كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وشعرت سين ان ريبيكا لاتريد ان يعرف وولف عن مكالمتها الهاتفية وبما ان الخط لم يقطع بعد بين الفتاتين, ولم يكن في نية سين ان تطلع ريبيكا على وصول الى مكتبها, وبدون ان يعرف وولف مع من تتكلم, لم تعرف سين ماذا عليها ان تفعل حينئذ! شاهدت وولف يتقدم داخل المكتب بعد ان اغلق الباب باحكام , ووقف اماها بتعجرف , بينما كان ينتظر ان تنتهي من المكالمة باسرع وقت.
اجابت سين قائلة:"يبدو الغذاء فكر جيدة".
واضافت بخفة بينما لاحظت التوتر في صوتها:"ربما تستطعين ان تحددي اسم مطعم يكون مناسباً لكلينا؟".
راقبت وولف وهو يتجول في انحاء المكتب, وبين الحين والحين يلتقط بعض الاشياء يتفحصها ويعيدها من دون اهتمام، فلقد كان في مكتبها بعض كتب الزفاف, وبطاقات الافراح, وجدران مكتبها مزينة بورق الحائط بلوني الزهر والكريم التي الصقتها سين بنفسها, اذ لم تستطع ان تدفع تكاليف خبيرة في هذه الامور،فلقد دفعت اجرة المكتب لسنة كاملة! اظهر وجه وولف المتعجرف درايته بامر فرش المكتب, ورفع حاجيبيه متعجباً, فسين كانت لا تزال تمسك بسماعة الهاتف.
ارادت سين بامتنان ان تنهي المكالمة, لو ان ريبيكا تقول فقط اسم المطعم، فهي تريد ان تنهي هذه المقابلة مع وولف بسرعة .
وبعد ذلك مقابلتها مع ريبيكا التي احست انها ستذهب سدى هي ايضا, بالتأكيد وولف لايريدها ان تتدخل بامر زواجه من ريبيكا.
من حسن الحظ ان جيني ذهبت لتناول الغذاء بعد عودتهما, اذ انها ستشتعل بالفضول لرؤيتها وولف في المكتب بعد ان قابلتاه لتوهما في منزل خطيبته.. فلم يكن في نية سين ان تقول للفتاة ان وولف اراد محادثتها بامر ما ولكن بعيداً عن اعين الرقباء.
اجابت ريبيكا اخيراً:"ماذا عن الريتز؟" .
كان من المحتمل ان ترفض سين ولكن رؤيتها لوولف يتجول في المكتب فلا بد من القبول.
ولكن الريتز لم يكن مناسباً لهما, او على الاقل مناسباً لميزانية سين, وبما انه غداء عمل, فهي لاتستطيع ان تضيع وقتها, وحتى اذا ما رفضت قد تخاطر بالكشف عن هوية ريبيكا.
"عظيم"وافقت سين وحددت موعد اللقاء عند الساعة الثانية عشرة والنصف واعادت السماعة الى مكانها والتفتت ناحية وولف الذي كان يتفحص جدول اعمالها للاسابيع القادمة.
التفت ناحيتها فجأة واخذت نظراته الثاقبة تحدق فيها بإمعان, واحست سين بخصلات شعرها الفضية تتطاير فوق كتفيها, وبدا لون شعرها الزاهي فاتحاً اكثر على قميصها , كانت شفتاها بدون احمر شفاه, فقد شربت للتو فنجان قهوة اعدته لنفسها لم تكن هذه هي الطريقة التي اؤادت بها رؤية وولف وماكانت تتوقع رؤيته سريعاً هكذا ولكن كان عليها ان تعلم ان وولف يفعل دائماً كل شيء غير متوقع وارتد فمها الى الوراء عندما التقت نظراتها بنظراته الباردة.
فتحدته متسائلة:" ماذا تفعل هنا يا وولف؟".
من حسن حظها ان صوتها لايظهر كم كانت متضايقة ومتوترة من وجوده فهما وحدهما تماماً هنا ولم يكن امام سين ثمة خيار آخر.
يتبع
|