لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات أحلامي
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أحلامي روايات أحلامي


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-09, 07:56 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 

~ لقاء هادئ~


الحادية عشرة والنصف من الصباح التالي,كانت جاكلين تدق جرس باب والدها,وكانت أشجار الصنوبر التي تحف بمدخل المنزل تترنح في الريح الذي كان يهب باردا..وفتحت السيدة بوندي الباب بأدب أكثر من الحرارة..وقالت:
-صباح الخير آنسة بنتلي..كنا نتوقع قدومك.
ولم تحب جاكلين أن تناديها بالآنسة بنتلي ..لقد قررت وهي تجلس في مقعدها على الطائرة الخاصة ..أن اليوم يجب أن يكون يوم التغيير.ووالتر سيكون على أول القائمة..فعندما تعود الليلة..لن تسمح له بسهولة أن يتجاوزها ويخرج إلى العتمة...كما فعل بالأمس..وسوف تقاومه,حتى لو اضطرت لأن تقول له أنها تحبه..وفي منزل والدها,وبأقصى مالديها من قدرة,سوف تتصرف على أساس أنها أم تعيل إبنها بدلا من أن تتصرف انطلاقا من ضعفها القديم ,كأبنة خائفة..مٍُسيطر عليها.ففي زيارتها الأخيرة هربت من أبيها خائفة,ولن تهرب منه اليوم.
وهكذا قالت ,وهي تضم أطراف سترتها إلى جسدها:
-إنني أستخدم إسم والدتي الآن سيدة بوندي..أنا الآنسة إيفانز..أرجو أن تكون السجادة قد نظفت تماما بعد زيارة ولدي ولدي يوم أمس.
-لقد كان هذا حادثاً مؤسفاً..على كل لم يترك أي أثر ,لقد ساعدني السيد شيرمان بوصفة رائعة لتنظيفه.
ولم ترتجف إبتسامة جاكلين:
-إنه حادث لاذنب لدوغلاس فيه.
وهزت السيدة بوندي رأسها,فعلى الرغم من أنها إمرأة باردة فقد كانت منصفة أيضاً:
-هذا صحيح بالتأكيد.. السيد بنتلي في غرفة الأستقبال.
ورفعت جاكلين هامتها وأبقت إبتسامتها ثابته,وفتحت الباب الزجاجي المرتفع,لتدخل غرفة الأستقبال وتقول :
-صباح الخير يا أبي.
ووضع والدها المجلة التي كان يقرأها من يده,ووقف:
-جاكلين..أتحبين القهوة بعد رحلتك.
وسارت عبر الغرفة وكعب حذائها يقرع فوق الخشب الذي يكسو الأرضية,وقبلته على وجنته,ملاحظة بإرتياح أنها فاجئته ببرودها:
-لا..شكراً..لقد تناولت القهوة في الطائرة.
وجلست بأناقة في مقعد مخملي,وتابعت:
-أظن أنك تمتعت بزيارة دوغلاس يوم أمس؟
وجلس إليوت بنتلي على مقعد قبالتها ,ووضع ساقاً فوق الأخرى بقليل من العجز..فأضافت بسرعة:
-هل داء المفاصل يزعجك؟
-إنه طقس الشتاء الذي يزعجني.
-يجب أن تسافرإلى مكان مشمس لتتمتع بالدفء.
-أنا رجل مشغول دائماً ياجاكلين.
فتجاهلت ملاحظته المقصودة وقالت بإصرار:
-أنت لم ترد على سؤالي.
وقطب والدها في وجهها بحاجبيه البيضاوين الكثيفين:
-إنه شاب صغير يؤمن في أن يقول كل ما في ذهنه.
-شكراً لك..لقد ربيته على هذا.
-الأطفال كانوا يراقبون ولا يصغى إليهم في زمني.
- وربما يكون هذا هو سبب حبس مشاعرك في داخلك..الأمر الذي أثر علينا جميعاً.
-دعيني أقدم لك شيئاً من شراب الكرز.
-سيكون هذا رائعاً.
وراقبته ينقل خطاه بتثاقل نحو رف الشراب ,ولم تقدم له أي مساعدة عندما لاقى صعوبة وضع الأكواب فوق الصينية..هل كان دائما غير متزن هكذا؟أم أنها,وكما قال والتر,لم تشاهده حقبقة وبوضوح من قبل؟
لم ترغب في التفكير الآن بوالتر,ليس في وقت هي بحاجة إلى كل شجاعتها وتركيزها معها,وأخذت الكأس من على الصينية الفضية وارتشفت قليلاً من الشراب.
-على الرغم من كثرة كلامه..أتحب أن تراه ثانية؟
-لم أكن أتوقع مثل هذا العرض..بعد ماحدث بالأمس .
-لد قال والتر أن ماحدث بالأمس لن يتكرر .
-أجل ..لن يتكرر.
وارتشف قليلاً من شرابه..لم يكن أبداً في حياته رجلاً معتدلاً,وسألته:
-هل أنت آسف لما فعلته؟
وحدقت عيناه الزرقاويين في عينيها:
-أنت تريدين الأنتقام..أليس كذلك؟
وارتجفت في داخلها..كما كانت ترتجف دوماً أمام غضبه..ولكنها ظاهرياً بقيت محافظة على هدوئها ، ولم ترد.
واعترف اليوت بنتلى بنفاذ صبر:


-ما كان يجب أن أفعل هذا . هذه غلطة مني.. أيرضيك هذا فهزت رأسها. فهي تعرف مدى تاثير هذا الإعتراف عليه. وقالت: وأنا كذلك أخطأت.. كنت خائفة منك منذ مدة ما عدت أذكرها. لذا بقيت دوغلاس بعيداً...
-ولكنك لا تبدين خائفة منى الآن؟
وحدق بها.. فقالت دون أن تستطيع منع ابتسامتها:
- لست خائفة في الواقع. فقد تغيرت كثير من الأشياء منذ رأيتك آخر مرة. وسأكون سعيدة لأراك دوماً،وأن أجىء بدوغلاس معي.. فهو يحب أن يزورك أيضاً.
واهتز الكأس في يد والدها المرتجفة حتى أنه انسكب
من حافتيه وسألها:وكيف عرفت؟


- لقد قال لي بنفسه.
فاجتاحت وجهه بسمة رضى، وكأنها شمس الشتاء.
- إنه يريد أن يرى مجموعة بطاقات كرة القدم التي معي.
وقالت جاكلين بإصرار: لقد أحبك ياأبي.
وهي في السابعة والعشروين نادراً ما استخدمت هذا الاسم له.
-جدي.. أبي.. ماذا يخبىء لي القدربعد؟ هل أنت واثقة إنه أحبني؟
فضحكت، ضحكة مرحة حقيقية:
-هيا.. أعترف بالحقيقة.. أنت تموت شوقاًلرؤية حفيدك ثانية.
- لن أمانع في رؤيته مرة آخرى.لا.
- أنت منافق.. ألن تقدم لي كأساًآخر من شراب الكرز؟
- ألن تخافي أن أؤثر على ولدك ليتسلم آعمالي؟ فهذا ما أنويه يا جاكلين.
فردت عليه وهي كلماتها بحذر:
- دوغلاس لايزال في السابعة من عمره. ولكن لديه أفكار مححدة حول مايريد وما لايريد وفي الوقت الحاضر يهوى لعبة كرة القدم وبناء الصواريخ للوصول إلى القمر.
ولايريد دراسة اللغة. وأظن أنك ستجده أكثر من شبيه بك يا أبي. ومن يعلم، ربما عندما يكبرسوف يرغب في تسلم أعمالك؟ ولكن لأنه يريد. وليس لأنك تريد غسل دماغه.
وقطب اليوت في وجهها: أنت محقة تماماً.
وقالت بدهشة، لسهولة نقاشها معه
أجل.. أنا محقة. إذن، متى ستأتي به.
سأراجع مواعيدي عندما أعود إلى المنزل وفي أول عطلة أسبوع لا عمل لي فيها ستأتي لزيارتك. ربما بعد ثلاثة أسابيع أعدك.
ودفع نفسه عن مقعده. وأخذ منها الكأس. وسار فوق السجادة العجمية الأثرية في طريقه إلى رف المشروب وصب لها شراب الكرز وهو يقول:
- شكراً لك.
عندما عادت جاكلين إلى منزلها في السابعة والنصف مساء,لم تشاهد سيارة والتر,ودخلت المنزل,وهي تعلم أن المنزل فارغ .وشاهدت مغلفاً أبيض على الطاولة في الردهة.ففتحته وأخرجت منه ورقة صغيرة,كتب فيها:
"جاكلين..أرجو أن تكون إعادتي دوغلاس إليك بطريقة ولو صغيرة قد عوضت لك نقص ثقتي بك..والتر"
وأضاف في الأسفل:"دوغلاس موجود عند مارتا".
وأسرعت إلى الهاتف لتتصل بمارتا,وأجابها أوليفر,ودون أن تقول من هي قالت:
-أوليفر..هل والتر عندكم.
-أهذا أنت ياجاكلين؟لا..لقد أصر على الذهاب منذ نصف ساعة.
لابد أنهما تقابلا على الطريق ولم تلاحظه في الظلام.
واستندت إلى الحائط تتنهد..مافائدة قرارها بالتغيير وهو ليس هنا؟إنه لم ينتظر حتى لرؤيتها.


-جاكلين ألا زلت على الخط؟
فهمست:
-أجل..لا زلت هنا.
-سأتي بدوغلاس وأصل بعد عشر دقائق.
وأخذت كل تحركاتها تصبح آلية,فعلقت معطفها,وخلعت حذائها. ثم دخلت الحمام,وأزالت المكياج عن وجهها..وعندما رن جرس الباب..رسمت بسمة على شفتيها وفتحته..وصاح دوغلاس:
-مرحبا أمي..أنظري إلى هذا.
وكان ما أعطاها ورقة إمتحان باللغة الإنجليزية حصل فيها علامة واحد وسبعين..فابتسمت وهنأته,واستمعت إلى أحداث يومه المختلفة,وأخبرته عن زيارتها المقترحة لجده.بينما كان أوليفر يصنع فنجان شاي وضعت دوغلاس في الفراش,وقرأت له فصلاً من آخر قصة علمية خرافية .ثم نزلت لتواجه أوليفر.
وكان أوليفر ,الذي يعيش لساعته فقط,قد غط في النوم على الأريكة,فهزته ليستفيق,فتثائب,وابتسم لها عبر لحيته الكثة.
-مارتا وأنا نعتقد أن عليك الذهاب إلى لندن حال أن تحزمي حقيبتك.
-ولماذا؟ ليصفق والتر الباب في وجهي؟
-بل لتتكلما بتعقل..لن يستمع !ولا أنت.
وأنهارت على كرسي:
-أنا متعبه ياأوليفر ,ولا مزاج لي للنقاش.


-من دون نقاش,والتر رجل متكبر وكتوم ,وهو يعرف جيدا أنه أساء الحكم عليك,ولا يستطيع أن يستوعب في ذهنه السميك المتعجرف أنك ربما تسامحينه..والأمر عائد إليك لإقناعه..أنت تسامحينه أليس كذلك؟
-إذن أنت تقترح علي الذهاب إلى لندن على الفور؟في أعقابه مباشرة؟
-بإمكانك الأنتظار حتى الغد..إنها نهاية الأسبوع ,ولا مدرسة.وسنأخذ دوغلاس عندنا..وسأراقب لك المنزل.
ومسح على شنبه بإنتصار..وفجاءة سقط كل قناع إدعاء على وجه جاكلين.
وقالت مرتجفة:
-أنا خائفة من الذهاب ياأوليفر.أنا ضعيفة أمامه,وإذا طردني لست واثقه أنني قد أتحمل.
-أنا واثق تقريباً أنه لن يفعل..ولكن أظن أن هناك مخاطرة.
- سأذهب.. غداً.
ولم تشعر بشيء..مجرد إنتظار..فما تبقى يعتمد على والتر..وفي الصباح التالي كان الثلج يتساقط وهي تتجه بسيارتها نحو لندن.ولن تصل في مثل هذا الطقس قبل بعد الظهر..ونظرت إلى السماء بقلق وهي تخرج من الطريق الفرعي إلى الطريق الدولية المتجهة إلى لندن.
وفتحت الراديو تستمع إلى آخر نشرات الطقس,وخاب أملها عندما سمعت المذيع ينصح السائقين بالألتجاء إلى أقرب فندق.ثم سمعت أن رحلات القطارات والباصات والمطارات قد ألغيت بسبب حالة الطقس لقد علقت إذن,وعليها أن تلجأ إلى أقرب موتيل.
ومر الوقت بسرعة,وذهبت إلى النوم باكراً,عندما أستفاقت وجدت أن الثلج لايزال يهطل.وسمعت من الراديو أن الثلج لن يتوقف قبل بعد الظهر على الأقل.وبإمكانها في مثل هذا الطقس السير على الأقدام أسرع من السيارات وتوجهت إلى موتيل المطعم,حيث تناولت الإفطار.
عند الثانية بعد الظهر.توقف الثلج ومات الريح.وتم جرف كل الطرقات.
وعند الثالثة خرجت جاكلين إلى سيارتها لتنطلق في طريقها إلى لندن .وما إن وصلت حتى توجهت رأساً إلى عنوان منزل والتر,وكانت الرحلة بطيئة بسبب كتل الثلج والشاحنات العالقة على الطريق.نزلت من السيارة,لتقف على الرصيف تنظر إلى منزله,ثم سارت عبرالممر,الذي جرف عنه الثلج مؤخراً,ودقت جرس الباب وهي تحس بالتوتر الشديد.
ولم يفتح الباب أحد..ولم تشاهد سيارته العنابية متوقفه أمام المنزل.ودقت الجرس مجدداً..وعندما لم تلق رداً,أخذت تدق الباب بيدها خشية أن يكون الجرس معطلاً.حتى ولو أن والتر ليس هنا..ألم يذكر مدبرة منزل مقيمة؟
ولم يرد لا والتر ولا مدبرة المنزل..وسارت حول المنزل إلى الخلف حيث وجدت بوابة خشبية تقود إلى الحديقة الخلفية والكاراج الذي كان بدوره فارغاً..إذن.. والتر ليس هنا!
ووجدت مقعداً خشبياً جذاباً داخل الباب,مخبأ بين الشجيرات فنظفته جيداً من الثلج وجلست عليه تفكر.
إنها لاتدري أين هو والتر.مع أن جرف الثلج عن الممر وعن الحديقة الخلفية يدل على أنه لن يتأخر ..وفتحت حقيبتها لتعد ماتبقى معها من مال ..فاضطرارها لضاء الليل على الطريق في موتيل ,قد كلفها ماكانت تعتمد عليه لتصرف منه وتعبىء الوقود لسيارتها ..وتساءلت إذا كان ما معها يكفيها لتنزل في فندق لهذه الليلة,فهذا أمر مستحيل إلا إذا كان الفندق رخيصاً وقد لا ترغب في الأقامة به.
وقررت أن تنتظر لساعتين.وأراحت نفسها أكثر على المقعد.من حسن حظها أن الطقس لم يعد بارداً كثيراً.والحديقة محمية من الريح.ولو لم يعد والتر إلى المنزل في التاسعة,ستبحث عن هاتف لتطلب رقم هاتفه بإستمرار.
كان يجب عليها أن تخبره بقدومها,ولكنها كانت تخشى أن يرفض مقابلتها,والوصول إلى منزله فجأه كان الرأي الأصوب.
وقرأت قليلاً في كتاب كان معها إلى أن لم تعد تستطيع الرؤية.فبدأت السير في الحديقة لتدفىء قدميها..ولم تكن نامت كثيراً خلال الليالي الثلاثة الماضية,فقد عاشت مشدودة الأعصاب منذ إختطاف دوغلاس,فعادت إلى سيارتها لتفتحها وتضع حقيبتها على المقعد الخلفي ثم تسند رأسها إليها..بعد ثلاثين دقيقة إذا لم يعد والتر ستغادر عائدة إلى منزلها.وأغمضت عينيها.بحق الله..جاكلين؟
كانت فوق بحر متجمد,تسير فوق الثلج بلون التركواز,وكأنها طائرة في السماء,وأخذ حذائها الجلدي ينزلق فوق الجليد,وقدماها باردتان..
شخص ما هزها بعنف من كتفها وقال لها بصوت مرتفع:
-جاكلين إستيقظي!
وجلست على المقعد بذهول,وعيناها مفتوحتان.وللحظات مريعة..لم تذكر أين هي.ثم حدقت بوجه والتر,على بعد سنتميترات من وجهها..وقالت دون وعي:
-هل عدت إلى المنزل؟
-كان يمكن أن تتجمدي وتموتي,لو لم تتركي السيارة في مكان أستطيع رؤيتها,لما عرفت أنك هنا.
ولم يبدو عليه السرور لرؤيتها,بل بدا غاضباً.ولكنها كانت تحس بالبرد الشديد فلم تهتم.وأنزلت قدميها إلى الأرض وصرخت لألم في ركبتها فصاح ثانية:
-بحق الله!
وحملها بين ذراعيه,وتقدم بها متعثراً بالثلج إلى باب المنزل فقالت له:
-أنزلني.
-وأتركك تقعين على وجهك؟لاتكوني سخيفه!
وفتح الباب بقدمه,ودخل,ثم أقفله بكوعه.وما أن غلفها دفء المنزل,حتى أدركت أنها كانت ترتجف,وغير قادرة على التوقف.
-منذ متى وأنتي هنا؟
-منذ حوالي السادسة.
-أتعلمين كم الساعة الآن؟إنها العاشرة والنصف!ومن حسن حظك أنني عدت إلى المنزل باكراً.
-ممايبدو عليك,لا أرى نفسي محظوظة..ماإسمها؟
وتوقف دون حراك عند أسفل السلم:
-فيكي.فيكتور شيرمان.ابن عمي الذي يملك أسطول الطائرات.
ومدت يديها تحت سترته تفتش عن الدفء,وهمست:
-فيكي..إسم جميل.
-أنتِ آخر شخص كنت أتوقع أن أجده عند بابي..ماذا تفعلين هنا؟
إنها المخاطرة فلتقم بها,وقالت متلعثمة:
-أنا..هنا..لأنني..لأنني أحبك.
ودون وعي منه أشتدت قبضة ذراعيه حولها:
-لا أصدقك..لأجل الله لا تتلاعبي بي..لا أستطيع التحمل!
-ولكنني..فعلاً ..أحبك..أوه والتر,أحس بالبرد الشديد!
وبقي هو جامداً:
-كيف يمكن أن تحبينني؟عندما كنتِ بحاجة لي,أمنت بكلام والدك وبنظرته للأمور بدلاً عن نظرتك.ولم أثق بك..لأنك إمرأهـ.
وأخذت تتفرس بقسمات وجهه..إنه بحاجة لحلاقة ذقنه وعيناه غائرتان في محجريهما ,فقال:
-تبدو بحالة مريعة.
-لا تغير ي الموضوع!
-أنظر إلي والتر.
وبمضض أدار وجهه إليها ,عيناه كبركتي دم.
-ماذا كنت تفعل لنفسك؟
-لم أنم طوال ليلة أمس.جاكلين لا يمكن أن تكوني تحبيني!لقد صدقت والدك ولم أصدقك.
-أعلم هذا..فأنت تعتقد أن كل النساء متشابهات..أمك التي هجرت أبيك..عشيقات أبيك,زوجتك,كل منهن هربت وهجرتك.
-أنت تختلقين الأعذار لي.
-أنا حاول أن أتفهمك.
أيعني هذا أنكِ قد غفرت لي.
أوليفر استخدم تعبير الغفران .ومرة أخرى ثبت لها أنه كان يعرف مايقول..فقالت وهي تحرك أصابع قدميها داخل حذائها لتدفئتها:
-أجل ..أغفر لك..وماذا غير الغفران جعلني أجيء إلى هنا؟
فقال بصوت متهجد:
-وأنا أحبك أيضاً.
لقد قطعت أميالاً طويلة لتسمع هذة الكلمات.ومع أنه قد تلفظ بها الآن,فإنها لم تشعر بشيء.فركبتاها ترتجفان,وتكاد تقع.
-أمر مضحك ..أنك لا تعرف كم تشوقت لسماعك تقول هذه الكلمات..ولكن بعد أن قلتها,لست متأكدة أنني أصدقك .ربما السبب الوحيد لقولك هذا,هو أنني أقتحمت عليك منزلك.وأنك تعاملني بأدب..ماكان عليٍِ أن آتي إلى هنا.
-أدب؟الأدب ليس له علاقة بالمرة بما أشعر به إتجاهك الآن..لقد أحببتك منذ أول لحظة ريتك فيها وقت العاصفة.
-لك طريقة غريبة في إظهار حبك.
فرد عليها بعنف:
-لم أكن أريد أن أقع في حبك ..ولا حب أي إنسان.
-لماذا لم تنم ليلة أمس والتر.
-لأنني لم أستطع تحمل الفراغ في منزلي..لأنني إشتقت إليك كثيراً..وظننت أنني سأموت رغبة بكِ.لأنني علمت أنني تخليت عن شيء ثمين في حياتي..وأنني حطمته لدرجة عدم القدرة على إصلاحه..وكل هذا بسبب خوفي من الثقة بك.
وتمنت لوتستطيع إزالة الألم عن وجهه,فقالت:
-أكره أن سمعك تتحدث هكذا.
-من بيني أحزاني..قصصت كل شبء على فيك..وقال لي أنني لا أستحقك,وأنني سأكون ملعوناً إلى الأبد إذا لم أستمع إليك.
للمرة الأولى منذ وصولها إبتسمت:
-إنه أوليفر آخر.
-ولكن الثلج هطل طوال النهار,وعلقت هنا,فتأخرت رحلتي إلى الغد.
-وهل كنت قادماً لرؤيتي حقاً.
-أجل..وكنت واثقاً تسعاً وتسعين بالمائة أنك ستطرديني عن عتبة منزلك,ولكنني كنت سأحاول..لأنني..ولا ألومك إذا لم تصدقي..أحبك..أحبك..أكثر مما أستطيع قوله.
-أظن أنني بدأت أصدقك.
وبإهتمام مفاجىء قال:
-أنت بردانة,وتبدين تعبة..هل ستبقين هنا الليلة؟بإمكانك النوم في الغرفة الأضافية إذا..
-ألا ترغب في أن أنام معك؟
-بالطبع أرغب!
العاطفة التي برزت في صوته جعلت قلب جاكلين يدق بسرعة أكبر,وقالت:
-هذاجيد..فأنا لا أريد النوم في الغرفة الأضافية.ولا أستطيع تحمل مصاريف الذهاب إلى فندق.ولا أنام عادة في الطريق داخل سيارة معرضة للتجلد.
-أتعنين أنك لا تملكين أي مال؟
وحملها ثانية ,وصعد بها السلم..فقالت:
-لدي أربعون جنيهاً فقط.
-وهل كان لديك خيارآخر سوى التجمد في سيارتك على باب داري؟
-كنت سأذهب إلى المطار لأنام على مقعد هناك.
فقال وهو يدفع باب الحمام بقدمه:
-لابد أنك تحبينني كثيراً..ستشرحي ذلك في مابعد,سأدير لكِ المياه الساخنة,وأجلب لكِ بعض الملابس الدافئة..هل أنتِ جائعة.
وعاد والتر إلى طبيعته..ولم يعد ذلك الرجل الذي لفته كل الشياطيين في الجحيم,فابتسمت له,ولم تعد أسنانها تصطك ,ووالتر قال لها مرتين أنه يحبها:
-لقد تناولت سندويشاً في مطعم الموتيل على الطريق حيث قضيت ليلة أمس..


-لدي بعض الحساء..سأسخنه لكِ.
ومرر لها من وراء الباب روباً من الصوف,فقالت:
-إذا كنا سنمضي الليل معاً..فأصر على أن تحلق ذقنك.
-وهل بدأت منذ الآن بإصدار الأوامر..هه؟أحبك كثيراً ياجاكلين..بكل كياني..أحبك.
فاهتزت روحها لكلامه,وأحست بالدمع يشق طريقه عبر جفنيها وهمست وهي تعلم أن كلماتها البسيطة هي كالقسم:
-أحبك أنا أيضاً.
-إذا سنكون على خير مايرام معاً..أليس كذلك؟خذي وقتك في الحمام..سأنتظرك في الأسفل.
منظرها في المرآه كان لأمرأة قد أعطيت هدية جميلة أمثر من أن تصدق.


وغاصت في الماء الدفىء..ثم جففت جسدها واستخدمت البودرة الرجالية,,وألتفت بالروب الصوفي الأخضر الداكن,,ونزلت إلى الطابق السفلي وتوجهت إلى المطبخ الذي كان من الطراز العصري الحديث المتفوق,بكل وسائله الحديثة المريحة..وقال لها والتر:
-أحب كل ماهو حديث..فالآلآت تشكل نصف متعة المطبخ .إجلسي هنا..هل تشعرين بالدفء؟
وأشار إلى قصعة من حساء الكراث.والبطاطا.وقطع من الخبز السميك..وبعد دقائق أطلقت تنهيدة إكتفاء:
-لقد كان هذا رائعاً..لقد أنقذت حياتي.
-في أي وقت..متى غادرت المنزل ياجاكلين؟
-لم يخطر ببالي أنني قد أضطر للنوم في الطريق.
-يبدو أن العواصف الثلجية تلاحقنا..أليس كذلك؟لماذا لم تتصلي بي لتعلميني بقدومك؟
-ظننت أنك قد ترفض إستقبالي.أكنت ستفعل ياوالتر؟
-مساء الجمعة ربما..كنت خجلاً جداً من الطريقة التي تصرفت بها معك.لقد تسببت بتخفيف مخاوفك منذ إختطاف دوغلاس,ثم إتهمتكِِ بإبتزاز المال من والدك..وفي كا الحالات كنت مخطئاً.فكيف لي أن أعوضك عن كل هذا ؟
-ألأجل هذا لم تنم ليلة الجمعة؟
-بحلول مساء السبت علمت أنني لن أنعم براحة البال أبداً لو لم أحاول على الأقل أن أاصلح بعض ما أفسدته.أقسم لكِأنني سأثق بكِ من الآن وصاعداً.أنا أقول أننا قد لا نتشاجر..وسأندهش إذا لم نتشاجر.ولكنني أعدك أن لا أتذكر كل الماضي خلال الشجار.
-أعدك بنفس الشيء والتر..فالزيارة التي قمت بها لوالدي كانت ناجحة.
وساد صمت قصير مشحون ,فقد نفذ الكلام نم كليهما:
-هل أتقدم بطلب يدكِ في المطبخ أولاً؟
-أنا راغبة بك منذ زمن طويل..فبإمكانك أن تطلبني في أي زمان ومكان.
-هل تتزوجينني ياجاكلين.؟
-أوهـ..أجل..سأتزوجك,سأتزوجك لأنني أحبك..وسأتزوجك لأجل دوغلاس,فهو سيتقبلك كوالده,أنا واثقة.
-ربما ستكون وظيفتي ثابته هنا في لندن..وعليك أن تبتعدي عن أوليفر ومارتا.وعلى دوغلاس أن يترك كل أصدقاءه.
-ولكنه سيكسب أباً..مع أنني سأشتاق لمارتا وأوليفر,فبإمكاني تبادل الزيارة معهما..ألايمكن أن نسكن في الريف؟
-بالطبع ..سنتشتري مزرعة.
-أفهم أن دوغلاس لن يحل أبداً مكان إبنك..ولكنني أعرف أنك سوف تحبه وكأنه إبنك بالفعل.
-سأفعل..أعدك.
ووقفت قربه..وقالت:
-سمعتك تذكر شيئاً عن النوم..ألم تفعل؟
-لقد لاقيت صعوبة كبيرة بإبقاء يداي بعيدتان عنك منذ رأيتك في السيارة نائمة.
-والآن لم تعد بحاجة لكبح نفسك.
وتردد لحظة:
-هل صدقت أنني أحبك؟
وأرتمت بين ذراعيه وعانقته هامسة:
-أصدقك.
-أشعر وكأنني خرجت من السجن لأقول لك هذه الكلمات لكِ..ولكي أرى اللمعان في عينيكِ عندما أقولها,ولكن أفضل أن تنامي لوحدك حتى الغد,لأرتب موعد زفافنا.
وحملها عن الأرض وقال:
-لقد مرت عليكِ ثلاثة أيام صعبة..وأنتِ متعبة جداً.
وتراقص الإنزعاج في عينيها:
-متعبه..أجل.ولكنني مقتنعة أن بإمكانك إقناعي أكثر بأنك تحبني ياوالتر.
ولم يكن من الصعب عليه أن يقنعها.


~النهاية~

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 16-09-09, 08:34 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يعطيك العافية..زونار

ساأطلب منك عندما تريدين تنزيل أي راوية في القسم

أن تعلني عنها في هذا الموضوع

إلاعلان عن رواية قبل تنزيلها

وهذه الرواية من روايات " احلامي " وليست احلام

لذلك سوف تنقل الى قسم الروايات المنوعة

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 16-10-09, 07:43 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 150443
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: حساويه عنيدة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حساويه عنيدة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور حساويه عنيدة   رد مع اقتباس
قديم 16-10-09, 08:36 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94465
المشاركات: 456
الجنس أنثى
معدل التقييم: sandy0 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sandy0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 

ميرسى حبيبتى ع الرواية الجميلة

 
 

 

عرض البوم صور sandy0   رد مع اقتباس
قديم 25-11-09, 06:44 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86405
المشاركات: 0
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة الماس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة الماس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 

يسلموووووووووووووووووو00000تحياتي لكي

 
 

 

عرض البوم صور زهرة الماس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب ينتصر, الحرية للنشر والتوزيع, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلامي, روايات احلامي المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أحلامي
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية