كارولا.
- انا لا اتجنبك.
- بلى تتجنبينني. كلما اقتربت منك هذه الايام تهربين كالأرنب المذعور.
استدارت كي لا تواجه وجوده المثير للاضطراب حدقت في البحر حيث كان القمر يرسل اشعته ليظهر سحره
- لا فائدة من النقاش معك... فالأمر ينتهي بنا دائما الى الجدال العقيم.
- نحن نتجادل لأنك لا تتقبلين الحقيقة.
فهزت رأسها:
- لا استطيع تقبل آرائك المشوهة.
- هذا لأنك تفضلين السير وعينيك مغمضتين تنسجين عالما من الخيال حولك كي تتجنبي الحقيقة.
- اوه ما الفائدة؟