كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
هزت رأسها بأسى على غبائها لمجرد التفكير بأن شيئاً مثل هذا قد حصل ...
" فليس هناك من عائلة أو اقارب للتخفيف من وقع الأمر عليها أو تفضي لهم بمشاعرها ، مجرد يتيمة سهلة تستطيع التخلص منها بمجرد ان تخف شكوك أليكس حولك وحول باربرا ".
انتفض وولف :" أنت مخطئة يا سين ...".
" كل ذلك الكلام عن زواجنا التقليدي " أكملت بصوت متألم :" الفستان الأبيض الواسع والكعكة المزينة بالكريما ، وعربة تجرها الخيول لنقل العروسين الى حفل الزفاف ".
أحست سين بالدموع تتجمع في مقلتيها وهي تردد الكلمات التي جرحها بها وولف في ذلك اليوم الذي التقيا فيه من جديد في منزل آل هاركورت ، لقد كان يعلم تماماً ما يقول في ذلك اليوم ، وكيف يجرحها تماماً ، فلم ينس قط أياً من الكلمات التي قالتها له والتي تتعلق بزفافهما .
صاح وولف :" " أنا لا أصدق ذلك " ويده تهتز قليلاً عندما أزاح شعره بعيداً عن وجهه ، وجه شاحب إلى درجة أنه بدا رمادياً . وتابع قوله :
" سين ، أنا لا أهتم بما قالته لك باربارا تلك الليلة أو أي ليلة أخرى ، كانت في شقتي تلك الليلة لأنني كنت في المستشفى مع أمي ، لقد تلقت صدمة شديدة ، بموت أليكس ، وادعت باربارا أنها لا تريد أن تكون وحدها في منزلها تلك الليلة " هزّ رأسه قليلاً بذهول :" لا أستطيع أن اصدق أننا كنا نتكلم عن شيئين مختلفين تماماً تلك الليلة ، ولم يكن هناك من داع لتلك السنوات السبع الضائعة ..." جلس فجأة وكأن رجليه لا تقويان على حمله .
الآن كان دور سين لتحدق به ولتحاول ان تفهم ذلك ، لقد حصلت لأمه صدمة شديدة تلك الليلة ، بطريقة ما اعتقدت أن ذلك حدث بعد وفاة اليكس ولكن ليس في نفس اليوم الذي مات فيه ، لم يكن لديها أي فكرة بأن هذا ما عناه وولف ذلك اليوم عندما اخبرها أن أمه انهارت .
لم لم يكن يعلم من يساعد اولاً ، امه المريضة جسدياً أم أرملة اخيه !
لكن ماذا عن الأقوال التي ذكرتها باربارا تلك الليلة ؟ ذكّرته بقوة :" لقد اعترفت بذنبك يا وولف " مقررة أن لا تظهر أي علامة تدل على ضعف وإلا سوف تضيع من جديد :" اخبرتني انك لن تنسى ما فعلته باليكس ".
عارضها بقوة :" ولكنني لم اقصد باربارا !" ووقف على قدميه من جديد وتحرك عبر الغرفة نحوها :" انا من كان يجب ان يكون في المروحية . يا سين ، انا الذي كان مفترضاً ان يموت !" .
عبست مدققة في قسمات وجهه ولم تفهم ، احتضن وولف كتفيها واصابعه تشدّ عليها بقوة وهو يهزها :" أنا من كان يجب أن يقوم بالرحلة يا سين ".
" ولكن ..."
" أنا الأبن الأكبر يا سين ".وهزّها من جديد :" ألا تفهمين ؟" وفجأة فهمت ، لقد اعتقدت اليكس دائماً الأبن الأكبر ، وأن وولف هو الأصغر ، ولكن اذا كان وولف هو الاكبر ،فهو الذي كان من المتوقع أن يأخذ مكان ابيه في صناعات آل ثورنتون ، ولكنه رفض لأنه اراد احتراف الرسم ، وهكذا لم يترك لأليكس اي خيار إلا ان يرتدي الثوب الذي رفضه اخوه وولف !
هزت رأسها والدموع تملأ عينيها من جديد ، ولكن هذه المرة كانت الدموع من اجل وولف ، لاجل الذنب الذي شعر به طوال سبع سنوات ، لأنه احس ان رحلة العمل تلك هو من كان يجب ان يقوم بها ، وهو من كان يجب ان يموت ، وليس اليكس .
يتبع
|