كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم تكن سين تعرف ماذا بالضبط سيفعل بها لو عرف انها تكلمت مع ريبيكا! لانه استدار في تلك اللحظه بخطوات سريعه نحو الباب وبدا واضحاً انه نسي امر السقف المنخفض.
عندما ارتطم رأسه بذلك الاطار , علقت قدمه ايضاً بشيء فانبطح على ارض الغرفة وتفادى ارتطام رأسه مرة اخرى بالمرآة المثبتة على جدار المواجه .
لقد جرى ذلك في ثوانِ فقط ، ووقفت سين عاجزة عن الحركة وهي تشاهد تتابع الحوادث , حائرة بما جرى ولكنها تحركت على الفور عندما ادركت ان وولف لا يستطيع ان يقف على رجليه .
كان ممدداً على السجادة عبر الغرفة, وتعجبت من حقيقة كونه استطاع ان يتفادى الارتطام على اي من قطع الاثاث , فالاريكة ذات المقعدين خلفه , والطاولة القهوة امامه .
ازاحت سين على الفور طاولة القهوة , وجثت على ركبتيها الى جانبه, كانت عيناه مغمضتين ولم يكن يتحرك , آه , لم تمت , اليس كذلك ؟ ماذا يجدر بها فعله مع شخص مات؟ ربما عليها الاتصال بالاسعاف ؟ لتستدعي طبيباً على الاقل؟ عندما رفعت السماعه للاتصال بالطبيب اكتشفت ان الخط مقطوع ولم تنفع كل محاولاتها بالضغط على ازرار الآلة.
" انت تضيعين وقتك بذلك . انه الشىء الذي اوقعني".
قوة صوت وولف في الغرفة الصامتة كادت تجعل سين توقع السماعة وتغيب عن الوعي هي الاخرى.
التفتت صوبه بعينين متسعتين , وارتاحت لرؤيته ينهض ،ولكن من تقطيب وجهه عرفت كم يعاني من الالم ، وضعت السماعه مكانها , وسالته :" كيف تشعر؟".
"كيف....؟" حاول سحب نفس عميق وهو ينظر اليها: " كيف تعتقدين اني اشعر مع وجود نصف ميل من شريط الهاتف ملفوف حول كاحلي!".
فهمت سين سبب ملاحظته الاولى، فشريط هاتفها لم يكن فقط ملتفاً حول كاحله ولكنه في الحقيقه انتزع اداة الوصل من تجويف الحائط , فلا عجب اذن ان يكون خط الهاتف مقطوعاً , ومن الصعب احضار طبيب . اخبرته بسرعه وهو يحاول الوقوف :" كنت احاول مساعدتك . لا اعتقد انك تستطيع الحراك حتى يكشف عليك الطبيب" ومن الواضح انه كان يشعر بالالم في مكان ما من جسمه عندما تاوه قليلاً.
واخبرته :" لقد كنت غائباً عن الوعي لثوانٍ فقط" .
ووضعت يدها على كتفه لتمنعه من الحراك اكثر:" لم اكن غائباً عن الوعي ابداُ, ياسين" لم يكن تعبير نفاذ الصبر الذي ارتسم على وجهه, ولكن وهج الغضب عاد الى عينيه:" لقد كنت ملقى هنا وعيناي مغمضتان , اعد للمئة حتى لا اخنقك فوراً بسبب حقيقة انك دائماً تسحبين شريط هاتف طوله ميل لكي تنتقلي من غرفة الى غرفة وانت تتكلمين في الهاتف !".
تراجعت الى الوراء كما لو لدغت , واحمر وجهها عندما تذكرت هذه الحقيقه . كما يبدو فان وولف تذكرها ايضاً , اذ انه منذ سبع سنوات خلت طلب ان يأتي مهندس الى شقته ليركب شريطاً اطول للهاتف , بعد ان كانت تنتقل من غرفة الى غرفة وهي تتكلم في الهاتف , ونزعت مقبض الهاتف عدة مرات وقطعت الاتصالات ، لقد كان من دواعي استغرابها ان هذا الرجل عرفها جيداً.
يتبع
|