كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
آ يالهي , ذلك الصوت , احست بقشعريرة في جسمها وبموجات من الرعب تجتاحها الآن.. آخر مرة رات فيها وولف ثورنتون اوضحت له تماماً ماذا تفكر فيه ولم يكن هناك من سبب واحد لها للتيقن من ان السنوات الماضية التي مرت من دون اي اتصال بينهما, قادرة على تغيير مشاعره تجاهها.
هل يعقل ان يحدث لها هذا؟ طبعا, فوولف يدير صناعات آل ثورنتون , وجيرالد هاركورت يدير شركته الخاصة بنجاح كبير, فلم لايكون هذا الرجلان صديقين؟ ولكن لم كان على هذين الرجلين ان يتقابلا هنا اليوم, وفي هذا المكان بالذات؟ لاحظت سين ان جيني تنتظر عند الباب, فما زال وولف يتمتع بتلك الجاذبية البدائية التي تجذب النساء اليه, والتي راتها سين مكرهة، انه ذلك الامر الذي تحققت منه سين والذي كان السبب في تحطيمها, والادهى انه كان يعرف كيف يستفيد منه.
ادارت سين بحزم وجهها , وقد غلقت انفاسها بحنجرتها, التقت وولف للمرة الاولى بعد سبع سنوات ، لم يتغير البتة, فشعره الاشقر الداكن طويل لدرجة انه لا يتناسب مع الموضة السائدة ، وبعض الخصلات الناعمة تغطي جبينه وعيناه العسليتان محاطتان بأطول أهداب راتهما سين في حياتها وانفه الكبير الشامخ ولكن فمه تغير ولم يعد كما كان.. لاحظت ذلك مقطبة جبينها في الماضي كان فمه جذاباً, اما الآن فلا.
لقد اصبحت تعابير وجهه تنم عن حزن, وبدا انه قليلاً ما يبتسم, والخطوط بجانب انفه وفمه لم تكن بسبب الابتسام, بل من القسوة التي حددت كل قسمات وجهه وعندما حدقت سين فيه جيداً, ادركت ان عينيه لم تعودا دافئتين بتاتا , ولكنهما قاسيتان وغير مكترثتين .
لقد بدت عيناه قاسيتين اكثر عندما احس بنظرات سين المنصبة عليه, وللحظة بدا على ملامحه انه تعرف عليها على الفور, ورق فمه اكثر واطبق فكيه بقوة وتوجهت نظرات عينيه الفولاذية نحوها بتحد، كان في الماضي انساناً معروفاً بالرقة والحنان , ونعومة ملامحه كانت تجعل من الصعب على اي كان تحديد عمره... أما اليوم فهو يبدو في الخامسة والثلاثين بدون ادنى شك وعلى اقل تقدير.
ازدرت سين ريقها بصعوبة ولم تشعر في حياتها بالرغبة في الفرار كما تشعر الآن. وشعرت للحظة ان وولف قد يقتلها بالفعل.
تساءل وولف مسيطراً على اعصابه عندما استدار ليواجه الرجل الآخر, منتظراً ان يعرفه الى الضيفتين. " جيرالد" وكانه لا يعرفها اطلاقا! .
رفضت ان تصدق انه نسيها، لابد انه تمنى ذلك ولكنها عرفت من ردة فعله للحظة خلت, عندما نظر اليها للوهلة الاولى بانه لم يستطع نسيانها.
قال الرجل الاكبر سناً مبتسماً ببساطة, غير واع مطلقاً للتوتر السائد في الغرفة:" آسف وولف" .
اضاف بخفة:" هذه لوسيندا سميث من وكالة النعمة التامة, ولكن اصحابها يدعونها سين كما اكدت لي."
بدا ان وولف لايجد اي روح دعابة باسمها او حتى بشخصها!ولكن نظرته المستفسرة التي القاها نحو الرجل الآخر , بدت متسائلة عن مدى قرب جيرالد منها باعتباره احد اصدقائها.
لقد كان سؤالاً مثيراً, فمع دعوته لها للحضور الى هنا عندما تحادثا يوم السبت الفائت, قام جيرالد بدعوتها للعشاء خارجاً ايضا.
يتبع
|