كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
مع ان في فترة مابعد الاعياد تقل اعمالها ثم تعود وتتحسن في حزيران – يونيو , ولكن هذا ليس سبباً وجيهاً لوولف كي يفترض انها تستطيع ترك كل شىء والذهاب الى لندن لمقابلته .
ولكن سكرتيرته المهذبة اخبرتها بوضوح ان السيد ثورنتون لا يستطيع ان يذهب بنفسه للقائها , ذلك انه في اجتماع الآن , ولا تتوقع ان ينتهي منه قبل الساعة الخامسة , مما يعني ان سين لا تسطيع التكلم معه لتعرف ماذا يريد! .
انهت سين المكالمة مع السكرتيرة , على تلتقي وولف في الساعة الخامسة والنصف .
امضت فترة الظهيرة بعد ذلك غير قادرة على التركيز على ما تفعله ولو لم يكن وولف في اجتماع عمل , إلا بعد الساعة الخامسة.
لقد تمنت لو انها لم تلتق قط بجيرالد هاركورت في ذلك الزفاف , ولم تسمع بابنته ريبيكا وبالتأكيد لما التقت بوولف مرة اخرى , وخاصة ان السبب طلبه رؤيتها , هو ان يسألها كيف جرت الامور بينها وبين جرالد ليلة امس, وهذا ليس من شأنه !
كانت تقف بعدم ارتياح وهي تحس بحذائها يغرق في السجادة الزرقاء الباهتة . وابدا ان المكاتب الرئسيه في صناعات آل ثورنتون تتمتع بكل وسائل الرفاهية.
لم تذهب سين الى هناك من قبل ، فالمكتب لم يكن بين الاماكن التي كان يهتم بها وولف , إلانها تعترف بانه يبدو قاسياً ومتغطرساً مما جعله مناسباً لعالم الاعمال اكثر من كونه فناناً مبدعاً, مع انها كانت لا تزال تشعر بالحزن لفقدانه .
هذا لن ينفع وقد عادت بافكارها الى وولف القاسي والمتغطرس ومن الافضل لها ان تتذكر هذا .
سألته بخفه :" لماذا اردت رؤيتي ياووبف ؟" وكان مزاجها ليس صافياً بعد ان اضطرت للمجيء الى لندن للمرة الثانية اليوم .
مال الى الوراء على كرسيه الجلدي , وضاقت عيناه وبدا في سترته الكحليه وقميصه الابيض وشعره المسرح الى الوراء بصلابة , انه في الخامسه والثلاثين بدون شك, من الواضح انه رجل اعمال ناجح .
لوى فمه بقسوة :" ألن تجيبي عن سؤالي عن موعدك مع جيرالد ؟ لقد بدا على غير عادته هادئاً , مما يعني أمراً واحداً من إثنين ...."
لقد تمكنت سين أخيراً من الكلام :" هل سألت جيرالد عن موعده معي ؟" وقد ارتابت كثيراً في بادىء الأمر في أن تقول أي شيء .
قال وولف :" اما أنكما فشلتما إلى درجة أنكما لن تكررا اللقاء أو أنكما أصبحتما متحابين " وقسا صوته الآن وضاقت عيناه :" وفي كلا الحالين , فإن جيرالد المهذب لا يطلع أحداً على أموره مع النساء وهكذا فهو لن يخبرني ويخبر اي شخص آخر عما جرى".
قالت سين بحرارة و عينها تلمعان :" إنه أمر مؤسف , لا يمكن قول الشيء نفسه عنك!".
لم يتحرك وولف , كان متوتراً, إلا انه لم يكن هكذا منذ بضع دقائق , فقد كان هادئاً . كان صوته ناعماً نعومة خطرة :" ماذا تعنين بذلك ؟" .
رمقته سين متهمة إياه:" من الواضح انك لا تشعر بالندم لمناقشة أمري معه ".
وتحدته مدافعة :" أو انك لا تعتبرني سيدة؟".
منذ سبع سنوات كانت حبيبته , بعد معرفة دامت عدة ايام فقط ، ربما يعتقد انها عرفت عدة رجال من بعده .
يتبع
|