لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات أحلامي
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أحلامي روايات أحلامي


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-09, 07:48 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 

لا يا حبيبي.



و عادا إلى المنزل .. سيارة و التر كانت في الكاراج و كان يشتغل بشئ ما في المحرك .. فسارع دوغلاس لينضم إليه و سمعته يقول له :



لقد أخبرتني أمي أنك حارسي الشخصي مثل الملكة أو رئيس الجمهورية . فهل لديك مسدس ؟



و لم تنتظر لسماع الرد ، فدخلت إلى المنزل . دوغلاس لم يكن قد أثار من قبل إمكانية زواجها ، أو إنه يفتقد تلك الحياة العائلية الكاملة التي يعيشها أصدقاءه .. و أحست بالغضب تجاه والدها . فبسببه كان وجود والتر ضروريا . وجود والتر مجرد وجوده هنا سيأتي بالتغيير .. و هذا ما هي واثقة منه .




انتهى الفصل الرابع .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 16-09-09, 07:50 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 


غريب في المنزل



تلك الليلة تلقي الثلاثة دعوة للعشاء عند مارتا وأوليفر. وأخذت جاكلين معها نبتة جميلة من المشتل كهدية.


- شكرا لك جاكلين حبيبتي وأنت لابد أن تكون والتر.. ولكن جاكلين لم تقل لي أنك فاتن كيف حالك؟


فقال لها زوجها ممازحاً:


- أحسني التصرف يا مارتا.


وهز يد والتر مقدما نفسه:


- أوليفر باكستر..سعيد لمقابلتك...تفضل.. سأحظر لك كأس شراب.


ونظر إلي جاكلين ثم قبلها:


- أنيقة كما أنت دائما , ضحكت جاكلين لوالتر:


- اخصم نصف ما يقوله.. وقابل تملقه باحترام.


ووضعت يدها في ذراعه وهما يدخلان في دفء المنزل المريح وقالت:


- علي الرغم مما قلته, فهما أفضل أصدقائي .. وهما من دبر لي الإقامة في منزلي الحالي, ولهذا لوحده سأبقي ممتنة لهما.


والتفتت مارتا إلي والتر وقالت:


- أتمني أن تحب الطعام الحار يا والتر..


- لقد أمضيت أربع سنين في الشرق, تعلمت خلالها شيئين أن آكل الفلفل حتى يحترق سقف حلقي, وأن لا أسأل عن نوع الحيوان الذي أتناول لحمه.


فضحك أوليفر:


- لو كنت أعلم هذا لأخذت حريتي في الطبخ أكثر... مارتا لا تسمح لي في أن أتمادى في استخدام "الحر" عندما يكون لدينا ضيوف لا تعرفهم... في أي منطقة كنت؟


وروى والتر بعض تجاربه في الفلبين واندونيسيا, بعدها روت مارتا مغامرة يقف لها الشعر عن أيام سفرها (أوتوا ستوب) في إيران، وأحست جاكلين بالسعادة؟


فوالتر توالف مع أصدقائها بروعة, ويبدو عليه أنه متمتع, وكيف لا؟ وتلك كانت أمسية من الأمسيات الحميمة التي يشعر فيها الإنسان بالسعادة رغما عنه.


وكان الأطفال قد ناموا ساعة انتهت السهرة فاقترحت مارتا أن يبقي دوغلاس عندها, وهذا ما يترك جاكلين ووالتر وحدهما في المنزل . وبكل حذر, ودون أن تنظر إليه قالت:


- لم يأتي معه بوظائفه, وإذا لم يقدم واجب اللغة غدا سيقع في مشكلة مع معلمته.


- في وقت آخر إذن, أيمكنك حمله وهو نائم يا والتر؟


- بالطبع..سأذهب أولا لإدارة السيارة وتدفئتها.


وعندما عاد وهو ينفخ في أصابعه طلبا للدفء, قادته جاكلين إلي غرفة الأطفال وهمست له:


- وسوف تلف البطانية من حوله.


وانحنى والتر يجمع الطفل في حضنه, بينما لفت جاكلين أطراف البطانية حول أطراف دوغلاس.. وتمتم الصبي بشيء, ثم دفن رأسه في صدر والتر, وللحظة, بدا علي والتر وكأن شخص قد طعنه بسكين, وعلقت أنفاس جاكلين في حلقها, ولكن قبل أن تتمكن من قول أي شيء تغير وجهه وعاد إلي طبيعته الجامدة.


ووصلا إلي المنزل وهما صامتان .. ونزل والتر من السيارة واستدار إلي حيث تجلس جاكلين حاضنة الطفل وقال باختصار:


- سأحمله إلي فوق.


وسارعت جاكلين لتنظف السرير من الدفاتر والكتب, وسحبت الغطاء, فألقاه والتر من علي كتفه وغطته جاكلين .. ومع أن نصف ابتسامة كانت ترتسم علي شفتي والتر إلا أن الألم كان يملأ عينيه .. وابتعدت جاكلين عن السرير وقالت له هامسة:


- لا بد أنك تفتقد ابنك.


ردة فعله كانت عنيفة, فقد غرز أصابعه في كتفها .. وجرها إلي الخارج .. ونزولا علي السلم ثم أدارها إليه في الردهة لتواجهه:


- كم من مرة أنا بحاجة لأقول لك أن تبتعدي عن ذكر حياتي الخاصة؟

وبدا تماما مثل والدها منذ ثمانية سنوات عندما أخبرته أنها حامل.. وتريد ترك زوجها. ولكن والتر ليس والدها... وثبتت قدميها جيدا في السجادة ورفعت كتفيها بكبرياء:
- اللعنة علي حياتك الخاصة! ما أنت خائف منه أن تكون من البشر, لك مشاعر وندم وألم.. أنت مثال الرجل المتكبر! النوع الذي تعجب به صناعة السينما.. الكتوم الذي يعاني بصمت نبيل.. أنت لست بشرا بالمرة يا والتر شيرمان..أنت "روبوت"!
وساد صمت مميت, وأخذت كلماتها ترن في إذنيها, وأحست بالخوف من مجرد قدرتها علي التلفظ بها, والتصق بها والتر قائلاً:
- وهل هذا صحيح؟ ما رأيك بهذا إذن؟
وعرفت علي الفور ماذا سيفعل, وعرفت أكثر أن هذا فظاً.. فقد حدث ما يكفي بينهما. وبمهارة مسرحية أدارت عينيها.. ورمت برأسها إلي الأمام, ةارتخت أطرافها كما كان دوغلاس مرتخيا بين ذراعيه.
وببطء, وعلي الرغم من صغر حجم جسدها, وضعها متثاقلا علي الأرض. واستلقت دون حراك.. وقال لها بخشونة:
- حسن جدا جاكلين .. لقد فزت بهدفك... بإمكانك النهوض اللأن.
فاختلست نظرة إليه عبر رموشها.. وقالت له بلهجة متجرحة:
- أتعني أنني لم أخدعك؟
- معظم رجال البوليس يتدربون علي معرفة الإغماء الحقيقي من المزيف.
ولكنني حصلت علي الجائزة الثانية في التمثيل في المدرسة.
- أصدقك.. وسأتخلى عن بعض كبريائي لأقول لك أنني أتمنى من الله أن أستطيع التمييز بين تمثيلك وحقيقتك.
- أتظن أنني أمثل طوال الوقت؟ لم أحتج إلي التمثيل منذ غادرت منزل والدي.. غريب لم أدرك هذا من قبل.
وقال لها بصوت لاذع كالسوط:
- لا... أنت لست هكذا, بالعاطفة الوحيدة التي حصلت عليها منه كانت الغضب فقط.. وحصلت علي الغضب منك أيضا... ولكنني أري الألم والضحك واللطف أيضاً, ولكن كل هذا أصابه الصدأ لعدم الاستعمال... هذا كل شيء!
- وأنت تلاقي صعوبة ألآن في إعادة استعمالهم.
- أنت تخلطين في تحليلاتك.
وأمسك بيدها, ونظر إليها وكأنه لم يشاهد يد امرأة من قبل, وأخذ يمرر إصبعه علي خطوط راحتها ثم أخذ يعبث بأصابعها, الخالية من الخواتم وأمسكت بأنفاسها, فاللإحتكاك كان ينتشر من يدها إلي كل جسدها موجة إثر مودة مليئة بالألوان وكأنها البحر اللإستوائي, فهذا هو ما ترغب به, وليس العناق ولا القبل, المليئة أحيانا بالغضب , وأخذ ذلك البحر اللإستوائي الملون يغريها.. يغريها لأن تغرق في أعماقه المجهولة المشحونة بالإثارة وأحست بالدوار, وكأنها لم يعد لها عظام.
ورفع رأسه, وعيناه كجمرتين ملتهبتين.. ولاحظت أنه يجاهد كي يجد صوته:
- أنت تريديني بالقدر الذي أريدك فيه.. أليس كذلك؟
- وهل تشك في هذا ؟
لقد شككت .. فأنت دائما تصرخين في وجهي.
- للتصعيد فقط.
- آه.. لكن لا يجب أن نفعل هذا.. فما بيننا هو اتفاق عمل..أنت استأجرتني.. أتذكرين؟
- كحرس شخصي.
- ولكن ليس من عملي أن أحرس جسدك.. بل أريد امتلاكه وأضع بصمتي عليه, وأعرف كل أسراره.
- لا يا والتر.. فأنا لم أعرف رجلاً منذ والد دوغلاس.. ثمانية سنوات, هذا صحيح؟
- لماذا ملت إلي إذن؟
- لست ادري.
فضحك:
- هذا يرضي غروري...
بعد لحظة صمت همست له:
- لقد ابتعدت.. أين أنت يا والتر.. ماذا حدث؟
- لست أدري أين أنا, وأنا معك, كلما ظننت أنني عرفتك, ترسليني غلي المجاهل ثانية...ثمانية سنوات؟...
- عندي طفل أربيه, وأنا أبقي سقفا فوق رأسينا ومالاً أكسبه ولم يكن لدي الوقت, ولا الطاقة, لأفكر بشيء آخر! علي كل الرجال الذين عرفتهم كانوا والدي الذي لم يحب أحدا في حياته, وشقيقي الذي كان نسخة طبق الأصل عن والده. وكارل الذي هجرني وطفلي دون أن يفكر بمصيرنا. فلماذا أرغب في رجل بعدهم؟



- أنا لا أحب النساء وأنتي لا تحبين الرجال...فلماذا إذن نتغازل علي سجادة الردهة عند الثالثة صباحاً؟.



- قل لي أنت لماذا.



ولكزها علي ذقنها بقبضة يده:



- أذهبي إلي الفراش جاكلين، وإلا ستكونين نكده الطباع في الصباح أكثر من عادتك.



- لا تأمرني؟



- كم أنت قطة متوحشة تحت مظهرك الخارجي اللطيف..تصبحين علي خير..وأحلاما سعيدة.



كان يضحك منها.. وأحست باللاحباط, وعواطفها تصطدم بالواقع كما الأمواج علي الصخرة. وذهبت إلي النوم.



صباح الاثنين...



صباح الاثنين لم يكن يجب أن يخترع.. هكذا فكرت جاكلين وقد همت برمي ساعة المنبه علي الأرض.. ولفت علي جسدها روب النوم, ثم توجهت إلي الحمام.



عندما توجهت إلي غرفة الجلوس.. كان بابها مفتوحا ووالتر علي الأرض يقوم بتمارين رياضية, ظهره مستقيم, يدفع جسده إلي فوق ثم إلي تحت وعضلات كتفيه بارزة.



- أنت مولع بتعذيب نفسك والتر شيرمان.



فنظر إليها من فوق كتفيه دون أن يتوقف.



- وهل ارتديت ملابسك بهذه السرعة؟



- طالما أصبحت تسكن هنا علي أن أشتري روب منزل.



- كنت أظن أن الروب المنزلي جزء من خزانة ملابس أي سيدة..



وتوقف, ثم وقف علي قدميه, ومسح العرق عن جبينه بذراعه وهو يقفز في مكانه.



- إنه يوم جميل.
الشمس مشرقة والسماء زرقاء..لماذا ل تملكين روب منزل؟ مع أنك فاتنة كما أنت الآن.-



- كل ما استطيع شراءه غير جميل أو لا يناسبني.. أريد شيء غريب الطراز في المنزل.. قفطان مزخرف أو ساري من الحرير.



- أتعتقدين أن القفطان يجعلك تقفزين في الصباح من الفراش مليئة بالحيوية؟



- لا أستطيع ضمان هذا.. صباح الاثنين أسوأ وقت في كل الأسبوع.



- ربما نستطيع تحسينه.



- وماذا تقترح؟



- ما رأيك شيء حميم ؟ وخطا نحوها وهو يبتسم, ثم انحنى عليها ليقبلها, مبقيا علي يديه إلي جانبيه ولم يتحرك ليلغي المسافة بينهما, ثم ابتعد عنها.. ففتحت عينيها مندوخة, فسمعته يقول:



- هل يحسن هذا توقعاتك لصباح الاثنين؟



- بما لا حدود له.



ونظر إلي وجهها المتورد وشعرها المضموم:



- لم تعودي تبدين نكده.



- أوه, بل أشعر بالنكد. إذ بدلا من أن أفعل ما أرغب به الآن. علي أن أوقظ دوغلاس وأذهب إلي عملي.



- وهل أعتبر هذا إطراء لي؟



- سأسحب أي شكوى تقدمت بها حول تقنياتك.



ونفخ عضلاته ساخراً:



- لم تر شيئا مني يا طفلتي بعد. فضحكت بجذل:



- إنها نظرة جديدة بالكامل لأول يوم في الأسبوع, وحتى قبل الإفطار.



وعملت في محل الأزياء طوال اليوم, وفي المساء ساعدت دوغلاس في صراعه مع تأليف فقرة إنشاء عن الديناصور.. وفي اليوم التالي عملت في المشتل.. وخرج والتر طوال النهار وعاد في الوقت الذي عاد فيه دوغلاس من المدرسة. وقالت لدوغلاس بعد عشاء مبكر:



- أتحب الذهاب إلي مزرعة بيترز.. كلبته ولدت جروين صغيرين.



- أجل .. الآن؟



- سأتصل به لأرى إذا كان في المنزل.



وجاء صوت بيتر علي الهاتف ليؤكد أنه بانتظارهما.. والتفتت إلي والتر الذي مر عليه يومان دون أن يتقرب منها:



- بيتر هو مالك آلة الحرث .. وربما لا تريد القدوم معنا.



- سآخذ كما بسيارتي.



- فلنذهب إذن.


في الزريبة حيث وجد دوغلاس سعادته في التفرج علي الأبقار, والعجول الصغيرة, ثم ليلعب مع الجراء الوليدة.. بعدها اكتشف وجود دزينتين من الصيصان يختبئون تحت مصباح كهربائي لأشعة ما تحت الحمراء في احد الحظائر, ريشها أصفر وأحمر.


وقال بيتر لجاكلين:


- سعيد لأنك توافقت مع والتر..أنت بحاجة لرجل.. كل النساء هكذا.


- كلام هراء.. أنتم الرجال لستم "لا غني عنكم" كما تظنون أنفسكم.


- هذا ليس صحيحا .. فأنت تربين ولداً لوحدك.


- إنها تقوم بعمل رائع يا بيتر.. أخبرني ما هو مدخولك الشهري من الحلب؟


ونجح هذا في تغيير مجرى الحديث, فبيتر مولع بأبقاره الحلوب. ويحب البحث في أمور الحلب ومشتقاته طالما وجد مستمعا, وبعد نصف ساعة ذهبوا إلي منزل بيتر لتناول الشاي ثم عادوا إلي المنزل.


وعملت جاكلين أوقاتا إضافية في محل الأزياء لحاجتها إلي المال. لتدفع أجر والتر من جهة ولتوفر بعض النقود لمصاريف عطلة الربيع من أجل دوغلاس. ولقد حجزت شاليه في أحد المنتجعات الجبلية للتزلج.


وابفت نفسها مشغولة .. مصممة أن لا يلاحظ والتر أنها متألمة, وبالتدريج تبين لها أنها تمثل مرة ثانية, تلعب دور الأم الباردة المحافظة بينما تشعر بشكل مختلف تماماًُ.


كان قد أقترب منها.. ثم ابتعد..ولا تستطيع فهم تقربه ولا ابتعاده. وبما أن لها كبرياء يمنعها من إظهار مشاعرها الحقيقية, فقد أخذت تتألم سراً.. لم يكن هذا ليعجبها.. ولكنها لا تعرف ماذا تفعل؟.


في منتصف الأسبوع الثاني لوجود والتر, قال لها دوغلاس صباح أحد الأيام وهي تحضر له السندوتشات للمدرسة:


- هل بإمكان والتر أن يأخذني غلي التدريبات الرياضية في المدرسة اليوم يا أمي؟


- إنه يفعل هذا دائماً.


- أعني لوحده, أنا وهو, دونك.


فجأة استرعي ما قاله كامل انتباهها, فنظرت إلي والتر الذي بدا غير منتبه لما قاله دوغلاس وسألته بخشونة:


- ولماذا؟


- الأطفال الآخرون يأخذهم أبنائهم.


وكادت تصيح به : ولكن والتر ليس والدك.. واختارت كلماتها:


- أتحب أن يأخذك رجل إلي هناك؟


- ياه.. اليوم فقط.. أيربي غليتمر يأخذه والده دوما.. وكان يسخر مني.


وأطرقت رأسها تنظر إلي ما بين يديها..


- بالتأكيد.. لا بأس بهذا.


- ألن تمانعي يا أمي؟


ولزمها كل جهودها لتبتسم له وتقول:


- فكرة رائعة.. سأجلس وأقرا لفترة ساعة.. أذهب ونظف أسنانك.. سيحضر باص المدرسة بعد قليل.


وأسرع دوغلاس إلي الحمام.. وتابع والتر قراءه الجريدة, والدمع يملأ عينيها أكملت جاكلين لف السندوتشات.. دوغلاس لم يقل لها من قبل أن الأولاد يسخرون منه لأن ليس لديه سوى أم. وكانت تفترض دائما أنه سعيد لأنها هي التي تأخذه للتمارين الرياضية. وتدحرجت دمعة علي علبة البسكويت, وسمعت كرسي والتر يتحرك, ووضع يده علي كتفيها:


- كان سيحدث هذا عاجلا أم آجلاً.


واستدارت إليه صارخة:


- لقد قصرت معه.. لأنني لم أعطه أباً.


- لا تكوني..


وسمعا صوت أقدام دوغلاس, فأضاف والتر بسرعة:


- أمسحي دموعك, وقبليه.. ومتى أوصلته غلي الباص, سنكمل الحديث.


ومسحت عينيها ونفخت أنفها:


- علي أن أكون في محل الأزياء في التاسعة.


- ستتأخرين خمس دقائق.


وانحنت لتحتضن دوغلاس, وخرج والتر معه, وانحنت لتلتقط قطعة بسكويت عن الأرض وتنظف مكانها. ووجدت نفسها دون وعي تركع وتسند رأسها إلي الخزانة وتجهش بالبكاء.


ولم تسمع والتر وهو يعود, بل أحست به يمسكها بكتفيها, فشهقت ودفنت وجهها في صدره منتحبة, تتشبث برقبته.


وبكت لفترة طويلة.. ولكن أخيرا توقفت دموعها, وسمعته يقول:


عيون المها
خذي .. أنفخي أنفك.
ووضع علبة محارم الورق في يدها, فنفخت أنفها. ونظفت حنجرتها, وقالت:
- سأتأخر عن عملي أكثر من خمس دقائق.
لقد اتصلت بهم .. وفلت أنك مريضة ولن تحضري قبل الظهر.
- لا أستطيع التعطيل عن العمل هكذا, ولا أستطيع أخذ إجازة مرض لأنني لا أعمل لدوام كامل.. وأنا بحاجة للمال.. فأجرك مرتفع.
- لست بحاجة لأن تدفعي لي أجر هذا اليوم.. لأنك سترتدين ثيابا سميكة وحذاءاً عالي الجنبين وسنذهب للتنزه قرب النهر, فكلانا اليوم لا عمل لدينا.
- حسن جداً.
- سهلة الانقياد! لا أصدق أبدا.
- قلت لك أنني ممثلة ماهرة.
ومد يده ليرفعها عن الأرض:
- أنت هكذا بالفعل, ولكن قولي لي, لماذا تمثلين أدوارك دائما وأنت علي الأرض؟
أصابعه كانت دافئة وهي ملتفة حول أصابعها, وسحر لمسته جعلتها تجفل؛ فجذبت يدها منه.
- ليس هذا.. ليس الآن.
فرد عليها ببطء:
- لكنه موجودا.. دائما.. أليس كذلك؟ في كل دقيقة أقضيها في هذا المنزل أزداد شعورا بك.
- ولكنك لم تعد تلمسني.. لم تفعل هذا منذ أيام.
- كنت أخاف.. ألم تعلمي هذا؟ أستطيع مواجهة عصابة تهريب مخدرات في أدغال الفلبين. ولكن امرأة لا تتجاوز المائة وخمس وستين سنتم تجعلني أهرب.
- سنذهب إلي نزهة.. في الخارج.. بعد أن أغسل وجهي.
لا لزوم للماكياج فليرها والتر كما هي, امرأة علي حقيقتها. لقد سئمت التمثيل... وارتدت سترتها السميكة الزهرية بلون خديها وانضمت إليه. عند الباب الخلفي.
نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 16-09-09, 07:51 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 

عيون المها



"الفصل السادس"
كان يوماَ رائعاَ..الشمس تشرق لتجعل السجادة البيضاء الثلجية تشع وكأنها الجواهر.السماء زرقاء بلون عيون جاكلين.واستنشقت ملىء رئتيها من الهواء النقي البارد..وأسعدها أنها ليست مدفونة بين رسومات الأزياء في المحل,وأكثر سعادة أنها مع والتر.
وبرزى إلى خارج الأشجار,فأمسك والتر بذراعها وهمس:أنظري إلى هناك ..قرب النهر.
وشاهدت أرنباَ برياَ,يزحف على الثلج عبر الحقل..وكأنما أحس بوجودهما,فتوقف,ورفع أنفه إلى الهواء.وأذناه منتصبتان وبقفزة كبيرة ..إختفى خلف أجمة أشجار شائكة.
-ألم يكن جميلاً؟حر..وبري..
-ولكن الحرية وهم ياجاكلين.
ولمست كلماته وتراً طالما كانت تعرف أنه موجود:هذا قول سهل عليك..أمامك فرصة لشهر..وقررت أن تمضيها هنا أو هناك أو في أي مكان..وأنا أحب دوغلاس ولكن هذا الحب يكلفني حريتي..لذا أنا لست مثلك حرة..ليس مثلك!
أتظن أنني لست على ‘ستعداد لمقايضة مالديك بما لدي؟كنت أظن أنك تفضل قضاء عطلتك قريب من ولدك.
وتعمقت الخطوط في وجهه, وقال لها:لن أستطيع..لأنه ميت.
وعبر الصمت ,صاح غراب في مكان ما فوق رأسيهما,ومن على ضفة النهر أجاب آخر..وهمست جاكلين:ميت؟منذ أربع سنوات.
وأحست بألمه كأنه ألمها..وكيف لها أن تعيش لو أصاب دوغلاس مكروه؟وكان والتر يقف تحت شجرة صنوبر,وجهه في الظل فقطعت المسافة بينهما منظمة إليه,ودون شعور لفت ذراعيها حوله ولنه أبعدها عنه بخشونة,وصاح بعنف:
-لا تفعلي هذا!!إبتعدي عني ..وأبقي بعيدة!
مع ذلك ودون أي أثر للمشاعر التي كانت تعتمر في داخلها قالت:
-زوجتك تركتك منذ خمس سنوات ..هل كان ابنك يعيش معك والتر؟
sورد عليها بصوت أجش لشخص أعاد تكرار الوقائع هذه من قبل دون أن يسمح لها أن تؤثر فيه:
-لا..لقد تركته معها,وظننت أمهذا أفضل..فهي أمه..وتزوجت ثانية على الفور تقريباً.رجل شريف كفاية..محام مستقيم لطيف..وبعد خمسة أشهر,أراد الذهاب في رحلة شهر عسل متأخر.وكان علي أن أخذه لثلاثة أسابيع..ولكنني كنت مرتبط بتكليف عمل.فدبرنا أمر بقاءه في مخيم لأسبوع..فوقع عن شجرة في اليوم الرابع من وجوده في المخيم..ومات قبل أن يصل لنجدته أحد .
-وأنت تلوم نفسك لما حصل له منذ ذلك اليوم.
-ألن تلومي نفسك؟ربما..
-زوجتي لامتني..أو لامت وظيفتي..لقد ولدت طفلين منذ ذلك الوقت كلاهما صبي.
-الهذا تركت البلاد.
-لقد تقدمت بطلب عمل خارجي.وعندما حصلت على الوظيفة حاولت جهدي أن أعرض نفسي للقتل خلال تأدية الواجب..وكما ترين..لم أنجح.ثم ولأنني تكبدت تلك المخاطر الممكنة إستطعت أن ألقي القبض على كل مجرم ومهرب مخدرات, ولو كان تحت الأرض ,وهكذا حصلت على ترقيات..ومنذ شهرين سحبتني القيادة العامة من الخارج,فقد بدأت الأمور تصبح خطرة جداً حتى بالنسبة لي.كذلك فقد أدركت أنني لم أرغب في الإنتهاء إلى مترين تحت الأرض في الغابات وأعتقد أن بإمكانك تسمية هذا النوع من الشفاء.
-أنا آسفة جداًلما قلته عن الحرية ياوالتر.
-حبي لولدي كان أقرب شيء إلى الحرية..لقد توقفنا أنا وزوجتي عن الحب فور زواجنا تقريباً.فهي قد تزوجت ضابط البوليس اللامع..ووجدت أن ليس هناك أي لمعان في عملي..وتزوجت أنا إمـرة ظننت أنها حرة مستقلة,لأجد أنها تتعلق بأذيالي ليل نهار..ولكنني أحببت ولدي..وحسب كلماتك:أحببته أكثر من أي شيء في الدنيا.
وكبحت جاكلين دموعها وقالت:
-أفهم الآن لماذا أبقيت نفسك بعيداً عن دوغلاس منذ وصولك إلى هنا.
ومد يده ليمسك بها ..وقال لها:
-إذا وجدت نفسي سأتعلق به ..سأذهب.
وأحست كأنه لكمها في معدتها,فقالت بحدة:
-وتتركه يخطف؟
-لا أظن أن هذا سيحدث فوالدك لن يتحمل أي نوع من الفضائح العلنية بأخذ طفل من والدته.ليس في الدوائر التي يعيش ضمنها.
-ولكنه يعرف مايبدو أنك تعاميت عنه..إنه يملك السلطة التي لا أملك منها شيئاً,لا مال,ولا نفوذ,ولا أصدقاء نافذين..بل أملك الضعف إلى جانبي مع حبي لولدي.
-لقد مضى علي هنا أكثر من أسبوعين الآن.ولم تستجد أي حركة.ولا أثر لتشارلز..الذي كان بإمكانه إيجاد مكانك الآن لو أراد..وأظن أنك كنت تبالغين..وأنا أفهم لماذ..ولكنني لست أؤمن أن دوغلاس في خطر.
-ألا زلت تظن أنني أحاول خداع والدي؟
-لست مستعداً لتصديق ذلك.
ولم تشعر بالسرور ولا بالراحة,وتراجعت عنه ,ولم تكن تريده أن يرى إرتجافها,وتحولت إلى الغضب:
-إذن..وحسب قولك,لم يكن دوغلاس في خطر,فربما أنت على حق في الإنسحاب,قبل ن تخاطر بحب شخص ما مرة ثانية.دوغلاس.أو أنا..لافرق..أليس كذالك؟
وصاح بها:
-لقد قلت أنني سأبقى لشهر.
-أحلك من وعدك..تستطيع الذهاب في أي وقت تشاء والأسرع..أفضل.
-سأذهب عندما أصبح بخير..وأكون على إستعداد!
-وماذا لو تعلق دوغلاس بك؟هل فكرت بهذا؟لقد رأيت ما حدث هذا الصباح..يمكن أن يتألم,وخاصة إذا بدأ ينظر إليك بمركز أبيه.
-أجل ..لقد فكرت في هذا.
وخرجا من تحت الأشجار إلى ضوء الشمس.وبدت عيناه لها سوداوان.وقالت له:
-أنا أخاطر أيضا..أنا تحت خطر الوقوع في حبك.ولست أريد أن يحصل لي هذا,فلماذا لاتعود إلى المنزل.وتحزم حقيبتك قبل أن يتألم أحد..أنت أو دوغلاس..أو أنا.
فقال لها بصراحة:
-لديك موهبة بأن تستطيعي مفاجئتي دائماً:ماذا تعنين أنك تحت خطر الوقوع في حبي؟هذا يدعى"رغبة"وليس حباً.
وقالت بواقعية وصدق:
-سأدعوه ماأشاء.والحب هي الكلمة التي سأستخدمها.
-ولكنك لا تحبين الرجال..أنت قلتي.
وأجابته بإبتسامة شاحبة:
-أنت لست"رجال" وأظن أنني أوضحت هذا لك..أنت رجل معين تؤثر بي بطريقة لم أتأثر بها من قبل..ولست أدري ما إذا كان هذا الشعور بالحب..ولكنني أعلن أنه من الأفضل لنا جميعاً لو أنك تذهب.
وأصبحت عيناه بلون غيوم السماء العاصفة ,وهي تتجمع لتعتم السماء,وقال بخشونة:
-لو أنك تقبلين معاشرتي لعرفت الفرق بين الرغبة والحب.
-وهل أقبل أن أعاشرك لأثبت أنك على حق؟لا..أبداً.
-إذن لنفعل هذا لمجرد التمتع,للمرح,للمشاركة..ولكن ليس للحب.
-ثم ترتدي ثيابك وتحزم حقائبك..وتذهب عند شروق الشمس..؟لا..ياوالتر..لن أفعل هذا.
-أنا لست كارل!أنا لست أدري من أنت!
-لقد تكلمنا كثيراً,لنعد إلى المنزل.
-نحن نتجادل كثيراً..لقد خرجنا لنزهة,وها نحن نتخاصم من .فتوقف عن هذا..لن أحتمل كلامك.
فقال لها:
-عودي إلى المنزل لوحدك إذن,وسأبقى معكما حتى الأسبوع القادم عندما تذهبان إلى عطلة التزلج.
أي بعد خمسة أيام.وأطبق الألم على صدرها وحلقها.
-أيعني الحب لك هذا القدر فقط..
وتجاهلها متعمداً:
-ستعملين في المحل حتى السادسة..أليس كذلك؟سأحضر عشاء دوغلاس إذن.
خمسة أيام ثم سيذهب..ولن تعلم أبداً ما إذا كان حبه تجربة تختلف عما مرت به مع كارل.
وتنفست بعمق وقالت بلهجة ثابتة:
-لدي فكرة أفضل ياوالتر.لنعد إلى المنزل وسأريك مايعني الحب لي.
وبدت كلماتها متجمدة مثل هواء الشتاء القارص,ومع ذلك تلفظت بها..وهي تقنع نفسها أنها بهذه الطريقة سيكون لها كل شيء تتذكر والتر به..ووقف والتر دون حراك!
-جاكلين ..أتعنين ماتقولين؟أجل..أعنيه.
إنها تعني الحب, وتساءلت ما إذا كانت بلهاء لتخاطرهكذا ,مع هذا الرجل بشكل خاص..وهي التي لاتعرف حقاً معنى الحب.وقال لها والتر بصوت منخفض:
-أنا أبدا لم أشك في شجاعتك.
وعادا إلى المنزل..وأوصلها إلى غرفتها واعتذر ليغيب لحظات,وفكرت لنفسها وهي ترتجف ..أنا مجنونة ..أنا أفعل تماما ماعاهدت نفسي ألا أفعل..يجب أن لايكون بيني وبين رجل أوضح تماما لي أنه لايحبني ولايمكن أن يحبني في المستقبل,أية علاقة.هذا ليس نوعا من المخاطرة..إنه جنون..
وعاد والتر ,وحملها بين ذراعيه معانقا..فقالت شاهقة:
-والتر.. والتر..لا أريد...
-لا تقلقي,ربما ماتدعينه أنه الحب ,وما أدعوه مشاركة.هو نفس الشيء.ربما علينا نسيان جميع التسميات,والناس..وكارل..وزوجتي..وابني ..وابنك..وأن نفعل مايبدو أكثر شيء طبيعي في العالم..عندما نكون معا.
ولم تكن تدري إذا كان صادقا بكلامه..ولكن ماتعلمه أنها سعيدة لأن تكون بين ذراعيه,وابتسمت له:
-دون كلام..دون جدال..
-دون ماض أو مستقبل.الحاضر فقط.
-هنا..والآن فقط..أنت وأنا,أظهري لي حبك.
لقد استخدم كلمة الحب.وباستطاعتها أن تقولها له,أن تقول أحبك,وهي تعرف أن الكلمة حقيقية.وأمسكت بوجهه فقال لها:
-عندما تنظرين إلى هكذا..أنا ..الجحيم..لست أدري ماأقول.تؤلمني النظرة..تؤلمني عميقا ولست أدري ماالأمر.
وهز رأسه..ثم مرر أصبعه على خدها:
-لاشيء..كنت أحمق..وإذا كنت تريدين الذهاب إلى عملك بعد الظهر أيتها السيدة..الأفضل أن تتحركي الآن فالساعة الحادية عشرة والنصف.
ونظرت إلى الساعة قرب السرير:
-لايمكن هذا!لقد مر الوقت بسرعة.
-هذا مايحدث عادة عندما يكون المرء سعيداً.
وضمها إليه.فضحكت,ودفعته عنها:
-توقف عن هذا!كيف سأواجه صاحبة المحل بعد مافعلنا لتونا ,لابد أنه مكتوب على وجهي.
-قولي لها أنك محمومة..فربما تعيدك إلى المنزل..
-وربما ترسلني إلى المعمل لأنفذ بعض التصاميم ولن يكون لدي وقت لتناول الطعام..
-كنت أظن أنني أعطيتك غداءك,ولكن إذا كنت تصرين,سأضع لك سندويشا.
وخرجت من السرير,وأخذت ثيابها من الخزانة وقالت:
-ضع لي بعض الزبدة والجبن.
-أتفضلين هذا الغداء عني؟
واستدرات إليه ورفرت عيناها..أوه لن أبالغ كثيرا.
ووصلت إلى العمل قبل دقيقتين من فترة مابعد الظهر..وأحست بالراحة لوجود صاحبة العمل في فترة الغداء..وجلست وراء طاولتها تحدق في الفضاء..والتر رجل رائع..طالما حلمت بمثله,وبما إنهما الآن حطما حاجز الود الحميم,فليس هناك كلام بعد الأن عن ذهابه وتذكرت ماشاهدته من ألم على وجهه,ألم لم يرد أن يتحدث عنه,وعلت التقطبيه جبينها.
وبدا بعد الظهر طويلا..ووضعت جاكلين الرسومات على طاولة رئيستها,وتمنت لها ليلة سعيدة.فابتسمت لها,وهي التي لم تعرف الكذب في حياتها وقالت:
-عمت مساء آنسة ايفانز..أنا سعيدة لتحسن صحتك.
وخرجت من المحل لتجد والتر ودوغلاس بإنتظارها.
-سنوصلك إلى المنزل ثم نذهب إلى التمارين.
وسألت دوغلاس وهم في الطريق:
-كيف كان يومك؟
-لقد حصلت على مئة في الحساب وسبعة وستةن في اللغة.سيندهش ايربي عندما يراني مع والتر..وسيكون والتر الحكم بالمباراة..لقد طلب منه المدرب هذا.
وقاطعه والتر:كنت ألعب هذه اللعبه وأنا صغير.
ووصلت بهم السيارة إلى المنزل فمدت يدها لتفتح الباب :
-استمتع بوقتك دوغلاس.
ومد والتر يده ليلمس كتفها فالتفتت إليه:
-سأراك فيما بعد.
ولم تكن طوال حياتها قد تمنت لو كان دوغلاس بعيدا,وقالت على مضض:أوكي.
وانطلقت السيارة..فدخلت المنزل.
شاهدت يخنة لذيذة تغلي فوق النار,والخضارمحضرة,وعلى الطاولة,وفي إناء طويل لزهرة منفردة لم تشاهده من قبل..وردة حمراء..والفاز كان تحته مغلف,فتحته جاكلين..وبخط رجولي كتب لها:
"شكرا لك..لما حدث بيننا هذا الصباح,لقد أثبت رأيك دون شك"
"والتر"
وجلست في أقرب كرسي ,تشم رائحة الوردة وتتساءل لماذا وهي سعيدة هكذا,تشعر برغبة في البكاء؟
نهاية الفصل السادس.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 16-09-09, 07:53 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 

الفصــل السـابع

مشروع أب
عندما عاد والتر ودوغلاس كانت جاكلين قد نظفت المطبخ وتجلس في غرفه الجلوس تحيك الصوف ودخل دوغلاس الغرفه ورمى سترته على اقرب كرسي وشعره مسترسل على جبهته
لقد لعبنا للتمرين ووضعني المدرب في خط الهجوم حصلت على هدفين..وحصل ايربى على ثلاث عقوبات..اليس كذلك والتر؟
واحد للمضايقه وواحد للخشونه
كانت لعبه عظيمه..هل ستاخذني ثانيه في الاسبوع المقبل يا والتر؟ ستكون في العطله الاسبوعيه القادم
-اوه...ياه..هل ستاتي معنا؟ هل سياتي يا امي؟
وفتحت جاكلين فمها دون ان تدري ما ستقول فسارع والتر للقول
-لا..لا استطيع دوغلاس
وتكدر وجه دوغلاس
-سنذهب للتزلج..وانا اكيد متزلج جيدا..لماذا لا تاتي؟
وسارعت جاكلين
-قد تكون اسبابه خاصه يا دوغلاس...لايجب ان تكثر الالحاح
وحدق دوغلاس بوالتر
-ولكنك ستكون هنا عندما نعود...اليس كذلك؟
وركع والتر امامه وامسكه بكتفيه
-لست ادري لقد استاجرتني امك لاحرسك بسبب تهديدات جدك ولكن يبدو انه لم يكن يعني ما قاله ولن استطيع البقاء اطول من هذا...فلدي وظيفتي في لندن
وتكدرت شقه دوغلاس وكانه سيبكي
-لماذا لاتتزوج امي؟ لنبقى عندها معا؟
وسقطت احدى صنار الحياكه من يد جاكلين وافلت
منها سته قطب
لقد كاانت خائفه ان يتعلق ابنها بوالتر وهي على حق..
وقال والتر متجهما
-افهم كم تتنمنى ذلك يادوغلاس ولكنني وامك لايمكن ان نلتزم هكذا لمجرد انك تريد
-الا تعجبك؟
-بالطبع تعجبني ولكن هناك اكثر من الاعجاب لنجاح الزواج واخذ دوغلاس يبكي لا اريد ان تذهب
ورمى نفسه بين ذراعي والتر فتربح والتر وهو يحتضنه ووجدت جاكلين نفسها تبكي..ماذا قال والتر؟
اذا وجدت نفسي ساتعلق بدوغلاس فساذهب...
ومسح دوغلاس انفه بعد ان بلل كتف والتر بالدموع وقال
-انا ذاهب الى غرفتي
وخرج راكضا من غرفه الجلوس.ووقفت جاكلين
-ساذهب لارى اذا كان على مايرام
اتركيه ياجاكلين..انه متكدر.ولن تستطيعي التهوين
عليه..فلا تذهبي
وسالته بصوت متكسر الن تعود بعد الاجازه؟
فرد متجهما...
بعد ما حدث يجب ان تتوسلي الى البقاء بعيدا
-الن تفكر ابدا بالزواج مني؟
انت من قلت لا ماضي ولا مستقبل الحاضر فقط
في الصباح بدا دوغلاس تعبا...ولم يتحدث سوى القليل الى والتر وقبلته جاكلين مودعه وراقبته يتوجه للقاء باص المدرسه الاصفر وهي تفكر كيف استطاع والتر ان يخترف دفاعاتها بهذه السرعه؟
لان دوغلاس يريد ابا...ولانها هي مستعده لان تقع في حبه
واوصلها والتر الى محل الازياء...
سناخذك انا ودوغلاس عند السادسه .والتر..أأ... m
وصمتت محبطه متساءله ما اذا كانت كل العالاقات الغراميه صعبه هكذا..وتابعت بتعاسه
-اتمنى لو اعرف ماذا يجري
سافعل جهدي لان لا اسبب الم لكما..اقسم ..واعدك ان ابقى الليله معكما
الليله..اجل..ولكن ماذا عن الغد واليوم الذي يلي والذي بعده؟
عند الرابعه ابلغتها صاحبه العمل ان لها مخابره
-الو؟
انا مارتا يا عزيزتي..لقد وصل دوغلاس من المدرسه الى عندنا ويقول انه يرغب في قضاء الليل معنا..اهناك مانع؟
وعلمت جاكلين فورا ان دوغلاس لايريد رؤيه والتر فكيف تلومه؟
وقالت لمارتا
يقول والتر انه مسافر يوم الاثنين..وهذه هي المشكله هكذا ظننت يقول اوليفر ان هناك طرقا لتجعليه يغيررايه
قولي لاوليفر ان يخرس
لايمكن لوالتر ان يذهب جاكلين..انه مناسب جدا لك
بامكانه الذهاب معكما الى مركز التزلج..الا يمكن له هذا؟
لقد طلب منه دوغلاس..ورفض
اتريديني ان اكلمه؟اعني والتر
لا يامارتا..قولي لدوغلاس ان يخبر والتر اين هو واتصلي بي اذا غير دوغلاس رايه
سافعل ..حظا سعيدا.كم هو غبيw
ووضعت السماعه وهي تبتسم ابتسامه هشه
لرئيستها..سيكون لها حوالي اربعه عشر ساعه لوحدها مع والتر لتجعله يغير رايه ولكن كيف؟
وقال لها والتر بعد ان صعدت سيارته
دوغلاس سينام عند مارتا .اعلم ..لقد اتصلت بيw
الاتظنين من الاجدر به ان ياتي راسا من المدرسه الى منزله؟
ورفعت راسها متحديه عن قصد
غدا اخر يوم في المدرسه قبل العطله..واذا كنت لازلت مصمما على السفر يوم الاثنين ما فائده رؤيته لك؟
وهو صلب المساله...اليس كذلك؟ اسمعي لو ان الامر يتعلق بنا نحن الاثنين الراشدين لبقيت ولكن هناك طفل في السابعه من عمره طفل يبكي لاجل اب ولايقدر على اخفاء مشاعره..لو اننا التزمنا ببعضنا ولم ننجح..صحيح اننا سنتالم ونستطيع تخطي المساله..ولكن لا يمكن المخاطره بمشاعر دوغلاس! لن افعل!w
-بسبب موت ابنك؟


بنوته عراقيه
-لم اكن ابا كاملا دائما..ومن هو هكذا؟ وبعد موت ولدي لا استطيع التعويض..ولكن ما استطيع فعله ان لا اشوش حياه دوغلاس
عندما لمست ذراعه احست بارتجاف جسده وبسرعه امسكت بكتفيه وادراته لها لتشاهد الدموع في عينيه فضمته اليها وقلبها يتفطر حزنا عليه
ووضع راسه على كتفها واحست به ينتفض بالعبرات انها قمه المشاعر لرجل سمح لنفسه ان يبكي ومسحت خدها على شعره وتمتمت
-لو ان الرجال يبكون اكثر..والنساء يصرخن اكثر...
لشعر الجميع افضلw
وببط حرر نفسه وحاول اخفاء دموعه
-ولكن الرجل الحقيقي لا يبكي
-والفتيات الرقيقات لا يغضبن
-يبدو كل شئ سخيف..لو لم ابذل جهدي كي اتماسك لدى موت ولدي لما كنت مجنونا في رمي نفسي بالرصاص..
-انا سعيده لنجاتك..
فلنذهب الان الى المنزلww
عندما دخلا المنزل وجدت كومه من الرسائل على الطاوله في الردهه بينما علبه كبيره مسطحه وقال والتر
-انها مني..شئ كان عندي في المنزل وطلبت من مدبره منزلي ارساله الى هنا
-اتعني هديه؟ماهي؟
سترين نفسك
وفتحت العلبه لتجد فيها قطعه قماش حريري شرقي(ساري) لونه مابين الازرق والتركواز فامسكت به الى جانب جسدها امام المراه
لونه كلون عيني هل هو من الشرق
-اجل لقد ابتعته لان اللون اعجبني..وكانني كنت اتوقع ان التقي بك
-انه رائع ..شكرالك
ولاحظت انه يطيل التفرس بها فسالته
-تبدو جديا جدا..فما الامر؟
احاول التكهن بحقيقتك ما تراه هو كل ما ستعرفه
-انت غامضه ..كاللغز
لست غامضه..بل امراه عاديه..ولست وراء مالك او مال ابي انت رجل ذكي وتعرف ان ليس كل النساء متشابهات
ولكنني وثقت بزوجتي فقد تركتني وحصلت على تسويه كبيره في المحاكم ثم لامتن على موت ولدنا
انا لست مثلها ولقد سئمت الشعور بانني احاكم لجرائم لم ارتكبها..
انا لا احاكمك! احاول جهدي ان اثق بكw
ماتحاول اسمه المخاطره..وانت لا تستطيع المخاطره بالثقه بي
احاول ان اتعلم كيف اثق بك...اقسم بهذا...ولكن هذا كله حدث بسرعه وان لا زلت اعاني من الصدمه..انظري...انا بحاجه للذهاب الى لندن الاسبوع القادم..ولن اذا اردت..ساعودw
-اجل احب هذا.وشرقت بالدموع
-حبيبتي لا تبكي
ابكي لانني سعيده
ولف ذراعه حول خصرها وضمها اليه دون ان يتكلما..وفي دفء عناقه احست بالسعاده تشع عليها كالشمس الذهبيه..سوف يعود..انه يثق بها..لقد وعدها...ولن تظطر الى ان تقول له انها تحبه فامامها الوقت الكافي لذلك..وقت لبناء الثقه..والحب
لم يكن لدى جاكلين ايه فكره عن الوقت الذي امضته هي ووالتر ينظران الى بعضهما وسط الغرفه ثم قالت له
-لم نتناول العشاء بعد
ارتدي اجمل ثيابك وسنخرج معا
مارايك ان ارتدي الحرير الازرق
وقد لا اتمكن من ابعاد يدي عنك
التعبير على وجهه جعل قلبها يتوقف لضربات
انه اول موعد رسمي لنا لقد اصبح واجبا كما اعتقد
بعد ساعه وفي غرفه الطعام الرسميه في احد الفنادق المدينه كانا يحتسيان شرابا ويتناولان طعاما بحريا مشويا بالزبده والثوم وكانت جاكلين ترتدي ثوبها الصوفي المفضل ذي اللون الوردي..ووالتر في سروال وستره فضفاضه ..وهي تفكر بكيفيه قضاءهما الليل معا..حميمين ولوحدهما في المنزل بطريقه لا تحمل الاثاره فقط بل ماوراءها من عواطف ايضاw
وتناولا القهوه..وهما خارجان نظرت جاكلين الى غرفه الطعام وهي تعلم انها ستذكرها مدى الحياه وستتذكر كم كانت سعيده هذه الليله وهي متاكده ان هذه اول ليله من العديد من الليالي ستقضيها مع والتر
عندما وصلا المنزل فتحت جاكلين الباب واستقبلهما دفء وسكون البيت..اخذها بين ذراعيه وعانقها بحنان
ايمكن ان نذهب الى الفراش...بامكاننا النوم فورا
فضحكت وهي تعرف ما يعنيهw
وما الغريب في هذا...ايمكنك التفكير؟
احبك عندما تضحكين هكذا...ربما يمكن ان نؤخر النوم قليلا
والتفتت الى طاوله الردهه لتشاهد كومه الرسائل التى لم تكن قد نظرت اليها قبل ان يخرجا واختفت الابتسامه عن وجهها عندما شاهدت مغلفا انيقا عليه اسمها وعنوانها مطبوع بعنايه..وقالت بصوت مرتجف
هذا من والدي..انه لا يكتب لي ابدا
افتحيه وانظري ماذا يقول
وبدا التردد في كل حركه من جسدها
يمكن تاخيره حتى الصباح
وقال والتر ببطء
هل انت خائفه منه...حتى بعد ثمانيه سنوات من تركك منزله؟
لقد كنت دائما اخاف منه ساقراه في الغد
بل اقرايه الان يا جاكلين
علمت انه على حق الاضل ان تقراه الان وتنتهي وفتحته لتخرج و الورقه الوحيده المكتوبه بخط انيق وبدات تقرا
وقطبت جبينها ثم اعادت قراءته ثم مره اخرى
محاوله فهم ما فيه وقالتw
ليس لدي ادنى فكره عما يتكلم عنه..انه يقول كم هو سعيد لانني قبلت منه المال ويريدني ان اتصل به لاجراء الترتيبات التي اتفقنا عليها حول دوغلاس..اي مال؟ واي اتفاق؟
هل لي ان ارى الرساله؟
ومررت له الرساله على مضض وعيناها تنتظران في وجهه وهو يقراها..وبدوره كرجل بوليس حقيقي!
هل اخذت مالا منه؟
لا..بالطبع لا.لست افهم ماذا يعني يبدو واثقا انك اخذت مالا
وصاحت به حانقه
هل انا قيد الاستجواب ثانيه يا والتر؟
الم يكن هناك رساله من المصرف بين الرسائل؟لماذا لا تفحصيها؟
والتر..انا لم اخذ مالا من والدي!
انا لا اقول انك اخذت ولكنني اريد معرفه الحقيقه..انظري الى رساله البنك
وفتحت كشف حساب البنك واحست بنفس الرعب
الذي احستع عندما قرات رساله ابيها فبدلا من ان يكون رصيدها الف جينيه...كان واحد وخمسين الف جنيه
ولم تكن في حياتها قد اكتلكت مثل هذا المبلغw
منذ اسبوع اودع خمسين الف جينيه في حسابها
وخطف منها كشف الحساب
منذ اسبوع..اي بعد اسبوع من وصولي الى هنا
يمكن لشخص اخر ان يودع المبلغ
عليهم معرفه رقم حسابك اولا وانت الوحيده التي تعرفه ربما يكون تشارلز قد عبث بحقيبتي في المدرسه
ربما انت لا تصدقني...اليس كذلك؟
انه السيناريو الذي رواه تشارلز لي...الابنه لاتسمح لجد ان يرى حفيده قبل قبض المال
ولقد وصل المبلغ الان
وهذا يفسر عدم ظهور تشارلز ولماذا لم تتم عمليه الخطف الذي كنت خائفه منها...
اهذا هو الظاهر؟w
المال هنا..وهذا واقع! والدك اعطاك خمسين الف جينيه ويتوقع الان رؤيه حفيده...وهذا الواقع...انا اتعامل مع الوقائع جاكلين
فصاحت به بحده
اجل انت تفعل..هذا كل ما تعرفه اليس كذلك يا والتر؟
انت غارق بالوقائع مدفون حيا بها! وخسرت اي اتصال مع اي شئ غيرها العواطف الحقه المشاركه الثقه ..و...ولكن الوقائع لا تكذب
والنساء تكذب...الا تظن انني قد اتمسك بالحصول على اكثر من خمسين الف جينيه؟والدي كوالدك رجل ثري جدا
خمسين الف جينيه مبلغ كبير بالنسبه لك الان..وليس بامكاني قراءه افكارك فكيف لي ان اعرف
وفجاه بدت جاكلين تغوص في اجهاد عميق بدا لها كانه سكرات الموت وترنحت مستنده الى الحائط ووجهها ابيض من الورقه لتي لازال والتر يحملها..وقالت
اذا كنت لا تصدق انني قادره على اخذ المال من والدي ولاستخدم دوغلاس كطعم...اذن لقد انتهينا..انتهينا حتى قبل ان نبدا
ماكان يجب ان نبدا اصلاw
كلماته كانت ضربه مميته..ابعد من ان تجعلها تبكي وبالتاكيد ابعد من ان تتوسل لشرح الحقيقه...وراقبته وهو يضع الرساله وكشف الحساب على الطاوله..لاشئ دون مقابل..يجب دفع ثمن كل شئ
وعلمت انها في وقت في المستقبل ستدفع ثمن السعاده التي احست بها هذه الليله بالم يفوق اي شئ اختبرته وسمعته يقول
-سوف احزم اغ****...واخرج من هنا
واستدار على عقبيه وذهب الى غرفه الجلوس وبعد لحظات سمعت صوت سحاب الحقيبه وصوت الثياب ترمى داخلها...من الافضل ان يذهب فلن تستطيع تحمل قضاءه الليل في المنزل في وقت تغربا عن بعضهما هكذا
وبعد دقائق خرج الى الردهه يحمل حقيبته وسترته الجلديه فقالت له بصوت خشن
ماذا ساقول لدوغلاس؟w
سازوره لبضع دقائق غدا بعد المدرسه لاودعه
ساعمل غدا لذا سوف يكون عند مارتا حتى السادسه
ساذهب اذن عند مارتا الوداع الان فلن اراك غدا
ولماذا الوداع..؟اذهب فقط!
فاحنى راسه وداعا وقطع الردهه بخطوات سريعه خرج وبتنهيده اسى...ركضت صاعده السلم الى غرفع دوغلاس ورمت بنفسها على سريره...لأن تستطيع النوم في غرفتها فقد ذهب والتر..ولن يعودwcom
في السادسه والنصف من المساء التالي..ذهبت لتاخذ ابنها من عند مارتا..ورفضت دعوتهما لقضاء الليل عندهما...وطلبت استعاره احد كلبيهما للحراسه...وعند التاسعه غادرت مع دوغلاس الى منزلها واحد الكلبين معهما ولاحظت مدى تاثير وجود الكلب على نفسيه الصبي..وواقفت ان ينام الكلب في غرفه دوغلاس ولكنها لم تندهش ابدا عندما صعدت الى غرفته بعد ساعه لتجده والكلب يغطان بالنوم في السرير
تلك الليله نامت في غرفتها..فلا خيار اخر وتمكنت عبر العمل الشاق في مجال الازياء وفي غرفه المشتل ان تبقى اسوأ الانفعالات مكبوته قبل ان يحل موعد التزلج في اليوم التالي لمغادره والتر كتبت جاكلين الى والدها شيكا بخمسين الف جنيه وارسلته بالبريد المضمون..ولم تتلق اي رد...ولم يظهر تشارلز ابدا
وتمتعت جاكلين ودوغلاس برحلتهما الى التزلج اكثر مما توقعت وكانت متزلجه بارعه ومررت الحماس للتزلج الى ابنها وامضيا الايام في التلال العاليه يهبطان المنحدارت في الهواء البارد المنعش الذي افادهما كليهما وعندما كانت تصل مساء الى الشاليه كانت تنام على الفور دون التفكير بوالتر ..وعندما عادا الى المنزل كان وجههما قد تلون بلون الشمس حتى ان مارتا صاحت بهما
تبدوان رائعان!
وبعد ان دخلت المنزل بعد غياب سبعه ايام سرها ان تسمع حديث دوغلاس ولعب الكلب معها فقد صدمتها ذكرى والتر حال ان اصبحت في الداخل
تلك الليله وبعد ذهاب دوغلاس مع الكلب الى النوم اخرجت العلبه التى تحتوي الساري الشرقي الحريري الازرق الذي اهداها اياه والتر وتعرت من ثيابها ولفته حول جسدها ونظرت الى نفسها في المراه..هكذا كان يجب ان يراها والتر..وتساءلت هل تكتب له على العنوان المكتوب على طرف العلبه ام تتصل به على الرقم الذي اعطاها اياه اوليفر
ولكن والتر لايصدقها ولايؤمن بصدقها ولايثق بها...w
فما الفائده من الاتصال به؟

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 16-09-09, 07:55 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات أحلامي
افتراضي

 


غياب الشوق



بكت جاكلين تلك الليلة حتى نامت .. لأول مرة منذ غياب والتر.
يوم السبت التالي.. نزلت إلي السوق مع دوغلاس.. واشترت ضمن ما اشترته, خيطان زرقاء ولوازم فستان.. مصممة أن تخيط "الساري" الحريري الأزرق قفطانا لها.
واستمر الكلب في النوم كل ليلة مع دوغلاس, مع إن تهديد حضور تشارلز قد أنخفض كثيرا, وبمرور كل يوم أخذت تميل إلي الاعتقاد بأنها بالغت في مخاوفها من أبيها, كما يقول والتر دائماً.
وهكذا عندما ذهبت يوم الخميس, يوم عطلتها من محل الأزياء, لتأخذ دوغلاس من المدرسة عند الثالثة والنصف, لم تقلق فورا لعدم ظهوره.. لا بد أنه يراجع مواعيد رياضته.. ولوحت لأثنين من رفاقه في الفريق الرياضي. وانطلق أول باص.. وصرخت لأثنين من رفاقه:
- كايت,, بيت.. هل شاهدتما دوغلاس؟
وسارع بيت ليقف أمامها ونظر إليها في السيارة وهي مرتبكة:
- ولكنك أخذتيه عند الظهر... عند طبيب الأسنان.
وتلاشت ابتسامتها عن شفتيها:
- لا. لم أفعل, الم يكن في المدرسة بعد الظهر؟
- لا.. لقد استلمت المعلمة مذكرة بأنه ذهب إلي طبيب الأسنان وبعد الغداء رأينا سيارتك في الشارع وخرج دوغلاس.
- سيارتي.. ولكنني كنت في البيت طوال النهار.
- حسناً.. لقد بدت تشبه سيارتك.. نفس النوع وقديمة, ربما ذهب في الباص المبكر.. ربما يكون عندنا.
- سأقابل المعلمة حول المذكرة. شكرا بيت, سأراك لاحقاً.
وأجبرت نفسها أن تبعد الذعر عنها, فسارعت عبر فناء المدرسة ثم صعدت السلم.. وما إن فتحت الباب حتى تذكرت رائحة جو المدرسة المماثلة لواد يبعد آلاف الأميال... وركضت في الردهة.. وبحثت المعلمة بين أوراقها وقالت في قلق:
- نحن يصلنا الكثير من هذه الأوراق طوال الوقت.. أرجو أن لا أكون قد ارتكبت خطئاً.
المذكرة كانت تنص علي السماح لدوغلاس بالخروج لموعد مسبق مع طبيب الأسنان عند الحادية عشرة والنصف والإمضاء "جاكلين إيفانز" الخط لم يكن خطها ولا خط والدها, وقالت جاكلين وهي مخدرة الأحاسيس:
- لا.. لم ترتكبي أي خطأ.. شكرا لك.
وأسرعت إلي سيارتها عائدة إلي المنزل. ولم يكن دوغلاس هناك. ولم تتوقف الباص الذي تقله عادة لتنزله. وذهبت إلي منزل مارتا, وقلبها يخفق, وكأنها عصفور خائف. وكانت عيناها متسعتان من الرعب عندما دخلت من الباب الخلفي إلي المطبخ... فصاحت بها مارتا:
- جاكلين .. مابك.؟
- هل دوغلاس هنا؟
- لا.. هل كان يجب أن يجئ إلي هنا؟
فانهارت جاكلين علي أقرب كرسي, وقالت بصوت مرتجف:
- أظن أن أبي أخذه.
ونظفت مارتا يدها من طحين الفطيرة التي كانت تعدها ونادت لأوليفر. وبارتجاف وذعر أعادت جاكلين ما حدث. وتابعت بعجز:
- لقد توقفت عن القلق.. أوه يا مارتا.. ماذا فعلوا به؟ كيف أصعدوه إلي السيارة؟ لا يمكن أن يصعد بإرادته.. أعرف ذلك...ربما أذوه.. سيفزع كثيراً.
صاح أوليفر:
- الأفضل أن نتصل بالبوليس علي الفور.. والدك لن ينجو بفعلته هذه.
صاحت والفزع يملأ عينيها الزرقاوين:
- سوف يأخذني إلي المحكمة لأجل الحضانة, سيثبت أنني أم غير صالحة.
- سوف نقف في وجهه ونكذبه, أتظني إنك لم تؤثري علي المجتمع هنا خلال إقامتك؟ قد يكون لوالدك المال إلي جانبه, ولكنه لا يملك الحقيقة.
وأحست بالقوة تعاودها لكلمات أوليفر ولرنة صوته العميقة المؤثرة ومعها بدأ الغضب يتصاعد.
- كنت دائما أخاف من أبي.. منذ كنت صغيرة, وعندما كان يصرخ ويرعد كنت أختبئ في خزانة المكانس حتى لا يجدني.. وشاهدته مرتين يضرب والدتي.
وأخذت ترتجف, وهي تتذكر الفتاة الصغيرة المذعورة المتكورة في ظلام الخزانة.. فغضب والدها كان كالرعد, ومشتعلا كالصاعقة.
- ولكن هذا مضي عليه زمن طويل.. أليس كذلك؟ ما كان عليه أن يأخذ ابني.. إنه عمل شنيع.. سأتصل به في الحال لأطالبه بإعادة دوغلاس.
عندما سمعت صوت اليوت بنتلي علي الهاتف, كان أضعف مما تذكره.. ولكن علي الفور, تسرب الخوف القديم زاحفا إلي كل أعضائها عندما تكلم.. وقال:
- آه.. أجل.. لقد توقعت أن تتصلي. دوغلاس سيصل قريباً. لن أمنعك عنه تماما.. فهذا غباء. ولكن لا تحاولي استعادته. هل سمعتي؟
وفكرت بما قاله أوليفر, وبما حثها والتر علي فعله. وتذكرت غضبها منذ لحظات وقالت:
- بالطبع سأستعيده.. فأنا أمه, وهو...
- لقد علمت أن رجلا التقيته علي الطريق قد أمضي بضع ليالي في فراشك يا عزيزتي.. وهذا ليس النوع المطلوب من الأخلاق لطفل في السابعة من عمره ليعيش في وسطه, وأنا واثق أن أي محكمة في البلاد ستوافق علي هذا. فلا تثيريني كثيراً يا جاكلين.. أريد دوغلاس وسأقاتل لأحتفظ به.
وارتجفت ساقاها, فكرهت نفسها علي هذا الضعف. وقالت:
- وسأقاتلك! ولن تنجو بفعلتك هذه فالخطف جريمة خطيرة.. سأتصل فيما بعد لأكلم دوغلاس...
وأعادت السماعة مكانها دون وداعه, وأحست بالبرودة التي غلفت أصابعها المرتجفة. وكان أوليفر يستمع:
- هذا جيد منك! والآن سنتصل بالشرطة....
فقاطعته مارتا:
- لدي فكرة أفضل.. لماذا لا نتصل بوالتر؟
فصاح زوجها:
- مارتا.. أنت نابغة.. لقد كتبنا اسمه علي مؤخرة دفتر التليفونات أليس كذلك؟
فقالت جاكلين وهي تصر بأسنانها:
- لن تتصلوا به.
- بل سنبدأ بالاتصال به.
وحشر جسده الضخم بين جاكلين وبين الهاتف..
- والتر.. أنا أوليفر براد شو. والد جاكلين خطف دوغلاس بعد ظهر اليوم, فكيف نستطيع العمل علي استعادته؟
ومرت خمس ثوان من الصمت, سمعت خلالها جاكلين صوت علي الهاتف.. وقال أوليفر:
- هذا جيد .. إنها هنا.
وأعطاها السماعة: يريد أن يكلمك.
وتمتمت علي السماعة: ألو..
فقال لها بشراسة:
- سأستعيد دوغلاس لك, لا تقلقي أتسمعين؟ ستستعيدينه قبل هبوط الليل.
لهجة صوته قطعت كل مخاوفها علي ابنها. وكأنه يقف معها في الغرفة. وحاولت التفكير برد معقول, ففشلت, وسمعته يصيح:
- جاكلين ألا زلت معي؟
فقالت هامسة وهي ترتجف:
- أجل.. ولكنه سيكون مفزوعاً.. وأنا خائفة من أن يؤذوه.
- إذا أذوه.. فسيطرون إلي مواجهتي.. جاكلين أرجوك توقفي عن القلق! دوغلاس يعرفني ولن يخاف من الخروج معي..سأطير إلي نيوكاسل, وسأصل إلي سندر لاند, وسأحضره معي عند وقت نومه تماماً.. أو منتصف الليل.
ورأت أن تحذره مما قد يسمعه من والدها, فقالت:
- والدي يعرف بأمري وأمرك.. وأن بيننا علاقة, لقد هددني باستخدام ذلك ضدي والتر.
- لن يجرؤ؟؟ ليس معي.. أنا أكثر من ند لوالدك... كوني في مطار لندن عند التاسعة هذا المساء, وسنصل إلي هناك.
ثم تغيرت لهجة صوته, أصبحت ناعمة حتى أنها أحستها مغلفة بنوع من الدفء والألم.
- لا تخافي جاكلين.. لقد أفسدت لك كل حياتك منذ التقيتك.. ولكنني أقسم أن لا أخذلك بعد الآن, فليأخذك أوليفر إلي لندن, وسأعيدك إلي المنزل بنفسي.. أرفعي رأسك وابتسمي.
وسمعت صوت إقفال السماعة, فوضعتها من يدها وسمعت صدى صوته في إذنها: لقد أفسدت كل سيء في حياتك.. وقال أوليفر:

- رجل أعمال.. سيحضر علي طائرة خاصة وكل ما يلزم.
طائرة خاصة؟
- الم يقل لك؟ ابن عمه الأقرب يملك أسطولا من الطائرات.. وسيطير والتر بواحدة منها, وربما يصل إلي نيوكاسل قبل أن يصل دوغلاس.
- أوليفر.. هذا ليس وقتا المزاح!
وربتت مارتا ذراع زوجها:
- تحدثها مع والتر كدرها .
وضمها أوليفر إليه:
- علاقة حبك هذه ستحولنا إلي مجانين.
- طالما يبقي لك بعض الوعي لتوصلني إلي مطار لندن عند التاسعة.
- لن يفوتني هذا, مهما حدث.

والتر قادم يا دوغلاس .. لا تخف.. سوف يخرجك والتر من هناك, ولا بد أنك ستسعد لأن ينقذك والتر.. ولكن ماذا سيحدث لو أن والتر أوصلهما إلي باب المنزل.. وذهب؟
ولمست مارتا ذراعها بلطف مبتسمة فأجفلت جاكلين:
- لقد سألتك مرتين إذا كنت تحبين تناول المزيد من السلطة؟
- أوه... لا.. شكراً.. دوغلاس سيكون بخير ... أليس كذلك؟
- لدي كل الإيمان بمقدرة والتر.
ولجاكلين الإيمان والثقة بوالتر..رجل البوليس.. ولكن إيمانها بوالتر الرجل... مهزوز. ومن من الأثنبن ستلتقي في المطار عند التاسعة من هذا المساء؟
كانت جاكلين وأوليفر يقفان في باحة الوصول عند الثامنة والنصف, فقد أصرت علي الوصول باكراً..
ولم يصل باكرا. فقد حلت الساعة التاسعة, ثم مرت خمس دقائق أخرى, وعشرة وعشرين.. بعدها تلاشت من نفس جاكلين كل الآمال وتملكها خوف وعذاب.. لا بد أن شيئا خاطئاً قد حدث.. ربما لم يسمح لوالتر أن يدخل منزل والدها.. أو أنه القي القبض عليه لدخوله عنوة, أو أن دوغلاس قد وضع في مكان غير قصر جده.. وربما أصيب والتر بأذى.. أو أن دوغلاس لا يمكن له السفر.
ودار تفكيرها مرات ومرات.. يدور وكأنه حيوان في قفص, يدير نفس الإمكانيات.. ومع ذلك فهو يخشي أن يفكر بأحداث قد تكون أسوأ من هذه.. الساعة التاسعة وخمس وعشرون دقيقة.. لقد مرت دقيقتان منذ آخر مرة نظرت إليها.. وصاح أوليفر: هاهما.
وصاحت بصوت كالعويل, وبغباء: أين؟
وشاهدتهما.. يدا بيد.. والتر ودوغلاس... تحت ضوء لمبات "الفلورسانت" بدا لها دوغلاس شاحباً.. وما إن شاهد أمه حتى ترك يد والتر وركض إليها.. وركضت هي كذلك. ولم يتوقفا إلا بعد أن أصبح بين ذراعيها, وكاد وزنه يلقيها إلي الوراء.
- دوغلاس يا حبيبي...هل أنت بخير؟
وكان يمسك بها بقوة محمومة تقول أكثر مما تقوله الكلمات كم هو سعيد لرؤيتها..وسألته:
- هل أذوك يا حبيبي.. لقد قلقت عليك! أنا سعيدة لأنك سالم.
- لقد وضعوا شيئاً علي وجهي... مثل يوم أجريت عملية الزائدة.. لم يعجبني ذلك.. لقد ظننتك في السيارة.. وعندما استيقظت كنت في منزل جدي. لقد قلبت لهم كل شيء حتى السجادة.
وتقدم منها رجل.. وارتحلت عيناها علي طول جسده..من حذائه النظيف.. إلي جوربه الأزرق.. إلي سترته.. ثم استقرت علي وجهه الأسمر المألوف بعينيه الداكنتين وشعره الأسود... وهمست: والتر.
أحد الأشياء التي قلقت حولها منذ الثامنة والنصف هو ماذا ستقول له؟...
ولكن بوجوده أمامها.. حلت المشكلة نفسها.. ووقفت عن الأرض وذراعيها ملتفتين بشدة حول ولدها, وقالت بكل بساطة:
- لن أستطيع شكرك بما فيه الكفاية لما فعلته لي.. ولإرجاعك دوغلاس سالماً ...
وامتلأت عيناها بالدموع, فشرقتها وأضافت بشكل طبيعي:
- هل لنا أن نذهب إلي البيت؟ نستطيع التحدث في الطريق.
ورد عليها بابتسامة متصلبة:
- لقد طلبت سيارة مؤجرة.. وعلي أن استلمها.. مرحبا أوليفر.
- عمل رائع.. وهز يده بقوة وكأنها يد "طرمية" ماء قديمة .
- علي جيمس بوند أن يراجع أساليبه.
فضحك والتر علي مضض.
- بالكاد... لم أفعل شيئا في الواقع.. اعذرني, لدقيقة, أرجوك. وسار نحو السيارات المؤجرة. وقال أوليفر معلقاً:
- إنه كتوم .. أبن الكذا.. لقد أتم عمل رائعاً..
وربت رأس الصبي:
- لقد مررت بمغامرة جميلة .. كايت وبيت منتظران لسماع التفاصيل.. هل أنت جائع؟
- لقد تناولنا بعض الطعام في الطائرة... إنها طائرة خاصة يا أمي يجب أن تريها.. فيها مطبخ ومقهى, وحمامين, أحدهما فيه "دوش" ودخلت غرفة القيادة مع الطيار , إنه صديق لوالتر.. كانت رائعة!
تستطيع الآن أن تعترف لنفسها أنها كانت خائفة أن يموت دوغلاس كما مات ابن والتر.. وعبر ستار من الدموع رأت والتر يتقدم.. وقال وهو يهز تعليقه مفاتيح في يده:
ما من مشكلة .. السيارة في الخارج.. هل لنا أن نذهب؟
وخرج الأربعة إلي خارج المطار.. وقال أوليفر:
- تعال لنراك يا والتر.. سنسعد لاستضافتك في أي وقت, وأضيف شكري لشكر جاكلين.. إنه عمل رائعا, وسأتشوق لسماع التفاصيل.
وقبل خد جاكلين ثم اختفي بين صفوف السيارات.. رجل عملاق لايبدو أن لديه يدا فنية خلاقة أبداً.
وتوقف والتر عند سيارة صالون كبيرة.. وأرادت جاكلين أن تكسر الصمت بينهما.. فقالت:
- كم هذه السيارة كبيرة ..إنها ضخمة يا والتر.
- لقد فكرت بأنك قد ترغبين بالجلوس مع دوغلاس في المقعد الأمامي.
- هذا لطف كبير منك.. اللعنة.. لماذا أبقي دائما راغبة في البكاء؟
وقال دوغلاس ضاحكاً:
- لقد بكيت قليلاً.. فعندما استفقت لم أعرف ماذا يجري.
فابتسمت له أمه: أراهن أنك فعلت.
وجلس دوغلاس في المقعد الأمامي بينهما .. وانطلقت بهم السيارة. وكانت علي وشك سؤاله عن بعض التفاصيل عندما فاجأها بسؤال:
- متى ستزورين جدي يا أمي.. زيارة لائقة؟
وسقط فكها السفلي من مكانه. لقد كانت مستعدة لتقبل كراهية دوغلاس لجده بعد أحداث هذا اليوم.. وسألته:
- هل تريد هذا؟
- ياه.. كان معتادا علي تجميع بطاقات كرة القدم عندما كان صغيراً.. لقد قال أنه سيريني ما لديه..
- قل نعم.. وليس ياه..لم أتوقع أن تحبه كثيرا بعدما فعل بك اليوم.
- بعد أن تقيأت, أصبح كل شيء علي ما يرام.. لقد أعطتني السيدة بوندي بعض الأيس كريم, فوقف قريبا مني يراقبني.. وكأنه لا يعرف ماذا يفعل.. فأخبرته عن فريق كرة القدم الذي أشارك فيه, وكيف أنك تأخذينني إلي المباريات, ثم أراني منزله.. كل تلك الغرف لوحده..
والسيدة بوندي, هي مدبرة المنزل, والشخص القوي الشكيمة الوحيد الذي تعرفه جاكلين إنه قادر علي إصدار الأوامر لوالدها.. وسألته:
- وما نوع الآيس كريم؟
- بالشوكولا والليمون, ولكن جدي قال أن الشوكولا والتوت هي المفضلة لديه .
- هل أراد جدك أن تزوره؟
- بعدما جاء والتر, ونستعد للمغادرة, قال أنه سيشرفه أن أزوره ثانية وأجلب معي مجموعة بطاقات كرة القدم.. وبإمكانك المجيء معي أيضا يا أمي.. هو قال هذا.. أتعرفين السيدة العجوز هوبكينز التي تسكن قرب منزلها لوحدها وتحب أن يزورها الأولاد؟ إنه يذكرني بها.. أنه وحيد نوعا ما.
من بين كل الكلمات التي قد تختار جاكلين أن تصف فيها والدها, فكلمة "وحيد" قطعا ليست من بينها... وقالت له بحذر: يمكن أن نذهب إلي لزيارته دوغلاس .. في وقت ما.
- هذا جيد.. هل لي أن أري بيت وكايت الليلة؟
وكانت عيناه قد بدأتا تطبقان.. فقالت له:
- في الغد.
ولم يجادلها.. لأنه نام. وطبعت قبلة علي رأسه, وقلبها يخفق بالشكر لله علي سلامته.
ونظرت إلي والتر, الذي كان ينظر أمامه, جانب وجهه, سلسلة من الخطوط العظمية البارزة التي لا تشجع علي الحديث. فقالت له:
- إنه تعب.
فهز رأسه, وتابع صمته...
لا يمكن لها أن تغضب منه.. ليس بعد أن أصبحت مدينة له.. فأضافت بأدب مبالغ فيه:
- هل واجهت أي مشاكل؟

ومرت علي وجهه ابتسامة باردة:


- أبداً. لقد كانت مدبرة المنزل تنظف السجادة عندما دخلت.


- أتعني أنهم أدخلوك دون اعتراض وبعد عشر دقائق خرجت مع دوغلاس؟


- لا.. لم تكن بهذه السهولة. فتشارلز كان يستعد لأن يكون شريراً عندما أريته خطأ طرقه. ثم حاول والدك أن يرمي بثقله للتأثير علي فتحدثت معه.. وهكذا تخلي عن أي تفكير بأخذك إلي المحاكم وتشويه سمعتك.


- والتر.. ماذا فعلت بالضبط؟


- لا شيء حقاً.. فوالدك سمكة كبيرة في حوض صغير.. ووالدي سمكة كبيرة في المحيط. ويستطيع أن يدمر والدك باتصالين هاتفيين, أو ثلاثة في الاتجاه المطلوب. وفكرت أن أشير بهذا له.


فقالت جاكلين بسذاجة: أوه.. لا بد أن والدك ثري كبير.


- ثري جداً.


- إذن لن يحاول والدي خطف دوغلاس ثانية.


- أبداً.


- ولكنك لا تبدو أبن رجل ثري.


- لقد أردت دائما أن أشق طريقي بنفسي, لا أن أكون معلقا بأذياله.


وكان في صوته لهجة من لا يريد إكمال الحديث, فأضافت بهدوء:


- هذا صحيح.. لقد أخبرتني أنك تركت منزله وأنت في السادسة عشرة. فكيف أنت الآن مع والدك بعدما كبرت؟


- بالنسبة لرجلين قيمهما في الحياة متنافرة, ويتشاركان في ماض عاصف واحد, نحن متفقان جيداً. كما أتوقع أن يتفق دوغلاس مع جدك.. لو أعطي نصف فرصة.


وأحست بأن هذه ضربة مباشرة.. فقالت بحرارة"


- إذا كان والدي يشعر بالوحدة فهذه غلطته.


ونظر إليها من فوق رأس دوغلاس. ولم يكن قد نظر إليها كثيراً منذ غادروا المطار. وقال:


- هناك شيء أريد أن تفعليه.. أريدك أن تذهبي لرؤية والدك لوحدك..لقد آن لكما لتتخليا عن أشباح الماضي.


- إنه ليس شبحاً.


- إنه رجل عجوز فقد ولده وفقد معه صلته بالمستقبل.. ولقد أخطأ كثيرا بالتمسك بالمستقبل عبر دوغلاس.. فإذا ذهبت لرؤيته.. وأعني رؤيته حقيقة .. لن تجدي الكثير لتخافي منه..ولأجل دوغلاس إن لم يكن لأي سبب آخر.. أحب أن تذهبي.


ونظرت أمامها مباشرة إلي سواد الطريق, ترفض أن تلزم نفسها: ربما.. سأفعل.


- جيد.. سأبقي مع دوغلاس في الغد.. وسأتصل بالآنسة.. مهما كان اسمها.. صاحبة محل الأزياء لأقول لها أنك ذهبت علي عجل لأمر عائلي طارئ.


- غدا.. ماذا تعني غدا؟


- طائرتي لا زالت في المطار.. وبإمكانك الطيران بها إلي نيوكاسل وستكون هناك سيارة بانتظارك لنقلك إلي قصر والدك. وتستطيعين العودة في نفس اليوم..الأمر بسيط.


- كم لطف منك أن ترتب لي أمور حياتي!


- لن أحاول أن أتدخل بأي طريقة أخري.. أقسم لك.. جديا يا جاكلين .. لقد آن لك أن تذهبي, بينما والدك ما يزال مؤدبا وزيارة دوغلاس له لا تزال عالقة في ذهنه. ولن يكلفك هذا شيئاً.


تحت الشعور بالغضب لشهامة والتر وللاضطراب من فكرة مواجهة والدها, كان يختفي شعور آخر: الأمل. فلو ذهبت إليه في الغد, فسوف يكون والتر بانتظارها هنا عندما تعود, وعلمت بصدق, أنه علي حق. وأنه آن الأوان لمواجهة والدها كامرأة ناضجة تنوي بناء علاقة من نوع جديد معه, مهما كان ذلك صعباً, لأنها ستكون شاملة دوغلاس.


- حسن جداً.. سأذهب.


- حسن جداً.. سأتصل بصديقي الطيار الليلة, لأرتب الأمور.


ولم تقل جاكلين شيئاً, فقد أحست وكأن ريحا عاتية قد اقتلعتها من حيث هي لترميها في مكان مجهول.. وبعد أميال قليلة, استدار والتر ليتجه نحو منزلها.. ووصلا.. وكان المنزل يغط في الظلام, إذ إنها لم تفكر بإضاءة أي من الأضواء عند مغادرتها المنزل.. وأطفأ والتر المحرك:


- سأحمل دوغلاس إلي غرفته.


وخرجت جاكلين من السيارة وأعصابها متوترة, وتحس بنوع من الإرهاق العاطفي: ولكنها لا تستطيع الاستسلام لهذا الإرهاق, فبطريقة ما يجب أن تخترق تحفظ والتر.. إنها تريده الليلة معها..تريد أن تنام وهو إلي جانبها, وتستيقظ وهي بين ذراعيه.


كان يجمع جسد دوغلاس المتراخي بين يديه, وتذكرت كيف كانا يسيران معا, يدا بيد, في المطار.. وأحست بالغيرة.. فخافت من نفسها, وسارعت إلي المفتاح لتفتح الباب وتدخل إلي الردهة وتضئ الأنوار. وبعد دخول دوغلاس إلي الحمام مترنحا ثم خروجه منه مترنحاً, حمله والتر إلي غرفته وخلعت جاكلين عنه ثيابه وألبسته ثياب النوم, ثم وضعاه معا في فراشه. وكانت الغرفة معتمة وعملهما حميم.. وأحست بأعصابها تتوتر حتى نقطة الانهيار وهي تقبل ابنها, ثم نزلت إلي الطابق الأرضي وهي تعلم أن دوغلاس قد غط في النوم ثانية حتى قبل أن تترك غرقته وتبعها والتر.


في القاعة. استدارت تواجهه. تقف بينه وبين الباب.. والنور من السقف يشع علي وجهها وعينيها الزرقاوتين المثيرتين. لون سترتها الزهري يبرز بياض بشرتها, ووجهها. ووضعت يدها علي كم سترته قائلة: والتر؟


- اتركيني استخدم الهاتف.. أيمكن لي هذا؟


وأنزلت يدها عنه: أنت تعرف أين هو.


وذهب إلي المطبخ, ثم سمعت همهمات صوته العميق.. وطلب رقما آخر..فبقيت حيث هي, تشد سترتها من حولها..فهي تشعر بالبرد, ولا يمكن لغير والتر أن يدفئها.. وراقبته وهو يعود إليها.. قائلاً:


- تقرير الأحوال الجوية جيد لأربع وعشرين ساعة القادمة.. لذا فصديقي يرغب بالإقلاع عند العاشرة..هل هذا توقيت جيد لك؟ ستتمكنين من إرسال دوغلاس إلي المدرسة قبل ذهابك.


فأطرقت برأسها وهي تعلم أنها ستوافق علي أي توقيت, فما الفرق؟


- عظيم... سيكون صديقي بانتظارك في قاعة المغادرة.. إنه شاب قصير.. يرتدي بزة زرقاء.. وسيعلمك كم بإمكانك البقاء مع والدك. فهو يريد العودة إلي لندن قبل المساء.. واتصلت بوالدك لأخبره أنك قادمة.


- لن أستطيع التهرب من هذا.. أليس كذلك؟


وأحست وكأن عينا والتر محيطان عميقان تبتلعانها إلي ظلمة أعماقها. وقال بخشونة:


- حسنا.. علي الذهاب الآن.. ةلتكن رحلتك موفقة في الغد.. وأحست بقلبها يخفق بغير ارتياح في صدرها. فقالت بصوت بدا إنه صادر من مكان بعيد:


- ذاهب؟ ألن تبقي هنا؟


- لا حاجة لبقائي.. أنت آمنة الآن.


- لم أكن أفكر بسلامتي يا والتر.


- لقد حجزت هذا الصباح لإقامتي في فندق قريب من البلدة.


- أريدك أن تبقي هنا.. أرجوك يا والتر.. لقد اشتقت إليك.


ولمحت شيئا يعتري وجهه. وبسرعة حتى إنها ظنت نفسها تتخيل. وأخفض نظره عنها وهو يقفل سترته وقال ببرود أكثر إيلاما من الغضب:


- إذن.. أنت حمقاء يا جاكلين.


وأخرج مفاتيحه من جيبه. فوقفت دون حراك وكلماته تحفر بألم في عقلها المتعب..حمقاء..حمقاء..حمقاء.


ثم تجاوزها, وتلامسا, مما جعل الرجفة تسري في جسدها. وراقبته وهو يخرج, وعضلات حنجرتها مشلولة, ومشاعرها مزيج من الغضب والألم والإرهاق.. وأغلق الباب خلفه بحدة.


وكأنها طيف التقطته عدسة آلة تصوير, وقفت جامدة.. لقد قالت له ما تريد.. لكنه لم يستمع إليها..


فمن الواضح أنه لا يرغب بما ترغب به.


نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب ينتصر, الحرية للنشر والتوزيع, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلامي, روايات احلامي المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أحلامي
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية