كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
من بين الانقاض .. وكالة الزفاف الكامل... وجدت لتمحو آثار التعب والدموع عن العروس وعائلتها ... ولكن هل كانت تعني الدموع؟
لم يكن هذا النجاح في يوم وليلة, فبعد مضي ثلاث سنوات على انشائها للوكالة, حافظت سين على استمرارية العمل من خلال قيامها بتحضير مآدب العشاء في المناسبات.. الى جانب اعدادت بطاقات الافراح, كي لاتلتزم بمهام اخرى كثيرة تكون غير مجدية.. ففي الغالب كانت سين في انتظار " فرصة العمر" كما تدعوها جيني, ذلك الفرح الذي يتكلم عنه المجتمع طويلاً, ويظهرمن خلاله اسمها في مثل هذه الحلقات الاجتماعية, وكم تمنت ان تغدو وكالتها معروفة حالما ترى المجتمعات المخملية كم ان عملها متقن.
بدا لها ان فرح آل هاركورت هو "فرصة العمر التي لطالما تمنتها.." جيرالد هاركورت, رجل في الاربعينات, كان احد الضيوف في عرس نظمته سين خلال عطلة الاسبوع المنصرم وكانت العروس ابنة احد اصدقاء جيرالد في العمل, وقامت بالتحضير لحفلة العرس مع تلبية متطلبات العروس, من طباعة بطاقات الدعوة الى تنسيق الوان الزهور الرائعة في باقة العروس هذه الباقة التي التقطتها عندما رمتها العروس الى الحشد المتجمع وراءها قبل ان تمضي في رحلة شهر العسل التي اعدتها سين للزوجين السعيدين .
قدم جيرالد باقة العروس لاحدى فتيات الشرف مرفقه بابتسامة ساحرة وسأل سين عن " النعمة التامة" موضحاً لها ان ابنته الوحيدة سوف تتزوج لاحقاً خلال هذا العام , وان زوجته قد توفيت منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة, الا ان ريبيكا, اي ابنته , تجد ان الامر كله اشبه بوجع رأس تعاني منه وحدها.
غمرت السعادة سين لطلبه هذا, بينما كانت هي تساعد في التنظيف. ووجدت نظراته الطويلة المتميزة, وشعره الداكن المتموج بخصلات رمادية, وعينيه الزرقاوين الدافئين في وجه معافى وسيم الى جانب قوام مديد في بدلة من ثلاث قطع ارتداها خصيصاً للمناسبة, انها اكثر من ان تسميها جاذبية عادية ،انها فرصة العمر, فكرت سين. .وكان من دواعي سرورها ان تأتي بنفسها من مكتبها الى منزله... فهي لم تكن تستطيع تحمل نفقات الايجار في لندن على حساب عملها, وحضورها الى منزل هاركورت , لتتكلم مع الابنة شخصياً بناء على موعد حضر له جيرالد حين تكلم مع ريبيكا عن الموضوع، ولكن ماذا لو كانت فتاة الحديقة هي ريبيكا هاركورت. .
وتولد لدى سين احساس بان هناك مفأجاة غير سارة في مايتعلق بهذا الزواج.. هذا من دون ذكر العريس وهو مثل اغلب العرسان, فقد بد انه باق بعيداً عن وجع الراس بما فيه الكفاية, بشأن هذا الزفاف بالفعل.
كانت سين لاتزال تقف هناك تنظر في اتجاه الحديقة, حين فتح باب البناء الخشبي من جديد, ولكن بدا ظاهرا من حالتها المزرية انها كانت تبكي بغزارة والقت نظرة حزينة اخيرة في اتجاة البناء الخشبي وهرعت عبر الحديقة الى المنزل ..ليست عروساً سعيدة!
التفتت سين متنهدة وهي مقتنعة تماماً بان زيارتها اليوم الى هذا المكان ذهبت سدى. .قطعت افكارها عندما رأت باب الغرفة يفتح ليدخل شخص، لم تكن ريبيكا هاركورت.... بل كان جيرالد نفسه. .حياها بحرارة مرحبا, يرتدي احدى بدلاته الخاصة بالعمل ويبدو شديد الوسامة والكياسة.
قال متأسفاً:" انني شديد الاسف لتركك تنتظرين" .وعبر الغرفة في اتجاهها.
يتبع
|