العرب المسلمون احرقوا مكتبة الاسكندرية
حاولت جمهرة كبيرة من المؤرخين القاء تهمة حريق المكتبة علي المسلمين عند فتحهم للاسكندرية علي يد عمرو بن العاص مستندين الي رواية مؤرخ مسلم اسمه عبداللطيف البغدادي و هو معاصر للسلطان صلاح الدين الايوبي و قد سافر الي عدد من البلدان الاسلامية و روى بشكل عرضي قصة احراق المسلمين للمكتبة علي يد عمرو بن العاص بامر من الخليفة عمر بن الخطاب و ذلك في كتابه " الموعظة و الاعتبار " ثم اتى من بعده عدد من المؤرخين من امثال القفطي في كتابه تاريخ الحكماء و ابي الفرج ابن العبري في كتابه مختصر تاليخ الدول و ابي الفداء في كتابه المختصر في تاريخ البشر و المقريزي و لحق بهم جورجي زيدان في القرن الماضي و كل هذه الكتابات توجه اصابع الاتهام للمسلمين باحراق المكتبة و ما لبث ان تلقف الغرب هذه الفرية و بدأوا يدرسونها و يدعمونها و يحشدون لها شواهد و ادلة لكي يثبتوا عداء الاسلام للعلم و الكتب و الحضارة بشكل عام .
يوليوس قيصرهو من احرق مكتبة الاسكندرية
يرجع اول اتهام الي يوليوس قيصر حين حضر الي الاسكندرية عام 47 ق م متعقبا بومبي الذي كان قد هرب الي مصر ففي الاسكندرية وجد قيصر حربا اهلية اخري بين الملكة كليوباترا و اخيها بطليموس الرابع عشر و حين اتخذ قيصر جانب كليوباترا تورط في الحرب القائمة و اعلن المصريون عليه الحرب بقيادة اخيلاس و يذكر قيصر في نهاية كتابه : " ... و علي ذلك دارت المعركة بكل عنف ... اما قيصر فقد احرز النصر .. احرق هذه السفن جميعا و سائر السفن التي كانت في الترسانة البحرية لانه لم يتمكن من حماية جبهة بهذا الاتساع بقوة صغيرة "
هذا الجزء من الفقرة التي يتحدث فيها يوليوس قيصر عن قيامه بحريق هائل في السفن التي كانت في الميناء و في الترسانة البحرية و التي بني عليها المؤرخون اتهاماتهم للرومان بحرق المكتبة لانهم تصوروا مبني المكتبة متاخما للميناء فطالته النار التي اتت علي محتوياتها من كتب و مخطوطات .
و مصادر اخري تشير الي تفصيلات الحادث عند كتاب لاحقين اولهم سينيكا الذي كتب حوالي منتصف القرن الاول الميلادي عن الحادث و ربما نقل عن المؤرخ ليفوس و هو يشير و بلا شك الي ان 400000 كتاب احترقت في الاسكندرية بسبب " النار التي اضرمها قيصر في السفن "
و من بعده بلوتاخ " 46-127 م" الاغريقي حيث يقول : " فلما اوشك قيصر ان يقع في ايدي اعدائه اضطر الي ان يدرأ الخطر بالحريق و انتشرت النار من الترسانة البحرية و دمرت المكتبة الكبري "
كما نجد الكاتب الروماني اولوس جيليوس 123 – 169 م يقول صراحة " انه قد جمعت او نسخت كمية هائلة – يقصد من مكتبة اثينا – في مصر بواسطة ملوك البطالمة نحو 700000 جزء و لكن هذه الكتب جميعها احترقت في حرب الاسكندرية الاولي عندما دمرت هذه المدينة و لم يكن ذلك عن قصد او عمل ارادي و لكن حدث عرضا بواسطة الجند الاحتياطي "
و يعلق المؤرخ ديون كاسيوس في مطلع القرن الثالث الميلادي علي هذا الحريق بقوله " " .... و نشبت النار في اماكن كثيرة العدد عظيمة القيمة "
و المؤرخ اميانوس مارقللينوس من القرن الرابع الميلادي يقول بصراحة : " كان هناك مكتبة لا تقدر بثمن و التي جمعت كتب القدماء و انها ضمت 700000 كتاب قد احترقت بالنار في حرب الاسكندرية حينما دمرت المدينة زمن الدكتاتور قيصر "
و يؤكد صحة النبأ مؤرخ اخير من القرن الخامس الميلادي و هو اوروسيوس الذي يذكر في حديثه عن حرب قيصر في الاسكندرية يقول : " و اثناء المعركة ذاتها صدر الامر بحرق الاسطول الملكي الذي كان قد رفع علي الشاطيء و حينما امتد ذلك الحريق الي جزء من المدينة ايضا اتي علي 400000 كتاب مودعة في بناء كان قريبا و كان شاهدا فريدا علي اجتهاد و دأب اسلافنا الذين جمعوا هذا القدر الهائل من اعمال النبوغ الرائعة "
المسيحيون هم من حرقوا مكتبة الاسكندرية
لم تفلت المسيحية من نفس الاتهام الذي نال المسلمين و نال يوليوس قيصر من قبل ....
ففي مطلع القرن الثالث بعد الميلاد عندما تعرضت الاسكندرية لغضب الامبراطور كاراكالا ... لقد لحق الموسيون اذي كبير و عامل علماء الموسيون معاملة قاسية و الغي جميع امتيازاتهم و طرد العلماء الاجانب و كانت هذه الحوادث فاتحة لسلسة من الكوارث تعاقبت علي الموسيون و دور العلم و الكتب فبعد نصف قرن تقريبا تعرضت المدينة مرة اخري سنة 265 م للاضطهاد من جللينوس ضد المسيحيين و اصاب المدينة تدمير شديد و خاصة الحي الملكي الذي يقع فيه الموسيون و بعد اقل من عشر سنوات موجة من الاضطهاد علي يد الامبراطور اوريليانوس 272 م و تلاه اضطهاد الامبراطور دقلديانوس حين هاجم المدينة فقتل كثيرا من مواطنيها و احترقت اجزاء كبيرة من المدينة و امر بحرق جميع الكتب التي تبحث في صناعة المعادن بقصد صناعة الذهب و الفضة و قد وصلنا وصف هذا الحريق علي لسان يوحنا الانطاكي يقول : " جمعت هذه الكتب القيمة و اعملت فيها النيران دون شفقة "
و لما تمكنت المسيحية لعبت نفس الدور في المأساة فقضوا ايضا علي الكتب التي تمت للوثنية و لو بادني صلة و ربما قضوا علي المعابد و حولوها الي كنائس و منها علي الارجح مبني الموسيون و المكتبة الام
نحن هنا نطرح هذا الموضوع لنخرج بنتيجة تقريبية عمن حرق مكتبة الاسكندرية
هل هم المسلمون ؟
هل هو يوليوس قيصر ؟
هل هم المسيحيون ؟
سيترك البحث للمناقشة مع عرض لأبحاثكم المتعلقة بكل ما يتعلق بحريق المكتبة
تحياتي